ocaml1.gif
العدد ٧: الكنعانيّة: قدوة وشفيعة وأمّ حكيمة Print
Written by Administrator   
Sunday, 14 February 2021 00:00
Share
raiati website copy





الأحد ١٤ شباط ٢٠٢١   العدد ٧  

أحد الكنعانيّة

البارّ أفكسنديوس والبارّ مارون الناسك

 

كلمة الراعي 

الكنعانيّة: قدوة وشفيعة وأمّ حكيمة

الكنعانيّة: قدوة وشفيعة وأمّ حكيمة في الإنجيل المعروف بالكنعانيّة، نلامس عربونًا لقيامة الإنسان بالمسيح. بالفعل، هل لك أن ترى كيف يخرج من قاعة المحكمة مَن كان محكومًا عليه حكمًا مبرمًا وقد حصل على أكثر من براءته، إذ حصّل كرامة أرفع وأسمى ممّا له، واعتبارًا أثمن وأبقى ممّا قد يراوده؟ حادثة شفاء ابنة الكنعانيّة تساعدنا على الاستدلال على طريق قيامتنا اليوم.

لقد امتدّت المرأة الكنعانيّة نحو المسيح امتدادًا لم يحلْها عن تحقيقه لا كونها من خارج ملّة اليهود أو كونها امرأة، ولا موقف التلاميذ المتذمّر من التماسها الرحمة من المسيح بإصرار. لم يثنِها شيء عن أن تناديه صارخة: «ارحمني يا سيّد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدًّا» (متّى ١٥: ٢٢).

استمدّت قدرتها على الامتداد نحوه من استعدادها الكبير لأن تتفانى كرمى ابنتها حتّى الاتّضاع الأخير، خصوصًا باستخدام يسوع صورة رمي خبز البنين إلى الكلاب (متّى ١٥: ٢٦)، والتي تشير إلى النجاسة التي تأتي منها المرأة الكنعانيّة بداعي الطقوس الوثنيّة التي يمارسها أهل شعبها. وامتحنها يسوع أيّما امتحان، فنالت الإكليل الذي حصل عليه الفتية الثلاثة القدّيسون في الأتون، بقيامتهم أحياء من الأتون المتّقد. اختارت الكنعانيّة أن تقبل المعنى المضمور في كلام المسيح والصورة المشار إليها، وأخذت على عاتقها إثم شعبها واحتملت العار الآتي من أن توسم بنجاسة أمّتها. لم تدافع عن نفسها ولا برّرت نفسها، بل اختارت أن تأخذ على عاتقها هذا الإثم، بالإضافة إلى ما تعانيه ابنتها.

أظهرها يسوع، بهذا الامتحان، «قريبة» منه، فهو أخذ على عاتقه خطيئة الإنسان كلّها وافتداه منها. انظروا كيف احتملت الكنعانيّة نار الاتّهام بقبولها الاتّهام واتّضاعها حتّى النهاية عندما أشارت إلى المسيح بأنّها، وإن كان لا يُرجى منها خير، إلّا أنّها آثرت أن تكون خياراتها صحيحة وطمحت أن تُعطى هذه الفرصة، بقولها: «والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها» (متّى ١٥: ٢٧). هذا إقرار بنجاستها، من جهة، وبرغبتها، من جهة أخرى، في أن تكون قرب مَن يسعهم أن يغذّوا جوعها إلى القداسة.

ربّ قائل إنّ الكنعانيّة افتدت واقعًا بأكمله وعالمـًا برمّته، في الوقت الذي كانت نقطة البداءة متمحورة حول شفاء ابنتها. لم يتشعّب الموضوع، بل ذهب إلى العمق الذي يجيب طلب الكنعانيّة في حوارها مع يسوع: بأن تأكل من فتات الخبز. هذه الحادثة قادتنا من هذا العمق إلى اكتشاف قدرة شفاعة هذه المرأة وإلى أن نختارها مثالًا لأجيال بعدها. فهل نتبنّى هذه الشفاعة، المستقيمة روحيًّا والصالحة في كلّ آن، أمام أيّة معاناة نعيشها في سعينا إلى أن نلتمس معونة الله، خصوصًا إذا ما واجهنا الربّ بتقاعس لدينا ونجاسة فينا؟

نقلنا يسوع بالمرأة الكنعانيّة إلى ظفر كظفر القيامة، بتطويبه إيّاها: «يا امرأة، عظيم إيمانك! ليكنْ لكِ كما تريدين» (متّى ١٥: ٢٨). أمّا هي فقد نقلتنا باتّضاعها من صعيد إلى آخر، من جحيم الغربة عن الله إلى فردوس الإيمان به، من النجاسة في العبادة إلى القداسة في التوجّه والموقف. أليس في هذه الخاتمة عربون قيامة يبشّر بالعافية والكرامة التي يقدّمها يسوع للإنسان؟

عند هذا المفترق في حياة الكنعانيّة، فاح عطر فرح قيامتها في أرجاء تلك التخوم المتغرّبة عن الإله الحقيقيّ والعبادة المقبولة منه. وهي استحالت علامة فارقة بين الذين هم من أهل الإيمان ومَن هم بعيدون عنه، وهي تدعو هؤلاء وأولئك على السواء، إلى الانطلاق بانسحاق وشجاعة وإصرار من جحيم العذاب وسلوك طريق الاتّضاع والتوبة وترجّي الله بإيمان. هكذا تقتنصنا إلى يسوع وتعلّمنا أن نقبل الامتحان الحاضر بحكمة وصبر وامتنان، فتكون عرّابتنا إلى الشفاء من غربتنا عن الله، كما كانت عرّابة ابنتها في رحلتها نحو الشفاء. 

يضعنا امتحان الكنعانيّة أمام حقيقتنا. فمن جهة، هناك امتحان واقعها الشخصيّ المتمثّل باعتلال ابنتها، ومن جهة أخرى هناك امتحان نجاسة بيئتها والمتمثّلة بالوثنيّة. إنّهما واقعان حاضران في حياتنا اليوم. فهل نمتدّ في شقائنا نحو المسيح بإصرار كما فعلت هي؟ إيمانها الكبير نقلها من الهامش إلى أن تكون القلب النابض في الكنيسة، كنيسة القيامة، فهل نتبع في إثرها فننتعش كما انتعشت هي، وننعش معنا أترابنا كما أنعشت ابنتها بموقفها؟ هلّا قبلنا أمومتها وشفاعتها اليوم من أجلنا؟ هلّمَّ بنا إذًا نسجد للربّ مثلها ونتبنّى دعاءها باستمرار: «يا سيّد، أعنّي» (متّى ١٥: ٢٥)!

+سلوان
مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢كونثوس ٦: ١٦-١٨ و٧: ١

يا إخوة أنتم هيكل الله الحيّ كما قال الله إنّي سأَسكن فيهم وأسير في ما بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا، فلذلك اخرجوا من بينهم واعتزلوا يقول الربّ، ولا تمسّوا نجسًا فأقبلكم وأكون لكم أبًا وتكونون أنتم لي بنينَ وبنات يقول الربّ القدير. وإذ لنا هذه المواعد أيّها الأحبّاء فلنطهّر أنفسنا من كلّ أدناس الجسد والروح ونكمّل القداسة بمخافة الله.

 

الإنجيل: متّى ١٥: ٢١-٢٨

في ذلك الزمان خرج يسوع إلى نواحي صور وصيدا، وإذا بامرأة كنعانيّة قد خرجت من تلك التخوم وصرخت إليه قائلة: ارحمني يا ربّ يا ابن داود، فإنّ ابنتي بها شيطان يُعذّبها جدًّا. فلم يُجبها بكلمة. فدنا تلاميذه وسألوه قائلين: اصرفها فإنّها تصيح في إثرنا. فأجاب وقال لهم: لم أُرسَـل إلّا إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل. فأتت وسجدت له قائلة: أغثني يا ربّ. فأجاب قائلًا: ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويُلقى للكلاب. فقالت: نعم يا ربّ، فإنّ الكلاب أيضًا تأكل من الفُتات الذي يسقط من موائد أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال: يا امرأة عظيم إيمانك فليكن لك كما أردت. فشُفيت ابنتُها من تلك الساعة.

 

من الخيبة إلى الرجاء

حكى يسوع لتلاميذه هذا المثل: كان في بستانٍ شجرةٌ من التين، تردَّد صاحب البستان عليها مرارًا ليقطف منها ثمرًا، ولكنّه لم يجد فيها ثمرًا. فقال للبستانيّ: منذ ثلاث سنواتٍ وأنا أقصد هذه التينة لأقطف منها ثمرًا فلا أجد فيها ثمرًا! فاقطعْها لأنّها تشغل حيّزًا من الأرض من دون فائدةٍ! فأجابه البستانيّ: يا سيّدي، ألا تدعها عامًا آخر، فأقلّب تربتها وأسمّدها، لعلّها تثمر، وإنْ لم تثمر قطعتها. 

خاب أمل صاحب البستان من هذه الشجرة. من الناحية الزراعيّة، لا فائدة من الاعتناء بشجرة عقيمة. من هنا أنّ قرار السيّد بقطع الشجرة بعد ثلاث سنين من الانتظار مبرّر تمامًا. في هذه الظروف يظهر اقتراح البستانيّ شديد الغرابة، بخاصّة بالنسبة إلى نبتة تظهر كلّ المعطيات أنّ لا قيمة لها. لذلك يأتي عرضه تصويرًا رائعًا للنعمة التي يجود بها الله على البشر. يسبق هذه القصّة قول يسوع: إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. ما هو التحوّل (أي التوبة) الذي يدعونا إليه مثل الشجرة؟ أن نتوب هو تمامًا أن نتحوّل من صورة الإله الضيّق الصدر الذي لا يحتمل الخيبات، إلى الإله الحقّ الذي يرى إلى الرجاء المبذور المستتر في خليقته فيقلّب التربة ويسمّدها حتّى تنبت. 

في مناخ الحبّ الإلهيّ، يظهر «الحبّ المجنون» (بحسب تعبير القدّيس نيقولا كاباسيلاس) صورة أخرى عن أحشاء الرحمة التي ترجو دائمًا. فالله يغفر لزوجته الزانية في إرمياء ٣، أي ينسى زناها بسبب من حبّه، وهذا عبثيّ كما يقول «إذا طلّق رجل امرأته فانطلقت من عنده وصارت لرجل آخر، فهل يرجع إليها؟» (إرمياء ٣: ١). «لَكِنْ هَأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّة وَأُلَاطِفُهَا وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ ... بَابًا لِلرَّجَاءِ» (هوشع ٢: ١٤).

في مثل الابن الشاطر يبقى الوالد موجودًّا بشكل ثابت (جسديًّا وشعوريًّا) ليستجيب لمؤشّرات القلق عند ابنه عند ظهورها. لا تثنيه الخيبة بل يرسل له شوقه سرّيًّا يتحرّك في قلب الابن الشاطر رغم بعده، فيغدو الحنين بوصلة تعيده إلى الرجاء المنتظر. حساسيّة الوالد الفائقة يصوّرها بقوّة مثل الراعي الذي يفتّش عن الخروف الذي ضلّ. فانتظار الله ليس انتظارًا باردًا بل فعّالًا في استعادة العلاقة (كما في مثل الخروف الضال) وفي الوقت عينه غير اقتحاميّ (الوالد في مثل الابن الشاطر).

كيف نستدخل هذا الرجاء في حياتنا؟

- على صعيد النفس والأشخاص حولنا: لا نقطع شجرتنا الداخليّة بتسرّع غير ناضج، بل نعتني بها كالبستانيّ. النظر إلى النمو على المدى البعيد وليس إلى «إنجازات» قرّرتها اعتباطيًّا أحكام مسبقة. فلكلّ شخص إيقاعه الخاصّ في تفتّح براعمه وفي التحوّلات الداخليّة والخارجيّة. 

- على صعيد الجماعة المؤمنة: هنا أيضًا الواقع متحرّك ولا يمكن تجميده في قوالب، ولكن يمكن للتوتّر بين الواقع والمرتجى أن يكون توتّرًا خلّاقًا. في هذه المقاربة، لا تعود الخيبات حالة مزمنة من اليأس والتقهقر إلى الخلف، بل تتحوّل قواها الكامنة إلى حافز إيجابيّ للتقدّم إن انفتحنا لإلهامات تأتينا ممّا نرجوه ونظرنا بعين الأمومة إلى الواقع وما يحتويه من بذور قادرة على أن تنبت إن احتضنّاها. 

- على صعيد المجتمع: هل نرجو أن يتحوّل المجتمع فردوسًا؟ أقلّ الإيمان أن نعمل على ألّا تسوده شريعة الغاب، وفي هذا المضمار لا بدّ للمؤمنين من أن يكونوا ملح الأرض والخميرة التي تلج بها قوّة التغيير أحشاء المجتمع. وقد تغدو استقامتهم وشجاعتهم في الشهادة قوى فاعلة نحو التحوّل، في احترام كبير ومواجهة صريحة وآليّات عمل واضحة وتمييز نطلبه من العلى. وفي كلّ هذا قد تتلوّن الآراء وتتنوّع وتختلف في آليّات التصاعد من الواقع إلى المرتجى. فإذا تلاقحت بمحبّة واحترام من دون استئثار بالحقّ، تتنزّل عليها إيحاءات من السماء تقفز بها من الخيبة إلى الرجاء.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: القدّيس مارون الناسك

التلميذ: قال الكاهن إنّ الكنيسة تعيّد اليوم للقدّيس مارون الناسك. ماذا نعرف عن سيرة حياته؟

المرشد: نعرف القليل جدًّا عنه. كان القدّيس مارون ناسكًا في مدينة قورش، على رابيةٍ حيث بنى لنفسه منسكًا يلجأ إليه في بعض الأحيان، بينما قضى معظم وقته في العراء. أنعم الله عليه بموهبة الشفاء، جسديًّا كان أو نفسيًّا، فكان على سبيل المثال يداوي البخيل والغضوب. يُقال إنّه رقد في شيخوخةٍ متقدّمة من جرّاء مرضٍ بسيطٍ أنهى حياته.

 

التلميذ: قلْنا في طروباريّته اليوم إنّه متوشّحٌ بالله. ما معنى ذلك؟

المرشد: ليس القدّيس مارون الناسك وحده المُلقّب بالمتوشّح بالله، لكن أيضًا القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ، القّديس سمعان العموديّ، القدّيس سابا وغيرهم. كلمة «توشّحَ» تعني «لبسَ». فعندما نقول عن قدّيسٍ ما إنّه متوشّحٌ بالله، نعني أنّه لبس المسيح كما يقول بولس الرسول: «لأنّكم كلّكم الذين اعتمدْتُم بالمسيح، قد لبسْتُم المسيح». 

التلميذ: لكن كيف يمكننا أن نلبس المسيح؟

المرشد: نلبس المسيح حقيقةً حين ندخِلُه قلبَنا وعقلَنا، حين نسمح له لكلماته بأن ترشد خطانا في حياتنا، حين يصير فكرُنا كفكرِه، ومشيئتُنا كمشيئته، ومحبّتُنا مجّانيّة كمحبّتِه. نلبس المسيح حين نصيره، أي عندما في حضورنا يشعر الناس بحضوره.

 

بيان بطريركيّة أنطاكية

صدر بتاريخ ٨ شباط ٢٠٢١ عن بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بيان بشأن اللقاحات ضدّ كورونا، وممّا جاء فيه: «أمام ما يتعرّض له العالم ويُصيب الإنسان اليوم بفعل جائحة كوفيد١٩، وأمام إنتاج اللقاحات المُضادّة لهذه الجائحة، يهمّ الكنيسة الأنطاكيّة، وبعد التشاور بين غبطة البطريرك والسادة المطارنة، أن توضحَ لأبنائها ما يلي:

١. سبق للكنيسة أن أكّدت في الرسالة الرعائيّة الصادرة في العام ٢٠١٩ على «قدسيّة الحياة ووجوب احترامها، مع انفتاحها على التقدّم العلميّ». وهي في السياق ذاته، وإيمانًا منها بالدور المحوريّ الذي قام به التقدّم العلميّ على مرِّ العصور، تشجّع العلم والعلماء وتبارك كلّ مبادرةٍ خيّرةٍ تسهم في تقدّم البشريّة وتخفّف من معاناة الإنسان. ولذلك فهي ترفع صلواتها من أجل كلّ العاملين على حفظِ الحياة الإنسانيّة وخدمتها، من باحثين وعلماء وأطبّاء وممرِّضين وممرِّضات وجميع الذين يوفّرون الرعاية والعناية والخدمة في المستشفيات...

٢. اليوم، وبعد أن توصّل العلماء إلى إيجاد مجموعة من اللقاحات المضادّة لجائحة كوفيد ١٩، تعتبر الكنيسة من بعد متابعتها نتائج البحوث الطبّيّة المختلفة واستشارة أصحاب الاختصاص، أنَّ مسألة التلقيح لا تختصّ بحقل الدراسات اللاهوتيّة والروحيّة الإيمانيّة، وإنّما بالحقل العلميّ والطبّيّ والمراجع المعنيّة به، فيكون القرار بشأنها قرارًا شخصيًّا، يعود إلى كلّ شخصٍّ حقّ اتّخاذه بالتنسيق مع طبيبه.

٣. علاوةً على ذلك، وبما أنَّ هذه الجائحة ما زالت تُشكّل خطرًا على الحياة الإنسانيّة لكون المعنيّين لم يجدوا لها العلاجَ الشافي بعد، رغم ما يشكّله اللقاح من وقايةٍ منها نرجوها فعّالة، فإنَّ الكنيسة تلفت انتباه أبنائها إلى أهمّيّة استمرارهم بالالتزام بالإجراءات التي تدعوهم إليها الجهات المسؤولة والمُختصّة، أكانَ قبل التلقيح أم بعده...

٤. تحذّر الكنيسة من أيّ استغلالٍ سياسيٍّ أو تجاريٍّ لموضوع اللقاحات، بخاصّة مِن حجبها عن الفئات المهمّشة وتوزيعها بشكلٍ يخالف أسُسَ المساواة والعدالة والتعاضد بين جميع الناس.

٥. الكنيسة إذ تتفهّم وجود آراءٍ مختلفةٍ نابعةٍ من مخاوف وهواجس يتمّ تداولها على غير صعيد، تؤكّد أنّ هؤلاء جميعًا يبقون، على اختلاف آرائهم ومواقفهم، أبناءها، وتدعوهم إلى الحفاظ على رباط السلام والوحدة والمحبّة الذي يجمعنا في المسيح.

٦. لا شكّ في أنّ جميع التدابير الوقائيّة والصحّيّة واللقاحات مفيدةٌ لسلامتنا الجسديّة، ولكن يجب ألّا نغفل أيضًا أهمّيّة سلامتنا الروحيّة، وهذا يُعالَج بتغيير سلوكنا عبر توبتنا الصادقة بالعودة إلى الله بالصلاة وحياة الشركة والخدمة، بالصوم عمّا يؤذينا ويؤذي أخانا وبيئتنا، مع ما يعني ذلك من عيشٍ لسرّ شكر الله على عطاياه ومراحمه، وتغذية رجائنا بالكلمة الإلهيّة وسِيَر القدّيسين وتعاليمهم...

٧. في النهاية، إنّ الفرح النابع من إيماننا بأنّ المسيح معنا حتّى انقضاء الدهر يجعلنا رفاق دربٍ مع الذين سلكوا طريق الجهاد من آبائنا في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ويقوّينا في مواجهة كلّ شرٍّ وسوءٍ، ويجعلنا مثلهم، نتغلّب بنعمة الله وتضافر المساعي والجهود على التحدّيات التي تعترض مسيرتنا، لكي يتمجّد الله في أقوالنا وأعمالنا».

يمكنكم قراءة البيان مفصّلًا عبر موقع البطريركيّة: www.antiochpatriarchate.org

Last Updated on Friday, 12 February 2021 10:11