ocaml1.gif
العدد 03: الشكر Print
Sunday, 19 January 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 19 كانون الثاني 2014 العدد 3 

القديس مكاريوس الكبير

logo raiat web



كلمة الراعي

الشكر

حديث المسيح لنا اليوم في الإنجيل المبارك حديث عن الشكر: بُرصٌ مصابون بمرض كان فتّاكًا آنذاك، برص عشرة لا يعود منهم إلا واحد، وكان غريبًا عن دين اليهود، ليشكر الرب لهذا الشفاء الذي نال. بهذا يعلّمنا الإنجيل أن المؤمن يعلم ان الله أعطاه كل شيء وأن كل ما يصنعه من خير إنما يأتي من الرب، من نعمة منه ومن فضل كبير. ولهذا اذا عرفنا أن الله يلتفت الينا بالكرم، نحن بدورنا نتوجه الى الله بما يقابل الكرم اي الشكر.

 ان أهم صلاة عندنا، اي القداس الإلهي، تُدعى سرّ الشكر. المناولة او القرابين هي سرّ الشكر. نجتمع لنقول للآب: بحق واجب نشكرك ونحمدك لأنك أنت أبرزتنا من العدم الى الوجود، لأنك انت خلقتنا. جئتَ بنا الى النور، وهذا فضل منك. إنك أظهرتنا في هذه الدنيا وجعلتنا خلفاء لك فيها مسؤولين عن رعايتها. جعلتنا أشداء لنحكم الأرض ونردّها إليك. من أجل هذا نحن شاكرون.

لا نشكر لأن الله أعطانا المال. هذا كلام غير وارد في الكتاب الإلهي. فالمال قد يأتي من الله وقد لا يأتي من الله بل من الكيد والسرقات ومن إرث، وليس لنا فضل في الإرث. لم يقل آباء الكنيسة “هذا أنعم عليه الله بالمال”، بل قالوا عن انسان ان الله أنعم عليه بالفقر، بفقر يقرّبه من الله. في كل حال لا نشكر في الكنيسة من أجل المال. نشكر من أجل الطبيعة هذه التي خرجت من يد الله. ولا نشكر من اجل الصحة. الصحة ليست دائمًا مفيدة، وتكون أحيانًا طريقنا الى الخطيئة. لذلك نشكر ايضًا من أجل المرض لأنه في كثير من الأحيان يكون عند المؤمن سبيلا الى التوبة. ما يقرّبنا من الله، هذا من أجله نشكر.

في القداس الإلهي نشكر من أجل أهم شيء حدث عبر التاريخ اي الفداء، فنقول: نشكرك من أجل هذه الذبيحة الإلهية التي أعطيتنا... وفي الليلة التي فيها أُسلم المسيح والأولى انه أَسلمَ ذاته من أجل حياة العالم، إذ أخذ خبزًا بيديه المقدستين الطاهرتين البريئتين من العيب وشكر وبارك وقدّس... شكر المسيح من أجل الخلاص ، ولكونه شكر، اي لكونه عاد بالروح الى أبيه، استطاع ان يعطينا.

الله بعطائه يربّينا، يربّينا بما يعطي ويربّينا بما يحرُم. المحب يؤدب ابنه، والوالد يؤدب ابنه بوسائل  شتّى: يُفهّمه ويدلّله ويعاقبه. المهم أن يتهذب ابنه. ما عدا ذلك كله وسيلة. اذا ما ضرب الله فهو يضرب لأنه يحب. ولهذا نحن نشكر الله عندما نمرض وعندما نموت. نشكر في كل حال. نشكره ونصبر. وهكذا ننسجم مع قوّة الله. الكون كله مشروع الله، ونحن كلما أطعنا وصبرنا واحتملنا يُنفّذ مشروع الله للكون من خلالنا نحن. ولهذا نصلّي حتى نعتاد إرادة الله فينا، نعتاد ما يريده الله ليربّينا على أفكاره. نصلّي لنأخذ فكر الله، ونشكر لأننا نشعر أننا فقراء الى الله. أهم نعمة يهبنا إيّاها الله أن نشعر أننا فقراء، محتاجون اليه في كل لحظة، في كل وقت، في الصحة وفي المرض، في الجمال، في البشاعة، في كل وقت نحن فقراء اليه ولهذا نشكره. “نشكر الله الآب الذي أَهّلَنا لشركة ميراث القديسين في النور، الذي أَنقذَنا من سلطان الظلمة الى ملكوت ابن محبته” (كولوسي ١: ١٢-١٣).

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: كولوسي 3: 4-١١

يا إخـوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتنـا فأنتم أيضا تُظهَرون حينئذ معه في المجد. فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنه لأجل هذه يأتي غضب الله على أبناء العصيان، وفي هذه أنتم أيضا سلكتم حينا إذ كنتم عائشين فيها. اما الآن فأنتـم أيضا اطرحوا الكل: الغضب والسخط والخبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم. ولا يكذب بعضُكم بعضا بل اخلعوا الانسان العتيق مع أعماله والبسوا الانسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة على صورة خالقه حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ، لا ختان ولا قلف، لا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبد ولا حُرّ، بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع.

الإنجيل: لوقا 17: 12-19

في ذلك الزمان فيما يسوع داخلٌ الى قرية استقبله عشرة رجال برص ووقفوا من بعيد ورفعوا أصواتهم قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمّا رآهم قال لهم: امضوا وأروا الكهنة أنفسكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وانّ واحدًا منهم لما رأى انه قد برئ، رجع يمجّد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكرًا له، وكان سامريًا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشرة قد طَهُروا فأين التسعة؟ ألم يوجد مَن يرجع ليُمجّد الله الّا هذا الأجنبيّ؟ وقال له: قمْ وامضِ، إيمانك قد خلّصك.

“أنا خبز الحياة”

يتميّز الإنجيل الرابع (يوحنّا) عن الأناجيل الثلاثة (متّى، مرقس، لوقا) بتعليمه اللاهوتيّ، وبعدم اهتمامه بإيراد بعض الوقائع التاريخيّة الأساسيّة الواردة في سواه من الأناجيل. وأكبر مثال على ذلك هو عدم ذكر الإنجيليّ يوحنّا لحادثة التجلّي الإلهيّ، وعدم ذكر الكلام التأسيسيّ لسرّ الشكر الذي قاله الربّ يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير: “خذوا كلوا، هذا هو جسدي... واشربوا منه كلّكم، هذا هو دمي”. غير أنّ القدّيس يوحنّا عندما يغفل ذكر حادثة ما، فذلك لا يعني البتّة أنّها غير هامّة، بل يستعيض عنها بالكلام على التعليم المرتبط بها. هكذا نجد في الإصحاح السادس من إنجيل يوحنّا تعليمًا متكاملاً عن أهمّيّة سرّ الشكر وتناول جسد الربّ ودمه.

“أنا خبز الحياة. مَن يُقبل إليّ فلن يجوع ومَن يؤمن بي فلن يعطش” (يوحنّا ٦: ٣٥). في هذه الآية يدعونا الربّ يسوع إلى الاتّحاد به كي ننال الخلاص الأبديّ. فمَن شاء الحياة ينبغي له أن يتناول الخبز الذي يؤمّن له الحياة الأبديّة، لا الحياة الأرضيّة وحسب. يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+٤٤٤): “يقول الربّ أنا خبز الحياة، لا خبز الجسد الذي يزيل فقط الآلام الناجمة عن الجوع، بل الخبز الذي يحرّر الجسد من الفساد ويعيد إبداع المخلوق الحيّ إلى حياة أبديّة”. لذلك يتوجّه القدّيس كيرلّس إلى الذين ينقطعون عن الذهاب إلى الكنيسة لتناول جسد الربّ ودمه، ويحذّرهم بقوله: “جسد المسيح القدّوس يحيي الذين يتناولونه... فليفهم المعمّدون أنّهم إذا تكاسلوا،  وتردّدوا في الذهاب إلى الكنيسة، وابتعدوا عنها زمنًا طويلاً، ورغبوا عن عطيّة المسيح الشكريّة بعدم مشاركتهم فيها، فإنّهم يؤذون التقوى، ويقصون أنفسهم عن الحياة الأبديّة، ويتخلّون عمّا يحييهم”.

“أنا الخبز الحيّ الذي نزل من السماء. مَن يأكل من هذا الخبز يحيَ إلى الأبد. والخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي أبذله ليحيا العالم” (يوحنّا ٦: ٥١). هذه الآية تتضمّن تعليمًا واضحًا عن ارتباط الخلاص البشريّ بموت الربّ يسوع على الصليب وقيامته. لقد صار الربّ بشرًا مثلنا وقدّم جسده فديةً من أجل الجميع، وهكذا أمات الربّ الموت بموته وأنهض الإنسان معه. فالقدّيس كيرلّس يتابع تفسيره للإصحاح السادس من إنجيل يوحنّا فيقول: “فما من سبيل آخر للقضاء على قوّة الموت، بل على الموت نفسه، إلاّ إذا قدّم المسيح نفسه فديةً من أجلنا... فجعل الحياة تسكن فينا. هكذا يحيي جسد المسيح جميع الذين يشاركون فيه (يتناولون منه)”.

“إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة. مَن أكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأنّ جسدي طعام حقّ ودمي شراب حقّ. مَن اكل جسدي وشرب دمي ثبت فيّ وثبتّ فيه” (يوحنّا ٦: ٥٣-٥٦). يقول القدّيس كيرلّس الأورشليميّ (+٣٨٧) إنّ اليهود لم يفهموا معنى كلام الربّ وشكّكوا، وظنّوا أنّ المخلّص يدعوهم إلى وليمة يأكلون فيها لحم البشر. ويوضح الأورشليميّ قصد الربّ في الآيات أعلاه بقوله: “فلا تنظرْ إذًا إلى الخبز والخمر كأنّهما عنصران طبيعيّان، إنّما كجسد ودم، كما أكّد ذلك المعلّم نفسه. والحقّ يقال إنّ الحواسّ توحي لك بذلك، فليعطك الإيمانُ الثقة. لا تحكمْ في الأمر بمقتضى الذوق، لكن امتلئْ ثقة من الإيمان، أنت الذي أُهّلت لتناول جسد المسيح ودمه”.

في السياق ذاته يذهب القدّيس هيلاريون أسقف بواتييه (+٣٦٧) إلى التأكيد على حقيقة سكنى الربّ فينا عبر تناولنا جسده ودمه، فيقول: “إذا صار الكلمة جسدًا، ونحن نقبل الكلمة المتجسّد كطعام من الربّ، فإنّنا نؤمن بأنّه يقيم فينا إقامة طبيعيّة... أمّا من جهة حقيقة الجسد والدم، فلا يداخلنا فيها شكّ. وعندما نتناولهما فإنّهما يجعلان المسيح فينا، ونحن فيه”. وثمّة تشبيه جميل عن هذا الأمر لدى كيرلّس الإسكندريّ الذي يقول: “إذا ألصق المرء شمعةً بشمعة أخرى، فإنّهما تصيران شمعة واحدة. كذلك مَن يقتبل جسد مخلّصنا يسوع المسيح، ويشرب دمه الكريم، يصبح واحدًا معه”.

يقارن القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ (+١٠٧) ما بين الطعام الفاني والطعام الأبديّ فيقول: “احذروا أن يكون المسيح في فمكم، والعالم في قلبكم. لا لذّة لي، بعد الآن، بالطعام الفاني، ولا بأطايب هذه الحياة. ما أريده هو خبز الله، وخبز الله هو جسد المسيح. والشراب الذي أبغيه إنّما هو دمه. ودمه هو المحبّة التي لا تفسد”. وفي المنحى ذاته، يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ في “تأمّل عن العشاء السرّيّ” على لسان الربّ ما يأتي: “كلوني أنا الحياة فستحيون، هذه هي رغبتي... كلوا خبزي، فأنا حبّة قمح محيية، أنا خبز الحياة. اشربوا خمرةً مزجتها لكم، لأنّي أنا شراب الخلود... أنا الكرمة الحقّ، اشربوا نخبي، خمرةً مزجتها لكم”.

يبقى الرجاء هو الأساس الذي بمقتضاه يتناول المؤمنون جسد الربّ ودمه. لذلك يقول القدّيس رومانوس المرنّم: “إنّنا عندما نقترب بشوق إلى الخبز السرّيّ، ونتناول كأس الخلاص، بنيّة طاهرة، لا فساد فيها، فإنّنا نشارك في جسد المسيح ودمه، راجين بكلّ إيمان أن نسير سيرة الملائكة”. نحن، التائقين إلى الحياة الأبديّة، مدعوون إلى المشاركة الدائمة وغير المتقطّعة في هذه الوليمة الشكريّة التي مكانها القدّاس الإلهيّ.

القديس مكاريوس الكبير ٣٠٠-٣٩٠

وُلد القديس مكاريوس الكبير ويُدعى ايضًا المصري في قرية على مصب نهر النيل، وكان يعمل سائسًا للجمال. استجابة لدعوة الرب، كرّس نفسه للصلاة والجهاد الروحي، واختلى في منزل في القرية. لكن لما أراد السكان أن يجعلوه كاهنًا، هرب الى قرية اخرى وقصد الصحراء المسمّاة حاليا وادي النطرون.

كان قد بلغ الثلاثين من عمره فكرّس حياته لكل أعمال النسك. كان يأكل الخبز ويشرب الماء مرة في الأسبوع وينام جالسًا متكئًا على جدار قلايته ويبقى صامتًا كل الوقت ليحفظ نفسه من كل فكر خارجي ويستمر في صلاة القلب. كان لا يأبه أبدًا بالممتلكات المادية لدرجة انه لما اتى سارق ليسرق الاشياء القليلة الموجودة عنده، ساعده على تحميلها على الجمل. كان يقضي وقته جالسا ويداه تعملان على جدل اوراق النخيل مركّزا على ذكر خطاياه وفكره في السماء. لم يكن يُكثر الكلام في الصلاة لكنه يردد دائما: “يا رب انت تعرف، وكما تشاء ارحم”. سأله أحدهم يومًا كيف نتقدم على طريق الخلاص، فأرسله القديس الى المقابر وقال له ان يشتم الاموات ثم ان يمدحهم. لما عاد الرجل من المقابر قال له القديس: أرأيت لم يُجب الاموات لا على شتائمك ولا على مديحك. انت ايضا اصنع هكذا. اذا أردت ان تخلص، كن مثلهم لا تحسب احتقار النار او مديحهم شيئًا.

هذه بعض من أخبار القديس مكاريوس في اول حياته النسكية. بقية حياته في كتاب سيَر القديسين. تعيّد له الكنيسة المقدسة اليوم في التاسع عشر من كانون الثاني.

أعياد الأسبوع

في هذا الاسبوع تعيّد الكنيسة المقدّسة لآباء لاهوتيين كبار وآباء رهبان كبار:

  • ١٧ كانون الثاني القديس انطونيوس الكبير أبو الرهبان الذي عاش في مصر في القرن الثالث.
  • ١٨ كانون الثاني القديسين أثناسيوس (٢٩٥-٣٧٥) وكيرلس (٤١٢-٤٤٤) بطاركة الاسكندرية اللذين تركا لنا كتابات مهمة جدا.
  • ١٩ كانون الثاني القديس مكاريوس الكبير (٣٠٠-٣٩٠).
  • ٢٠ كانون الثاني القديس إفتيموس الكبير. وُلد سنة ٣٧٨ وعاش نحو تسعين عاما. كما القديس انطونيوس في مصر، كان القديس إفتيموس مؤسس الحركة الرهبانية في فلسطين.
  • ٢١ كانون الثاني القديس مكسيموس المعترف (٥٨٠-٦٦٢).
  • ٢٢ كانون الثاني، القديس الرسول تيموثاوس تلميذ الرسول بولس ومعاونه في البشارة. أقامه اسقفًا على أفسس وأرسل اليه رسالتين موجودتين في العهد الجديد.

الأخبار

عيد الظهور الإلهي

صباح الاثنين في السادس من كانون الثاني ٢٠١٤، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة الظهور الإلهي في النقّاش بحضور أبناء الرعية الذين يعيّدون للمرة الأولى في المبنى الجديد. وألقى سيادته العظة التالية:

ايها الإخوة المؤمنون “انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم”. الثوب ملتصق بالإنسان. اذًا عندما نقول “المسيح لبستم” نقصد ان المسيح ملتصق بنا. فكما لا يظهر من جسد الانسان الا الثوب، لا يظهر ايضا من المؤمن الا المسيح. تندمج بالمسيح حتى ان كل من رآك يقول: هذا مسيحيّ، هذا صورة المسيح، هذا نور المسيح. وإذا لم نصنع هكذا، نبقى اولاد أبينا وأُمنا، ولم نصر اخوة المسيح. نحن نعيّد هذا العيد لنعلن، لنشهد على اننا صرنا للمسيح. لم نبق أبناء أبينا وامنا، لكن صرنا أبناء الله.

هذا هو الجديد الذي أعلنته المسيحية انكم بطلتم أن تكونوا عبيدا. ليس من عبيد. ألغى المسيحُ نظامَ العبودية. صرتم أبناء. بولس الرسول يوضح هذا بقوله ان العبد ليس له سلطة أن يحرّك شيئا في البيت. الابن يحرّك. الابن عنده سلطة من أبيه على البيت. نحن ابناء الله، لنا سلطان على بيت الله، لنا سلطان على العالم في كنيسة الرب.

عندما نقيم هذا العيد يا اخوة، نفهم ان المسيح نزل في الماء ليعلن مسبقا بالرمز، بالصورة أنه سيقوم. هذا العيد، الظهور الالهي، هو صورة مسبقة عن الفصح. ليس من عيد إلا الفصح. البقية كلها ترسم وتعبّر عن الفصح. الاعياد ترجمات وتعابير عن الفصح، عن القيامة، عن الخلاص .

عندما نقول ان المسيح نزل في الماء ليعتمد، نخبر انه جاء ليموت ويقوم من بين الاموات. عندما نعمّد اولادنا، ماذا نعلن لنا وللناس؟ نقول بهذه الصورة الرمزية ان هذا المعمَّد صار للمسيح. دفنّاه اي دمجناه بالمسيح يسوع ليبقى قائما مع المسيح، حتى لا يكون مائتا، حتى لا يموت بخطاياه. المسيحيّ قائم دائما مع المسيح في كل حياته، في كل اعماله، في كل افكاره، في كل تصرفاته. من يُصرّ أن يبقى في الخطيئة، هذا لا يؤمن ان المسيح قام من بين الاموات. لذلك هذا العيد هو عيد القيامة. نخبر ان المسيح قام من بين الاموات.

عندما نقول انه مات نعني بهذا انه عاش، قام من بين الاموات. يموت ليقوم من بين الاموات. لذلك، في هذا العيد الذي هو في بداية السنة، نعلن أننا في كل سنة، في كل ايامنا، نريد أن نُميت الخطيئة فينا حتى نحيا مع يسوع. نحن اليوم أعلنّا أننا في الفصح. نحن قياميون. نحن دائما ننبعث مع يسوع في حياة جديدة. نتطهر من خطايانا ونَعِدُ المسيح بأننا سائرون معه.

هذا العيد سيبقى معكم إذا أردتم. ستعيشون مع المسيح. ستنهضون من خطاياكم دائما في الفرح بحياة جديدة مع الرب يسوع. سنسير. لا نتقاعس ولا نذهب الى الوراء. نسير دائما الى وجه المسيح المنوّر لنقول له: نرجوك يا رب ان تجعلنا ناسا جددا. لا تدعنا عُتقاء بخطايانا. لا تدعنا نتأخر بخطايانا. دعنا نمشي الى الأمام الى وجهك أنت. هذه هي المحجة. هذا هو الهدف أن نمشي الى وجه يسوع. سنحمل هذا في كل السنة. سنغرّق خطايانا كما غُرِّق المسيح في نهر الاردن. سنبيدها لنكون له أحياء جدُدا، وله المجد فينا جميعا، آمين.

Last Updated on Monday, 13 January 2014 11:46