Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2021 العدد ١٠: ميزان المؤمن في استخدام محبّته وحرّيّته
العدد ١٠: ميزان المؤمن في استخدام محبّته وحرّيّته Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 07 March 2021 00:00
Share

raiati website copy




الأحد ٧ آذار ٢٠٢١    العدد ١٠ 

أحد الدينونة (مرفع اللحم)

الشهداء أفرام ورفقته أساقفة شرصونة

البارّ بولس البسيط 

كلمة الراعي 

ميزان المؤمن
في استخدام محبّته وحرّيّته

ميزان المؤمن في استخدام محبّته وحرّيّته العالم مليء بالنيّات الصالحة. وقد نتحلّى بأجملها وأبهاها، ولكن إن لم نترجمها أفعالًا على أرض الواقع ستبقى حبرًا على ورق. والنيّات الصالحة تحمل في نفسها بذار المحبّة، فإن لم تقع هذه البذار في الأرض الصالحة، فكيف سيتسنّى لها أن تنمو وتعطي ثمارًا؟

ما يقتل النيّات الصالحة هي الأنانيّة المعشّشة فينا والتي تدفعنا إلى خيارات تتوافق مع نزواتنا وشهواتنا، وليس إلى اختيار أفعال المحبّة الصادقة. مَن منّا لا يعرف معنى اللامبالاة بالآخر وبحاجاته، والتي قد تتطوّر إلى ازدرائه ولربّما إلى بغضه، لأنّه لا ينتمي إلى ما ننتمي إليه، سواء على الصعيد العائليّ أو الدينيّ أو السياسيّ أو الوطنيّ، أو حتّى إلى الاقتتال بدافع تأمين حاجاتنا على حساب حاجات الآخر.

وما يخمد فينا بريق النيّات الصالحة هي خياراتنا الخاطئة. فحسن استخدام حرّيّتنا ينمّي فينا طاقة المحبّة وروح الخدمة والمسؤوليّة تجاه الآخرين، بحال أخذنا كلمة الله على محمل الجدّ، وتعهّدنا أن نعيش إيماننا بصدق. لا شكّ في أنّ برود المحبّة فينا يفتح المجال لكلّ آفة وعلّة.

لذا يضعنا إنجيل الدينونة وجهًا بوجه مع أفعالنا، أفعالنا التي هي وليدة المحبّة المزروعة في أرض قريبنا الطيّبة والصالحة والتي تثمر إلى أضعاف. ويضعنا أيضًا أمام الغربال الذي به نقوّم استخدام طاقتنا وحرّيّتنا ووقتنا، وكيفيّة النظر إلى حاجاتنا وحاجات الآخرين انطلاقًا من عيشنا لإيماننا.

في مثل الدينونة، وحّد يسوع نفسه بالضعفاء، فدعاهم «إخوتي هؤلاء الصغار». فإن كنّا متّحدين به بالإيمان وشركة الأسرار المقدّسة، بدا طبيعيًّا أن نتمثّل إرادته ونحمل فكره (١كورنثوس ٢: ١٦) ونقتدي بمثاله (١كورنثوس ١١: ١). فقد تضامن يسوع مع العطاش والجياع والعراة والمسجونين إلى درجة جعلته يقبل كلّ فعل محبّة تجاه هؤلاء وكأنّه موجّه إليه شخصيًّا: «بما أنّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم» (متّى ٢٥: ٤٠).

كلّنا يتذكّر حديث بولس الرسول عن «الإيمان الفاعل بالمحبّة» (غلاطية ٥: ٦). فهل تشكّل هذه الحقيقة المبدأ الذي به يمكن للمؤمن أن يزن به كيفيّة استخدام محبّته وحرّيّته؟ هلّا تبنّيناها وخطونا خطوة في هذا الاتّجاه، خصوصًا في ظروفنا الراهنة، سيّما وأنّها أظهرت الكثير من «الخراف» الذين التفتوا إلى حاجات قريبهم وسعوا إلى تلبيتها، كما أفرزت أيضًا عددًا من «الجداء» الذين يحتاجون إلى إعادة نظر جذريّة في مقاربتهم واقعنا الإنسانيّ.

نعم، إنجيل الدينونة يدعونا إلى الخروج من منطقة الأمان التي نحصّن بها أنفسنا تجاه الواقع الصعب، إلى رحاب العمل على توسيع منطقة الأمان لسوانا، فنكون معًا في معيّة حياة، جنبًا إلى جنب، بتضامن واضح، وانحياز كلّيّ لصالح المحبّة، العاملة والمنطلقة من إيماننا بيسوع، وعملًا بوصيّته بأن نحبّ إخوته الصغار. أَوَليس على هذا النحو نمجّد الآب، فيمجّدنا هو بدوره؟ عسانا نسمعه يقول لنا: «تعالوا يا مبارَكي أبي رِثُوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم» (متّى ٢٥: ٣٤).

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٨: ٨-١٣، ٩: ١-٢

يا إخوة إنّ الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا ألّا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنّه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متّكئًا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه وهو ضعيفٌ على أكل ذبائح الأوثان، فيَهلك بسبب علْمك الأخُ الضعيف الذي مات المسيحُ لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيفة إنّما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحمًا إلى الأبد لئلّا أُشكّك أخي. ألستُ أنا رسولًا؟ ألستُ أنا حرًّا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولًا إلى آخرين فإنّي رسول إليكم، لأنّ خاتم رسالتي هو أنتم في الربّ.

 

الإنجيل: متّى ٢٥: ٣١-٤٦

قال الربّ: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكة القدّيسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع إليه كلّ الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا المُلْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأنّي جُعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآويتموني وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعُدتموني ومحبوسًا فأَتيتم إليّ. حينئذ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا فأطعمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبًا فآويناك أو عريانًا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيب الملك ويقول لهم: الحقّ أقول لكم بما أنّكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه. حينئذ يقول أيضًا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبديّة المُعدّة لإبليس وملائكته، لأنّي جعتُ فلم تُطعموني وعطشتُ فلم تسقوني وكنتُ غريبًا فلم تأووني، وعريانًا فلم تكسوني ومريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم أيضًا قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا أو عطشانَ أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلًا: الحقّ أقول لكم بما أنّكم لم تفعلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون إلى الحياة الابديّة.

 

هل أنا مسؤولٌ عن أخي؟

قارئ الكتاب المقدّس يعرف أنّ أوّل جريمة في تاريخ البشريّة هي عندما قتل قايين أخاه هابيل. وفي الوقت عينه نقرأ أنّ أوّل سؤالٍ يسأله الله بعد سقوط آدم وحواء هو سؤاله قايينَ عن أخيه:

فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»» (تكوين ٤: ٩).

جواب قايين لا يدينه فقط، بل يؤكّد المعادلة الإلهيّة التي شاءها الله بين البشر: الإنسانُ، كلّ إنسانٍ، هو حارسُ لأخيه. وقد برهن الربّ ذلك عندما تجسّد وصار أخا البشر أجمعين، ليحميهم ويحرسهم، لا بل ويفدي ذاته من أجلهم.

فالربّ لم يكتفِ بما يملك بل شارك الإنسانَ في ما يملك من ألوهة.

وبذلك أرسى معايير إيماننا، أي أنّنا مسؤولون عن إخوتنا ونشاركهم في ما نملك. 

نحن إذًا لا نحيا لذاتنا، بل لأجل الآخر وننظر إلى حاجاته وكأنّها حاجاتنا. 

قد يتساءل المرء، كيف لي أن أعرف حاجات أخي؟

الربّ سهّل لنا هذا الأمر بأجلى بيان في إنجيل الدينونة (متّى ٢٥). ما نفعله بالمريض والجائع والعريان والفقير والمسجون... هو ترجمةٌ لمسؤوليّتنا عن أخينا. والله سيحاسبنا على هذه المسؤوليّة يوم الدينونة. 

ولنا أمثولةٌ في تراثنا الرهبانيّ توضح هذا الأمر أيضًا. عندما يقعد الرهبان إلى مائدة الطعام لا يطلب الراهب شيئًا له. هذا ليس تمرّسًا على العفّة فقط. الفكرة أعمق. الراهب يراقب أخاه إن كان بحاجةٍ إلى شيء فيقدّمه له، ويتّكل على مراقبة أخيه الراهب لحاجاته أيضًا. 

من هنا يجب أن أنتبه دومًا إلى حاجات أخي. لا أنتظر أخي أن يطلب. دينونة لي إن طلب أخي، فهذا يعني أنّي لا أنتبه له.

هذه هي بساطة الحياة المسيحيّة: أن نلاحظ حاجات الآخرين ونخدمهم. 

إن تمرّسنا على خدمة الآخرين ننسَ الأنا ونعتبر أنّ وجودنا يأتي من اهتمام أخي بي واهتمامي به.

هكذا يدخل أخي قلبي وأنا قلبه. 

هذا هو سرّ الوجود. هذا هو سرّ الحبّ. 

أخوك مسؤوليّتك وأنت مسؤوليّة أخيك. يدك تؤمّن حاجات أخيك، وقلبك يحمله في الصلاة. 

ومتى سألك الله عن أخيك، أجبه: يا ربّ، أنا لا أريد أن أكون فقط حارسَ أخي، يا ربّ أريد بمعونتك أن أكون أيضًا ملاكه الحارس.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التذمّر والشكر

التلميذ: ألاحظ أنّ في أيّامنا هذه، كَثُرَ التذمّر وأصبح متفشّيًا جدًّا. فهذا يتذمّر من فقرٍ، وذاك من جوعٍ، وآخر من مرضٍ، وغير ذلك.

المرشد: ملاحظتك في مكانها، فإنّنا نعيش أيّامًا شديدة الصعوبة. ونحن نتذمّر ونضع اللوم على الله في كلّ الأمور التي نواجهها. اسمعْ ما يقوله القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في هذا الشأن: الخلل ليس في الحوادث الطبيعيّة وهي ليست سبب قلقنا، إنّما الخلل في أنفسِنا نحن وفي كيف نقرّر مداورة الأمور. ألا تلاحظ أنّ الغنيّ والفقير، المريض والمعافى، أصحاب العيال الكثيرة والذين لا ولد لهم، كلّهم يتذمّرون. إذًا أين تكمن المشكلة؟ في مجرى الأشياء أم في أنفسنا؟ 

التلميذ: فهمْتُ أنّ المشكلة لا تكمن في ظروف حياتنا. لكن لم أفهمْ كيف يمكن أن تكون المشكلة في أنفسنا.

المرشد: يعطينا القدّيس عينه مثلًا بسيطًا لنفهم ذلك. إذا كانت معدتُنا سليمةً، فهي تحوّل الأطعمة، مهما كانت عسرة الهضم، إلى مادّة مغذّية. لكنّها إذا خلت من القوّة، فإنّك تفضّل أن تقدّم لها ألطف الأطعمة، ومع ذلك فهي تفسده بسبب ضعفها. هكذا نحن، إذا كانت أنفسُنا في تمام قوّتها، أي مُسلَّمة للربّ شاكرةً إيّاه على الدوام، لا نضطرب من جرّاء ما يأتي. لكنّها إذا كانت معرّضةً للتشوّش، فإنّها لن تقوى على الشدائد مهما كانت صغيرة.

 

التلميذ: هل تقول لي إنّنا نكون شاكرين للربّ حتّى في المِحن؟

المرشد: بالتأكيد. هل تعلم المثل الشعبيّ القائل: «يلّي بشوف مصيبة غيره بتهون مصيبته»؟ ربّما لو نحن ندرك تمامًا الأمور التي أنعم الله بها علينا، لما كففْنا لحظةً واحدةً عن شكرانه. فهو أنعم عليْنا بسقفٍ نعيش تحته، بطعامٍ يغذّينا، بماءٍ تروينا، بثيابٍ تدفئنا، بعائلةٍ نشعر بحبّها، بيدين نعمل بهما، برِجْلَيْن نتحرّك بهما، بعينيْن نرى جمال خلقه بهما، بأذنيْن نسمع صوت أحبابنا بهما. لو عددْنا كلّ نِعَمِ الله علينا لما انتهيْنا أبدًا. إذًا نعم، نشكر الله في كلّ حينٍ، وهو ليس سبب حدوث الشدائد في حياتنا، فهذا من طبيعة حياتنا الفانية، إنّما هو سبب وجود كلّ ما هو جميلٌ في الدنيا.

 

سبت الأموات

من شرح المطران جورج (خضر)

كلّ سبت في السنة نقيم ذكرى الراقدين المسيحيّين الأرثوذكسيّين. حصر الصلاة بالأرثوذكسيّين ليس أقصاء للهراطقة والوثنيّين وغير المسيحيّين من قلوبنا. هؤلاء نصلّي من أجلهم في خلوتنا، في أدعيتنا الفرديّة. ولكنّ الصلاة الطقوسيّة أي صلاة الجماعة تشمل فقط الذين هم من الجماعة. والصلاة من أجل الموتى ممكنة في الكنيسة لأنّ المسيح وطئ الموت بموته وقيامته. «أيّها المسيح بقيامتك من بين الأموات ما عاد للموت سبيل لأن يسود الراقدين بحسن عبادة».

معنى هذا اليوم عظيم: «يا من وضعت حدود حياتنا اجعل الذين استفاقوا من ليل هذا العمر (أي بالموت) أن يكونوا بني نهار لا يشوبه مساء (وهو نهار قيامتهم). خلاصهم كامل في المجيء الثاني. إنّهم الآن في فردوس ينتظرون فيه انتقالهم إلى الغبطة الكاملة التي يمنحهم إيّاها السيّد عند وروده الأخير. عندئذ يتوّجهم الله بإكليل البرّ.

خدمة هذا السبت تنتهي برتبة الجنّاز لكلّ مؤمن، وتأمّل في طبيعة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، تأمّل في كرامة آدم الوسيط بين السماء والأرض وفي معصيته وخضوعه للموت وخلاصه في المسيح. وهي مناسبة لتذكّر الموت وطبيعة هذا الوجود الزائلة. إنّها تربية لنا على احتقار الزائل ومعرفة حدودنا. إنّها رؤية أنّنا واحد مع الذين انتقلوا إلى حضرة الربّ، وأنّنا وإيّاهم الكنيسة الراجية التي تتوقّع ظفرها في اليوم الأخير. هذه الرؤية أساسيّة للنسك الذي ستتعاطاه في صيام مبارك وتهيئة للتواضع والتوبة.

لذلك جاء هذا السبت شبيهًا بسبت النور لأنّ موت المؤمن شبيه برقاد الربّ في القبر. إنّه ذكرى كلّ الراقدين في كلّ الأزمنة (منذ الدهر) واختصار للأزمنة في زمن التريودي.

هذه الذكرى وُضعت عشيّة أحد الدينونـة لأنّ جمع الراقدين في رتبة واحدة يهيّئ لأحد الدينونـة الذي يقع فيه مرفع اللحم. جمع الموتى في صلاة واحدة صورة عن التجمّع الأخير قبل الدينونة. «نجّ يا ربّ جميع المؤمنين الذين نقلتهم إليك من أربع جهات الأرض المائتين بإيمان في البرّ أو البحر أو الأنهار، في الينابيع أو الآبار أو البحيرات، والذين صاروا فريسة للوحوش والطيور والحيوانات الدابّة». راحتهم الآن هي في أرض الأحياء حيث لا وجع ولا حزن ولا أنين. والرحمة ممكنـة من بعد الموت لأنّ المسيح محبّ للبشر.

هذه الذكرى تنفع بخاصّة الذين لم يذكرهم أحد. من أجلهم ومن أجل الجميع نقوم بصدقات، والصيام هو الزمان الأمثل للإحسان والإحسان مشاركة بين الأحياء والأموات. والذكرى تنفع الأحياء لأنّ الذي يدهن الآخر بالطيب فإنّما يطيّب نفسه أوّلًا.

إيماننا، كما أوضحه يوحنّا الذهبيّ الفم وغريغوريوس اللاهوتيّ، بأنّ الراقدين في المسيـح يعرفـون بعضهم بعضًا، ويفرحون بعضهم ببعض حتّى يوم القيامة. كذلـك نؤمن بأنّ الشهداء يشاهدون الأحياء لكونهم أحياء.

كذلك نؤمن بأنّ أنواع الموت المختلفة لا تكون بتحديد مسبق من الله ولكن بسماح منه فقط. إيماننا بأنّ الله لا يحدّد طول الحياة تعسّفًا لأنّ داود يقول: «لا تقبضني في نصف أيّامي»، وسليمان النبيّ يقول: «يا بنيّ أكرم أباك ليطول عمرك». فإن كان للحياة حدّ فلماذا نطلبها إلى الله ونستدعي الأطبّاء؟ ولذلك لا سند للقول الشعبيّ «خلصت زيتاته»، ولا معنى للقول الشعبيّ في التعزية: هذه مشيئة الله. فمشيئة الله هي الحياة. والموت افتقاد وانتقال إلى الفصح الأبديّ.

يبقى طابع الحزن الذي لا بدّ منه للتوبة. لذلك تُنقل أعياد القدّيسين عن هذا اليوم إذا وقعت فيه. حزن ولكنّه منفتح على رجاء القيامة.

 

معهد سان سيرج - باريس

يقدّم معهد القدّيس سرجيوس الأرثوذكسيّ اللاهوتيّ تعليمًا جديدًا: «الأرثوذكسيّة ووسائل الإعلام»، يهدف إلى إعطاء إجابات عمليّة عن السؤال: «ما هي وسائل الإعلام الأرثوذكسيّة في عصرنا؟»

ستكون الجلسات عن بُعد بسبب الوضع الصحّيّ العالميّ، وستكون مفتوحة لجميع المهتمّين بهذا السؤال. سيتمكّن المشاركون من التعرّف إلى تاريخ الاتّصال، واكتشاف لاهوت التواصل، والتعمّق بتعاليم الكتاب المقدّس حول هذا الموضوع وكيفيّة تنفيذه...

لمزيد من المعلومات والتسجيل يمكنكم زيارة موقع المعهد على الإنترنت: www.saint-serge.net

Last Updated on Friday, 05 March 2021 10:32
 
Banner