ocaml1.gif
العدد 51: الإله الطفل Print
Sunday, 21 December 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 21 كانون الأول 2014  العدد 51  

الأحد قبل الميلاد / أحد النِسبة

logo raiat web



كلمة الراعي

الإله الطفل

  ماذا نقدّم للإله الطفل المولود من أجلنا بعد أن اعترف به المجوس في تقاليدهم إلها وملكا ومُعَدّا للذبح؟ ماذا نقول أكثر من ذلك وقد علّمتنا النصوص التي تُتلى علينا في صلاة السَحَر أن ما يريده المسيح منّا أقوال لاهوتية مستقيمة الرأي، اي أن نعترف به فاديًا، إلها أزليا، نورًا من نور، إلها حقا من إله حق، مولودا غير مخلوق. أقول هذه الأشياء التي تعرفونها لأن بعض الناس هنا وهناك يدّعون أنهم نشأوا على المسيحية ولا يعترفون بهذا الإيمان ولا يعيّدون لميلاد الإله المتجسّد ولا لظهوره بل لذكرى إنسان عظيم.

 الكثيرون في أوساطنا نفسها، اذا سألتموهم، عندهم أن المسيح نبيّ أو انه رجل كبير أو مُصلح اجتماعي وما إلى ذلك من تعابير. ولكننا نحن الذين نجتمع في معابده إنما نأتي معا لنعترف به أولا إلهًا ونقتبله سيّدًا، ونُقرّ بأن الله وحده يفدي الإنسان وبأن الإنسان يتخبط في جهالته وفي موته وأننا، اذا أردنا ان نخرج من هذه الدوامة، ومن اليأس ومن الموت الروحي، فليس علينا سوى أن نعترف بأن المائدة المُعدّة لنا في كل عيد نقيمه وفي كل قداس إلهيّ تأتي من الله ذاته بالنعمة لتشفينا. المسيح بشّر بها، وكانها، وسكبها على الصليب، وفجّرها بالقيامة. ما الميلاد الذي نقيمه اليوم سوى بداية للمسيرة الطيّبة التي سوف يسيرها من مغارة الى مغارة، من مغارة المولد إلى مغارة الموت: المسيح بأقمطة طفل، المسيح بعد ذلك في كفن، المسيح تضحية من البدء إلى النهاية ليظهر للناس نورًا يضيء عليهم نارًا. النور بالعربية هو من النار، ومَن تأججت فيه محبة المسيح فهو في المسيح نور العالم.

إن علمنا نحن ذلك نستخلص منه قول الرسول الذي يُقرأ علينا في رسالة الميلاد حيث قال: "لما حان ملء الزمان أَرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس لننال التبنّي" (غلاطية ٤: ٤). ومعنى ذلك أن المسيح هو كمال الأزمنة وأننا لا ننتظر زمانًا غيره، لا ننتظر مكانًا نعيش فيه غير مكان المسيح، لا ننتظر فكرًا آخر، لا ننتظر شعورًا آخر. كل الأشياء قد تحقّقت وما علينا الآن سوى أن نأخذ، سوى أن نصغي اليه، أن نتأمل في وجهه، أن نحيا من هذا الوجه وأن نوحي للآخرين به.

لماذا نستطيع أن نعيش بوجه يسوع وأن نمدّه في الناس حوالينا؟ ذلك لأننا به صرنا أبناء الله. لقد نفخ فينا الروحَ القدس وهو الذي يجعلنا نقول له "أبّا"، وبلغة مُعاصري يسوع يعني "يا بابا". هذه كلمة الغنج، كلمة الدالة من الابن على أبيه او أمّه. نحن دخلنا اذًا في عائلة الله. بعد أن كنّا مولودين في عائلة من لحم ودم، انتقلنا من كل ما هو أرضيّ وجسديّ ومن كل علاقة في اللحم والدم إلى علاقة العبادة. والعبادة بالعربية من العبودية، اي اننا جعلنا أنفسنا عبيدًا لله. ليس أننا عبيد ولكننا استعبدنا أنفسنا لمن نحب بحيث اننا ننظر إلى الله عينه فقط ونُطيعه، وهكذا نولد من جديد، نولد من رؤية الحب الذي يرانا الله به. لو كان يرانا كما نحن بخطايانا لمُتنا. ولكنه يرانا بالرحمة ويتلقّانا في قلبه الأبوي.

لنسِـر هكذا على بركات الميلاد مولودين من جديد في عالم لا يعرف الله ولا يعرف جمال الإنجيل فنكون نورا يسير في دنيا مظلمة، ويرى الناس أعمالنا ويمجدوا أبانا الذي في السموات.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: عبرانيين 11: 9-10 و32-40

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنه انتظر المدينة ذات الأُسس التي اللهُ صانعُها وبارئُها. وماذا أقول أيضا؟ إنه يضيق بي الوقت إن أَخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البِرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجَوا من حَدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأَخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهُزء والجَلْد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالايمان، لم ينالوا المواعد، لأن الله سبق فنظر لنا شيئا أفضل، أن لا يَكمُلوا بدوننا.

الإنجيل: متى 1: 1-25

كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم وَلدَ إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عميناداب وعمينـاداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من راعوث وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد أَبيّا وأبيّا ولد آسا وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعزّيا ولد يوتام ويوتام ولد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولد ألِعازار وألِعازر ولد متّان ومتّان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكل الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلا، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا. اما مولد يسوع المسيح فكان هكذا: لما خُطبت مريم أُمّه ليوسف، وُجدت من قبْل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلُها صدّيقا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سرّا. وفيما هو مفتكر في ذلك اذا بملاك الرب ظهر له في الحلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإن المولود فيها إنما هو من الروح القدس. وستلد ابنا فتسمّيه يسوع، فإنه هو يُخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كله ليتمّ ما قيل من الرب بالنبيّ القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره اللهُ معنا). فلما نهض يوسف من النوم صنع كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتى وَلدت ابنها البِكْر وسَمّاه يسوع.

"والكلمة صار جسدًا..."

"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة (...) والكلمة صار جسدًا وحلّ فينا، وقد أَبصَرْنا مجده، مجد ابنٍ وحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقًّا" (يوحنّا 1: 1 و14).

من هو يسوع المسيح الذي نحتفل بعيد ميلاده بعد أيّام؟ يجيب القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ في إنجيله بأنّ يسوع هو كلمة الله، الإله الكائن منذ الأزل، وهو نفسه قد صار بشرًا وسكن بيننا، وأصبح إنسانًا تامًّا، "فسمعناه، ورأيناه بأعيننا، وتأمّلناه، ولمستْه أيدينا"، كما يقول يوحنّا نفسه في رسالته الأولى الجامعة (1: 1). يسوع، إذًا، ليس مجرّد إنسان كسائر الناس، بل هو الإله الذي صار إنسانًا من دون أن يتخلّى عن ألوهته. هو ليس مجرّد نبيّ كسائر الأنبياء، بل هو الإله نفسه الذي أتى إلى العالم ليخلّص الإنسان من الخطيئة والموت. فمَن رأى يسوع رأى الله، ومَن اتّحد بيسوع اتّحد بالله، ومَن آمن بيسوع إلهًا وربًّا ومخلّصًـا فقد آمن بالله نفسه.

يتّفق آباء الكنيسة كافّة على تحديد الغاية التي من أجلها اتّخذ كلمة الله جسدًا من مريم أُمّه، والدة الإله، فيقولون إنّ ابن الله بمحبّته اللامتناهية للبشر قد صار إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا. في هذا السياق يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+٤٠٧): "الكلمة صار بشرًا، والسيّد اتّخذ صورة عبد. لقد صار ابنَ الإنسان وهو ابن حقيقيّ لله، ليجعل أبناءَ البشر أبناءَ الله". أمّا القدّيس أثناسيوس الكبير (+٣٧٣)، بطريرك الإسكندريّة، فيقول: "لقد تجسّد الكلمة ليؤلّهنا. وأظهر ذاته بالجسد، لننال معرفة الآب غير المنظور. احتمل إهانة البشر لنرثَ عدم الفساد. فلم يمسّه أيّ أذًى، لأنّه عديم الهوى وعديم الفساد، وهو الكلمة ذاته والله. إنّه، بعدم الهوى الذي فيه، حفظ وخلّص البشر المتألّمين والذين لأجلهم احتمل كلّ هذا".

يؤكّد الآباء القدّيسون أنّ الكلمة قد صار إنسانًا تامًّا من دون أن يتخلّى عن أُلوهته. يسوع المسيح، إذًا، إله تامّ وإنسان تامّ. يقول القدّيس الذهبيّ الفم: "طبيعة المسيح الإلهيّة لم تنقص بتنازله، بل رفعَنا نحن الجالسين في الظلام والخزي إلى مجدٍ لا يُنطق به (...) فعندما تسمع أنّ الكلمة صار بشرًا لا تغتمّ ولا تيأس، فالجوهر الإلهيّ لم يتحوّل إلى بشرة، والكلمة ظلّ كما هو، لكنّه، بذلك، اتّخذ صورة عبد". أمّا القدّيس هيلاريون أسقف بواتييه (+٣٦٧) فيقول: "كرامة اللاهوت حُفظت مع تجسّد الكلمة وصيرورته بشرًا. فتجسّده لم يُنقص ما له ككلمة، كما أنّه لم يتحوّل إلى جسد بحيث ما عاد كلمة. فالكلمة تأنّس ليصير الإنسان ما هو الكلمة عليه... الله لم يعرف التغيير عندما أَوجد الجسد، ولم يفقد شيئًا ممّا له".

يذهب القدّيس غريغوريوس الكبير (+٦٠٤)، أسقف رومية، إلى تأكيد الأمر عينه، فيقول: "إنّنا نقول إنّ الكلمة صار بشرًا، لا بفقدانه ما كان له، بل باتّخاذه ما لم يكن. فقد زاد كلمةُ الله الآب، في سرّ تجسّده، على ما كان لنا ولم يُنقص ما لم يكن". ويؤكّد القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+٤٤٤) على وحدة الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة في يسوع المسيح، فيقول: "إنّنا لا نقول إنّ طبيعة الكلمة تبدّلت فصارت جسدًا، أو تحوّلت إلى إنسان كامل من نفس وجسد، بل نقول إنّ الكلمة صار إنسانًا ودُعي ابن الإنسان، لأنّ الطبيعتين اتّحدتا اتّحادًا حقيقيًّا. فالفرق بين الطبيعتين لم يبدّده الاتّحاد، بل إنّ اللاهوت والناسوت يؤلّفان لنا الربّ الواحد المسيح والابن باتّحاد لا يُعبَّر عنه ولا يوصف".

يشبّه القدّيس باسيليوس الكبير (+٣٧٩)، رئيس أساقفة قيصريّة كبّادوكية، سُكنى اللاهوت في الجسد، بسُكنى النار في الحديد، فيقول: "كيف يكون اللاهوت في الجسد؟ يكون على نحو ما تكون النار في الحديد بانتقال الخصائص. فالنار لا تخرج من الحديد، بل تبقى مكانيًّا فيه وتنقل له قوّتها، وهو لا ينتقص بهذا النقل، وهي تملأ كلّ ما يشارك فيها. هكذا هي الحال مع الله الكلمة. إنّه لم يخرج عن ذاته، "فأقام بيننا". لم يخضع لأيّ تغيير، "والكلمة صار جسدًا". الأرض اقتبلت السماء في أحضانها، لكنّ السماء لم تهجُره، فهو يضبط الكون".

يرى الآباء القدّيسون أنّ الغاية الوحيدة من تجسّد الكلمة إنّما هي خلاص الإنسان من الخطيئة ومن الموت. فالقدّيس أثناسيوس الإسكندريّ يقول: "لقد أدرك الكلمةُ أنّ القضاء على فساد البشر لا يتمّ إلاّ بالموت من أجل الجميع. لكن يستحيل أن يخضع الكلمة للموت، لأنّه خالد لكونه ابن الآب. لذلك يتّخذ لنفسه جسدًا قابلاً للموت، فيصبح قادرًا على أن يموت عن الجميع، ويبقى عديم الفساد بسبب سُكنى الكلمة فيه (...) ولأنّه فوق الجميع فقد قدّم جسده فديةً عن حياة الجميع، مسدّدًا ديونهم بالموت. وهكذا، فإنّ ابن الله العديم الفساد، باتّخاذه جسدًا مماثلاً لجسد البشر، ألبس الجميع عدم الموت بوعد القيامة. وما عاد للفساد في الموت أيّ سلطان على البشر، بسبب الكلمة الذي سكن بينهم بجسده".

عيد الميلاد المجيد، ميلاد الربّ يسوع، هو عيد ميلاد كلمة الله الكائن مع الله منذ الأزل، الذي به خلق الله العالم والمخلوقات كافّة. هذا الإله نفسه الذي خلق الدنيا وما فيها يولد من امرأة ويصير بشرًا لأجل خلاصنا. هللويا.

القديس إغناطيوس الأنطاكيّ الحامل الإله

القديس إغناطيوس هو ثاني أسقف على أنطاكية وخليفة إيفوديوس الذي عيّنه الرسول بطرس. استُشهد القديس إغناطيوس في رومية خلال الاضطهاد الذي أمر به الامبراطور ترايانوس حوالى سنة ١٠٧.

لعلّ أفضل وثيقة عن استشهاده هي التي كتبها اثنان رافقاه من أنطاكية إلى رومية ماشيا موثقا سجينا سائرا إلى موته. تذكر الوثيقة أنه في السنة التاسعة من حكم ترايانوس، أصدر أمرا بأن يترك المسيحيون في أنحاء الامبراطورية إيمانهم "بالذي صُلب من قبل بيلاطس البنطي" ويعودوا إلى عبادة آلهة روما. ولما مرّ الامبراطور بأنطاكية عائدا من الحرب، أتى اليه أسقف المدينة إغناطيوس، فسأله الامبراطور:

-من أنت أيها الشيطان الأثيم حتى تجرؤ وتخالف أوامرنا؟

-أجاب إغناطيوس: إن كنتَ تدعوني أثيما لأنني عدوّ الشيطان فأنت على حق، لأني إذ أحمل المسيح ملِك السموات في قلبي، أستطيع ان أهزم الشياطين.

-قال الامبراطور: من هو هذا الذي يحمل الإله؟

-أجاب إغناطيوس: هو الذي يحمل المسيح في صدره.

-قال الامبراطور: أتعني الذي صُلب من قِبل بيلاطس البنطي؟

-أجاب إغناطيوس: أعني هذا الذي صلب خطيئتي وهزم رئيس الخطيئة على الصليب، وبذلك أَعطى الغلبة على قوى الشر لكل من يحمله في قلبه.

-قال الامبراطور: وهل تحمل في ذاتك ذاك الذي صُلب؟

-أجاب إغناطيوس: نعم، لأنه مكتوب "قال الله اني سأَسكُن فيهم وأَسيرُ بينهم".

فغضب الامبراطور وأصدر أمرا بأن يوثَق إغناطيوس الذي يؤكد انه يحمل في قلبه ذاك الذي صُلب، ويُذهب به إلى رومية المدينة العظيمة حيث يُلقى للوحوش المفترسة أمام الشعب.

وتضيف الوثيقة أن استشهاد إغناطيوس كان في العشرين من كانون الأول في روما. لذلك تقيم الكنيسة ذكرى استشهاده في هذا اليوم داعيةً إيّاه "الحامل الإله" حسب شهادته أمام الامبراطور ترايانوس.

في الطريق إلى رومية مرّ بإزمير حيث اجتمع إلى أسقفها القديس بوليكاربوس وممثلي الكنائس. سلّمهم رسائل يشكرهم فيها على اهتمامهم به ويطلب اليهم الابتعاد عن التعاليم المخالفة للإيمان القويم والاتفاق فيما بينهم وطاعة المتقدمين في الكنيسة.

انتشرت رسائل القديس إغناطيوس بين الكنائس في القرن الثاني وكانت تُقرأ على المؤمنين في القداس لما تتضمّنه من تعاليم في صحة العقيدة وأساليب الرعاية والتدبير الكنسي والاقتداء بالمسيح في طاعته للآب. وقد نُشرت الرسائل بلغات عديدة ومنها العربية ضمن كتاب "الآباء الرسوليون".

عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح

يرئس راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس خدمة برامون عيد الميلاد أي الساعات الملوكية وصلاة الغروب وقداس القديس باسيليوس الكبير يوم الاربعاء في ٢٤ كانون الأول ٢٠١٤ في كنيسة بشارة السيّدة في جل الديب الساعة ٩:٠٠ صباحًا. كما يرئس قداس عيد الميلاد صباح الخميس ٢٥ كانون الأول في كنيسة ميلاد السيدة في المنصورية (المتن). تبدأ صلاة السَحَر الساعة ٧:٣٠ صباحًا، يليها القداس، ثم يتقبّل التهاني في دار المطرانيّة من الساعة الحادية عشرة والنصف حتى الواحدة ظهرًا، ومن الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساءً. ويوم الجمعة ٢٦ كانون الأوّل، يتقبل التهاني من الساعة العاشرة حتى الواحدة ظهرًا، ومن الساعة الرابعة بعد الظهر حتى السادسة مساءً.

أعياد في الرعايا

مساء الأربعاء في ٣ كانون الأول، أقام سيادته القداس الإلهي في كنيسة القديسة بربارة في بلدة البربارة (جبيل) بحضور عدد غفير من المؤمنين من البلدة والجوار.

أما عيد القديس نيقولاوس فقد أقامه سيادته صباح السبت في ٦ كانون الأول في بلدة شرين (المتن) بحضور عدد من أبناء الرعية وجوارها.

عيد القديس يوحنا الدمشقي

احتفل معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند بعيد شفيعه برعاية صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر. ضمّ الاحتفال مساء الجمعة في الخامس من كانون الأول أُمسية تراتيل لجوقة المعهد مع حفل تخريج طلاب برامج التعلّم عن بعد. وكان ختام الاحتفال وذروته القداس الإلهي الأحد في ٧ كانون الأول بحضور طلاب المعهد وأساتذته والأهل والأصدقاء وأبناء المنطقة الذين حضروا عديدين.

Last Updated on Friday, 12 December 2014 17:24