ocaml1.gif
رعيتي العدد ٩: القلب وبوصلة الحياة الروحيّة Print
Written by Administrator   
Sunday, 02 March 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ٩: القلب وبوصلة الحياة الروحيّة
الأحد ٢ آذار ٢٠٢٥     العدد ٩ 

أحد الغفران (مرفع الجبن) https://bit.ly/raiati0925

الشهيد إيسيخيوس

اللحن ٣ - الإيوثينا ٣

 

كلمة الراعي

القلب وبوصلة الحياة الروحيّة

0925 في إنجيل أحد الغفران، يقدّم لنا يسوع بوصلة لجهادنا الروحيّ، جهاد يُكسب حياتنا معنى، وصلاتنا استجابة، وصومنا نفعًا، وعلاقاتنا بالآخرين تألّقًا، وخدمتنا فرحًا، وكياننا تحقيقًا. فما هي هذه أَوجه هذه البوصلة؟

أوّلًا، بقوله: «حيث يكون كنزُك هناك يكون قلبك أيضًا» (متّى ٦: ٢١)، يكشف لنا يسوعُ كيانًا لا بدّ أن نكون حريصين على اعتلانه فينا بما يوافقنا. بهذا وضعَنا يسوع أمام حقيقة قلب الإنسان الخفيّ، وهو المكان بامتياز للّقاء والإصغاء والانكشاف الروحيّ، منه يتحدّث الإنسان إلى الله وفيه يتحدّث الله إليه. إنّ وجود هذا القلب ونموّه في وظيفته إنّما ينعكس في الإنسان تحقيقًا لدعوته، أن يعيش من كلّ كلمة تخرج من فم الله، وأن تكوّنه هذه الكلمة ليصير، على غرار يسوع، ابنًا لله.

ثانيًا، بقوله: «اكنزوا لكم كنوزًا في السماء، حيث لا يُفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا يَنقب سارقون ولا يسرقون» (متّى ٦: ٢٠)، يسطّر يسوع المخاطر الثلاثة التي تحطّم هذا القلب وتعطّل دوره المحوريّ والذي لا يُستعاض عنه في علاقتنا مع الله. إنّها المخاطر التي تقضي على كلّ حصاد روحيّ فينا، وبالتالي، تقضي على وظيفة هذا القلب فينا. فوجود السوس يعكس غياب عنايتنا الدائمة بصحّتنا الروحيّة، أي غياب عمل التوبة والاعتراف بالخطايا؛ ووجود الصدأ يعكس إهمالنا الكليّ لمبدأ الحياة الروحيّة، أي الإيمان الحيّ بالله والصلاة إليه، وتحوُّلنا مرتعًا للأفكار الدنيويّة أو الشريرة والسيّئة؛ أمّا دخول السارق فيعني سرقة عمل الفضيلة فينا بالغرور والرياء.

ثالثًا، بقوله: «لا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخفاء» (متّى ٦: ١٨)، يُصوّب يسوع البوصلة إلى حيث يجب أن تكون أنظارنا. إنّها بوصلة توبتنا إلى مَن فقدْناه بجهلنا وطيشنا وأنانيّتنا وكبريائنا؛ إنّها بوصلة قبولنا أن نستمدّ وجودنا منه؛ إنّها بوصلة تقدمة ذواتنا إليه؛ إنّها بوصلة بنوّتنا لله، فيصير الآب قُبْلة كلّ ما نعيش ونحياه. 

رابعًا، بقوله: «إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماويّ» (متّى ٦: ١٤)، يضع يسوع القانون الروحيّ الذي به نحرّر قلبنا من كلّ سوس وصدأ وسارق. هذا لكونك إن غفرتَ زلّات سواك، فقد زهدتَ بحقّ وكرامة من أجل أن تربح السلام مع أخيك، وقد أعليتَه على نفسك لكونك تراه في الكرامة التي له من الله. مآل أن تغفر لسواك زلّاته يعني أنّك تحرّر قلبك من كلّ ما يعيق أن تنسكب فيه محبّة الله وتفيض منه على سواك. إنّها الخطوة التي بها تستعيد ذاتك من انهماكها بغير ما يوافقها ويحقّق دعوتها الكبرى التي يراك الله فيها.

بهذا يضعنا يسوع في مسارٍ روحيّ شموليّ يشمل علاقتي بذاتي وبالقريب وبالله، ويعيد عمل القلب في الاتّجاه الصحيح وإلى غايته الحقيقيّة، فهو المحرّك الروحيّ الجبّار الذي، إن أصلحناه مـمَا يعيقه عن تحقيق المراد منه، فاض حبًّا من لدن الله. ويضعنا أيضًا أمام حقيقة كونه هو الشافي لنفوسنا وراعيها، إن أصغينا إلى كلمات الحياة البارزة من فمه التي تقودنا في تحقيق دعوتنا واستعادة كرامتنا التي شاءها الله لنا. ويضعنا أيضًا في طريق العبور من هذه الحياة إلى أبيه السماويّ، قبلة رحلتنا الأرضيّة. 

هلّا تُـبْـنا إذًا إلى يسوع وأخذنا منه كلام الحياة الأبديّة؟ هلّا غفرْنا لأخينا وتحرّرنا من أثقال تحطّم قلبنا؟ هلّا صُمنا عـمّا يؤذينا ويضرّنا ويهلكنا؟ هلّا أسلمنا ذواتنا إلى طبيب نفوسنا وشافيها؟ هلّا آمنّا بيسوع وكلمته إلينا؟

ألا أعطِنا يا ربّ قلبًا نقيًّا، ننقّيه باليقظة والطاعة لك، والصلاة والصوم، بالغفران والمسامحة، بالتواضع والدعة! ألا باركْ مسار انطلاقنا إلى أبيك الذي يرانا في الخفية لكنّك أعطيتنا إيّاه علانيّة! ألا تَكلَّمْ يا ربّ، فإنّ عبدك يُصغي إليك!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٣: ١١-١٤، ١٤: ١-٤

يا إخوة إنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان حين آمنّا. قد تناهى الليل واقترب النهار فلندعَْ عنّا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلكنّ سلوكًا لائقًا كما في النهار، لا بالقصوف والسُّكر ولا بالمضاجع والعهر ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الربّ يسوع المسيح ولا تهتمّوا بأجسادكم لقضاء شهواتها. من كان ضعيفًا في الإيمان فاتّخذوه بغير مباحثة في الآراء. من الناس من يعتقد أنّ له أن يأكل كلّ شيء، أمّا الضعيف فيأكل بقولًا. فلا يزدرِ الذي يأكل من لا يأكل، ولا يَدِنِ الذي لا يأكل من يأكل، فإنّ الله قد اتّخذه. من أنت يا من تدين عبدًا أجنبيًّا؟ إنّه لمولاه يثبت أو يسقط، لكنّه سيثبَّت لأنّ الله قادر على أن يثبّته.

 

الإنجيل: متّى ٦: ١٤-٢١

قال الربّ: إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أبوكم السماويّ أيضًا، وإن لم تغفروا للناس زلّاتهم فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم. ومتى صمتم فلا تكونوا مُعبّسين كالمرائين فإنّهم يُنكّرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم إنّهم قد استوفَوا أجرهم. أمّا أنت فإذا صُمْتَ فادهَن رأسك واغسل وجهك لئلّا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي فـي الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يُجازيك علانية. لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والآكلة وينقب السارقون ويسرقون، لكن اكنزوا لكم كنوزًا فـي السماء حيث لا يفسد سوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون ولا يسرقون، لأنّه حيث تكون كنوزكم هناك تكون قلوبكم.

 

بالصّوم والصّلاة عودةٌ إلى نعيم الله

«طوبى لذلك الإنسان الذي يأكل خبزًا في ملكوت الله» (لوقا ١٥:١٤).

لقد تكلّم آباؤنا القدّيسون على ما لا يمكن تلخيصه ولا الزّيادة عليه فيما يختصّ بالصّوم. ولكنّ الكنيسة تريد أن تذكّرنا بأمرٍ واحدٍ فقط وهو أنّنا إذا أردنا أن نلجم أفواهنا عن الطّعام في فترة الصّيام، فهذا لأنّنا في جوعٍ وعطشٍ لا للطّعام الفاني الذي نتهافت عليه دائمًا والذي سئمناه، بل للطّعام الباقي لحياةٍ أبديّة، وهو الّذي أعطاه لنا ابن البشر. لنكن جياعًا إلى البرّ وعطاشًا إِلى النّقاوة، لأنّه هو القائل «طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ فإنّهم يشبعون»، و»طوبى لأنقياء القلوب فإنّهم يعاينون الله». الله هو الغاية، فلا نبحث عن عالمٍ أفضل، بل لنكن نحن أفضل ما في العالم. عملٌ صالحٌ واحدٌ نقوم به هو تغييرٌ في العالم وللعالم، وتجديدٌ له. والصّوم هو خير طريقٍ واضحٍ فعّالٍ لتحقيق ذلك خصوصًا وأنّه مع الصّلاة قادر على أن يطرح الشّرّير الغاشّ ومكائده خارجًا، بعيدًا، مغلوبًا. فطوبى للذي يجعل مِن الصّوم حجًّا ملكوتيًّا، طعامًا يوميًّا للتّوبة وشرابًا دائمًا للتّواضع.

الصّوم لقاحٌ للتّوبة! لقاحٌ فعاليّته بقوّة صلاة العشَّار، ومدّة صلاحيّته بطول انتظار الأب لابنه الشّاطر، وسرعة مفعوله كسرعة نهوض المخلَّع. تركيبته جاهزةٌ منذ قديم الزّمان وفعَّال ٌفي كُلِّ أوان. هذا اللّقاح الرّوحيّ الذي نكاد ننساه أو نهمله أحيانًا، قادرٌ على أن يُحرِّك فينا ليس ماءَ بِئرِ يعقوب، بل الذي أعطاه ذاك الذي قال للسّامريّة: «مَن يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد». هذا اللّقاح لا نضعُه جانبًا، لا نتغافل عنه. هو ليس من صنع يدٍ بل مِن صُنع الذي مع العشَّار نصرخ إِليه: «ارحمنا يا ربّ نحنُ الخطأة».

للصوم وهجٌ عظيمٌ وسِرُّه كبير. فكما رحيق الزّهر يجتذب النَّحل الطَّائر، كذلك الصّوم كالمغنطيس يشدُّ كُلَّ مَن كان معدنه يسوع. وإذا وصفنا الصّوم، فهو كمبردٍ يبقي معدن المؤمنين نقيًّا لامعًا، لا بَل يصقله فلا يعود يصدأ، حتَّى إِنَّه يكون سلاحًا يلتقط به النَّاس كلَّ فضيلةٍ أخرى ممكنة. لذلك، في بدء هذا الصَّوم المبارك، لنتذكَّر سويَّةً قولَ النَّبي داود الهاتف: «اجعلْ يا رَبُّ حارسًا لفمي وبابًا حصينًا على شفتَيَّ»، ولنُحاول ترويض ألسنتنا، لأنَّ اللسان مِن أسوأ الشّرور وصعبٌ التَّحكم بهِ. أَتُحِبُّونَ الكَلام ...؟ حسنًا إذًا، افتحوا الكتاب المقدَّس وخاطبُوا رَبَّكُم، توَجَّهوا إليه بتوبة. أَتُحِبُّونَ الكلام ...؟ تصفَّحوا واتلُوا كتبَ الصَّلوات، اقرأوها عاليًا أَو رتِّلوا. أَتَحِبُّونَ الكَلام ...؟ طالعوا سِيَرَ الآباء القدِّيسين وأخبروا بفضائلهم لأَبنائكم. أَتُحِبُّونَ الكلام ...؟ فليكُن كلامكم إِذًا معَ الرَّبّ وَللرَّبّ وَلا عَن أَيِّ شيءٍ آخر، لأنَّ وقود الصَّوم هُوَ الصَّلاة. 

فكثافة الصَّلاة وطول مدَّتها في كنيستنا الأُرثوذكسيَّة وخصوصًا في فترة الصَّوم لم توضعْ صدفةً أو عَن عَبَث. فكنيستُنا تُشدّد كثيرًا على الحياة الرُوحيّة، أَي الحياة بموجب الرّوح القدس وليس بموجب روح هذا العالم، «لأنَّ كُلَّ الذين ينقادون بروح الله فَهُم أبناء الله». ولكن لهذه الحياة الرُّوحيَّة خصائص وأوَّلها الطُرق النُّسكيَّة. فالنُّسك هُوَ التَّدريب أو التَّمرين. وفي كنيستنا المؤمن هُو المدرَّب. لذلك كلُّ هذه الليتورجيا وهذه الصَّلوات هي وسائل تدريبيَّةٌ لنُموِّ المؤمن روحيًّا. فالإنسان ينمو بواسطة النّعمة الإلهيَّة، أَي بقوى الله غير المخلوقة التي تنسكب في الكنيسةِ من خلال أسرارها وليتورجيَّتها وخبرة آبائها. هذه النّعمة تسكن في أعماق الإنسان وتُفرخ كالبُذور. لذلك لا نتباطأ في هذا الصّيام، وَلنسعَ إلى هذا التَّدريب جاعلينَ نفوسنا قلالي تنمو فيها النّعمة وتزدهر.

 

الصوم

بقلم المطران جورج (خضر)

لا معنى للصوم إلّا إذا مارستَه إقرارًا بخطيئتك. هذا الاقرار بدء تبرئتك إلى أن يلبسك الله نفسه. أنت تجوع إلى الله لا إلى طعام. كلّ ممارساتنا ترويض إلى أن نتسربل الله بنعمته أي إذا ارتضانا. أنت لا تكسب الله بالصوم. هو يكسبك بمحبته. دائماً كان هو البادئ والإيمان أن تتقبّل.

(...) مَن صام يؤمن بترويض الجسد وليس ضدّه، ولا يستطيع لأنّ الربّ لبس جسدًا. ليس الأكل ولا الإمساك بشيء. كلّ شيء أن تحبّ الله والصوم عندنا وسيلة نتربّـى فيها على هذه المحبّة وقد فسّرنا نحن في بدء المسيحية أنّك تصوم لكي تعطي المساكين ثمن الطعام الذي أمسكتَ عنه. إن أهملتَ الفقراء لستَ بصائم.

(...) ليس في المسيحيّة ممارسة إلّا في سبيل المحبّة، محبّة الله والاخوة. كلّ شيء آخر زينة. المحبّة حتّى لا تبقى كلامًا يجب ترجمتها أفعالًا ومن هذه الصوم. صحّ أنّ الصوم في غايته لله ولكنّه في تنفيذه للإخوة، للعطاء.

الجسد منفصلًا عن القلب لا يعنينا. وأنّ نحبّ الله ولا نترجم هذا عطاء للإخوة غالبًا ما كان وهـمًا. إن كنتَ لا تحبّ أخاك الذي تراه كيف تحبّ الله الذي لا تراه. أنت مع الآخر في حضرة الله. إن أقصيتَ الآخر عن محبّتك ليس لك إله. خذ الآخر معك واذهبْ إلى الله حتّى تصل.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: رسالة أحد الغفران

التلميذ: ماذا يقصد الرسول بولس في رسالته اليوم «إنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان حين آمَنّا»؟

المرشد: يتحقّق الخلاص بحلول ملكوت الله ومجيء الربّ يسوع المسيح. في الرسالة اليوم، ينبّهنا الرسول بولس على أنّ الخلاص الآن أقرب من قبل، وما يعنيه الرسول هو أنّ الملكوت الآتي يقتحم العالم من الآن وبذوره تنمو باطراد في نسيج هذا العالم، وأنّ الخلاص لا يَبعد عن متناول اليد إذ إن الملكوت ينقضُّ على العالم ويخترقه ليمتدَّ فيه. هذا الكلام صدى لما ردّده الربّ يسوع نفسه إذ قال: «ها ملكوت الله في داخلكم» (لوقا: ١٧-٢١). إذًا قد تناهى الليل واقترب النهار ذلك لأنّ «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» (١يوحنا ١: ٥)، بالتالي مَن يتبع الربّ يسوع «لا يمشي في الظلمة» (يوحنا ٨: ١٨) بل يصبح من «أبناء النور وأبناء النهار» (١تسالونيكي ٥: ٥).

التلميذ: ما الفرق بين أعمال الظلمة وأسلحة النور؟

المرشد: الظلمة انعدام النور، وأعمال الظلمة هي أعمال الخطيئة التي لا مقرّ فيها ليسوع. لذلك يوصي الرسول بولس بالابتعاد عنها والتسلّح بأسلحة النور أي «بترس الإيمان الذي به تُطفئون جميع سهام الشرير الملتهبة، وبخوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله» (أفسس ٦: ١٦-١٧). هكذا إذ يحيا المؤمنون في مدى الملكوت، يكون سلوكهم بلياقة لا بالقصوف (أي المآدب حيث يكثر الأكل والشرب واللهو) والسكر، ولا بالمضاجع والعهر (حيث الإفراط بالجنس) ولا بالخصام والحسد، بل يلبسون الربّ يسوع، أي يقتفون خطاه ويعيشون حياة تكون امتدادًا لعمل يسوع الخلاصيّ، فإنّ أجساد المؤمنين هي أجساد مَن كانوا أعضاء في جسد المسيح (١كورنثوس ٦: ١٥). هكذا كما تغلّب الربّ يسوع في جسده على الموت والخطيئة يتغلّب المؤمنون في أجسادهم على شهوات هذا العالم وسقطاته.

التلميذ: لماذا يشدّد الرسول على موضوع الطعام وانعكاسه على ضعفاء الإيمان؟

المرشد: يحكم الناس حسب الظاهر، أمّا الله فيرى في الخفاء ويحكم بالحقّ. لذلك يقول الرسول بولس «فإن كان أخوك بسبب طعامك يَحزن فلستَ تَسلك بعد بحسب المحبّة». وهذا الكلام يُظهر أنّ المؤمنين يتبادلون المحبّة لا الإدانة، وإذ «يحتمل الأقوياء أضعاف الضعفاء ولا يُرضون أنفسهم، بل يُرضي كلّ واحد قريبه للخير والبنيان» (روميه ١٥: ١-٢)، يظهر جليًّا «أنّ ملكوت الله ليس أكلًا وشربًا، بل هو برٌّ وسلام وفرح في الروح القدس».

 

الأرشمندريت الياس (مرقص)

بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرقاد المغبوط الذكر الارشمندريت الياس (مرقص)، الرئيس السابق لدير القدّيس جاورجيوس في دير الحرف، ترأس راعي الأبرشية صلاة الغروب وتريصاجيون عن راحة نفسه في كنيسة القدّيس جاورجيوس في بصاليم يوم السبت الواقع فيه ٢٢ شباط ٢٠٢٥، ثمّ كانت ندوة بالمناسبة، نظمتها لجنة إحياء تراث الأرشمندريت الياس (مرقص) بالتعاون مع الأمانة العامة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، على عاتق الأخ ريمون رزق وزوجته لينا اللذَين قدّما شهادة عامة وشخصيّة بالأب الياس، تلاها حوار مع المشاركين في الندوة.

 

أوقات منع الأكاليل

على ضوء بدء الصوم الكبير المقدّس، نذكّر المؤمنين بالأوقات المسموح فيها إقامـة الأكاليـل بحسب قوانين الكنيسـة الأرثوذكسيّـة، وهي تقع خارج الفترة الممتدّة من يوم الأربعاء في ٢٦ شباط حتى يوم السبت ضمنًا من أسبوع التجديدات (السبت الجديد بعد الفصح) في ٢٦ نيسان ٢٠٢٥.

 

دورات الإعداد الزوجيّ

نعلم أبناءنا الأحبّاء أنّ دورات الإعداد الزوجيّ لفترة ما بعد الفصح المقدّس هي على الشكل التالي:

- الدورة الأولى: أيّام ٢٨ و٢٩ نيسان، ١ و٢ أيار؛

- الدورة الثانية: أيّام ٢ و٣ حزيران، ٥ و٦ حزيران.

للتسجيل في الدورات، يُرجى الدخول إلى صفحة مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ: http://stnicholasmpc.org

Last Updated on Friday, 28 February 2025 19:08