ocaml1.gif
العدد ٥١: مسار الرعاية وحياتنا في المسيح Print
Written by Administrator   
Sunday, 23 December 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٣ كانون الاوّل  ٢٠١٨ العدد ٥١ 

أحد النسبة

logo raiat web

كلمة الراعي

مسار الرعاية وحياتنا في المسيح

5118  مقاربة مسائل كالرعاية والانتماء والتنشئة والأبوّة الروحيّة فرصة ثمينة لخلق جسور، وتفعيل لقاء واستكمال معيّة بين أبناء الجسد الواحد. وهذا ما حدث معي مؤخّرًا، حيث تذكرتُ مع بعض أبناء كنيستنا الأنطاكيّة جزءًا من آخر حديث لي في مدينة بوينس آيرس يوم ٢٧ حزيران الفائت، حيث تناولتُ، بتبسيط، حياة الرعاية في الكنيسة وتدرّجها الطبيعيّ من «الانحناء» نحو الواقع عبر عمليّة إصغاء حقيقيّة للرعيّة وخدّامها، تليها محاولة استيعاب الواقع واحتضان الرعيّة، وذلك في سبيل عيش الخبرة التي تحدّث عنها بولس الرسول بأن نرفع بعضنا أثقال بعض. وهذا ما يسمح للرعيّة بأن تسلك سبيل المصالحة والغفران وتبني مدماك السلام والوحدة، كتعبير عمليّ عن المحبّة الفاعلة بين أبناء الجسد الواحد، على كلّ الأصعدة الحيّة في الكنيسة، سواء في العائلة، أو في الرعيّة أو الأبرشيّة أو الكنيسة الجامعة.

هذا دفعني إلى التطرّق إلى بُعد الصلاة في حياة هذا الجسد، سواء الصلاة الشخصيّة أو الجماعيّة، والتي تأخذ كلّ معناها بناء على ما تقدّم. فحياة التقديس، والتي نعيشها بوحدتنا مع الربّ ومع إخوتنا برفع القرابين على المذبح الإلهيّ لنتناولها جسدًا ودمًا إلهيَّين، نفعّلها على الصعيد الشخصيّ عندما يرفع الواحد الآخر في الصلاة، بناء على تلك المعيّة التي ابتدأت بالانحناء واستمرّت بالاحتضان وتدرّبت على حمل الأثقال، فيتحوّل إذذاك الخادم، كلّ بحسب درجة حسّه بالمسؤوليّة وخدمته، إلى «شفيع» يحمل الآخرين في صلاته ويرفعهم بدوره إلى الله، لأنّه يعرفهم عن قرب. بهذا يتكوّن الراعي في رعيّته ومعها، فيصير أبًا لأنّه ينحني إليها، ويحتضنها ويرفعها ويقودها إلى تلك المراعي حيث هناك يصحّ القول: «وتكون رعيّة واحدة وراعٍ واحد» (يوحنّا ١٠: ١٦).

لا شكّ في أنّ هذا المسار يضعنا عمليًّا في إثر المسيح، إذ ترك لنا الوصيّة: «من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (مرقس ٨: ٣٤). فحياة الرعاية والصلاة تفرش لنا طريق عيش التوبة والتواضع بشكل يوميّ وطبيعيّ، وتشكّل تفسيرًا عمليًّا لاتّباع المسيح عبر نكران الذات وحمل الصليب اللذَين هما وجها التوبة والتواضع بامتياز.

هنا برز أمامي معنى صدقنا في اتّباع المسيح، وما يتطلّبه من تجرّد كلّيّ عن الذات. أن يعرّي المؤمن نفسه أمام الله وأن ينكشف له كلّيًّا، يتطلّب مقدارًا كبيرًا من الصدق والشجاعة والتواضع، حتّى نتفادى أن نتّخذ الله «واجهة» نختبئ خلفها، فيسهل الحديث عنه وعن وصاياه وعن إرادته، من دون أن يكلّفنا هذا الأمر تعبًا في عيشها. وهذا يمكن أن يحدث حتّى عن «حسن نيّة»، أي بدون انتباه أو وعي منّا، عندما نضع ذاتنا قبله.

من هنا، مقياس حياتنا في المسيح هو التوبة، التي بها نمحّص ذواتنا ونقيس على أساسها نجاحنا وتقصيرنا. هو المعيار الذي سمعناه في الإنجيل منذ بدء الكرازة العلنيّة: «توبوا لأنّه قد اقترب ملكوت السموات» (متّى ٣: ٢). يعفينا هذا المقياس من الارتباك والخوف أيًّا كان نوعه أو مصدره، لأنّه يضعنا في طريق الاستقامة والنزاهة الداخليّة، تلك الطريق التي لا يغيب عن أفقها القريب أو البعيد أيّ «قريب» أراد المسيح أن يفتديه ويدعوه إلى ملكوته.

فمَن يقود إذًا حياتنا في المسيح؟ إنّه عمل الروح القدس الفاعل دائمًا في هذا جسد الكنيسة، التي هي الضامن لنا عندما نستدعيه من كلّ «القلب والنفس والفكر» (متّى ٢٢: ٣٧) بحيث يرشدنا إلى كلّ الحقّ، حقّ المسيح علينا بحياة حقّانيّة دعانا إليها لنعيشها ونكون لأترابنا «ملحًا» (مرقس ٩: ٤٩) بتضحيتنا بذواتنا، و«نورًا» يشير إلى أبعد من الذات، إلى الآب، «فيمجدونه» (متّى ٥: ١٦).

سلوان

مطران جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)


الرسالة: عبرانيّين ١١: ٩-١٠ و٣٢-٤٠

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنّه انتظر المدينة ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها. وماذا أقول أيضًا؟ إنّه يضيق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء، الذين بالايمان هزموا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف، وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة فضلى، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز، وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا المواعد، لأنّ الله سبـق فنظر لنا شيئًا أفضل ألاّ يَكمُلوا بدوننا.


الإنجيل: متّى ١: ١-٢٥

كتاب ميلاد يسوع المسيـح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عميناداب وعميناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون وسلمون ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأوريّا وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد أبيّا وأبيّا ولد آسا وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعُزّيا ولد يوتام ويوتام ولد آحاز وآحاز ولد حزقيّا، وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد ألِيهود، وألِيهود ولد ألِعازار وألِعازر ولد متّان ومتّان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكلّ الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلاً، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً. أمّا مولد يسوع المـسيح فكان هكذا: لمّا خُطبت مريم أمّه ليوسف، وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقًا ولم يُرِد أن يُشْهِرها، همّ بتخليتها سرًّا. وفيما هو مفتكر في ذلك إذا بملاك الربّ ظهر له في الحُلم قائلاً: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإنّ المولود منها إنّما هو من الروح القدس. وستلد ابنًا فتسمّيه يسوع، فإنّه هو يخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كلّه ليتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا). فلمّا نهض يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الربّ، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتّى وَلدت ابنها البكر وسمّاه يسوع.


إنجيل اليوم

هذا الفصل الإنجيليّ قسمان: يتحدّث الأوّل عن تحدّر المسيح من إبراهيم وداود، والقسم الثاني عن أنّ يسوع مولود من بتول. يتساءل المؤمنون لماذا هذه اللائحة من آباء المسيح ولم يكن له أب من بين البشر؟ متََّى كتب في فلسطين لهداية اليهود الذين يؤمنون بقول الله لإبراهيم «لنسلك أعطي هذه الأرض» (تكوين ٧: ٢١). عندما يتكلّم بولس على أهمّيّة الإيمان الذي كان إبراهيم رمزه يقول: «مواعد الله قد وجّهت الى إبراهيم وإلى نسله»، ولم يقل «وإلى أنساله» كما لو كان الكلام على كثيرين، بل نسل واحد: «وإلى نسلك أي المسيح» (غلاطية ٣: ١٦). «شجرة العائلة» في بشارة متّى كانت لتقودنا إلى المخلّص.

لماذا يستهلّ متّى إنجيله بقوله: «كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود» أو كتاب نسب يسوع المسيح؟ المعروف عند اليهود أنّ المسيح يولد من داود. لذا أراد متّى أن يضعَه في رأس اللائحة. تقوم اللائحة على ثلاثة منعطفات أشير إليها بقول الكتاب: «فكلّ الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلاً، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً». هذا الرقم ١٤ هو القيمة العدديّة لاسم داود في علم الجُمل (دال قيمتها ٤ والواو ٦ والدال الأخيرة ٤، والألف غير واردة في العبريّة).

يتبع متّى تسلسل الملوك حتّى أليهود. من بعد هذا لا نجد الأسماء في العهد القديم: فترة طويلة، ملأها متّى بمعلومات استقاها من أحد المصادر القديمة. هنا ينتهي النسب بيوسف. هذا طبيعيّ لأنّ الولد يُنسب لا إلى أمّه بل إلى أبيه، وفي هذه الحال إلى مَن اعتُبر أباه. يذكر بولس أنّ يسوع هو «من نسل داود حسب الجسد» (رومية ١: ٣). وسمّي يسوع غير مرّة في الأناجيل «ابن داود».

اللافت في هذا النسب ذكر أربع نساء: ثامار، راحاب، راعوث، بتشبع (المسمّاة هنا «التي كانت لأوريّا»). ثلاث منهنّ زانيات. لعلّ متّى أراد أنّ السيّد اتّخذ الجبلة البشريّة كما كانت فهو الذي يطهّرها. القداسة لم تكن في النسل اليهوديّ بل في المسيح.

القسم الثاني من إنجيل اليوم المولد البتوليّ. وضع يوسف ومريم كما يصفه الكتاب وضع خطوبة، والكلمة تعني عندهم عقد زواج ولكن تبقى الفتاة عند ذويها وتُزفّ إلى عريسها في ما بعد، وعندئذٍ يكتمل الزواج. السيّدة العذراء «وُجدت قبل أن يجتمعا حبلى من الروح القدس»، أي قبل أن تنتقل إلى بيته. يعتقد يوسف للوهلة الأولى أنّ مريم حبلت بصورة غير شرعيّة ولكن يوحي الربّ إليه بالاّ يشهرها لئلاّ تُرجم. له أن يطلّقها بإعطائها كتاب طلاق. وفيما كان يفكّر بذلك قال له الربّ: «لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك»، أي انقلها إلى بيتك ولا تدخل في طلاق «لأنّ المولود منها هو من الروح القدس». نحن في معجزة كاملة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. تسمية «يسوع»، وبالعبريّة يهوشُوَع، تعني الله يخلّص، وفي اليونانيّة هي «إيسوس» وعند المسيحيّين العرب إيسوع أو يسوع.

ميلاد بتوليّ يدعمه متّى بالرجوع إلى أشعياء: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا  ٧: ١٤. الصعوبة في العبارة: «ولم يعرفها حتّى ولدت ابنها البكر». تعني هذه العبارة أنّ يوسف لم يقم علاقة مع مريم قبل ولادتها المخلّص. ولا تقول شيئا عن العلاقة بينهما بعد الميلاد. لماذا هذا الصمت؟ لأنّ متّى قصد أن يوضح أنّ رجلاً لم يكن له دور في ظهور المسيح. لم يكن ليهتمّ بما حصل لمريم في ما بعد. لم تكن هي موضوعه.

موضوع «إخوة يسوع» قائم بذاته. لم يقل الإنجيل مرّة إنّهم أولاد مريم. اللغة العبريّة واللغة الآراميّة اللتان كان يتكلّمهما اليهود آنذاك، كلتاهما تشملان بلفظة الأخ ابن العم وابن الخال والخالة. في سفر التكوين لوط هو ابن أخي إبراهيم (تكوين ١٢: ٥). مع ذلك عندما افترقا يقول الكتاب: «وفارق كلّ واحد أخاه» (١٣: ١١). كذلك في سفر الأيّام الأوّل عندنا «أخوان ألعازر وقيش ومات ألعازر ولم يكن له بنون بل بنات فأخذهنّ إخوتهنّ بنو قيش» (أخبارالأيّام ٣٢: ١٢ و٢٢). هنا أخوتهنّ تعني أبناء العم.

من هم أخوة يسوع؟ هم يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا (متّى ١٣: ٢٤). ثمّ نرى في بشارة مرقس أنّ النساء الواقفات عند صليبه منهنّ «مريم المجدليّة أمّ يعقوب الصغير ويوسي وسالومة وهنّ من اللواتي تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل». يعقوب ويوسي المسمّيان من أخوته هم أولاد لامرأة كانت تدعى أيضًا مريم، أي واحدة من النساء الحاملات الطيب، وهي أمّ الولدين الآخرين أي سمعان ويهوذا. هذا النصّ في مرقس يحسم الجدل ونستدلّ به من دون الرجوع الى آباء الكنيسة على أنّ والدة الإله دائمة البتوليّة.


من تعليمنا الأرثوذكسيّ: المعنى الحقيقيّ لعيد الميلاد

المرشد: أظنّ أنّ معظم الناس لا يعيّدون الميلاد فعلاً. لذلك ما معنى عيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح؟.

التلميذ: لكنّ الكلّ يزيّنون بيوتهم والشجرة والهدايا. ألم ترَ الزينة في الشوارع وبابا نويل أمام المخازن؟

المرشد: وما علاقة كلّ هذا بيسوع المسيح الفادي؟ ينسى الناس المعنى الحقيقيّ للعيد بسبب الاستغلال التجاريّ للمناسبة، والإفراط في الأكل والشرب وبابانويل والهدايا. ليس الاهتمام الزائد بكلّ هذا سوى عبادة أوثان جديدة. المسيح الإله الحيّ يأتي إلينا ليقودنا إلى الآب ويصالحنا معه. يبحث عنّا مثلما يبحث الراعي عن الخروف الضائع، وكما تبحث الأرملة عن الدرهم الذي فقدته، لنستعيد الصورة الإلهيّة فينا. ونحن ما مكانة المسيح عندنا؟ شخص صغير في مغارة من الورق؟

التلميذ: هذا مظهر من مظاهر العيد لكنّه لا ينطبق على الكلّ. تجتمع العائلات في العيد، ويفرح أعضاؤها معًا ويعبّرون عن المحبّة بالهدايا ويزيّنون بيوتهم فَرحًا. في مدرستنا نتذكّر الفقراء ونقدّم لهم الهدايا.

المرشد: هذا كلّه جيّد. لكن إن فهمنا أنّ الميلاد يعلّمنا أن نحبّ الفقراء ونخدمهم، فلنرجع قبل كلّ شيء إلى يسوع المسيح. هو وحده يعلّمنا محبّة الفقراء لا لمجد نبتغيه ولا من أجل مواقف اجتماعيّة، لكن من أجل محبّة الإنسان كما أحبّه يسوع. يسوع المسيح هو أوّل الفقراء، لم يفتقر أحد مثله إراديًّا، كلّيًّا. وُلد في مذود البهائم. لكن لا ننسى أبدًا أنّه ابن الله، «الذي لم يحسب مساواته لله غنيمة بل أخلى ذاته آخذا صورة عبد صائرًا في شبه الناس» (فيليبّي ٢: ٦-٧). لمّا اتّخذ طبيعتنا البشريّة رفضه الكلّ. لم يوجد له مكان في المنزل فوُلد في مذود الحيوانات. بعد ذلك اضطرّ إلى الهرب إلى مصر فصار فقيرًا مهجَّرًا.

التلميذ: نعم، هرب مع أمّه مريم ويوسف هربًا من هيرودس الملك الذي قتل آلاف الأطفال ليموت يسوع.

المرشد: هذا صحيح. لكن لنكمل معنى العيد: الميلاد عيد السلام للجميع، للمؤمنين بيسوع المسيح، للذين نسوه وللذين لم يعرفوه. عيد الميلاد رمز السلام على الأرض والمحبّة بين الناس. يسوع المسيح هو أمير السلام «وسلامه ليس له حدّ» (أشعياء ٩: ٥-٦) أي أنّه لا ينتهي لأنّ مملكته لن تسقط مثل ممالك العالم.

التلميذ: يحلّ السلام في عيد الميلاد. قرأت أنّ الحروب تتوقّف لمدّة ٢٤ ساعة في عيد الميلاد.

المرشد: هذا جيّد. لكنّ السلام الذي يقرّره الناس ينتهي، أمّا سلام المسيح فلا نهاية له، سلام المسيح يُدخلنا منذ الآن في ملكوته الآتي. لنتعلّم اليوم أن نحمل سلام المسيح فينا، ولنستمع مع الرعاة إلى ترتيل الملائكة «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة» (لوقا ٢:٤١). معاني العيد كثيرة ذكرنا اثنين منها: السلام ومحبّة الفقراء. نفهمها في شخص يسوع لأنّه هو السلام وهو أفقر الفقراء.


رسامة متروبوليت الأرجنتين

الأحد ٩ كانون الأوّل ترأس غبطة البطريرك يوحنّا العاشر القدّاس الإلهيّ في الكاتدرائيّة المريميّة في دمشق، يعاونه لفيف من مطارنة الأبرشيّات والأساقفة والكهنة. خلال القدّاس الإلهيّ جرت رسامة الأرشمندريت المُنتَخب يعقوب الخوري متروبوليتًا على أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين. عشيّة الأحد، في صلاة الغروب، كان المتروبوليت المُنتَخب قد قرأ الأعترافات بالإيمان المستقيم جوابًا عن أسئلة المطارنة ووقّعها. المطران الجديد من مواليد الكورة. أتمّ دراسته الجامعيّة في الهندسة المعماريّة، ودراسته اللاهوتيّة في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ في البلمند. وحاز الدكتوراه في اللاهوت من جامعة تسالونيكي في اليونان. وخدم في أبرشيّة عكار.

Last Updated on Monday, 17 December 2018 05:57