للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٣٥: صلاح الإنسان على ضوء صلاح الله |
Written by Administrator |
Sunday, 27 August 2023 00:00 |
الأحد ١٢ بعد العنصرة اللحن ٣ - الإيوثينا ١ البارّ بيمن والشهيد فانوريوس
كلمة الراعي صلاح الإنسان على ضوء صلاح الله أن تتبع يسوع هو أن تسير مسار الخلاص الذي سار فيه وكشفه لنا ودعانا إليه. إنّه طريق نكران الذات وحمل الصليب واتّباعه حتّى المنتهى. على عكس ما قد يتبادر إلى ذهننا، ليس المقصود بذلك كمالًا شخصيًّا أو سعادة شخصيّة أو نجاحًا شخصيًّا، بل حمل صليب المسيح بأن نأخذ على عاتقنا واقعنا البشريّ الساقط والسير به إلى حيث أراد يسوع أن يتجلّى، كما هو على جبل ثابور أو عن يمين الآب. إنّه المسار الذي كانت إحدى قممه صلاتُه في بستان الجثسمانية والتي تتوّجت بارتفاعه على الصليب. صلاح الله ظهر لنا بكماله بيسوع، الحامل خطايا العالم والفادي الإنسان، واعتلن بتدبيره الخلاصيّ من أجلنا، وانكشف بكلّ بهائه بيسوع. صلاح الله تجلّى في فرح استقبال الابن الضالّ العائد واحتضانه وفي منحه كرامة الابن وعلاماتها وسلطانها. لم يبحث يسوع عن مجد لنفسه، بل عن مجد أبيه ومجد الذين خُلقوا على صورته. فرحه الكبير هو أن نتمّ توبتنا إلى الله، وإنجازه هو أن يموت عنّا ليحيينا وبرشدنا في طريق التوبة. صلاحه الكبير هو أنّه أعطنا حريّة اختيار الطريق الذي سار هو عليه من أجل خلاصنا. صلاح الله شكّل القاعدة التي وضعها يسوع للناموسيّ الذي أتاه مجرِّبًا إيّاه بسؤاله حول ميراث الحياة الأبديّة. اتّضح لنا أنّ حفظ الوصايا كان بابها، الأمر الذي ولجه هذا الناموسيّ منذ صباه. أمّا بلوغها فكان يقتضي استعدادًا آخر منه، أكثر عمقًا وجذريّة واكتمالًا. فقول يسوع له: «إن أردتَ أن تكون كاملًا فاذهبْ وبِعْ أملاكك واعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالَ اتبعْني» (متّى ١٩: ٢١)، دعاه إلى أن يحرف نظره عن الاهتمام بنفسه من أجل تحقيق كمال ما شخصيّ، وذلك بأن يسمّر نظره عليه ويتعلّم منه كيف يصير على شاكلته. هذا يعني أوّلًا الزهد بكلّ شيء، وثانيًا مشاركة ما له مع مَن هم أكثر احتياجًا، وأخيرًا انتظار الخيرات فقط من الذي يعرف أن يكافئ ويجازي، ملتحقًا بيسوع معلِّمًا ومثالًا يُـحتذى ويُقتدى به. بالعمق، دعوة يسوع هذه تقود سائلَه إلى معرفة صلاح الله كما تجلّى بيسوع واقتناء فكره وشرب الكأس التي شربها في بستان الجثسمانيّة وبذل نفسه في خدمة تدبيره على غرار ما فعل. بهذا يتبع حاملَ خطايا العالم فيحملها معه بمقدار توبته واتّضاعه، ويبذل ذاته في خدمته بمقدار نكرانه لها. ساعتها يدرك كمال المحبّة واتّساعها واتّقادها وامتدادها وشموليّتها وديمومتها وفاعليّتها. اتّباع المسيح ينمّي هذه الأبعاد في الطالب ميراث الحياة الأبديّة، فلا يفصله شيء عن محبّة المسيح، لا طول ولا ارتفاع ولا عرض ولا عمق. آثر الناموسيّ أن يحافظ على ثقته بنفسه المرتكزة على كمال شخصيّ بلغه، إن على مستوى الدِّين أو على مستوى الدنيا. فبالنسبة إلى الناظر من الخارج، جمَع المجد من طرفَيه: كمال أخلاقيّ وغنى مادّيّ. ظنّ أنّ الصلاح كامن في تحقيق هذه الصورة. اكتشفنا معه أنّها كانت ثقة مبتورة لا تقود إلى الغاية التي كان يصبو إليها. أراد نتفًا من الصلاح وليس الإله الصالح وما يقتضيه صلاحه منّا. لعلّ حالة هذا الناموسيّ تختصر صورة رائجة عن مثال أو كمال نربّي عليه ونبتغيه. نتفاجأ بأنّ هذه الـمُثل لا تتطابق مع ما يطرحه علينا يسوع. الصلاح ليس قنية بل تـمثُّل بالله نفسه، وتبنٍّ لقضيّته بشأن خلاص الإنسان. إنّه مشروع بذل للذات وطاعة لله في تحقيق مشروعه الخلاصيّ بيننا. حيازة خيرات الأرض وبلوغ أيّ كمال أخلاقيّ ليس إلّا صورة باهتة جدًّا عمّا وجدناه بيسوع، لا سيّما في تبنّيه إرادة أبيه في بستان الجثسمانيّة وفي تسليمه ذاته للصلب عنّا. هكذا رفعنا إلى صلاح أبيه، ودعا الناموسيّ إلى سلوك طريق هذا الصلاح. هل نتفاجأ بأنّه «مضى حزينًا» (متّى ١٩: ٢٢)؟ لربّما لا. ولكن هل نتجرّأ ونغلب ذواتنا «الصالحة» بحسب مقياسنا، ونؤمن بما دعا يسوعُ إليه الناموسيّ من صلاح إلهيّ؟ هلّا تأمّلنا بحقيقة خلاصنا المرتكز على قول يسوع لتلاميذه: «هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كلّ شيء مستطاع» (متّى ١٩: ٢٦)؟ ألا أعنّا يا ربّ أن نتوب عن صلاح لا يقودنا إليك وقدْنا إلى تبنّي صلاحك الذي لا يُدنى منه. + سلوان
الرسالة: ١كورنثوس ١٥: ١-١١ يا إخوة أُعرّفكم بالإنجيل الذي بشّرتُكم به وقبلتموه وأنتم قائمون فيه، وبه أيضًا تخلُصون بأي كلام بشرتكم به إن كنتم تذْكُرون إلّا إذا كنتم قد آمنتم باطلًا. فإنّي قد سلّمتُ إليكم أوّلًا ما تسلّمته أنّ المسيح مات من أجل خطايانا على ما في الكتب، وأنّه قُبر وأنّه قام في اليوم الثالث على ما في الكتب، وأنّه تراءى لصفا ثمّ للاثني عشر، ثمّ تراءى لأكثر من خمس مئة أخ دفعة واحدة أكثرُهم باقٍ حتّى الآن وبعضُهم قد رقدوا، ثمّ تراءى ليعقوب ثمّ لجميع الرسل، وآخر الكلّ تراءى لي أنا أيضًا كأنّه للسقْط، لأنّي أنا أَصغرُ الرسل ولستُ أهلًا لأن أُسمّى رسولًا، لأنّي اضطهدتُ كنيسة الله، لكنّي بنعمة الله أنا ما أنا. ونعمتُه المعطاةُ لي لم تكن باطلة، بل تعبتُ أكثر من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي. فسواء كنت أم أولئك، هكذا نكرز وهكذا آمنتم.
الإنجيل: متّى ١٩: ١٦-٢٦ في ذلك الزمان دنا إلى يسوع شابّ وجثا له قائلًا: أيّها المعلّم الصالح ماذا أَعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبديّة؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحًا وما صالح إلّا واحد وهو الله؟ ولكن إن كنت تريد أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. فقال له: أيّة وصايا؟ قال يسوع: لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أَكرمْ أباك وأُمّك، أَحبب قريبك كنفسك. فقال له الشابّ: كلّ هذا قد حفظتُه منذ صبائي، فماذا ينقصني بعد؟ قال له يسوع: إن كنتَ تريد أن تكون كاملًا فاذهب وبِع كلّ شيء واعطه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلمّا سمع الشابّ هذا الكلام مضى حزينًا لأنّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذه: الحقّ أقول لكم إنّه يعسر على الغنيّ دخول ملكوت السماوات؛ وأيضًا أقول لكم إنّ مرور الجمل من ثقب الإبرة لأسهل من دخول غنيّ ملكوت السماوات. فلمّا سمع تلاميذه بُهتوا جدًّا وقالوا: من يستطيع إذًا أن يخلص؟ فنظر يسوع إليهم وقال لهم: أمّا عند الناس فلا يُستطاع هذا، وأمّا عند الله فكلّ شيء مستطاع.
العقيدة المسيحيّة من أجمل ما قرأت في هذه الفترة الصيفيّة «كتاب العقيدة المسيحيّة وأسرار الإيمان» للقدّيس غريغوريوس النيصصيّ اللاهوتيّ العظيم، أسقف نيصص، الذي عاش في القرن الرابع ونشأ في عائلة يفيض منها نور القداسة ورائحة الإيمان. ممّا جاء في الكتاب، سؤال قد يخطر على بالنا كلّنا: إذا كان الله كلّيّ القدرة، وقادر على تحطيم الموت فلماذا اختار هذه الطريقة، ما قصده؟ لماذا تنازل من عليائه ولبس جسدًا واختبر الموت ليخلّصنا؟ بحسب القدّيس العظيم، إنّ الله قصد، عبر تنفيذ مشروعه الخلاصيّ، أن يكشف ذاته لنا، أن نتعرّف إليه حقيقةً، أن نختبر كلّ صفاته الحميدة والتي أبرزها أو منبعها الحبّ والحنان، فهما الصفتان اللتان لا يمكنهما أن تظهرا إلّا عبر المشاركة، مع كائن مخلوقٍ له من صفات الله، من محبّته، وحنانه، وحرّيّته، وعقله، وحكمته، وعدله ... خلق الله الإنسان على صورته كمثاله، فنحن كإلهنا، فينا من لمساته، ولكنّنا نبقى مخلوقاته، لأنّه وحده، الإله الخالق من العدم إلى الوجود. إلهنا المحبّ، بحسب القدّيس غريغوريوس، خلقنا محميّين من التغيّر، لأنّه أرادنا أن نستمرّ معه وفيه، ولكنّنا خُدعنا بصنّارة الشيطان (الملاك الساقط) الذي انحسد من الإنسان فغيّر وجهة نظره، وأبعدها عن إلهه الذي أراد أن يساعده على تدبير الكون، فانسلخ عن الثابت غير المتغيّر، وسقط سقوطًا هائلًا، وأراد أن يبعد الإنسان عن خالقه، واستطاع خداعه، لأنّه زيّف له الحقيقة وأظهرها له على أنّها الخير الحقيقيّ، ولم يكتشف الإنسان خدعة الشيطان فانغمس في الأنا وابتعد عن خالقه، فسقط بدوره وتغرّب عن أرضه الحقيقيّة وانسلخ عن الإله الثابت، فأصبحت طبيعته تخضع للتغيّرات وللموت. فالله المحبّ، يريدنا أحرارًا، يريدنا أن نختاره بملء إرادتنا حتّى لا يتسلّط علينا، كما فعلت الخطيئة فينا، فصرنا عبيدًا لها مأسورين في الفخ. ولأنّ الله كلّيّ الصلاح وكلّيّ الحكمة والمعرفة وعادل كلّ العدل لم يرضَ أن يتركنا في الأسر. إذ قصد منذ الأزل تحريرنا، وهذا ما فعله فكسر الفخ ونحن نجونا، ومحبّته اللّامتناهيّة مرتبطة بكلّ الصفات الإلهيّة الأخرى، فهي سرّ الله الذي أراد أن يكشفه للإنسان الذي أحبّه جدًّا، وعرف أنّه قد لا يختاره، لكنّه لم يغمض عينيه عنه، بل لازمه منذ العهد القديم، حتّى التجسّد الذي عبره كُشِف الله لنا. بالدم أعاد إلينا حرّيّتنا، كان سفك دمه من صُلب مشروعه الإلهيّ، لأنّه بالموت قد أباد الموت، فالخطيئة حتّمت الموت على الطبيعة البشريّة، لكنّ يسوع، بحسب اللاهوتيّ الكبير غريغوريوس، عادلٌ إذ حجب طوعًا نوره بوشاح الطبيعة البشريّة، ليوقع الشيطان في الفخّ وصُلب واحتمل الآلام بمشيئته، وهكذا ارتاح الشيطان لهذا المشهد إذ اعتقد بأنّ الربّ سيموت كباقي البشر ولكنّ الله في اللحظة التي دخل فيها أبواب الجحيم، فجّر الموت ونهض منتصرًا وأقامنا معه، فتمرمرت الجحيم وانخدعت الرذيلة. وحتّى لا نضيّع هدرًا أيّ نقطةٍ من دم يسوع، لنسارع إليه في كلّ قدّاس إلهيّ ونتناوله جسدًا ودمًا بتوبةٍ وانسحاق، فهو قادر على أن يساعدنا على كبح الرذيلة واكتساب الفضيلة.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكتاب المقدّس (الكتب الخمسة) التلميذ: ماذا تعني كلمة الله في العهد القديم؟ المرشد: كلمة الله في العهد القديم هي الشريعة (التوراة في العبريّة)، وهي تحديدًا أو تخصيصًا تلك التي أعطاها الله لشعبه في سيناء. يُطلق عليها أيضًا اسم «الكتب الخمسة» أو «الكتب الموسويّة الخمسة»، ذلك بأنّ موسى، بحسب التقليد، هو المشترع والوسيط الذي عن يده حصل إسرائيل على هذه الشريعة. التلميذ: ماذا تحتوي هذه الشريعة؟ المرشد: تحتوي على مصادر قديمة هي مجموعة من الروايات والتقاليد تناقلها الناس شفويًّا وكتبتها للمرّة الأولى «المدارس النبويّة»، على الأرجح، في القرن التاسع إلى القرن الثامن ق.م.، وعلى مصادر أخرى متأخّرة عنها هي التثنية والشرع الكهنوتيّ. أثّرت هذه التقاليد في مراحل تكوين شعب الله وأمّنت بُنيته. أمّا كتابة هذه الأسفار للمرّة الأخيرة فترجع، غالبًا، إلى زمن عزرا الكاهن (القرن الخامس ق.م.). وحدة الأسفار الخمسة لا تعطّلها المظاهر الأدبيّة التي تأتي من هذه التقاليد، فقد تتكرّر الروايات والأحداث وقد تُلاحظ فوارق إنشائيّة لعلّ أبرزها استعمال أسماء إلهيّة مختلفة (يهوه وإيلوهيم). اتُّخذ هذان الاسمان لتسمية التقليدَين الأدبيَّين المختلفَين بـ: التقليد اليهويّ، والتقليد الإيلوهيّ. التلميذ: ما هو التقليد اليهويّ؟ المرشد: وُضع التقليد اليهويّ في أيّام داود-سليمان في مملكة الجنوب نحو السنة ٩٥٠ ق.م.، أي أنّه نشأ في الأوساط الملكيّة حيث كانت للملك منزلة رفيعة فهو الذي كان يجسّد وحدة الإيمان. أهمّ شواغل هذا التقليد أن يلفت النظر إلى قرب الحضور الإلهيّ، فالله الذي يحيا مع الإنسان لا يتوقّف عن الإحسان إليه، إنّه إله الوعد والعهد، إله يستطيع الإنسان أن يلبّيه بالعبادة. التلميذ: وماذا عن التقليد الإيلوهيّ؟ المرشد: يتأصّل التقليد الإيلوهيّ في تفكير الأنبياء، فقد حُرّر في مملكة الشمال (مطلع القرن الثامن ق.م.)، وهو يتجنّب وجوه التشبيه (الكلام على الله على نحو الكلام على الإنسان). فالإله الذي لا يدرَك يتجلّى في هذا التقليد بواسطة الأحلام. وإذا تكلّم على نفسه فيكون ذلك أثناء تجلّيات أو ترائيات جليّة. مع هذا التقليد ترسّخت الاهتمامات الأخلاقيّة باحترام الله والقريب. فالله الذي لا يمكن رؤيته عرّف عن نفسه بوصاياه. التلميذ: هل من تقاليد أخرى؟ المرشد: دُمج هذان التقليدان (اليهويّ والإيلوهيّ) في ما بعد في رواية واحدة، وذلك في أورشليم نحو السنة ٧٠٠ ق.م. هذا الاندماج ما كان مجرّد جمع ولكن مناسبة لاستكمال بعض التقاليد والتوسّع فيها. غير أنّ هذَين التقليدَين لا يكفيان لتحليل كلّ ما في التوراة من غنى أدبيّ، فنميّز تقليدَين آخرَين، يُقال للأوّل «التقليد الكهنوتيّ»، وهو يتضمّن تقاليد مستقلّة لا سيّما شرائع في الذبائح والأعياد وضعها الكهنة في الجلاء في بابل وبعده. كانوا يجدّدون في المنفى قراءة تقاليدهم للمحافظة على إيمان الشعب ورجائه. إله النصوص الكهنوتيّة هو إله الكون الذي يريد انتشار الحياة على الأرض فهو الذي صنع الإنسان على صورته ومثاله، وخلّص البشريّة في شخص نوح وقطع له عهدًا، وبعد أن اختار إبراهيم ليكون أبًّا لأمم كثيرة قطع أيضًا له عهدًا. وهو الذي نظّم العبادات بواسطة موسى وهارون. أمّا التقليد الثاني المقترَح فموجود خصوصًا في تثنية الاشتراع، إلّا أنّه أثّر في أسفار أخرى. بدأ وضعه في مملكة الشمال وانتهى في مملكة أورشليم. الله في هذا التقليد هو إله الآباء وإله العهد وهو الذي بملء حرّيّته يختار شعبًا ويعطيه أرضًا ومؤسّسات (ملوك، كهنة، قضاة، أنبياء). وهو يعمل بحكم وفائه لمواعيده ويعمل عن محبّته (٦: ٤)، والشعب مدعوّ مع هذه المحبة إلى اتّباع الشريعة. التلميذ: ما المنفعة اليوم من كلّ هذا؟ المرشد: هذه التقاليد واستكمالاتها تنبعث من تاريخ تندمج فيه بلا انقطاع، هي طريقة تعليم الله الذي يتّخذ له شعبًا يصوغه على صورته «كونوا قدّيسِين لأنّـي أنا قدّوس» (لاويّين ١١: ٤٥) وهي أيضًا تعبير عن فكر هذا الشعب الدينيّ. هذه التوراة تهمّ كلّ مَن يتلمّس مطلّات الله في التاريخ حضورًا حيًّا وكلمات فاعلة، وهي تاليًا ككلّ العهد القديم كتاب كلّ مسيحيّ، ذلك بأنّها تحوي المسيح إذ ترمز إليه وتمهّد له وتعلنه مسبقًا.
رسامة مايك تابت شمّاسًا إنجيليًّا يوم السبت الواقع فيه ١٩ آب ٢٠٢٣، نال الطالب مايك تابت نعمة الشموسيّة باسم بورفيريوس، بوضع يد راعي الأبرشيّة في القدّاس الإلهيّ الذي ترأسه في كنيسة القدّيسين سرجيوس وباخوس - المنصف. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن النصّ الإنجيليّ وسطّر فيها إرادة الله لجهة البتوليّة والزواج، وضرورة الإيمان بكلمة الله ووجود الكنيسة من أجل سعي هؤلاء وأولئك ليحقّقوا إرادة الله في حياتهم، وكيفيّة خدمة الكنيسة لوجود أبنائها، واحتمالها، بنعمة الله، ضعف الطبيعة وصعوبات الحياة. في نهاية الخدمة، توجّه المطران سلوان إلى الشمّاس الجديد بكلمة شكر فيها سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس الذي بارك دراسة الشمّاس في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ - البلمند، وشكر زوجته وذويه والرعيّة التي نشأ فيها والتي يخدم فيها اليوم. ثمّ تحدّث، انطلاقًا من نصًّ الإنجيل، عن دفع كتاب الخدمة إليه، عوضًا من كتاب «الطلاق»، الذي سمح به موسى النبيّ للذين لا يحتملون زوجاتهم، وقدّم له توصيات من أجل خدمته في الرعيّة.
معهد البلمند أعلنت إدارة برنامج «كلمة» للتنشئة اللاهوتيّة التابع لمعهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ - البلمند عن بدء العام الدراسيّ ٢٠٢٣-٢٠٢٤ وفتح مهلة التسجيل للفصل الأوّل (خريف ٢٠٢٣-٢٠٢٤) من ١٨ آب حتّى ١ أيلول. تبدأ الدروس في البرنامج يوم الجمعة الواقع فيه ٨ أيلول ٢٠٢٣، وتستمرُّ لغاية يوم الجمعة الواقع فيه ٢٢ كانون الأوّل ٢٠٢٣. لمزيد من التفاصيل يمكنكم زيارة موقع البرنامج: www.alkalimah.org. |
Last Updated on Friday, 25 August 2023 18:08 |
|