للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 13: إيماننا |
Saturday, 29 March 2014 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس أحد يوحنّا السُلّمي / الأحد الرابع من الصوم
كلمة الراعي إيماننا يذكُر لنا انجيل اليوم أن ابن الإنسان يُسْلَم إلى أيدي الناس ليقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. واستعدادًا للعيد المبارك قُرئتْ علينا حادثة الولد المصروع، والصرع داء يُعرف بالعامّية بأن يقع المريض أرضًـا. داء الصرع، باعتقاد اليهود، كان ناتجا من تأثير الشيطان في جسد الولد، وهكذا وصفه لنا مرقس الإنجيلي. بعد أن يئس والد الشاب من قدرة التلاميذ على شفائه، جاء إلى المعلم. ونحن دائما نجيء إلى يسوع بعد يأسنا من البشر ومن أنفسنا، وعندئذ يبدأ الرجاء. يسأل السيد له المجد هذا الإنسان: "أتستطيع أن تؤمن؟ إن كنتَ تستطيع أن تؤمن، فكل شيء مستطاع للمؤمن". هذه عِبْرة لنا، الإيمان يشبه ما يجري عندما تزحل الطبقة العليا من الأرض، وهكذا هو الإنسان: إما ان لا يكون مؤسسا على صخر فينهار، أو يكون مؤسسا على صخر فيثبت. المؤمن هو ذلك الإنسان الذي يثبت في الحياة لأنه مبنيّ على الرب يسوع وعلى الإنجيل "إن كنتَ تستطيع أن تُؤمن، فكل شيء مستطاع للمؤمن". المؤمن ينقل الجبال كما جاء في الإنجيل أيضا، وهذا معناه أنه يتخطّى الأمور الصعبة جدا أو التي تظهر له صعبة في البداية. ماذا أجاب الرجل؟ قال: نعم يا سيد أنا أؤمن ولكن أعِنّي في ضعف إيماني. إنه يعلن إيمانه ويقينه، ومع ذلك يشعر بضعفه. اليوم نعيّد للقديس يوحنا، رئيس دير طور سيناء كاتب "سلّم الفضائل" الذي يبيّن فيه أن الإنسان يرتقي من فضيلة إلى فضيلة حتى يصل إلى القمة، والقمة هي التواضع. في كنيستنا أيقونة لسلّم الفضائل رُسمت عليها سلّم يصعد عليها الرهبان. منهم من يقع منذ الدرجة الأولى، ومنهم من يقع من الدرجة العاشرة، ومنهم من يقع من الدرجة العشرين. كلهم يقعون. قلائل يصلون إلى النهاية. ولكن الجميل في الصورة أن الذين يصلون إلى الدرجة الأخيرة أو قبل الأخيرة، عندما يوشكون على السقوط، يتمسكون بمن قبلهم. هذه الصورة ناطقة بما يحدث لكل مؤمن. يحاول، يقع، ولكنه يتابع. وإذا زلّ قليلا يتمسك بالدرجة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة من السلّم لأنه ينتظر يسوع فيصعد. هذا هو جواب والد المريض: "أنا أؤمن يا رب، لكن أعِنّي في ضعف إيماني". ثم ينتهر المعلّمُ التلاميذ ويقول للجمع: "هذا الشيطان لا يُطْرَد إلا بالصلاة والصوم"، أي أنك إذا ضبطت نفسك بالصوم وبكل معاني الصوم فإنك إنسان تصلّي. وما معنى هذا أنك إنسان تصلي؟ ببساطة هذا يعني أنك تفاوض الله، أي أنك تدخل في حديث مع الصديق الكبير. الصوم ترويض للقلب حتى يُمسك عن الشر أو شبه الشر حتى يرتقي السلّم. لهذا لا يمكن ان نكون مسيحيين كما يريدنا يسوع ما لم نضبط النفس. فالإنسان المعتاد على الغضب ينبغي أن يحاول الهدوء، والمعتاد على السرقة يجب أن يتربى على الاستقامة، والذي يكذب لا بد له من أن يتروّض على الصدق الدائم. ولهذا إن آمنّا أولاً وضمنّا أساسنا لا أن نحفر الجبال حتى تقع، ولكن إن ضمنا أساسنا على جبل غير محفور، على الجبل هو المسيح، إن آمنا هكذا واستغثنا بالمسيح، فهو يمدّ يده لينشلنا من ضعف الإيمان ومن الخطايا التي نقترفها، ويُجلسنا على صدره الكريم فنصلّي إليه وهو يكلّمنا بحنان ويرفعنا هكذا معه في الجمعة العظيم. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: عبرانيين 6: 13-20 يا إخوة، إن الله لـمّا وعد إبراهيم، اذ لـم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أَقسم بنفسه قائلا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنك تكثيرا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كل مشاجرة بينهم بالقَسَـم للتثبيت. فلذلك لـما شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانـًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قوية نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضـوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد. الإنجيل: مرقس 9: 17-31 في ذلك الـزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلا: أيها الجيل غيرُ المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتى متى أَحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئا فتحنّنْ علينا وأَغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكل شيء مسـتطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إني أُومن يا سيد، فأَغثْ عدم إيماني. فلما رأى يسوع أن الجمع يتبادرون اليه، انتهر الروح النجس قائلا له: أيها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمُرك أنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرا وخرج منه، فصار كالميت حتى قال كثيرون انه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولما دخل بيتًـا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إن هذا الجنس لا يمكن أن يخرج الا بالصلاة والصوم. ولما خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن البشر يُسلَم إلى أيدي النـاس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث. جنون العظمة أعلى ما يدلّ على أنّ الإنسان فقد رشدَهُ، أن يرى نفسه أعظم من سواه. وهذا الجنون لا يضرب بعضًا من دون سواهم، بل يكاد يكون عامًّا. وما يؤسف عليه فعلاً، أنّ علمنا بأنّ المسيحيّة، فكرًا وحياة، ترى هذا النوع من الجنون نبع الشرور، لا يخفّفه! فعلى أنّنا نعلم إذًا، ترانا، قصدًا أو جهلاً، نؤلّه أنفسنا، ونتعاطى الآخرين كما لو أنّهم هباء. مَن ينقذنا من هذا المرض اللعين؟ سؤال جوابه يفترض أن نجتهد في ضرب الشرّ بأن نعمل ما هو عكسه. ما هو عكس جنون العظمة؟ عكس كلّ جنون أن نتبع وصيّة بولس أن يعدّ كلٌّ منّا الآخرَ أفضلَ من نفسه (فيلبّي 2: 3). وهذا القول، إذا قرأناه في سياقه، لا يفوتنا أنّ قائله لم يحدّد لنا مَن هو الذي يريدنا أن نعدّه أفضل منّا، بل يفتح قوله على أفاق البشريّة كلّها! فإن لم أعتبر، أنا نفسي، أيًّا كان موقعي، أنّ كلّ إنسان هو أفضل منّي، أخالف صحّة الحياة الجديدة برمّتها. لا أبتغي أن أستغرق، هنا، في معنى ما نقلته من فم الرسول، بل أن أذكّر، فقط، بأنّ أعلى ما أراده هو أن يتكلّم على وحدة الجماعات الكنسيّة التي عمل على تأسيسها، واستطرادًا وحدة الجماعة في غير جيل. وإن قرأنا قوله في سياقه المبيَّن، لا يفوتنا أنّه أتى به قَبْلَ أن يورد نشيدًا عظيمًا يتغنّى بالمسيح، الذي فيما هو مساوٍ لله أبيه، أخلى ذاته (2: 5-11). وهذا يؤهّلنا لأن نتأصّل في اعتقادنا أنّ الإنسان، الذي دعوته أن يتواضع أمام الناس جميعًا، له مثال يتمثّل به، هو مسيح الله. لا ينفعنا أن نتمثّل بالناس اعتباطًا. لكن، إن جنّ الكون كلّه جنونًا مطبقًا، فتبقى دعوتنا هي هي: أن نتبع الربّ الذي "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد"، أي تجرّد من ذاته حتّى النهاية، من أجل خلاصنا. فوحدة البشريّة كلّها مرهونة بقبولها هذا التمثّل. هذا، وحده، يردّ عنّا شرّ التعظّم الذي هو، عينًا، معنى من معاني الاستكبار. أن أجنّ إذًا، لهو أن أرضى أن أرى نفسي قطب الوجود. وهذا، الذي قلت عنه: يكاد يكون عامًّا، لا يبرّرني أنّه يكاد يكون عامًّا. فالخطيئة انتشارها لا يشرّعها. المسيحيّ، (أي أنا نفسي أوّلاً)، يستمدّ شرعيّته من طاعته كلمة الله وامتداداتها. فأنا، لأعرف ما الذي أمتلكه أو أفتقر إليه، ينبغي لي أن أزين على الله مواقفي وتصرّفاتي، ما ينفعني وما يضرّني. وهل ثمّة ضرر، يجعلني أخسر نفسي، أي كلَّ شيء، يوازي أن أهمل غنى الفضيلة التي تريدني أفضل؟ لا ينفعني أن أزين حياتي على ما أراه في دنياي، أيًّا كان وكان حجمه وانتشاره. هل سألت نفسي، مرّةً، ماذا تنفعني كبريائي؟ أي: ماذا ينفعني جنوني؟ هل سألت فعلاً، أين هو ربحي في استكباري على هذا وذاك، ولو كان مَن أستكبر عليه هو أحقر الناس جميعًا؟! في المسيحيّة، ثمّة بساتين جمّة ينفعنا أن نتنزّه فيها في حال الصحّة أو المرض، ونداعب ورودها، ونستمدّ من عطورها ما يجعلنا نتخطّر بثقة العروس الخارجة من حجلتها. أمّا البستان الذي أريد منه عطرًا يداويني الآن، فبعض ما مدّنا به من طيب الكلمة أبونا البارّ إسحق السريانيّ في "نسكيّاته". يقول: "اقترب من الأبرار، تقترب من الله بواسطتهم. عاشر المتواضعين، يعلّموك أحوالهم". و"دليل المحبّة (أي المحبّة الأخويّة) هو التواضع الذي يولّده الضمير الصالح بنعمة ربّنا يسوع المسيح" (المقالة الخامسة). و"التواضع وشاح الألوهة" (المقالة العشرون). و"طوبى لِمَن اقتنى التواضع، لأنّه يغمر حضن يسوع، ويقبّله في كلّ لحظة" (المقالة العشرون). و"التواضع يضبط القلب" (المقالة الحادية والعشرين). و"كمال التواضع هو تحمّل التهم الكاذبة بفرح". و"إنّ صلاة المتواضع تشبه مَن يهمس في أذن الآخر (أي الله!)". و"العمل الصالح والتواضع يجعلان الإنسان إلهًا على الأرض" (المقالة الخمسون). و"ليس من فهم يخلو من التواضع. ومَن يخلُ من الثاني، يخلُ من الأوّل" (المقالة الثامنة والخمسون). ماذا قال؟ في هذه الباقة التي قطفتها من "بستانه"، قال أمرًا واحدًا. أكّد أنّني مجنون. ولكنّه، أبًا يحبّني ويرغب في خلاصي، أرادني أن أتخلّص من جنوني، أي أن أبدل وهْم تعظيم نفسي بأن أعظّم الله الذي لا أحد، سواه، يستحقّ التعظيم. وهذا منطلقه، عنده، (ويجب أن يصبح عندي)، أن أحذو، مع الناس أوّلاً، حذو تجرّد إلهي. أوحيت أنّي قد تعوّدت أن أقيس الناس وفق قناعتي وما يريحني. وهذا الأب، إسحق، المجنون حبًّا، أي الذي يختلف نوع جنونه عن جنوني، أرادني أن أكتسب وعي إله! أجل، لا أتعجّب! أي أرادني أن أحسن اختيار أقربائي وعشرائي، وأن أحبب الناس جميعًا، وأوّلهم إخوتي في المسيح، من دون أن أميّز بين مَن يستحقّ منهم محبّتي ومَن أراه لا يستحقّ شيئًا. هذا، إن فعلته أوّلاً، يؤهّلني لأن أكون تلميذًا محبوبًا قادرًا على أن أبيت في حضن ربّي، وأطبع على خدّيه ما شئت من قُبلاتٍ. وإن دفعتني نفسي إلى أن أرمي مَن قلبي مَن يتّهمني بما لا ليس فيَّ، أن أضبطها وأوبخّها، وأبقى أفضّله على نفسي. هذا يبقيني صديقًا لربّي أغتذي من قربه وفهمه. أي أراد لي ما أراده رسول الأمم. أراد أن أطيع كلمة الله. ماذا قال السريانيّ في باقته؟ قال إنّني لست عظيمًا في شيء. لكنّه، أبًا، دلّني على السبل التي تجعلني أرجو أن يرحمني إلهي. السبل! لا، بل سبيلي الوحيد. دلّني على أن أرى نفسي لا شيء. حاول أن يمسحني بعطوره الزكيّة. حاول أن يقنعني بأن أردّ عن نفسي جنوني القاتل. يبقى أن أحاول، أنا نفسي، أن أردّ عن نفسي عراء فقداني رشدي، وأرتدي ثوب التعقّل الذي نسجه لي إلهي من فمه الحيّ.
لماذا صلاة منسّى؟ "صلاة منسّى" سِفرٌ من الكتاب المقدّس في نسخته السبعينيّة، تقرأها الكنيسة في ليتورجيّتها في عشيَات الصوم الأربعيني المقدّس ضمن صلاة النوم الكبرى. منسّى هو الملك الذي تبوّأ حُكم مملكة يهوذا ما بين عامي 698 و642 ق.م. يُذكر في 2ملوك 21: 1-18 و2أخبار 33: 1-19. اعتبره اليَهود أشرّ ملوك يهوذا لأن اسمه ارتبط بأفظع خطيئة في تاريخ شعب الله. فهو لم يكتفِ بأن ارتدّ عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان، بل نزع من الشعب الأحكام والفرائض التي أعطاهم إياها موسى، وأرغمهم على أن يتحوّلوا عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان التي تنهى عنها الشريعة. ونتيجةً لخطيئته، طُرد مع شعبه من ارض الميعاد، وسِيقُوا مقيّدين بقيود الحديد ومذلولين من قبل الأشوريين الذين كانوا يعاملون أسراهم كالحيوانات. ولكن أمرًا حصل في حياته حوّله من كافرٍ بديانة الآباء إلى مُصلحٍ ومثبّتٍ لها. فلمّا تضايق منسّى في السبي، تواضَع ورفع صلاةً (تُذكر مرّتين: 2أخ33: 18 و19) بعد أن تاب إلى إله آبائه. ظهر منسّى المسبيّ وهو يصلّي في المنفى مثل رئيس كهنة يبتهل من أجل نفسه ومن اجل الشعب. وصارت صلاته بمثابة صلاة موسى لـمّا ابتهل إلى الله لئلا يُفني شعبه بعدما صنعوا العجل الذهبي في البريّة وعبدوه (خر 32: 31-35). فاستجابه الله وأعاده من السبي مع شعبه، فأكمل منسّى حُكم مُلكه الذي طال حتى بلغ 55 سنة، وهي المدة الأطول التي حكمَها ملكٌ في مملكة الجنوب. أما لماذا استُجيبت صلاته، فلأن الله سبق أن قال: "اذا تواضَع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة، فإني أسمع من السماء وأغفر خطيئتهم وأبرئ أرضهم" (2أخبار 7: 4). اقترن اسم منسّى في التقليد، ليس فقط بأكثر أعمال العبادة الوثنية فداحةً وارتكابًا، بل أيضًا بأكثر حدث غفرانٍ إلهيّ شهرةً تجاه خاطئ تائب. فكل تاريخ شعب الله يُذكّرهم بخطيئة خيانتهم لله والزنى وراء آلهة أخرى من صُنْع أيدي البشر. وبالتالي، فإن تلاوة "صلاة منسّى" تُذكّرهم بعقاب هذه الخطيئة وبالملِك الذي اعتبروه أشرّ ملوك يهوذا، منسّى بن حزقيّا. ولكنّها تُذكّرهم أيضًا بالسبيل إلى إخراجهم من هذه الخطيئة، ألا وهو التوبة والاتّضاع والصلاة. جدير بالذكر أن كتاب الملوك يذكر اسم "حَفصِيبَه" أم منسّى بن حزقيا (2ملوك 21: 1). والعادة إجمالاً هي ان يُنسب الابن إلى أبيه وليس إلى أمّه. فلماذا ذُكر اسم امّه؟ يَردُ اسم "حَفصِيبَه"، ومعناه "مسّرتي بها"، مرتين فقط في العهد القديم، في خبر منسّى، وفي إشعيا 62: 1-5 حيث الحديث عن أورشليم الأخرويّة. فإذا دعتنا الكنيسة إلى قراءة "صلاة منسّى" في عشيّات الصوم الموصل إلى الفصح، فهذا لأنها فهمت مفعول هذه الصلاة على نفوس أبنائها الذين تسبيهم الخطيئة من حضن أمّهم السماويّ، ولأنها فهمت أن الذي رفع هذه الصلاة هو "منسّى" الذي أبوه "حزقيا" وأُمّه "حفصيبه". فهمت الكنيسة أن منسّى يصير ابن "الرب يقوّي" وابن "مسّرتي بها" أي أورشليم السماوية الأخيرة، وهو "الذي يُنسّي" شعبَ الله زمن ضعفهم وخيانتهم وبُعدهم عن الرب. حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيسها، أقامت حركة الشبيبة الأرثوذكسية احتفالا حاشدًا يوم السبت في ١٥ آذار ٢٠١٤ في ثانوية راهبات القلبين الأقدسين - حبوب (جبيل). بداية صلاة الغروب وتريصاجيون لأجل راحة نفس الأخوين كوستي بندلي وألبير لحام والشهداء والراقدين من أعضاء الحركة. بعدها حفل خطابيّ قدّمت له نانسي نجار حيدر. وتحدّث الأمين العام رينه انطون فذكّر الحركيين بأسس الانتماء إلى الحركة، وحثّ على الشهادة في أصعب الأزمنة حيث الكنيسة مدعوّة إلى إسماع العالم صوت الله وإرادته، ووجّه تحية تضامن مع المطرانين بولس (يازجي) ويوحنا (ابراهيم). وأتت كلمة رنا عرنوق متري بعنوان "في آفاق الأصالة والوحدة والمرأة في النهضة". أما كلمة المؤسس المطران جورج (خضر) فكانت دعوة إلى الحريّة في الكتاب والروح. فأعلنَ "اليومَ موسمَ حبّ لأن في الحركة لا يوجد غير الحبّ". وإذ شدّد على أن الكنيسة، رغم أنها إلهية، هي من بشر، ذكّر أنّ كل ما هو خارج الحبّ ليسوع المسيح لا قيمة له، و"أننا من الكتاب والروح نأتي"، ومن جرن المعموديّة نلنا التكليف. تضمّن الاحتفال عرضًـا لبرنامج online application الذي أعلنت الأمانة العامة إطلاقه، والذي يمكن لمن يشاء أن يُدرجه على هاتفه الخليوي. رقاد المتروبوليت فيليبس (صليبا) انتقل على رجاء القيامة المجيدة والحياة الأبديّة الاربعاء في 19 آذار المثلّث الرحمات المتروبوليت فيليبّس (صليبا) راعي أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشماليّة. وُلدَ المتروبوليت فيلبس في أبو ميزان، المتن، لبنان سنة 1931. دخل إكليريكية البلمند في الرابعة عشرة، ثم تابع الدراسة إلى ان سيم شماسا. وصل سنة 1956 إلى الولايات المتحدة والتحق بمعهد الصليب المقدس في بوسطن حيث نال إجازة في اللاهوت. رُسم كاهنا سنة 1959 بوضع يد المتروبوليت أنطونيوس (بشير) وعيّن خادما لرعية كليفلند (أوهايو). تابع الدراسة في معهد القديس فلاديمير في نيويورك ونال ماستر في اللاهوت سنة 1965. انتُخب متروبوليتا على أبرشية نيويورك وأميركا الشمالية سنة 1966 فخدمها مدة 48 سنة حتى وفاته. نمت الابرشية في عهده نموا كبيرا في مجالات البشارة والرعاية والشهادة والخدمة. |
Last Updated on Monday, 24 March 2014 15:06 |
|