ocaml1.gif
العدد ٢٠: زمن الانتظار وزمن الاستفقاد Print
Written by Administrator   
Sunday, 19 May 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٩ أيّار ٢٠١٩ العدد ٢٠  

أحد المخلّع

logo raiat web

كلمة الراعي

زمن الانتظار وزمن الاستفقاد

2019اعترض يسوعُ حياةَ المخلّع الملقى عند بركة بيت حسدا منذ ثمان وثلاثين سنة. اعترضها من دون أن يعرّف عن نفسه، لا بل عمد إلى الاعتزال عن الجمع بعد حادثة الشفاء، بحيث لم يستطع المخلّع سابقًا والقائم الآن أن يسأله عن هويّته أو أن يشكره.

يخال للمرء أنّ حضور المسيح في حياة هذا المخلّع واستفقاده إيّاه إنّما هو صورة لحضوره في حياتنا واستفقاده إيّانا، وإن اتّخذ اعتراضه لحياتنا ألوانًا وأشكالاً مختلفة، كما وحضوره فيها، ولو بدا الأمر غير معروف أو مدرك منّا. ما يشدّك في حالة هذا المخلّع هو استعداده الإيجابيّ طوال المدّة التي مارس فيها الصبر والاحتمال متوقّعًا الشفاء برجاء متجدّد، وإن كان واقعه اليوميّ كان يشي بغير ذلك، إذ بقي على مرّ السنين وحيدًا متروكًا.

لربّما هذا الاستعداد الإيجابيّ هو ما وضع المخلّع في خطّ الربّ يسوع بحيث قام وحمل سريره عندما طلب منه يسوع ذلك. فرجاء المخلّع، رغم الزمن الطويل وواقعه المؤلم، يذكّرنا بواقع المسيح وهو على أبواب الآلام وكيف عبّر عن رجائه بإزاء ما هو مزمع أن يحدث: «هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن، تتفرّقون فيها كلّ واحد إلى خاصّته، وتتركونني وحدي. وأنا لستُ وحدي لأنّ الآب معي» (يوحنّا ١٦: ٣٢). وأمّا استعداد المخلّع الإيجابيّ فيذكّرنا بما قاله الربّ لليهود عندما تحدّث عن صلبه وعن استعداده أمام الآب: «متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون أنّي أنا هو، ولستُ أفعل شيئًا من نفسي، بل أتكلّم بهذا كما علّمني أبي. والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي، لأنّي في كلّ حين أفعل ما يرضيه» (يوحنّا ٨: ٢٨-٢٩).

يبدو للمراقب أنّ النصّ يضعنا أمام زمنَين، زمن الانتظار، من جهة، وزمن الاستفقاد، من جهة أخرى، يتوسّطهما المسيح الذي هو قبلة الانتظار وصاحب الاستفقاد. فهمنا على ضوء القيامة أنّ زمن الاستفقاد له طابع الشموليّة وليس طابع الاستثناء، وإن كان المسيح قد خصّ اليوم بالشفاء هذا المخلّع دون سواه من المرضى. فاستفقاد القيامة لا يستثني منه اللهُ أحدًا، فهو معطى لكلّ البشريّة، وإن كان الأمر غير مدرك أو مقبول منها.

لا شكّ في أنّ هذا الاستفقاد يحمل في طيّاته عملاً إلهيًّا. وما كان هذا الاستفقاد ليتجسّد فينا إلاّ لأنّه وجد له صدى فينا وتعهّدًا منّا بأن يقوم المرء بذاته بناء على أمر المسيح: «قمْ، احملْ سريرك وامشِ» (يوحنّا ٥: ٨)، فلا يبقى مطروحًا على سرير الخطيئة أو الإحباط أو التواني أو التذمّر. وله أيضًا أن يرافق جدّة الحياة التي تمنحها القيامة بالحرص الضروريّ للحفاظ على نعمة القيامة، الأمر الذي نبّه إليه المسيح بعدما كشف هويّته للمخلّع: «ها قد عوفيتَ فلا تعدْ تخطئ لئلا يصيبك أشرّ» (يوحنّا ٥:١٤).

فميزة زمن الانتظار هي خصوبة الرجاء اليوميّ وتغذيته بما يبقيه فاعلاً وحقيقيًّا، بينما تكمن ميزة زمن الاستفقاد في الحرص على النعمة المسكوبة في حياتنا. هكذا يندفع المؤمن من الزمن الأوّل إلى الزمن الثاني، ثمّ يعود إلى الزمن الأوّل طلبًا للمزيد، في مسعى يوميّ لتحقيق القيامة، في إنجاز مستمرّ لا ينقطع، بين انتظار وتحقيق الانتظار، ثمّ معاودة الانتظار مقرونًا برجاء تحقيق مضمونه.

هذه الحلقة من الانتظار والاستفقاد تعزّز الرجاء على الصعيد الشخصيّ وعلى صعيد الجماعة، بحيث تضع نخوة الساقطين والمتهاونين على المحكّ، إذ تحثّهم على النهوض بذواتهم بسبب من استفقاد المسيح اليوميّ لهم، وتنشل الأفراد والجماعة من تقاعسها عن تبنّي معنى الزمن الذي انكشف لنا في المسيح على ضوء القيامة: زمن الانتظار وزمن الاستفقاد. بهذا التبنّي نصير استفقادًا بعضنا لبعض، وشهودًا مجاهدين للقيامة في حياتنا.

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٩: ٣٢-٤٢

في تلك الأيّام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن، نزل أيضًا إلى القدّيسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك إنسانًا اسمه أينياس مضّجعًا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلَّع. فقال له بطرس: يا أينياس يشفيك يسوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا إلى الربّ. وكانت في يافا تلميذة اسمها طابيتا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة أعمالاً صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيّام أنّها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العلّيّة. وإذ كانت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ أنّ بطرس فيها، أرسلوا إليه رجلين يسألانه ألاّ يُبطئ عن القدوم إليهم. فقام بطرس وأتى معهما. فلمّا وصل صعدوا به إلى العلّيّة، ووقف لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَه أقمصة وثيابًا كانت تصنعها ظبية معهنّ. فأخرج بطرسُ الجميع خارجًا وجثا على ركبتيه وصلّى. ثمّ التفت إلى الجسد وقال: يا طابيتا قومي. ففتحت عينيها، ولمّا أَبصرتْ بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثمّ دعا القدّيسين والأرامل وأقامها لديهم حيّة. فشاع هذا الخبر في يافا كلّها، فآمن كثيرون بالربّ.

 

الإنجيل: يوحنّا ٥: ١-١٥

في ذلك الزمان صعد يسوع إلى أورشليم. وإنّ في أورشليم عند باب الغنم بركة تسمّى بالعبرانيّة بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضّجعًا فيها جمهور كثير من المرضى من عميان وعُرج ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريك الماء، لأنّ ملاكًا كان ينزل أحيانًا في البركة ويُحرّك الماء، والذي ينزل أوّلاً من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من أيّ مرض اعتراه. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقى، وعلم أنّ له زمانًا كثيرًا، قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيّد ليس لي إنسان متى حُرّك الماء يُلقيني في البركة، بل بينما أكون آتيًا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامش. فللوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. فقال اليهود للذي شُفي: إنّه سبت فلا يحلّ لك أن تحمل السرير. فأجابهم: إنّ الذي أبرأني هو قال لي: احملْ سريرك وامشِ. فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احملْ سريرك وامشِ؟ أمّا الذي شُفي فلم يكن يعلم من هو، لأنّ يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمع. وبعد ذلك وجده يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عوفِيْتَ فلا تعُدْ تخطئ لئلّا يُصيبك أشرّ. فذهب ذلك الإنسان وأخبر اليهود أنّ يسوع هو الذي أبرأه.

 

قصّة الفصح

ماهي قصّة الفصح؟

قصّة الفصح هي أنّ الله كشف مدى حبِّه لنا على الصليب عندما عُلّق عليه المسيح وأهرق دمه. وكأنّي بالله يقول: يا ابن آدم أنا أحبّك. يا ابن آدم أحبّك حتّى الموت. ولأنّ الحبّ أقوى من الموت هكذا غُلب الموت. فلا يمكن للحبّ أن يأسره قبرٌ أو أن تحجبه صخرة. فقوّة الحبّ تفجّر المادّة وتبعثرها. إذ لا يخضع الحبّ لقوانين الطبيعة. فالحبّ هو إلهيّ الجوهر. وكلّ من يحبّ فهو إلهيّ. ولهذا قام المسيح لأنّه سيّد الحبّ.

قيامة الربّ علّمتنا أنّه بإمكانك أن تضع الحقّ في قبرٍ ولكنّ قوّة الحقّ أقوى من أن تُحجب.

ولأنّ الله يحبّنا رآنا قياميّين قبل القيامة، وإلّا لما كان نزل، وتجسّد، وصلب وقام. لو أنّ الربّ لا يعرفنا قادرين على أن نكون مثله لما صار هو مثلنا. هو الحبّ الإلهيّ الذي يحدّد الله والذي يحدّد أتباعه. ألم يقل الإنجيليّ يوحنّا: «وأمّا كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه. الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله».

والإيمان بقيامة المسيح ليس مثل إيماننا بأنّ الشمس تشرق وتغرب، بل بالحريّ أنّنا عبر القيامة نرى ونفهم الوجودّ كلّه.

وإذا نادينا بالقيامة على أنّها حبٌّ فعكس الحبّ هو الجحيم. لهذا فإنّ أقوى جحيم هو قلب الإنسان الذي لا يعرف الحبّ. الجحيم الأوّل داسه المسيح مرّة واحدة، أمّا جحيمنا فيريد أن يدوسه كلّ يومٍ. والموت الذي يبتلع الإنسان، ليس الموتَ الذي يختطفنا في نهاية العمر، بل هو الموت الروحيّ الذي نسمح له بأن يأخذنا من حياتنا. ولهذا إذا أردنا أن نكون قياميّين فما علينا إلاّ أن تكون حياتنا فصحًا يوميًّا فيه نعبر من حالة إلى حالة ومن حلّة إلى حلّة.

ولأنّ إلهنا ليس إلهَ الفلسفة الذي لا يتحرّك من مكانه بل هو إله الحبّ، أرانا أنّ الألوهة والقداسة لا تتحقّقان إلّا بالتواضع الأقصى وبالنزول بالصليب إلى جحيم الناس لينتشلهم ويرفعهم إليه. لهذا يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ١: ١٨-٢٥: «إنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوّة الله، لأنّه مكتوب: «سأُبيد حكمة الحكماء، وأَرفض فهم الفهماء». أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مُباحث هذا الدهر؟ ألم يُجَهِّل الله حكمة هذا العالم؟ لأنّه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يُخلص المؤمنين بجهالة الكرازة. لأنّ اليهود يسألون آية، واليونانيّين يطلبون حكمة، ولكنّنا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة، ولليونانيّين جهالة. وأمّا للمدعوّين يهودًا ويونانيّين، فبالمسيح قوّة الله وحكمة الله. لأنّ جهالة الله أحكم من الناس! وضعف الله أقوى من الناس».

فإذا كان ربُّنا تواضعَ حتّى الموت فبماذا تفتخر يا ابن آدم؟ فلنتعلّم يا إخوة: الربّ يميت ويُحيي، يُحدر إلى الجحيم ويُصعد. الربّ يُفقر ويُغني، يحطُّ ويرفع. يقيم البائس عن الأرض،... ويورثّهُ كرسي المجد. يعطي المصلّي ملتمسه. ويبارك أعوام الصدّيق. فلا يفتخر الحكيم بحكمته، ولا يتباهى القويُّ بقوَّته، ولا يفتخر الغني بغناهُ. بل من افتخر فليفتخر بهذا: أن يفهم ويعرف الربّ، ويصنع إنصافًا وعدلاً في وسط الأرض. الربّ قام من بين الأموات، ويعطي قوَّةً للمؤمنين، ويرفع شأن مسيحيّيه.

فيا أيّها الربّ البازغ من القبر أرسل نورك الأزليّ، وأنر أعينَنا العقليّة فإنّنا بنورك نعاين النور ونراه مشعًّا حبًّا على وجوه إخوتك.

والمسيح قام!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: بمعرفة أو بغير معرفة

التلميذ: لمّا ذهبت إلى الاعتراف علّمني الكاهن صلاة أطلب فيها المغفرة عن الخطايا التي ارتكبتها، ومنها التي «بمعرفة أو بغير معرفة». كيف نطلب المغفرة عن الخطايا التي بغير معرفة؟

المرشد: موضوع المغفرة ليس موضوع محاسبة على خطايا معيّنة أو محاكمة بقدر ما هو موضوع تغيير القلب، تغيير الذهن، توجيهه نحو الله. هذا هو معنى التوبة. صلّينا طوال الصوم مع القدّيس أفرام السريانيّ «هب لي أن أَعرف ذنوبي وعيوبي». صلّ هذه الصلاة دائمًا وتقدّم من المناولة دائمًا فيحلّ الربّ في قلبك وتتغيّر أنتَ بمعرفة أو بغير معرفة.

 

التلميذ: لكن إذا آمن الإنسان بيسوع واختار أن يتبعه فهو يميل إلى الخير ولا يخطئ.

المرشد: الأمر معقّد أكثر من ذلك لأنّ الإنسان واحد، عنده استعداد للخطيئة، وعنده استعداد للصلاح. ولأنّ الربّ لا يفرض شيئًا، ويترك الحرّيّة لكلّ إنسان في كلّ لحظة. لذلك نجد أحيانًا أنّ تصرّفاتنا ليست صـالحة كلّ الصـلاح ونقيّة كلّ النقاء. إليك بعض الأمثلـة: إذا ظنّ أحدُنا أنّـه آدميّ ومستقيم ويدافع بشدّة عن موقفه الصالح، قد يقع في الغضب والغضب خطأ. وإذا ظنّ أحدُنا أنّه ذكيّ، قد يختلط الخبث مع الذكاء عنده،... هذه خطايا بدون وعي أنّنا نخطئ إلى المحبّة، هذه خطايا بغير معرفة.

 

التلميذ: لكن يجب أن نعرف خطأنا لنتوب عنه وليغفر لنا الله. أليس كذلك؟

الله يغفر لنا لأنّه يحبّنا. المطلوب أن نطلب المغفرة وأن نغفر للآخرين كما علّمنا في صلاة «أبانا». المسيح لم يأتِ ليدين الناس بل ليُخلّص الإنسان، لا ليخلّصه من أعمال خاطئة صنعها ووضع لائحة بها، بل ليخلّصه من وضعه العميق كخاطئ عنده في طبيعته استعداد للخطيئة.

 

«أبعد عنّي ضجّة أغانيك» عاموس ٥: ٢٣

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

يذهب كثيرون إلى الكنيسة ويردّدون صلوات كثيرة ولكنّهم لا يعرفون ماذا يقولون: يحرّكون شفاههم ولا يفهمون شيئًا. أنتَ لم تفهم صلاتك وتريد أن يسمعها الله؟ تقولُ سجدتُ وصلّيتُ ولكنّ فكرك كان يطير خارجًا. كان جسدك في الكنيسة وإرادتك بقيت خارجًا، فمُك يردّد الصلوات وفكرك يعدّد الأرباح والعقود والاتّفاقات والأراضي والممتلكات والأصدقاء. الشيطان يتدخّل عندما نصلّي لأنّه يعرف أهمّيّة الصلاة. كثيرًا ما نكون مستلقين على سريرنا ولا يأتينا أيّ فكر؛ أمّا إذا ذهبنا إلى الكنيسة لنصلّي فتتكاثر الأفكار لتجعلنا نخرج صفر اليدين...

... وإن كنتَ خارج الكنيسة أطلق نداءك نحو الله وقل: «ارحمني» من دون أن تحرّك شفتيك فالله يسمع الذين يبقون صامتين. المهمّ أن نتّجه نحو الله لا المكان الذي نكون فيه. دانيال كان في جبّ الأسود وسمعه الله، الفتية الثلاثة كانوا في أتون النار وسبّحوا الله طويلًا فخلّصهم. اللصّ كان مصلوبًا والصليب لم يخلّصه من الموت لكنّه فتح له الفردوس. أيّوب كان على الرماد وسمعه الله. يونان كان في بطن الحوت وسمعه الله. وأنت أينما كنتَ: في الشارع، في الحمّام، على سريرك، صلِّ. أنتَ هيكل الله، لا تبحث عن مكان معيّن. يكفي أن تريد.

 

دير القدّيسة كاترينا - سيناء

أعلن رئيس الأساقفة ذاميانوس رئيس دير القدّيسة كاترينا في سيناء أنّ الدير يعمل على رقمنة المخطوطات القديمة في مكتبة الدير، بطريقة مُبتَكرة لحفظها كصوَر ملونة عالية الجودة، وذلك من أجل الحفاظ عليها من جهة ونشرها على الإنترنت من جهة أخرى، فتصبح بمتناول القرّاء والباحثين. تحتوي مكتبة الدير على نحو ٤٥٠٠ مخطوط قديم منها ١١٠٠ مخطوط نادر جدًّا باللغات العربيّة والسريانيّة.  تساهم في هذا العمل مؤسّسة المكتبة الإلكترونيّة للمخطوطات القديمة وجامعة أوكلا في لوس أنجلوس. توقّع رئيس الأساقفة أن يدوم العمل أكثر من عشر سنوات. مع ذلك قد يبتدئ نشر المخطوطات على الإنترنت ابتداء من تشرين ٢٠١٩.

 

سيبيريا

في مدينة خانطي مانسي (غرب سيبيريا) وُزّع للمرّة الأولى كتاب الصلوات الأرثوذكسيّة المُصَوّر للمبتدئين باللغة المحلّيّة، بالإضافة الى اللغة السلافونيّة (لغة الليتورجيا في روسيا). ويرافق الكتاب تسجيل سمعيّ للذين لا يمكنهم القراءة. قالت مديرة مدرسة الأحد هناك إنّ الأمر لا ينتهي بإصدار كتاب، المهمّ أن تُعاش الصلوات وتفيد المؤمنين روحيًّا. ابتدأت البشارة في المنطقة منذ مئة سنة تقريبًا لمّا ابتدأ المطران جرمانوس الذي كان منفيًّا إلى سيبيريا بتبشير السكّان وتعميدهم.

Last Updated on Monday, 13 May 2019 06:43