ocaml1.gif
العدد ٣٢: من شاطئ الشهادة الخارجيّة إلى عمق الاستشهاد الداخليّ Print
Written by Administrator   
Sunday, 08 August 2021 00:00
Share

من شاطئ الشهادة الخارجيّة إلى عمق الاستشهاد الداخليّ
الأحد ٨ آب ٢٠٢١ العدد ٣٢ 

الأحد السابع بعد العنصرة

القديس إميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس

 

كلمة الراعي

من شاطئ الشهادة الخارجيّة
إلى عمق الاستشهاد الداخليّ

من شاطئ الشهادة الخارجيّة إلى عمق الاستشهاد الداخليّ لحق بيسوع أعميان من دون أن يرياه، لكنّهما كانا يصرخان في إثره طالبَين إليه أن يرحمهما. هذان استطاعا أن يعبّرا عن إيمانهما فشفاهما يسوع. إلّا أنّ يسوع أمرهما بألّا يقولا لأحد شيئًا، علمًا أنّه كان يستحيل عليهما أن يوجدا في أيّ مكان من دون أن ينفضح أمر شفائهما. ربط يسوع لسانَيهما عن البوح بشأنه. لربّما كان ينظر إلى أعماقهما، وأراد أن تنحفر أكثر في قلبهما خبرة لقائهما به، فلا تبقى على مستوى الإعلام والاحتفال الخارجيّ ولو بداعي التعبير عن فرحهما باستعادة نظرهما. لربّما كان يدعوهما إلى الانطلاق إلى أبعد من خبرة استعادة النظر أو اختبار قدرته في هذا المضمار، أي أن ينطلقا في سبيل أن يعمّقا إيمانهما به، لينطلقا بالحريّ إليه (في حركة داخليّة منهما)، وليس إلى سواه (في حركة خارجيّة إليهم).

وهناك مجنون أخرس ما استطاع أن يعبّر عن إيمانه. كيف له أن يفعل وهو أخرس، ومن أين له القدرة على ذلك والشيطان عقد لسانه بطريقة غير منظورة؟ هذا قدّموه إلى يسوع فأخرج الشيطانَ منه. ذهب يسوع إلى العمق ولم يكتفِ بظاهر الأمر، فعالج العلّة الحقيقيّة الكامنة وراء اعتلال الأخرس. وساعدنا بذلك على أن نسير معه ومع الأعميَين السابقَين إلى رؤية الخدر الحقيقيّ الذي فيه يتّكئ المسيح إن شئنا أن نستقبله في هذا المكان.

صدى هذه الحادثة وغيرها مـمّا سبقها نجده على أفواه الجموع الشاهدة لمجرى الأحداث: «لم يظهرْ قطّ مثل هذا في إسرائيل» (متّى ٩: ٣٣). كان تعبيرًا واضحًا وصريحًا، وإقرارًا واعترافًا صادقًا وعفويًّا، بقدرة يسوع وتمايزه عن كلّ الذين سبقوه في العهد القديم إلى درجة الانتقال إلى واقع جديد بالكلّيّة. ما صدر عن الجموع هنا تعبير عمّا هزّ وعي الشعب بالعمق، عساه يكون فاتحة لهزّ القلوب وقيادتها إلى مراعي الإيمان بالمسيح، الماسيّا المنتظَر، وبالبشارة التي يكرز بها من أجل خلاص البشر.

على صعيد آخر، يصارحنا الإنجيل بأنّ هناك مَن يترصّد يسوع ويكنّ له إمارات السوء إلى أقصى درجة ممكنة. هناك مَن يقصد تخريب عمله وإلقاء ظلال الشكّ على شخصه، على نيّاته الحقيقيّة، على مصدر قوّته التي ما عادت خافية على أحد. هكذا عمد الفرّيسيّون إلى خنق صوت الجموع في مهده، بتشكيكهم بيسوع بما وصل إلى حدّ التجديف: «برئيس الشياطين يُخرج الشياطين» (متّى ٩: ٣٤). عمدوا إلى الكذب والتضليل بأقصى ما أوتوا من حجّة: لا يُخرج يسوعُ الشيطانَ بقدرة الله بل بقدرة الشيطان، فهو واحد منهم! لم يلصِق الشيطانُ نفسه تهمة كهذه بيسوع ليدمغه بها! هذا فعله الإنسان، فجنى على نفسه وعلى أخيه الباحث عن الخلاص، وذلك بلجوئه إلى الكفر والتجديف، بالكذب والتضليل، بالافتراء وتشويه الحقّ!

نعم، معركة استعادة كرامة الإنسان الحقيقيّة ليست سهلة على الإطلاق، لا بسبب الشيطان فحسب، بل بسبب منّا على الأكثر. هذا ظهر جليًّا في حياة يسوع ثمّ في حياة الكنيسة الرسوليّة، أي كنيستنا عبر العصور والأجيال. يخبرنا الإنجيل أنّ يسوع لم يتوقّف عند محاولة الفرّيسيّين إلقاء ظلال الشكّ على عمله ومساعيهم في أن ينزعوا من قلب الشعب بذور الاندهاش والإيمان الذي قد ينمو فيه. استمرّ يسوع في عمل الكرازة والرحمة والانحناء على آلام الإنسان الظاهرة والخفيّة، المعروفة منه والخفيّة عليه: «وكان يسوع يطوف المدن كلّها والقرى يعلّم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب» (متّى ٩: ٣٥).

لقد أعطى يسوع إكمال هذه المهمّة إلى الكنيسة، وهي سائرة في الظروف ذاتها التي سار يسوع فيها في معركة استعادة كرامة الإنسان الحقيقيّة: أن يرى يسوع، أن يؤمن به، أن يعمل بوصيّته، أن يدحر الشيطان، أن يكون في خدمة تدبير الله من أجل خلاص البشر. هذه سلسلة مترابطة لا تنفكّ عراها، فينتقل المرء من حلقة إلى أخرى بشكل طبيعيّ، وتستبان عبرها معالم الملكوت في القلب الداخليّ من جهة، وفي الجماعة المؤمنة والشاهدة والخادمة، من جهة أخرى.

هذا كلّه ينقلنا من شاطئ الشهادة الخارجيّة على أنواعها (الاحتفال) إلى عمق الاستشهاد الداخليّ (الاحتمال)، حتّى نجد اللؤلؤة الثمينة وتكون لنا إلى الأبد (متّى ١٣: ٤٦). هلّا أدّينا هذه الخدمة بفرح رغم صعوباتها، ومضينا بها رغم كلّ تجنٍّ، وتعمّقنا بسرّها في سرّنا، وأحببنا أخينا على قدر الطاقة، ومجّدْنا الله في قلوبنا، واستشهدنا في شهادتنا؟ فالغلبة الحقيقيّة فينا إنّما هي لإرادة الله من نحونا، كما الرسول: «فالله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرّة» (فيليبّي ٢: ١٣)! هلّا فرحنا بهذه اللؤلؤة!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٥: ١-٧

يا إخوة، يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل وَهَن الضعفاء ولا نُرضِيَ أنفسنا. فليُرضِ كلُّ واحد منا قريبه للخير لأجل البنيان، فإنَّ المسيح لم يُرضِ نفسَهُ، ولكن كما كُتِب: تعييرات معيّريك وقعَت عليَّ، لأن كلَّ ما كُتب من قبلُ انّما كُتب لتعليمنا ليكون لنا الرجاء بالصبر وبتعزية الكتب. وليُعطكم إله الصبر والتعزية أن تكونوا متَّفقي الآراء فيما بينكم بحسب المسيح يسوع، حتى إنكم بنفس واحدة وفم واحد تمجّدون الله أبا ربّنا يسوع المسيح. من أجل ذلك فليتّخذ بعضكم بعضًا كما اتخذكم المسيح لمجد الله.

 

الانجيل: متى ٩: ٢٧-٣٥

في ذلك الزمان، فيما يسوع مجتازٌ، تبعه أعميان يصيحان ويقولان: ارحمنا يا ابن داود. فلمّا دخل البيت دنا اليه الأعميان، فقال لهما يسوع: هل تؤمنان أني أقدر أن أفعل ذلك؟ فقالا له: نعم يا رب. حينئذ لمس أعينهما قائلاً كإيمانِكُما فليكُن لَكُما. فانفتحت أعينُهما. فانتهَرَهما يسوعُ قائلاً: انظرا، لا يَعلَم أحدٌ. فلمّا خرجا شهراه في تلك الأرض كلّها. وبعد خروجهما قدّموا اليه أخرس به شيطان. فلمّا أُخرج الشيطان تكلّم الأخرس. فتعجّب الجموع قائلين: لم يظهر قطٌّ مِثلُ هذا في اسرائيل. اما الفريسيون فقالوا: إنه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين. وكان يسوع يطوف المدن كلّها والقرى، يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب.

 

حُسن الإعتراف أمام الأتراب

يُظهرُ لنا هذا اليوم المبارك القدّيسَ إميليانويس المعترف أسقف كيزيكوس (في آسيا الصّغرى) كأحد القدّيسين المجاهدين، الذين لم يهابوا الشدّة ولا النّفي ولا التّعذيب في مسيرة إعترافهم بالإيمان بالرَّب يسوع وكنيسته، متمّمًا بذلك قول الرّسول بولس لتيموثاوس: «وَأمّا أنتَ فاصحُ في كلِّ شَيءٍ، احتمِل المشقَّات، اعمَل عَمَلَ المبشِّر، وتَمِّم خدمتَك» (٢تيموثاوس ٤: ٥). 

نقرأ في سيرة حياته المتواضعة أنّه كان رجلًا مملوءً محبّةً ولطافةً، ما أهّله لأن يكون من المتصدّين الكبار ضدّ كلّ من يحاول أن يخالف الكنيسة وإيمانها، فأضحى مدافعًا عن الإيقونات المقدّسة وملهمًا للشعب المؤمن بثباته وحسن سيرته وإيمانه غير المتزعزع. لهذا السّبب لقّبته الكنيسة بـ»المعترف» لأنّه كان شاهدًا للكلمة الإلهيّة، وهو حيٌّ، أمام السلطات الزمنيّة في عصره غير هيّابٍ تيّارات البدع التي كانت سائدة والتي كان لها النّفوذ والقدرة أن تنفيه وتعذّبه.

المعترف إذًا، هو الشاهد بآلامه وجهاده. هو مستعدٌ دومًا أن يبذل نفسه ويقدّمها لله، الذي بتدبيره يشاء أن يقف عند حدود التعذيب أو النفي أو ما شاكل، فيصير شهيدَ دمٍ بالنيّة وشهيد معاناة، في النفس والجسد، بالوضع. ولذلك، الإعتراف بمفهومه الإيمانيّ يتخطّى مجرَّدَ إعلان ما نَعلَم  إلى عيش ما تعلّمناه وآمنّا به ناقلين إيّاه للآخرين بشتّى وسائل المحبّة المتاحة لنا متمّمين قول الرَّب: «من يعمَل ويعلِّم، هذا يُدعى عظيمًا في ملكوتِ السَّماوات» (متّى ٥: ١٩).

الهدف الأساسيّ إذًا، والبوصلة التي علينا إتّباعها والتي ترشدنا إلى ميناء الخلاص، هي رغبتنا في أن ندعى عظماء في ملكوت السّماوات. وهذا الأمر يتطلّب منّا جهدًا كبيرًا لأنّنا نعيش في زمنٍ هو بأمسّ الحاجة إلى فكر المسيح ونوره. لقد كثرت شجوننا واهتماماتنا ومشاغلنا، فالجوّ السّائد في مجتمعاتنا يدعونا إلى القلق ممّا سيحدث في المستقبل، القريب أو البعيد، وقد نسينا قول الرَّب لنا: «لا تهتمّوا للغد، لأنَّ الغد يهتمُّ بما لنفسه» (متّى ٦: ٣٤). والملفت أنّه قبل هذه الآية يحدّد بنفسه البوصلة الصّحيحة التي تجعلنا نقتنع ألّا نهتمّ للغد فيقول: «أطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرَّه» (متّى ٦: ٣٣). إن وجّهنا اهتمامنا نحو الملكوت، الذي وعدنا به الرَّب يسوع، نكون قد وضعنا أرجلنا في طريقه، وتاليًا يصبح إعترافنا أمام أترابنا وكلّ من حولنا إعترافًا ملكوتيًّا لا غشّ فيه ولا رياء. لأنّنا نزعنا عنّا الإهتمامات الثانويّة وحدّدنا أولويّاتنا نحو الأهمّ، فلا تعد تهمّنا الشّدائد والصّعاب، الحروب والقلاقل، الجوع والعوز، الأمراض والأوبئة، ما يعنينا فقط هو أن نعيش «بسلامٍ وتوبة».

هكذا عاش القدّيسون وبينهم القدّيس إميليانوس المعترف. لم يهتم للغد وحاجاته بل اهتمَّ للحياة الفضلى مع المسيح سيّده وإلهه. وبما أنّه قد درّب نفسه على حياة الفضيلة والتّوبة والتّواضع، أضحى اعترافه بالمسيح أكثر اقناعًا إذ استخدم لغة المحبّة الصّادقة، فلم تسيطر عليه أهواءه بل نعمة الرّوح القدس التي تكمّل النّاقصين وتشفي المرضى وتهدي الضّالين وتحرّر أسرى الشّيطان.

ونحن بدورنا كمسيحيّين من قال لنا الرَّب يسوع: «أنتم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم منَ العالم» (يوحنّا ١٥: ١٩)، علينا أن نتغرّب عن العالم وأهوائه ومشاكله ونلتصق بالمسيح منبع الفرح والنّور، ونضع في يديه حياتنا كلّها، موجّهين أنظارنا نحو الملكوت. وبذلك نستعيد الرّجاء المعطى لنا مجّانًا بقيامة الرّب يسوع ونحفظ وديعة الإيمان بالتّوبة ونعيشها وننقلها لأترابنا، فنعود لنلهب شعلة الرّوح القدس التي أُضيئت بالمعمودية، فتظهر أعمال الله فينا ونمجّد أبانا الّذي في السماوات.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: المسبحة في كنيستنا

التلميذ: أرى المؤمنين في الكنائس الأخرى يصلّون بالمسبحة، لمَ ليس لدينا مسبحة مثلهم؟

المرشد: بالطبع لدينا، نحن نستخدم المسبحة في صلاتنا الشخصية، فهي تساعدنا على التركيز.

التلميذ: ما هي هذه الصلاة وما طريقة استخدام المسبحة؟

المرشد: هناك العديد من الصلوات القصيرة التي يمكنك أن تتلوها على كلّ حبّة. يمكنك أن تلتمس رحمة الرب قائلاً: «يا ربي يسوع المسيح ارحمني»، أو أن تتوجّه إلى والدة الإله: «أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا»، أو إلى القدّيسين: «أيّها القديس... تشفّع بنا». وهناك صلاة من أجل الراقدين: «يا ربي يسوع المسيح أرِح نفس عبدك فلان».

هذه الصلوات القصيرة فعّالة في حياتنا اليومية. وإذا استعنّا بالمسبحة، يزداد تركيزنا فنجني ثمرًا أكبر. نحن إجمالاً نستعين بها في صلاتنا الشخصيّة وليس في الصلوات الجماعيّة في الكنيسة. نجلس في مكانٍ هادئ ونكرّر هذه الصلوات محاولين طرد التشتّت. نصرخ إلى الله ونلتمس حضوره. ندعوه ليسكن فينا، فتنسكب علينا نعمته. نشعر بسلامٍ وصفاءٍ في قلبنا، وبتحرّرٍ من كل اضطرابٍ في داخلنا. نتشدّد في مسيرة حياتنا ونتعزّى في أحزاننا. نكون في حضرة الربّ يسوع ووالدة الإله والقدّيسين، ونتذوّق الملكوت في داخلنا.

التلميذ: من أين وصلتنا المسبحة؟

المرشد: تعود المسابح الصوفيّة إلى تقليدٍ انتقل إلينا عبر الزمن. ففي البدء، كانوا ينقلون حبّات الحصى الصغيرة أو بذور النباتات من وعاءٍ إلى آخر فيما كانوا يتلون الصلاة. ثمّ فكّر أحد الرهبان بأن يعقد خيطًا ليستعمله في قانون صلاته اليوميّة، فصار الشيطان يحلّ له العقد محبطًا محاولاته للصلاة. حينئذٍ، حضر ملاكٌ وعلّمه طريقة صنع عقدة خاصّة فيها تسعة صلبان مُتشابكة. ولم يقدر الشيطان على فكّ هذه العقدة التي على شكل صليب.

تتكوّن المسبحة النموذجية من ثلاث وثلاثين عقدة، على عدد سنوات المسيح المتجسّد. ولكن هناك مسابح فيها مئة حبّة وأخرى ثلاثمئة حبّة. وهي إجمالاً مصنوعة من الصوف الآتي من الخروف الذي يُذكّرنا بحمل الله الرافع خطايا العالم (يوحنا ١: ٢٩)، وقد تجدها مصنوعة من مواد أخرى أيضًا.

جميلٌ هو هذا الإرث، حاول استخدام المسبحة يوميًّا لتلمس الثمار التي أخبرتك عنها.

 

توصيات إلى أهل رومية

للمطران جورج خضر

يبدأ بولس حديثه في اللاهوت وينهيه بالأخلاق كما في هذه الرسالة إلى أهل رومية. يلاحظ في بدء المقطع أن في الكنيسة أقوياء وضعفاء وكلهم إخوة. الأقوياء هم المتمسّكون بالمسيح بشدة ويعرفون عنه الكثير بالفضائل التي في نفوسهم تستقبل السيد. والضعفاء ليس عندهم هذه الغيرة أو ليس عندهم معرفة كبيرة. في الكنيسة نتقّبل أحدُنا الآخر لأن الله قبله. الكنيسة لا تقبل كبرياء العارفين كما لا تقبل أن يقول الضعيف أنا هكذا وأُصرّ أن أبقى ضعيفًا ولستُ أُريد أن أتعلّم أو أن أُجاهد في سبيل بهاء روحيّ أعظم. كلنا يجاهد ليصل إلى الذروة (...)

يضيف بولس، إلى رجاء معرفتهم بالكتب، أن يكونوا متّفقي الآراء بحسب المسيح يسوع مستندين على العقيدة الواحدة واستقامة الرأي، وما همّه أن يكونوا متّفقين في أمور هذه الدنيا، في السياسة مثلاً. الكنيسة ليس لها رأي في هذه السياسة أو تلك إلا أنها مع الفقراء والمظلومين وضد الهدر والسرقة (...)

تخدمون بعضكم بعضًا لكي يبقى الله سيدًا على الكنيسة. ساندوا بعضُكم بعضًا ليس للمنافع المتبادَلة ولكن لتكونوا واحدًا لله في يسوع المسيح ربنا. الله هو الذي يجعلكم واحدًا بيسوع المسيح إذا أَطعتموه. تعاونوا في تفعيل كل منكم موهبته للآخرين. هذا يعطي تعليمًا وذاك افتقادًا أو إحسانًا والآخر وعظًا أو تدبيرًا لشؤون الكنيسة. فلا يفرّق بينكم أحد لأن المسيح إذا أُعطي من كل واحد للآخر يكون هو الجامع بينكم وتصير الكنيسة، إذ ذاك، جسدًا واحدًا عاملاً في كل فرد من أفرادها وهي موحّدة بنعمة المخلّص لها وبقبول كل مؤمن فيها عطاء الرب، وفي هذا تَبدُون جسدًا واحدًا للمسيح حتى إنّ من رآكم موحّدين يكون شاهدًا للمسيح الواحد القائم في كل واحد منكم.

«المحبة لا تسقُط أبدًا» وهي التي تبني كُلاّ منكم وتَبنِيكم مجتمعين.

 

بيروت

يوم الأحد الواقع فيه ١ آب ٢٠٢١، شارك راعي الأبرشية المتروبوليت سلوان في القداس الإلهي والجناز من أجل راحة نفس ضحايا إنفجار مرفأ بيروت والذي ترأسه صاحب السيادة المتروبوليت الياس راعي أبرشية بيروت وتوابعها في كنيسة القديس نيقولاوس - الأشرفية.

Last Updated on Thursday, 05 August 2021 22:29