ocaml1.gif
العدد ٤٥: مناقبيّة الإنسان الجديد ومعالمه الأربعة Print
Written by Administrator   
Sunday, 10 November 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٠ تشرين الثاني  ٢٠١٩ العدد ٤٥ 

الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة

الرسولان أولمباس وكوارتُس ورفقتهما

الشهيد أوريستوس والقدّيس أرسانيوس الكبادوكيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

مناقبيّة الإنسان الجديد ومعالمه الأربعة

4519 لم يجد الربّ يسوع سبيلاً أفضل ليحدّثنا عن الإنسان الجديد، الإنسان الذي يجاري الله في المحبّة، من أن يتوارى خلف مثل السامريّ الصالح أو الشفوق. فالحديث بين يسوع ومجرّبه الناموسيّ يحدّد أربعة معالم يمكن لكلّ إنسان أن يركن إليها، بثقة واطمئنان وامتنان، في استكشافه هذا الإنسان في تعاطيه مع نفسه ومع القريب.

المعْلَم الأول هو مَن تكون. أنت مَن يعطي ذاته كلّيًّا، كما هي، لله وللقريب، بحسب ما استشهد به الناموسيّ: «تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ فكرك وقريبك مثل نفسك» (لوقا ١٠: ٢٧). تعطي ذاتك كما هي، بأفضل نيّة لديك، بأفضل فهم، بأفضل محبّة. باختصار، بأفضل ما يمكن. لا شكّ في أنّ عطيّتك لذاتك لن تكون أبدًا كاملة، لكنّك بمقدار ما تعطي نفسك لله ولأخيك الإنسان، تراها تكتمل، فتفرح بها، وبالأكثر تفرح بأخيك الذي تعطيه ذاتك، وتعي أنّه إنّما هو مفضل عليك لأنّه أعطاك فرصة لكي تحبّه. وهذا يقودك لتعرف الوجه الآخر لـمَن تكون. أنت إنسان مؤمن وشاكر بآن، إذ ليس لك، عندما تعطي، أن تمنّن أحدًا على الإطلاق، بل تشكر الله الذي مدّك بالمداد الحسن لتحبّ وتعطي.

المعْلَم الثاني هو كيف تكون. لا تبرّرْ نفسك كما صنع الناموسيّ بسؤاله يسوع: «ومَن هو قريبي؟» (لوقا ١٠: ٢٩). هذا يعني قبولنا لذاتنا، كما هي، ومعرفتها حقّ المعرفة، بضعفاتها ومواهبها، بحسناتها وسيّئاتها، بالفضيلة والرذيلة التي فيها. ساعتها يمكنك أن تنطلق لتطرح السؤال الكبير: «يا معلّم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟» (لوقا ١٠: ٢٥). قبول الذات هو منصّة انطلاقك إلى أبعد منها. فصدقك ونزاهتك يقيانك الرياء والغرور اللذين يعميانك عن رؤية الواقع على حقيقته، كما حصل مع الكاهن واللاويّ: «فعرض أنّ كاهنًا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاويّ أيضًا إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله» (لوقا ١٠: ٣١-٣٢).

المعْلَم الثالث هو لماذا تكون هكذا. الجواب كامن في التضامن مع أخيك. إن ارتفع هو ارتفعتَ أنتَ، وإن انكسر هو انكسرتَ أنتَ. فخلاصك من خلاصه، وسقوطك من سقوطه. فإن انطلقتَ من القاعدة الثابتة أنّك واحد بالطبيعة مع الإنسان قريبك، ساعتها تتحرّك نحوه كما فعل السامريّ بالمناقبيّة المعبّرة عمَّن تكون: «لـمّا رآه (أي مَن وقع بين لصوص ... وتركوه بين حيّ وميت)، تحنّن فتقدّم وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمرًا وأركبه على دابّته وأتى به إلى فندق واعتنى به» (لوقا ١٠: ٣٠، ٣٣-٣٤). فأنت ضنين على حياة الآخر كما على حياتك، ومتى كانت في خطر، تبادر بالمحبّة والعناية والحرص عليها شأنك مع ذاتك. وليستْ مغالاة ألّا تتوقّف عنايتك به عند حدود زوال الخطر، بل تذهب إلى حدّ أن تتأكّد من عودة العافية إليه باتّخاذك التدابير اللازمة من أجل بلوغ المنى: «وفي الغد لـمّا مضى أخرج دينارَين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ به ومهما أنفقتَ أكثر فعند رجوعي أوفيك» (لوقا ١٠: ٣٥).

المعْلَم الرابع هو أين تكون. حيث تناديك الحاجة، من دون تذمّر منك على الواقع أو انتقاد لغيرك على تقصير منه. إعطِ ممّا أُعطيتَ، فلا شيء لك أو يبقى لك. فكما أتيتَ إلى حياة تغادرها، عريانًا، إلّا من صلاة قلبيّة رفعتَها بألم وعطاء طاهر وهبتَه بفرح. ما أجمل أن تشكر مَن يفتح عينَيك وقلبك على هذه الحقيقة المخلّصة، كما فعل المسيح مع الناموسيّ بطرحه عليه سؤالًا الجواب منه مفروغ: «فأيّ هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟» (لوقا ١٠: ٣٦). فإن أجبتَه عن السؤال بـ «الذي صنع معه الرحمة»، ساعتها يطلقك في صيرورة هو فيها «السامريّ» الذي يعتني بشفاء تأرجح ضميرك وقلّة إيمانك والتباس وعيك وضعف همّتك، فيشجّعك لتمضي في طريق الإنسان الجديد الذي اتّضحت لك الآن معالمه الأربعة: «إذهبْ أنتَ أيضًا واصنعْ هكذا» (لوقا ١٠: ٣٧).

هلّا نشكر الله وكلّ مَن يساعدنا يوميًّا، من حيث نعلم أو لا نعلم، على المضيّ قدمًا في هذه الصيرورة، رغم كلّ ضعف أو توانٍ! هلّا نشكر الله على منحنا الفرص لنساعد غيرنا في صيرورتهم المحيية لنا ولهم بآن!

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٢: ١٦-٢٠

يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأةً، أفيكون المسيحُ إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمتُ أَجعل نفسي متعدّيًا، لأنّي بالناموس مُتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيا، لا أنا، بل المسيحُ يحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أَحياه في إيمان ابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي.

 

الإنجيل: لوقا ١٠: ٢٥-٣٧

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع ناموسيٌّ وقال مجرّبًا له: يا معلّم ماذا أَعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له: ماذا كُتب في الناموس، كيف تَقرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ ذهنك، وقريبَك كنفسك. فقال له: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يزكّي نفسه فقال ليسوع: ومَن قريبي؟ فعاد يسوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوصٍ فعرَّوه وجرَّحوه وتركوه بين حيّ وميت. فاتّفقَ أنّ كاهنًا كان منحدرًا في ذلك الطريق فأبصره وجاز من أمامه. وكذلك لاويٌّ، وأتى إلى المكان فأبصره وجاز من أمامه. ثمّ إنّ سامريًّا مسافرًا مرّ به، فلمّا رآه تحنّن، فدنا إليه وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به إلى فندقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد فيما هو خارجٌ أَخرجَ دينارين وأَعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ بأمره، ومهما تُنفق فوق هذا فأنا أَدفعه لك عند عودتي. فأيُّ هؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟ قال: الذي صنع إليه الرحمة. فقال له يسوع: امضِ فاصنعْ أنت أيضًا كذلك.

 

كلّنا أخوة

يكاد مثل السامريّ الشفوق (لوقا ١٠: ٣٥-٣٧) يكون المثل الأشهر في العالم. حتّى صار لقب «السامريّ» في العديد من اللغات والحضارات يعني «فاعل خير». يشرح يسوع بواسطة المثل معنى «القريب». وذلك بأنّ الكتاب يضع محبّة القريب شرطًا للحياة الأبديّة. ويوافق يسوع على هذا الشرط لكنّه لا يوافق الناموسيّين والفرّيسيّين واليهوديّة الرسميّة حول تعريف القريب. فبينما يعترف اليهود بالقرابة الجسديّة، قرابة الدم، فقط أو بالقرابة الدينيّة على أحسن حال، يقدّم يسوع مفهومًا آخر، مفهومًا جديدًا، مفهومًا متقدّمًا حتّى بالنسبة إلى مجتمع اليوم.

يقدّم لنا المثل ثلاثة مشاهد. المشهدان الأوّلان يقدّمان شخصيّتين دينيّتين: كاهن ولاويّ، يمرّان أمام «إنسان، بين حيّ وميت». وحيث انتظرنا أن يقدم أحدهما على مساعدة هذا الإنسان، رأيناهما يتجاوزانه وكأنّه غير موجود. ونصّ المثل يظهرهما يغيّران طريقهما ليتجاوزاه. فهو مرميّ في وسط الطريق، ولا يمكن لأحد ألّا يراه. وهكذا يتناسى الكاهن واللاويّ وصيّة الناموس ويتجاوزان قرابتهما الدينيّة والدمويّة بهذا الإنسان.

أمّا المشهد الثالث فهو مختلف كلّ الاختلاف، ويقدّم للسامع والقارئ مغزى المثل، ومفهوم يسوع للقرابة. فالسامريّون واليهود في أيّام يسوع كانوا في حالة عداوة كاملة. لأنّ اليهوديّ كان يعتبر السامريّ نجسًا ولا يجوز حتّى التحدّث معه. وكان السامريّون يبادلون اليهود هذه العداوة لأسباب تاريخيّة ودينيّة. فلذلك عندما ظهر السامريّ في المشهد الثالث كان سامعو يسوع يتوقّعون تصرّفًا مماثلًا للكاهن واللاويّ. لكنّ المفاجأة كانت أنّ السامريّ نسي العداوة وبادر إلى المساعدة. عمل الرحمة جعل هذا السامريّ قريبًا للإنسان الذي جرّحه اللصوص.

قدّم يسوع لنا مثالاً جديدًا، نوع قرابة آخر. قرابة نصنعها نحن كلّ يوم بأعمال الرحمة. يسقط يسوع قرابة الدم، فهو أساسًا لم يهتم بها (لوقا ٨: ٢١). يحطّم يسوع إذًا كلّ المسلّمات المجتمعيّة، لكنّه لا يكتفي بهذا بل يتجاوز الخطوط الحمراء الدينيّة كذلك. فهو يسقط هنا قرابة المذهب والطائفة والدين. لا يدعونا يسوع إلى عمل الرحمة للذين يشاركوننا في الإيمان، أو من يشبهوننا بالمعتقد فقط. هو يدعو إلى التشبّه بالسامريّ الذي رأى إنسانًا بحاجة إلى المساعدة فتحنّن عليه.

يتّفق آباء الكنيسة في تفسيرهم المثل على أنّ السامريّ الشفوق هو صورة للربّ يسوع المسيح. فالله الذي رآى الإنسان المجروح بسبب الخطايا، لم يستطع أن يتجاوزه. بل «من أجلنا ومن أجل خلاصنا» «صار الكلمة جسدًا». لقد صار الابن واحد منّا، بتجسّده من مريم العذراء. شاركنا في اللحم والدم ليهيدينا إلى طريق الخلاص والتوبة.

كم نحن بحاجة اليوم إلى إعادة صياغة مجتمعاتنا على أسس تعاليم يسوع، على أُسس المحبّة. محبّة الناس، كلّ الناس، هذه وصيّة يسوع. عمل الرحمة، للمحتاج كلّ محتاج. دعوة يسوع إلينا في هذا المثل هي من أجل أن نصنع لنا أقارب كلّ يوم. أقارب من الناس الذين حولنا من كلّ عرق ودين، أقارب من المحتاجين إلى أيّة مساعدة مادّيّة كانت أو معنويّة. أن نتحنّن على أخوتنا في الإنسانيّة. وأن نصنع مجتمعًا فيه الله هو أبونا، ونحن كلّنا أخوة ليسوع. لأنّه هو السامريّ الحقيقيّ، الذي تحنّن وصار إنسانًا من أجلنا.

 

التقويم الكنسيّ الأرثوذكسيّ

صدر التقويم الكنسيّ الأرثوذكسيّ لسنة ٢٠٢٠ الذي ينتظره الجميع بشكل روزنامة الحائط. أيقونة الغلاف لوالدة الإله الأرحب من السموات. وتحمل كلّ صفحة أيقونة أحد القدّيسين مع نبذة صغيرة عنه وتقويم أحد أشهر السنة الاثني عشر والعيد اليوميّ والقراءات من الرسالة والإنجيل. يُطلب التقويم من دار المطرانيّة في برمّانا ومن مكتبة الينبوع ومن كنائس الأبرشيّة كافّة.

 

عيد القدّيس ديمتريوس في الذوق

الأحد ٢٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩ ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس ديمتريوس في الذوق حيث احتفلت الرعيّة بعيد شفيعها. في العظة شرح المطران سلوان إنجيل شفاء المرأة النازفة وإقامة ابنة يايرس رئيس المجمع، وأطلّ منهما على الواقع اللبنانيّ والالتزام الإنجيليّ في طريقة التزامه والنهوض به، فرديًّا وجماعيًّا. بعد القدّاس الإلهيّ، كان حوار في قاعة الكنيسة مع أبناء الرعيّة حول الحراك المدنيّ والوضع الحاليّ المعيشيّ في لبنان، فكانت مشاركات قيّمة من الحاضرين أضاؤوا عبرها على جوانب إيجابيّة وسلبيّة، آمال ومخاطر، وكانت لراعي الأبرشيّة مداخلة ختاميّة. ثمّ أنشد الأطفال بعض الأناشيد، وكان لقاء مع اللجان العاملة في الرعيّة تركّز الحديث فيه حول دور المرأة في الكنيسة والمجتمع. بعدها، عرضت شبيبة الرعيّة مسرحيّة أعدوها تتناول المناخ الذي يعيشون فيه وكيفيّة مقاربتهم له ومعالجته. تلا العرض حوار قاده راعي الأبرشيّة مع الأهالي وأبنائهم بخصوص مضمون المسرحيّة وتقويمهم إيّاها.

 

أبرشيتنا وأزمة لبنان الحاليّة

منذ نشوب الأزمة في لبنان بتاريخ ١٧ تشرين الأوّل الفائت، سعت أبرشيّتنا إلى مواكبتها بطرق شتّى. لهذا الغرض، ترأّس راعي الأبرشيّة بشكل يوميّ تقريبًا الصلوات في مناطق مختلفة من هذه الأبرشيّة، أعقبتها اجتماعات سواء مع الإكليروس أو الشبيبة أو اللجان أو العاملين في مؤسّساتها أو المؤمنين عمومًا، تناول فيها المشاركون هذه الأزمة العصيبة التي تمسّ كلّ اللبنانيّين وكيفيّة معالجتها، وذلك عبر حوار بنّاء وصريح وضروريّ بين الحاضرين الذين مثّلوا كافّة المشارب السياسيّة والمدنيّة الحاضرة في مجتمعنا. ولقد أبدى المطران سلوان فرحه بمقدار الوعي والمشاركة والمحبّة التي ميّزت كافّة الشرائح العمريّة التي التقاها، الأمر الذي يساعد على رأب أيّ شرخ حاصل على مستوى العائلة الواحدة أو الرعيّة الواحدة أو الكنيسة الواحدة أو الوطن الواحد.

في هذا المجال، لا بدّ لنا من التذكير بالبيان الذي صدر سابقًا عن دار المطرانيّة والذي عبّر عن هذه الهواجس، وممّا جاء فيه: «... إنّ راعي الأبرشيّة، بتواصله المستمرّ مع الآباء الكهنة وبافتقاده المتواتر لكنائس الأبرشيّة ولقائه أبناء رعاياها، يرفع الصلاة معهم ويطلب إلى الله من أجل السلام في لبنان وقلوب اللبنانيّين وخلاصهم، ويعمل معهم في هذا السبيل بقلب واحد وإرادة واحدة، خدمةً للوطن الحبيب وأبنائه، والتزامًا بكلمة الإنجيل ومتطلّباتها من رعاية وتعزية وافتقاد وحقّ وعدل وسلام ومحبّة ووفاق، وامتنانًا وتقديرًا لوديعة هذا الوطن المقدّسة وصونًا لها وذودًا عنها من أجل الخير العام وصالح كلّ فرد من أفراد هذا الوطن المبارك».

نبقى جميعنا مشدودين إلى توفير معالجة صحيحة ودائمة لأوجاع المواطنين وآلامهم وضيقهم، ومتكاتفين مع أبناء هذا البلد في تطلّعاتنا لغدٍ أفضل من حيث تصويب الأداء في الحكم وضمان حسن ممارسة المسؤوليّة والخدمة الوطنيّة، غدٍ يجمعنا ونبنيه معًا منذ اليوم بالتفاهم والوئام والتعاون والتخطيط والتنفيذ، غدٍ يتجلّى فيه العدل والحقّ والمحاسبة المسؤولة، غدٍ نفتخر فيه بنهوض الدولة وكافّة مؤسّساتها من عجزها الحاليّ، وذلك في جوّ من الحوار البنّاء والسلام والحريّة والمساواة والالتزام الوطنيّ الصادق.

 

صلاة من أجل لبنان في الرعايا

ترأس راعي الأبرشيّة صلوات البراكليسي من أجل لبنان في عدد من كنائس الأبرشية بين السبت ٢٦ تشرين الأوّل والأحد ٣ تشرين الثاني: بصاليم، الذوق، بطشيه، عاريا، المنصورية، فرن الشباك، بسكنتا، الشوير، بلونة. وقد خصّص بعض هذه الصلوات لفرق الثانويّين والجامعيّين والعاملين في منطقة المتن، ثم منطقة كسروان وجبيل وأخيًرا في منطقة بعبدا وعاليه. أمّا بعضها الآخر فقد كانت مفتوحة للرعايا المجاورة للكنيسة.

خصّص سيادته العظة لتفسير النص الإنجيلي اليومي على خلفيّة الوضع الحاليّ القائم في لبنان، ثمّ كان يدير حوارًا مع الحاضرين في قاعة الكنيسة تناول الأزمة الحالية. تميّز الحوار بالتفاعل الصريح، والإصغاء إلى الآراء المعروضة، مع تفنيدها وتقويمها. وقد سعى الحاضرون أن يميّزوا بين القمح والزؤان في ما يقال ويحصل، بين ما يُرى وما لا يُرى من الأحداث. وحاولوا تكوين تطلّع واقعيّ لكيفيّة التعاطي الوطنيّ والسياسيّ والاجتماعيّ والكنسيّ مع الوضع القائم. ولقد أغنت مساهمة الجميع محاور الحوار وأبرزت الحاجات والتطلّعات، ومقدار النضج والوعي والمحبة في التعاطي معها، كما والقبول بمقاربة بنّاءة للطروحات.

Last Updated on Monday, 04 November 2019 02:30