Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2014 العدد 25: شِباك نفوسنا
العدد 25: شِباك نفوسنا Print Email
Sunday, 22 June 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 22 حزيران 2014 العدد 25

الأحد الثاني بعد العنصرة

logo raiat web



كلمة الراعي

شِباك نفوسنا

إنجيل اليوم يروي لنا لقاء السيد مع أربعة تلاميذ عند بحيرة طبريا. اندراوس وبطرس أخوه كانا يُلقيان الشبكة وينتظران سمكًا كثيرًا. دعاهما السيد فتركا كل شيء وتبعاه، أي انهما استغنيا عن معيشتهما. لم يتساءلا ماذا سيحدث لهما إذا تبعا هذا الرجل وكأن سحرا دخل كلاً منهما. ذاقا في لحظة سريعة ان الذي يدعوهما يقودهما إلى شيء عظيم، يقودهما إلى شيء غامض.

 لم يكونا يعلمان ان الموت ينتظرهما إذا لحقا به. سمعا انه كان يبشّر في مجامع اليهود في السبوت وانه كان يشفي كل مرض وكل سُقم في الشعب. كانت مغامرة، غير ان قلبيهما كانا مطمئنين إلى ان أمرا جديدا سوف يحدث.

ثم كان لقاء السيد بيعقوب ابن زبدى وأخيه يوحنا هذا الذي صار كاتبا للإنجيل الرابع. هذان كانا مع أبيهما زبدى، ويظهر من الكتاب ان هذه العائلة كانت على شيء من البحبوحة. هذان كانا يُصلحان الشبكة وينتظران ان تصير أداة جديدة ليأخذا بها سمكا، ولكنهما تركاها على حالها وتبعا المعلّم. هذان ايضا لم يعلما ماذا سيصير لهما. مرة انزلق لسان أمهما لما قالت للمعلّم: "يا سيد اجعل هذا عن يمينك وذاك عن يسارك في المجد". وفي كتاب آخر انهما هُما طلبا المجد، أي ظنّا انهما مرشّحان وزيرين في مملكة جديدة تقوم على ثورة في الشعب ضد الرومان. هما أيضا تركا كل شيء وتبعاه. في الأخير نعلم أن هيرودس قتل يعقوب أخا يوحنا، ونعلم ان يوحنا الحبيب عُذّب في جزيرة بطمس. لم يعلما أن الألم مصير المؤمن، ولكنهما عرفا وجه يسوع أجمل من الألم ومُطلاّ على القيامة. فذهبا هما أيضا مع هذه الجماعة الصغيرة التي صارت اثني عشر.

قد لا يطلب يسوع إلى أيّ منا أن يترك محلّه أو بيته أو أولاده. ولكن أيعني هذا أن يبقى كل منا غارقا في محلّه وبيته وعائلته، أسيرا لهذه الروابط التي تجعلنا من أهل الدنيا، موتى في الدنيا؟

لاحظوا ان الأداة التي كانت تمنع هؤلاء الرسل الأربعة من ان يتبعوا يسوع كانت شبكة. أندراوس وبطرس كانا مرتبطين بشبكة. يعقوب ويوحنا كانا أيضا يُصلحان شبكة. معنى ذلك ان كلا منا واقع في شباك نفسه. شيء أو أشياء في نفس كل انسان تمنعه من ان يتبع يسوع، ولعل أخطر شبكة هي أننا ننتمي إلى الكنيسة المسيحية. عشرات من المؤمنين يظنون ان بينهم وبين المسيح رباطا لذلك يأتون إلى الكنيسة. وهل للإنسان خير دليل على انه يتبع المسيح من ان يجيء إلى الكنيسة؟ ومع ذلك قد يكون في ذلك شباك.

لعلنا نأتي إلى الكنيسة من أجل عادةٍ اصطَلَح الناسُ عليها انها حسنة. جيد ان نذهب إلى القداس الإلهي، ولكنه قد يكون شيئا من العادات الاجتماعية، شيئا يرى الانسان فيه نفسه، شيئا يطمئنّ اليه. قد يكون القداس شبكة اذا اعتدناه نغما حلوا أو صلوات نفتّش فيها عن دغدغة عاطفية، أو مركزا يجعلنا كل أحد على شيء من البهاء، على شيء من الشعر. ولكن ماذا قال الكتاب؟ قال ان يسوع كان يبشّر في المجامع ويشفي كل مرض. هل نعترف بأننا مرضى وبأننا بحاجة إلى إنجيل يُبشرنا، أم ندّعي معرفة كل شيء؟

ادعاء الانسان ما أعظمه شبكة. ظن الانسان انه وصل لكونه يحافظ على الناموس، وما أخطره ادعاء. بدء الخلاص أن يعترف الانسان انه مريض وان يسوع مخلّصه. حينئذ يُفلت من شباك الادعاء والغرور. شهادة المؤمنين الصالحين أن يقولوا للناس: نعم نأكل كما يأكل الناس، ولكن ليس هذا هو المهم. نتناسل كما يتناسل الناس، ولكن الأولاد لنا بركة من عند الآب. نكتسي، نبني البيوت، ولكن ليس في ذلك أهمية بحد ذاتها. نعمل كما يعمل الناس، ولكن الشيء المهم هو ان وجه يسوع دعانا، وانه هو الجميل، وانه هو القدير، وانه وحده يرفع عنا كل مرض وكل سقم وكل خطيئة نتعرقل بها كما في شباك، واننا نبيت معه في سلام ونصير معه إلى فرح. إن أحسسنا بهذا، فلنترك شباكنا ونتبع المخلّص.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: رومية 2: 10-16

يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكل من يفعل الخير، من اليهود أولاً، ثم من اليونانيين، لأن ليس عند الله محاباة للوجوه. فكل الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكل الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنه ليس السامعون للناموس هم أبرارا عند الله بل العاملون بالناموس هم يُبرَّرون. فإن الأمم الذين ليس عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهُم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم وضميرُهم شاهد وأفكارهم تشكو أو تحتجّ في ما بينها يوم يدينُ اللهُ سرائر الناس بحسب إنجيلي بيسوع المسيح.

الإنجيل: متى 4: 18-23

في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيا على شاطئ بحر الجليل رأى أخوين وهما سمعان المدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يُلقيان شبكة في البحر (لأنهما كانا صيادَين). فقال لهما: هلمّ ورائي فأَجعلكما صيادَي الناس. فللوقـت تركا الشباك وتبعاه. وجاز من هناك فرأى أخوين آخرين وهما يعقوب بن زبدى ويوحنا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شباكهما فدعاهما. وللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليل كلّه يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.

ما عسى أن يكون هذا الطفل؟

(يُعيّد لمولد المعمدان في 24 حزيران)

لمّا أُطلق اسم "يوحنّا" على الطفل الجديد، انتشر خبره في جبال اليهوديّة كلّها (لوقا 1: 57-65). وكان كلّ مَنْ يسمع بذلك يحفظه في قلبه قائلاً: "ما عسى أن يكون هذا الطفل؟" (الآية الـ66).

مَنْ قرأ هذا الخبر في موقعه، يعرف أنّ هذا السؤال عن الطفل ترك لوقا الإنجيليّ جوابه في عهدة الروح القدس (الآية الـ67). فهذا الطفل لا يشبه أيّ طفل آخر. هذا، كما تنبّأ زكريّا أبوه: "ستُدعى نبيّ العليّ / لأنّك تسير أمام الربّ لتُعدّ طرقه / وتُعلّم شعبه الخلاص بغفران الخطايا" (انظر: 1: 76-79).

يُبيّن هذا الجواب النبويّ أنّ هذا الطفل رسالة. هذا استشراف للآتي يؤكّد أنّ الله قائم في هذا الخيار. أمّا السؤال، فهو: هذا الطفل رسالة من أجل مَنْ؟ قال زكريّا: "تُعلّم شعبه"، أي شعب العليّ الذي دُعي يوحنّا نبيّه. وهذا القول يُحتّم علينا ألاّ نحصر رسالة يوحنّا بالبيئة التي سيكرز فيها (أي البيئة اليهوديّة)، بل أن ننظر إليها انطلاقًا من الله، أي أن نراها رسالةً شاملةً تبتغي خلاص العالم. هل نُسقط على كلمات زكريّا ما لا تقوله؟ لا! فالنبيّ أوضحَ أنّ رسالة ابنه رسالة تعليميّة عن "الخلاص بغفران الخطايا". لم يقل زكريّا: "جميع الناس قد خطئوا، فحُرموا مجد الله" (أنظر: رومية 3: 23). ولكنّنا يجب أن نستعدّ لسماعها هي عينها. هل أنا خاطئ؟ يساعدنا زكريّا والد السابق على أن يطرح كلّ منّا هذا السؤال على نفسه: هل أنا خاطئ؟ أي: هل أرى، في مسيح الله، خلاصي الشخصيّ؟ ويجب، تاليًا، أن نرى، في "تُعلّم شعبه الخلاص"، فرقًا شاسعًا بين يوحنّا ومَنْ سيعطي الخلاص، أي الربّ يسوع نفسه.

هذا كلّه يجد معانيه في كلمات يوحنّا التي نطقها في أوّل ظهور له، ولا سيّما في وصفه مَنْ تحلّقوا حوله بـ"أولاد الأفاعي"، وقوله لهم وجهًا بوجه: "لا تُعلّلوا النفس قائلين: "إنّ أبانا هو إبراهيم". فإنّي أقول لكم إنّ الله قادر على أن يُخرج من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم" (لوقا 3: 7 و8). فما عسى أن يكون هذا الطفل؟، يعود الجواب عنه في هذه الكلمات التي قلبت كلّ المقاييس البشريّة. شيء عجيب، فعلاً! شيء عجيب أن يزعزع رجل، لا يملك سوى صوت، أحلامًا عاش عليها قومه دهورًا! أنتم تعتقدون أنّ أباكم هو إبراهيم، قال يوحنّا، فمن أين لكم أن تضمنوا أنّه سيعترف بكم أولادًا له؟ ليست القضيّة أن تقولوا أنتم مَنْ أنتم، بل أن يقول هو. وهذا كلّه يؤكّد أنّ مَنْ خاطبهم يوحنّا أوّلاً خلع عنهم أنّهم أولاد إبراهيم، أي شعب مختار. ليس من أحد مختارًا، قال يوحنّا، اللَّهمّ إلاّ مَنْ يختاره الآتي. انتهت التصوّرات. زالت المعايير التي استوهمتموها. "ها هي ذي الفأس على أصول الشجر" (لوقا 3: 9). إن كنتم تريدون أن تكونوا شيئًا، فعليكم أن تغيّروا عقولكم وقلوبكم، وتنفتحوا على مَنْ هو، وحده، خلاصكم.

هل كان ليوحنّا أن يقول ما قاله لو لم يواكبه الله منذ البدء؟ في الواقع، لا يمكننا أن نقرأ أنّ "كلّ مَنْ يسمع بذلك كان يحفظه في قلبه"، التي قلنا إنّها استشراف للآتي، من دون أن نرى الله نفسه يحوط بمجريات هذا الحدث الجديد. فالله، هنا، قائم في كلّ حركة وهنّة وقول وصمت وعجب. وهذا يشجّعنا على أن نعتبر أنّ الله لم يُعدّ طريقه بإرسال يوحنّا فحسب، بل أعدّ الكون لاستقباله. أن تقول لقوم يعتقدون أنّهم أرفع شأنًا من الكون كلّه: "يا أولاد الأفاعي"، ويصمتون كما لو أنّهم نسوا كلماتهم، ويُقبلوا إليك طائعين، أمر لا يمكن أن يعني سوى أنّ الربّ هو، كلّيًّا، هنا. هذه رؤية العهد الجديد: الله قائم على لسان النبوّة وأُذني مَنْ يسمعها. ليس الناس يقولون، بقدرتهم الذاتيّة، قضيّة الله، بل الله نفسه.

هل نُهمّش دور يوحنّا؟ بل نوافق الله. أمّا إذا نظرنا إلى جَمال يوحنّا، فنرى أنّه لم يحد عن رسالته قيد أُنملة. كان فيها. كان تحتها. كان إيّاها. كان دائمًا. ليس كلّ الناس يوحنّا. بعض الناس، إن انتبهوا إلى أنّ الله أَعدّهم لعمل ما (وهذا مصيرنا جميعًا)، تراهم يُرفّعون أنفسهم فوق ما أُعدّوا من أجله. كيف تكون أنت الرسالة؟ يجيب يوحنّا ببلاغة: إن كان الله هو الكلّ عندك. إن أردنا أن نقول وصفًا واحدًا في يوحنّا، لقلنا، من دون انتظار: بقي طفلاً. كلّ الحياة الجديدة، الحياة في المسيح، أن نبقى أطفالاً. ما عسى أن يكون هذا الطفل؟ الجواب: لم يترك طفولته. فقط، الأطفال بالروح يمكنهم أن يُعدّوا طريق الربّ، ويُعلّموا شعبه الخلاص بغفران خطاياهم. كيف؟ بقبولهم الله أُمّهم وأباهم. أين بدا لنا يوحنّا أنّ الله كان له أمًّا وأبًا؟ لنعد قليلاً إلى مجريات الخبر. بعد أن أنهى زكريّا نشيده، قال لوقا كاتب الخبر: "وكان الطفل يترعرع وتشتدّ روحه. وأقام في البراري إلى يوم ظهور أمره لإسرائيل" (1: 80). هل يمكننا أن نتلمّس جوابًا عن سؤالنا في هذه الكلمات؟ أجل. فهذه تعني أنّ الله كان وراء هذا الطفل في كلّ شيء. كيف يتربّى إنسان في البراري؟ بأن يكون الله، وحده، طعامه وشرابه وثيابه وفيئه وستره. يوحنّا، وفق ما كُتب عنه، لم يتلقَّ شيئًا من إنسان. ويجب أن نفهم أنّ هذا يعني أنّه بقي طفلاً، طفل الله، بقي الله أُمّه وأباه.

قَبْلَ أن يكبر الطفل انتشر خبره في جبال اليهوديّة كلّها. هذا، في آن، تمهيد وإثارة. أمّا الباقي، فأن نعرف نحن أنّنا إنّما وُلدنا، لنثير العالم. ربّما نعتقد أنّنا أبناء إبراهيم (أو أولاد الله). ويجب أن نعرف أنّ مَنْ يلدهم الله كلّ يوم، مثل يوحنّا، هم فقط أولاده. يوم ظهور يوحنّا، خرج الناس إليه إلى البرّيّة. ما زال يوحنّا ينادي فينا: أنِ اخرُجوا إلى البرّيّة. هذا دربُنا الوحيد، لنُلاقي يسوع، ونسترجع أنّنا أطفاله!

القديس إفسافيوس أسقف سميساط

نعيّد له اليوم في ٢٢ حزيران، في أثناء حكم الامبراطور قسطنديوس (٣٣٧-٣٦٠) الذي كان يحبّذ الآريوسية. كان القديس إفسافيوس يدافع عن الإيمان الحقيقي كما حدده آباء المجمع المسكوني الأول (نيقية ٣٢٥). انتُخب أُسقفًا على سميساط، وهي مدينة تقع نحو ٢٠٠ كلم شرقيّ أنطاكية على ضفة الفرات الشمالية. اشتهر بسبب دفاعه عن الإيمان وكان له يد في انتخاب القديس ملاتيوس على كرسيّ أنطاكية. لما اكتشف الامبراطور أن ملاتيوس لا يُناصر الآريوسية كما كان يظن بل يحاربها، طلب محضر انتخابه الذي كان في عهدة إفسافيوس الذي رفض تسليم المحضر لمبعوثي الامبراطور الا بعد موافقة الذين وقّعوا عليه، وبقي على موقفه بالرغم من التهديد بقطع يمينه.

في أثناء حُكم الامبراطور يوليانوس الجاحد (٣٦٠-٣٦٣) الذي حاول إعادة الوثنية، تنكّر الأُسقف إفسافيوس بزيّ جُنديّ وسافر في كل انحاء سورية وفينيقية وفلسطين يشجّع المسيحيين ليثبُتوا على ايمانهم بوجه الاضطهاد، وكان يرسم الكهنة في السر. بعد موت يوليانوس، اشترك إفسافيوس في مجمع ضم ٢٧ أسقفا برئاسة القديس ملاتيوس، واعلنوا ان الإيمان النيقاوي هو إيمان كل الكنيسة. كان للقديس إفسافيوس تأثير أيضا في انتخاب القديس باسيليوس الكبير على قيصرية الكبادوك سنة ٣٧٠ وكان حاضرا سيامته. قال عنه القديس غريغوريوس اللاهوتي انه "عمود الكنيسة وقاعدتها، ومنير العالم، وقاعدة الإيمان وسفير الحقيقة".

لما استلم الامبراطور والنس الحُكم، وكان مع الآريوسيين، جدّد الاضطهاد ونفى ملاتيوس إلى أرمينيا، وإفسافيوس إلى تراقيا، وأقام محلّه اسقفًا آريوسيًا اسمه إفنوميوس. بعد وفاة والنس في الحرب ضد الغوط (٣٧٨)، أعاد خلفه الامبراطور غراسيانوس الحرية للكنيسة واستدعى الاساقفة من المنفى. لما عاد إفسافيوس إلى مدينته، استقبله الشعب بفرح واستعاد نشاطه الرعائي. توفي في ٢٢ حزيران ٣٧٩ على أثر جرح أُصيب به لما رمته امرأة آريوسية بحجر أصاب رأسه. آخر كلمات تفوه بها كانت صلاة من أجل اعدائه.

من تعليمنا الأرثوذكسي: القربان

التلميذ: ذهبتُ مع أمي وجدتي إلى القداس يوم السبت الذي قبل عيد العنصرة وقالت جدتي انه "سبت الأموات" واننا سنصلي من أجل راحة نفس جدّي. حملت معها خمس قربانات وقدمتها إلى الكنيسة. ما علاقة القربان بالصلاة؟

المرشد: ألا تذكر اننا تكلّمنا سابقا عن التقدمة وهي المرحلة قبل القداس حيث يُعدّ الكاهن القرابين. قلت لك آنذاك ان الكاهن يرفع الجزء الذي على شكل مربع في وسط القربانة ويضعه على الصينية، وهو الجزء الذي كُتب عليه بالأحرف اليونانية "يسوع المسيح الغالب". يُسمّى هذا الجزء الحَمَل، وهو يسوع المسيح الذي يُذبح من أجل خلاصنا. ثم يرفع الكاهن أجزاء أصغر من القربانة ويرتّبها حول الحَمَل، يذكر بها والدة الإله والقديسين على أنواعهم. أخيرا يقتطع أجزاء بأسماء الذين نصلي من أجلهم من الأحياء والأموات. وقد أخذ قربانة من التي قدّمتها جدتك وقطع منها جزءا صغيرا منها قائلا اذكر يا رب عبدك (اسم جدك). ويضع الأجزاء الصغيرة في صفّين في أسفل الصينية، صف للأحياء وصف للاموات.

التلميذ: هذا يحصل في سبت الأموات؟

المرشد: ليس فقط في سبت الأموات، بل في كل أحد أو عيد وكلما أقيم القداس الإلهي.

التلميذ: اذًا كل هذه الأجزاء تصير جسد المسيح وتُعطى لنا في المناولة؟

المرشد: لا. الحَمَل فقط يصير جسدَ المسيح، أي المربّع الذي عليه طابع القربان، ومنه يتناول كل الموجودين في القداس. اما الأجزاء الاخرى فيضعها الكاهن في الكأس بعد المناولة قائلا: "اغسل يا رب بدمك الكريم خطايا عبيدك المذكورين ههنا بشفاعة والدة الإله وجميع القديسين".

التلميذ: سؤال أخير. مم يُصنع القربان؟ لأن جدتي لم تكن مرتاحة لما وُزع علينا في آخر القداس قربانٌ ذو طعمٍ حلو، وقالت الأُصول ألاّ يكون في القربان سكّر أو حليب أو غيرها من المواد التي تدخل في تصنيع الخبز الإفرنجيّ.

المرشد: جدتك على حق. القربانة التي تؤخذ منها الأجزاء وتوضع على الصينية يجب ان تكون مصنوعة من طحين القمح والماء، يضاف اليها الخميرة والملح ولا شيء غير ذلك. وتقال صلوات عند عجن القربانة وخبزها.

التلميذ: اذًا الخبز الذي يُستعمل في القداس هو كالخبز الذي نأكله؟

المرشد: تمامًا. لا نستعمل في القداس الخبز الفطير أي الذي دون خميرة لأن يسوع، في العشاء الأخير، أخذ "خبزا" وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا: "خذوا كلوا هذا هو جسدي". واستمر المسيحيون عبر العصور كلها يصنعون حسب الانجيل.

عيد العنصرة

صباح الأحد في الثامن من حزيران الجاري، ترأس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة العنصرة في عين سعاده بحضور الكثيرين من أبناء الرعية. بعد القداس، كان استقبالٌ وتهانئ في قاعة الكنيسة.

Last Updated on Monday, 16 June 2014 11:02
 
Banner