Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2020 العدد ٨: خبرة الدرجات الثلاث في سلّم التعاضد
العدد ٨: خبرة الدرجات الثلاث في سلّم التعاضد Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 23 February 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ٢٣ شباط ٢٠٢٠  العدد ٨ 

أحد مرفع اللحم - الدينونة

القدّيس بوليكربوس أسقف إزمير

كلمة الراعي

خبرة الدرجات الثلاث في سلّم التعاضد

0820جمال الإنسان في المحبّة التي يسكبها من دون أن يراقب ما يفعل، لا سيّما حينما تنفتح عيناه على الآخرين ويعي حاجاتهم على أنواعها ولا يوفّر جهدًا، صغيرًا كان أم كبيرًا، ليقدّم ما أوتي في سبيل بلسمة هذه النفوس وتغطية حاجة لديهم. هذا يفعله المرء عندما يخرج من ذاته ولا يبقى مرتبكًا بحاجاته. شعوره وتحسّسه بآلام الآخرين ومعاناتهم يدفعانه إلى التخفيف من وطأتها عليهم. هذا هو معنى إنجيل الدينونة الذي نقرأه على مشارف الصوم الكبير. فيه يلفتنا الربّ إلى درجة إلتفاتتنا إلى الآخرين وكيفيّة وضع مواهبنا ومواردنا ومقدّراتنا في سبيل إنقاذ أو مساعدة أو عضد مَن تعترض حياتهم سبيلنا.

من اللافت كيف أنّ الأزمات والضيقات تفتح مدارك الإنسان على أفق يتجاوز حاجاته الشخصيّة وكيفيّة بلورة إدراك ووعي جديدَين لحياتنا بارتباطها بحياة الآخرين. المسائل التي يطرحها علينا إنجيل الدينونة عن حاجة الجائع إلى الطعام، والعطشان إلى الشرب، والمريض والسجين إلى الافتقاد، هي نماذج لا تختصر الواقع الإنسانيّ كلّه من حيث معاناته وآلامه وحاجات الإنسان هنا وثمّة.

المخاض الذي نعيشه في لبنان ساعدنا في الكنيسة على فهم أكبر لهذا الإنجيل. كانت حاجتنا الأولى أن نفتح قنوات الصلاة والتأمّل في الكلمة الإلهيّة والإطلال عبرها على واقع الأحداث في لبنان. شهدتُ في كنائس الأبرشيّة كيف تمكّن الشباب والعائلات والكهنة من أن يعبّروا عن رأيهم ومواقفهم من الأحداث القائمة من دون أن ترتفع نبرة أصواتهم على بعضهم البعض أو أن يقاطع الواحد الآخر أو أن ينفعل على سجيّته، الأمر الذي طالما يميّزنا في طريقة التعاطي مع مثل هذه المواضيع الساخنة وينغّص سلام أفراد العائلة الواحدة، والمؤسّسة والواحدة والفرقة الواحدة والرعيّة الواحدة. هذه كانت درجة أولى صعدوها معًا، وأقصد الذين شاركوا في حلقات الصلاة والحوار هذه. عَبَروا امتحان الالتفاتة الصحيحة الواحد نحو الآخر، مع ما يعني ذلك من إصغاء وتعقّل وضبط للنفس ورحابة صدر. هذا حصل في مناخ عامّ في لبنان تلوّن بالغليان والانفعال والقلق والتحسّب للأسوأ.

الدرجة الثانية كانت امتحان التعاضد والتعاون بين مَن يحملون آراء مختلفة وحتّى متناقضة. فكانت «خطّة السامريّ الصالح» الامتحان الذي اجتازه أبناء الأبرشيّة خلال صوم الميلاد الفائت، حينما التفتوا إلى حاجات الآخرين بعناية. سابقًا كانت المساعدات تأتي بفضل أنشطة ريعيّة تقوم بها الرعايا من أجل تكوين صندوق يمكن صرف محتواه لشراء الحاجيات المطلوبة وتوزيعها على العائلات. لقد فاق تجاوب المؤمنين اليوم ما قاموا به في صوم الميلاد للعام ٢٠١٨. لا بل قاموا بخطوة جديدة وهي مساعدة الرعايا الواحدة للأخرى، لا سيّما تلك التي تحمل على منكبَيها أثقالًا أكثر من سواها. لقد أظهروا درجة تعاضد وتعاون كبيرة. وقمنا بحملة للدعم المدرسيّ من ضمن هذه الخطّة تجاوب معها المؤمنون، بحيث كان مجمل حصيلة ما جُمع يقارب ما جُمع في فترة الصوم الكبير من العام الفائت.

في اتّجاه التعاضد هذا ومناخ السلام والوحدة الذي يعكسه، لمستُ عند شبيبتنا كلامًا عن تحسّس جديد لواقعهم وواقع أترابهم وواقع الوطن عمومًا ليس مألوفًا بالمقابلة مع ظروف صعبة عصفت بلبنان سابقًا. «تعلّمنا أن ننتبه أكثر إلى حاجات مَن هم أكثر حرمانًا وعوزًا منّا»؛ «أريد أن أبقى أنا ورفيقاتي في لبنان لنعمل هنا ويكون لنا ولغيرنا فرصة عمل فيه»؛ «علينا أن ننتبه إلى الفتنة بيننا وإلى تلك التي تأتي من الخارج علينا».

إنّ درجات الوعي التي صعدها العديد من أصحاب هذه الشهادات ودرجات الالتزام التي رافقتها جعلت من عطيّة كلّ منهم محطّة رجاء واعد يساعدنا على إعطاء إنجيل الدينونة بُعدًا معاصرًا وآنيًّا ما كنتُ لأدركه لولاهم وبفضلهم. هل برأيكم يمكن للمسيح أن يقول لهؤلاء، إن ثابروا في مسعاهم حتّى النهاية، يوم الدينونة: «تعالوا إليّ يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم، لأنّكم ...» (متّى ٢٥: ٣٤)، كما فعل مع الخراف عن اليمين؟ هلّا أولينا علامات الرجاء هذه بيننا عنايتنا واهتمامنا وانتباهنا، ومضينا بها قدمًا تحقيقًا لمتطلّبات الإنجيل، أي متطلّبات المحبّة التي توصي بأن «أحببْ قريبك كنفسك» (متّى ٢٢: ٣٩)؟ هيّا بنا إذًا ننجح في امتحاننا الثالث: أن نشدّد أواصر التعاضد بيننا فنكوّن شبكة تعاضد تقينا الاستسلام والعوز والوحدة، فنمدّ دعوة الإنجيل إلى مجالات حياتنا، لا سيّما في الشدائد الكبرى، من دون خجل أو تردّد!

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٨: ٨-١٣، ٩: ١-٢

يا إخوة إنّ الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا ألّا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعفاء، لأنّه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متّكئًا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه وهو ضعيفٌ على أكل ذبائح الأوثان، فيَهلك بسبب علْمك الأخُ الضعيف الذي مات المسيحُ لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيفة إنّما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحمًا إلى الأبد لئلّا أُشكّك أخي. ألستُ أنا رسولًا؟ ألستُ أنا حرًّا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولًا إلى آخرين فإنّي رسول إليكم، لأنّ خاتم رسالتي هو أنتم في الربّ.

 

الإنجيل: متّى ٢٥: ٣١-٤٦

قال الربّ: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكة القدّيسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع إليه كلّ الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا المُلْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأنّي جُعـتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني وكنتُ غريبًا فآويتموني وعريانًا فكسوتموني ومريضًا فعُدتموني ومحبوسًا فأَتيتم إليّ. حينئذ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا فأطعمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبًا فآويناك أو عريانًا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيب الملك ويقول لهم: الحقّ أقول لكم بما أنّكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه. حينئذ يقول أيضًا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبديّة المُعدّة لإبليس وملائكته، لأنّي جعتُ فلم تُطعموني وعطشتُ فلم تسقوني وكنتُ غريبًا فلم تأووني وعريانًا فلم تكسوني ومريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم أيضًا قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا أو عطشانَ أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلًا: الحقّ أقول لكم بما أنّكم لم تفعلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون إلى الحياة الأبديّة.

 

طوبيّا - الرجاء في الشدائد

يقدّم لنا سفر طوبيّا (الذي يُعتبر من الأسفار القانونية الثانية في العهد القديم) صورة مشرقة عن الرجاء والثقة بالله في زمن التجربة. يخبرنا السفر عن رجل اسمه طوبيّا (كلمة عبريّة معناها «الله طيّب»)، ينتمي إلى سبط نفتالي من الأسباط العشرة التي كانت تشكّل مملكة الشمال، التي هي مملكة إسرائيل، والتي سباها شلمنصّر ملك آشور السنة ٧٢٥ ق.م. في أيّام ملكها هوشع. وسكن طوبيّا  بعد السبي في مدينة نينوى مع حنّة امرأته وابنه الذي كان يحمل اسم أبيه «طوبيّا»، والمرجّح أنّه كاتب السفر.

طوبيّا منذ فتوّته، كان أمينًا لشريعة الله، متمسّكًا بإيمانه، لم يسلك في عبادة الآلهة الوثنيّة التي أدخلها ملوك إسرائيل. كان يذهب إلى أورشليم إلى هيكل الربّ وهناك كان يسجد للربّ إله إسرائيل ويوفي جميع بواكيره وأعشاره (طوبيّا ١: ٦). هذه كانت المحنة الأولى والأخطر، من سلسلة محن مرّ بها طوبيّا، والتي يمرّ بها كلّ إنسان مؤمن، الذي رغم الأوضاع والظروف المحيطة، والدافعة إلى الخطيئة، يبقى أمينًا لوصايا الله، ويعرف أنّه رغم كلّ المغريات، يبقى الله كنزه الوحيد. حتّى ولو سقطت الجماعة كلّها في الشرك بين الله وآلهة غريبة يبقى هو على محبّته الأولى لإلهه.

المحنة الثانية لطوبيّا هي السبي والعيش في أرض غريبة، حيث سيكون امتحان إيمانه. الله أعطى لطوبيّا نعمة أن يكون لديه امتيازات عند شلمنصّر الملك، الذي أعطاه الحرّيّة في أن يذهب حيث يشاء في أنحاء المملكة. واستخدم طوبيّا هذه الحظوة على صعيدين روحيّ ومادّيّ. روحيًّا أصبح طوبيّا مبشّرًا لإخوته اليهود، الذين تحت وطأة السبي والجوع أكلوا من طعام الأمم، يحثّهم على التمسّك بشرائع آبائهم، ويثبّتهم في الإيمان، وينصحهم بعدم الاختلاط بعادات الأمم وخطاياهم. «فكان يطوف على كلّ من كان في الجلاء ويرشدهم بنصائح الخلاص (طوبيّا ١ :١٥). اعتبر نفسه مسؤولًا عن توبتهم وعن غيّهم. وهذه أعظم مسؤوليّة للإنسان أن يرّد نفوس الخطأة إلى التوبة. «فليعلم أنّ من ردّ خاطئا عن ضلال طريقه، يخلّص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا» (يعقوب ٥: ٢٠).

على الصعيد المادّيّ. بعد موت شلمنصّر أصبح سنحاريب ملكًا وفشل في سبي المملكة الجنوبيّة، مملكة يهوذا، فانتقم من اليهود المَسْبيين واضطهدهم وقتلهم وشرّدهم. وهنا انطلق طوبيّا في ترجمة إيمانه عبر ممارسة أعمال الرحمة. وما كانت محبَّته بالكلام أو باللسان وحسب، بل بالعمل والحقّ (١يوحنّا ٣: ١٨). فكان يترجم محبَّته لإخوته بمساعدة كلّ واحد من أمواله قدر وسعه، فيطعم الجياع ويكسو العراة. قلب طوبيّا كان ملتهبًا بمحبّة الله والآخرين. وهذا كان دافعًا لأن يعرِّض حياته للخطر عندما كان يقوم بدفن الموتى، كيلا تبقى جثثهم ملقاة على الطرقات، لكون عمليّة دفن الموتى كانت تُعتبر جريمة كبيرة. وكان طوبيّا يطوف كلّ يوم على جميع عشيرته ويعزّيهم ويؤاسي كلّ واحد من أمواله على قدر وسعه. فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة» (طوبيّا ١: ١٩-٢٠). ومخاطرة طوبيّا بدفنه الموتى كانت سببًا لملاحقة الملك له، وخسارة أمواله.

المحنة الثالثة، كانت عندما أُصيب طوبيّا بالعمى بعد عودته من دفن أحد الموتى، «فوقع ذرق من عشّ خطّاف في عينيه وهو سخن فعمي» (طوبيّا ٢ :١١). وهذا ما سبّب له سخرية أقاربه، الذين عيّروه بغيرته ومحبّته، وماذا جنى منهما؟. «أين رجاؤك الذي لأجله كنت تبذل الصدقات وتدفن الموتى» (طوبيّا ٢: ١٦). والمؤلم أكثر لوم امرأته له، وقولها له ماذا نفعته أمانته، وصدقاته، ومخاطرته بحياته؟ كلّ هذه سبّبت ما وصل إليه. وبماذا كافأه الله؟ وهنا أصبح طوبيّا نظير أيّوب، من جهة تعييرات أقاربه وزوجته، لكنّه ظهر مثالًا في الصبر، والرجاء، والثبات في الإيمان والحزم، والثقة بالله وبمعونته فهو الوحيد القادر على أن ينجيّه من التجربة. كان واثقًا بأنّ الله سيجعل مع التجربة المنفذ المناسب (١كورنثوس ١٠: ١٢). لجأ إلى الله يرفع صلاة من القلب مليئة بالشكر، والتسبيح، والتسليم لمشيئة الله وحكمته، وأنّ التجارب التي حلّت عليه والسبي الذي تعرّض له مع شعبه هي بسبب خطاياهم وتركهم وصايا الله « لأنّا لم نطع أوامرك فلأجل ذلك أُسلمنا إلى النهب والجلاء والموت» (طوبيّا ٢ : ٤).

أظهر طوبيّا في زمن الشدّة أنّه طيب الله بين أبناء شعبه. هكذا في وسط الشدائد، تسعى الجماعة إلى أن تتآزر وتبقى على إيمانها، وتحافظ على صِلتها بالله وبالآخرين بوقوف الأقوياء إلى جانب الضعفاء روحيًّا، مادّيًّا، ومعنويًّا، عبر الإحسان، وأعمال الرحمة، والصلاة والتسليم بأنّ الله هو الذي يرفع الضيق بعنايته ومحبّته، والوحيد الذي يعطينا سلامًا لا يقدر هذا العالم على أن يعطيه.

 

القدّيس بوليكربوس أسقف إزمير

قيل إنّه من أصل فارسيّ، أتى به أحد التجّار صبيًّا إلى إزمير في جنوب تركيا وباعه الى سيّدة نبيلة ربّته كابنها في الإيمان المسيحيّ، ومعرفة الكتاب المقدّس وممارسة التقوى والاهتمام بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة والمسنّين. رسمه أسقف المدينة شمّاسًا. صار بوليكاربوس أسقفًا خلفًا له بين ١١٣ و١١٧ وخدم كنيسة إزمير نحو خمسين سنة.

نعرف من القدّيس إيريناوس أسقف ليون (فرنسا) الذي كان تلميذًا لبوليكاربوس، أنّ هذا الأخير تتلمذ على القدّيس يوحنّا الإنجيليّ، الذي استقرّ حسب التقليد في أفسس بعد خروجه من المنفى في جزيرة باطمس. في أواسط القرن الثاني اختار أساقفة آسيا بوليكاربوس ممثّلًا لهم وانتدبوه إلى روما ليجري محادثات مع البابا هناك حول بعض مواضيع الخلاف، ومنها تاريخ تعييد الفصح.

استقبل بوليكاربوس في إزمير القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ الذي كان في طريقه إلى العذاب والاستشهاد فريسة للوحوش في رومية. كتب له إغناطيوس رسالة شهيرة قال فيها: «لتكن معموديّتك ترسًا لك وإيمانك خوذة ومحبّتك رمحًا وصبرك درعًا لك». لمّا أمر الأمبراطور الرومانيّ الفيلسوف ماركوس أوريليوس باضطهاد المسيحيّين، كان بوليكربوس شيخًا مسنًّا لكنّه قاوم القنصل الذي استجوبه ومات حرقًا. تعيّد له الكنيسة اليوم في ٢٣ شباط.

 

بشامون

الأحد ٩ شباط ٢٠٢٠، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ إلياس في بشامون. شرح في العظة مثل الفرّيسيّ والعشّار على خلفيّة تنبيه يسوع ألّا يحتقر الواحد الآخر، وضرورة الانتباه إلى ثمار صلاتنا على الأساس الذي وضعه المسيح: من وضع نفسه ارتفع، ومن رفع نفسه اتّضع. واتّخذ من مكانة بشامون في تاريخ الاستقلال وتضامن اللبنانيّين حينذاك ذودًا عن الاستقلال، مناسبة ليخاطب أبناء الأبرشيّة حول شهادتهم في الآونة الأخيرة في الحوار، ومن ثمّ التضامن والتعاضد، بحيث لم يحتقر أحد رأي الآخر ولم يحتقر حاجاته، بل استمَع إليه ولبّى حاجته. وأسّس على ذلك الدعوة إلى أن نحصّن أوضاعنا عبر شبكة تعاضد بيننا.

 

القصيبة

الأحد ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٠، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس-القصيبة. في العظة، انطلق من زكّا العشّار القصير القامة، إلى رغبته في رؤية يسوع، وانتهى إلى التغيير الذي أحدثته فيه زيارة يسوع له في البيت، ليبيّن الأبعاد الثلاثة للتوبة وانسحابها على علاقتنا بذواتنا، بالقريب وبالله، وكيف يمكن للمرء أن يُنشئ ويربّي ويتعاطى مع الآخرين بناء على هذا السعي. في نهاية القدّاس الإلهيّ، أقيمت صلاة التريصاجيون من أجل راحة نفس المتقدّم في الكهنة أثناسيوس سلوم، الذي خدم الرعيّة. ثمّ التقى راعي الأبرشيّة المؤمنين في القاعة، وكان حديث حول ورشة تجديد مجالس الرعايا والمعايير التي تقوم عليها وأهدافها.

Last Updated on Monday, 17 February 2020 20:15
 
Banner