Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2014 العدد 27: قوة الإيمان
العدد 27: قوة الإيمان Print Email
Sunday, 06 July 2014 00:00
Share

 تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 6 تموز 2014  العدد 27 

الأحد الرابع بعد العنصرة

logo raiat web

 

 

كلمة الراعي

قوة الإيمان

لنا في قراءة اليوم تعزية كبيرة. يأتينا الإنجيل بأعجوبة ككل عجائب السيد، ولكن فيها شيء فريد أن طالب الشفاء ضابط رومانيّ وثنيّ ابنه مفلوج معذّب ولعلّ ارواحا شريرة تعذّبه. هذا سمع عن يسوع وقال له: "قل كلمة واحدة فيبرأ فتاي". ثم أضاف: انا انسان إذا قُلت أُطاع. أقول لهذا الجندي اذهب فيذهب، ولذاك تعال فيأتي. وكأنه يقول ليسوع انت قادر بكلمة واحدة ان تأمر فيبرأ ابني. انا أثق بك.

 تعجب السيد من أن إيمان هذا الوثني كان أعظم من كل إيمان شهده بين اليهود. كان لهم إله، إله واحد، لكنهم لم يؤمنوا كما آمن هذا الرجل الذي لم يكن له إله واحد.

شُفي الولد لأن أباه آمن. ماذا تعني هذه العبارة: انسان يؤمن؟ لا تعني فقط أننا نصدق بأن لهذا العالم خالقًا ومدبرًا. هذه أشياء يقول بها كل الناس. كل انسان إذا فكّر جيدا لا بد له أن يقول في نفسه: لهذا العالم خالق، هذا العالم لا يمكن ان ينشئ نفسه بنفسه، الأشياء لا تأتي بالصدفة. ثم لا بد له ان يقول ان لهذا العالم مهندسًا، مرتبًا، وله حركة وله مصير، ولا بد من ان يكون هناك كائن عاقل عظيم يُشرف على هذه الدنيا. هذا تصديق، او هذه فلسفة. ولكن الإيمان أبعد من هذا وأقوى. الإيمان أن تدرك، أن تثق، أن تحس بأن كل ما فيك من خير وجمال، وأن كل ما في الانسانية من خير وحق يأتي من الله. أن تدرك بأن الله مصدر كل الخيرات، ليس فقط خيرات الأرض الزراعية، ولكن بالدرجة الأولى ان يكون الله مصدر الخير الروحي الذي في النفس. فإذا كنت انت محبا ومتواضعا ووديعا ولطيفا، الإيمان ان تعرف ان الله مصدر هذه كلها، اي أن لا تنسبها لنفسك ولجهدك ولكن أن تنسبها الى الله.

ثم الإيمان يعني ان تفتش عن سعادتك بالإيمان، لا أن تفتش عن سعادتك بمال يأتي ويذهب، او بصحة تأتي وتذهب. إن كنتَ مؤمنا، فالله ساكن فيك أأكلت أَم رفضت الطعام، أسلمت أَم مرضت. الله فيك وانت مريض، والله معك وانت مريض. لذلك لا معنى لهذا القول الشعبي: "ماذا فعل هذا الانسان لربه حتى أخذ ابنه او زوجته؟". هذا القول يعني اننا ننتظر من الله الخيرات المحسوسة الجسدية فقط. لله حكمته عندما يأخذ الناس او يستبقي الناس لأنه أعرف بأولاده وأشد غيرة عليهم من ذويهم.

أن تؤمن هو ان تسلّم لله كل شيء، وان تسلّم بكل ما يحصل لك على انه حكمة الله. حكمته معروفة عنده وغير مكشوفة لك. الله تكلّم بالإنجيل، وانت تسير بموجب الإنجيل. أن تؤمن يعني اذن أن تطيع. نحن لا نقول بأن الأشياء تأتي صدفة. لا. نحن نقول ان كل ما يتم في هذه الدنيا، وفيّ، وفي بيتي، انما يتم بتوجيه من الرب وإرادة منه ومحبة. الله يفتقد بالمصيبة كما يفتقد بالخيرات.

أن أؤمن يعني ان أرى الله اذا انا ازدهرت ونمَوت، وأن أراه اذا انا خسرت، واذا انا حُرمت، واذا انا أُدبت، واذا مات واحد من أهلي او من أعزائي. انا أبدأ بالله، ثم تأتي الأشياء وأراها من خلاله. لا أقول: مات انسان في عائلتي فالله غير موجود. لا. الله ليس قائما لتبقى أنت معززا حسب مقاييس هذه الدنيا. الله قائم ومحب ولطيف. انت تعرف ذلك لأن يسوع كشف لك ذلك على الصليب وبتعاليمه وعجائبه ومحبته. الله محب. ومهما تقلّبت احوالك يبقى محبا.

أن تؤمن يعني أن تجعل الله مأمنا. فإذا أنت تقلبت وخسرت ومرضت وجُرحت، يبقى الله هذا الحصن. انت محصّن في كل حال لأن الله صخرتك وعلى هذه الصخرة يُبنى المؤمنون الذين يحبّون الله، على صخرة هذا الحب. نحن مخلّصون في كل حال، في الصحة كما في المرض، في الحرب كما في السلم، نحن مخلّصون لأننا نؤمن بإله يحب.

وان ارتكبنا خطيئة تلو الخطيئة، فلا بد لقلبنا أن يقسو ولمشاعرنا أن تجف، ونبقى بلا حنان ولا رضى، لا إله لنا ولا قريب، ليس من نحبه. لهذا لا بد لنا ان نقضي على الخيانة، على الكفر، على النقص، على الانجراف للنقص. واذا جعلنا قلوبنا مثل قلب الله في الثقة والحب والحنان، فهي قادرة أن تسلم لأن الله يستقر في قلوب محبّيه. اذ ذاك تنقلب الدنيا وتكون أحوال جديدة، وتدور الدنيا ويذهب الناس ويموتون وتضمحل وجوه وتأتي وجوه، ولكن يبقى وجه الله. 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 1كورنثوس 12: 27-31، 13: 1-8

يا إخوة أنتم جسد المسيح وأعضاؤه أفرادا، وقد وضع الله في الكنيسة أناسا، أوّلا رسلا، ثانيا أنبياء، ثالثا معلّمين، ثم قوات، ثم مواهب شفاء، فإغاثات، فتدابير، فأنواع ألسنة. ألعل الجميع أنبياء؟ ألعل الجميع معلّمون؟ ألعل الجميع صانعو قوات؟ ألعل للجميع مواهب الشفاء؟ ألعل الجميع ينطقون بالألسنة؟ ألعل الجميع يترجمون؟ ولكن تنافسوا في المواهب الفضلى وأنا أُريكم طريقا أفضل جدا. إن كنتُ أنطق بألسنة الناس والملائكة ولم تكن فيّ المحبة فإنما أنا نُحاس يطنّ أو صنج يرنّ، وإن كانت لي النبوّة وكنتُ أَعلم جميع الأسرار والعلم كلّه، وإن كان لي الإيمان كله حتى أنقل الجبال ولم تكن فيّ المحبة فلستُ بشيء، وإن أَطعمتُ جميع أموالي وأَسلمتُ جسدي لأُحرَق ولم تكن فيّ المحبة فلا أَنتفع شيئا. المحبة تتأنّى وترفق، المحبة لا تحسُد، المحبة لا تتباهى ولا تنتفخ، ولا تأتي قباحة ولا تلتمس ما هو لها ولا تحتدّ ولا تظن السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء وتصدُق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا.

الانجيل: متى ٨: ٥-١٣

في ذلك الزمان، دخل يسوع كفرناحوم فدنا اليه قائد مئة وطلب اليه قائلا: يا رب إن فتايَ مُلقى في البيت مخلّعا يُعذّب بعذاب شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأَشفيه. فأجاب قائد المئة قائلا: يا رب لسـتُ مستحقا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإني أنا إنسان تحت سلطان ولي جندٌ تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائت فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونه: الحق أقول لكم إني لم أجد ايمانا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوبَ في ملكوت السماوات، واما بنو الملكوت فيُلقون في الظلمة البرّانية. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثم قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

قائد المئة

الناس كلّهم، مَنْ يعرفونه منهم وَمَنْ لا يعرفونه، غدوا يتناقلون أخباره. وهنا، في كفرناحوم، المدينة القائمة على شمال شاطئ بحيرة طبريّة الغربيّ (وهي "تلّ حوم"، اليوم) نحن لا نعرفه فحسب، بل منذ أن ترك الناصرة وسكن بيننا (متّى 4: 13)، بتنا نعتبره واحدًا منّا. وأنا، على أنّني وثنيّ، ضابط وثنيّ، أعتبر نفسي قريبًا إليه في ودّه وفي تقدير كلّ ما يفعله. كثيرون تكلّموا على قدرته على الشفاء (متّى 4: 23-25). لكنّني لم أقصده، قَبْلاً، بأمر. أمّا اليوم، فأريد أن أفعل. فتاي، الذي يخدمني في بيتي، ملقى على سريره، "يعذّب بعذاب شديد". لم أسمع أنّ يسوع، جارنا، قد شفى غريبًا من قَبْل. لكنّني لن أمنع نفسي من اللجوء إليه. إن قبلني، يكون خيرًا لي ولفتاي. وإن لم يقبل، فسأعذره، وأتفهّمه (متّى 8: 5-13)!

أن تعرف، ضابطًا على فصيلة مؤلّفة من مئة جنديّ، مكان إقامة شخص ما، ليس بأمر صعب. وكيف إن كان مكان إقامته معروفًا، وتاليًا أخباره تمشي أمامك وعلى جنباتك! فاليوم، مثلاً، وصل إلينا أنّه اصطحب تلاميذه إلى الجبل، وألقى عليهم بعضًا من تعليمه. تلاميذه، بعد نزولهم، أخبروا جموع الناس (متّى 5-7). وكان ما أخبروا به ساحرًا، جنونيًّا، لم يسمع به أحدٌ من قَبْلُ! أنا سمعتُ الناس يميّزون بين ما قاله هو، ويقوله كتبتهم. واعترفوا بأنّه "يعلّم كَمَنْ له سلطان". لا أعرف متى سيمنّ عليَّ بظهوره. لكنّ ما أعرفه أنّني، الآن، على طرقات كفرناحوم، يعتمرني شعور، لا يمكنني تفسيره، بأنّه لن يتأخّر. قلبي ينبئني بذلك! كلّ الذين عرفوه، عن قرب، قالوا إنّه يأتي في الوقت المناسب دائمًا، أي من حيث يُنتظر! يبدو صديق حاجات الناس. يعرفها كلّها، مثلهم. ويريد أن يتخلّص منها كلّها، مثلهم. طبيب! لا، لعمري، إنّه أعظم من أيّ طبيب. أطباء الأرض يحاولون أن يعالجوا الناس. يفلحون مرّاتٍ، ويفشلون مرّاتٍ أخرى. أمّا هو، فيعالجهم بكلمة، بلمسة، أي بكلمة أو بلمسة فقط. ولم يُخبر أحد بأنّه قد صعب عليه أيّ مرض. ينجح دائمَا! سلطانه على المرض لم يعرفه أهل الأرض وأطبّاؤهم قَبْلاً. سلطانه عجيب. معضلتي الوحيدة أنّني غريب عن ملّته. وهذا، كما عذاب فتاي، سأترك له أن يقرّر فيه.

ألم أقل إنّ قلبي ينبئني بأنّه لن يتأخّر؟ ها هو، الآن، أمامي. أراه ينظر إليَّ كما لو أنّه يعرف ما جئتُ من أجله. لا يليق بي أن أتركه يمشي نحوي. ينبغي لي أن أُسرع أنا إليه، وأدنو منه، وأقول له ما شعرتُ بأنّه يعرفه. لن أحرجه بطلب أن يشفي لي فتاي. فقط سأروي له عن عذابه. وليفعل هو ما يراه مناسبًا! "يا ربّ، إنّ فتاي ملقى في البيت مخلّعًا يعذّب بعذاب شديد". قال يسوع: "أنا آتي، وأشفيه".

سمعتُ ما قاله! سمعتُهُ جيّدًا! هدم لي سياج ظنّي بأنّني غريب! وفضلاً عن ذلك، طلب زيارتي! ما يقوله الناس عنه، كلّه صحيح! هل أراد أن يرحم تعب انتظاري على الطريق؟ لا بدّ من أنّه أراد! يكفيني ما سمعتُهُ! أراحني! أنا أثق بأنّه قادر على أن يفعل، من مكانه، كلّ ما يريده. أنا أؤمن بقدرة كلمته على فعل أيّ شيء. أفرحني. ويجب أن يفرح به سواي. هذا الرجل يجب أن يبقى منطلقًا إلى أوجاع الناس وعذاباتهم. لن أسمح لنفسي بأن أحتجزه، وإن قليلاً. أساسًا، أنا لا أستحقّ أن يزورني. وهذا ما سأقوله له علنًا: "يا ربّ، لستُ مستحقًّا أن تدخل تحت سقفي، ولكن قل كلمةً لا غير، فيبرأ فتاي. فإنّني أنا إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، ولآخر ائتِ فيأتي، ولعبدي اعمل هذا فيعمل".

لم أكن أعرف أنّ كلماتي ستدفعه إلى أن يُظهر تعجّبه علنًا. يا لعجبي! أنا لم أكن أمالئه، ولم أُرد أن أبرز له مكانتي. وهل يمكنني أمامه أن أفعل؟ قلتُ إيماني، إيماني بكلمته التي ردّدها تلاميذه! نسجتُ ما قلتُهُ ممّا تعلّمتُهُ في الدنيا، وأمارسه في الدنيا. وفهمني؟ وأكرمني. ربّما شعر بأنّني أؤمن، إيمانًا مطلقًا، بأنّ سلطانه يستمدّه من فوق، من إله في أعلى السماوات تربطه به علاقة خاصّة (متّى 6: 9). إنّه أدرى! ربّما أدرك أنّ كلمته "الجبليّة" قد أثّرت فيّ. إنّه أدرى! ربّما اعتبرني واحدًا من تلاميذه الجدد. إنّه أدرى! أنا لا استطيع أن أفرض نفسي عليه. لكن، إن كان قد اعتبرني واحدًا مِمَّنْ يؤمنون به، فهذا أمر يرغب فيه قلبي وعقلي ونفسي وكياني كلّه. لن أنسى، يومًا، تعجّبه والكلمات التي قالها إلى الذين كانوا يتبعونه على ما سمعه منّي. قال لهم: "الحقّ أقول لكم: إنّي لم أجد إيمانًا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم: إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات. وأمّا بنو الملكوت، فيلقون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان". ثمّ نظر إليَّ، وقال لي: "اذهب، وليكن لك كما آمنت". ولمّا تركتُهُ، علمتُ أنّ "فتاي شفي في تلك الساعة" التي صرفني فيها.

هذه كانت وقائع ثمرة انتظاري له ورغبتي فيه. لم أكن أعرف أنّه سيتكرّم على غريب مثلي. كانت مفاجأة! وهل أحلى من هذه المفاجأة أبني حياتي عليها؟ فأنا، اليوم، لم أبقَ أعرف عنه، بل خبرتُهُ شخصيًّا. وهذا أمر لن ينزعه أحد منّي. أنا عدتُ قريبًا إليه فعلاً. كنتُ أشعر بأنّني قريب. وبات قربي حدثًا واقعيًّا لا علاقة له بشركة مدينة، بل بشركة أخرى! لقد قرأ ما في قلبي، وفهم أنّني له. أنا له! أروي ما أنا عليه طاعةً لكلمته. أبواب المشارق والمغارب فُتحت، ويجب أن يعرف العالم أنّها قد فُتحت. سأعيش حياتي أروي ما فعله معي. هذه طاعة توافق الكلمة التي تجاوزت عدم استحقاقي، وأدخلته بيتي!

من تعليمنا الأرثوذكسي: الإعلان الإلهيّ

التلميذ: ذهبت مع أمي إلى أحد الاجتماعات في الرعية. كان الكاهن يشرح الإنجيل وتكلم عن الإعلان الإلهي. لم أفهم. ما معنى الإعلان الإلهي؟

المرشد: كلمة إعلان أو كشف أو إظهار تعني "كشف ما كان مجهولا". هكذا يقول القاموس. اما الإعلان الإلهي فيعني ما كشفه الله عن مقاصده لخلاص البشر. وقمة الاعلان الإلهي تجسّدُ ابن الله "والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا" (يوحنا ١: ١٤). نقرأ في مطلع الرسالة الى العبرانيين (١: ١): "الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه". انت تذكر ما قاله سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على ذراعيه: "الآن أَطلقْ عبدَك يا سيّد حسب قولك بسلام لأن عينيّ قد أَبصرتا خلاصك الذي أَعددتَه امام جميع الشعوب نور إعلان للأمم..." (لوقا ٢: ٢٩-٣٠).

التلميذ: هذه أعرفها من صلاة الغروب. لكني أَفهم الآن أن الخلاص الذي رآه سمعان وكان ينتظره هو يسوع. لكنك تكلمت عن الأنبياء، هل هذا يعني أن الإعلان الإلهي موجود في العهد القديم؟

المرشد: نعم لم يتوقف الله عن إظهار وجوده "بأنواع وطُرُق كثيرة" لكثيرين من العهد القديم مدة ١٥ أو ٢٠ قرنا، يكشف مقاصده للخلاص. لذلك نقول ان نصوص الكتاب المقدس مُلهمة من الله. كما نقول في دستور الإيمان عن الروح القدس انه "الناطق بالأنبياء". لكن كل هذه النصوص من العهد القديم تحمل إشارات الى مجيء المخلّص ربنا يسوع المسيح. اليك بعض الأمثلة من نبوءة إشعياء: "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (٧: ١٤)، و"يولد لنا صبيّ ويُعطى لنا ابن..." (٩: ٦). والعهد الجديد هو اكتمال او تمام الإعلان الإلهي. الرب يسوع المسيح هو الإعلان الإلهي قال: "انا هو الحق". كل الإعلان الإلهي كُشف لنا، نهائيا بيسوع المسيح.

التلميذ: كيف نعرف كل الإيمان بيسوع المسيح؟

المرشد: الجواب سهل: ان تعرف يسوع المسيح. ولا تسألني كيف تعرفه، فقد قلنا ذلك مرارا. اقرأ الإنجيل وتعرّف على يسوع بأقواله وأعماله وآلامه وقيامته، اقرأ كتابات الرسل لأن كل ما ورد في العهد الجديد لا يتكلّم عن أُمور مجردة لكن عن شخص المسيح الذي نعرفه ونحبه. الإيمان المسيحي خبرة حيّة يعيشها المؤمنون في الكنيسة في الصلوات والأصوام والتعرف على القديسين. يمكننا القول باختصار ان الإعلان الالهي يُكشف بالروح القدس في الكنيسة كما قال الرسول يوحنا في بدء رسالته الأولى: "الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" أي يسوع المسيح.

 قديسو الأسبوع

  • ٤ تموز: القديس أندراوس رئيس أساقفة كريت. ولد في دمشق حوالى سنة ٦٦٠. عاش في القدس ثم في جزيرة كريت. مؤلف ألحان وصلوات أشهرها القانون الذي يحمل اسمه ونصلّيه في الاسبوع الاول من الصوم الكبير.
  • ٤ تموز: القديس أندريه روبليف.  ولد حوالى ١٣٦٠ في روسيا. كان راهبا في دير المخلّص في موسكو ثم في دير القديس سرجيوس. هو كاتب الأيقونات الشهير. من أهم أعماله أيقونة الثالوث.
  • ٥ تموز: القديس أثناسيوس الآثُسيّ الذي عاش في القرن العاشر في الجبل المقدس.
  • ٦ تموز: القديس سيسوي الكبير، بالسريانية مار ساسين. كان ناسكا في صحراء مصر في القرن الرابع على خطى القديس أنطونيوس الكبير. أهم فضائله التواضع. كان يعلّم زواره أن التواضع يُكتَسب بالصلاة والصوم وبأن يتدرب كل انسان على اعتبار نفسه آخِر الناس.
  • ٧ تموز: القديس توما الذي من جبل ماليون جنوبي اليونان. عاش راهبا في القرن العاشر حياة كلها صلاة.
  • ٨ تموز: القديس الشهيد بروكوبيوس ورفقته: والدته ثيوذوسيا و١٢ امرأة معها، وكلهم من أنطاكية. استُشهدوا أثناء الاضطهاد في اوائل القرن الرابع.

تذكُر رعيتي هؤلاء القديسين باختصار تشجيعا للقرّاء على مطالعة سِيَرهم في كتاب السنكسار.

دير القديس يوحنا السابق - دوما

بمناسبة عيد مولد القديس يوحنا السابق المعمدان، شفيع الدير، ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صلاة الغروب للعيد مساء الاثنين في ٢٣ حزيران في كنيسة الدير بمشاركة الأسقف غطاس (هزيم) رئيس دير سيدة البلمند. وصباح العيد رئس سيادته القداس الإلهي بمشاركة الأسقف يوحنا (هيكل)، وذلك بحضور الرهبان والراهبات، وأهالي المنطقة، وكل المحتفلين بالعيد. بعد القداس اشترك كل الحاضرين في مائدة محبة أعدها الدير.

 

Last Updated on Monday, 30 June 2014 09:49
 
Banner