ocaml1.gif
العدد 23: أن تكون أرضنا سماء Print
Sunday, 07 June 2015 00:00
Share

 تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 7 حزيران 2015  العدد 23  

أحد جميع القديسين

كلمة الراعي

logo raiat web



أن تكون أرضنا سماء

عادة طيّبة أَلِفْناها الا وهي إعطاء اسم قديس للطفل أو الإنسان الذي يعتمد. قد لا يكون معنى هذا التقليد واضحًا كثيرًا للناس، ولكن الفكرة هي أن ذلك الطفل الذي نقبله في الكنيسة بالصبغة المقدسة انما يجعله الله بهذه التسمية في رعاية أحد القديسين. الأمر الذي نؤمن به هو ان الاسم حضور، أي ان الطفل الذي نسمّيه باسم قديس سوف يتشبّه بالقديس شفيعه.

هكذا نرجو وهكذا نصلّي لكي تستقرّ في الطفل خصال ذلك البارّ، لأن في الاسم الذي نُعطي شيئا من الحضور الإلهي وشيئًا من حضور الأبرار. الاسم شبيه بالأيقونة، انه نعمة تُعطى.

ثم عندنا شيء آخر وهو أننا نسمّي الكنائس بأسماء القديسين أو بأسماء بعض الأعياد. وعندما تجتمع رعية ما لكي تُطلق على كنيستها اسم قديس، يكون هذا القديس شفيعًا لكلّ الرعية. الرعية تصمم بذلك أن تقتفي آثاره وأن تتخلّق بأخلاقه أي ان تكون شاهدة للمسيح كما كان هو شاهدا له.

هذه أشياء نأخذها من روح الكنيسة ومن تقليدها. والشيء المهم عندما نتطلع إلى قديس هو أن ننظر إلى الصورة التي رسمَتْه الكنيسةُ عليها. عندما تُقدّمه الكنيسة الينا تُظهر فكرها عن طريق الأيقونة. عندما تمثّل الكنيسة مثلا القديس الياس النبيّ، ترسمه غالبا مخطوفًا إلى السماء على المركبة الناريّة لأنها تُشدّد على أن غيرة الانسان وغيرة الأنبياء تجعلهم مخطوفين إلى الله، مشدودين اليه. وعندما ترسم الكنيسة القديس جاورجيوس دائسًا حيوانًا يُسمّى التنّين، انما تريد بذلك أن تُعلّمنا من وراء الرمز أن الشهيد انما يدوس الخطيئة التي تتآكلنا كالوحش. بذلك تدعونا أن نتمثل بالقديس في كفاحه الخطيئة.

القديس هو الذي يتجنّد للمسيح ضد الخطيئة. هذه هي الحرب الوحيدة التي تستحقّ أن يقوم بها الانسان. «فلنُلْق عنّا كل ثقل والخطيئة المحيطة بنا، ولنُسابق بالصبر في الجهاد الذي أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمّله يسوع» كما نقرأ في رسالة اليوم (عبرانيين ١٢: ١).

عندما تذهب بالإنسان محبته إلى الموت، إلى إعطاء دمه، يكون هذا الإنسان قد أظهر انه لا يحب على المسيح شيئًا أو أحدا. القديسون ليسوا فقط مثال أُناس أَحبّوا أو أُناس ذوي قيَم، لكنهم مثال لأناس أَحبّوا حتى النهاية. لذلك استطاعوا أن يجاهدوا وأن يغلبوا الخطيئة. هذا ما يطلبه السيّد في قوله في إنجيل اليوم: «من يعترف بي قدّام الناس أَعترف أنا أيضًا به قدّام أبي الذي في السموات» (متى ١٠: ٣٢).

كيف نعترف بالمسيح قدّام الناس؟ بالدرجة الأولى عندما ننشأ في مدرسة القديسين، في الكنيسة التي تُعلّمنا أن المسيح قويّ في أتباعه. فعالية المسيح تظهر في هذا الجسد الضعيف الذي يستطيع بقوة الرب أن يغلب الموت وأن يذهب بشجاعة إلى الموت. الكنيسة سماء على الأرض. هذا التصوّر وُلد في قلوب الشهداء. هكذا تكَوّن تراثنا الطقوسيّ. إن تتلمذنا على الصلاة نكتشف أن النار تنطلق من وجه الكنيسة الدامي أبدا حضورا نورانيا لها في العالم صافيا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)


الرسالة: عبرانيين 11: 33-12: 2

يا إخوة إن القديسين أجمعين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حد السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشداء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحد السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم مُعوَزون مُضايَقون مَجهودون، ولم يكن العالم مستحقًّا لهم، فكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأن الله سبق فنظر لنا شيئا أفضل أن لا يَكْمُلوا بدوننا. فنحن أيضا اذ يُحدِقُ بنا مثلُ هذه السحابة من الشهود فلنُلْقِ عنا كل ثقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولة بنا، ولنُسابق بالصبر في الجهاد الذي أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع.


الإنجيل: متى 10: 32-33 و37-83 و19: 27-30

قال الرب لتلاميذه: كل من يعترف بي قدّام الناس أَعترف أنا به قدام أبي الذي في السماوات. ومن يُنكرني قدام الناس أُنكره أنا قدام أبي الذي في السماوات. من أحبَّ أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقّني، ومن أَحب ابنا أو بنتا أكثر مني فلا يستحقّني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقّني٠ فأجاب بطرس وقال له: هوذا نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجده، تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكـل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. وكثيرون أَوَّلون يكونون آخِرين وآخِرون يكونون أوّلين.


أنتم جميعًا إخوة

إن وعينا أنّ حياتنا في المسيح أساسها كلّها «مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا» (متّى 10: 8)، فلا بدّ لنا من أن نسعى إلى أن نبذل كلّ «عتيق وجديد» على أيٍّ كان، ولا سيّما مَن تجمعنا به شركة حياة واحدة.

يمكنني أن أتكلّم على أيّام التزامي الأولى بثقة كما لو أنّها أمامي الآن. فهذه بستان ما زالت عطوره تعبق بي. وإن أردتُ أن أَقطف من ماضٍ، (أمور كثيرة تأبى أن أسمّيه ماضيًا)، وردةً أتبعُ عطرها في هذه السطور، لَما تأخّرت عن ذكر أنّني رأيت إخوةً عديدين يتكاشفون بصراحة جريئة ما زالت تفتن أذنيَّ وعينيَّ وكياني كلّه. يتكاشفون، أي يتّكئون بعضهم على بعض، وبطلب أو من دون طلب، يتعاونون على التزام كلّ ما يرضي الله. لعمري، لا أبالغ بحرف إن قلت إنّهم كانوا، في غير أمر راضٍ، يأتون بعضهم من أفواه بعض. وهذا، إن لم تتنشّقه في التزام طاهر، فقد يدفعك اكتشافُه إلى أن تتساءل: أنّى لفتيان أن ينكشفوا أمام «فتيان» آخرين (لا تجمعهم قربى لحم ودم)؟ كيف اكتسبوا هذه الحرّيّة؟ مَن علّمهم هذه الشجاعة التي تبديهم يُصرّون على أن يتعرّوا من أثوابٍ تعوّدنا بمعظمنا أن نتدثّر بها، أي، مثلاً، ثوب الخجل والغربة والتغنّي بـ»الأنا» التافهة المريضة الموهمة أنّ كلاًّ منّا قادر، وحده، على كلّ شيء؟ لم أكن أعرف أنّ المعموديّة، التي يسمّيها تراثنا «الولادة الجديدة»، تفترض أن نخلع إنسانًا عتيقًا، ونرتدي إنساننا الجديد. وأطعمني هؤلاء الفتيان، الذين لا يشيخون، لبن معرفة أنّ سرّ المعموديّة، هو هو، أن تطرح عنك كلّ ثوب يبديك من خارج، وترتدي «ثوب النعمة» التي جعلتنا أولادًا لله، إخوةً بعضنا لبعض.

هذا أذكره، لأذكّر نفسي بأنّ ما من شيء، في الحياة الكنسيّة، أعلى من أن يحيا الإخوة «كتفًا على كتف». هل تراني أسير حماسة انطلاقة ما زالت تفتنني؟ لا، بل أسير رجاء أن يعطينا الربّ، اليوم قَبْلَ غد، أن يُرى الإخوة جميعًا، أينما حلّوا أو نزلوا، ينفتحون بعضهم على بعض، ليكونوا، ويكونوا أفضل.

في سطور أردتها إيجابيّة، لا يعنيني أن أنتقد أحدًا على ما يفعله أو ما لا يفعله. فإن فعلت، لا أعرف إلى أين يمكن أن تصل بي سطوري! وربّما أجرح بعض مَن سيقرأونها! ولا أقصد أن أفعل إن قلت إنّ في حياتنا الكنسيّة ثروةً قادرةً على أن تبنينا بالله، وتزيدنا تقدّمًا في كلّ وعي رصين. أمّا نحن، فنادرًا ما نستعملها. نخاف. نخاف أن نتكالم. نخاف أن نُفصح بما على الآخرين أن يسمعوه. نخاف أن نَجرَح. نخاف أن نُجرَح، أن نُرفض. نخاف أن يصل إلينا أنّ «ما تتكلّمون به معنا ليس من ضمن شؤونكم»!

أيّ قارئ، يتابع هذه السطور التي تبحث في الانفتاح الأخويّ، يمكنه أن يلاحظ أنّها، إلى الآن، لم تأتِ على ذكر الأبوّة الروحيّة بوضوح ظاهر. ولكوني أثق بمكان الأبوّة الروحيّة في تقليد الكنيسة الأرثوذكسيّة ومكانتها في ضمير أبنائها، أنتظر أن يسأل الإخوة عن موقع الآباء الروحيّين في هذه المقاربة.

لا أرى أنّه يعوزني أن أدافع عمّا هو ثابت في تقليدنا. لكنّني، في كنيسة جعلناها بلا أبواب ونوافذ، أُرجّح أنّنا، إخوةً، آباء وأبناء، يحتاج كثيرون منّا إلى مَن يذكّرنا بأنّنا «من أهل بيت الله» (أفسس 2: 19). هل أُسقط على هذه الحاجة من عندي إن فسّرتها بأنّ كلّ أب روحيّ لا يدعم حياة أبنائه بأنّهم من أهل البيت يشوّه تقليدَنا؟ وهل بأنّ كلّ ابن، يقبل كلمة الله حصرًا من أبيه أو يتحزّب له تحزّبًا أعمى، يبدي أنّ بنوّته سقطًا؟ أمّا إن انشغل قارئ بأنّني، هنا، أخرج على الحقّ بحجبي التوبة هدفًا لهذه العلاقة الحيّة التي تجمعنا بآبائنا الروحيّين، فجوابي: إن كانت الخطيئة تفصلنا عن حياة كنيستنا، فما من توبة عنها إن لم نصالح الله والإخوة، أي إن لم نسترجع أنّنا من أهل البيت، أي نقبل الحقّ من كلّ إنسان. هذا، الذي يجب أن نبقى نردّده على أنفسنا، هو الذي يبيّن أنّنا لا نؤمن بأنفسنا، بل بكنيسة الله «عمود الحقّ وركنه» (1تيموثاوس 3: 15)، أي هو الذي يُبدينا نعرف أنّ الجماعة الكنيسة أبقى من كلّ فرد وحده، أيًّا كان.

هذه الوردة، التي قطفتها من بستان أيّام التزامي الأولى، ذكرتها، بفرح وشكر، في أكثر من لقاء جمعني بإخوة تعنيهم نهضة كنيستنا. لم يكن مرادي أن أتفاخر بإنجاز ابتدعه الإخوة الذين أقصدهم، أو أن أنتقد مَن لا يتبعونهم في خطّ وعيهم، بل أن أُذكّر بما فيه خيرنا ونجاتنا كلّنا في غير حال. أعرف، ومَن كانوا يحيون معنا يعرفون أيضًا، أنّ هذه الخبرة لم نستلمها من بشر، بل قادتنا رحمة الله إليها في ظروف قهّارة كانت ترخي بثقلها علينا. الحرب. أجل، الحرب إحدى هذه الظروف. الحرب التي كانت تحصرنا في أمكنتنا تقريبًا. فيومئذٍ، كنّا نحيا كما لو أنّنا في جُزر. مَن بيتُه هنا، يصعب عليه أن يذهب إلى هناك. ولا أخرج عن الوصف، أي لا أقصد تشويه أيّ كان (حاشا!)، إن أضفت أنّ معظم الكهنة، آبائنا الذين كانوا يَرعَوننا حينئذٍ، أي الذين كان بمقدرونا أن نراهم من دون أن نعرّض أنفسنا لخطر التنقّل من منطقة إلى أخرى، كانوا يقبلون اعتراف المعترفين من دون أن يخصبوهم بإرشاد أصيل. هذا، وغيره، جعل الإخوة يركنون بعضهم إلى بعض. ثمّ اكتشفنا أنّ ما دفعتْنا إليه أوضاع قهّارة، تراثنا يقوله هو عينه.

عندما اكتشفنا الأبوّة الروحيّة وشجّعنا بعضُنا بعضًا عليها، كنّا نريد أن نقوى في محبّة الربّ الذي أرادنا أن نقوى في أنّنا جميعنا إخوة. هذا، الذي ألحّ عليه يسوع قَبْلَ أن يذهب إلى آلامه الخلاصيّة (متّى 23: 8)، هو وصيّته الغالية التي طاعتُها تعزّز الإنسان أبًا وأخًا، وتُمجّد الله في أوان الحرب والسلم.


من تعليمنا الأرثوذكسي: يسوع يصلّي

التلميذ: قلتَ لنا سابقًا ان يسوع علّمنا كيف نصلّي وانه علّم تلاميذه وعلّمنا الصلاة الربيّة: «أبانا الذي في السموات...». لكن هل كان يسوع يصلّي؟

المرشد: نعم كان يصلّي. تُحدثنا الأناجيل عن ان يسوع صلّى مع الجموع او لوحده ليلا، في عزلة او في أماكن بعيدة، وعلى الجبل وفي أحداث مهمّة. سأعطيك هنا بعض المراجع في الأناجيل تفتحها وتقرأ كيف كان يسوع يصلّي: يقول الإنجيلي لوقا في ٣: ٢١ «لما اعتمد جميعُ الشعب اعتمد يسوع أيضا. وإذ كان يصلّي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس». وقبْل دعوة تلاميذه الإثني عشر، «خرج إلى الجبل ليصلّي وقضى الليل كلّه في الصلاة لله» (لوقا ٦: ١٢)، وعندما أقام لعازر (يوحنا ١١: ٤١)، وعند آلامه في بستان الجسمانية وعلى الصليب وفي مواضع كثيرة أخرى.

التلميذ: كيف نعرفها كلها؟

المرشد: أودّ ان أقترح عليك ورفاقك تمرينًا شيّقًا: اقرأوا بانتباه الأناجيل الأربعة واكتبوا كل النصوص التي تتكلّم عن الوقت الذي كان يسوع يصلّي فيه وعن تعليمه حول الصلاة وأهمية الصلاة، واذا أردتم اجمعوا النصوص التي تتكلّم عن علاقة الصلاة بالصوم والرحمة. ستتعلّمون كثيرًا.

التلميذ: لكن هذا عمل صعب وطويل.

المرشد: أَعرف. ولذلك أقترح أن تتقاسموا العمل في ما بينكم، ثم تجمعون النتائج. اقتراح بسيط: ابدأوا بإنجيل لوقا فهو يعطي اهتماما كبيرا لصلاة يسوع في مختلف مراحل حياته. غاية التمرين في النهاية ان تعرفوا يسوع وتعرفوا الاناجيل وان تتعلموا أن تصلّوا دائما كما صلّى يسوع.


فهم الصلاة

كان القديس يوحنا الذهبي الفم يعظ مطوّلا في كل قداس وكل صلاة، والناس يتوافدون بكثرة لسماعه. اليكم مقطعا من عظة عن إنجيل الكنعانية، وانظروا كيف تنطبق علينا اليوم:

كثيرون يذهبون إلى الكنيسة ويُصلّون أسطرا من الصلوات لا عدّ لها، ثم يخرجون ولا يعرفون ماذا قالوا: حرّكوا شفاههم لكنهم لم يفهموا. أنت لا تفهم صلاتك، فكيف تريد أن يصغي الله اليها؟ تقول: صلّيت وسجدت، لكن فكرك طار إلى الخارج؛ كان جسدك في الكنيسة وإرادتك في الخارج؛ كان فمك يلفظ الصلوات لكن فكرك كان يعدّ الأرباح والاتفاقات والعقود والأراضي والممتلكات ويذْكُر لقاءات الأصدقاء. لأن الشيطان الشرير يعرف أهمية الصلاة، وعندما نصل إلى الكنيسة لنصلّي تتكاثر الأفكار الخارجية، ونخرج من الكنيسة صفر اليدين. لكن أنت قل دائما «يا رب ارحمني». لا تُحرّك شفاهك، بل اصرخ بفكرك فالله يسمع الصامتين.

الشويفات

صباح الأحد في ٢٤ أيار 2015 الواقع فيه أحد آباء المجمع المسكوني الأول، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل-ضهور الشويفات المعروفة بكنيسة المدبّر، بحضور الكثيرين من أبناء الرعية. بعد القداس استقبل سيادته رئيس البلدية وأعضاء من المجلس البلدي ثم تفقّد مع الحضور أعمال البناء في «دار متري جرجي المرّ الاجتماعية» والتي شارفت على الانتهاء. ثم تناول الجميع طعام الغداء في صالون الكنيسة. هناك ألقى سيادته كلمة مقتضبة حثّ فيها المؤمنين على محبة كل سكان المنطقة قائلا: «نحن واحد مع الموحدين الدروز. هذا ليس مجرد خطاب دينيّ انما يتطلب أن تعيشوه يوميا في الحياة الاجتماعية وفي علاقات العائلات وفي الصداقة وفي المحبات. نحن نتجاوز الانقسامات التاريخية التي صنعتها انفعالات البشر. أُريد ان أراكم أول الناس في المحبة».

وكان سيادته قد ألقى في القداس عظة جاء فيها: «مجّدْني يا أبت بالمجد الذي كان لي عندك قبل إنشاء العالم». معنى هذا الكلام أن المجد الذي كان للابن مع الآب والروح القدس، قبل الأزل، أراده يسوع أن يتحقق على الأرض بالصليب، أن يتحقق مجد الله بمصلوبية المسيح. ظن الذين صلبوا المسيح أنهم قهروه لكنه انتصر وأَصعد الإنسانية كلها إلى الله بالصليب. بلا صليب لا يصعد أحد إلى السماء. عليكم أن تقبلوا الصليب. اقبلوا آلامكم، الآلام التي تصيبكم في هذه الدنيا، بصبر وبشكر لله، حتى تتّحدوا بصليب المسيح. عندما تقبل آلامك وأوجاعك الجسدية والنفسية، عندما تقبل قهرك باعتبار أنك منتصر مع المسيح من كل أوجاعك ومن كل خطاياك، عندها تصير مسيحيا.

 

Last Updated on Monday, 01 June 2015 17:24