ocaml1.gif
العدد ٥٠: أنوار وظلال في التفاعل مع حدث التجسّد Print
Written by Administrator   
Sunday, 13 December 2020 00:00
Share

Raiati logo web 2020

الأحد ١٣ كانون الأوّل ٢٠٢٠ العدد ٥٠ 

أحد الأجداد القدّيسين

الشهداء الخمسة إفستراتيوس ورفقته

الشهيدة لوكيّا البتول

 

كلمة الراعي

أنوار وظلال في التفاعل
مع حدث التجسّد

5020وُضعت ساعة الأبديّة في التاريخ البشريّ عندما حان ملء الزمان، بعد أن أعدّ اللهُ كلّ شيء من أجل مجيء المخلّص. تجسُّد الابن الوحيد توّج تاريخًا حافلًا بمحطّات ونبوءات لمسناها في العهد القديم ورأينا تحقيقها في المسيح يسوع. بطاركة العهد القديم وأنبياؤه وعدد من أتقيائه، من رجال ونساء وشيوخ وحكماء، كانوا خير خدّام للتدبير الإلهيّ الذي اعتلن لنا بالتجسّد الإلهيّ.

لم يجد عمل التهيئة هذا لا القبول المفترَض ولا الإيمان والتعاون والأمانة المطلوبة، فقد تعرّض مَن أرسلهم الله لشتّى أنواع التعييرات والاضطهادات نلمس توصيفًا لها لدى الرسول بولس: «قهروا ممالك، وعملوا البرّ، ونالوا مواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار، ونجوا من حدّ السّيف... وعُذّب آخرون... وآخرون ذاقوا الهزء والجلْد والقيود أيضًا والسجن. ورُجموا ونُشروا وامتحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا بجلود غنم وجلود معزٍ، وهم معوزون مضايَقون مجهودون... وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض» (عبرانيّين ١١: ٣٣-٣٨).

هذا الواقع لم يثنِ الله عن أن يستمرّ في تحقيق تدبيره، ولنا المثال في الربّ يسوع الذي صادف بموته على الصليب المصير الذي سبقه إليه عبيده الأصفياء، ومثال رسله وتلاميذه على مرّ العصور والأجيال، إلى كلّ أقطار المسكونة، ليدعوا كلّ المتغرِّب عن الإله الحقيقيّ إلى معرفته والإيمان به.

ربّ سائل: ما هو واقع قبول الإنسان لهذه الدعوة؟ ما هو واقع التزام المسيحيّين بها، سواء من جهة استجابتهم للدعوة، أو من جهة عملهم من أجل تحقيقها مع أترابهم في واقعهم الراهن؟ ليست الاستجابة هي المثلى، فكان لا بدّ من أن تختار الكنيسة أن نقرأ مثل الدعوة إلى العشاء في زمن التهيئة لحدث الميلاد.

يحدّثنا المثل عن «عشاء عظيم» وقد دُعي إليه كثيرون. ومن باب الإمعان في تكريم مدعوّيه، أرسل صاحبُ الدعوة عبده لتذكيرهم بالعشاء، لأنّ «كلّ شيء قد أعدّ» (لوقا ١٤: ١٧) من أجل الاحتفاء بهم. ما من ريب في أنّ استعداده وجهوزيّته قد رافقهما الفرح والمحبّة مع الإكرام. فنيّاته عبّرت عنها أفعاله فكانت عربونًا عن غايته.

للأسف، خذل المدعوّون صاحب الدعوة بشكل واضح ومتعمَّد. فالذين سبق وقبلوا دعوته، اعتذروا جميعًا على حين غرّة وفي آخر لحظة، وكأنّي بهم قد قصدوا إحراجه ولربّما إذلاله. فالأعذار التي قدّموها مأخوذة من صلب الحياة اليوميّة، كالاهتمام بحقل أو ببقر أو بزوجة (لوقا ١٤: ١٨-٢٠). ساعتها قام صاحب الدعوة بتوسيع دائرة المدعوّين على دفعتَين، فدعا أوّلًا المساكين وأصحاب العاهات الذين هم في شوارع المدينة وأزقّتها، ثمّ المهمَّشين الذين هم على الطرق والسياجات، مشدّدًا على عبده أن يلزم هؤلاء بالدخول حتّى يمتلئ بيته (لوقا ١٤: ٢١-٢٣). إنّها صورة عن شموليّة دعوته كلّ الناس وعن تدبيره المستمرّ من أجل خلاص الإنسان، مقصيًا عنها الذين سبق ودعاهم ثمّ اعتذروا عن تلبيتها من تلقاء أنفسهم (لوقا ١٤: ٢٤)، وأيضًا الذين دعاهم ولكن لم يستعدّوا بشكل يليق بالمقام، كما يظهر في ملحق هذا المثل كما يرد في إنجيل متّى (٢٢: ١١-١٤).

أمامنا إذًا الكمّاشة بقبضتيها جاهزة لتعصرنا، فمن جهة قبضة الاعتذار والإحجام عن تلبية الدعوة إلى العشاء، ومن جهة أخرى قبضة تلبيتها كيفما اتّفق. إنّهما خطران ماثلان أمامنا في غمرة استعدادنا لاستقبال حدث التجسّد، ومسلّطان على طريقة احتفالنا بعيد ميلاد المخلّص. حريّ بصوم الميلاد أن يشقّ لنا الطريق الملوكيّة لنكون ضيوف المسيح على مائدته، أي أولئك الضيوف الذين يرغب في أن يكرّمهم ويخدمهم بنفسه. سواء كنّا من المدعوّين الأوائل، بداعي التزامنا في الكنيسة، أو من المدعوّين على عجل، بداعي تغرّبنا عن الكنيسة، فنحن نعي تمامًا أنّ احتضان الربّ لنا جميعًا قائم ولافت، وقدرته على الوصول إلى كلّ واحد أمر مفروغ منه، ورغبته في أن يمتلئ بيته جامحة وثابتة. هلّا استيقظنا من سبات الإهمال والعادات والتلكّؤ والسطحيّة لنتلقّف الفرصة الحاضرة المعطاة لنا اليوم لنختاره هو؟ هلّا اتّشحنا بلباس الاتّضاع والتوبة الذين يليق بصاحب الدعوة؟ هلّا استعدنا حيويّتنا وعزمنا في خدمة توصيل الدعوة إلى الذين يقصد الربّ أن تصلهم؟ هلمّ بنا إذًا إلى ديار الربّ، إلى ديار بيت إلهنا، فنفرح بالربّ ونخدمه من كلّ القلب ونجالسه على مائدته بانسحاق وامتنان. لعمري، أَليس هذا هو فحوى المثل؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: كولوسي ٣: ٤-١١

يا إخوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتنا فأنتم أيضا تُظهَرون حينئذ معه في المجد. فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنّه لأجل هذه يأتي غضبُ الله على أبناء العصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلكتُم حينًا إذ كنتم عائشين فيها. أمّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكلّ: الغضب والسخط والخبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم. ولا يكذب بعضُكم بعضًا بل اخلعوا الإنسان العتيق مع أعماله والبَسوا الإنسان الجديد الذي يتجدّد للمعرفة على صورة خالقه حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ، لا ختان ولا قلف، لا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبدٌ ولا حُرّ، بل المسيح هو كلّ شيء وفي الجميع.

 

الإنجيل: لوقا ١٤: ١٦-٢٤ 

قال الربّ هذا المَثَل: إنسان صنع عشاء عظيـمًا ودعا كثيرين، فأَرسل عبده في ساعة العشاء يقول للمدعوّين: تعالوا فإنّ كلّ شيء قد أُعدّ. فطفق كلّهم، واحد فواحد، يستعفُون. فقال له الأوّل: قد اشتريتُ حقلًا ولا بدّ لي من أن أَخرج وأنظره، فأسألُك أن تُعـفيني. وقال الآخر: قد اشتريتُ خمسة فدادين بقرٍ وأنا ماضٍ لأُجرّبها، فأسألك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد تزوّجتُ بامرأة، فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبد وأخبر سيّده بذلك. فحينئذ غضب ربّ البيت وقال لعبده: اخرُجْ سريعًا إلى شوارع المدينة وأَزقّتها، وأَدخِل المساكين والجُدع والعميان والعرج إلى ههنا. فقال العبد: يا سيّد قد قُضي ما أَمرتَ به، ويبقى أيضا محلّ. فقال السيّد للعبد: اخرُجْ إلى الطرق والأسيجة واضطررهم إلى الدخول حتّى يمتلئ بيتي. فإنّي أقول لكم إنّه لا يذوق عشائي أحد من أولئك الرجال المدعـوّين، لأنّ المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون.

 

مستترون في الله

بما أنّ هويّة المسيح الحقيقيّة، أي شخصه الداخليّ المولود من الآب، لا يظهر للعالم (يوحنّا ١٤: ٢٢)، يمكن بحقّ أن يقال كلام مماثل بالنسبة إلى جميع الذين وضعوا رجاءهم على المسيح. هم أيضًا، تتحدّد هويّتهم عبر الشركة مع الآب بالمسيح. هم معروفون من الله (يوحنّا ١٠: ١٤؛ ١كورنثوس ٨: ٣؛ ١٣: ١٢).

من المؤكّد أنّ العالم، قادر على أن ينظر إلى المسيحيّين، وأن يصنّفهم، لأغراض اجتماعيّة أو ديموغرافيّة (أعمال الرسل ٢٦: ١١)، لكنّه لا يعرفهم حقًّا. «قد متُّم»، يكتب بولس إلى مسيحيّي كولوسي، «وحياتكم مستترة مع المسيح في الله» (٣: ٣).

هؤلاء المسيحيّون، الذين يمكن للعالم أن يميزهم ظاهريًّا، عبر ملاحظة أنماط ثقافيّة واجتماعيّة معيّنة، يواصلون حياتهم وسط ظروف، على شدّة تواضعها أو صعوباتها، تشكّل القوّة الوحيدة المتاحة لفداء البشريّة وتجلّي تاريخها. 

هم يحملون، بشكل محجوب، كنز الله في أوانٍ خزفيّة على هذه الأرض (٢كورنثوس ٤: ٧). على غرار جِرار جدعون الفخَّاريّة، ينقل تلاميذ المسيح الشعلة السرّيّة التي يجب، في النهاية، أن تبدّد ظلمة «المديانيّين» الهاربة من أمام نور وجه إلههم (قضاة ٧).

تاليًا، سوف يكشف مجيء المسيح في نهاية الأزمنة، للعالم، لا مجده فقط، بل مجد أولئك الذين آمنوا به: «متى أُظهر المسيح حياتنا، فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد» (كولسي ٣: ٤).

حتّى ذلك اليوم، يوم يتجلّى فيه المعنى الداخليّ للتاريخ، سوف يبقى وجودهم مخفيًّا، ما خلا لعيون الإيمان. «أيّها الأحبّاء» يكتب الرسول يوحنّا، «الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنّه إذا أُظهر نكون مثله، لأنّنا سنراهُ كما هو» (١يوحنّا ٣: ٢).

وبينما هم ينتظرون إعلان المجد الأخير، يعمل المسيحيّون بصمت، في ظلّ ظروف صعبة، عبر شركة الآلام، في السعي الداخليّ وراء تلك «القداسة التي بدونها لن يرى أحد الربّ» (عبرانيّين ١٢: ١٤).

خاصّيّة «الاستتار»، التي تُميّز حياة المسيحيّين، هي سبب احتفال الكنيسة بعيد «جميع القدّيسين» في كلّ عام. يعني ببساطة، أنّه يوجد عدد كبير من «القدّيسين»، أكثر ممّا تستطيع الكنيسة تحديده، لأنّ القداسة الداخليّة لمعظم هؤلاء مخفيّة حتّى عن تمحيص الكنيسة!

هكذا كانت حياتهم دائمًا، وهكذا نتلمّسها في المعاناة التي نعيشها جميعًا اليوم. تعمل ظروفنا القاسية، وشدّة الضغوط، على تقريبنا بعضنا من بعض. صارت وحدة الجسد أكثر فعاليّة. يعمل الألم محفّزًا للحب، والبذل، والتطهير. جسر عبور من شركة الألم الى شركة المحبّة الباذلة، ومطرح تجلّيات تواضع الحبّ المهراق.

هكذا كانت الأمور دائمًا. لقد عاشت الغالبيّة العظمى من القدّيسين حياة خفيّة للغاية، وشركتهم الداخليّة مع الله صامتة ومستترة لدرجة أنّ الله وحده يعرفها. هم كانوا، دائمًا، «جيش الربّ» المستتر في الله في هذا العالم.

حتّى إنّ أولئك القدّيسين الذين اعترفت بهم الكنيسة في أجيالهم، غالبًا ما تمّ الاعتراف بهم، بشكل عامّ، لبعض سمات قداسة شخصيّاتهم المميّزة في استقامة الإيمان واستقامة الحياة.

رغم أنّ جميع القدّيسين، جيش الربّ المستتر في الله في هذا العالم، قد عاشوا في ولاء كبير لله، إلّا أنّ الغالبيّة العظمى منهم تتخطّى قدرتنا على تسميتهم. لا يهمّ. يعرف الراعي الصالح هويّتهم. هو يدعوهم بأسمائهم، فيسيرون وراءه، إلى مراع خضر. حيث لا ألم ولا حزن ولا تنهّد. هناك يُسكنهم مجده.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الاستعداد لعيد الميلاد

المرشد: اقترب عيد الميلاد. كيف تتحضّر له؟

التلميذ: هذه السنة لن نتحضّر في منزلنا بشكلٍ كافٍ. فكما تعلم كلّ شيءٍ أصبح غالي الثمن. قالت أمّي إنّنا هذه السنة لن نشتري ثيابًا جديدةً، بل سنكتفي بالعشاء العائليّ المعتاد وببعض الهدايا الصغيرة.

المرشد: هذا كلّه حسنٌ، ولكنّه لمسرّتنا الدنيويّة. إنّني أتكلّم على تحضيرٍ من نوعٍ آخر. اسمعْ ما يقول أحد رؤساء الكهنة: «يا ربّ لا تجعلنا ننام غافلين يوم تأتي لافتقادنا كما غفلت عنك بيت لحم بل اجعلنا على أتمّ الاستعداد لاستقبالك في مذود القلوب. لا تمرّ علينا ضيفًا منسيًّا كما وقع لك في بيت لحم. املأنا يقظة روحيّة، تعال أيّها الربّ يسوع ولا تبطئ». فهو يتكلّم على استعداد القلب لاستقبال الربّ يسوع. هل تعلم كيف نجعل قلوبنا مستعدّة؟

التلميذ: ربّما بالصلاة والصوم والإحسان إلى الفقراء.

المرشد: أحسنْتَ. وأهمّ هذه الأمور ثالثها. فنحن إن أحببْنا المحرومين نكون أحببْنا الربّ الذي أوصانا بهم. بإمكانك مثلًا في هذه السنة الصعبة أن تقدّم ما يأتيك من هدايا إلى من ليس بمقدور أهله شراء الهدايا له. بإمكانك أيضًا أن تدعو إلى العشاء الميلاديّ عائلةً مكسورة الخاطر وأن تكرمَها كأنّها أهمّ ضيوفك. بإمكانك التفكير بطرائق عدّة تلتفت عبرها إلى أحبّة يسوع...

التلميذ: ماذا يقصد بقوله «لا تجعلنا ننام غافلين»؟

المرشد: يقصد بأن نبقى دائمًا منتبهين، أي أن نتوب. فالتوبة حالةٌ طارئةٌ لا تحمل تأجيلًا. المولود من مريم يريدنا أن نولد من الطهارة كي يولدَ هو في قلوبنا ويشرقَ عليْنا بنوره، إذ هو، كما نقول في طروباريّة العيد، شمس العدل.

 

دليل الكرسيّ الأنطاكيّ

صدر عن الدار البطريركيّة «دليل الكرسيّ الأنطاكيّ ٢٠٢١» الذي يتضمّن تيبيكونًا يوميًّا تفصيليًّا للخِدَم الليتورجيّة لهذا العام.

جاء في مقدّمة الكتاب لغبطة البطريرك يوحنّا العاشر: «الكنيسة في ليتورجيّتها أشبه ما تكون بشراع سفينة النفس الذي يقودها إلى ميناء المسيح يسوع... الليتورجيا هي معموديّة حياة المؤمن. وهي بالحريّ إكسير حياةٍ يسبغ على الحياة نفحةً تريدها الكنيسة آتيةً من الربّ الخالق...».

بإمكانكم تنزيل ملف التيبيكون بالكامل من على موقع البطريركيّة:

www.antiochpatriarchate.org

 

رقاد بطريرك صربيا ومتروبوليت الجبل الأسود

وجّه راعي الأبرشيّة رسالتَي تعزية بالإنكليزيّة إلى الكنيسة الصربيّة، الأولى بتاريخ ٩ تشرين الثاني الفائت، يعزّي فيها البطريرك إيريناوس برقاد راعي أبرشيّة الجبل الأسود، المثلّث الرحمة المتروبوليت أفيلوخيوس، وسطّر فيها شهادة هذا الأخير كما عرفها خلال السنوات الأخيرة من خدمته أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين (٢٠٠٦-٢٠١٨)، وسطّر فيها عمل الراحل كمدبّر عامّ للكنيسة الصربيّة في أميركا الجنوبيّة، وطريقة عيشه البشارة الإنجيليّة ورغبته في دعمها ونشرها عبر تأمين الكهنة وتدبير شؤون الرعايا مادّيًّا وروحيًّا، واستفقادها سنويًّا في رحلة رسوليّة بين الرعايا القائمة في بلدان أميركا الجنوبيّة، بالإضافة إلى سعيه إحياء نواة رهبانيّة في الأرجنتين، ودعمه عمليّة ترجمة الإرث الروحيّ الأرثوذكسيّ بعامّة والصربيّ أيضًا إلى اللغة الإسبانيّة، وسعيه إلى جمع رؤساء الكهنة الأرثوذكس في بوينس آيرس في خدمة ليتورجيّة جامعة في الكنيسة الصربيّة. وأبرز في رسالة التعزية نواحي التعاون التي جمعته بالراحل.

أمّا الرسالة الثانية فوجّهها راعي الأبرشيّة بتاريخ ٢٠ تشرين الثاني الفائت، معزّيًا القائمقام البطريركيّ برقاد مثلّث الرحمة البطريرك إيريناوس، وسطّر فيها بعض أوجه من شهادة هذا الراعي الكبير، ومعرفته به منذ مجمع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة في القسطنطينيّة في العام ٢٠١٤، وأخيرًا زيارته أبرشيّة جبيل والبترون في العام ٢٠١٩. وقدّم التعزية لرؤساء الكهنة وإكليروس وأبناء الكنيسة الصربيّة، مستشهدًا بقول الرسول بولس: «لأنّنا إن عشنا فللربّ نعيش، وان متنا فللربّ نموت. فإن عشنا وإن متنا فللربّ نحن» (رومية ١٤: ٨)، مسطّرًا الوحدة التي تجمع الكنيستين الأنطاكيّة والصربيّة في حمل صليب المسيح واتّباعه في الظروف التي تلامس كلّ واحدة على حدة، أو تلامس العالم عمومًا.

Last Updated on Friday, 11 December 2020 14:17