ocaml1.gif
العدد ٥١: الآتي إلينا والآتي منّا Print
Written by Administrator   
Sunday, 22 December 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٢ كانون الأوّل  ٢٠١٩ العدد ٥١ 

الأحد قبل عيد الميلاد

أحد النسبة

logo raiat web

كلمة الراعي

الآتي إلينا والآتي منّا

5119 في خضمّ تهيئتنا لعيد الميلاد، ننحني أمام ما أنبأ به الكشف الإلهيّ على هذا النحو: «الربّ قد ملك والجمال لبس» (مزمور ٩٢: ١). في هذه الآية، يقول مفسّرون إنّها تنطبق على ابن الله في تجسّده. فالجمال الذي لبسه هو طبيعتنا البشريّة، وجعل ملكه مدموغًا بتوحيد الطبيعتَين البشريّة والإلهيّة في شخصه. كم أنّ تواضع يسوع ومحبّته عظيمان ولا يُسبر غورهما! فالإله الذي يملك إلى الدهور لا يريد أن يملك من دوننا. والإله الذي هو فائق الحسن والجمال اتّشح بطبيعتنا ويفتخر بنا! كيف ألهم الروحُ مرنّمَ المزامير حتّى يحدّثنا عن هذا الإكرام الإلهيّ العظيم والأبديّ لكلّ مخلوق على صورته؟

هاكم طريقة أخرى للتعبير عن هذا الكشف ذاته نعثر عليها في كتاب ميلاد يسوع المسيح ولائحة الأسماء الطويلة (متّى ١: ١-١٧). هذه تشكّل لائحة نسب يسوع بحسب الجسد. إنّها الطريقة التي بها ينسب الإنجيلُ يسوعَ إلينا من أجل أن ينسبنا يسوعُ إليه. المفارقة أنّ هذا النسب يعكس تاريخًا بشريًّا حافلًا بما لا يليق بالإنسان المخلوق على صورة الله. يتبنّى الربّ، عبر هذا النسب، واقعنا الساقط من دون أن يستحي بخطيئتنا وخطايانا، إذ تحدوه الرغبة إلى أن يوشّحنا بالجمال الذي له. وإن كانت نسبة يسوع في هذا الإنجيل تخضع لقواعد التعريف الإنسانيّة والكتابيّة أيضًا، لكنّنا ندرك تمام الإدراك أنّ مفاعيل التجسّد لا تنحصر في هذه الأسماء. فكلّ أسماء البشر عزيزة على قلب الله، ونسبته إلى بعضها لا تعدو سوى تمهيد لنسبته إلينا كلّنا.

يشير الإنجيل إلى منعطف كبير في التاريخ البشريّ جعل الجمال الإلهيّ يتّحد بالجمال البشريّ إلى غير رجعة، وجعل مُلك الله الأبديّ حاضرًا في واقعنا البشريّ. إنّها العذراء مريم. هاكم المدخل إلى هذا السرّ: «أمّا ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لـمّا كانت مريم أمّه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس» (متّى ١: ١٨). سرّ الحبل هذا أوضحه الملاك ليوسف، فالذي «حُبل به فيها هو من الروح القدس»، وأخبره بهويّته: «وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم»، مسنِدًا قوله إلى النبوءة: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعون اسمه عمّانوئيل (الذي تفسيره: الله معنا)» (متّى ١: ٢٠-٢٣).

وإن اصطفى اللهُ مريمَ على هذا النحو، كان من الضروريّ أن يستتبعه قبول امرئ، باسمنا، بهذا الحدث الجلل. قبولنا بهذا السرّ تحقّق بيوسف: «فلمّا استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الربّ وأخذ امرأته» (متّى ١: ٢٤). وأقرن قبوله بتصرّف منه يليق بالسرّ. فهو تجاوز مخاوفه وأعرض عن ترتيباته بتخلية العذراء سرًّا، فقبل كلمة الله على فم الملاك وأخذ العذراء. أمّا جمال نفسه فتجلّى في عفّته وطهارته، من جهة، وطاعته ونكرانه ذاته، من جهة أخرى: «ولم يعرفْها حتّى ولدتْ ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع» (متّى ١: ٢٥). فإن أتينا إلى الله بشخص مريم، فإنّنا ندنو من هذا السرّ ونخدمه بواسطة يوسف واستعداده.

منذ ذلك الحين، ينتصب أمامنا مثال العذراء وأمومتها، وبرارة يوسف وعفّته وطهارته. مثالهما وجمالهما المختلف الواحد عن الآخر يختمان قول المزمور السابق، وبهما نتجاوز حدود طبيعتنا وشكوكنا ومخاوفنا، ونلتصق بإيمان بكلمة الله الصائرة إلينا. أَليس في هذا التجاوز الدائم والالتصاق الصادق يكمن مصير إيماننا بميلاد الربّ وفرح احتفالنا بالعيد؟ عسانا نتجاوز في العيد التصاقنا بمخاوفنا أيًّا كانت، وعجزنا إزاء شجوننا اليوميّة مهما كبرت واستعصت. ليتنا نجد ساعتها عند مذود المخلّص راحة النفس وسلامها وقوّتها على الانطلاق، بالنعمة عينها التي ظلّلت العذراء وخاطبت يوسف، في ورشة اقتناء جمال النفس المنشود فيملك فينا الربّ كلّ يوم إلى الدهر.

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١١: ٩-١٠، ٣٢-٤٠

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنّه انتظر المدينة ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها. وماذا أقول أيضًا؟ إنّه يضيق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسـدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة فضلى، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا المواعد، لأنّ الله سبـق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لا يَكمُلوا بدوننا.

 

الإنجيل: متّى ١: ١-٢٥

كتاب ميلاد يسوع المسيـح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عـمـيناداب وعـمـيـناداب ولد نحشون ونـحشون ولد سلمون وسلمون ولد بوعـز من راحاب وبوعز ولد عـوبيد من راعوث وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولـد رحبعام ورحبعام ولد أبيّا وأبيّا ولد آسا وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعُزّيّا ولد يوتام ويوتام ولـد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولد ألِعازار وألِعازر ولد متّان ومتّان ولد يعقـوب ويعقـوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكلّ الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلًا، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلًا، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلًا. أمّا مولد يسوع المـسيح فكان هكذا: لـمّا خُطبت مريم أُمّه ليوسف، وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقًا ولم يُرِد أن يُشْهِرها، همّ بتخليتها سرًّا. وفيما هو مفتكر في ذلك إذا بملاك الربّ ظهر له في الحُلم قائلًا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإنّ المولود فيها إنّما هو من الروح القدس. وستـلد ابنًا فتسمّيه يســوع، فإنّه هو يخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كلّه ليتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا). فلمّا نهض يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الربّ، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتّى وَلدت ابنها البكر وسمّاه يسوع.

 

«المسيح يولد فمجّدوه»

عندما نتكلّم على الليتورجيا فإنّنا نفهم عادةً نصوصًا ورتبًا معيّنة تتعلّق بطقوس الكنيسة. ولكنّنا في معظم الأحيان لا نسبر غور الخدم والأسباب المتعلّقة بنشأة هذه الطقوس والأهداف من وضعها. في الواقع، الكنيسة عبر الليتورجيا أرادت تفسير عمل الربّ الخلاصيّ وسكبه بلغة شعريّة تعليميّة. بكلامٍ آخر، الليتورجيا ليست سوى إعادة صياغة الكتاب المقدّس بقالب طقسيّ صلاتيّ. من هنا نفهم لماذا لكلّ فترةٍ زمنيّة طقسيّة تركيبة ليتورجيّة معيّنة تساعد المؤمنين على ولوج العيد المقبل بشكلٍ أعمق. والأعياد السيّديّة (أي أعياد السيّد المسيح) هي أعياد قائمة لنعيشها في كلّ وقت ولا تنحصر في فترة معيّنة، كما أنّ الكتاب المقدّس لا يقرأ في فترة معيّنة فقط بل على الدوام. فعندما تعيّد الفصح مثلاً، يجب ألاّ ينتهي الفصح فيك بعد عيد وداع العيد، بل تعلّم الكنيسة بأن تعيشَ القيامةَ في حياتك دومًا، ولكن فقط الترتيب الليتورجيّ الآن يختلف بعد وداع الفصح. وفي هذه الفترة الميلاديّة، على سبيل المثال، تبدأ الكنيسة بترنيم «المسيح وُلد فمجّدوه، المسيح أتى من السموات فاستقبلوه» قبل نحو شهر من الميلاد. كيف تقول المسيح ولد ونحن نعيّد بعد شهرٍ لميلاد الربّ؟  فهل هناك خللٌ ما في روزنامة الكنيسة؟ 

في الواقع تؤكّد هذه الترتيلة قصد الكنيسة من أنّ العيد قائمٌ دومًا، ولكن للأسف الترجمة العربيّة لم تُصب الهدفَ المرجو. فالمعرّب نقل χριστός γεννάται باليونانيّة إلى «المسيح وُلد» بدلًا من «المسيح يولد». باليونانيّة يدلُّ الفعل على استمراريّة وليس على حدثٍ تمّ في الماضي، وذلك ليعكس أنّ العيد، وكلّ عيدٍ، هو ديمومة وليس حدثًا تمّ مرّةً واحدةً في الماضي. وحتّى عبارة «المسيح أتى من السموات» غير موفّقة. ففي اليونانيّة لا وجود لفعل أتى، بل فقط «المسيح من السموات فاستقبلوه» (Χριστός εξ ουρανών απαντήσατε). وكلمة εξ (من) باليونانيّة تحتوي في طيّاتها المكانَ والهويّةَ والمصدرَ والخصائص. فالمقصود: استقبلوا هذا الذي من السموات أو السماويّ. واستعمال الفعل «أتى» للأسف يتضمّن الماضي، في حين أنّ المقصود هو أنّ هذا «السماويّ» دومًا حاضرٌ.

وعندما نبدأ بترتيل «المسيح يولد فمجّدوه» في صلاة السحريّة، نرتّل في القدّاس الإلهيّ القنداق «اليوم العذراء تأتي إلى المغارة». فلو كان المقصود «وُلد»، كما تُرتّل، لما استطعنا أن نقول «اليوم العذراء تأتي». فكلمة «اليوم» المستعملة في كثيرٍ من التراتيل، مثل «اليوم يولد من البتول»، أو «اليوم العذراء تأتي إلى المغارة»، أو «إقبلني اليوم»، أو «اليوم يوم القيامة»…، تعني استحضارًا دائمًا للحدث الخلاصيّ. الأعياد الكنسيّة ليست مثل أعياد الناس. العيد في الكنيسة هو استحضارٌ للحدث وليس استذكارًا. 

لذا فلنصْغ بتمعنٍ في هذه الفترة إلى صلوات الكنيسة، حتّى نغوص في الأعماق الروحيّة واللاهوتيّة المقصودة، لنحيا ميلاد الربّ كلّ يومٍ.

 

راعي الأبرشيّة حول مجالس رعايانا (٦)

المثلّث الرعويّ الجامع

الرعيّة وحدة متماسكة، خليّة في جسد المسيح الواحد، تجتمع حول الكأس المقدّسة وترتشف من الكلمة الإلهيّة. يرعاها كاهن هو، بحكم كهنوته، أب لها وخادم لأبنائها بإحيائه الأسرار المقدّسة وبواسطة الصلاة والكلمة. بحكم انتدابه، هو ممثّل لراعي الأبرشيّة فيها، والعضو الثابت في مجلس الرعيّة طيلة فترة انتدابه لخدمتها. وبحكم رعايته، يعرف أبناءَ الرعيّة وحاجاتها وطاقاتها ومواردها، الأمر الذي يضعه في موقع مميّز في خدمتها بالتعاون مع أبنائها وأعضاء مجلس الرعيّة.

إذا كان الكاهن هو الضلع الأوّل في مثلّث الرعاية، فإنّ أعضاء مجلس الرعيّة هم الضلع الثاني فيه، بينما أبناء الرعيّة هم الضلع الثالث. أضلاع الرعاية الثلاثة تجمعهم المحبّة التي أوصانا المسيح بأن نعيش بمقتضاها: «وصيّة جديدة أنا أعطيكم: أن تحبّوا بعضكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا» (يوحنّا ١٣، ٣٤). 

شدّ أواصر هذه الأضلاع هو عمل الروح القدس وما نقدّمه من صلاة وخدمة في هذا السبيل، انطلاقًا من الروحيّة التي سبق أن عرضنا لها بشفافيّة ووضوح وصدق النيّة من أجل خير العمل والخدمة وحياتنا المشتركة. من هنا، بتنا نعي أنّ الأهداف الأولى للعمل في مجلس الرعيّة هي نموّنا كجماعة في المسيح، تجمعنا الكأس الواحدة والتي نترجمها خدمة محبّة ومصالحة وتعاون في سبيل بناء هذه الرعيّة-الجماعة ونموّها. هذا يعني أن نحيّد مجلس الرعيّة بشكل جازم عن التجاذبات أيًّا كان نوعها (سياسيّة، طائفيّة، مناطقيّة، عائليّة، ...)، بحيث لا يكون المجلس الجديد ساحة تجاذب ولا يتحوّل طرفًا في خضمّ المعادلات القائمة على الأرض، خصوصًا في ظلّ الوضع المتأزّم اليوم في لبنان.

هل لي أن أتطلّع إلى مجلس رعيّة يكون واحة سلام وخليّة نشاط ووحدة في الروح، وعزيمة صالحة في خدمة المحبّة التي نحن قائمون فيها ومدعوّون إليها دومًا، وذلك في وسط مناخ متلبّد؟ خبرة هذه الأبرشيّة في العقود الأخيرة أثبتت أنّ أبناءها جديرون بالثقة في مواجهة الصعاب الكبرى والصغرى على السواء. فبعد اتّكالي على الله، أتّكل على كلّ واحد، إكليروسًا ومؤمنين، في أن نجدّ معًا في هذا الاتّجاه، بإيمان ورجاء، بانفتاح وحكمة، باستيعاب وتمييز.

وطالما أنّ المرحلة الحاضرة تقتضي بأن نكون على مستوى الجهوزيّة الكافية لمواجهة الواقع اللبنانيّ الصعب (والذي يزداد صعوبة) وانعكاسه على واقعنا الكنسيّ والرعويّ والاجتماعيّ، كان لا بدّ من التذكير بأنّ العمل في مجلس الرعيّة يحتاج إلى سواعد فاعلة ونفوس مستعدّة للخدمة دائمًا، تتنوّع فيه المواهب والاختصاصات والخبرات (في المجالات الكنسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة) التي يمكنها أن ترفد حياة الرعيّة وخدمتها بما يساعد نموّها. فليست عضويّة مجلس الرعيّة تمثيليّة شرفيّة ولا تخضع للمحاصصة بين الفئات المكوّنة للنسيج الاجتماعيّ والكنسيّ الذي نعيش فيه. حريّ بهذه الأهداف والملاحظات أن تضيء عمليّة اختيار الأعضاء لمجلس رعيّة جديد، سيّما وأنّ القسم الأكبر من المجالس القائمة اليوم لها سنوات طويلة جدًّا في الخدمة.

من هنا أذكّر بضرورة أن يضمّ المجلس عناصر ملتزمة، وأن يضمّ عنصر الشباب إلى جانب سيّدات من الرعيّة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتاج الرعيّة إلى أن نشرك عنصر الشباب لكي يحسّوا بأنّهم معنيّون بحياة الرعيّة وبشهادتها في بيئتها الاجتماعيّة والكنسيّة، ويؤمّنوا بذلك الاستمراريّة الضروريّة للخدمة القائمة والمتراكمة من الأجيال السابقة. ولا تخفى على أحد الحاجة إلى العمل الاجتماعيّ، وهو ما أثبتت التجربة حسن دور السيّدات في تفعيله.

هذا أكتبه بمحبّة وفرح، تقديرًا لأتعاب جميع أبناء الأبرشيّة الذي خدموا رعيّتهم ويخدمونها وتسطيرًا للعلاقة النامية التي تجمعنا. وأقصد بذلك ليس فقط العلاقة الروحيّة والإداريّة، بل علاقة الالتزام والمصير الذي يجمعنا، بحيث يمكننا مقاربة شجوننا بروح المحبّة والتعاون التي وهبنا المسيح أن نعيشها في الكنيسة. هذا ويبقى المثال الأقرب لعيش هذه العلاقة، هو تلك التي تجمع الكاهن ورعيّته، والكاهن وأعضاء مجلس الرعيّة.

Last Updated on Monday, 16 December 2019 23:56