ocaml1.gif
العدد ٥١: من نسبة يسوع إلينا إلى نسبتنا إليه Print
Written by Administrator   
Sunday, 20 December 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ٢٠ كانون الأوّل ٢٠٢٠   العدد ٥١ 

أحد النسبة (الأحد قبل عيد ميلاد المسيح)

القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ

القدّيس يوحنّا كرونشتادت

 

كلمة الراعي

من نسبة يسوع إلينا
إلى نسبتنا إليه

5120اهتّم الإنجيليّ متّى بأن يضع أسماءنا في مطلع إنجيله، لـمّا شاء أن يحدّثنا عن نسب يسوع بتدوينه جملة أسماء من العهد القديم (متّى ١: ١-١٦). لم يكن القصد من اللائحة وضع رسم كامل لشجرة العائلة كما يحلو لنا اليوم أن نفعل. وجود هذه المجموعة من الأسماء إنّما يضعنا في سياق نسبة الربّ يسوع إليها، ويُدخلنا فعلًا إلى كنه حدث التجسّد. نعم، الربّ ينتمي إلينا، هو من صُلبنا، هو منّا. يا للعجب، اتّخذ اسمًا مَن هو فوق كلّ اسم، وأخذ جسدًا مَن هو خالق الكلّ، وباتت له هويّة تعرّف عن إنسانيّته كأيّ واحد منّا! ما من رجعة إلى الوراء في هذا الانتماء، فهو حمل جسدنا وصعد به إلى السماء لـمّا جلس عن يمين الله الآب.

قسّم متّى لائحة النسب على ثلاث مراحل، من إبراهيم إلى داود فالمسيح. تتألّف كلّ واحدة من أربعة عشر جيلًا، بحيث يكون مجموعها ٤٢ جيلًا (متّى ١: ١٧)، أي ستّ مجموعات من سبعة أجيال. من بعد التجسّد، بتنا نؤلّف مع المسيح المجموعة السابعة والأخيرة من الأجيال السبعة الأخيرة، بحيث يكتمل العدد الإجماليّ للأجيال فيكون ٤٩ جيلًا. بذلك نكون قد بلغنا كمال الأجيال وكمال الأزمنة بآن واحد، إذا ما أخذنا بالاعتبار رمزيّة الرقم سبعة عند اليهود والذي يشير إلى الكمال، فيصير الرقم ٤٩ المؤلَّف من ٧ أجيال ضرب ٧ أزمنة هو رمز الكمال الكامل. إذًا، مع المسيح، نكون أمام كمال الأجيال، أي الكنيسة، وندخل زمن الخلاص الذي هو كمال الزمن! نعم، لقد بلغنا بتجسّد الابن الوحيد الغاية من خلق الإنسان!

ربّ سائل: كيف تتمّ هذه الغاية؟ نسبْنا يسوعَ إلينا حتّى يكون بمقدورنا أن نسمعه يحدّثنا عن إرادة أبيه بأن ينسبنا إليه. ونسبتنا إلى يسوع لم تحدث إلّا من بعد أن نسب هو نفسه إلينا باتّخاذه العذراء مريم أمًّا له. إنّها نسبة مطروحة على كلّ الجنس البشريّ، فهي دعوة مفتوحة يمكن لكلّ إنسان أن يتلقّفها ويعيش بنورها. هكذا نسبَنا يسوعُ إليه: لبسناه في المعموديّة، وأعطانا روحه في الميرون المقدّس، وناولنا جسده ودمه في سرّ الشكر الإلهيّ، وجعلنا إخوة، وصنع منّا معاونين له في سرّ الخلاص فأطلقنا في الوجود لحمل بشراها إلى سوانا، بمحبّة ووداعة وتواضع.

لقد حرص يسوع على أن تبقى نسبتنا إليه حقيقة قائمة وثابتة. فالأمر لا يعني أن تخلّد اسمك على لوحة، بل أن تبرّر، بسلوكك وأفعالك وإيمانك، الاسم الذي تحمله والنسبة الإلهيّة التي أُعطيتَها. هذا ما أوضحه يسوع مرّة لتلاميذه، لـمّا حدّثوه عن نجاحهم في مهمّة الشفاء وطرد الشياطين التي كان قد أوكلها إليهم، إذ أوصاهم: «لا تفرحوا بهذا أنّ الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحريّ أنّ أسماءكم كُتبت في السموات» (لوقا ١٠: ٢٠).

فمَن تُراه أهلًا لهذه النسبة؟ لا أحد، فكلّنا أخطأنا. ولكن لـمَن تُعطى؟ لكلّ إنسان. فابن الله تجسّد حاملًا الطبيعة البشريّة كلّها، وغايته أن يكون كلُّ مخلوق على صورته حاملًا البهاء والمجد الذي له هو من الآب. لذا دعانا منذ البدء إلى أن نرفع الصلاة إلى أبيه مستخدمين هذه العبارة: «أبانا الذي في السموات» (متّى ٦: ٩). وعاد وأكّد على هذا الأمر لـمّا خاطب به مريم المجدليّة في البستان صبيحة القيامة: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنّي أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (يوحنّا ٢٠: ١٧).

مبتدأ العودة إلى الآب هي من صلب رسالة المسيح، واسمه «يسوع» نفسه يشير إليها: «ستلد (العذراء) ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلِّص شعبه من خطاياهم» (متّى ١: ٢١). فالإنسان الذي أخطأ المرمى من وجوده، بتغرّبه عن الله، فبات خاطئًا. والآن، أتى الابن المتجسّد ليشفيه من هذه الغربة ويخلّصه من كونه أخطأ المرمى من حياته ويفتح له طريق العودة به إلى حضن الآب، أي طريق المصالحة والشركة معه. هذا كلّه افتتحه بتجسّده وهذا ما يدلّ عليه أيضًا اسمه الآخر: «ويدعون اسمه عمّانوئيل (الذي تفسيره الله معنا)» (متّى ١: ٢٣). نعم، أخذ يسوع جسدنا وحلّ بيننا (يوحنّا ١: ١٤)، وها هو باقٍ معنا حتّى منتهى الدهر (متّى ٢٨: ٢٠).

نشكر لله عطيّته هذه التي أزالت عنّا الضياع والخوف، وكشفت لنا مصيرنا البديع، وأهدتنا بكلمته سبل الحياة الحقّ منذ الآن. ها نحن نحمده في تهيئتنا للاحتفال بتجسّده الذي هو بدء كلّ هذه الخيرات. نحمل هذه البشرى في آنية خزفيّة، في تقلّبات الدهر وصروف الضعف البشريّ. باتت الكنيسة، الجماعة الحيّة بالروح، حاملة لها وشاهدة عليها وعاملة على تجسيدها، في حياة أعضائها ثمّ في حياة سواها، فهي «ملء الذي يملأ الكلّ في الكلّ» (أفسس ١: ٢٣). هيّا بنا نحتفل بهذه العطيّة ونفرح بأن نشارك إخوتنا وأترابنا فيها ونغلب بها كلّ مرارة وقنوط وحزن!

+ سلوان
مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١١: ٩-١٠ و٣٢-٤٠

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيمُ في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنّه انتظر المدينة ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها. وماذا أقول أيضًا؟ إنّه يضيق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البِرّ ونالوا المواعد وسـدّوا أفواه الأسـود، وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهُزء والجلْد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا المواعد، لأنّ الله سبـق فنظر لنا شيئا أفضل أن لا يَكمُلوا بدوننا.

 

الإنجيل: متّى ١: ١-٢٥

كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عَميناداب وعَميناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من راعوث وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد أبيّا وأبيّا ولد آسا وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعُزّيا ولد يوتام ويوتام ولد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولد ألِعازار وألِعازر ولد متّان ومتّان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح.

فكلّ الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلًا، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلًا، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلًا.

أمّا مولد يسوع المسيح فكان هكذا: لـمّا خُطبت مريم أُمّه ليوسف، وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجُلُها صدّيقًا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سرًّا. وفيما هو مفتكر في ذلك إذا بملاك الربّ ظهر له في الحُلم قائلًا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم، فإنّ المولود فيها إنّما هو من الروح القدس. وستلد ابنًا فتسمّيه يسوع، فإنّه هو يُخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كلّه ليتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا). فلمّا نهض يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الربّ، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتّى وَلدت ابنها البكر وسمّاه يسوع.

 

أمّا أنا فصلاة

سأل الإخوةُ مرّة الأبَ أغاثون، عن الفضيلة والعمل اللذين يتطلّبان الجهد الأكبر. فأجاب بأنْ ليس من عملٍ شاقٍّ أكثر من أن نصلّي إلى الله؛ لكون الصلاة أكثر ما يزعجُ المجرّب، ويدفعه إلى خوض معركة إسكاتنا، والاستسلام للكسل.

فإنْ كانت الصلاة عملَ الإنسان الصعب، فالكلام فيها أصعب، لأنّ الصلاة الحقيقيّة ليست من كلام. الصلاة تبدأ حين تنتهي الكلمات. هي تنمو في الصمت، في عالم الإنسان الداخليّ، في تنهّدات قلبه، «أنصِتْ الى تنهّدي» (مزمور ٥: ١)، لا على ضفاف الشفاه والألسنة.

يرى الإنسانُ الصلاةَ عملًا صعبًا، لكونه يعتبرها عملًا إنسانيًّا. أمّا هي، في الحقيقة، فعملُ الله فيه، كقول القدّيس غريغوريوس السينائيّ: «الصلاة هي الله». أي أنّها ليست ما يفعله الإنسان أو يقدّمه لله، إنّما ما يفعله الله فيه، وتفعله النعمة الإلهيّة في قلبه؛ فيصير الله الكلَّ في الكلّ في حياته، ويسكن فكرَه وقلبه ولسانه وحواسَّه ويجدّدها، «وإذ يسكنُ كلمتُكَ يا ربّ ويتردّد فينا، نصيرُ هيكلًا لروحِكَ الكلّيّ قدسه» (من القدّاس السابق تقديسه).

كلُّ مصلٍّ حقيقيّ، هيكلٌ للروح القدس. فالروح هو الذي يصلّي فينا، ويعلّمنا ماهيّة الصلاة، وكيف يجب أن نصلّي، لكوننا لا نعرف أن نصلّي كما يجب (رومية ٨: ٢٦). والروح هو الذي يُتّحدُنا بعضُنا ببعضٍ في شركة روح قدس واحد، تقودُنا بدورها إلى الاتّحاد بالله؛ وهذه غاية الصلاة الأولى والأخيرة.

الصلاةُ ثمرة الحبّ الذي فينا، وصرختُه. والثباتُ في الحبُّ، بدوره، ثمرةٌ للصلاة. فالذي يحبّ، يخاطبُ حبيبه؛ والذي يخاطبُ حبيبه، يحبّه أكثر، لأنّه بذلك يعرفه أكثر. هذا سرّ الصلاة.

الصلاة ليستْ واجبًا نقدّمه لله. هي حاجةٌ لنا منه. نحن مَن يحتاج إليها، لا هو. فمَن نظرَ إليها كواجبٍ، ينفرُ منها ويعتبرها عبئًا ثقيلًا عليه، كما ينفرُ الإنسانُ عادةً من واجباتٍ تُفرَضُ عليه من خارج. أمّا مَن نظرَ إليها كحاجةٍ، سيسعى إليها، كما يسعى الإنسانُ عادةً إلى تأمين حاجات حياته.

الصلاةُ ليست أن نطلبَ إلى الله أشياء، لأنّ بذلك يستحيلُ الله في حياتنا وسيلةً للوصول إلى ما نريد ونحتاج. الصلاة الحقيقيّة أن نطلب أمرًا واحدًا فقط؛ أن نطلبَ الله نفسه؛ بذلك تبقى الصلاة وسيلة، للوصول إلى مَن نريدُ ونحتاج؛ فالصلاةُ الوسيلة، واللهُ الغاية. هذا ما يعنيه قول الربّ لنا: «أطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وكلّ شيء يُزادُ لكم» (متّى ٦: ٣٣).

الصلاةُ ليست أن نصلّي في وقت محدّد، إنّما أن نصليّ في كلّ وقت، إذ لا وقت للصلاة، «صلّوا بلا انقطاع» (١تسالونيكي ٥: ١٧).

ولنا في كلّ هذا نموذجٌ كبيرٌ، وهو داود النبيّ، رجل الصلاة الكبير، الذي لم يعطِ لعينَيه نومًا، ولا لجفنَيه نعاسًا» (مزمور ١٣٢: ٤)، والذي طول النهار كان يلهج باسم الله (مزمور ١١٩: ٩٧)، ويسبّحه سبع مرّات في اليوم وأكثر (مزمور ١١٩: ١٦٤)، ويذكره وهو على فراش نومه (مزمور ٦٣: ٦)، ويقوم في نصف الليل ليحمدَ الربّ (مزمور ١١٩: ٦٢)، والذي كانت عيناه تسبقان تباشير السحر، ليلهج بكلامه (مزمور ١١٩: ١٤٨)، ويبكّر عطشًا وتوقًا إليه (مزمور ٦٣: ١)، حتّى صار هو نفسُه صلاةً لله حيّة، «أمّا أنا فصلاة» (مزمور ١٠٩: ٤).

فإنْ كنّا نطلب الصلاة، ما علينا إلّا أن نصلّي. هذه وصيّة المصلّين لنا: «صلِّ، والصلاةُ تعلّمكَ كيف تصلّي».

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

القدّيس يوحنّا كرونشتادت

التلميذ: قال الكاهن إنّ اليوم هو عيد القدّيس يوحنّا كرونشتادت. لم أسمع به من قبل. هل يمكنك إخباري عنه؟

المرشد: وُلد القدّيس في قريةٍ روسيّةٍ فقيرةٍ. حاز إجازة في اللاهوت من أكاديميّة بطرسبرج وعندما بلغ السنّ السادسة والعشرين، شُرطن شمّاسًا وفي اليوم التالي سيم كاهنًا ليخدم في كاتدرائيّة كرونشتادت. صار يقيم القدّاس الإلهيّ كلّ يوم. اهتمّ كثيرًا بالفقراء في كرونشتادت فأسّس «بيتًا للعمّال» لتوفير فرص عمل لهم تساعدهم على تأمين سبل المعيشة ولتعليم أولادهم مجّانًا.

التلميذ: ألم يكن يملّ من إقامة القدّاس الإلهيّ يوميًّا؟

المرشد: على العكس، كانت رغبته في الصلاة وطريقة إقامته القدّاس الإلهيّ تجذبان الناس كالمغناطيس، فكان المؤمنون يؤمّون الكنيسة منذ الفجر الباكر. كان يدرك جيّدًا أنّ قوّة الكاهن كلّها تنبع من حضوره الصلاتيّ أمام مذبح الله وبشكلٍ أساس إتمام سرّ الشكر. كان معروفًا بروحه الفرِحة المشرقة أثناء إقامته الخدم لذلك قيل عنه «الأب الفصحيّ».

التلميذ: بماذا اشتهر هذا القدّيس!

المرشد: بمحبّته للفقراء وسعيه إلى مساعدتهم بشتّى الوسائل العمليّة، ليس فقط عبر الزيارات الرعويّة، بل أيضًا بتوفير فرص إيواء وعمل لهم؛ بصلاته الحارّة، والتي ترك لنا منها باقات كثيرة في كتابه المشهور «حياتي في المسيح»؛ بدعوته المؤمنين إلى التوبة في وقت كانت روسيا تشهد غليانًا عارمًا قبل الثورة البولشيفيّة، فكثر الذين كانوا يعترفون بخطاياهم في الكنيسة. إليك أحد أقواله: «ما هي خطاياك بالمقارنة مع رحمة الله غير المتناهية؟ الله يغفر لك حين تتوب بصدق... اعترفْتُ للربّ بخطاياي وهي ما عادت موجودة. تبْتُ بقلبٍ منسحقٍ فتلاشَتْ. كما أتَتْ كذلك ذهبَتْ. هي حلم، حلم. عبثٌ هي، جنون، وإذا وعيْتُها كذلك، قرّرْتُ أن أكون صالحًا والله طهّرَني بالاعتراف والمناولة المقدّسة».

 

تصيير الأب أنطونيوس البيطار أرشيمندريتًا

يوم الجمعة الواقع فيه ١١ كانون الأوّل ٢٠٢٠، صيّر راعي الأبرشيّة الأب أنطونيوس البيطار أرشيمندريتًا في القدّاس الإلهيّ المسائيّ، لمناسبة عيد القدّيس إسبيريدون العجائبيّ في كنيسة القدّيس ديمتريوس - الذوق.

في نهاية القدّاس الإلهيّ، كانت كلمة لراعي الأبرشيّة شكر فيها: أوّلًا، سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس على رعايته الأب أنطونيوس في دراسته اللاهوتيّة وكهنوته؛ وثانيًا، صاحب السيادة المتروبوليت أفرام، راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، على رعايته الأبويّة للأب أنطونيوس؛ وثالثًا، رعيّة هذا الأخير الأولى في كوردنا - الأرجنتين، والثانية في الذوق؛ وأخيرًا، عائلته.

ثمّ استشهد بالقدّيس باسيليوس الكبير في حديثه إلى الشباب عن عمل النحلة، وكيف تتغذّى وتغذّي في الوقت عينه، وكيف ينطبق هذا الأمر على خدمة الأب أنطونيوس.

بعد القدّاس الإلهيّ، هنّأ أبناء الرعيّة كاهنهم وكانت ضيافة بسيطة في قاعة الكنيسة.

Last Updated on Friday, 18 December 2020 10:01