للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 06: حديث في الفضائل |
Sunday, 05 February 2012 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس أحد الفرّيسي والعشّار رَعيّـتي كلمة الراعي حديث في الفضائل هذه هي الرسالة الرعائية الثانية الى تيمـوثـاوس الذي وضعـه بـولس أُسقفـا في أَفسـس في آسيـا الصغـرى. قـال لـه الرسول “لقد تتبّعـت تعليـمـي” وبـولـس يهتـم كثيـرا بصحـة التعـليـم، وهذا ما سمّـاه إنجيله، ويهمـّه كثيـرًا أنـه كـان قـدوة لتـلميذه. واتّبـاع تيمـوثـاوس لسيـرة الـرسول تعني أيضًا: طريقتـي في إدارة الكنيـسـة. واستعـمـالـه لكلمـة “قصدي” يمكن ان تعنـي: نيـّاتـي وقنـاعـاتي.
ثم يذكـر بولـس إيمانه وأنـاتـه (طـول الأنـاة) ومحبتـه وصبره، وهذه الفضائل عاشها وسط الاضطهادات، ويوضح أنه تألم في أنطاكية وإيقونية ولسترة (ثلاث مدن في آسيا الصغرى). وهذه المدن الثلاث مذكورة معًا في سفر الأعمال 14: 21، والى المؤمنين في هذه المدن ذكر بولس “أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل الى ملكوت الله”. ما حصـل لـه يحـصل لكـل المـؤمنيـن، وعبـّر عـن هـذا بقـوله: “جميـع الـذين يريـدون أن يعيشـوا بالـتـقـوى يُضطهـدون”. لا بد أن بـولس هـنـا يتـكـلـّم عـلى بعـض المسيحييـن ولا سيما القادة. في التاريخ المسيحيّ كل مـن قـام باضطهـاد يُعـذّب القـادة أعـني الأسـاقـفـة والكـهـنـة لاعتقـاد أعـدائنـا أن مَـن قـتَـل القـادةَ إنـمـا يُـبـيد الكنيسة، وهذا غير صحيح لأن الكنيسـة بقيـت حيـّة بالـرغـم مـن قـمـع الرؤسـاء الروحييـن وسجنـهـم أو قتـلـهـم. ثم يُوصي الرسـول تـلميـذَه بـأن يستـمـرّ على استـقـامـة الـرأي التـي استمـدّهـا مـن العـائـلـة اذ يقـول: “منـذ الطفـولـة تعـرف الكـتـب المـقـدسـة”. العـبـارة “الكتب المقدسة” تعني العهد القديم لأن الأناجيل لم تكـن كُتبت بعد، ولا يشيـر بـولـس الى رسائلـه لأنها لم تكـن قـد عـُدّتْ كـتُـبـًا مقـدّسـة بعـد. ويُنهي صاحب الرسالة هذا المقطع برجائه أن يصير تيموثاوس حكيمًا للخلاص. والحكمة -يقول الكاتب- تأتي من “الإيمان بالمسيح يسوع” والمسيح هو حكمة الله وقوة الله (1كورنثوس 1: 25). المسؤول عن الإنجيل في الكنيسة يأخذ ممّن سبقه التعليم والقدوة. لا نكتفي بمدرسة اللاهوت لنتعلّم الإيمان إذ نحتاج الى قدوة المعلّمين وطهارة سيرتهم. الأمر الثـاني فـي اختيـار تـلاميـذ اللاهـوت أن الأفضل أن نـنـتـقـي الذي يعـرف الكتـب المقـدسـة قبـل أن يدخل المعهـد، وأن يكـون مستعـدّا لقبـول العـذاب من اجل المسيح وأحيانا يجيئه العـذاب من أعضاء الكنيسة أنفسهـم. وإصرار بـولـس على التعـليـم يجعـلنـا حريصين على أن يكون الكاهن مثقـّـفـًا لاهـوتيا وطاهر السيـرة معًا. الطهارة وحدها لا تكفي، والعلم وحده لا يكفي. ينبغـي أن يكون المسؤول في الكنيسة على صورة تيموثـاوس. حيوية الكنيسة تأتي، الى حد كبير، من المسؤول الأول والذين يوجّـهـهـم. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: 2تيموثاوس10:3-15 يا ولدي تيموثاوس إنّك قد استقريتَ تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّة اضطهادات احتملتُ وقد أنقذني الربّ من جميعِها، وجميعُ الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهَدون. أمّا الأشرار والمُغوُون من الناس فيزدادون شرًّا مُضِلّين ومُضَلّين. فاستمرّ أنت على ما تعلّمته وأَيقنتَ به عالمًَا ممّن تعلّمت وأنّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدّسة القادرة أن تُصيّرك حكيمًا للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.
الإنجيل :لوقا 10:18-14 قال الرب هذا المَثَل: إنسانان صعدا الى الهيكل ليُصلّيا، أحدهما فرّيسيّ والآخر عشّار. فكان الفرّيسيّ واقفًا يصلّي في نفسه هكذا: “أللهمّ إنّي أَشكرُك لأني لستُ كسائر الناس الخَطَفة الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا العشّار، فانّي أصوم في الأسبوع مرّتين وأُعشّر كلّ ما هو لي”. اما العشّار فوقف عن بُعدٍ ولم يُردْ أن يرفع عينيه الى السماء، بل كان يقرع صدره قائلا: “أللهمّ ارحمني أنا الخاطئ”. أقول لكم إنّ هذا نزل الى بيته مبرّرًا دون ذاك، لأنّ كل مَن رفع نفسه اتّضع، ومَن وضع نفسه ارتَفَع.
أساس وحدة المسيحيّين في مناقشةٍ أخويّة أجراها شبابٌ معظمُهم جامعيّون، فاجأني إصرار بعضهم على تجاوز شركة الكنيسة كما حدّدها التراث القويم. قالوا إنّهم لا يرون خطأً في أن يشاركوا، مشاركةً كاملة، في خدمة إلهيّة لا يجمعهم بِمَنْ يُقيمونها إيمانٌ واحد. وقالوا أعذارهم. ومنها أن تدفعهم إلى ذلك مناسبة “اجتماعيّة”. ومنها قُرب إحدى الكنائس الأخرى من منازلهم. ومنها أنّ الربّ واحد والقرابين واحدة. أوّلاً، لا يُعوزنا أن نؤكّد أنّ كثيرين، مِمَّنْ يَحيون بين ظهرانينا، إنْ كلّمْتهم على أمر يدلّ على انتمائك، يفهمون، عمومًا، أنّك تُنكر ما هو سواه. إن قـلـت إنّك أرثوذكسيّ مثلاً، يَفهم سامعُك أنّك لست كاثوليكيًّا. وإن قلت إنّك مسيحيّ، يفهم أنّك لست مسلمًا. وإن قلت لبنانيّ، يعتقد أنّك، معتزًّا، تأبى أيّ بلد عربيّ آخر. وهذا، إن دلّ على شيء، فإنّما على أنّ الناس أخذوا، عن قصد أو غير قصد، لا يرون في الانتماء وجهًا من وجوه التقارب، و(في موضوعنا) دربًا إلى وحدةٍ للمسيحيّين مرجوّة. وإن ركّزتُ تأمّلي على الذين يعتقدون أنّهم فوق شركة جماعتهم، الذين يمنعهم ما يحسبونه ذكاءهم من أن يروا الخير كلّه في التزام كنيسةٍ وهبتهم الولادة الجديدة، أي الذين يستبِقون وحدة المسيحيّين باعتبار أنّهم واحد مع الكلّ، فأرى، آسفًا، أنّ حوار المسيحيّين في دنيا وأناسًا كثيرين في دنيا أُخرى. هذا يدفعنا إلى أن نذكر، بأسفٍ أيضًا، أنّ ثمّة مسيحيّين، من المتذاكين وسواهم، باتوا يزدرون أيّ حوار جدّي يجمع أُولي الأمر في شقَّيْ المسيحيّة الغربيّ والشرقيّ. فبعض الناس، إن لم أقل معظمهم، أخذهم اعتقاد، يبدو كاملاً، أنّ أيّ حوار، صار وسيصير، لن يُقدّم أو يؤخّر في ما وضعوه خلف أظهرهم. وترى منهم مَنْ يعتبرون أنّ المسؤولين، في كنيستهم وغير كنيستهم، قد أخذوا فرصتهم في حواراتهم. وهم، فاهمين أيضًا، عادوا لا يُطيقون صبرًا. ولا يريدون أن يكونوا في صفّ ما يرون تحقيقه مستحيلاً. لا أُريد أن أقول إنّ الشباب، الذين صدّرت سطوري بذكرهم، لا يعينهم ما يجري من حوار مسيحيّ - مسيحيّ في العالم. لكنّهم، بما أَصرّوا عليه، بدَوا أنّه يعنيهم ولا يعنيهم في آن! وإذا رجعنا إلى ما ثبّته الأكابر بيننا في حواراتهم المسكونيّة، فالثابت أنّهم أَرْسَوا أنّ وحدة المسيحيّين إنّما تطلب أن يتأصّل كلٌّ منّا في التزام كنيسته. ما يراه، اليوم، كثيرون أمرًا هامشيًّا، لهو أساس الأمر كلّه. وهذا سببه أنّ مَنْ يضع التزامه كنيسته خلف ظهره لا يعرف معنى أن يكون واحدًا مع الكلّ. إن تكلّم، فسيتكلّم خارج الموضوع حُكمًا. وإن قارب سواه، فقد يذوب في تقارُب لا علاقة له بالتقارُب الواقعيّ. فأنت يستحيل أن تقدر على أن تشهد لإيمانك، الذي يريدك قريبًا من الكلّ، إن لم يكن لك كيانك وفهمك ومعرفتك ما يحرّك الآخر وما يعنيه هو ويلتزمه هو. فللطموح أصول. وخير أصل، إن كنت أرثوذكسيًّا، أن تكون أرثوذكسيًّا كلّيًّا، وإن كاثوليكيًّا، أن تكون كلّيًّا، أي أن تكون أنت نفسك في أيّ موقع تنتمي إليه. أمّا الكلام على القرابين الواحدة، فأمر ينفعـنا أن نخصّص لـه بعـضـ سطـورٍ تـُوضحـُه. من الضروريّ، بادئ بدء، أن نعرف أنّ “جسد المسيح”، في التـراث المسيحيّ، هو القـرابين المقدّسـة وشعـب الله (أي كنيستـه) في آن. وما لا يجهـلـه واعٍ أنّ الذين تجمعهـم هذه الخـدمـة الإلهيّـة (أو تلك) إنّما لهـم، ممّا لهـم، أصولهـم ومعتقـداتهم ورؤساؤهم الشـرعيّـون. هل يقدر أرثوذكسيّ عارف، أكرّر: عارف، على أن يعلن، مثلاً، إيمانه بما يؤمن به سواه، أي أن يـرفع، مثلاً، رئاسة بابا روما (وهذه الرئاسة المباشرة هي أعلى عقـدة كـأداء تحـول دون إتمام وحدة المسيحيّين)؟ لا، عارفـًا لا يقـدر. إذًا، اللـقاء الإفخاريستيّ الذي يجـمع مَنْ يؤمنـون بما يؤمنـون به، يخصّهم، وحدهـم، من دون سواهم. هذا لا يعني أنّ ما يجري، في موقع لا يخُصّنا أُرثوذكسيًّا، لا نُبيّن احترامًا كلّيًّا لـه، بل نفعل. وفيما نفعل، ندعو، بصدق، إلى الله الحيّ أن يُقـرّب اليـوم الذي يغـدو فيـه المسيحـيـّون جميعـًا واحـدًا. وإذا دقّقنا في معنى الخدمة الإلهيّة، فنحن لا نكـون شيئًا إن لم نعتقـد أنّ اللقـاء الإفخـاريستـيّ هو ما يجعـل الذين يَـؤُمـّونـه يتّحـدون باللـه وبعضهم ببعـض. وأنـا، أيـًّا أكـن، لا أستطيع أن أقفـز فوق كنيستي بما عليَّ أن أَنتظره. ولقد قال الأرثوذكسيّون، في حوارهم مع الغرب، إنّ اللقاء الإفخاريستيّ تتـويـجٌ للوحـدة المرجـوّة. ونحن لم نخترع ما نعرف أنّ المسيحيّين جميعًا يقرّون به، أسـواء قـالوا ذلك علنًـا أَم لم يفعـلـوا! لا يُسـرّعُ وحدةَ المسيحيّيـن أن ينفرد قومٌ بما لا تقوله كنيستـهـم. هذا، في الـواقع، تصرّف لا يُقـدّم ولا يُؤخّر. أمّا ما قد يقـدّم، فهو أن يحوز كلّ منّا قلبًا راضيًا يسع الكلّ. فلكلّ مسيحيّ دوره في المسرى إلى الوحـدة. اللاهوتيّ له دوره (ويجـب أن نُبيـّن اقتنـاعـًا كاملاً بأنّ اللاهـوتيّين المتحاورين، في الجـانب الكاثوليكيّ أو الأرثوذكسيّ، يحبّون الوحدة فوق ما نعتقـد). وأنا، أي أنا وأنت وكلّنـا جميعـًا، لنـا دورنا. وخيـر دور ينتظـره اللـه منّا جميعـًا أن نبني قلوبنا بالمحبّة الصادقة التي تريد الكلّ على قداسةٍ راهنة. فالقـلب، أي القلب الذي يحـبّ الكلّ من دون أيّ تمييـز، هو الذي يعـلن، ببـلاغــة واقـعيـّة، أنّ “الآخـر أسـاس حتّى التنـفّس”، ويُقيمنـا فـي ثـقـة العالِمين بأنّ ما يحسبه بعضُنا مستحيلاً روحُ الله كـفيلٌ به.
القديس البار ثيوذوسيوس الأنطاكي تُعيّد كنيستنا اليوم للقديس البار ثيوذوسيوس الأنطاكي. عاش في النصف الثاني من القرن الرابع. يُلقّب بالأنطاكي تمييزا لـه عن ثيوذوسيوس البارّ رئيس أديرة فلسطين، وعيده في 11 كانون الثاني. ترك بيته في أنطاكية وعائلته الغنية، وعاش ناسكا قرب البحر في منطقة كيليكيا (جنوب تركيا). يلبس الوبر ويحمل سلاسل ثقيلة ويقضي وقته بالصلاة والترتيل والعمل اليدويّ من أجل تأمين حاجاته القليلة وحاجات زوّاره. ذاع صيته وكثُر الذين يقصدونه، وطلب الكثيرون مشاركته حياة الصلاة والتقشّف حتى صار له عدد كبير من التلاميذ. كان يعلّمهم الصلاة والتسبيح والعمل اليدويّ في آن واحد. كان يقول لهم: ليس منطقـيّا أن يعمل الناس في الدنيا ليكسبـوا معيشتهم ويُؤمّنوا حاجات عائلاتهم ويدفعـوا الضرائب ويُقدّمـوا لله بواكير محاصيلهم ويُوزّعـوا الحسنات على الفقراء بينما نحن الذين نكتفي بقليل من الطعام ونلبس ثيابا رثّة نبقى مكتوفي الأيدي ونستفيد من عمل غيرنا. على هذا الأساس كانوا يعملون بعضهم في صناعة الأشرعـة، وبعضهم في صناعـة عربات الخيل، وبعضهم في السلال، وبعضهم في حراثـة الأرض. كانت الضيافـة بنـدًا مهمّا من بنـود حياتهم مع مساعـدة الغفراء. فقـد رتّـب ثيوذوسيوس أن تـوزّع المـوادّ الغذائية عليهم كل سنة يوم الخميس العظيم. كان كل محتاج ينـال مكيالا من القمح سعته حوالى عشرة ليترات، ونصف ليتر من الخمر، وأربعة ليترات من العسل وغيرها. كان ديرهم قرب صخرة كبيرة لا يصل اليه الماء، وكان الرهبان يحملونه من بعيد. ضرب القديس ثيوذوسيـوس الصخـرة بعصاه فجـرى نبع ماء غـزيـر. لمـّا اجتاح الإيصوريّون المنطقـة وخـرّبوها، وصلـوا الى الدير ولم يُصيبوا أحدًا بأذى، لكن ثيوذوسيوس أطاع مطران أنطاكيـة وعاد الى مدينته وتلمذ كثيرين الى أن رقد بالرب سنة 412.
الأخبـار دير النورية رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة دير سيدة النورية يوم السبت في 21 كانون الثاني 2012 الموافق يوم عيد القديس مكسيموس المعترف. اشترك معه في القداس سيادة راعي أبرشية طرابلس المطران افرام والأرشمندريت جورج (صافيتي) رئيس دير النورية وكهنة المنطقة. في أثناء القداس أعطى راهبة الاسكيم الرهبانيّ وصَيّر أُخرى راهبة مبتدئة. الراهبتان اثنتان من ثلاثة تكرّسن في دير القديس سمعان العمودي - حامات الذي يقع بالقرب من دير النورية. ألقى سيادته عظة جاء فيها: يا إخوة، لقد اقتبل الرب الاخت المذكورة في هذا الاحتفال في عداد الراهبات. وقد سمعَت، وسمعنا نحن معها كل ما يريده يسوع منها لخلاص نفسها وخلاصنا. اما انتم فماذا جئتم تفعلون؟ عندما سمع القديس أنطونيوس الكبير نداء الرب في الإنجيل: “من اراد أن يتبعني فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، أنشأ هذا الأسلوب الذي نسمّيه الرهبانية. هو محاولة من محاولات الخلاص. ويبقى أن الخلاص نداءٌ لنا جميعا، نحن الذين نعيش في الدنيا. الإنجيل ليس آتيا من الرهبانية. الرهبانية آتية منه. كل القضية في الرهبانية هي قضيتنا نحن الذين نحيا في العالم، هي الحياة المسيحية التي في سعي الراهب أن يُحقّقها كاملة. نحن ايضا، العائشين في هذه الدنيا، نجيء من الإنجيل، اذ ليس من فرق في طبيعة الأشياء بين الراهب والعلماني. كل أُرثوذكسيّ راهبٌ، من جهة المعنى، وان لم يكن كذلك من جهة الرتبة او التنظيم. معنويا كل منا راهب، لانه يريد أن يجيء من الإنجيل وأن ينحت حياته حسب كلمة الرب في الطاعة والعفة والفقر. نحن جميعا مرتبطون بهذه الفضائل دون نذور. وكلنا أَخذنا هذا الذي أَخذه الراهب في المعمودية. لاحظتم أننا سمّينا هذه الرتبة معمودية ثانية. اذًا، نحن في المعمودية رهبان. بمعنى أوّل أننا نطيع حسب قول الرسول “أَطيعوا بعضُكم بعضا”، وحسب كلام السيد “مَن طلب منك ثوبك فأَعطه رداءك ايضا، ومن سخّرك مِيلا فامشِ معه مِيلَين”. نحن مرتبطون بالعفّة. الحياة الزوجية قائمة على العفّة، اي على إخلاص وخدمة للفريق الآخر، قائمة بالإمساك عن غيره. المتزوج متخصّص لزوجته. والزوجة متخصّصة لزوجها. هذا شكل العفّة في الزواج. ثم الفقر الاختياريّ في الرهبنة. نحن نعيش، او يجب أن نعيش روح الفقر بحيث لا نتمسّك بالمال، ولا بشيء من الاشياء المنظورة ولا القصور ولا السيارت ولا الألبسة. نحن فقراء بالروح. واذا اضطررنا، نحُوز بعض مالٍ من أجل معيشتنا الطبيعية، ومعيشة عائلاتنا. ولكن، كل مسيحيّ فقيرٌ الى الله، منزّه عن التعلّق بالموجودات المادّية في هذه الدنيا، أَسلمَ نفسه للمسيح، ولا يحتاج الى سواه. نحن نأخذ من هذه الحفلة ما قلته، لاننا مرتبطون بالرهبنة بدون شكل منظم، مرتبطون بها روحيا ادبيا روحيا معنويا حتى تأتي الكنيسة من الانجيل. ما دفع انطونيوس الكبير ليؤسس الرهبنة في مصر؟ رأى ان المسيحيين لا يأتون من الانجيل. يأتون من اهوائهم واغراضهم وشهواتهم. رأى ان مجموعة المسيحيين في الاسكندرية لا يجيؤون من الانجيل. إذا، فيما نصلي من اجل أُختنا لتسلك حياة يسوع طوال حياتها، نعاهد الله الآن أن نسعى نحن ايضا بدورنا أن نمشي مع المسيح.
حماه في 25 كانون الثاني، بعد أن أنهى الأب باسيليوس (نصار) خدمة جنازة احدهم، علم بأن مصابا في الشارع يحتاج إلى المساعدة. ولما اقترب منه أُصيب بدوره برصاص في صدره ثم فارق الحياة. الكاهن الشهيد من كفربهم، مواليد 1982 خريج معهد القديس يوحنا الدمشقي في البلمند يخدم في أبرشية حماه. أقيمت صلاة الجناز عن نفسه في 26 كانون الثاني في كنيسة القديس جاورجيوس في حماه بحضور حشد كبير من المؤمنين. |
Last Updated on Saturday, 28 January 2012 16:51 |
|