Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 52: البطريرك
العدد 52: البطريرك Print Email
Sunday, 23 December 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الاحد 23 كانون الأول 2012 العدد 52    

الأحد قبل عيد الميلاد / أحد النسبة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

البطريرك

رأس الكنيسة المحلية (الأبرشية) هو الأُسقف. والكنيسة المحلية هي الموصوفة كالكنيسة العالمية واحدة، جامعة، مقدّسة، رسوليّة. على هذا الأساس الرسوليّ تأتي كل كنيسة يرئسها أُسقف أرثوذكسي. بتطور الأزمنة أخذ أُسقف العاصمة يسمّى “ميتروبوليت” التي صارت “مطران” بالعربية عن طريق اللغة السريانية.

 

غير أن الميتروبوليت تسمية شرفية لأسقف العاصمة ولكنه -على صعيد الأسرار الإلهية- هو مجرّد أسقف. من سُمّي “رئيس أساقفة” أو “ميتروبوليت” أو “بطريركًا” يبقى في جوهر الأسرار أُسقفا. الميتروبوليت أو البطريرك ليسا مرتفعين دينيا عن الأُسقف الا من حيث الترتيب المجمعيّ.الميتروبوليت في القديم يرئس مجمع الأساقفة.

في منتصف القرن الخامس ظهر المتروبوليت الذي بقي -دينيا- أُسقفا ولكنه يرئس الأساقفة في النظام المجمعي. يتقدمهم ويكون الاول بين إخوة متساوين. جوهريا، الأساقفة مهما كانت مقاماتهم الإدارية هم أساقفة فقط. يجتمعون بإقامة رئيس أساقفة أو ميتروبوليت أو بطريرك.

البطريرك يرئس من لهم لقب أُسقف أو مطران أو رئيس أساقفة. على صعيد الأسرار، البطريرك مجرّد أُسقف، وليس من أحد دينيا فوق الأسقف. البطريركية ليست درجة، هي ترتيب تنتظم فيه حياة الجماعة.

في الوضع الحاضر عندنا صارت الميتروبوليتيّة مجرّد تسمية للأسقف. كل رئيس أبرشية في الكرسي الأنطاكي صار يسمّى “ميتروبوليت”. ليس هذا هو الوضع في الكنائس الأخرى.

الميتروبوليت القديم صار لقبه بطريركًا في أواسط القرن الخامس، وهو يرئس المجمع المقدس كله. ثم اندثر عندنا مقام المتروبوليت كرئيس لمجمع صغير يؤلّفه الأساقفة المحليّون. وصار كل رئيس كهنة في الكرسي الأنطاكي يدعى “ميتروبوليت” أو مطرانا. والمطارنة أصحاب الأبرشيات يؤلّفون مجمعا برئاسة البطريرك.

المجمع المقدّس هو اجتماع مطارنة كنيسة مستقلّة، فهناك، على سبيل المثال، المجمع القسطنطيني يرئسه بطريرك القسطنطينية، وعندنا المجمع الأنطاكي الذي ينعقد برئاسة البطريرك الأنطاكي.

البطريرك يرئس المجمع ويسعى الى التقارب الروحي بين الأبرشيات ويتّصل برؤساء الكنائس الأرثوذكسية المستقلة ويعبّر عن وحدة الكنيسة الأنطاكية تجاه كل الهيئات الدينية والمدنية. هذا لا يمنع أيّ مطران من الاتصال الشخصي بزملائه المطارنة الآخرين في كرسيّنا وخارج كرسيّنا أو أن يُراسل من يشاء في العالم وأن يشرح وجهة نظره في هذا الأمر او ذاك. البطريرك لا يقيّد حرية المطارنة بالتعبير عن فكرهم او أن يسافروا، ويمكن لأيّ مطران من عندنا أن يشرح لصديق له في كنيسة مستقلّة أُخرى مواقف كنيستنا او أن يناقشه في اللاهوت او أن ينشر في مجلة ارثوذكسية او غير أرثوذكسية او في مجلة علمية ويتحمّل مسوولية ما يكتب.

غير أن البطريرك اذا تحرّك خارج الكرسيّ الأنطاكي لا ينطق باسمه ولكنه يعبّر عن رأي المجمع. لا يقول: هذا موقف الكنيسة الأنطاكيّة الا اذا تسلّح بقرار من المجمع المقدس. هو لسان حال المجمع. البطريرك ينقل فكر إخوته.

هو حامل المجمع. مسؤوليته السَهَر على المجمعية وعلى وحدة الفكر الأنطاكي. والمطران يحمل الى المجمع أبرشيته لأنه غير مستقلّ عنها. المفروض أنه يتفاعل مع أهل الرأي في أبرشيته ويُكوّن رأيه بالمشاروة. ليس أحد منّا منفصلا عن التراث وتعاون الإخوة. الأسقف يحمل القديم والحاضر معا. لا يخالف التراث ولا التعبير الحيّ عن التراث في اليوم الذي يعيشه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: عبرانيين 9:11-10 و32-40

يا إخوة بالإيمان نزل ابراهيم في ارض الميعاد نزوله في ارض غريبة، وسكن في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنه انتظر المدينة ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها. وماذا أقول ايـضا؟ انه يضيـق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيـل والأنبياء الذين بالايمان هزموا الممالك وعملوا البر ونالوا المواعد وسـدّوا أفواه الأسـود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقووا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود ايضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالايمان، لم ينـالوا المواعد، لأن الله سبـق فنظر لنا شيئا أفضل أن لا يَكمُلوا بدوننا.

الإنجيل: متى 1:1-25

كتاب ميلاد يسوع المسيـح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوتـه، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عـمـينـاداب وعـمـيـنـاداب ولــد نـحـشــون ونـحشـون ولــد سلمـون وسلمون ولد بوعـز منراحاب وبوعـز ولد عـوبيد من راعوث وعوبيـد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولـد رحبعـام ورحبعـام ولد أبيـّا وأبيـّا ولد آسـا وآسا ولـد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعُزّيا ولد يوتام ويوتام ولـد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيـا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولـد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولـد ألِعازار وألِعـازر ولد متّان ومتـان ولد يعقـوب ويعـقـوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكل الأجيال من إبراهيم الى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود الى جلاء بابل أربعة عشر جيلا، ومن جلاء بابل الى المسيح أربعة عشر جيلا. اما مولد يسوع المـسيح فكان هكذا: لـما خُطبت مريم أُمه ليوسف، وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سـرّا. وفيما هو مفتـكر في ذلك اذا بملاك الرب ظهر له في الحُلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم، فإن المولود فيها إنما هو من الروح القدس. وستـلد ابنا فتسمّيه يســوع، فإنه هو يخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كله ليتمّ ما قيل من الرب بالنبي القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا). فلما نهض يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتى وَلدت ابنها البكر وسمّاه يسوع.

لنكون مثله!

مَن يشارك في خدمنا العباديّة بالتزامٍ واعٍ، لا يَفُتهُ أنّ كنيستنا تُعدّنا لاستقبال الربّ، في عيد مولده المجيد، من بعيد بعيد، من يوم "رأس السنة الليتورجيّة"، أي الأوّل من شهر أيلول.

أمور عدّة تثبت أنّ كنيستنا شغلها أن نستعدّ لميلاد الربّ من هذا الزمان المبيَّن، ولا سيّما منها أعياد الأنبياء (12 عيدًا) والرسل (14 عيدًا) ومواعيدها. فهذه الأعياد لا يفـوت عـارفـًا أنّ توقيعهـا، في أوقاتها، دوره أن يضع التاريخ، تاريخنا، في خطِّ هدفِهِ الحقيقيّ، أي انتظار الربّ، وخطّ تبيان هويّة الكنيسة التي شأنها أن تبقى، مرسلةً في الأرض، تشهد لإله دفعه حُبّه لنا إلى أن يكون واحدًا منّا. ولا أَزيد على بلاغة وحدة هذين الخطّين إن ذكرتُ أنّ ما يدعم هدفهما الظاهر هو حُسن انتقاء الكنيسة النصوص الكتابيّة (الأناجيل والرسائل)، لتقرأ لا سيّما في آحاد هذه الفترة.وهذه، بمعظمها، تركّز على أنّنا عائلة الله المدعوّة إلى أن تطيع وصاياه "الآن وهنا"، وتخصّ بودّها "الإخوة الصغار"، أي الفقراء والمرضى في الأرض.

هذا يعني أنّ الكنيسة، في هذا الإعداد، تريدنا أن نعي، وعيًا لا رجوع عنه، أنّ الربّ إنّما يأتي، ليُصالحنا مع الله أبيه وبعضنا مع بعض. كان الناس، منذ زمان ليس ببعيد، إن خاصم أحدهم آخر، لا يرتضي أن يهلّ العيد، أيّ عيد، صغيرًا أو كبيرًا، من دون أن يصالحه. هذا، الذي كدنا نفتقده اليوم، لون من ألوان الوعي أنّ كرامة الربّ الحاضر الآتي هي، في قلوبنا، فوق كلّ اعتبار إن لكرامتنا الشخصيّة أو لأيّ أمر آخر. وهذا استباق يبيّن أنّنا نفهم أنّ العيد هو أن يلتقي الربّ نفسه بنفسه فينا. وهذا إدراك أنّ العيد، وإن تمّ في الأرض، يحاكي ما في السماء. إن كانت السماء لا يدخلها سوى المتسامحين المتصافحين، فالعيد في الأرض نوع من سماء. وهذا يعني أنّ العبادة، التي تجمعنا في آن ومكان محدّدين، هي، أيضًا، حرّة من كلّ آن ومكان. فنحن، الذين نهوى أن نعبد الله في الكنيسة، يدعونا الله إلى أن نهوى عبادته دائمًا.

من دعوة المصالحة أن نطيع وصايا الله (في هذه الفترة، تختار الكنيسة لنا، ممّا تختار، نصّين يرياننا الربّ يدعو شخصين، يسألانه عن الحياة الأبديّة، إلى أن يحفظ كلٌّ منهما وصايا الله). معظم المسيحيّين لا يعرفون ما يتضمّنه كتاب الله. ونادرًا ما تجد شخصًا قرأ الكتاب من دفّته إلى دفّته. وإذًا، العيد أن نصالح الكلمة، لنتعلّم على الله أن نطيعه. فالربّ إنّما سيأتي طفلاً، ليردّ إلينا براءتنا الأولى التي فقدناها لمّا خالفنا كلمته في الفردوس. نحن، بعيدين عن الكلمة، بعيدون عن كلّ عيد! وهذا لا يوافقنا بعدُ. لا يوافقنا أن نخطّئ أدم، ونحيا مثله! المسيح سيأتي من أجل الخطأة والمخالفين، أي من أجل كلّ آدم، هذا صحيح. ولكنّه لن يرضى أن يكون أتباعه سوى مَن "يحبّون ظهوره"، أي وجهه، أي "كلّ كلمة خرجت من فمه".

منذ أيّام، رآني أحد أصدقائي، الذي يعمل ناطورًا في بناء، أمشي على الطريق. دنا منّي، ومسك بيدي من دون أن يكلّمني، وجرّني وراءه إلى داخل مدخل البناء الذي يعمل فيه. ثمّ أشار، بفخر، إلى "شجرة الميلاد"، وطلب رأيي فيها. ابتسمت، وسألته: "كم ساعة كلّفك إنهاء تزيين هذه الشجرة؟". ردّ بثقة: "نهار أمس كلّه". استوضحته: "يعني نحو ثماني ساعات؟". هزّ رأسه موافقًا. ابتسمت له من جديد. ودّعته، وأكملت طريقي. حسبي أنّه أرادني أن أفرح بما عمله. تركته على اعتقاده. ليس لي أن أوضح نفسي لإنسان لا يشاركني في إيماني. لكنّني فكّرت في أنّ مسيحيّين كثيرين يضعون هذه الساعات (وربّما أكثر!)، ليزيّنوا للعيد بيوتهم (وشرفاتهم) ابتغاء رضا الله عنهم. أظنّ لو انحنت السماء، وقالت لنا مثلاً: "اصرفوا وقتكم عينه في قراءة الكلمة"، لما صدّقنا أنّ هذا رضاها. هذا نصيب الكلمة، إهمالنا!

أمّا المصالحة في وجهها الأعلى المبيّن في مطلع هذه المساهمة، فأن نحبّ الفقراء. لا أفرض على كنيستي ما لا تقوله، بل أستقي من فكرها المتوثّب، إن رأيت، في هذه الفترة الإعداديّة التي أوحيت أنّها طويلة، أنّ قصدها، في غير نصّ، قرأناه، يتكلّم على محبّة الفقراء والمرضى (مثل السامريّ الشفوق، مثل لعازر والغنيّ...)، أنّ مساعدة "الإخوة الصغار" تفترض دائمًا، أي قَبْلَ تنفيذها وفيما ننفّذها، وعيًا منّا أنّهم إخوتنا المدلّلون. إخوتنا، أي "لحم من لحمنا وعظم من عظمنا". يسوع، في إنجيله، قال إنّهم (وإنّنا) إخوته. وسيرينا يوم ميلاده إيّاه فقيرًا مدقعًا، أي شخصًا مطرودًا مهدّدًا، لندرك أنّهم ليسوا إخوته فقط، بل هم هو نفسه أيضًا. هذا سرّ المسيح في الأرض، أن يكون واحدًا مع الذين يعرف أنّ من المرجّح أن نتنكّر لهم، ونحيا متوهّمين أنّ مشيئة الله أن نكتفي باعتنائنا بأمورنا، أجل بأمورنا حصرًا!

ثمّة حقيقة وحيدة في التاريخ، وهذه أنّ الربّ أتى إلينا بشرًا مثلنا (ما عدا أنّه لم يرتكب خطيئة)، لنأتي إليه، ونغدو، بنعمته، مثله. هذا يفترض فهمه إعدادًا طويلاً في الليتورجيا وفي الحياة أيضًا. وخير سبيل، نعدّ أنفسنا فيه، هو أن نرتضي أن نحيا في كنيسة كلّ شأنها أن تبنينا قاماتٍ لله. وهل ثمّة ما يبنينا مثل أن نزيد في الطاعة ومن حبّنا بعضنا لبعض؟ أي هل ثمّة سوى أن نحيا في صلح مع السماء والأرض، نزرع الأرض بكلّ ما يرضى الله عنه حقًّا، لتفرح السماء بأن الأرض تسعى إلى أن تصبح مثلها!

كلّنا (أو معظمنا!) ننتظر أن يأتي الربّ إلينا. ويسوع ربّنا ينتظر أن نأتي نحن إليه بكلّ حبّ، بكلّ فهم، بكلّ وعي، وبكلّ قناعة أنّ ما رسمته كنيسته هو الذي يرسمنا، ملتزمين، أن نكون مثله.

عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح

يرئس راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس خدمة برامون عيد الميلاد اي الساعات الملوكية وصلاة الغروب وقداس القديس باسيليوس الكبير يوم الإثنين في 24 كانون الاول في كنيسة سيدة البشارة الساعة 8:30 صباحًا. ويرأس قداس عيد الميلاد صباح الثلاثاء 25 كانون الأول في كنيسة ميلاد السيدة في المنصورية (المتن)على أن تبدأ صلاة السَحَرالساعة 7:30 صباحًا.

رسامة الخوري لؤي (حنّا)

ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة الصعود في كفرحباب يوم السبت في الأول من كانون الأول 2012، شرطن خلاله الشماس لؤي (حنا) كاهنًا. كان ذلك في بداية اجتماع الكهنة الذين اشتركوا في القداس مع ذوي الكاهن الجديد والأصدقاء. في الاجتماع استمع الكهنة الى الإيبوذياكُن نبيل معلوف الذي تحدّث عن تقنيّات الوعظ. بعد ذلك كان حفل استقبال، ثم دعت رعية الصعود الجميع إلى تناول طعام الغداء في أحد المطاعم.

الكاهن الجديد من مواليد سنة 1975. يحمل الإجازة في اللاهوت من معهد القديس يوحنا الدمشقي في البلمند، والإجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانيّة. هو متزوج وله ولد.

ألقى سيادته عظة موجهة الى الأب لؤي جاء فيها: أخي الخوري لؤي، جاء عند حزقيال النبي "يا ابن الانسان كُلْ ما انت واجد. كل هذا السفْر واذهب وكلّم بني إسرائيل. ففتحتُ فمي، فأَطعمني ذلك السفْر، وقال لي: يا ابن الانسان، أطعم جوفك واملأ أحشاءك من هذا السفْر الذي أنا مُناولك. فأكلتُه. فصار في فمي كالعسل حلاوة".

ايها الحبيب، هذا كل ما على الكاهن أن يقوم به، أن يأكل كتاب الله، وليس لنا كلمة نستمدّها إلا مِن فيه، من هذا الذي دُفع مرة واحدة الى القديسين. وكل رسالتنا في هذا: أن نُطعم المؤمنين هذا الكتاب، فيبتلعوه.

منذ الآن ينبغي أن تقتنع أن ليس لك كلمة منك، وأنك، إن أَخذت الكلمة من ربك، تكون قد صرت كاهنا. في نهاية عمرك -الذي أرجو الله أن يكون مديدا- سيقول لك يسوع إن استطعت أن تصبح كاهنا او لم تستطع. هذا يتطلب مشقّات كثيرة.

اذا دخلتَ رعيةً تكون ساذجا لو تصوّرت أنها مسيحية. أنت مدعوّ إلى أن تصبح كاهنا وسط رعية يؤمن بعضها، وقد أَلحد بعضُها، وتكاسل الأكثرون، ويُقيمون طقوسا هكذا لأنه قيل لهم انهم أُرثوذكسيين. هل صاروا أَم لم يصيروا؟ شغلك الشاغل أن تجعلهم أُرثوذكسيين. كيف يستيقظون؟ كيف يلتمعون؟ كيف يلتهبون؟ هذا عملك. وهذا يتطلب منك تواضُعا أمامهم لأنهم مستكبرون. تنكسر. يظنّون أنك انكسرت أمامهم، وتكون انت قد انكسرت في حضرة الله فقط. ليس من موجود الا الله فقط. هذا يتطلب أن تطيع الله في مسلكك لأنهم يقرأون مسلكك. اجعل نفسك كتابا كما قال حزقيال. ومعنى ذلك أن تُطهّر نفسك من كل أنانية وبُغض وحقد ومن كل شهوة لا يسوغ اشتهاؤها، وأن تسكب نفسك هكذا أمامهم بعد أن أَمسوا كل شيء لك وبعد أن اقتنعت أنك فقط خادم.

تُبدّد عيوبك وخطاياك يوما بعد يوم لأنك، إن لم تُبدّدها، لا تستطيع أن تنقل المسيح اليهم. هم لا يقرأون الكتب. هم يقرأونك انت. يلتقطون المسيح من عينيك. وهذا يتطلب اولاً أن تعرف المسيح لاهوتيا وليس فقط في مسلكك. انت تصدمهم بالمعرفة، وترفعهم بالمعرفة.

والشيء الثاني هو أن تصبح فقيرا الى الله، اليه وحده. لست فقيرا لشهوتك ولا لزوجتك ولا لأحد. انت عزيز فوق الناس جميعا بعزّة الرسالة الإنجيلية التي سُلّمت اليك. ولكنك لا تأمر كالجبابرة. انت تختفي أمام الرعية لكي تُمكّنها من الارتفاع، من السموّ. يجب أن تقبل أن ينساك الناس، ألاّ يُقدّروك، ألاّ يعترفوا بفضلك. انت لا تجيء من الناس، ولا من تقدير الناس. انت تنزل. لا تجيء من هنا. انت تنزل من فوق الى الناس لعلّهم يؤمنون للمرّة الأولى في حياتهم أن يسوع مات من أجلهم وأَحبّهم حتى النهاية. انت رسول محبة اليهم.

اذهب بعد هذا مزوّدا بهذه الكلمة التي نقلتُها إليك من الإنجيل. عبّرتُ عنها بأُسلوبي. الأُسلوب ليس هامّا. مكافأتُك عند موتك، إذا أَبّنَك مطرانٌ، أن يقول: لؤي جاء من الإنجيل وأَعطاه الناس.

 
Banner