ocaml1.gif
العدد ٣٠: الدعوة الرسوليّة في خدمة فكّ الحصار عن الإنسان Print
Written by Administrator   
Sunday, 26 July 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ٢٦ تمّوز ٢٠٢٠    العدد ٣٠ 

الأحد السابع بعد العنصرة

الشهيد في الكهنة إرمولاوس

البارّة في الشهيدات باراسكيفي

كلمة الراعي

الدعوة الرسوليّة في خدمة
فكّ الحصار عن الإنسان

3020الإنسان محاصر من جهات متعدّدة، داخليّة وخارجيّة. تحاصره الخطيئة، يحاصره ما يرده من الحواسّ، ما تولّده لديه الأفكار، ما يضغطه من أحداث أو ضيقات أو شدائد. ربّ قائل إنّه محاصر لأنّه موجود، إذ يبدو الوجود على الأرض سجنًا كبيرًا للإنسان. أَلم يختبر العالم بأسره شيئًا من هذا القبيل بفعل الحجر الصحّيّ الذي فُرض عليه من أجل درء انتشار جائحة الكورونا؟

يحدّثنا النصّ الإنجيليّ عن «حصار» عاشه أعميان وأخرس. فقدان أحد الحواسّ، كالنظر أو النطق، يشكّل حصارًا يرسم حدودًا للإنسان في الحركة والتعبير، وممارسة الحرّيّة الطبيعيّة التي يعيشها مَن يملكون هذه الحواسّ. لقد فكّ يسوع الحصار عن هؤلاء بشفائهم من علّتهم بمنحه البصر للأعميَين والنطق للأخرس.

في حالة الأوّلَين، أسرعا إليه لـمّا سمعا الجلبة التي أحدثها مرور يسوع والجمع الذي يرافقه أو يزحمه عادة. يدهشنا كيف أنّهما أسرعا إليه وهما فاقدا النظر! كانت الحاجة دليلهما وعكّازهما! تبعاه، صرخا في أثره، نادياه باسم ابن داود، طلبا إليه أن يرحمهما. لكنّ وقت اللقاء به كان في البيت، بعيدًا عن الجلبة وأنظار المتطفّلين. أدخلهما يسوع في خلوة معه. سألهما عن إيمانهما بقدرته، وبعد تأكّده من جوابهما، لمس عينَيهما فاستعادا النظر. أراد يسوع أن يبقيا في خلوة مع نفسهما، ويتمتّعا بعمق هذا اللقاء. لذا طلب منهما ألّا يذيعا خبر شفائهما، ولكن أنّى لهما أن يصمتا! «خرجا وأشاعاه في تلك الأرض كلّها» (متّى ٩: ٣١). فكّ الحصار عنهما، لكنّهما بفعلتهما هذه شدّدا الحصار عليه. فالناس تنبهر بصانع العجائب، وليس بشخصه؛ تنبهر بقدرته وليس بمَن يكون وما هو دافعه. في هذا سوء فهم كبير نحاصر به المسيح ويمنعنا من أن نلتقيه هو في خلوة ونكتشفه على حقيقته ونعاشره على هذا الأساس، وذلك قبل أن نذيع خبره.

في الحالة الثانية، أُحضر الأخرس إلى يسوع. لم يكن الحوار ممكنًا معه لأنّ الشيطان أطبق الحصار عليه وأفقده إمكانيّة النطق. انتهر يسوعُ الشيطانَ فحرّر الأخرس منه فتكلّم هذا الأخير. لا ندري ماذا قال، فالضوء أُلقي على ما هتف به الجمع: «لم يظهر قطّ مثل هذا في إسرائيل» (متّى ٩: ٣٣). إنّه كلام يسلّط الضوء على شخصيّة يسوع وسلطانه. وعليه، لم يتأخّر جواب حارسي الشريعة الفرّيسيّين بتوجيه التهمة إلى يسوع: «برئيس الشياطين يُخرج الشياطين» (متّى ٩: ٣٤). كانت أفضل طريقة لحماية أنفسهم وما يقومون بحراسته، وأفضل هديّة يقدّمونها إلى الشيطان المهزوم قبل برهة. إنّها حملة تضليل وافتراء وكذب جهنّميّة. ظنّوا أنّهم بذلك يحاصرون يسوع إلى الأبد ويلبسونه هويّة كاذبة، على نقيض تلك التي يحملها! أَلا يتكرّر الأمر حتّى يومنا هذا مع يسوع ومع خدّام المسيح الذين يصيبهم من كيل الافتراء والتجنّي من أتراب وإخوة لهم، من دون وجه حقّ؟

حصار بأسماء متعدّدة يطبق على الإنسان، وحصار لاعتبارات أخرى تحاصر يسوع. هذا كلّه لا يثني يسوع عن متابعة كرازته بتلك الوداعة والقوّة اللتَين تفتحان الباب واسعًا أمام استعادة الإنسان حرّيّته، أي الرسوليّة التي أعدّها يسوع لكلّ منّا ودعانا إليها. هكذا يخرج هذا التلميذ إلى رحاب النور، فيرى عمل الله ويذيعه إلى أقاصي الأرض. أَليس هذا ما نلمسه في الإنجيليّ الذي التقاه يسوع عند صندوق الجباية، في ما حفظه لنا في نهاية هذه الحادثة: «كان يسوع يطوف المدن كلّها والقرى يعلّم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب» (متّى ٩: ٣٥)؟

فكَّ يسوعُ الحصار عن الإنسان بدعوته إيّاه إلى الرسوليّة، تلك الرسوليّة التي تتعلّم حمل صليب الخدمة وإكليل الافتراءات على السواء، والتي تحمل أيضًا عاهات الناس وضعفاتهم من دون تذمّر فتشفيها بالمحبّة الإلهيّة والمثابرة في الخدمة والكرازة بالكلمة. هكذا يفكّ رسل عالم اليوم الحصار عن أنفسهم وعن إخوتهم وأترابهم، فلا يدعون لأهوائهم وخطاياهم وعمل الشيطان الكلمة الفصل، بل لنعمة الله الحاضرة في كنيسة المسيح وأعضاء جسده. هلّا دخلنا إذًا في تيّار الغلبة هذا، الذي أُعلن مرّة بيسوع- «ثقوا فإنّي قد غلبتُ العالم» (يوحنّا ١٦: ٣٣)- وما زال رسله يعلنونه جيلًا بعد جيل، ويحرّرون باسمه المخلوق على صورة الله؟

سلوان
مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٥: ١-٧

يا إخوة، يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل وهن الضعفاء ولا نرضي أنفسنا. فليُرضِ كلّ واحد منّا قريبه للخير لأجل البنيان، فإنّ المسيح لم يرضِ نفسه، ولكن كما كُتِب: تعييرات معيّريك وقعَت عليَّ، لأنّ كلّ ما كُتب من قبل إنّما كُتب لتعليمنا ليكون لنا الرجاء بالصبر وبتعزية الكتب. وليُعطكم إله الصبر والتعزية أن تكونوا متّفقي الآراء في ما بينكم بحسب المسيح يسوع، حتّى إنّكم بنفس واحدة وفم واحد تمجّدون الله أبا ربّنا يسوع المسيح. من أجل هذا فليتّخذ بعضكم بعضًا كما اتّخذكم المسيح لمجد الله.

 

الإنجيل: متّى ٩: ٢٧-٣٥

في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتاز، تبعه أعميان يصيحان ويقولان: ارحمنا يا ابن داود. فلمّا دخل البيت دنا إليه الأعميان، فقال لهما يسوع: هل تؤمنان بأني أقدر على أن أفعل ذلك؟ فقالا له: نعم يا ربّ. حينئذ لمس أعينهما قائلاً: كإيمانكما فليكن لكما، فانفتحت أعينهما. فانتهرهما يسوع قائلًا: انظرا، لا يعلم أحد. فلمّا خرجا شهراه في تلك الأرض كلّها. وبعد خروجهما قدّموا إليه أخرس به شيطان. فلمّا أُخرج الشيطان تكلّم الأخرس. فتعجّب الجموع قائلين: لم يظهر قطّ مثل هذا في إسرائيل. أمّا الفرّيسيّون فقالوا: إنّه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. وكان يسوع يطوف المدن كلّها والقرى، يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب.

 

«عائلة الله»

أتت والدة الإله مريم إلى يسوع هي وبعض أقاربه، فسمع الربّ يسوع بأنّ أمّه وإخوته يريدون أن يرَوه، فأجاب يسوع قائلًا: «إنّ أُمّي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله، ويحفظونها». (متّى ١٢: ٤٦-٥٠؛ مرقس ٣: ٣١-٣٥؛ لوقا ٨: ١٩-٢١). هل مشروع الله أن يجعل منّا عائلة أبنائه يشعر فيها كلٌّ منّا بقربه وبأنّه محبوب منه؟ هل مشيئة الله ألّا نكون عائلات منفردة، بل عائلة واحدة متضامنة في الأخوّة، الله أبوها؟ وهل هذا ينفي العلاقة الطبيعيّة في العائلة؟

قول الربّ هذا يُذكّرنا بأنّ أمّه «كانت تحفظ تلك الأمور كلّها في قلبها» (لوقا ٢: ٦٩). بمعنى آخر، بحفظ الكلمة وعيشها نصبح جميعًا عائلة الله. إنّها دعوة إلى القداسة. من يحفظ الكلمة هو من يعيشها بعدم التعلّق المرَضيّ بأمور هذه الحياة الأرضيّة للتركيز على النصيب الصالح (لوقا ١٠: ٤٢)، ألا وهو سماع كلمة الله وعيشها، وعدم التلهّي بأمور الحياة غير الأساسيّة: أطلبوا ملكوت الله وبرّه والباقي يزاد لكم (متّى ٦: ٣٣). لهذا، نجد أنّ والدة الاله مريم هي صورة القداسة الأولى في الكنيسة، فإنّها «آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الربّ» (لوقا ١: ٤٥). هكذا ربّاها أبواها القدّيسان يواكيم وحنّة على حفظ الكلمة وعيشها. عائلة الله ليست بالقربى البشريّة ولكن بالقربى الإلهيّة، بعيش القداسة وممارسة الفضائل. هكذا تكون حياة الإنسان مطوّبة. وهكذا حياة مريم العذراء (لوقا ١١: ٢٨).

من هنا نجد كلام الربّ يسوع: «كلّ من يحفظ كلمة الله ويعمل بها هؤلاء أمّي وإخوتي...»، لا ينفي تثبيت حياة العائلة لإكرام الأب والأمّ ومحبّة الأولاد، بل يوضح هدفًا آخر وأسمى للحياة العائليّة: عيش القداسة كأعضاء في عائلة الله. إنّ الزواج مشروع قداسة بالمسيح يسوع، والأولاد هم مشاريع قدّيسين وقدّيسات! ولا يوجد أيّ أمر في العائلة أهمّ من السعي نحو هذا الهدف الإلهيّ أي القداسة. إذًا، ليس هدف الزواج والعائلة الاكتفاء بإنشاء عائلة وتربية أولاد ونجاح عمل، أو بعاطفة بشريّة مقيّدة، بل بالإيمان بالربّ يسوع. فالواجب الأوّل والهدف هو أن ينشئوا أولادًا ليتهيّأوا ليكونوا أخوة وأخوات في عائلة واحدة، أسمى من رابطة علاقات القربى البيولوجيّة الضيّقة: عائلة الله، التي الله أبوها والكنيسة أمُّها، وأعضاؤها إخوة وأخوات يتعاطون مع بعضهم البعض بمحبّة وتضامن (أنظر متّى ٢٣: ٨-٩، لوقا ٢٦:١٤).

فالأسرة هي المكان الذي يمارس فيه الإنسان ما يُدعى بالفضائل، بالمحبّة، بالغفران، بالتضامن كمدخل لعيشها في العالم. في العائلة نتعلّم أن نفهم لغة بعضنا البعض، وهكذا أيضًا في عائلة الله تجمعنا لغة واحدة هي لغة الإيمان الواحد والليتورجيا والإفخارستيّا، رغم تعدّد ثقافاتنا ولغاتنا المحكيّة، ومستوياتنا الفكريّة والاجتماعيّة، ومن دون أيّ تمييز عرقيّ أو طبقيّ أو مناطقيّ. وفي العائلة تُختبر فضيلة المسامحة والغفران، ويتدرّب المرء على قَبول الآخر، لأنّه كثيرًا ما يختلف الإخوة في العائلة الواحدة. وهكذا نتمرّس علائقيًّا في العائلة على النظر إلى الآخر بتواضع ومحبّة، وعلى حفظ كلمة الله وعيشها.

هذا ما عبّر عنه أيضًا القدّيس بولس الرسول في مجمل رسائله التي وجّهها إلى الجماعات المسيحيّة في الأمبراطوريّة الرومانيّة مستعملًا صورة الحياة العائليّة، مستخدمًا في رسائله عبارات «أخ»، وأب، وابن، وأولاد، داعيًا ايّاها إلى أن تترك انتماءاتها الحزبيّة والقبليّة والإثنيّة والمصالح الشخصيّة، وأن تلتزم بولائها الكامل لعائلة الله (١كورنثوس ١٠:١)، «حيث الجميع واحدٌ في المسيحِ يسوع» (غلاطية ٢٨:٣)، وحيث تتجلّى صورة الأخوّة في التضامن بينهم جاعلة كلّ شيء مشتركًا (يتضامن بولس الرسول مع الذين يعانون من المجاعة في ٢ كورنثوس ٨ و٩). وكلّ ما يصيب أخ عضو في العائلة، يصيب العائلة كلّها أيضًا (١كورنثوس ٢٦:١٢). في عائلة الله، المسؤوليّة مشتركة.

وهذا يظهر ليس فقط في العهد الجديد (أعمال الرسل ٣٢:٤-٣٤)، ولكن أيضًا في شهادات كثيرة متنوّعة من حقبة الكنيسة الأولى. فعلى سبيل المثال، يردّد العلّامة ترتليانوس (توفّي السنة ٢٢٠ م)، بعد وصف تضامن المسيحيّين في ما بينهم كعائلة واحدة، مقولة شهيرة في أيّامه: «أنظروا كيف يحبّ المسيحيّون بعضَهم البعض!» أمّا الملك يوليانوس الجاحد (توفّي السنة ٣٦٣ م)، فقد أظهر يأسه من العمل على الحدّ من انتشار المسيحيّة في الأمبراطوريّة، بقوله إنّ هذا الانتشار سببه التضامن الأخويّ العائليّ الذي يظهره المسيحيّون ليس فقط في ما بينهم، بل أيضًا مع الغرباء. هذه شهادة التاريخ بعيش المسيحيّين وصيّة الربّ يسوع: «بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إن كان لكم حبّ بعضًا لبعض» (يوحنا ٣٥:١٣)، و««كلّ ما فعلتموه بأخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه» (متّى ٢٥: ٤٥).

هكذا ينتقل المؤمن من حالة بشريّة طبيعيّة إلى حالة حياة كنسيّة جديدة تسمو على حصريّة العلاقات البيولوجيّة وتتجاوزها. هذه الحالة الكنسيّة المنشودة تسودها محبّة إخوة، يولدون من رحم الكنيسة، ويرفعون الصلاة معًا إلى أبيهم السماويّ هكذا: «أبانا الذي في السماوات...» هذه هي الرؤية الإسخاتولوجيّة للكنيسة المرجو أن نحياها الآن وهنا. لذا، يُعامل أعضاءُ الكنيسة اليوم كجماعة جديدة تنتمي إلى عائلة واحدة كبيرة، عائلة الآب، وتلتزم بالوفاء إليها، فطلب منهم أن يحبّوا بعضهم بعضًا، وأن يكونوا متضامنين مع بعضهم البعض في كلّ أمور الحياة، مجسّدين كلام الربّ: «إنّ أُمّي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله، ويحفظونها». تبقى والدة الإله مريم الكلّيّة القداسة الصورة الأسمى لكلام الربّ، إذ بشفاعتها الحارّة والدائمة تساعدنا جميعًا على درب القداسة في الحياة مع الله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: قدّوس الله

التلميذ: كلّما صلّينا أو ابتدأنا بالصلاة نقول: قدّوس الله، قدّوس القويّ، قدّوس الذي لا يموت، ارحمنا». هل تكلّمنا على هذه الصلاة: معناها، كيف ابتدأت ..؟

المرشد: هذه صلاة ثالوثيّة أي موجّهة إلى الآب والابن والروح القدس. تعود جذورها إلى نشيد الملائكة «قدّوس، قدّوس، قدّوس ربّ الصباؤوت» (كلمة معناها الجنود) الذي سمعه النبيّ أشعياء السنة٧٤٠ سنة قبل المسيح. وسمعه أيضًا الرسول يوحنّا الإنجيليّ في الوحي الذي نزل عليه في جزيرة بطمس كما نقرأ في رؤيا يوحنّا ٤: ٨.

التلميذ: وما معنى هذه الصلاة؟

المرشد: قلتُ لك إنّها صلاة للثالوث واشرح لك الثالوث عبر ترتيلة نقولها في صلاة المساء لعيد العنصرة. اسمع: «هلّموا أيّها الشعوب نسجد للاهوت ذي الثلاثة أقانيم، ابن في الآب مع الروح القدس لأنّ الآب قد وَلَدَ خلوًا من زمن ابنًا مساويًا له في الأزليّة والعرش. والروح القدس كان في الآب ممجّدًا مع الابن: قوّة واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد، فله نسجد جميعنا قائلين: قدّوس الله الذي أبدع كلّ شيء بالابن بمؤازرة الروح القدس، قدّوس القويّ الذي به عرفنا الآب والروح القدس أقبل إلى العالم، قدّوس الذي لا يموت الروح المعزّي المُنبَثق من الآب المستقرّ في الابن أيّها الثالوث القدّوس المجد لك. هل وجدتَ جوابًا عن سؤالك؟

التلميذ: فهمت أنّ «قدّوس الله» صلاة إلى الآب والابن والروح القدس. لكن لماذا نردّدها ثلاث مرّات؟

المرشد: «قدّوس الله» تتوجّه بنوع خاصّ إلى الآب. «قدّوس القويّ» تتوجّه بنوع خاصّ إلى الابن. «قدّوس الذي لا يموت» تتوجّه بخاصّة إلى الروح القدس الذي نسمّْيه في دستور الإيمان «الربّ المحيي». لذلك نردّدها ثلاث مرّات مرّة للآب مرّة للابن ومرّة للروح القدس الإله الواحد.

 

عيد النبيّ إيليا

مساء الأحد في ١٩ تمّوز ترأس راعي الأبرشيّة صلاة الغروب لعيد النبيّ إيليّا في كنيسة النبيّ إلياس في سنّ الفيل حيث احتفلت الرعيّة بعيد شفيعها. في العظة، تحدّث سيادته عن أوجه التواضع الثلاثة في حياة النبيّ إلياس والتي برزت في انتقاء خلفه، النبيّ أليشع، من بعد مسيرة طويلة وغيرة كبيرة على عمل الله. تواضع أمام الخلف الذي قصده بنفسه، وأمام كونه فلّاحًا ومبتدئًا بالمقارنة معه، وأمام طلبه إليه أن يحصل على نعمة مضاعفة منه.

وصباح الاثنين ٢٠ تمّوز ترأس القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ إلياس في حمّانا، التي احتفلت أيضًا بعيد شفيعها. في العظة، تحدّث سيادته عن الدرس الذي تعلّمه من المرأة الشمونيّة النبيّ إيليّا ومعه شعب إسرائيل، لكونها لم تكن تمتّ بصلة إليه، وكيف اتّخذ يسوع هذه الحادثة ليسطّر قصد الله بهذه الحادثة في حينه، ومن ثمّ على لسان يسوع: تدبير الله لا ينحصر في القوالب التي نصنعها أو الاعتبارات التي لدينا، مهما كانت، بل هو صانع خلاص الإنسان من حيث لا ندري ولا نفطن.

Last Updated on Saturday, 25 July 2020 09:55