ocaml1.gif
العدد ١٠: شرعة وسمات وفكر الصائم Print
Written by Administrator   
Sunday, 06 March 2022 00:00
Share

شرعة وسمات وفكر الصائم
الأحد ٦ آذار ٢٠٢٢  العدد ١٠ 

أحد الغفران (مرفع الجبن)

القدّيسون الشهداء الاثنان والأربعون الذين في عموريّة

البارّ أركاديوس

 

كلمة الراعي

شرعة وسمات وفكر الصائم

شرعة وسمات وفكر الصائم على أبواب الصوم، يطرح يسوع علينا أوجهًا ثلاثة من نموّ بذار كلمته الإنجيليّة في حياتنا، اللّهمّ إذا ما كنّا صادقين مع أنفسنا وشاكرين لعطيّته ومنطلقين في اتّباعه. ما يقوله يسوع في إنجيل أحد الغفران ينفذ إلى واقعنا لكي يرفعنا إلى الجمال الذي شاء الله أن يدعونا إليه لنطلبه فيزيّننا به. فهل أنت مستعدّ؟

الوجه الأوّل يتعلّق بقدرتك على المسامحة، أي بقدرتك على استيعاب الآخرين، في خطاياهم وزلّاتهم، في أذاهم وجهلهم، لا سيّما تجاهك أنت. فهل تقدر على أن تتحمّل مظالم الآخرين وافتراءاتهم وتشهيرهم بك، عن حقّ أو عن باطل؟ هل تقدر على أن تستوعب سلوكهم الذي لا يقدّر مواهبك أو يحتقرك أو يرذلك أو يسمّي الأشياء بغير أسمائها فيفتري عليك؟ هل يدفعك هذا الواقع الظالم إلى أن تجاريه في السلوك فلا تميّز بين الشخص وخطاياه، فتكيل له مكيال الشرّ الصادر عنه بمكيالَين صادرَين عنك؟ أم تمتدّ من أجله إلى الله بالصلاة القلبيّة كيما يترأّف به ويشفيه من غيّه ويعيد إليه نور الحقّ والمحبّة، وكيما يهبك قدرة الصفح عنه وسلام القلب؟ هوذا مثال يسوع منتصب أمامك، فاسعَ إلى أن تتمثّل به. ظلمناه كثيرًا، بمعرفة وعن جهل، لكنّه ما فتئ يسامحنا ويمنحنا الفرصة تلو الفرصة لنقوم إلى العافية والاستقامة الروحيّة. فلا تعطِ للحقد والغضب وأفكار السوء ملاذًا في قلبك تجاه أخيك، واحرصْ على أن تغلب بالمحبّة والغفران كلّ أشكال العدوانيّة التي تتلقّاها.

والوجه الثاني يتعلّق برغبتك في إصلاح نفسك بالعمق، وليس الاكتفاء في عبادتك لله بصورة التقوى الخارجيّة، صورة الصائم أو المصلّي أو المحسِن أو المؤمن الفضيل أو سواها من الصور الجميلة التي تغشّ بها سواك، لا سيّما أهل الإيمان، حول حقيقة إيمانك بالله وطاعتك لكلمته والتزامك إيّاها فعلًا لا قولًا. فالصوم هو أن تبتعد عن السوء بأشكاله كافّة، فتسعى أن يبقى ضميرك أمام الله طاهرًا نقيًّا، وأن تتّقيه وتحبّه وتتوب «إلى أبيك الذي في الخفاء» (متّى ٦: ١٨). هلّا عدتَ إذًا إلى نفسك ومحّصتَ أفعالك وأقوالك وأفكارك ونيّتك على ضوء محبّة يسوع لك ودعوته لك أن تحبّ مثله؟ ما أجمل ما تعلّمه إيّانا الكنيسة في صلواتنا اليوميّة: «يا ربّ، نقِّ نيّاتنا». كم نحتاج بالفعل إلى أن تدخل النعمة إلى ثنايا نفوسنا، فتجدّد المجال الواعي وغير الواعي من حياتنا.

أمّا الوجه الثالث فيتعلّق بما تصبو أن تصل إليه أو تصير عليه. يسألك اليوم يسوع عن «كنزك» (متّى ٦: ٢١): ما هي وجهة رحلتك الأرضيّة وغايتها؟ هل تصبو إلى موطن على الأرض زائل أم موطن في السماء باقٍ؟ المواطن المقيم في ملكوت السماوات له شرعة يتبعها، وسمات يعيشها، وفكر يتّخذه نبراسًا له. أمّا الشرعة فهي ناموس المحبّة الذي تجلّـى في الإنجيل، وأمّا السمات فهي تلك التي للإنسان الجديد الذي جدّده الروح القدس، وأمّا الفكر فهو فكر المسيح الذي حقّق إرادة الآب لخلاص الإنسان ببذل ذاته حتّى النهاية. فهل ترغب في أن تتكوّن في هذا المعجن لتصير قربانة صالحة على مذبح الربّ وعلى مذبح القريب؟ هيّا راجعْ أولويّاتك ورغباتك ولا تنسَ أنّ المحبّة والصلاة القلبيّة كنز لا يأكله دود القبر. فمَن اقتنى المحبّة والصلاة الحقّ أقام في الله والله فيه.

هذه الأوجه الثلاثة هي الأبعاد الثلاثيّة لشخصيّة المؤمن الذي يتأهّب لرحلة الصوم. إنّها رحلة موت لتحيا. فاخترْ الميتات التي تمنع تحقيق هذه الأوجه الثلاثة. وطبيعة هذه الميتات كامنة في تخلّيك الطوعيّ عن السوء وفكّ ارتباطك الداخليّ به، لتختار الخير. ليس في هذا راحة، بل جهاد عسير يفضي إلى ولادة إنسانك الداخليّ على حسب قلب الله. تذكّرْ أنّك في هذه الرحلة متّجه إلى مَن أحبّك أوّلًا، أعني أباك «الذي يرى في الخفاء ويجازيك علانيّة» (متّى ٦: ١٨). فلتكنْ هذه الوجهة كنزك في يوميّات الصوم. انفتحْ على محبّته لتتغذّى بها وتغذّي بها سواك، سواء المجروحين بالسوء الذي يأسرهم، أو الخير الذي لا يستطيعون أن يصنعوه. يسوع راعيك في هذا الكلام وفي هذه المسيرة فاقبلْ على جهاد الصوم، فطريق الألف ميل تبدأ بخطوة. هوذا وقتها قد حان!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١3: ١١-١٤: ٤

يا إخوة إنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان حين آمنّا. قد تناهى الليل واقترب النهار فلندعْ عنّا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلكنّ سلوكًا لائقًا كما في النهار، لا بالقصوف والسِّكر ولا بالمضاجع والعهر ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الربّ يسوع المسيح ولا تهتمّوا بأجسادكم لقضاء شهواتها. من كان ضعيفًا في الإيمان فاتّخذوه بغير مباحثة في الآراء. من الناس من يعتقد أنّ له أن يأكل كلّ شيء، أمّا الضعيف فيأكل بقولًا. فلا يزدرِ الذي يأكل من لا يأكل، ولا يدنِ الذي لا يأكل من يأكل، فإنّ الله قد اتّخذه. من أنت يا من تدين عبدًا أجنبيًّا؟ إنّه لمولاه يثبت أو يسقط، لكنّه سيثبَّت لأنّ الله قادر على أن يثبّته.

 

الإنجيل: متّى ٦: ١٤-٢١

قال الربّ: إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أبوكم السماويّ أيضًا، وإن لم تغفروا للناس زلّاتهم فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم. ومتى صمتم فلا تكونوا معبّسين كالمرائين فإنّهم يُنكّرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم إنّهم قد استوفوا أجرهم. أمّا أنت فإذا صُمْتَ فادهن رأسك واغسل وجهك لئلّا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يُجازيك علانية. لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والآكلة وينقب السارقون ويسرقون، لكن اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يُفسد سوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون ولا يسرقون، لأنّه حيث تكون كنوزكم هناك تكون قلوبكم.

 

دواءُ الخلود

تركيبة الإنسان مفطورةٌ على الأوجاع الناتجة من الحرّيّة. فالإنسان الحرّ منفتح هو على كلّ الاحتمالات، ليصل إلى الحقيقة التي لا يمكن أن يهنأ بها إلّا بعد مخاض ولادةٍ مُتعسّر. الشوق المزروع فيه إلى الكمال يؤلمه، والبُعد عن الرؤيا الإلهيّة يُضنيه. تراه مُتقلقلًا بين الأنا التي لا ترتوي والتواضع المُفرح الذي هو بالعمق حرمان الذات طوعًا من الذات، ومن كلّ تعزيةٍ، لصالح التوبة، ومصالحة الله والذات بالآخَر.

كثيرون هم المجاهدون الذين وضعوا أنفسهم بين يدَي مؤدِّبين يُقرّعونهم ويوبّخون أفعالهم البهيميّة، لاقتناعِهم بأنّ نقصان ماء الهوان من شأنه أن يجعل أرضهم تعشب وتُنبت شوك الجفاء والتراخي في المصالحة مع الذات الحقيقيّة والألوهة المُقصاة. إنسان الأوجاع هذا، يعيش الإيمان في حياته مع الجماعة، مُنكسِرًا أمام الخطيئة المُدمّرة، ومُنتصرًا بالله، مُطأطئًا الرأس بالتدريب المستمرّ على الغفران والمصالحة، مُندفعًا لمعونة الأخ وحمل النير معه على الرجاء.

الإنسان البعيد عن ذاته بعيد هو حتمًا عن الله وعن الآخَر. دواؤه المصالحة والغفران: «فإن غفرتم للناس زلاّتهم، يغفر لكم أيضًا أبوكم السماويّ. وإن لم تغفروا للناس زلاّتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلّاتكم» (متّى ٦: ١٤-١٥).

فالمصالحة النبيهة الأولى، مُفترض أن تكون مع الله أوّلًا، فهو الذي يكشف للإنسان جحيم بُعده. والثانية تكون كنتيجةٍ حتميّةٍ لأنّ العائد إلى الأحضان الأبويّة عائدٌ مع نِعَم الغفران الممنوحة مجّانًا من الله، المؤدّية بدورها إلى تبادل الغفران مع الآخَر. فالنموذج والمثال هو المسيح، والمولود الجديد، إنسان التوبة والغفران، هو الأيقونة المرجوّة.

قد يعتقد الإنسان الجاهل أنّ الجفاء والانقطاع عن الآخَر مريحٌ. وأنّ الانحسار التكتيكيّ الناتج من عداوةٍ دفينةٍ مُبهجٌ. ولكنّ الخبرة تُفصح بوضوحٍ أنّ الإنسان لا يعيش من ذاته، ولا يعيش لذاته. والفرح الحقيقيّ هو في خلق أترابٍ لك يؤازرونك وتنمحي من أجلهم، مُحقّقًا ذاتك الوجوديّة من شراكة الحبّ، الذي هو الضمانة الحقيقيّة للاستمرار ونوال ملكوت البهاء منذ اليوم.

الإنسان اجتماعيٌّ هو. ينمو ويستقيم من التعاطي الجَدِّيّ والتعاضد، وربما من التناطح مع القريب الموجود مقابله. يَهنأ بالمصالحة ويكبر بالغفران. فمصيدة الموت ليست خطرًا إلّا على مَن استهتر واستهزأ وأقرّ أنّ مشكلة الآخَر لا تعنيه. كلّنا في سفينةٍ واحدةٍ. إن غرق الواحد غرقنا جميعًا، «فإنّ كان عضوٌ واحدٌ يتألّم فجميع الأعضاء تتألّم معه» (١كورنثوس ١٢: ٢٦). فلا تنحسر وكأنّك غير مَعنيٍّ بآلام الآخَر. فإن أطعمت جائعًا شبعت أنت، وإن كسيت عريانًا استدفأت أنت، وإن سقيت كأس ماءٍ باردٍ لأحد هؤلاء الصغار باسم تلميذ، ما ضاع أجرُك في ملكوت الله (متّى ١٠: ٤٢)، فرحلة الملكوت، تبدأ بخطوة غفرانٍ.

المصالحة والغفران هما دواء المتألّمين الحتميّ. إن كنت مُخاصمًا جارك مثلًا، غير غافرٍ له خطاياه، ولا فاحصًا ذاتك عليه، غير مُتحاورٍ معه للبنيان، راسمًا كلّ الحدود بينك وبينه، والتواصل مقطوع، ثق بأنّك أنت في كلّ مرّةٍ تراه، سيفور دمك ويرتفع مستوى الأدرينالين في عروقك، وتخرج من عينيك شرارة الحقد، وتنتابك الأفكار المُهلكة، وتستشيط غضبًا وحدك، وهو غير عالمٍ ربّما بما أنت عليه. فارحم نفسك يا إنسان الله، واغصب ذاتك على الخطوة الأولى باتّجاه ملكوتك الداخليّ، غير مُستسلمٍ إلى سهولة الإنطوائية المرَضيّة، لأنّ السهولة هذه، تُولِّد فيك الميوعة. أمّا الشدّة الناجمة عن المواجهة المبنيّة على روح الإنجيل بالمصالحة والغفران للمُذنب (لكونك أنت المذنب الأكبر لو تفحّصت خطاياك)، تُولّد فيك الرجولة. فكن رجلاً أمام الله. آمين.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الصوم الأربعينيّ

التلميذ: قال بعض رفاقي إنّ في الصومَ قهرًا؟

المرشد: ليس الصوم قهرًا للنفس لكنّه «بهجة» و«فرح» و«حلّة مبهجة»، وهو يتخطّى كونه إمساكًا سلبيًّا عن المأكل إلى كونه صراعًا ضدّ كلّ ميل شرّير، ويحمل قوّة الشفاء.

التلميذ: ما هو الغرض الأساس من الصوم؟

المرشد: المطلوب الحقيقيّ في هذا الموسم ليس الإمساك وحسب ولكن المطلوب وجه الله. أنت تربّي نفسك على طلبه لأنّه المتروك الأوّل. لذلك لا بدّ من تذكير أنفسنا بأنّ رياضتنا الأولى ليست الإمساك بل قراءة كلمة الله. نحن لا نجوع إلى طعام. هذا نتربّى عليه. نحن نجوع إلى كلمة الله. لذلك كان لا بدّ لنا من أن نفهم أنّنا نمسك عن أطعمة في سبيل أكل كلمة الله. الله، الله ولا شيء آخر. ولذا يؤذيني من أمسك عن أطعمة ولا يستمع إلى كلمة الله ويقرأها وبهذه القراءة وحدها تعوّض عن جوعك.

 

القاعدة الأخلاقيّة

للمطران جورج خضر

يدور في أذهان الناس أنّ الوصايا العشر تحتوي كلّ الأخلاق المسيحيّة. الحقيقة أنّها نموذج وأنّ ثمّة خطايا كثيرة لا تذكرها هذه الوصايا. في العهد القديم ذاته القاعدة الأشمل هي هذه: «أحبب الربّ إلهك حبّك لنفسك» (لاويّين ١٩: ١٨). هذه اتّخذها يسوع: «أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك وبكلّ نفسك وبكلّ ذهنك. تلك هي الوصيّة الأولى والكبرى». وبعد هذا أضاف: «والثانية مثلها: أحبب قريبك حبّك لنفسك» (متّى ٢٢: 3٧-٤٠). ثمّ في إيجاز كلّيّ يقول: «بهاتين الوصيّتين ترتبط الشريعة كلّها والأنبياء». الأخلاق في تعليم يسوع هي المحبّة.

ولكن ما الرابط بين هذه الوصيّة الجديدة والوصايا العشر؟ هنا يوضح بولس: «مَن أحبّ غيره أتمّ الشريعة». فإنّ الوصايا التي تقول: «لا تزنِ، لا تقتل، لا تسرق، لا تشته» وسواها من الوصايا، مجتمعة في هذه الكلمة: «أحبب قريبك حبّك لنفسك». فالمحبّة لا تُنزل بالقريب شرًّا، فالمحبّة إذًا كمال الشريعة» (رومية ١3: ٨-١٠).

قد يبدأ الإنسان بالمحافظة على الشرائع ثمّ إذا عرف يسوع يفهم أنّ قدرتنا على إتمامها تأتي من نعمة الله. فحتّى لا تكون الوصايا سيفًا مصلتًا فوق رأس الإنسان ينبغي أن تنبع من القلب الذي استضاء بنور المسيح.

يسوع يصل إلى الجذور. «سمعتم أنّه قيل للأوّلين: «لا تقتل...» أمّا أنا فأقول لكم: مَن غضب على أخيه استوجب حكم القضاء». كذلك: «سمعتم أنّه قيل «لا تزنِ،» أمّا أنا فأقول لكم: مَن نظر إلى امرأة بشهوة، زنى بها في قلبه». المسألة ليست أن نمتنع عن شيء خارجيّ بل أن نطهّر القلب كيلا يميل إلى السوء.

من هنا إنّ الأخلاق المسيحيّة تقوم على ترويض الإنسان نفسه على أن تحبّ السيّد، وأن يراقبها حتّى تمتنع عن الخطيئة وتحبّ الخير. إذ ذاك، الوصايا تنبع تلقائيًّا من القلب المتطهّر.

 

وفاة الإيكونوموس فيليبّس (الحاجّ)

رقد على رجاء القيامة والحياة الأبديّة الثلاثاء ٢٢ شباط ٢٠٢٢ الإيكونوموس فيليبس (الحاج). هو من مواليد جورة البلوط - المتن في العام ١٩٢٥. أرمل، وله ستّة أولاد. نال على يد المثلّث الرحمة المطران إيليّا كرم في العام ١٩٦٠ نعمة الشموسيّة في كنيسة صيدنايا - الدكوانة، وفي العام ١٩٦١ نعمة الكهنوت في كنيسة المخلّص - بحمدون المحطّة، وهو صيّره أيضًا متقدّمًا في الكهنة في العام ١٩٦٢ في كنيسة مار إلياس - الحدث. توزّعت خدمته الكهنوتيّة على الرعايا التالية: عرمون، القصيبة، أرصون، الشوير، الحدث (لغاية ١٩٧٥)، نابيه (لغاية ١٩٩٣)، وأخيرًا رعيّة مار إلياس - بيت مري لحين تقاعده في العام ٢٠٠٥. رفعه راعي الأبرشيّة المتروبوليت سلوان (موسي) إلى رتبة إيكونوموس في العام ٢٠٢٠.

ترأس راعي الأبرشيّة المتروبوليت سلوان القدّاس الإلهيّ من أجل راحة نفس الأب فيليبّس صباح الأربعاء ٢٣ شباط في كنيسة مار إلياس - بيت مري، ثمّ خدمة جنّاز الكهنة وخدمة الجنّاز العموميّ. وكانت له كلمة في هذه الخدم الثلاث: الأولى حول معنى الكهنوت الذي هو نور ينير الذين في الظلام حتّى يأتوا إلى النور؛ والثانية حول كيفيّة عيش الصمت المثمر في شيخوخة صالحة؛ والثالثة حول عمل التوبة في استعداد المؤمن لمواجهة يوم انتقاله ورحيله بسلام إلى ربّه.

 

تصيير الأب عيد (حبيب) متقدّمًا في الكهنة

يوم الأربعاء الواقع فيه ٢٣ شباط ٢٠٢٢، صيّر راعي الأبرشيّة قدس الأب عيد (حبيب) متقدّمًا في الكهنة، خلال القدّاس الإلهيّ في كنيسة الظهور الإلهيّ - النقاش. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن نور المسيح الذي يضيء خدمة الكاهن للسجناء، وبيّن طريق هذه الخدمة كما اكتشفها في خبرة أحد كهنة الأبرشيّة المكلّفين بها. وفي نهاية الخدمة، كانت له أيضًا كلمة شكر فيها خدمة الأب عيد الكهنوتيّة في الأبرشيّة وفي الرعايا المتعدّدة، التي ناهزت ثلاثة عقود، وبالأخصّ خدمة المساجين ومتابعة شؤونهم والتي تمّت ببركة سلفه سيادة المتروبوليت جاورجيوس، والتي اكتشف فيها واقعًا مأساويًّا سعى إلى أن ينقل إلى المساجين وعائلاتهم محبة الله ونور المسيح وتعزيته.

Last Updated on Friday, 04 March 2022 13:39