ocaml1.gif
رعيتي العدد ١٧: حُسن الوجود في النعمة والحقّ اللذَين بيسوع المسيح Print
Written by Administrator   
Sunday, 24 April 2022 00:00
Share

حُسن الوجود في النعمة والحقّ اللذَين بيسوع المسيح
الأحد ٢٤ نيسان ٢٠٢٢ العدد ١٧ 

أحد الفصح المقدّس

 

كلمة الراعي

حُسن الوجود في النعمة والحقّ
اللَّذين بيسوع المسيح

حُسن الوجود في النعمة والحقّ اللذَين بيسوع المسيحأعلن يسوع، مرّة قبل آلامه، أنّه عندما يرتفع على الصليب سيجذب إليه الجميع (يوحنّا ١٢: ٣٢). والحقّ يُقال إنّ هذا تحقّق بموته على الصليب وقيامته، وصار هذا الواقع الجديد محور الوجود الإنسانيّ كلّه، ليس على صعيد الوجود الطبيعيّ، بل بالحريّ على صعيد حُسن الوجود ذاته. إنّه حُسن أضفاه يسوع على الطبيعة البشريّة، حُسن رأيناه متجلّيًا في المسيح القائم من بين الأموات ويتّشح به كلّ مَن آمن به وتقدّست حياته. إنّه الحسن الذي يعكسه كلّ واحد من هؤلاء لكونه بات ابنًا للآب السماويّ، وهيكلًا للروح القدس، وكاهنًا في خدمة الكاهن الأعظم، ومَلِكًا على كلّ خليقة منظورة وغير منظورة، وسيّدًا على ذاته وخادمًا للجميع، وحرًّا من الخطيئة وطائعًا لله، ومنيرًا بنور الله ومسبّحًا إيّاه من دون انقطاع.

عطيّة يسوع ممنوحة لكلّ إنسان، من دون محاباة للوجوه، لكون الله منحه إمكانيّة تحقيق قصده بالتوشّح بكلّ هذا الـحُسن، هذا لأنّه مخلوق على صورته ومدعوّ، بنعمة الله، إلى أن يبلغ إلى مثاله. فالـخَلق الجديد، الذي برز بقيامة المسيح من القبر الفارغ، هو عطيّة مجّانيّة لكلّ مَن يبحث عن الحقّ ويؤمن به ويجسّده عيشًا وسلوكًا وخدمةً. 

شموليّة عطيّة الله لا تحدّها عناصر حياتنا الأرضيّة، ولا أيّة عناصر مخلوقة مهما كانت طبيعتها، أكانت مادّيّة أم روحيّة، فلا طول ولا عرض ولا عمق ولا ارتفاع يمكن أن يحدّها. هي عابرة لكلّ عقليّة أو ثقافة أو حضارة أو جنس أو عرق أو تاريخ أو منشأ أو واقع على تنوّعه، لا بلّ تعمّدها كلّها بقصد الله منها، وبالكمال المدعوّة إلى أن يتجلّى بها في ظروفها التاريخيّة على مرّ العصور والأجيال. هذا يعود الفضل فيه إلى شموليّة محبّة الله وذبيحته وعطيّته والتي تطال كلّ إنسان كان وكائن وسيكون.

ظهرت مجّانيّة هذه العطيّة لنا في غلبة يسوع على الموت والخطيئة والشيطان بقيامته من بين الأموات. باتت هذه الغلبة خاصّيّة طبيعتنا البشريّة الجديدة، ودعانا يسوع إلى أن نطلبها بالإيمان به. لكونها مجّانيّة فهي نعمة، لا بل «نعمة فوق نعمة» (يوحنّا ١: ١٦)، فهي تنقلنا من نعمة الوجود إلى نعمة الإيمان به فإلى نعمة حُسن الوجود معه إلى الأبد.

وافرة هي هذه العطيّة، لا بل تفوق كلّ وفر، لأنّها تنطلق من وفر إلى آخر، ومن ملء إلى آخر. أَلم يقلْ يسوع إنّه أتى لتكون لنا الحياة وتكون لنا بوفر (يوحنّا ١٠: ١٠)، بحيث يكون الله هو الكلّ في الكلّ. من طبيعة هذا الوفر أنّها نور وحياة للذين يقبلونه ويؤمنون به. هو يغذّي كيان الإنسان كلّه، فكلمة الله تخاطبه، والروح تحييه، ومحبّة الآب تنير عليه. وهو أيضًا يغذّي الجسد الذي يؤلّفه هؤلاء المؤمنون بيسوع، أي الكنيسة، لا سيّما الاتّحاد والشركة والوحدة والمحبّة القائمة بين أعضائه. على هذا المنوال، نقول مع الإنجيليّ: «فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس» (يوحنّا ١: ٤).

هذا كلّه بلغنا بيسوع يسوع، لا سيّما من جهة «النعمة والحقّ» اللذَين صارا به (يوحنّا ١: ١٧). إنّها نعمة الـخَلق الجديد الذي افتتحه يسوع بقيامته من بين الأموات، والحقّ القائم في الصيرورة التي انكشفت للإنجيليّ في تسطيره لمآل التدبير الإلهيّ: «وأمّا كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله» (يوحنّا ١: ١٢).

هذا الفيض من عطيّة الله علينا أن نتلقّفه بإيماننا بالمعطي، وبسلوكنا في الحقّ الذي كشفه يسوع لنا وحدّثنا به كما سمعه من أبيه السماويّ. هذا الفيض يتجاوزنا أبدًا إلى سوانا، بداعي شموليّة محبّة الله وخلاص كلّ إنسان، فلا يسعنا الاستئثار به من دون مشاركة بشراه وثماره مع سوانا؛ أو التفاخر به على سوانا لكوننا أكثر أصالة أو أمانة أو فضيلة أو استحقاقًا من سوانا؛ أو تسليط ضوئه على واقع محدّد من دون أن يطعّم بقيّة مرافق الحياة بما يحمله من نور وحياة؛ أو الظنّ أنّه معطى لنا من دون سعي والتزام وتبنٍّ منّا، أو أنّه لن يُؤخَذ منّا بحال تركنا الظلمة على أشكالها تستأثر بنا ولم نتبْ إلى الله. 

ها نحن في بركات القيامة سائرون. ما أحلاها من معيّة، وما أجمله من تسبيح، وما أبدعه من توثّب إلى الحياة مع معطي الحياة! هلّا ردّدْنا مع رسول الأمم، بقلب مفعم بالحبّ والشكر والحبور: «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكلّ قد صار جديدًا» (٢كورنثوس ٥: ١٧)؟ المسيح قام!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١: ١-٨

إنّي قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلّم بها، إلى اليوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم أيضًا نفسَه حيًّا بعد تألّمه ببراهين كثيرة وهو يتراءى لهم مدّة أربعين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم بألّا تبرحوا من أورشليم بل انتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني، فإنّ يوحنّا عمّد بالماء وأمّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيّام بكثير. فسأله المجتمعون قائلين: يا ربّ أفي هذا الزمان تردّ الـمُلك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة أو الأوقات التي جعلها الآب في سلطانه، لكنّكم ستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي جميع اليهوديّة والسامرة وإلى أقصى الأرض.

 

الإنجيل: يوحنّا ١: ١-١٧

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الله. كلٌّ به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ ممّا كوِّن. به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنورُ في الظلمة يضيء والظلمة لم تُدركه. كان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنّا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمِنَ الكلُّ بواسطته. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور. كان النورُ الحقيقيّ الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم. في العالم كان، والعالم به كُوِّن، والعالم لم يعرفه. إلى خاصّته أتى وخاصّته لم تقبله، فأمّا كلّ الذين قبِلوه فأَعطاهم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمه، الذين لا من دمٍ ولا من مشيئة لحمٍ ولا من مشيئة رجلٍ لكن من الله وُلِدوا. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملوءًا نعمة وحقًّا. ويوحنّا شهد له وصرخ قائلًا: هذا هو الذي قلتُ عنه إنّ الذي يأتي بعدي صار قبْلي لأنّه مُتقدِّمي، ومن مِلئه نحن كُلّنا أخذنا، ونعمةً عوض نعمة، لأنّ الناموس بموسى أُعطي، وأمّا النعمة والحقّ فبيسوع المسيح حصلا.

 

«إن كنّا متنا مع المسيح،

نؤمن بأنّنا سنحيا أيضًا معه» (رومية ٦: ٨)

المعموديّة، عند بولس الرسول، في رسالته إلى رومية، انضمام إلى المسيح في موته، علامةً على الانقطاع عن الخطيئة، أي حدوث قطيعة بين من اعتمد «ليسوع المسيح»، كما يكتب الرسول، وبين انتمائه إلى بني آدم الذين صوّر الكتابُ المقدّسُ خطيئتَهم في الإنسان الأوّل الذي عصا أمر الربّ وشاء أن يستقلّ عنه في كبرياءٍ لا تتماشى وترابيّته.

يقول الرسول «إنّنا كلّ مَن اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته» (رومية ٦: ٣)، ولا بدّ، لفهم هذا الكلام، من توضيح بعض ما يفيده الأصل اليونانيّ. فالأصل يقول «اصطبغ ليسوع المسيح»، أي تلوّن بلونٍ لكي يكون للمسيح، عوضًا من أن يكون لآدم الساقط، وكأنّ الرسول، في هذا الكلام، يرى لوثَة البشرّية ظاهرةً في الكلّ، أي كبرياءهم وطغيانهم وعنفهم وظلمهم وابتعادهم عن الحقّ والاستقامة والعدل- كما يوضح الكتاب الإلهيّ- وأنّ هذا اللوثة تتلاشى بالصبغة الجديدة التي ينالها الذين يعتمدون حتّى تبقى فيهم، ويسيرون بها إلى يسوع المسيح لكي يتحقّق فيهم الموت عن الخطيئة التي علّقها يسوع على الصليب لكي تندثر إلى الأبد.

وإلى هذا، يفيد الأصل، عبر استخدامه الحرف «لِـ» - أو «إلى» - في قوله «ليسوع المسيح» و«لموته»، إنّ الصبغة الجديدة التي تخفي لوثة النزعة الإنسانيّة إلى الخطيئة، إنّما هي بداءة مسيرةٍ نحو - أو باتّجاه - يسوع المسيح، أي نحو أن يتحقّق في الإنسان، إذا ما لبث، في حياته، نائيًا عن الشرّ، موت «جسد الخطيئة»، أي تلاشي البشريّة التي تملَّكتها غواية الحيّة حين صوّرت للإنسان مخالفة الوصيّة الإلهيّة رفعةً كبيرةً، وجعلت الأخ يقتل الأخ.

يقول رسولنا العظيم، بعد هذا، «إنّ إنساننا العتيق قد صلب معه - أي مع المسيح - ليُبطَل جسد الخطيئة، كيلا نعود نستعبد أيضًا للخطيئة» (رومية ٦: ٦). ومعنى كلامه أنّ المسيح، حين عُلّق على الصليب، علّق «جسد الخطيئة» أي البشريّة الخاضعة للخطيئة، لكي يموت هذا الجسد، وذلك بأنّ المسيح صُلب وكأنّه متعدٍّ للشريعة، أي كأنّه خاطئٌ، غير أنّ الخطيئة التي لأجلها صُلِب، ما كانت خطيئته هو، بل، كما يقول النبيّ، «جُرِح لأجل معاصينا، وسُحِق لأجل آثامنا... وقد وضع عليه الربّ إثمنا كلّنا» (إشعياء ٥٣: ٤-٦). وهكذا يغدو المسيح، كما يعلّم بولس، آدم جديدًا، مُنْشِئًا بشريّة مصبوغة بموته عن الخطيئة، أي بموت الخطيئة فيه، حتّى يُلغَى فيه الإنسان العتيق الذي شاء أن يغتصب الحياة إلى الأبد حين تلوّن بلون الغواية، أي اصطبغ- إذا صحّ التعبير- بمخالفة الوصيّة، فاستحال الجسد الذي أحياه الربّ من غبارٍ، إلى جسد محكومٍ عليه بالموت، أي بعودةٍ نهائيّة إلى الغبار: «أنت غبار، وإلى الغبار تعود» (تكوين ٣: ١٩).

ولذا، كان موت المسيح على الصليب تبرئةً للإنسان من الخطيئة، وكأنّ يسوع حمل في ذاته الإنسانيّة الخاطئة، ومضى ليلقيها في الموت، ليعود الله ويحييها، كما أحيا المسيح، إلى حياةٍ جديدةٍ تتشكّل حول الكلمة يسوع، أي حول دعوة الله الأصليّة للإنسان إلى أن يكون حضوره على الأرض حفظًا للحياة بالسلام والمحبّة والعدل والبرّ والإنسان. بهذا تبقى الصبغة ويبقى بهاؤها فيه.

ولذا، قال الرسول، «إنْ كنّا متنا مع المسيح، نؤمن بأنّنا سنحيا أيضًا معه»، ويتابع ليوضح أنّ هذا الموت إنّما هو موت عن الخطيئة، أي تعهّد من الذي اعتمد بألّا يعود إلى آدميّته، أي إلى اقترافه الشرور، بل أن يحافظ على بهاء الصبغة سعيًا إلى أن تتحقّق فيه الحياة الأبديّة التي يحياها المسيح لله، أي، بكلام أبسط، أن يعيش المصطبغ حياته وكأنّ عتاقة الخطيئة قد اندثرت فيه إلى الأبد، فلا يسمح للخطيئة بأن تتملّك، مرّة أخرى، في جسده المائت، ولا يطيعها في شهواتها، بل يقدّم جسده المائت للربّ كآلة للبرّ، للمحبّة، لعمل التقوى والإحسان ومخافة الله. هكذا فقط تظهر فينا حياة المسيح الأبديّة. وهكذا تنبلج في مواتيّتنا قيامة المسيح.

 

الفصح الدائم

للمطران جورج خضر

الفصح كلمة تعني العبور: في الأصل عبور العبران من مصر أرض العبوديّة إلى أرض الميعاد فلسطين. ولـمّا اتّخذ المسيحيّون الكلمة عنوا عبورهم بالمسيح من الخطيئة إلى الحرّيّة والخلاص. هل يفهم المسيحيّ العاديّ أنّ العيد دعوته إلى أن يطلب الخلاص؟ هو إذا فهم لا يبقى أسيرًا للأرض، لأشياء الأرض ولأهلها. المسيحيّة أن تحسّ بأنّك تعيش بالمسيح ومنه وفيه أي ألّا تبقى لصيقًا بأيّ شيء أو بأيّ أحد من الدنيا. فإذا انتقلت إلى وجه يسوع لا تبقى لأيّ وجه أسيرًا. هل الوجوه لاهية لك؟ لا يمكن أن تراها وتراه. بهذا هو سرّ عشقك له.

هذه الدنيا لاهية. إن لازمتها لا يكون لك مسيح. فاترك إذًا واذهب عنها تكسب حرّيّتك. سرّ المسيحيّة أنّك لا تعبد الله في أفكار وتحصيل فكريّ، ولكن تعبده إن رأيت وجه المسيح وحده وتلاشت الوجوه. والحقّ إنّ الذين عرفوا العشق الإلهيّ عرفوا المسيح ولو لم يسمّوه. الدنيا لاهية. تمرّ بها ولا تبقى لأنّها وجه جذّاب. تجاوزها لئلّا يغيب عنك وجه المخلص. هو إذا اتّخذها له واستحقّت ذلك تراها عنده ولا يحجبها. سرّ إليه لأنّ وجهه هو المحجّة. مرّ بالمسيح إليه إذ ليس بعده شيء. إذا استطعت أن تعبر كلّ الأشياء ولم تستوقفك تحسّ بأنّك حرّ. وإذا وصلت إليه ينبغي ألّا تحسّ بشيء آخر لأنّ كلّ شيء آخر شرّ لك.

أنا ما قلت لا ترَ وجوهًا. قلت لا تقف عند وجه. عندئذ تكون في الفصح. يوم العيد نتلو المسيح قام أكثر من ستّين مرّة كأنّ هذه الكنيسة عجزت عن أن تؤلّف نشيدًا آخر. ماذا تنشد إن أردت؟ أيّ شيء يضاف على المسيح قام. أعبر دائمًا إذًا بهذا النشيد إلى إقامتك أنت من بين الأموات فترى أنّك تحيا.

في الكنيسة البيزنطيّة المسيح المصلوب مرسوم وعيناه مفتوحتان. المعنى أنّه ولو مات جسديًّا إلّا أنّ الموت لم يغلبه. المعنى تاليًا أنّ السيّد على الصليب بقي حيًّا. في المحسوس مات ولكنّ الموت لم يغلبه. لذلك لا نقف عند الجمعة العظيمة على أنّها موته ولكن نراها محطة إلى قيامته.

 

صندوق التعاضد الأرثوذكسيّ

يوم السبت الواقع فيه ٩ نيسان ٢٠٢٢، ترأس راعي الأبرشيّة الجمعيّة العموميّة لصندوق التعاضد الأرثوذكسيّ، فشكر عمل مجلس الإدارة ومدير الصندوق، وبعد المداولة بجدول العمل، جرى انتخاب هيئة جديدة لإدارة الصندوق.

وكان المطران سلوان قد وجّه إلى أعضاء مجلس الإدارة المنتهية ولايته كلمة شكر، كما هنّأ الأعضاء المنتخبين ودعا لهم بالتوفيق في خدمتهم.

نذكر هنا أنّ صندوق التعاضد الأرثوذكسيّ، أبرشية جبيل والبترون (جبل لبنان)، تأسّس في آذار ١٩٩٨ وهو مؤسّسة لا تبغي الربح في خدمة المنتسبين إليه. هو ليس إلّا محاولة لتجسيد الوصيّة الإلهيّة «إحملوا بعضكم أثقال بعض». ما هو إلّا فعل محبّة من كلّ أبناء الكنيسة لكلّ أبناء الكنيسة مجتمعين، يستعمل الأساليب الحديثة في التعاون وتُدرس برامجه بطرائق علميّة من أجل خدمة الجميع.

يقدّم الصندوق تغطية كاملة في معظم المستشفيات والمختبرات العاملة في لبنان مقابل اشتراك سنويّ.

لا يجوز أن تبقى بلا تغطية صحّيّة، قد يضطرّ أحد أفراد عائلتك إلى دخول المستشفى. اتّصل اليوم بأحد المندوبين أو لمزيد من الاستفسار زيارة موقع المطرانيّة www.ortmtlb.org.lb أو الاتّصال بمكتب الصندوق: ٨٩٥٦٣٣-٠١.

 

طبخ الميرون المقدّس

أقيم هذا العام، خلال الأسبوع العظيم المقدّس، في البطريركيّة المسكونيّة في إسطنبول (الفنار)- تركيا وبرئاسة قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل خدمة طبخ الميرون وتقديسه، والتي تجري عادة كلّ عشر سنوات. 

يورد كتاب الأفخولوجي الكبير، أي كتاب الصلوات التقديسيّة كافّة، خدمة طبخ الميرون وتقديسه، ويوضح أنّ خدمة تقديس الميرون هي من اختصاص الأساقفة فقط، وكلّ أسقف يستطيع أن يقدّس الميرون. إلّا أنّ العادة درجت منذ القديم أن تقام خدمة تقديس الميرون في البطريركيّة المسكونيّة للكنائس التي لديها جذور يونانيّة، أو تنطق باليونانيّة أو تستعمل اليونانيّة في ليتورجيّتها. ومن هناك يُنقل الميرون إلى هذه الكنائس. أمّا الكنائس السلافيّة المستقلّة فإنّها تقيم خدمة تقديس الميرون في موسكو أو كييف بالتناوب. وتقام هذه الخدمة مرّة كلّ بضع سنوات كلّما دعت الحاجة وقبل نفاذ الميرون.

أمّا الميرون فمركّب من زيت الزيتون الصافي ومن خمر العنب الصافي، يضاف إليهما خمسة وثلاثون نوعًا من الطيوب والزهور والبذور والرياحين والحشائش ذات الروائح العطرة، ومن بينها البيلسان والمرّ والقرفة والقرنفل والبُطم والمردكوش واللُبان والزنجبيل والمسكة والبلسم المكّيّ وغيرها بحسب مقادير معينة. يستغرق طبخ الميرون من مساء أحد الشعانين إلى صباح الخميس العظيم المقدّس.

Last Updated on Thursday, 21 April 2022 23:00