ocaml1.gif
العدد ١٤: أبوّة وبنوّة على المحكّ Print
Written by Administrator   
Sunday, 03 April 2022 00:00
Share

أبوّة وبنوّة على المحكّ
الأحد ٣ نيسان ٢٠٢٢ العدد ١٤  

الأحد الرابع من الصوم (البارّ يوحنّا السلّميّ)

البارّ نيقيطا، والقدّيس يوسف ناظم التسابيح

 

كلمة الراعي

أبوّة وبنوّة على المحكّ

1422 خبرة ضعف وإخفاق وعجز وتململ على غير مستوى يطالعنا بها الإنجيل. ضعف ابن معذّب من الشيطان، إخفاق أب في حماية ابنه، عجز التلاميذ عن طرد الشيطان، تململ المعلّم من واقع الجيل غير المؤمن. هذا باختصار واقع نعيش أوجهه هنا وثمّة. 

على صعيد آخر، هناك خبرة أخرى تطالعنا بها حادثة شفاء هذا الولد المعذّب. هي خبرة الأبوّة والبنوّة التي هي على المحكّ. هذا نراه على صعيد المستوى الأوّل من الحادثة، في علاقة الأب وابنه المعذّب، وسعي الأوّل الدؤوب من أجل عافية ابنه، وما رافقه من ألم لمشاركته معاناته الطويلة. على صعيد ثانٍ، هناك علاقة التلاميذ بالله، فهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا المشهد، في إشارة واضحة إلى عطب في العلاقة التي تجمعهم بالله. وأخيرًا، وعلى مستوى أبعد، ينقلنا المسيح إلى حقيقة الصراع القائم في هذا المشهد، وفي حياتنا، ألا وهي علاقة الأبوّة-البنوّة التي تربط الإنسان بالله، على خلفيّة إيمان الأوّل بالثاني إيمانًا حيًّا، لا زغل فيه.

مجمل هذه قراءات يهيّئنا لما يقوله الربّ إلى الوالد: «إن كنتَ تستطيع أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن» (مرقص ٩: ٢٣)، فيطلب إليه أن يرفع ألحاظه إلى الآب السماويّ دون تردّد. فيسوع إنّما أتى لكي نعرف أباه ونطلبه بالإيمان، كاشفًا أنّ أبوّة الآب إنّما تمتدّ من الابن الوحيد إلى كلّ مَن يؤمن به. أَوَ ليست كرازته بالتوبة تدعونا إلى أن نعود إلى بيت أبيه الذي غادرناه وتغرّبنا عنه؟

على المقلب الآخر من هذا الكشف، نلاحظ خبرة انتقال أولى تعبر بصاحبها إلى ما قصد يسوع أن يدعونا مرّة إليه. هذا نتلمّسه في إعلان الوالد، بدموع: «أؤمن يا سيّد فأعِنْ عدم إيماني» (مرقص ٩: ٢٤). إنّها خبرة السير الحثيث من حيث أخفقنا إلى حيث يلتمس الربّ أن نكون أو أن نصير عليه.

وتلي هذه الخبرة خبرة انتقال ثانية، محورها التلاميذ، انتقال من واقع يمارسون فيه السلطان الذي منحه إيّاهم يسوع إلى خبرة سكْب ذواتهم فيها أمام الله، وهو القصد الذي أشار إليه يسوع بحديث عن ضرورة الصوم والصلاة في سبيل طرد «هذا النوع من الأرواح» (مرقص ٩: ٢٩). إنّها خبرة تبنٍّ للواقع على مستوى الكيان، خبرة يسكبها المؤمن والخادم لسرّ المسيح من معين ذاته، من جسد صائم ونفس مصلّية. فالإشارة إلى هذه المساهمة الشخصيّة إنّما هي أساسيّة في التعبير عن عيش التلميذ بنوّته لله، وعن اختباره لأبوّة الله نحو مَن يصلّي من أجلهم. 

هذا كلّه يأخذ مكانه ومعناه ومثاله من خبرة ثالثة، ستبقى محجوبة عن أعين المتطفّلين ولكنّها معروفة ومختبَرة مَن الذين تبعوا المسيح حتّى النهاية، ألا وهي خبرة يسوع نفسه، تلك التي كشف النقاب عنها في ختام حادثة الشفاء، حيث أشار إلى قتله على أيدي الناس وقيامته في اليوم الثالث (مرقص ٩: ٣٢). إنّها خبرة يسوع في علاقته مع الآب، وموئل خبرة ولادة العالم-الملكوت الذي سيتكوّن بواسطته، فيأتي الكلّ إلى معرفة الآب، معرفة مختبَرة على أساس ما كرز به يسوع.

هل هذا كلّه ممكن؟ نعم. لقد أعطانا الوالدُ المفتاحَ بانطلاقه، ضعيفًا ومكسورًا، نحو يسوع، بقوله: «إن كنتَ تستطيع شيئًا فتحنّنْ علينا وأعِنّا» (مرقص ٩: ٢٢). إنّها الانطلاقة التي بنى عليها يسوع كلّ ما انكشف لنا في هذه الحادثة. هلّا أخذنا إذًا من ضعفنا قوّة للدنوّ من يسوع؟ هلّا اتّخذنا من إخفاقنا فرصة للعودة إلى الذات والسؤال عن موطن الخطأ والعمل على إصلاح المسيرة؟ هلّا قادنا عجز فينا إلى اتّضاع أكبر وغوص إلى العمق، أي إلى جذور حياتنا الروحيّة التي تضعنا أمام سرّ الآب بابنه الوحيد، وأمام سرّه مع كلّ واحد منّا؟

الحقيقة ماثلة أمامنا: لقد شفي الولد المعذّب من الشيطان، واختبر التلاميذُ الرسوليّةَ التي كرزت بهذا الإنجيل في الأرض كلّها، وثبّت يسوع ما جرى على الصخرة التي نُصب عليه صليبه وعلى تلك التي دُحرجت من عن باب قبره. فهل ننفتح لهذا الفرح، الآتي من علو إلينا، فنقبل عطيّة الإيمان ونضيئ بها حياتنا وحياة أترابنا؟ نعم، علاقة أبوّة الله لنا وبنوّتنا له على المحكّ وتنتظر منّا جوابًا. هلّا انطلقنا؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠

يا إخوة، إنّ الله لـمّا وعد إبراهيم، اذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أَقسم بنفسه قائلًا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلًا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلًا: أيّها الجيل غيرُ المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أَحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلمّا رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأَغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أُؤمن يا سيّد، فأَغثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلًا له: أيّها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمُرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأَنهضه فقام. ولمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرَجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلّا بالصلاة والصوم. ولمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

الخدمة بروح الإنجيل:

بوصلة الخدمة الاجتماعيّة

«وأمّا من جهة الجمع لأجل القدّيسين، فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا إفعلوا أنتم أيضًا. في اليوم الأوّل من كلّ أسبوع، ليضع كلّ واحد منكم عنده خازنًا ما تيسّر... وَعِندَما أحضُرُ، سَأُرسِلُ مَنْ تَختارُونَ، مَعَ رَسائِلَ تَوصِيَةٍ، لِيَحمِلوا عَطاياكُمْ» (١كورنثوس ١٦). يكشف هنا بولس الرسول ارتباط ممارسة العطاء في حياة الكنيسة الأولى باليوم الأوّل من الأسبوع، أي يوم الربّ، يوم الاجتماع الإفخارستيّ. يأتي همّ الخدمة إذًا من نور الإفخارستيّا، من محبة الله المبذولة التي توحّد المؤمنين وتمتدّ عضويًّا إلى مذبح الأخ وكلّ قريب. هذا يربط بين الجماعات المسيحيّة (في غلاطية وأورشليم مثلًا في هذه الرسالة) والبشر جميعًا. من هو قريبي؟ أجاب يسوع على هذا السؤال بمثل السامريّ الشفوق الذي يختمه بسؤال: «من صار قريبًا...؟». تكسر المحبّة المجّانيّة كلّ الحواجز (الدينيّة والقوميّة والفكريّة والإثنيّة) لتستقبل اليتيم والأرملة والغريب أي كلّ مرذول كما علّم أنبياء العهد القديم وكما عاش المسيحيّون الأوائل الذين كان يُعرفون بأنّهم يطعمون فقراء روما.

«مجّانًا أعطيتم مجّانًا أعطوا» بوصلة أساسيّة لكلّ خدمة اجتماعيّة متأصّلة في روح الإنجيل: أي أنّها لا تشترط أيّ ثمن مادّيّ أو معنويّ، ولا أيّ سلوك أو فكر كبدل للعطاء. «احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدّام الناس لكي ينظروكم...» (متّى ٦): يعمق يسوع بوصلة العطاء بتحذيره من أجر آخر يطلبه المعطي هو مجد الناس أي مجد الظهور. هذا يفضح النيّة الخفيّة المتمحورة حول الأنا وليس حول الآخر. ذلك بأنّ الخدمة الحقّ همّها خير الآخر وأن تكون له الحياة الوافرة. لذلك كانت المحبّة خروجًا من مدينة الأنا إلى مدينة الأنت، تحريرًا للنفس من مركزيّة الأنا المغلقة وجحيم مراياها. «وأمّا أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك...»: الخفر الشديد في العطاء وجه آخر للاحترام الشديد لقدسيّة سرّ الشخص، وكأنّ فعل المحبّة دخول إلى قدس الأقداس، في رهبة حضور الله في كلّ قريب. يمكن للتجربة أن تأتي أيضًا من «اليمين» كما يشرح القدّيس يوحنّا السلّميّ، أي من ممارسة الفضيلة التي تقع في فخّ نفسها فتصبح طريقًا للعودة إلى مركزيّة الأنا.

التعاون في الخدمة والتنظيم الجماعيّ بعد أساس لممارسة الكنيسة الأولى «من جهة الجمع لأجل القدّيسين» (١كورنثوس ١٦). يبدي بولس رأيه في ربط العطاء الشخصيّ («كلّ واحد منكم») بالعطاء الجماعيّ («ليحملوا عطاياكم») ويستبق زمنيًّا مرحلة الجمع ومرحلة التوزيع. هذه إدارة نابعة مباشرة من حياة الجماعة الإفخارستيّة تنظر إلى غايتها الأخيرة (أن تصل العطايا إلى ملتمسيها) ولا تغرق في هيكليّات عقيمة. إنّ خدمة الموائد ذاتها في أعمال الرسل (أي توزيع الخيرات) تحرّكها نفحة الروح القدس: «وفي تلك الأيّام إذ تكاثر التلاميذ حدث تذمّر من اليونانيّين... أنّ أراملهنّ كنّ يغفل عنهنّ في الخدمة اليوميّة... دعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا: ...انتخبوا أيّها الإخوة سبعة رجال منكم مشهودًا لهم ومملوئين من الروح القدس والحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة» (أعمال ٦). لا يأنف الروح القدس من أن يبدع ما يلزم لخدمة المحبّة في كلّ ظرف.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاح الآب السماويّ

التلميذ: ما هي إرادة المسيح لنا؟

المرشد: يريد الربّ أن يفتح لنا الطريق المؤدّية إلى الآب، وأن تصبح علاقتنا بالآب السماويّ شفّافة. المطلوب منّا هو الثقة بأنّه كلّيّ الصلاح، فيخرق صلاحه ما نتحصّن خلفه في داخلنا.

التلميذ: كيف يمكن أن تنفتح طريقنا إلى الآب؟

المرشد: الإنسان بحاجة إلى كلمة الربّ ليكسر السياج القويّ الذي يتحصّن خلفه، ومؤلّف من عقلانيّتنا وترابيّتنا ومن ضغوط العالم المعيشيّة، والتي تؤدّي إلى اضطراب قلب الإنسان وتشويش ذهنه وفقدان الحكمة الحقيقيّة من عنده. فلنقرع الباب الذي نتحصّن خلفه فهو الباب الذي يقف المسيح وراءه، طالبين إليه أن يدخل إلى نفوسنا وإلى حياتنا. فهو مَن سيلهمنا وينيرنا للخروج من واقعنا، ويقودنا إلى تحقيق الخطوات الثلاث التي طلبها منّا المسيح في إنجيل (متّى ٧: ٧-١١)، وهي أوّلًا معرفة حاجتنا الأساسيّة، وثانيًا الاجتهاد اليوميّ للحصول على الخبز الجوهريّ، وأخيرًا قرع الباب الذي يقف خلفه الربّ منتظرًا.

التلميذ: وهل هذا يكفي؟

المرشد: رحلة الصوم تقودنا إلى اكتشاف ما أكّده الربّ يسوع من أنّ الآب القدّوس سيعطينا ذاته وكلّ الصالحات، وهي خبرة الإنسان المؤمن في الكنيسة والتي عليها أن تتأصّل فينا، كما واجهنا إنساننا العتيق ليشرق إنساننا الجديد في كلّ فصح. كفايتنا لا تأتي إلّا متى لبسنا المسيح في المعموديّة وعلى جبل ثابور وفي الآلام والقيامة وفي جلوسه عن يمين الآب.

 

الحسد

للمطران جورج خضر

ما أكثر الذين يسوّدون صحيفة الناس حسدًا. إنّ نفوسهم المعقدة لا تريد أن تعترف بالخير الذي يصدر عن سواهم، يحبّون أن يلتمعوا هم وحدهم، لذلك إذا سمعوا من يمدح أحد الناس يقولون: ولكن. ويفضّلون ألّا يظهر الخير إطلاقًا ان لم يكن عن أيديهم. لذلك يموتون في عزلتهم. لم يقدروا على أن يجعلوا لأنفسهم شركاء في الخير، في الرؤية. في انزوائهم هذا المميت لا يفرحون بالحقّ ولا يرجون إلّا أن ينتفخوا حتذى تبدو إنجازاتهم وتُحسب لهم. يعيشون لا من محبّة الغير ولكن من الإطراء.

الحسود في عقله وفي تعامله يزيلك من الوجود، ولهذا كان الحسد مقرونًا دائمًا بالغضب فإنّ الصراخ درجة من درجات العقل أنا ألغيك بصوتي. 

إمكان الخلاص الوحيد أن يلهم الربّ الحسود أن يكتشف أنّ الدنيا تتّسع له ولسواه، وأنّ الخير ينزل عليه وعلى سواه، وأنّ لكلّ منّا موهبة مختلفة على مقدار النعمة التي نزلت. الكنيسة هي جمال الكلّ مجتمعين ونشاط الكلّ متشاورين. شرط ذلك التواضعُ وهو تلك الفضيلة التي تجعلك تعلّي الكلّ وتفضذلهم على نفسك. ذلك بأنّ الحسد نتيجة الاستعلاء. الاستعلاء هو أن تكتفي بنفسك وأن تظنّها كافية للوجود. أن تستعلي وتنتفخ هو أن تحسّ بأنّ الآخرين قُصَّر وغير أكفاء وأنّه يمكنك أن تهملهم إلى تفاهتهم.

الحاسد يجب أن نبكي من أجله لا أن نبكيه، أن نحيطه بصلاة حارّة ليفتح نفسه التي جفّت. المأساة أن يتوغّل في حقده والمأساة الثانية أن نهمله إلى حقده بحيث نكون قد وقعنا نحن أنفسنا بالعزلة. الصلاة وحدها تُسقط حاجز العداوة وتوحي بأنّ الآخر هو إليك كتنفّسك. الآخر رئتك الأخرى. هو يعلّمك الثقة به وبنفسك، أريد تلك النفس التي تكون قد بلغت الوداعة.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن منشورات بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المجموعة الكاملة (٥ مجلدات) لمؤرّخ الكرسيّ الأنطاكيّ أسد رستم، الذي كان عَلمًا من أعلام دراسة التاريخ في بلادنا، ومؤرّخًا كبيرًا في كتابة تاريخ كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى. تتضمّن هذه المجلدات نشر أعماله في دراسة تاريخ كنيسة أنطاكية وآباء الكنيسة في القرون الخمسة الأولى.

كما قدّم لهذه المجموعة البطريرك يوحنّا العاشر حيث قال عنه: «... دراسته «مصطلح التاريخ» ومناهج التدوين والنقد التاريخيّين، انكبابه على مخطوطات مشرقنا في محفوظات بلادنا العربيّة وما بات منها في مكتبات أوروبّا وأميركا، تبحّره في المصادر القديمة العربيّة واليونانيّة واللاتينيّة، وعلمه بالدراسات المعاصرة والمقاربات المستجدّة لمجال بحثه، جعلت منه حجّة ومرجعًا فريدًا. على يديه نشأ كبار العلماء المختصّين، فكان مدرسة خدمت مجتمعات مشرقنا وقدّمت لها كبار الشخصيّات السياسيّة والعلميّة. حضوره في غير قليل من الهيئات الجامعيّة والثقافيّة، ومشورته في تأسيس الجمعيّات والمتاحف والمكتبات وفرق البحث وورش العمل الأكاديميّ، كانا خير إسهام في إرساء هويّة مجتمعاتنا التاريخيّة والحضاريّة...».

Last Updated on Tuesday, 05 April 2022 13:04