ocaml1.gif
العدد ١٣: حاملو سمات الربّ يسوع في أجسادهم Print
Written by Administrator   
Sunday, 27 March 2022 00:00
Share

حاملو سمات الربّ يسوع في أجسادهم
الأحد ٢٧ آذار ٢٠٢٢ العدد ١٣  

الأحد الثالث من الصوم (السجود للصليب المقدّس)

الشهيدة مطرونة التسالونيكيّة، والنبيّ حنانيا

 

كلمة الراعي

حاملو سمات الربّ يسوع في أجسادهم

حاملو سمات الربّ يسوع في أجسادهم لله شهود في الأرض، وهذا بفضل أولئك الذين شاؤوا أن يصيروا تلاميذه، فأعطوا أنفسهم بالكلّيّة له. جسّدوا بعطيّة حياتهم، وحتّى رقادهم، المحبّة التي شاء يسوع أن نتعلّمها منه عبر نكران الذات وحمل الصليب واتّباعه. هذا يقتضي منّا جدّيّةً في الحياة الروحيّة والتزامًا ثابتًا يتجلّى، مع مرور الزمن، بالوفاء والإخلاص لكلمة الله ووصيّته. فما هي أوجه الجدّيّة في الحياة الروحيّة المطلوبة من الذين يريدون أن يصيروا تلاميذ يسوع؟

أوّلًا، أن تعي مقدار حاجتك إلى الشفاء من خطيئتك، فلا تألو جهدًا في السير نحو الشفاء، على يد القادر على أن يمنحك إيّاه وبالطريقة التي يشير بها عليك أن تتّبعها.

ثانيًا، أن تعي، في قرارة نفسك، أنّك عبد بطّال في كلّ ما تأتي به (لوقا ١٧: ١٠)، فلا تغرّك الإنجازات الروحيّة التي قد تحقّقها، هذا لأنّك مقتنع بأنّك لا تستحقّ نعمة الله، ولا تتوقّع ولا تنتظر من الله المكافأة أو مجازاة لأتعابك أو تضحياتك.

ثالثًا، أن تستخدم في صلاتك المصعد الإلهيّ الذي أوضح يسوع طريقة استخدامه، حيث انسحاق القلب هو السبيل الوحيد لتكون صلاتك مقبولة لديه. فمن اتّضع وانسحق، يرفعْه الله ويبرّرْه (لوقا ١٤: ١١).

رابعًا، أن تحرص على أخيك فهو مرآة نفسك. فلا تجرحه بالكلام الشائن؛ ولا تستغيبه فتسيء إليه أمام آخرين أو تدينه؛ ولا تترك لغضبك العنان فتؤذيه بالقول أو الفعل؛ ولا تسمح لخطأ ما بأن يقطع رباط المحبّة والتسامح والغفران بينكما؛ ولا تهمل المحبّة الأخويّة التي تتجسّد بالتعاضد وعمل الخير والإحسان.

خامسًا، أن تجعل الصلاة الملح الذي تملّح به يومك وأفكارك وأعمالك وقراراتك وأنشطتك (متّى ٥: ١٣). فاستلهام مشيئة الله في كلّ ثنايا حياتك يجعل بركته واضحة في كلّ ما تصنع، فيتمجّد اسمه في قلبك.

سادسًا، أن تأخذ كلام الله نبراسًا في مسيرتك فيكون غذاءَك الذي يحلّي مرارة الحياة ويشيح عليها نورًا من لدن الله فتصير فرصة لأن يمتدّ تدبيره الخلاصيّ بين أترابك.

سابعًا، أن تغصب نفسك يومًا بعد يوم (متّى ١١: ١٢) لتكون في المعجن الذي وصفنا بعض أوجهه آنفًا، بحيث يصير جهادك اليوميّ مجبولًا بنعمة الروح القدس التي تقيمك تلميذًا ليسوع وتصيّرك هيكلًا له وابنًا محبوبًا.

هذه هي أوجه القضيّة التي يطرحها يسوع على مَن يريد أن يصير له تلميذًا. إنّها قضيّة وجود تتعدّى الوجود الجسديّ بكلّ أشكاله إلى وجود كائن روحيّ، أي كائن محبوب من الروح القدس، به يحيا ويتحرّك ويوجد (أعمال ١٧: ٢٨).

هذا هو طريق التلمذة ليسوع. مَن كان تلميذًا ليسوع تتحقّق فيه الرسوليّة الإنجيليّة، فيكون حاملها متعلّمًا من الله (يوحنّا ٦: ٤٥)، ناكرًا لنفسه حتّى اقتلاع جذور الخطيئة من نفسه (متّى ١٨: ٨-٩)، تائبًا إلى الله وفي الوقت عينه حاملًا مع يسوع وزر خطيئة العالم (متّى ٢٠: ٢٧)، خادمًا أمينًا لله ووكيلًا صالحًا على نعمته (متّى ٢٥: ٢٩)، محبًّا لله ولقريبه كما أحبّ الله العالم وبذل نفسه من أجل خلاصه (يوحنّا ٣: ١٦). هذا التلميذ يصير رسول المسيح حاملًا في جسده سماته (غلاطية ٦: ١٧)، شاهدًا حيًّا للإنسان الجديد الذي شاء الله أن يخرج إلى النور من جرن المعموديّة وحياة التوبة.

تلميذ يسوع الذي أنكر نفسه وحمل صليبه وتبع المسيح (مرقص ٨: ٣٤)، اختار لنفسه درب الاختصاص الإنجيليّ. هذا مآله أن يتحقّق فيه قول الربّ أن «يرى ملكوت الله آتيًا بقوّة» (مرقس ٩: ١)، فيعاين كيف «تجري من بطنه أنهار ماء حيّ» (يوحنّا ٧: ٣٨)، أي أعمال الله وصنائعه التي يشاء أن تتحقّق بواسطة تلميذه من أجل مجد الآب وخلاص العالم.

هذه هي أيقونة تلميذ المسيح التي كتبتها نفوس كثيرة في حياتها بنعمة الروح القدس، وصاروا بالفعل حاملين سمات الربّ يسوع في أجسادهم. هلّا شكرنا إذًا حاملي الصليب، في الأجيال السابقة ويومنا هذا، على المثال الذي يضعونه أمامنا لنحتذي به في طريق تلمذتنا ليسوع؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٤: ١٤-١٦، ٥: ١-٦

يا إخوة إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسّك بالاعتراف، لأنّ ليس لنا رئيس كهنة غير قادر على أن يرثي لأوهاننا بل مجرَّب في كلّ شيء مثلنا ما خلا الخطيئة. فلنُقبل إذًا بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد ثقة للإغاثة في أوانها. فإنّ كلّ رئيس كهنة متّخذ من الناس يقام لأجل الناس في ما هو لله ليقرِّب تقادم وذبائح عن الخطايا في إمكانه أن يُشفق على الذين يجهلون ويضلّون لكونه هو أيضًـا متلبّسًا بالضعف، ولهذا يجب عليه أن يُقرِّب عن الخطايا لأجل نفسه كما يقرِّب لأجل الشعب. وليس أحد يأخذ لنفسه الكرامة بل مَن دعاه الله كما دعا هرون. كذلك المسيح لم يُمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له: «أنت ابني وأنا اليوم ولدتُكَ»، كما يقول في موضع آخر: «أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق».

 

الإنجيل: مرقس ٨: ٣٤-٣٨ و ٩: ١

قال الربّ: من أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها. فإنّه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسـه؟ لأنّ من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسـين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إنّ قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

 

سرّ الصليب:

مسيرة الإنسان

من خبرة الموت إلى خبرة القيامة

«يكون لكم في العالم حزنٌ ولكن تشجعوا فإنِّي قد غلبت العالم» (يوحنَّا ١٦: ٣٣).

في الأحد الثالث من الصوم نعيّد لصليب ربّنا يسوع المسيح الكريم والمحيي. إنّه لأمر عجيب حقًّا كيف أضحت أداة الموت هذه مصدرًا لفرحٍ دائمٍ ورجاءٍ لا يُنتزع، من أجل هذا ندعوه في كنيستنا سرًّا. فالصليب ذاته، ينقلنا من وجهه الأوّل (وجه أوجاع وأتعاب الموت) إلى وجهه الثاني (وجه معاينة الله). هكذا، كلّ من نظر إلى الصليب من وجهه الأوّل لا بدّ من أن يعاين وجهه الثاني، أي أنّ كلّ من مات مع المسيح سيقوم معه أيضًا. هذا تماماً ما يعنيه الربّ يسوع بقوله «كلّ من بذل نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يجدها». يوضح القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم هذا السرّ بقوله: «ليس غريبًا أنّ الصليب الذي كان سببًا للحزن هو نفسه ما نحتفل به اليوم». إذًا سرّ الصليب هو هذا الانتقال من حالة المعاناة والأوجاع إلى الحياة الجديدة التي بيسوع المسيح القائم من بين الأموات.

كيف تمّ هذا التحوّل؟

لطالما كان الصليب عقابًا قاسيًا لا بل من أكثر أنواع الموت لعنةً وعارًا. فقد كانت عادة الرومان أن يحمل المحكوم عليه صليبه إلى مكان موته كما فعل المسيح. كيف تحوّل هذا الحكم من عقابٍ قاسٍ يزيد من أوجاع الإنسان إلى دواءٍ شافٍ يعالج أوجاعه الروحيّة؟

هذا كان نتاج عمل المسيح الخلاصيّ الذي جعل صليب الموت، لـمّا قبله على نفسه، قوّةً قادرة على أن تحوّل ذلّ الإنسان ومظلوميّته وعاره وضعفه إلى شركة في مجد قيامته. هكذا أتمّ يسوع المسيح هذا التحوّل بأن صار الصليب به أداةً للحياة ومصدرًا للفرح الأبديّ بعد أن كان أداةً للموت.

 

ما هو موقف الإنسان المعاصر من الصليب؟

يُظهر لنا الرسول بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس موقفين: «إنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أمّا عندنا نحن المخلّصين فهي قوّة الله». هل نحن من جماعة الهالكين الذين يقولون بجهالة الصليب أم من جماعة المخلّصين الذين يعترفون بقوّته المحيية؟

تدعونا الكنيسة اليوم، نحن الذين نعاني أوجاع هذا الدهر وظلمه وفساده، إلى أن نحمل صليب الموت ليصل بنا إلى الحياة الأبديّة. تدعونا إلى أن نحقّق هذا السرّ فينا، فنحمل صليبنا ليملأنا الله به من فرح القيامة، فيغدو صليب أوجاعنا في هذا العالم الدواء الشافي لنفوسنا. بهذه الطريقة يحيا الإنسان هذا التحوّل في داخله ويختبر هذا الانتقال من وجه الموت في الصليب إلى وجه القيامة فيه.

نحيا اليوم في عالمٍ تزداد فيه خبرات الموت. هذه فرصة لنا نحن الذين نؤمن بقوّة الصليب المحيية أن نقتبل هذه الخبرات، ونحتمل بصبرٍ تلك الأحزان والاضطهادات والأوجاع التي تأتينا من العالم الخارجيّ، وأنّ نتصارع بشجاعةٍ وبشكلٍ مستمرٍّ مع تلك الأهواء والأفكار الرديئة التي تتولّد من عالمنا الداخليّ. هكذا نفهم أنّ الصليب ليس صورةً لموتنا وأوجاعنا فقط، بل هو أيضًا عطيّة قيامتنا، هو يحوّل حزننا إلى فرح، كآبتنا إلى أمل، يأسنا إلى رجاء، خطيئتنا إلى نعمة، موتنا إلى حياة. هذا هو إذًا موقفنا من الصليب هو المصدر الحقيقيّ والأداة الوحيدة لرفعنا وجذبنا نحو الملكوت، هو الدواء الشافي لأوجاعنا اليوم.

إذًا يتجلّى سرّ الصليب في حياتنا كقوّة رافعة لنا من أوجاعنا حين نقتبله على أنفسنا متمثّلين بالربّ يسوع المسيح. فالصليب لا تكشف قوّته الإلهيّة ولا تختبر إلّا عندما يقتبل الإنسان حمله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الإيمان بالله

التلميذ: كيف يمكن للإيمان أن ينقل الجبل ويهبط في البحر كما ورد في (مرقس ١١: ٢٣)؟

المرشد: لا يقصد الربّ القيام بأعمال فوضى على الكرة الأرضيّة، بل المقصود أنّ كلّ من يملك الإيمان به يستطيع نقل الجبل بقوّة إيمانه. الجبل هو العنصر الأكثر ثباتًا في الكون. أمّا الرمل والمياه والبحر فكلّها عناصر متحرّكة. إن أردنا البحث عن مكان ثابت وآمن فلنتوجّه إلى الجبل. تاليًا يريد المسيح إخبارنا أنّ الإيمان هو أكثر ثباتًا من الجبال، فهو يستطيع تحريك الجبال من مكانها.

التلميذ: وما هو شرط تحريك الجبل من مكانه؟

المرشد: يتطلّب الإيمان منّا الثقة بأنّ كلّ ما نطلبه بإيمان في الصلاة سيتحقّق. ولكن علينا الانتباه إلى ما نطلب، فالربّ يعلّمنا أنّ نقاوة القلب أساسيّة إذ منه تصدر الصلاة. لاحظْ كيف أنّ الإنسان الأنانيّ يطلب لنفسه الأمن والسلامة، أو الصحّة والازدهار والاطمئنان، ولا يهتمّ بالآخرين. أمّا الإنسان المؤمن فهو المستعدّ لأن يضحّي بحياته في سبيل إخوته، أي أن يغلب أنانيّته التي هي الجبل الذي يجب أن ينحدر إلى البحر. وترجمة هذه الغلبة تأتي بأن يسامح المؤمن أخاه ويتسامح معه، ومن هنا أتت وصيّة المسيح الإنجيليّة «فاغفروا له».

التلميذ: وكيف يكون إذًا ميدان الجهاد؟

المرشد: أمور ثلاثة يطلبها منّا الربّ في الصوم، من أجل أن تكون صلاتنا وهي الإيمان والرجاء والمحبّة. وهو يدعو كلّ مَن يصلّي إلى أنّ يتحلّى بالإيمان الذي يحرك الجبال، بحيث إذا ما سأل يعطيه، وإذا ما طلب يجد، وإذا ما قرع أبواب السماوات تُفتح له. هذا هو جهادنا في الصوم. فإذا اجتهد كلّ منّا قليلًا لا شكّ في أنّنا سنحصد فرقًا وتغييرًا في حياتنا الفرديّة والكنسيّة أيضًا. فما أجمل أن تستقرّ روح الله فينا وترشدنا إلى كلّ عمل صالح!

 

القمار

للمطران جورج خضر

لم أعثر في الكتاب المقدّس على ذكرٍ واحد للقمار. ربّما لأنّه لم يكن معروفًا آنذاك. غير أنّ آباء الكنيسة مثل القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم تكلّموا ضدّه. وأفرد له الأديب الروسيّ دوستويفسكي كتابًا عنوانه «المقامر» نجد فيه تحليلًا لنفسيّته ووصفًا للأذى الذي يتركه في النفس. ناس يضحّون بأوقات لهم غالية وبالسهر على بيوتهم، لينصرفوا إلى القمار ويصبح هذا التعاطي عندهم شغلهم الشاغل يلهيهم عن مسؤوليّاتهم. ولعلّ هذا الهوى من أفتك الأهواء. والهوى في المفهوم الأرثوذكسيّ ذلك الانفعال العميق الذي هو في أساس الخطيئة. في الهوى يفقد الإنسان حرّيّته الداخليّة ويرى نفسه منجذبًا إلى شيء ضارّ ولا يملك العودة عنه إذا تأصّل.

أعرف الاعتراض عند القائل: «أنا ألعب للتسلية». الجواب العقليّ: لماذا لا تتسلّى بشيء آخر مفيد. التسلية للجسد أو الروح البنّاءة التي لا إضاعة فيها للوقت وللمال اؤتمنت عليه ائتمانًا لمصلحة الجميع. فإذا كنت فقيرًا فكيف تخسره أو كنت ميسورًا وبذلته لأصدقائك الميسورين أفما كان الأجدى أن تحسن به للفقراء؟

لا شكّ في أنّ القمار يربّي عند صاحبه شهوة الربح بطريقة رخيصة ويزيد تعلّقه بالمال، «ومحبّة المال أصل كلّ الشرور» كما يقول بولس الرسول. تربح وتشتهي ما فيه المزيد أو تخسر وتستمرّ ابتغاء الكسب. محور قلبك المال.

بادر إلى العطاء تزدد تعلّقًا بالعطاء فتشفى نفسك من هدر أموالك بالقمار ومن هدر عاطفتك فيه. قلّ لنفسك إذا أنعم الله عليّ بمال فهذا لي وللمحتاجين إليه. أنا وإيّاهم عائلة الله. أمّا إذا قامرت فلا يبقى للفقير مكانة حقيقيّة في نفسك. هذه المئات أو الألوف أو الملايين من الليرات التي ترميها على طاولة القمار هي حقّ للفقير مكتسب. أنت تبدّد على غير المساكين فليس لك في ذلك برّ.

قرّر الإقلاع عن هذه الآفة إذا اقتنعت بهذا الكلام. فبدء الخلاص القرار. «مَن أراد أن يكون لي تلميذًا فلينكر نفسه». المقامر لا ينكر نفسه. إنّه خاسرها في لعب يأخذ منه قواه. فإذا قرّرت حقًّا ودعوت الله لينجّيك فأخبر شركاءك في هذا العيب أنّك قطعت معهم هذه العلاقة. قد يتطلّب هذا منك شجاعة. الحياة كلّها موقف وبعد الموقف الفعل. ولكنّ فعل الانقطاع يأتي من زخم الصلاة الحارّة. اسأل الربّ أن يجعلك تتحسّس للضعاف، للمرضى، للأولاد الذين يعجز ذووهم عن دفع أقساطهم. فإذا جعلت السيّد فاديك من هذا الذي يفتك فيك، إن آمنت بأنّك قادر على النهوض سيأتي النهوض وتقيم في فرح العطاء.

 

دير مار سمعان - حامات

يوم الخميس ٢٤ شباط ٢٠٢٢، ترأس المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، القدّاس الإلهيّ في دير سيّدة النوريّة وشاركه فيه راعي أبرشيّتنا مع عدد من كهنة وشمامسة من الأبرشيّتين.

خلال الخدمة، أقام صاحبا السيادة رتبة تلبيس الإسكيم الرهبانيّ لكلّ من الأختين ماركيلا ومريم من أخويّة دير القدّيس سمعان العموديّ. في العظة، شرح المطران سلوان إنجيل خدمة تلبيس الإسكيم وإنجيل عيد العثور على هامة القدّيس يوحنّا المعمدان على ضوء ما قام به هذا الأخير، وهو في سجنه، في دفع الربّ إلى الكشف عن سرّه وسرّ تجديده الإنسان، ووقع هذا الحدث في حياة التكريس وخلاص الإنسان.

Last Updated on Thursday, 24 March 2022 18:34