ocaml1.gif
رعيتي العدد ٧: تمحيص الكمال والحرّيّة البشريَّين بحياة الشركة مع الله والتوبة إليه Print
Written by Administrator   
Monday, 12 February 2007 00:00
Share

رعيتي العدد ٧: تمحيص الكمال والحرّيّة البشريَّين بحياة الشركة مع الله والتوبة إليه
الأحد ١٢ شباط ٢٠٢٣ العدد ٧  

أحد الابن الشاطر

اللحن الثاني - الإيوثينا الثانية

القدّيس ملاتيوس أسقف أنطاكية

 

كلمة الراعي

تمحيص الكمال والحرّيّة البشريَّين 
بحياة الشركة مع الله والتوبة إليه

رعيتي العدد ٧: تمحيص الكمال والحرّيّة البشريَّين بحياة الشركة مع الله والتوبة إليه في ذهن الإنسان الساقط، المخلوق على صورة الله، يتلوّن الكمال بألوان شتّى، فيعطي للحرّيّة مفاهيم انطلاقًا منها. ما يهمّنا في هذه العجالة هو نضج هذا الإنسان في الحقيقة والقصد الإلهيَّين، الأمر الذي ينعكس على فهمه الكمال واستخدامه حرّيّته. فلنتأمّلْ في مثل الابن الشاطر كيف عالج الأب واقع ولدَيه ومحّص لديهما صورة الكمال واستخدام الحريّة على ضوء ما أراد يسوع أن يدعونا إليه باسم أبيه: الشركة مع الله والتوبة إليه.

تميّزت مسيرة الابن الأصغر بعزمه على الافتراق عن أبيه وهجر البيت الأبويّ والتنعّم بالاستقلاليّة، الأمر الذي أمكن تحقيقه بفضل الإمكانيّات التي وفّرها له أبوه بحصوله على الميراث قبل ميعاده. مارس حرّيّته بشكل متفلّت إلى أن فَقَدَ وقودها، أي المال الذي كان يغذّيها والمناخ المبتذل الذي رافقها، ثمّ فَقَدَ الدافع إليها، أي الرغبة التي كانت تحرّكه. لـمّا فَهِمَ قصوره في استخدام حرّيّته، استفاق إلى الحضن الذي فيه نمت، واستذكر معاملة والده اللافتة نحو أجرائه. أتت توبته، أو عودته إلى البيت الوالديّ، انعكاسًا لسقوط وهم الكمال الذي ظنّ أنّ حياة التفلّت الأولى كانت لتساعده على بلوغه. اتّضع في تطلّعاته فطلب ما هو أدنى، رتبة الأجير في البيت الأبويّ.

وتميّزت مسيرة الابن الأكبر هي الأخرى بخصوصيّتها. عاش في بيت أبيه وكان يقوم بقسطه عاملًا في الأرزاق على أكمل وجه. عاش بتزمّت إذ عزل نفسه عن أبيه وخلق لنفسه جوًّا خاصًّا به، وقد زاده عزلة مجرى الأحداث المتعلّقة بأخيه. هذا فجّره بقساوته تجاه أخيه العائد ونبْذه إيّاه بشكل قاطع، وبإدانته موقف أبيه المتسامح منه وإكرامه إيّاه فوق كلّ تصوّر، وذلك على خلفيّة مقارنته سلوك أخيه الشاذّ والمبتذل بسلوكه الخاصّ السويّ والفاضل، وافتقاد والده لحسن التمييز والحكم الصحيح الذي بموجبه كان ليكافئه على فضيلته ومناقبيّته في العمل. هكذا استبانت لنا وجهة نظره لجهة حسن استخدام حرّيّته ولجهة إمارات الكمال الذي تعلّق به بالعلاقة مع أخيه وأبيه. فهل وُفّق في تقديره هذا؟

وضع الابنان أباهما على المحكّ. كيف له أن يتصرّف مع كلَيهما؟ ما أظهراه لا يعدو غريبًا عن واقع عالمنا الساقط. أمّا فرادة المثل فتمكن في ما يكشفه هذا الأب لابنَيه، ولنا عبرهما، وكيف وضعهما على سكّة الكمال الحقيقيّ وحسن التمييز في استخدام حرّيّتهما ونموّهما في قصده من أبوّته لهما.

فمن جهة ابنه الأصغر، الكمال الحقيقيّ كامن في الكرامة التي سقط منها، فوضَعه على سكّة البنوّة ليعيشها في حقيقتها مع ما يترتّب عليه من ممارسة مسؤولة لحرّيّته واستخدام صحيح للسلطان الممنوح له ببنوّته. فالمحبّة الأبويّة تُنضج شخصيّة الابن الروحيّة وتنمّي لديه حسن استخدام حرّيّته وانخراطه في بيئته وتعهّده الصحيح لنفسه ولأترابه. هذا هو قصد انتظار الأب لابنه الضالّ طيلة فترة تفلّته، وهو القصد الذي يطالنا جميعًا والذي، إن اتّضعْنا، صرْنا في مناخه فننمو فيه.

أمّا من جهة ابنه الأكبر، فالكمال الحقيقيّ كامن في الشركة التي سقط منها، فأشار إليها الأب بطلبه إلى ابنه أن يقبل إرادته بشأن الاحتفال بعودة أخيه وأن يشارك فيها ويفرح به، لكونه أمرًا لا مفرّ منه: «كان ينبغي أن نفرح ونسَرّ لأنّ أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجد» (لوقا ١٥: ٣٢). دعاه إلى الخروج من تقزيم نفسه على النحو الذي عبّر عنه بقوله: «ها أنا أخدمك سنين هذا عددها وقطّ لم أتجاوز وصيّتك وجديًا لم تعطني قطّ لأفرح مع أصدقائي» (لوقا ١٥: ٢٩)، وذلك للدخول في رحاب الشركة التي تجمعهما: «يا بنيّ، أنتَ معي في كلّ حين وكلّ ما لي فهو لك» (لوقا ١٥: ٣١). وهذه ممكن اليوم إن اختار أن يفرح بعودة أخيه، وهو الفرح الذي لا نجده في العزلة التي يقيم فيها. فهل ينطلق في رحاب الحرّيّة فينفتح بها على محيطه ويتعاطى معه بالروح التي يتحلّى بها والده ويتبنّى قصده من أبوّته له؟ وهل يجرؤ على أن يخرج من انزوائه ويدخل في هذه الخبرة الجديدة؟

ها أمامنا دعوة الأب المزدوجة لابنَيه، كلّ واحد منهما بحسب واقعه. فهل تصيبنا دعوته فتنتشلنا من تفلّت أو تزمّت، من ابتذال أو انزواء، وننفتح على رحاب الشركة مع الله كما انكشفت إماراتها في هذا المثل، ونتلمّس الفرح المعلَن اليوم بقصد الله من كلّ منّا، مهما ابتعدنا عنه أو أخطأنا إليه؟ وهل سنعيش بمقتضى البنوّة المعطاة لنا وعلى أساسها، فنتطلّع إلى أترابنا عبرها ونصير خادمين قصد الله لجهة عودته إيّاهم إلى اختبارها بالإيمان به؟ فشكرًا لـمَن يجاهد في توبته فصار مثالًا لنا لنتوب، وشكرًا لـمَن يعين خاطئًا ويفرح بعودته ويحتضنه ويسهم في ثباته في توبته! ألا علّمْنا يا ربّ سلوك طريق البنوّة التي أعطيتنا إيّاها وندعو أترابنا إليها!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٦: ١٢-٢٠

يا إخوة، كلّ شيء مباح لي ولكن ليس كلّ شيء يوافق. كلّ شيء مباح لي ولكن لا يتسلّط عليّ شيء. إنّ الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة، وسيُبيد الله هذا وتلك. أمّا الجسد فليس للزنى بل للربّ والربّ للجسد. والله قد أقام الربّ وسيُقيمنا نحن أيضًا بقوّته. أما تعلمون أنّ أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأَجعلها أعضاء زانية؟ حاشى. أما تعلمون أنّ من اقترن بزانية يصير معها جسدًا واحدًا لأنّه قد قيل يصيران كلاهما جسدًا واحدًا. أمّا الذي يقترن بالربّ فيكون معه روحًا واحدًا. اهربوا من الزنى، فإنّ كلّ خطيئة يفعلها الإنسان هي في خارج الجسد، أمّا الزاني فإنّه يخطئ إلى جسده. أَم ألستم تعلمون أنّ أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي نلتموه من الله، وأنّكم لستم لأنفسكم لأنّكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله.

 

الإنجيل: لوقا ١٥: ١١-٣٢

قال الربّ هذا المثل: إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: يا أبتِ أَعطني النصيب الذي يخُصّني من المال. فقسم بينهما معيشته. وبعـد أيّام غير كثيرة جمع الابنُ الأصغر كلّ شيء له وسافر إلى بلد بعيد وبذّر ماله هناك عائشًا في الخلاعة. فلمّا أَنفق كلّ شيء حدثت في ذلك البلد مجاعة شديدة، فأخذ في العوز. فذهب وانضوى إلى واحد من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يُعطه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أجراء يفضُل عنهم الخبز وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السماء وأمامك، ولستُ مستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنا فاجعلني كأحد أُجَرائك. فـقام وجاء إلى أبيه، وفيما هو بعد غير بعيد رآه أبوه فتحنّن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عنقه وقبّله. فقال له الابن: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السماء وأمامك ولستُ مستحقًّا بعدُ أن أُدعى لك ابنًا. فقال الأب لعبيده: هاتوا الحُلّة الأُولى وأَلبِسوه، واجعلوا خاتمًا في يده وحذاء في رجليه، وأْتُوا بالعجل الـمُسمّن واذبحوه فنأكل ونفرح، لأنّ ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجد. فطفقوا يفرحون. وكان ابنُه الأكبر في الحقل. فلمّا أتى وقرُب مـن البيت سمع أصوات الغناء والرقص. فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال له: قد قَدِم أخوك فذبح أبوك العجل الـمسمّن لأنّه لقيه سالـمًا. فغضب ولم يُرِد أن يدخُل. فخرج أبوه وطفق يتوسّل إليه. فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السنين أَخدمك ولم أَتعدَّ لك وصيّة قطّ، وأنت لم تُعطني قطّ جدْيًا لأفـرح مع أصدقائي. ولـمّا جاء ابنُك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحتَ له العجل الـمسمّن! فقال له: يا ابني أنت معي في كلّ حين وكلّ ما هو لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونُسَـرّ لأنّ أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجد.

 

جُوعٌ ورجوع

ونحن على بُعد خطوات قليلة من أحد الابن الشاطر، نقف، لا أمام مجرّد مَثلٍ أعطاه يسوع، أو قصّة منسوجة من الخيال، إنّما أمام قصّة تختصر واقعَنا وحياتَنا كلّنا مع الله. قصّة، نعيش محطّاتها وفصولها وخبراتها كلّ يوم، وكلّ لحظة.

ليست هي قصّة ابنٍ يتوب وحسب، إنّما قصّة إلهٍ توّاب. قصّة حبّ، لا توبة فقط؛ لكون الحبّ الدافعَ الأوّل إلى التوبة، وشرطها ومحرّكها. قصّة إله أبٍ، لا إلهٍ بعيد.

هو أبٌ، ارتضى، وهو بعدُ حيّ، أن يعدّه ابنُه ميتًا ليرثَه. أبٌ أخلى ذاته، وتخلّى عن كلّ مجده، وقسم ثروته بين ابنَيه. أبٌ لم يمانع ابنَه حين تركه ورحل، ولم يعاتبه أو يؤنّبه، ولو بحرفٍ واحد، حين تاب. لم يهتمّ سوى بشفاء ابنه وعودته من الموت، فقدّم له الحبّ، لا الكلمات، لأنّه في الحبّ الشفاء.

أمام هذا الأب الحنون والكامل، ما الذي فعله الابن الصغير؟

استبدل بالتشرُّد والغربة المنزل الوالديّ. استبدلَ باللذّة الوقتيّة الفرحَ الذي كان فيه؛ وبالمصلحة المحبّةَ. استبدل بالعِشرة الرديئة أخاه، وبصاحب خنازير أباه. استبدل بالعبوديّة البنوّة، وبالوهم الحرّيّة. تركَ مائدةَ أبيه - حياته، واشتهى طعام الحيوانات، كقول إرمياء النبيّ على لسان الربّ عن شعبه: «إنّ شعبي صنعَ شرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة، ليحفروا لأنفسِهم آبارًا مشقَّقة لا تضبطُ ماءً» (إرمياء ٢: ١٣).

الخرنوب، وهو صورة عمّا يقدّمه لنا هذا العالم من وَهْمِ شبع ووَهْم ارتواء وفرح، لا يمكن أن «تهضمَه» معدةٌ اعتادتْ على خبز الحياة - «خبز البنين». فالتوبةُ جُوعٌ ورجوعٌ إلى الله؛ التصاقٌ به، وعشقٌ له وحده، وهذه بداءتها تَذَكُّر «تذكّرتُ الأيامَ القديمة، هذذتُ في كلّ أعمالك، وتأمّلتُ في صنائعِ يدَيك» (مزمور ١٤٢: ٥)؛ «أذكرْ من أين سقطتَ وتُبْ، واعملِ الأعمالَ الأُولى» (رؤيا ٢: ٥).

أمام واقعنا الذي يلتقي وخبرةَ الابن الشاطر، لا يسعُنا سوى أن نتبنَّى صوتَه وصرختَه وموقفه، والذي تعبّر عنه إحدى تراتيل هذا اليوم: «أُقدِّمُ لكَ يا ربّ، صوتَ الابنِ الشاطر، هاتفًا: أَخطأتُ أمام عينَيك أيّها الصالح، وبدّدتُ ثروةَ مواهبِكَ، لكنِ اقبلني تائبًا أيّها المخلّصُ وخلّصْني».

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

الانتماء إلى الكنيسة بالطقوس (١)

التلميذ: ما معنى الطقوس؟

المرشد: الطقوس هي مجموعة الرموز والحركات (من شموع وبخور ودورات وغيرها) وكلّ ما تقيمه الكنيسة من خدمات لتسبيح الله وتقديس المؤمنين (من الصلوات اليوميّة والأسبوعيّة إلى الأعياد السنويّة، بما فيها الأصوام وأفاشين التقديس المختلفة والأسرار الكنسيّة السبعة وفي النهاية والقمّة القدّاس الإلهيّ). والحقيقة أنّنا لا ننتمي فقط إلى الكنيسة بالطقوس بل نعيش بها في الكنيسة، نعيش حياة الكنيسة وسرّها الإلهيّ.

التلميذ: ما هو مبدأ الطقوس، وما هي أهمّيّتها وماهيّتها في الكنيسة؟

المرشد: إذا أردنا أوّلًا أن نتبيّن مكانة الطقوس بعامّة في حياة الإنسان، بصرف النظر عن طقوس الكنيسة، رأينا أنّ معظم نواحي حياتنا الاجتماعيّة مرتّبة وفق طقوس. فالطقوس إذًا في حياة الإنسان وتاريخه وطبعه أداة ووسيلة للاتّجاه إلى فوق، إلى العالم الآخر، إلى الله. بها نتوجّه ونحاول أن نبلغ إليه. أمّا في الكنيسة فالطقوس هي بالعكس تعبير وإناء لمجيء الله إلى الإنسان. لأنّ الله لا يُبلغ إليه بل هو الذي يأتي. ومنذ أن أتى ولبّى رغبات الإنسان في الصميم أضحت الطقوس في الكنيسة تعبيرًا. لأنّ الله قد تجسّد فالطقوس في الكنيسة ما عادت مجرّد ظاهرة طبيعيّة أو تضرّعات إلى الله بأشكال مختلفة، بل أصبحت تنقل شيئًا، تشهد، تهيّئ إلى شيء وتقدّمه، تروي لنا أوّلًا ذلك التجسّد وكلّ عمليّة الفداء والخلاص. هذا سرّ ولكنّه واقع، لأنّ السرّ لا يعرف بالطرائق العاديّة، بل نحن بعيون الإيمان نرى حقًّا ما هو في نظر العالم غير منظور. الطقوس في الكنيسة هي أكثر من طقوس: هي مجموعة رموز لا تمثّل فقط الحقيقة الروحيّة بل تُحقّقها.

التلميذ: ما الحاجة إلى شيء حسّيّ منظور ليعكس الروح غير المنظور؟

المرشد: لأنّ الإنسان حسّيّ، جسد وروح. الإنسان من الأرض جُبل، ومن أرضه المنظورة والملموسة وبواسطة حواسّه أوّلًا ينطلق إلى غير المنظور. هذا لا يمنع من أنّ الإنسان أيضًا بجسده يعبّر ويعيش، بجسده يسبّح ويسجد، بل ويؤمن، برسم صليب وترتيل وسجود... «قدّموا أجسادكم ذبيحة حيّة مقدّسة مرضيّة عند الله عبادتكم العقليّة» (روميّة ١٢: ١). الإنسان لا يتجزّأ عن جسده. ثمّ الله لـمّا تجسّد اتّخذ وضع الإنسان الجسديّ الأرضيّ بكامله (ما عدا الخطيئة). إنّ الطقوس إذًا مبنيّة على طبيعة الإنسان وعلى سرّ التجسّد في آن واحد. قضيّة الانتماء إذًا هي قضيّة الدخول في تيّار الطقوس من أجل الدخول في تيّار الكنيسة وعمل الله فيها وفي العالم بواسطتها.

 

نداء استغاثة

بعد الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسورية صباح يوم الاثنين الواقع فيه ٦ شباط ٢٠٢٣، وأدّى إلى دمار كبير طال الأرواح والأجساد، لا سيّما في رعايانا في لواء الإسكندرون ومدينة أنطاكية وحلب وحماه واللاذقيّة، وجّه غبطة البطريرك يوحنّا العاشر نداء استغاثة إلى أبناء رعايا الأبرشيّات الأنطاكيّة لرفع الصلوات من أجل راحة نفوس الموتى وشفاء الجرحى، وأيضًا من أجل إغاثة ومساعدة المنكوبين المشرّدين الذين باتوا بلا سقفٍ يأويهم.

واستجابة لهذا النداء، أطلقت أبرشيّات الكرسيّ الأنطاكيّ وأيضًا الأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة - هيئة الطوارئ الاجتماعيّة، حملات للتبرّع وتقديم العون سواء كان دعمًا مادّيًّا أو عينيًّا (موادّ غذائيّة وتنظيف وألبسة ومعاطف شتويّة وأغطية ولحف وحرامات وحاجات طبّيّة...).

وتلبية لنداء غبطته، بادر راعي الأبرشيّة المطران سلوان بتوجيه رسالة إلى رعايا أبرشيّتنا بأن تخصّص «صينيّة» يوم أحد الابن الشاطر لهذه الغاية، من أجل التضامن مع الرعايا المنكوبة وتعزيتها «بالإيمان العامل بالمحبّة» (غلاطية ٥: ٦)، راجيًا من أبنائنا أن يمدّوا يد العون، على قدر المستطاع، لـمَن هم في ضيق كبير.

 

الاتّكال على الربّ

للقدّيس بينيذيكتوس (+٥٤٧)

- اسمع، يا بنيّ، وصايا المعلّم، وأمِل أذنك إليها. فهي تأتي من أبٍ يحبّك، فاصنع كلّ ما يطلبه منك.

- عندما تريد أن تبدأ عملاً صالحًا، أطلب إلى الله، بصلاة حارّة، أن يرشدك، لكي تكمّل هذا العمل إلى نهايته.

Last Updated on Friday, 10 February 2023 16:57