ocaml1.gif
رعيتي العدد ١٢: الابن الضالّ وطريق استعادة كرامته في بيت الآب السماويّ Print
Written by Administrator   
Sunday, 19 March 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ١٢: الابن الضالّ وطريق استعادة كرامته في بيت الآب السماويّ
الأحد ١٩ آذار ٢٠٢٣ العدد ١٢  

الأحد الثالث من الصوم (السجود للصليب المقدّس)

اللحن السابع - الإيوثينا السابعة

الشهداء خريسنثوس وداريا ورفقتهما

 

كلمة الراعي

الابن الضالّ وطريق استعادة كرامته 
في بيت الآب السماويّ

رعيتي العدد ١٢: الابن الضالّ وطريق استعادة كرامته في بيت الآب السماويّ إنّ سيرنا في خبرة الابن الشاطر في عودته إلى البيت الأبويّ، يضعنا لا محالة أمام خبرة مواجهة الصليب. فصليب المسيح هو مَن يستقبل الذين افتداهم ودعاهم إلى الخلاص. هو صليب منصوب في وسط البشريّة كلّها لتتأمّل في محبّة الله وعنايته بها وتدبيره من أجلها. فبسجودنا للصليب المسيح في وسط الصوم الأربعينيّ المقدّس، نعلن بالحقيقة أنّ الآب يستقبلنا بابنه يسوع المصلوب عنّا ومن أجلنا، وأنّه بصلبه انفتح باب عودتنا إلى بيت الآب السماويّ، على غرار ما حصل للصّ اليمين. فإن متْنا عن خطيئتنا، صرْنا إلى حالة الابن الشاطر في استقبال أبيه له ومنحه إيّاه علامات البنوّة وكرامتها وشرفها (لوقا ١٥: ٢٢-٢٤). 

إن قابلنا بين حالة الابن الشاطر التائب والقائم من موته، وحالتنا في سجودنا تائبين أمام صليب المسيح، نتبيّن أنّ ارتداء الابن الشاطر الحلّة الأولى يقابله ارتداؤنا المسيح في جرن المعموديّة: «أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم» (غلاطية ٣: ٢٧)؛ وأنّ ارتداءه النعلَين يقابله قبولنا بشارة الإنجيل وتبنّينا إيّاها حتّى حذت أرجلنا «باستعداد إنجيل السلام» بين أترابنا (أفسس ٦: ١٥)؛ وأنّ وضْع الخاتم في أصبعه يقابله حصولنا على خاتم البنوّة لله: «أمّا كلّ الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه» (يوحنّا ١: ١٢)؛ وأنّ اشتراكه في أكل العجل المسمّن المذبوح يقابله اشتراكنا في المائدة الشكريّة التي تغذّي المؤمنين بذبيحة المصلوب.

على ضوء «حفاوة» الآب السماويّ هذه، لا بدّ من أن تَبرز شهامةُ هؤلاء الأبناء بالتزامهم بمقتضيات هذه البنوّة، كما يرسم يسوع طريقها: «مَن أراد أن يأتي ورائي فلينكرْ نفسه ويحملْ صليبه ويتبعْني» (مرقس ٨: ٣٤). وتحقيق هذه البنوّة يمرّ حكمًا عبر تلمذتنا للإنجيل، فنتعلّم من الربّ، على سبيل المثال لا الحصر، هذه الأوجه التي تُظهر نبل النفس وجمالها وكرامتها وسيادتها التي لها من الله:

أن نتعلّم منه وداعته وتواضعه: «تعلّموا منّي لأنّي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم» (متّى ١١: ٢٩). فلنكتسبْ إذًا السيادة على نفوسنا وطاقاتها، فلا تتحكّمْ فيها أهواؤنا، بل تسيّرها رغبتنا وأرادتنا بأن نعمل مشيئة الله ونجد راحتنا في تحقيقها، مهما اقتضت من بذل وجهد.

أن نتعلّم منه أن نغفر لبعضنا البعض كما هو غفر لنا من على الصليب متشفّعًا من أجلنا: «يا أبتاه، اغفرْ لهم لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لوقا ٢٣: ٣٤). فلنقلعْ إذًا من قلوبنا كلّ حقد وغضب، ولنتأمّلْ بصلاح الله وعظم محبّته وتدبيره من أجلنا.

أن نتعلّم منه ألّا ندين أحدًا. فهو صرّح: «لم آتِ لأدين العالم بل لأخلّص العالم»، وطلب منّا: «لا تدينوا كيلا تُدانوا» (يوحنّا ١٢: ٤٧؛ متّى ٧: ١). فلنتركْ إذًا الدينونة كلّها للابن، ولنهتمْ بأن نصلح اعوجاج نفوسنا من خطايانا عوضًا من التلهّي بأخطاء قريبنا.

أن نتعلّم منه أن نصلّي كما فعل في غير مناسبة، فصلّى من أجلها قبل حدوثها، أو في أثنائها، أو من بعدها. وهو حثّنا على أن نصلّي بدالّة الابن نحو أبيه، وبإيمان الشاكر قبل أن يُلبـّى، وبرجاء الواثق قبل الاستجابة. وهو نبّهنا إلى أن نصلّي حتّى لا ندخل في تجربة، وأن نثابر في الصلاة، وأن نجتمع باسمه ليكون لنا كلّ ما نطلبه.

أن نتعلّم أن نماثله في صنع مشيئة أبيه: «لستُ أفعل شيئًا من نفسي، بل أتكلّم بهذا كما علّمني أبي» (يوحنّا ٨: ٢٨). فلنبدّلْ إذًا انغماسنا في الاهتمامات الدنيويّة بالاهتمام بحياة البرّ وتقديس الذات: «اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلّها تُزاد لكم» (متّى ٦: ٣٣)، ولا نتركنَّ هموم المعيشة وتسلياتها وملذّاتها تخنق فينا إيماننا وصلاتنا.

أن نتعلّم منه مسار الخدمة الباذلة، حيث الرئيسُ آخر الكلّ وخادمهم (مرقس ٩: ٣٥). فلا يكون موقع المسؤوليّة أو المنصب مناسبة للترفّع والتسلّط والغرور، بل لبناء هيكل الله فينا وفي إخوتنا.

أن نتعلّم منه مجّانيّة العطاء، فنستثمر مواهبنا وننمّيها ونستثمرها في سبيل خدمة القريب، على ضوء وصيّته: «مجّانًا أخذتم، مجّانًا أُعطوا» (متّى ١٠: ٨). فلتكنْ هذه المجّانيّة مصحوبة باعتبارنا أنّنا عبيد بطّالون فعلوا ما أُمروا به، من دون التوقّف عند طلب تقدير أو شكر، أو من دون حجب إمكانيّاتنا عن سوانا.

هذا لا يعدو سوى غيض من فيض نكران الذات وحمل الصليب واتّباع المسيح في حياتنا اليوم. بسجودنا للصليب الكريم، هلّا شكرنا الله كشفه لنا طريق تحقيق بنوّتنا له، وعطيّته لنا بابنه يسوع؟ ألَا أعطِنا يا ربّ أن نعيش كلمة إنجيلك فتقودنا في معارج الابن الضالّ إلى بيت أبيك السماويّ!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٤: ١٤-١٦، ٥: ١-٦

يا إخوة إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسّك بالاعتراف، لأنّ ليس لنا رئيس كهنة غير قادر على أن يرثي لأوهاننا بل مجرَّب في كلّ شيء مثلنا ما خلا الخطيئة. فلنُقبل إذًا بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد ثقة للإغاثة في أوانها. فإنّ كلّ رئيس كهنة متّخذ من الناس يقام لأجل الناس في ما هو لله ليقرِّب تقادم وذبائح عن الخطايا في إمكانه أن يُشفق على الذين يجهلون ويضلّون لكونه هو أيضًـا متلبّسًا بالضعف، ولهذا يجب عليه أن يُقرِّب عن الخطايا لأجل نفسه كما يقرِّب لأجل الشعب. وليس أحد يأخذ لنفسه الكرامة بل مَن دعاه الله كما دعا هرون. كذلك المسيح لم يُمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له: «أنت ابني وأنا اليوم ولدتُكَ»، كما يقول في موضع آخر: «أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق».

 

الإنجيل: مرقس ٨: ٣٤-٣٨ و٩: ١

قال الربّ: من أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها. فإنّه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسـه؟ لأنّ من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسـين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إنّ قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

 

تحاشي التشتّت في الصلاة

التشتّت، في أثناء الصلاة، أمرٌ شائعٌ، يختبره المؤمنون بعامّة، ويبحثون عن وسائل لمعالجته، وللتحرّر منه، لحرصهم على الحفاظ على نقاوة الصلاة والثبات في اليقظة في أثنائها. ينصح القدّيس باييسيوس الآثوسيّ قائلًا: «علينا قبل البدء بالصلاة أن نفحص ذواتنا ونعترف بسقطاتنا. أثناء الصلاة لا يكون شيء من ذلك ولا نقوم بأيّ نقد ذاتيّ. فالصلاة حديث من الذات مع الله. قبل الصلاة نفكّر بكلّ ما يشوّش تفكيرنا، ثمّ نعيد العقل إلى الداخل، ونجهّز السلاح ونضع أيدينا على الزناد ونطلق النار».

 تكمن صعوبة التعامل مع التشتّت، عند تعاظم تأثيره، في أنّ ردّ فعل المؤمن، عند محاربته ضمن الصلاة، يُدخِلُهُ في دوّامة، فبدلًا من أن ينتشله يضاعف من وطأته، فلا يدري ما تخبّط به إلاّ بعد انتهاء الصلاة، إذ يكون استهلك قواه من دون ثمر. هكذا المعركة خاسرة منذ بداءتها. لذلك ينصحنا القدّيس إسحق السريانيّ، على غرار القدّيس باييسيوس، بأن نخوض حربًا استباقيّة ضدّ التشتّت فيعلّم قائلًا: «مَنْ اهتمّ -بدلًا من اللقاءات والأحاديث والأعمال- بمُطالعة الكتاب المقدّس التي تقوّي الذهن (لأنّها قرينته ونوره)، لوجد أنّها تغذّي الصلاة، وتساعد على السهر، وتهدي إلى السبيل المستقيم، وتضاعف المشاهدة في الصلاة، وتربط الذكريات خوفًا من التشتّت في الأمور الباطلة، وتغرس ذكر الله في النفس بلا انقطاع».

نستدلّ من كلام القدّيس على أنّ أسباب التشتّت ناتجة من الانجراف المفرط في أمور الحياة العالميّة، وتاليًا الهموم والقلق الذي يتولّد بسببها، وأنّ كثرة التداول بها في اللقاءات والاجتماعات وضمن الأحاديث يستحضرها بقوّة ويغذّي تأثيرها السلبيّ في أثناء الصلاة. يعتبر هذا القول وصفة طبّيّة متكاملة. شخّصَ القدّيسُ المرض، وحدّد الأسباب والعلل، ثمّ وفّر العلاج لردع التشتّت، الذي يتمثّل بالمطالعة العميقة للكتاب المقدّس، معدِّدًا التأثير الإيجابيّ والفوائد التي تولّدها المطالعة في سياق الصلاة: تقوّي الذهن، تغذّي الصلاة، وتضاعف المشاهدة الإلهيّة في الصلاة، تقي من التشتّت في الأمور الباطلة، وتغرس ذكر الله في النفس بلا انقطاع. 

 إنّ مطالعة الأسفار الـمقدّسة تلامس بمعانيها أعماق النفس، لذلك يتوجّب على المؤمن أن يختزن هذه المعاني في قلبه وذهنه، وأن يدأب على التأمّل بها ومشاركتها مع الآخرين والتداول بها في محيطه. هكذا يُشغل فكرَه وحواسّه بحقائق مفيدة، بنّاءة، مُجدِّدة وخلاصيّة، فيغذّي روحه وينمّيها وينعم بسلام داخليّ، ويمتنع بالمقابل عن اجترار الهموم العالميّة وسلبيّاتها الـمضرّة، فينعدم بالكامل تأثيرها في أثناء الصلاة.

يعزّز القدّيس إسحق هذا النهج، ويشجّع على اعتماده إذ يعلّم قائلًا: «عندما تنهض لتصلّي وتتمّم قانونك ستجد نفسك مأخوذة بتأمّل الكتب المقدّسة التي طالعتها سابقًا بدلًا من التأمّل في الأمور الدنيويّة التي رأيتَها وسمعتَها. تستعين النفس بالمطالعة في صلاتها كما أنّها تستنير بالصلاة في أثناء المطالعة. وهذه المطالعة تكون مادّة لحالة الصلاة وتقي النفس من التشويش الخارجيّ وتجعلها مستنيرة في الصلاة وبعيدة عن الملل والتشويش». المطالعة والصلاة في تجاذب دائم ومتى اتّـحدتا اكتملت العبادة. معبّر جدًّا هذا الكلام: «الصلاة تستعين بالمطالعة، والمطالعة بدورها تستنير بالصلاة». 

المطالعة ليست مجرّد قراءة: تفتح الكتاب المقدّس وتقرأ مقطعًا ثمّ تغلقه، وتغيب عن بالك كلّ العناصر التي يتناولها المقطع، فلا يعلق في ذاكرتك ما يفيد نموّك الروحيّ. المطالعة هي قراءة ممتدّة، تستمرّ بعد إغلاق الكتاب، حيث يأتي دور الذاكرة التي تعيد إلى الواجهة العناصر من المقطع التي ولّدت تأثيرًا في النفس، فيأخذ الذهن بالتأمّل فيها والتفاعل مع تأثيرها. هكذا المطالعة تشمل: القراءة والتذكّر والتأمّل وتقصّي الحقائق ومناقشتها والتداول بها ومشاركتها مع الآخرين، عندها تصير نشاطًا يستحوذ الذهن فلا يعود يتلهّى بأمور دنيويّة مضادّة، بالأخصّ وقت الصلاة، فتأتي الصلاة خاشعة نقيّة مليئة بالشوق نحو الله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

الانتماء إلى الكنيسة بالطقوس (٥)

التلميذ: ماذا تتطلّب ممارسةَ الطقوس؟

المرشد: أنت تعلم أنّ في الكنيسة حركة، دورة نعمة، بين السماء والأرض، هي بالنتيجة حركة الإيمان الذي يصل الأرض بالسماء. بالإيمان رجال الله في العهد القديم، القضاة والأنبياء، قهروا ممالك، صاروا أشدّاء في الحروب، رُجموا، نُشروا. ولم ينالوا الموعد منتظرين شيئًا أفضل. وبالإيمان أندراوس وفيليبّس ونثنائيل لـمّا دُعوا أوّلًا آمنوا فسمعوا السيّد. ولكنّ الدخول في حركة الإيمان لا يخلو من صعوبات وجهاد كما نعلم. وكذلك الدخول في دورة الطقوس، في سبيل نعمة الإيمان والخلاص في الكنيسة، يتطلّب جهدًا. فلا نستبعدنَّ إذًا الجهد. 

 

التلميذ: أيّ جهد تقصد؟

المرشد: إنّه جهد هيّن، بمعنى أنّه جهد خروج. يكفي فقط أن نخرج، أن نتجاوز أنفسنا، أن ندع أنفسنا تُـجرف وتُـحمل فيحملنا التيّار. الإيمان نفسه ليتورجيا. ليس الإيمان بالعقل، فالشياطين يؤمنون أيضًا ويرتعدون. ولكنّ الإيمانَ تسبيحٌ، خروجٌ، فصحٌ. فإذا كان الإيمان مثاليًّا فحياة الطقوس إذًا مثاليّة أيضًا وإلّا فلا. الإيمان معرّض دائمًا للتحجّر، وينبغي تجديده على الدوام. وكذلك حياتنا في الطقوس. فلا ندعها تتحجّر. من الضروريّ إذًا إحياء الطقوس شخصيًّا وقلبيًّا وإعطاؤها معناها الداخليّ الأخير، وإلا انقلبت مظاهر فارغة وعادات متحجّرة تحجبنا عن الله بدلًا من أن توصلنا إليه. هناك كثيرون جدًّا مـمّن يلقون في ممارسة الطقوس تعزية وقوّة وفرحًا وازدهارًا لحياتهم كلّها.

 

التلميذ: كيف تتحجّر الطقوس عند الناس وتفقد معناها؟

المرشد: إذا جهلنا جوهرها أو نسيناه أو أهملناه وابتعدنا عنه تصبح إمّا أشكالًا فارغة وعادات قديمة يملّ منها المرء ويهجرها، فلا تعود تعبّر له عن أيّ معنى، ومن الطبيعيّ حينذاك أن يبتعد عن الخدمات والقدّاس الإلهيّ، وكثيرًا ما تهجر كنائسنا في القرى لا لأزمة كهنة، بل لأزمة شعور وحضور. فتبقى مظاهرَ خارجيّة وعادات جميلة نستلذّها بحدّ ذاتها ولا نعبُر عبرها إلى حياة الإيمان والخلاص. وهكذا، فالطقوس التي هي  باب ومدخل إلى الله، تصبح في الواقع حاجزًا يعطّل نموّنا وتوغّلنا في الربّ. نبقى أمام واجهة البناء يحجبنا جمالها النسبيّ عن الدخول إلى القصر الداخليّ الذي يحوي الغنى الحقيقيّ والنعمة والبهاء.

 

عيد بشارة العذراء لميخائيل بسيلّوس

مباركة أنتِ في النساء. حلّت هذه البركة مقابل اللعنة. بما أنّ العذراء تحتلّ موقع حوّاء، كما احتلّ الله موقع آدم، وكما حلّت المعصية في الفردوس من جرّاء عدم الطاعة، هكذا حلّت الآن البركة، المتّصلة بالطاعة. ورث جنسنا حتّى زمن مريم العذراء، وبدون انقطاع، لعنة الأمّ الأولى. أمّا العذراء فشيّدت سدًّا أوقف هذا السيل، وأصبحت الحصن المنيع الذي ينجّي من طوفان الشدائد. مباركة أنتِ في النساء، يا مَن لم تذوقي شجرة المعرفة ولم تخالفي الوصيّة، بل تألّهت وألّهت جنسنا!

 

مكتبة رعيّتي

ضمن سلسلة «الروحانيّات والليتورجيا»، صدر عن تعاونيّة النور للنشر والتوزيع كتيّب عنوانه: «يوم مع ربّنا: تأمّل حياتيّ يوميّ، مستنِد إلى الكتاب المقدّس» للأب ليف جيلله. هذا الكُتيب ذات طابع عمليّ. ليست كلماتُه للقراءة وحسب ولا حتّى للتأمّل، بل لتطبيق كلّ واحدة منها على الأعمال اليوميّة لكي تُعاش في اتّحاد مع ربّنا. هذه الصفحات متاحة بخاصّة لمن يريدُ أن يُمضيَ يوم خلوة مع نفسه في وسط مشاغل حياته اليوميّة المعتادة. يكفيه أن يجد الوقت (بضعُ دقائقَ في فتراتٍ مؤاتيةٍ) لقراءة النصوص وتطبيقِها على الأفعال أو المواقف اليوميّة. يُطلب هذا الكتاب من مكتبة سيّدة الينبوع ومن المكتبات الكنسيّة.

 

دكتوراه للأب نعمه صليبا

يوم الجمعة الواقع فيه ١٠ آذار ٢٠٢٣، نال قدس الأب نعمه صليبا، كاهن كنيسة القدّيسَين بطرس وبولس في الحازميّة، شهادة دكتوراه في العلوم الدينيّة بدرجة مشرّف جدًّا، بتقديمه أطروحة عنوانها: «الزواج المدنيّ في السياق الدينيّ اللبنانيّ»، في كلّيّة العلوم الدينيّة التابعة لجامعة القدّيس يوسف في بيروت.

Last Updated on Friday, 17 March 2023 21:21