ocaml1.gif
رعيتي العدد ٨: طريق التلميذ الوارث مع معلّمه Print
Written by Administrator   
Sunday, 19 February 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٨: طريق التلميذ الوارث مع معلّمه
الأحد ١٩ شباط ٢٠٢٣ العدد ٨  

أحد مرفع اللحم (الدينونة)

اللحن الثالث - الإيوثينا الثالثة

الرسول أرخيبوس والبارّة فيلوثاي الأثينيّة

 

كلمة الراعي

طريق التلميذ الوارث مع معلّمه

رعيتي العدد ٨: طريق التلميذ الوارث مع معلّمه عندما صرّح يسوع لتلاميذه على أبواب آلامه، بأنّ «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فـيَّ شيء» (يوحنّا ١٦: ١١)، أراد أن يؤكّد على حقيقة أنّ الشرّير لم يجد فيه خطيئة يعيّره بها. اجتاز كلّ دينونة بأن أحبّ أباه السماويّ والإنسان حتّى المنتهى، حتّى بذل نفسه للموت طوعًا من أجله. وإن دانه رؤساء اليهود لتجديف، أو الرومان لكونه ملك اليهود، أو حكم عليه الشعب بالصلب، فهو أكّد للملء أنّه لم يأتِ ليدين العالم بل ليخلّص العالم (يوحنّا ١٢: ٤٧).

ولكن أمر دينونتنا لا مفرّ منه. هذا أكّد عليه يسوع بوجهَين متكاملَين يخصّانا. الوجه الأوّل يمسّه، أنّه الديّان: «الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كلّ الدينونة للابن» (يوحنّا ٥: ٢٢). والوجه الثاني يمسّ الذين هم أمناء ليسوع، أي الذين تبعوه في «التجديد»، وثبتوا معه «في تجاربه»، وأعطاهم «أن يأكلوا ويشربوا على مائدته»، فهؤلاء - «متى جلس ابن الانسان على كرسيّ مجده» - يجلسون بدورهم على اثنَي عشر كرسيًّا يدينون أسباط إسرائيل الاثنَي عشر (متّى ١٩: ٢٨ ولوقا ٢٢: ٣٠)، أي يكونون قضاة أبناءَ جيلهم. فالدينونة تقع علينا بالقياس إلى عيشنا بحسب ما أوصانا يسوع، وأيضًا بالقياس إلى الأمثلة الحيّة من أبناء جيلنا المجاهدين ليعيشوا بحسب ما أوصانا. بهذا تكون مجازاتنا، أي مكافأتنا، نتيجة طبيعيّة ترافق دينونتنا. ها هو يسوع، الوريث الوحيد للآب السماويّ، يريد أن يكون للذين خدموه بأمانة، النصيب عينه الذي له، فنرِث معه الملكوت: «تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم» (متّى ٢٥: ٣٤).

أمّا الطريق إلى الملكوت فكانت بداءته بدعوة يسوع إيّانا إلى التوبة، وشقّ طريقها إلينا بأن أطعم الجائع وسقى العطشان وآوى الغريب وكسا العريان وزار المريض وأتى إلى المحبوس. وهذا صنعه مرّة وإلى الأبد، إذ أراد أن يبقى صنيعه بمتناول مَن يؤمن به، جيلًا بعد جيل، عبر الكنيسة، بشكل أسراريّ، بنعمة الروح القدس. فيسوع يطعم الجائعَ جسدَه الممجَّد، ويسقي العطشانَ دمَه الذي سُفك على الصليب، ويأوي الغريبَ بضمّه عضوًا كريمًا إلى جسده، ويكسو العريانَ الحلّة الأولى ويعطيه اسمَه، ويزور المريضَ فيصبّ على جراحه محبّتَه ونعمةَ الروح القدس الشافية الأمراض والغافرة الخطايا، ويأتي المسجونَ القابع في كورة الموت وظلاله فيعتقه من أهوائه ويشرق عليه بنور كلمة الله المحيية.

بهذا يكون يسوع قد أنصف إخوته الصغار على الأرض بحسب إرادة أبيه، فلا يُنعتون بالصغار بعد الآن بل يكونون ورثة معه في ملكوت أبيه. هذا هو مثال يسوع المعطى لنا، وها هي عطيّته المجانيّة لنا. أمام عظمة عطيّته ودينونتنا على أساسها ومجازاتنا بحسب أعمالنا، يبقى لنا أن نبادله محبّته هذه بأن نؤمن به إيمانًا صادقًا ونبذل ذواتنا بدورنا، كما بذلها من أجلنا، على وقع الوصيّتَين العظميَين، أي وصيّة محبّة الله من كلّ الكيان ووصيّة محبّة القريب كالنفس. إنّها مسؤوليّة عيش الإنجيل بين أترابنا وتجسيدنا محبّة الله نحو كلّ إنسان. ومحبّة القريب هي مرآة محبّتنا لله، فالقريب هو وجه الله إلينا، وقد سلّمنا اللهُ مسؤوليّة محبّته وتبنّي خلاصه وخدمته.

في هذا السياق، يأتي إنجيل الدينونة في أحد مرفع اللحم ليضعنا أمام حقيقة تجسّد المسيح واتّخاذه طبيعتنا البشريّة وتجسيده محبّة أبيه لنا من أجل خلاصنا. قلبه الوديع والمتواضع متّسع لخلاص الجميع وأوصى تلاميذه أن يحذوا بدورهم حذوه. فكيف يتّسع قلبنا لنكون على هذا المقدار من المسؤوليّة؟ إنّه القلب الذي يعي وجود الآخر ويتحسّس لمعاناته وينطلق إليه كونه محبوب من المسيح بالمحبّة التي وجدها فيه، ويخدمه في واقعه الشخصيّ المادّيّ والروحيّ من أجل خيره وخلاصه، وذلك بما أُعطي من مواهب وخيرات وزمن حياة.

على هذا الأساس يمكن القول إنّ توفير مأكلي هو شأني المادّيّ، أمّا توفير مأكل أخي فهو شأني الروحيّ. إنّه المسار الذي يعاكس المسار الذي افتتحه قايين بقوله لله بعد قتله هابيل: «هل أنا حارس لأخي؟» (تكوين ٤: ٩)، ويضعنا في مسار مشاركة جحيم قريبنا حتّى نرتفع معًا إلى فردوس محبّة الله. أَلا باركْ يا ربّ مساعي أبناء الخير والصلاح والمحبّة، الذين بهم يتمجّد أبوك الذي في السماوات، واعطِ مَن خالفهم في السيرة نعمة إدراك محبّتك لهم فينهضوا بدورهم وينافسوهم بالإيمان العامل بالمحبّة، فيسمع هؤلاء وأولئك معًا صوتك الحسن: «تعالوا يا مباركي أبي رِثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم» (متّى ٢٥: ٣٤).

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٨: ٨-١٣، ٩: ١-٢

يا إخوة إنّ الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا ألّا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعفاء، لأنّه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متّكئًا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه وهو ضعيفٌ على أكل ذبائح الأوثان، فيَهلكَ بسبب علْمك الأخُ الضعيف الذي مات المسيحُ لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيفة إنّما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحمًا إلى الأبد لئلّا أُشكّك أخي. ألستُ أنا رسولًا؟ ألستُ أنا حرًّا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولًا إلى آخرين فإنّي رسول إليكم، لأنّ خاتم رسالتي هو أنتم في الربّ.

 

الإنجيل: متّى ٢٥: ٣١-٤٦

قال الربّ: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكة القدّيسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع إليه كلّ الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا المُلْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأنّي جعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآويتموني وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعُدتموني ومحبوسًا فأَتيتم إليّ. حينئذ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا فأطعمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبًا فآويناك أو عريانًا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيب الملك ويقول لهم: الحقّ أقول لكم بما أنّكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه. حينئذ يقول أيضًا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبديّة المُعدّة لإبليس وملائكته، لأنّي جعتُ فلم تُطعموني وعطشتُ فلم تسقوني وكنتُ غريبًا فلم تأووني، وعريانًا فلم تكسوني ومريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم أيضًا قائلين: يا ربّ متى رأيناك جائعًا أو عطشانَ أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلًا: الحقّ أقول لكم بما أنّكم لم تفعلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون إلى الحياة الأبديّة.

 

ها وقتٌ يُعمل فيه للربّ

ما كان المسيح لحظةً منظّرًا ولن يكون. كان يشارك الناس في هموهم ومشاكلهم وأوجاعهم وأفراحهم. حتّى أمام الموت لم ينظِّر، بل تصبّب عرقًا.

من أراد السير وراءه، يسير على نهجه. المسيح نهج. نمط حياة. لا نأخذ أفكارًا منه. نكونه. وكنيسته يجب أن تكون مثله.

رعاة كنيسته يجب أن ينشغلوا في هموم الناس. مَن نادى بأنّ الأسقف هو «المراقب» للتعليم، لم يخطئ. ولكن مَن حصر «التعليم» بالمعلومات فقط، فهذا أخطأ. الإيمان عيشٌ. تعليم المسيح يدفعك نحو الخدمة بأشكالها كافّة. خدمة الكلمة وخدمة سامعي الكلمة. القدّاس الإلهيّ يُدعى أساسًا الخدمة الإلهيّة. ليس موجّهًا إلى الله فقط. هذا أيضًا خطأ. إنّه شكرنا لله، لأنّه سمح لنا بخدمته في وجوه الناس.

أَلا نقول في الكلام الجوهريّ: «مع أنّه قد وقفَ لديك ألوف من رؤساء الملائكة وربوات من الملائكة، والشيروبيم والسيرافيم ذوو الأجنحة الستّة والعيون الكثيرة، متعالين ومجنَّحين بتسبيح الظّفر مترنِّمين، وهاتفين، وصارخين، وقائلين...».

هذا فهمه قدّيسونا العظماء. باسيليوس الكبير لم يكتفِ بالتعليم، بل أسّس أيضًا المدينة الباسيليّة لخدمة المعوزين والمتروكين والمرضى. ويوحنّا الذهبيّ الفم، أغزرُ كاتب عرفته الكنيسة على الإطلاق، باع ذهَبَ دارِه الأسقفيّ، لأنّ صدأ أوجاع الناس كان في عينَيه أشدّ لمعانًا من كنوز الأسقفيّة. وتطول لائحة القدّيسين الذين عملوا وعلّموا. وللتذكير، المسيح يضع العمل قبل التعليم: «وأمّا مَن عمل وعلّم، فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات» (متّى ٥: ١٩).

اليوم نذكر هذا الكلام لنتذكّر دعوتنا. لا نستطيع الصمت عن قلّة الخدمة. لا نستطيع السكوت عن وجع الناس. لا يُمكن للكنيسة أن تقف ساكتةً أمام حكّام الجور والجوع. اليوم دعوتنا إلى أن نجد ككنيسة حلولًا جذريّة وتدابير استثنائيّة، من دون أن يُفهم هذا التصرّف طائفيًّا، ومن دون أن توظِّف الأحزابُ هذا التحرّكَ لمصالحها. ليست المقامات الرئاسيّة ولا السياسيّة أهمّ من أيّ مواطن في هذا البلد. القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ تدخّل لحلّ مشكلة «تدمير» أنطاكية بخطاب وضعه في فم أسقفه آنذاك، ووجّهه نحو الأمبراطور.

اليوم الكنيسة مدعوّة أكثر من أيّ وقت مضى إلى إعلاء صوت الحقّ في وجه طغاة العالم. ولكن، إن لم تعمل أوّلًا من أجل الفقراء، فسيكون كلامُها «نحاسًا يطنّ أو صنجًا يرنّ»، لا غير (١كورنثوس ١٣: ١).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

الانتماء إلى الكنيسة بالطقوس (٢)

التلميذ: ما موضع الطقوس في الكنيسة؟

المرشد: الكنيسة في جوهرها الأخير ليست مؤسّسة جامدة متوقّفة، بل ليست مؤسّسة على الإطلاق. إنّها المكان الذي يتمّ فيه عمل الله، حيث تفعل نعمة الله الدائمة ويحضر ويتحقّق تدبيره الخلاصيّ في العالم من أجل البشر. الكنيسة هي مجرى خلاص الله في التاريخ ومكان ظهوره، حيث يظهر بالطقوس بالدرجة الأولى (كعلامة ظهور) لما وراءها والذي يفوقها بكثير، ولكن كعلامة (ظهور) وقد قيل إنّ الطقوس هي ظهور الكنيسة، حيث توجد الكنيسة توجد أيضًا ليتورجيا (وكلمة ليتورجيا هنا بمعنى طقوس) وحيث ليس ليتورجيا ليس أيضًا من كنيسة. 

التلميذ: ما هو دور المؤمنين؟

المرشد: الطقوس تعطينا خلاص الله الذي في الكنيسة ليعمل هذا الخلاص فينا وفي العالم بواسطتنا. نحن نُقبل إلى الكنيسة بالطقوس ولكن متى أقبلنا فالكنيسة هي التي تقدّم لنا سرّها وخلاصها وحياتها الإلهيّة، أي أنّ الكنيسة في الأخير هي التي تصنعنا أكثر ممّا نحن نصنعها. هي التي تجعلنا ننتمي إليها بالطقوس. نرى المضطهِدين منذ أيّام الرسل همّهم الأوّل منع اجتماع المؤمنين وإغلاق الكنائس، مع تحريم إقامة الشعائر الدينيّة. هناك تلازم إلى حدّ بعيد جدًّا بين الطقوس والكنيسة. الكنيسة لا تبقى كنيسة بدون طقوس. لذلك كان المسيحّيون الأوّلون يخاطرون بحياتهم ليجتمعوا خفية في الكهوف ويصلّوا ويؤلّفوا الكنيسة. 

 

اليوبيل الفضّيّ لصندوق التعاضد الأرثوذكسيّ

يوم السبت الواقع فيه ١١ شباط ٢٠٢٣، بارك راعي الأبرشية الحفل الذي نظّمه مجلس إدارة صندوق التعاضد الأرثوذكسيّ في أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما، لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضّيّ على تأسيسه (١٩٩٨-٢٠٢٣)، على يد سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس يوم ٧ شباط ١٩٩٨. حضر الحفل الأعضاء الحاليّون والسابقون لمجالس الإدارة المتعاقبة للصندوق والأعضاء الرديفون وأعضاء لجان الرقابة فيه، بالإضافة إلى مندوبيه وممثّلين عن شركة إعادة التأمين وشركة الإدارة ورئيس اتّحاد صناديق التعاضد في لبنان.

تنوّعت الكلمات في الحفل حيث جمّلت اليوبيل بتقديم صورة حيّة عن شهادة الكنيسة في محيطها عبر عمل الصندوق، مع توصيات مختلفة عبّروا عنها لأخذها بالاعتبار في مسيرة الصندوق الحاليّة والمستقبليّة. في كلمة راعي الأبرشيّة تحدّث المطران سلوان عن الإرث الروحيّ لسلفه الذي جسّده في الغاية من تأسيس الصندوق ومباركته متابعة خدمته، وسلّط الضوء على كيفيّة تجسيده هذه الغاية عبر رصد دقيق ومنهجيّ للواقع والعمل مع اختصاصيّين في المجالات كافّة، ودور الرعايا ومجالسها وكهنتها في هذا العمل، لتوفير الخدمة الاستشفائيّة لأبناء الأبرشيّة. وأبدى تقديره وشكره لمسيرة الصندوق خلال السنوات التي خلت، مشدّدًا على أنّ نقطة الانطلاق كانت في أيّام المحنة التي استدعت ورشة عمل أفضت إلى تأسيس الصندوق وتلبية الحاجات المتكاثرة وما زالت. ثمّ شكر عائلة الصندوق، وشركاءه وأصدقاءه، وبيّن كيف أنّ روح التعاون تضفي رجاء حقيقيًّا في قتام الواقع اللبنانيّ، السابق والحاليّ، الأمر الذي وضع الصندوق في موقع رياديّ في الخدمة التي يقدّمها بتفان وحرص، والتي كانت مجال تعزية للمنتسبين إليه، لا سيّما المصابون في السنوات المنصرمة بداء الكورونا. كما شكر مدير الصندوق السيد أديب بطحيش على تجسيد الغاية من عمل الصندوق، كما وضعها مؤسّسه، في الخدمة اليوميّة سواء العمل الإداريّ أو بالعلاقة مع المندوبين أو مع شركاء الصندوق ومقدّمي الخدمات. في النهاية، شدّد على معنى استمراريّة شهادة الصندوق وخدمته، وشكر وهنّأ المشاركين في الحفل والذين تعذّرت عليهم المشاركة. ثمّ كانت صورة تذكاريّة وهديّة بالمناسبة.

وبعدها استقبل راعي الأبرشيّة في دار المطرانيّة في برمانا عددًا من المشاركين في الحفل، وكانت جلسة مع مؤسّس الصندوق صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس، الذي كانت له كلمة روحيّة حول الشعار الذي وضعه للصندوق عند تأسيسه: «احملوا بعضكم أثقال بعض» (غلاطية ٦: ٢)، ثمّ بارك الحاضرين وشكرهم على خدمتهم السابقة والراهنة.

 

الرعايا الأنطاكيّة في في لواء الإسكندرون

بتكليف من غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، قام وفد كنسيّ بتفقّد الرعايا الأنطاكيّة في لواء الإسكندرون بين ١٤ و١٨ شباط الجاري والمتضرّرة من جرّاء الزلزال الذي ضربه في ٦ شباط، حيث قام سيادة الأسقفين قسطنطين كيّال وأرسانيوس دحدل بتفقّد رعيّة مرسين، واجتمعوا بالعائلات النازحة إليها. في اليوم التالي، أقيم القدّاس الإلهيّ وصلاة الجناز لراحة نفس الراقدين، تلاه اجتماع بكهنة الرعايا ورؤساء الجمعيّات فيها، حيث تباحثوا في السبل والقضايا الإداريّة لتنظيم عمل الإغاثة بالتنسيق مع لجنة الإغاثة التي شكّلها غبطته في البلمند، ليكون العمل لمجد الله وخدمة أبناء الرعايا المتضرّرين بالزلزال. في الأيّام التالية، قام الوفد بزيارة الكنائس في السويديّة وأرسوز والإسكندرون وأنطاكيّا. الجدير بالذكر أنّ الرعايا الواقعة في لواء الإسكندرون تنتمي كنسيًّا إمّا إلى ولاية البطريرك أو إلى ولاية راعي أبرشيّة اللاذقيّة أو إلى ولاية راعي أبرشيّة حلب.

Last Updated on Friday, 17 February 2023 22:48