ocaml1.gif
العدد 45: لا تخف آمن فقط Print
Sunday, 09 November 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 9 تشـرين الثاني 2014  العدد 45

الأحد الثاني والعشرون بعد العنصرة

عيد القديس نكتاريوس العجائبيّ أُسقف المدن الخمس

logo raiat web



كلمة الراعي

لا تخف آمن فقط

أمامنا في إنجيل اليوم حادثتا شفاء:

الحادثة الأولى تخبرنا عن انسان، رئيس مجمع اليهود، يأتي ويخرّ عند قدمي يسوع، يسلم النفس له ويجعل كل أمله فيه، ويطلب شفاء ابنته فيما كانت مريضة.

السجود هو الاستسلام الكامل لمشيئة الرب. العابد وحده يسجد. المؤمن ليس فقط الذي يعرف أن لنا إلهًا في الكون بعيدا نتكلّم عنه كلامًا دينيا. لكن المؤمن وحده يركع ويفتح قلبه لله. الانسان الذي لا يصلّي لا يعرف الله، والصلاة المؤمنة تثق بأن الرب فعّال وبأنه يشفي من المرض ومن الضيق. العبادة ليست كلاما، العبادة سجود في حضرة الرب في يقين وسلام.

 الحادثة الثانية التي يكلّمنا عنها الإنجيل حادثة امرأة ينزف دمها. هي أيضًـا لمست الرب يسوع.

الأول سجد والثانية لمست، أي ان القضية قضية التصاق بالمسيح بحيث لا يبقى حاجز بينه وبيننا. إن حياتنا مع المسيح كلها تحرّك من سجود في الإيمان إلى سجود في الشكر والتسبيح.

«يا امرأة إيمانك أبرأك، اذهبي بسلام» لأنني أُعطيك سلاما. إيمانك أبرأك أي ان الذي آمنت به أبرأك. لا يجوز لنا مسيحيا أن نقول: آمن فقط حتى ولو بالحجر. الحجارة لا تسنطيع أن تشفي، والطلاسم لا تفيد، وأفكار الناس وأوهامهم لا تُجدي، ولكن إيمانهم يشفيهم. إيمانهم يشفيهم اي ان الذي يضعون ثقتهم فيه، الذي يكون موضع رجائهم، يسوع المسيح وحده، هو الذي يشفي ويغفر.

المسيح يشفينا أي انه يجعلنا في سلام، وهذا يعني بالدرجة الأولى ألا نخاف. اننا نخاف عندما يقترب الله منا. كل افتقاد إلهيّ يخيف. ولكن السيد يريد أن يدخل إلى حياتنا، واذا كان الرب معنا في سفينة العمر فنحن سائرون ولا ريب إلى ميناء الخلاص. المهم أن لا نخاف، أن نتابع السير.

قال يسوع ليايرس: «لا تخف». لا تخف من موت ابنتك فإن المؤمن في طمأنينة القلب وفي رضاء دائم. وهنا يتبادر إلى ذهننا قول المزمور: «ان الرب أمامي في كل حين. انه عن يميني فلا أتزعزع... واحدة اسألك يا رب وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب طول أيام حياتي».

الذي يسكن مع المسيح أي ان الذي يأتيه السكون في المسيح، هذا إنسان يرى الرب أمامه كل حين، ولذلك لا يتزعزع ولا يرهب عاصفة من عواصف هذا الدهر لأنه أَسلم النفس للمسيح الآتي اليه في كل حين. بالنعمة يُلاطفه، وبالنعمة يرضى عنه، وبالنعمة يشفيه ويغفر له كل خطاياه.

ونحن فيما نتابع حياتنا، جدير بنا، أمام كل مشكلة ومحنة ومرض، وأمام كل حزن وخوف وموت، أن نكون أمام السيد، أن نسجد له بحيث نُلاصقه ونلتصق به كالنازفة الدم، ونطرح كل خوف جانبًا. اذ ذاك يضع الرب يده على رأس كل منا ويقول: يا بني لا تخف، إيمانك يشفيك دائما، اذهب بسلام.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة اليوم للقديس نكتاريوس.  اطلبها في ٦ كانون الأول.

الرسالة: عبرانيين ١٣: ١٧-٢١

يا إخوة أَطيعوا مُدبّريكم واخضَعوا لهم فإنهم يَسهرون على نفوسكم سهر مَن سيعطي حسابًا حتى يفعلوا ذلك بسرور لا آنّين، لأن هذا غير نافع لكم. صلّوا من أجلنا فإنّا نثق بأنَّ لنا ضميرًا صالحًا فنرغب في أن نُحسنَ التصرّف في كل شيء. وأطلب ذلك بأشدّ إلحاح حتى أُرَدَّ إليكم في أسرع وقت. وإله السلام الذي أعاد من بين الأموات راعي الخراف العظيم بدم العهد الأبدي ربنّا يسوع يُكلّمكم في كل عمل صالح حتى تعملوا بمشيئته عاملا فيكم ما هو مرضيّ لديه بيسوع المسيح الذي له المجد إلى أبد الآبدين، آمين.

الانجيل: لوقا 8: 41-56

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع انسان اسمه يايرُس وهو رئيسٌ للمجمع وخرّ عند قدمَي يسوع وطلب اليه أن يدخل إلى بيته لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحو اثنتي عشرة سنةً قد أَشرفت على الموت. وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه، وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرة سنةً وكانت قد أنفقت معيشتها كلّها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها. دنت من خلفه ومسّت هُدب ثوبه، وللوقت وقف نزف دمها. فقال يسوع: من لمسني؟ واذ أنكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معلّم انّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: إنه قد لمسني واحد، لأّنّي علمت أّن قوّةً قد خرجت منّي. فلمّا رأتِ المرأة أنها لم تَخفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له وأَخبرت أمام كل الشعب لأيّة علّة لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة. إيمانُك أبرأك فاذهبي بسلامٍ. وفيما هو يتكلّم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له: إّن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابه قائلا: لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي. ولما دخل البيت لم يدَعْ أحدًا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبيّة وأُمّها. فقال لهم: لا تبكوا، إنها لم تمت ولكنها نائمة. فضحكوا عليه لعلمهم بأنها قد ماتت. فأَمسك بيدها ونادى قائلا: يا صبية قومي. فرجعت روحُها وقامت في الحال، فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.

يايرُس

ابنتي الوحيدة، ذات الاثنتي عشرة سنة، على سريرها، تُشرف على الموت. أأتركها، أم أبقى معها؟ أريد أن أبقى. وأريد أن أرى يسوع! كلّ معارفه يتكلّمون على قدرته المعجزة. ويؤكّدون أنّه لا يُخيّب أيًّا ممَّن يلجأون إليه! خوفي أن ترحل في غيابي. ماذا أفعل؟ هي تعرف أنّني أحبّها. ولأنّني أحبّها، ينبغي لي أن أراه! لن أعبأ بمركزي. حياة ابنتي، إن شفاها لي، تُساوي عندي مراكز الأرض كلّها (لوقا 8: 41-56)!

عندما رأيتُهُ، وجدتُ نفسي، أمام قدميه، أرجوه أن يدخل بيتي. مشى، وتبعتُهُ. يا لَبساطته!

كانت الجموع تَزحَمُه، بل تكاد تخنُقه (وتخنقني أيضًا)! واستوقفه أنّ أحدًا لمسه. وسأل علنًا: «مَن لمسني؟». ولم يجبه أحد. كنتُ أودّ أن أقول له: «يا معلّم، إنّ الجموع يضايقونك، ويزحمونك، وتقول: مَن لمسني؟». ولكنّ واحدًا ممَّن كانوا معه، أي بطرسَ أحدَ تلاميذه، سبقني. سبقني، وأرضاني! ومِن فرحي، كدتُ أُصفّق له! فأنا لا يناسبني أن نتأخّر! فما له ولمَن لمسه؟! وقتنا حَرِج. والذين حوله كثيرون. ويمكن أن يكونوا كلّهم قد لمسوه! ولكنّ الكلمات، التي خطفها تلميذه منّي، ذهبت أدراج الرياح! يا لإصراره! عاد يؤكّد: «إنّه قد لمسني واحد، لأنّي علمتُ أنّ قوّةً خرجت منّي». كنتُ أَودّ أن أصرخ عاليًا: وحيدتي تنتظرنا في البيت. فكفّ عن سؤالك، أرجوك! وأَوقفتني امرأةٌ ظهرت ترتعد، وأخبرت الجموع بأنّها شُفيتْ، بلمسه، من سيلان دمها الذي يجعلها، وفق الشريعة التي تمنعها من الاختلاط بالناس، نجسةً ومُعدية (أحبار 15: 18-27)! وعلى أنّني وجدتُ اعترافها غايةً في الجرأة فعلاً، وبّختُها، في سرّي، على تأخّرها!

ما إن عدنا إلى المسير، حتّى أرعبتني رؤية واحد من ذويّ يمشي متثاقلاً نحوي. كان كلّ ما فيه يُنبئ بأمر واحد، أمر واحد فقط! دنا منّي، وأطلق أمره. قال: «إنّ ابنتك قد ماتت، فلا تُتعب المعلّم»!

في هذه الحياة الدنيا، ثمّة كلمات تنهي لك دنياك. وهذه، التي أتتني من فم مُتثاقل، أسرعُها!

«لا تخف، آمن فقط، فتبرأ هي»! ماذا يقول هذا المعلّم؟ هل يخاطبني أنا؟ هل فاته أن يُصغي إلى ما سمعتُهُ، الآن؟ يبدو أنّ هذا المعلّم يلتزم الإصرار على أموره دائمًا. في هذا فكّرت. لم أَكشف فكري، بل أبقيتُهُ لي. كيف بقيتُ قادرًا على التفكير؟ وعلى اتّخاذ القرارات؟ لا أعرف. ما أعرفه أنّ ثمّة أمرين أخذا يتنازعان في نفسي: أمر الحقيقة التي سمعتُها، أي أمر النهاية التي لم أكن أتمنّاها؛ وأمر هذا المعلّم الذي يريد أن يكمل سيره إلى بيتي كما لو أنّنا في البداءة، كما لو أنّ ما سمعتُهُ وإيّاه، وإيّاهم جميعًا، لم يُلفظ من أصله! ورجوتُ أن يكون ما قاله حقًّا! وأكملتُ سيري وراءه على هذه الطريق التي لا تريد أن تنتهي!

على الطريق، عادت إليَّ دعوتُه إيّاي إلى الإيمان. ووجدتُ نفسي أُرحّب بهذه العودة، وأُبحر فيها. لم تكن إرادتي أن أنسى ابنتي. هو، بقوله لي: «آمن فقط، تبرأ هي»، لم يُردني أن أنساها. وأَخذَني قوله من نفسي. أيضًا، لأقواله إصراراتها! عندما كلّمني، كنتُ هنا ولستُ هنا. وعادت إليَّ كلماته هي هي. فعلاً، إنّه عجيب. ما قاله لي، إصرارُه على أن يكمل الطريق، يُبديانه كما لو أنّه في دنيا أُخرى، ويريدني أن أَدخل دنياه الأُخرى! هذا الرجل، الذي أَرعبني، يؤكّد لي وجودُهُ إلى جانبي الآن أنّ ما قاله لي ليس وهمًا! هل: «آمن فقط»، تعني أن أصدّقه هو فقط؟ هل أن أترك أحزاني وتصوّراتي وما قيل لي عن حقيقة الموت، وأثق به هو فقط؟ كيف له أن يضمن أن أُطيعه؟ هل يتّكل على أنّه شفى تلك المرأة؟ هل كان يخاطبني لمّا شفاها؟! هل كان يعلم بموت ابنتي قَبْلَ أن يبلغني خبرُها، وأحيا مستودع المرأة، ليُنبئني بأنّ ابنتي ستُحيا أيضًا؟ ثمّة قاسم مشترك بين هذه المرأة وابنتي، مدّة مرضها وعمر ابنتي، «اثنتي عشرة سنة»!

يا لهذه الطريق التي لا تنتهي! هل دعاني إلى الإيمان على الطريق، لأفهم أنّ الإيمان أن أسير معه؟

أمام البيت، استقبلتنا أصوات النحيب والبكاء دليلاً راهنًا على موت ابنتي! فطلب أن يراها. وَقَبْلَ أن يدخل بيتي ويُدخلني وأمّها وثلاثة من تلاميذه، قال للذين يبكون: «لا تبكوا. إنّها لم تمت. لكنّها نائمة». وضحكوا جميعُهم عليه. أنا، في البيت، عدتُ هنا ولستُ هنا. ومشيتُ وراءه كما لو أنّني طفل لا أفهم ما يجري حولي. ضاعت أفكاري. هَرَبت. ولولا أنّه هنا معي، لما ذكرتُ أنّني قد خرجتُ، وأتيت!

لم يُدهشني أمر في الكون كما أَدهشَني ما جرى في بيتي. دخل يسوع، ومسك يد ابنتي، وناداها إلى أن تعود إلينا من حيث هي. وعادت! قال لها، بقوّة وحنان عظيمين: «يا صبيّة، قومي». و«أمر أن تُعطى، لتأكل»! وَقَبْلَ أن يعود إلى زِحام الطريق ولمس الطريق، أوصاني وأمّها بأن نُبقي ما جرى سرًّا.

لا، يسوع لم يُقم ابنتي فحسب، بل أقامني أيضًا! الآن، فهمت كلّ ما قاله لي. الآن، عرفت أنّ كلّ ما جرى على الطريق وفي بيتي، إنّما جرى من أجلي أيضًا! كنتُ أعتقد أنّ ابنتي هي التي كانت على فراش الموت وحدها. وبتُّ أعتقد أنّني مَن كان أيضًا، وعاد حيًّا! أجل، الآن فهمتُ لِمَ دعاني إلى أن «أؤمن فقط، فتبرأ هي». أرادني أن أبرأ أنا أيضًا، أرادني أن أكون معه واحدًا من أخصّائه الذين يفرحون به وبكلّ مَن يُحييهم. ارتضى أن يمشي معي من دون أيّ شرط. وشفى تلك المرأة التي وبّختها على مقاطعتها إيّانا! وبعد أن أتاه خبر موت ابنتي، طلب منّي أن أؤمن. الآن، فهمت، وآمنتُ. أرادني أن أختاره، وأحبّه حيًّا ومُحييًا. هذه هي الطريق التي رسم لي أن أمشي عليها، وأنادي عليها بأنّه الربّ محيي العالم!

من تعليمنا الأرثوذكسي: صوم الميلاد

المرشد: في الخامس عشر من تشرين الثاني، تدخل بنا الكنيسة في فترة صوم الميلاد التي تدوم أربعين يومًا نتهيأ فيها معا لمجيء الرب يسوع المسيح المخلّص.

التلميذ: ولكن هل تقول بأن الرب «يأتي»؟ أليس هو «معنا» في كل حين؟

المرشد: الرب يأتي دائما وباستمرار إلينا، الى كل واحد منا والى الكنيسة مجتمعة. لذلك علينا أن نتدرّب لنستقبله في ما بيننا. ان وجود الرب معنا ليس «تحصيل حاصل» نرتاح إليه ولا يكلّفنا شيئًا. علينا أن نطلبه وأن ندعوه. تجد في الصلوات عبارة نرددها: «تعال أيها الرب يسوع». هذه العبارة مأخوذة من سفر الرؤيا (٢٢: ٢٠)، وهو آخر سفر في العهد الجديد، والعبارة هذه هي آخر ما يقال فيه.

التلميذ: لا أعرف هذه العبارة.

المرشد: لا بأس، نحن نتعلم كل يوم. «تعال ايها الرب يسوع» نداء يملأنا أكثر فأكثر كلّما ردّدناه يوما بعد يوم ونحن في طريقنا معا الى ميلاد المخلّص، ويطرد منا كل تعلّق خارج عن مسيرتنا. وما أكثر الأمور الخارجية التي تُلهينا في هذه الفترة وتُبعدنا عن الأساس الذي هو الرب يسوع. لذلك رتّبت لنا الكنيسة فترة صوم الميلاد لنتدرّب خلالها على الصلاة. أنصحك أن تُردد هذه العبارة بجدّيّة وخشوع لأنك بذلك تقول ليسوع: تعال، أَعطني ان أستقبلك في كل يوم من جديد، لتكُن مشيئتك في حياتي.

التلميذ: كيف نستعد لاستقبال ميلاد يسوع؟

المرشد: انها فترة توبة اي رجوع الى الرب ومحو كل ظلام فينا لنستقبل النور الآتي الينا في الميلاد. الطفل المولود هو النور كما نرى في الأيقونة شعاع نور في مغارة سوداء. طفل الميلاد هو «النور الحقيقي الذي ينير كل انسان» (يوحنا ١: ٩). نتدرب خلال فترة الصوم الميلادي لننتبه الى حضور هذا النور فينا.

الرحمة ومحبة الله والجميع

القديس بطرس الدمشقي (القرن الحادي عشر)

-      الفضيلة والرذيلة هما للنفس كالصحة والمرض للجسد. وكذلك المعرفة والجهل بالنسبة الى الذهن. وكلّما واظبنا على التقوى او على العمل، ازداد الذهن إشراقًا بالمعرفة، ونصبح عندئذ أهلا للرحمة عبر وصية الله القائلة «طوبى للرحماء». الرحيم هو المتعاطف مع القريب، يغيثه بما ناله من الرب من مال وغذاء وقوة وكلام مُسعِف وصلاة. انه، بكل قدرته، وبدافع رقتّه، يفتح قلبه للسائل، ويحسب انه مدين له لأنه نال أكثر بكثير مما طُلب منه. لقد جاد عليه المسيح في هذا الدهر وفي الدهر الآتي، وسط الخليقة كلها، بأن يُدعى مثل الله رحيمًا. ان الله نفسه، عبر الأخ، بحاجة اليه ويغدو مدينًا له.

-      بإمكان الفقير أن يعيش بغنى عمّا يطلبه من الرحيم، ولكن هذا لا يستطيع أن يحيا وأن يخلص بمعزل عن الرحمة التي يعامله بها قدر استطاعته. إذا أبى أن يشفق على المحتاج فكيف يستطيع ان يسأل الله أن يرحمه؟ من أُتيح له ان يعيش الوصايا، لا يعطي القريب ما يملكه فقط، بل نفسه كلها ايضًا. تلك هي الشفقة الكاملة، وبسببها تحمّل المسيح الموت لأجلنا جاعلا ذاته للجميع قدوة ومثالا، لكي نتعلّم ان نموت بعضنا في سبيل بعض، وليس فقط في سبيل أصدقائنا، بل في سبيل أعدائنا ايضًا اذا اقتضت الظروف.

-      يحبّ الصديقون أعداءهم أكثر من نفوسهم... يؤثرون القريب في كل شيء حتى وإن ساءت نيّاته أو ناصبهم العداوة. وهم لا يطمعون بشيء ممن يحبونهم في مقابل حبّهم لهم، ولكنهم يفرحون بأن يعطوا الآخرين ما لديهم، وكأنهم هم الآخذون، وذلك إرضاء للرب وتشبّها قدر استطاعتهم بمحبته للبشر.

مكتبة رعيتي

صدر التقويم الأرثوذكسي للعام ٢٠١٥، وهو يحتوي كالعادة كل المعلومات التي تساعد المؤمنين على متابعة الحياة اليوميّة في الكنيسة: الأعياد، الأصوام، القراءات من الإنجيل والرسائل... وقد زُيّن التقويم هذه السنة بصوّر فوتوغرافية عن أيقونات متنوعة. تُباع في جميع الكنائس.

الأخبار

رومانيا

ككل سنة في 27 تشرين الأول توافد المؤمنون من كل أنحاء رومانيا الى العاصمة بوخارست ليكرموا القديس ديتريوس الجديد شفيع المدينة ويتباركوا من رفاته. هذه السنة سجدوا أيضا لعود الصليب المحيي الذي حمله اليهم بطريرك أورشليم ثيوفيلوس الذي يقوم بزيارة إلى كنيسة رومانيا.

Last Updated on Monday, 03 November 2014 12:23