ocaml1.gif
العدد 38: الوحدة مع المسيح Print
Sunday, 16 September 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 16 أيلول 2012 العدد 38   

الأحد بعد عيد الصليب

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الوحدة مع المسيح

“أنا مُتّ للناموس”. قولة بولس هذه تعني أني لا أقدر أن أكون حيًّا اذا بقي ناموس موسى فاعلا. بات ميتًا “لكي أحيا لله” بقوة المسيح إذ كنتُ في المسيح لمّا صُلب. كنت أنا أيضًا معلّقًا على الخشبة وعليها صار المسيح حيًّا، وبسبب وحدتي معه صار هو حيًّا فيّ.

 

كيف يكون هذا؟ ما لي من الحياة على هذه الأرض أنا “أحياه في إيماني بابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي”. سكن الرب يسوع فيّ بموته وقيامته، وهذه السُكنى مبعث إيماني به. هو غدا كل شيء لي.

ولكن هذه السُكنى، حتى تستمرّ، تفترض جهدًا مني. الخلاص ينزل عليّ من الله، ويجب أن أُحافظ عليه بالطاعة. يجب أن أقبله. لذلك قيل في إنجيل اليوم: “من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. اذا كنت مؤمنًا حقًّا ومعمدًا تشير الى أنك تريد أن تتبع المعلّم. هو يريد أن يجلبَ أتباعَه اليه. هذا لا يتمّ بمجرّد الاعتراف اللساني به. هذا يشترط أن يكفر الإنسان بنفسه اي أن يبتعد عن كل مصلحة في الأرض، عن تسلّط الأنا عـليه، أن يطلب سلطان المسيـح عليه. هذا هو الكفر بالنفس والاعتراف بأن للرب وحده سيادة عليها. أنتَ إذا قبلتَ بتعاليم يسوع تكون قد أقررت بأنك تريد أن يُحييك بالإنجيل لأنه هو كلمة الحياة والخبز النازل من السماء.

بعد أن تكون كفـرت بمنـافعك الدنيوية وملذّات الدنيا يبرز أمامك الصليب الذي هو مشقّات الحياة والتجارب والشكوك. يطلب إليك يسوع أن تحمل كل هذه الأتعاب لتقدر أن تتبعه. الى أين تتبعه؟ هو مشى حتى الجلجلة، وهناك لاقى صليبه اي مشقّات العالم بأسره. واذا أنت حملت أتعابك الخاصة كلها بصبر القديسين، تكون التحقت به في الجلجلة ومتّ معه وقمت معه. ليس لك طريق إلا طريقه، وهو نفذ منها الى القيامة، وأنت تنفذ من طريقك الى قيامتك اي الى الفرح الذي يُنزله عليك الروح القدس.

بعد هذا يقول السيد: “لأن من أراد أن يُخلّص نفسه يُهلكها ومن أَهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها”. معنى ذلك أنك تبذل نفسك بالجهود التي يطلبها منك. تبذل كل الجهود لا بعضًا منها. وذلك من أجله ومن أجل الإنجيل اي لتظهر فاعلية الإنجيل فيك وليُبثّ في الناس فيظهر نوره في أعمالهم.

ثم يزيد المعلّم كلامه وضوحًا بقوله: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أَم ماذا يُعطي الإنسان فداء عن نفسه؟”. لو ربح كل أموال الدنيا وكل النفوذ فيها وكل السلطة عليها، وصارت نفسه بهذا مكانًا للشرير، ما نفع هذا الذي ربحه.

المُبتغى أن يربح اللهُ نفسَك بالقداسة التي يريدها الله لك والتي يجب أن تحبّها لأنك إن لم تحبّ القداسة تكون بالضرورة محبا للخطيئة، ولا يمكن ان تجمع الخطيئة والقداسة في قلب واحد وفي وقت واحد.

المسيح يريد لنفسه كل قوّة فيك وكل مواهبك وأن تكون أعمالك لمجده فقط. أنت لا تُظهر نفسك. تُظهر نور المسيح مرتسمًا على وجهك ليأتي الناس الى مسيحهم ويَخلُصوا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: غلاطية 16:2-20

يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبـرَّر بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضا بيسوع المسيـح لكي نُبـرَّر بالإيمان بالمسيـح لا بأعمال النـاموس إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد مـن ذوي الجسد. فإن كنّـا ونحن طالبـون التبرير بالـمسيـح وُجدنا نحن أيضا خطـأة، أفَيكون المسيـح اذًا خادما للخطيئـة؟ حاشى. فإني إنْ عُدتُ أَبني ما قد هدمتُ أَجعـلُ نفسي متعـدّيـا، لأني بالناموس مُـتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيـا، لا أنا، بل الـمسيـح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحيـاه في إيمـانِ ابـنِ اللهِ الذي أَحبّني وبذل نفسه عني.

الإنجيل: مرقس 34:8-1:9

قال الرب: مَن أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويَحمل صليبه ويتبعني، لأنّ من أراد أن يُخلّص نفسه يُهلكها، ومن أَهلَكَ نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها. فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أَم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الـفـاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيـه مع الملائكـة القديسين. وقال لهم: الحق أقول لكم إنّ قوما من القائمين ههنا لا يـذوقون الموت حتى يـرَوا ملكوت الـله قد أتى بقوّة.

القدّيس كبريانُس القرطاجيّ

وُلد كبريانُس على الأرجح في قرطاجة (تونس اليوم) حوالى سنة 200/210 من أبوين وثنيّين. وكانت اسرته ثريّة ومثقّفة، فتبع دروسًا جدّيّة وصار خطيبًا لامعًا ومعلّم بلاغة. وعاش كبريانس حياة خلاعة في مدينته الشهيرة بكونها آنذاك "سوقًا للملذّات". غير أنّه اهتدى إلى الإيمان المسيحيّ عام 245 بتأثير من كاهن اسمه سيسيليانُس رأى فيه كبريانس صديقًا وأبًا لحياته الجديدة في المسيح، فاعتمد وتربّى على يده، ووزّع كلّ ثروته على الفقراء. انتُخب أسقفًا على قرطاجة عام 248، واستُشهد عام 285. تعيدّ له الكنيسة الأرثوذكسيّة في السادس عشر من شهر أيلول.

كتب كبريانُس رسالة إلى دوناتُس، أحد أصدقائه، يروي فيها اهتداءه إلى المسيحيّة: "عندما كنتُ راقدًا في ظلمة ليلة عمياء، محرومًا، في حياتي غير الواعية، من نور الحقيقة، كنتُ أجد، بسبب مسلكي، صعوبة في الحصول على الخلاص الذي وعدنا به الله في رحمته. أن يولد المرء من جديد، فيخرج من جلده القديم ليتشدّد بملامسة المياه الخلاصيّة (بالمعمودية)، أن يغيّر نفسه وذهنيّته، كنتُ أقول إنّ هذا الانقلاب لمستحيل". غير أنّ كبريانُس أثبت، عبر اهتدائه، أن ليس ثمّة أمر مستحيل عندما تتوافر الإرادة الصلبة والاتّكال على الله: "ما ليس مستطاعًا عند الناس مستطاع عند الله" وعند مَن آمن به.

يتابع كبريانُس روايته، فيقول: "بفضل المياه التي تجدّد الحياة (مياه المعموديّة)، غُسلت من خطاياي الماضية، وانتشر من العلى نورٌ في قلبي التائب، الهادئ والنقيّ. ولادةٌ جديدة أنعشتني. يا له من اهتداء رائع! لقد صرتُ إنسانًا جديدًا... والحياة الأرضيّة والمولودة من الجسد بات روح الله هو الذي يحييها من الآن فصاعدًا. هذا عمل الله! أجل عمل الله! كلّ ما نقدر عليه يأتي من الله". ويختم روايته بالحديث عن فعل النعمة الإلهيّة: "الروح القدس ينتشر بدون كلل وبلا مقدار، وبلا نهاية، فيتخطّى الحواجز، ويغمرنا بعطاياه. وبقدر ما تكون إمكانيّاتنا التي يحفرها فينا الإيمان عظيمة، تفيض فينا النعمة بغزارة أعظم".

كان كبريانُس من أشدّ المدافعين عن وحدة الكنيسة، فكتب مقالةً هامّة عنوانها "في وحدة الكنيسة الجامعة"، تتضمّن تشجيعًا للمؤمنين على صدّ خطر الانقسام الذي يتهدّدهم. يشبّه كبريانُس وحدة الكنيسة بوحدة رداء الربّ يسوع، فيقول: "سرّ الوحدة هذا يمثّله في الإنجيل رداء ربّنا يسوع المسيح... فهو واحد، في قطعة واحدة ونسيج واحد. الوحدة تأتي من فوق، أعني من السماء ومن الآب. مَن يجزّئ كنيسة المسيح ويقسمها لا يمكنه أن يملك ثوب المسيح... وبما أنّ الذي يسكن فينا هو واحد، ففي كلّ مكان يربط معًا برباط الوحدة كلّ الذين ينتمون إليه".

يعترف القدّيس كبريانُس بأوّليّة أسقف رومية (البابا)، لكنّه يرى أن ليس لأسقـف رومية "سلطـة وولايـة"  على سائر الكنائس، وهو بهذا الرأي يعبّر عن موقف الكنيسة الأرثوذكسيّة من هذه المسألة. وهو يثور ضدّ تسلّط البابا إستفانوس الذي أراد فرض رأيه على كبريانُس، فيقول له: "إنّ بطرس، الذي اختاره الربّ أوّلاً وعليه بنى كنيسته، عندما اختلف في ما بعد مع بولس بشأن الختان، لم يُبدِ أيّ غطرسة ولا أيّ ادّعاء وقح؛ ولم يقل إنّ له الأوّليّة وإنّه يتوجّب على القادمين حديثًا والأقلّ قدمًا أن يطيعوه، ولم يزدرِ بولس بحجّة أنّه اضطهد الكنيسة، بل استسلم برضًى للحقيقة وللأسباب الصحيحة التي عرضها بولس. وهكذا أعطانا أمثولة في الاتّحاد والصبر، وعلّمنا ألاّ نتعلّق بعناد برأينا الخاصّ، بل أن نتبنّى الأفكار الصالحة والخلاصيّة التي يلهمها لنا إخوتنا ورفاقنا، متى كانت مطابقة للحقيقة والبرّ".

كتب كبريانوس، إبّان الاضطهاد الذي عانى منه المسيحيّون، مقالة عنوانها "في منافع الصبر" يحضّ فيها المؤمنين على التحلّي بالاعتدال والوداعة وعدم مبادلة الشرّ بالشرّ، فيقول: "المحبّة تتغاضى عن كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وترجو كلّ شيء، وتصبر على كلّ شيء (كورنثس الأولى 13: 7). بهذا يدلّ الرسول بولس على أنّ الفضيلة لا تستطيع أن تستمرّ إلاّ إذا امتُحنت بالصبر. وبولس يقول أيضًا: احتملوا بعضكم بعضًا بمحبّة، واجتهدوا في حفظ وحدة الروح برباط السلام (أفسس 4: 2-3). لا يمكن الحفاظ على الوحدة ولا على السلام إذا لم يجتهد الإخوة أن يحافظوا على التسامح المتبادل وعلى رباط الاتّفاق بواسطة الصبر... إذا استقرّ المسيحيّ في السلام، في لبس المسيح، يجب عليه ألاّ يقبل في قلبه لا الغضب ولا الشقاق؛ ولا يجوز له أن يجازي أحدًا على شرّ بشرّ، ولا أن يحقد".

كم يبدو راهنًا كلام القدّيس كبريانُس عن التضامن ما بين المؤمنين، وبخاصّة في أوقات الشدّة والضيق، فهو يقول في رسالة وجّهها إلى كرنيليوس بابا رومية بسبب الاضطهاد الذي ساد مدينة رومية: "ليفكّر أحدنا بالآخر في اتّحاد القلوب والنفوس: ليصلِّ كلّ منّا من جهته من أجل الآخر، في أوقات الاضطهاد والعذابات، فلنتعاضد بمحبّة متبادلة، وإذا أنعم الربّ على أحدنا بأن يموت قبل الآخر، فلتستمرّ صداقتنا لدى الربّ، ولا تتوقّف صلاتنا من أجل إخوتنا وأخواتنا عن التوجّه إلى رحمة الآب". فيا أيّها القدّيس الشهيد كبريانُس صلِّ من أجلنا.

القديس كُرنيليوس قائد المئة

نقرأ في مطلع الإصحاح العاشر من أعمال الرسل: “وكان في قيصرية (قيصرية فلسطين) رجلٌ اسمه كُرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية. وهو تقيّ وخائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلّي الى الله في كل حين” (10: 1 - 2). ظهر له ملاك وقال له أن يُرسل في طلب سمعان الملقّب بطرس المقيم في يافا. وهكذا كان. لما وصل بطرس الى بيت كُرنيليوس ورأى شوق كل أهل البيت لسماع كلامه قال: “بالحق انا أجد أن الله لا يقبل الوجوه، بل في كلّ أُمّة الذي يتّقيه ويصنع البرّ مقبول عنده” (10: 34). ثم بشّر الكل بالمسيح وعمّدهم.

بعد صعود الرب الى السماء، انطلق الرسل يبشرّون اليهود اولا، الا أن الرسول بطرس فهِم أن الله يقبل كل من كان تقيًّا ويصنع البرّ، فعمّد كُرنيليوس الوثني. تعجّب المؤمنون الذين كانوا مع بطرس -وكُلّهم أَتوا من اليهودية- لكنهم لم يقولوا شيئا. منذ ذلك الحين صار كُرنيليوس يرافق الرسل في البشارة. ولما تركوا اورشليم إثر مقتل استفانُس وتفرّقوا في كل أنحاء العالم، ذهب كُرنيليوس الى فينيقيا وقبرص وأنطاكية وتبع الرسل حتى أفسس. تعيّن على كُرنيليوس أن يبشّر مدينة اسمها سكبسيس كان يحكمها فيلسوف اسمه ديميتريس يحتقر الإيمان المسيحي. قبض الحاكم على كُرنيليوس واضطره أن يقدّم الذبائح لآلهة الوثنيين. الا أن القديس ابتدأ يصلّي للرب، فاهتزت الأرض وتهدّم الهيكل الوثني على من فيه، ومن بينهم زوجة الحاكم وابنه. لما انتشلهما كُرنيليويوس من بين الأنقاض سالمَين، آمن الحاكم الفيلسوف مع عائلته بالرب، ومن بعدهم آمن كل اهل المدينة. قضى كُرنيليوس بقية حياته بسلام، ورقد بعد عمر طويل. تعيّد له الكنيسة في الثالث عشر من أيلول.

الأخبار

وادي شحرور

صباح السبت في التاسع والعشرين من آب تـرأس سيــادة راعـي الأبـرشيـة الـمطـران جـاورجـيـوس القداس الإلهي في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في وادي شحرور بمناسبة عيد قطع رأس القديس، بحضور كل أبناء الرعية. بعد القداس تمّ وضع الحجر الأساس للمبنى الذي تنوي الرعية إنشاءه، والذي يضم القاعات المناسبة لنشاطات الرعية ومواقف للسيارات. وكانت الرعية قد ابتدأت الاحتفالات بالعيد بسهرانية امتدت حتى الفجر، وفي اليوم التالي اشترك معظم الأهالي في نشاطات ثقافية وبيئية ورياضية.

تكلّم راعي الأبرشية في العظة عن يوحنا وهيرودوس الملك، قال ان علاقة الملك هيرودوس أنتيباس مع يوحنا كانت جيدة جدا، اذ كان الملك يدعو القديسَ الى البلاط ويستمع اليه بفرح وسرور، اي ان هيرودس كان متديّنا. هذا صميم المأساة أن انسانا مؤمنا يقتل، يقتل صديقه.

كان هيرودوس متزوجا بزواج اول من اميرة عربية ثم تزوج امرأة أخيه لا نعرف كيف. يوحنا وبّخه لما ارتكب خطيئة، لما ارتكب عملا ضد الشريعة، لسببين: اولا، أن هذه المراة كانت متزوجة من أخيه. وثانيا، لأنه بالشريعة اليهودية لا يقدر الانسان ان يتزوج امرأة أخيه اذا كان لا يزال على قيد الحياة. واذا كان الأخ قد مات دون أولاد يحق لأخيه ان يتزوج امرأته، وهذه حالة يتكلم عنها الانجيل.

لم تستطع هذه المرأة أن تتحمل التوبيخ الدائم لزوجها، وبصورة غير مباشرة لها. ولما أقام الملك هيرودس مأدبة يوم عيده، وأكل وشرب مع المدعوين، ولما رقصت سالومي ابنة هيروديا وأُعجب هيرودوس برقصها، أعطاها ما طلبت. أعطاها رأس يوحنا. وكان هو ساجنه في قلعة كانت قائمة عند البحر الميت. ما الذي قتل يوحنا؟ أمران في داخل هيرودوس قتلا يوحنا: الأول: الشرب والشراهة، والثاني الزنى.

تقيمون العيد اليوم ونقيمه جميعا، لنُكرّم هذا الشهيد العظيم الذي مهّد الطريق لمجيء المخلص. قال عن يسوع: هذا هو حمَلُ الله الحامل خطايا العالم. اليهود ليس عندهم فكرة “حمَلِ الله”. لا يعرفون أن المسيح هو حملُ الله. كشف يوحنا هذا الشيء لهم. ما عرفوا ابدا أن المسيح المنتظر هو المخلّص. هذا كشفه يوحنا المعمدان للأُمّة. ولكن اهم ما كان في حياته انه قُتل. هذا أسطع شيء في حياته أنه قُتل من اجل الله، من اجل حقيقة الله، من اجل طهارة الله. يوحنا انسانٌ ما قبِل التسويات والمساومات والصفقات. نحن نتغذى من حياة هذا النبي العظيم ونقتدي به في الشجاعة، في الصدق، في النقاوة امام كل الناس، ضد كل الناس. نشكر الله أنه أَرسله الينا الى العالم ليمهّد الطريق للمخلّص.

بكفيا: عيد مار عبدا

دعت رعية مار عبدا المارونية في بكفيا الرعية الأرثوذكسية في المحيدثة لمشاركتها الاحتفال بالذكرى الـ425 لبناء كنيسة مار عبدا. وقد لبّت رعيّة المحيدثة الدعوة، فأقام كاهنها وشمّاسها صلاةَ الغروب والخبزات الخمس على “مذبح الروم” في كنيسة مار عبدا-بكفيا مساء الثلاثاء 28 آب 2012، بحضور كثيفٍ من المحيدثة وبكفيا، وأَهدى الكنيسة أيقونةً للقديس الشهيد عبدا أُسقُف المدائن. وألقى عظة تناول فيها سيرة القديس عبدا وتاريخ بناء الكنيسة.

وكان سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس قد سبق واشترك في الذكرى المئويّة الرابعة لبناء الكنيسة سنة 1987حين أوصى برسم أيقونةٍ للسيدة المرشدة، ثم طاف بها من كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة مساء الخميس 27 آب 1987 إلى كنيسة مار عبدا، مصحوبًا بالكهنة والمرتلين والشعب حيث أقام صلاة الغروب.

والمعروف أن الرعية الأرثوذكسيّة في المحيدثة، التي بنت لها لاحقًا كنيسةً في المحيدثة على اسم السيدة سنة 1632 ونقلت إليها أيقونة السيدة العجائبيّة التي رافقت المعالفة القادمين من داما إلى دوما إلى بكفيا إلى المحيدثة، كانت قبلاً تتشارك كنيسةَ مار عبدا (بكفيا) مع الإخوة الموارنة، لكون هيكلها السابق كان يشتمل على مذبحين اثنين: مذبح الأرثوذكس إلى الشمال الشرقيّ، ومذبح الموارنة إلى الجنوب الشرقيّ.