
| رعيتي العدد ٤٠: وجهة سير التاريخ البشريّ |
|
| Written by Administrator |
| Sunday, 05 October 2025 00:00 |
|
الأحد ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥ العدد ٤٠ الأحد ١٧ بعد العنصرة الأحد الثاني من لوقا الشهيدة خاريتيني، البارة ميثوذيّة البارّ إفذوكيموس اللحن ٨، الإيوثينا ٦
كلمة الراعي وجهة سير التاريخ البشريّ
كيف السبيل لكسر هذه الحلقة الجهنّمية المغلَقة والتغلّب على روح الشرّ المستفحل هذا؟ كيف السبيل لضحايا هذا الشرّ إلى التخلّص من سطوته عليهم؟ كيف السبيل إلى تغيير طبيعة الأشرار المتلحّفة بالسوء حتّى تأصّلت فيهم فصارت طبيعة ثانية؟ يسوع هو الجواب، والإيمان به هو الحلّ، واتّباع وصاياه هو العلاج، واقتناء الروح القدس هو الغلبة الكاملة والنهائيّة. فيسوع صالَحَنا مع أبيه السماويّ بينما كنّا لا زلنا أعداء. صالَحَنا بموته على الصليب وبالغفران الذي طلب إلى أبيه أن يمنحه لصالبيه. إنّها البداية الجديدة لتحرير الإنسان من الشرّ ومن الشرير الذي يستعبده للشرّ ويوحيه إليه ويدفعه إلى ارتكابه. كَسَر يسوعُ الحلقةَ المغلقة التي تغذّي ذاتها، حيث العنف يستدعي عنفًا مقابلًا له، وكذا الأمر بالنسبة لكلّ ما يفرزه الشرّ في النفوس من أفكار وسموم. فهو وضع القاعدة الصريحة: «لا تقاوموا الشرّ» (متّى ٥: ٣٩). غلب يسوعُ الشرّيرَ وسألَنا أن نثق به وبغلبته إذ يعطينا أن نقتنيها بالإيمان به. بهذا الإيمان نُحرّك الجبال، ونستطيع كلّ شيء به، ومهما سألناه يعطينا إيّاه في سبيل أن تكون هذه الغلبة متأصّلة فينا. أمّا عيش الإيمان به فيعني اتّباع وصاياه، فهي تقودنا في طريق اقتلاع كلّ شرّ من نفوسنا، والتخلّي عن مناهجه وطرقه ووسائله، وتحويل جنوح الأهواء من فعل الشرّ إلى فعل الخير، نحو صنع إرادة الله. هذا يتمّ إن تَركْنا الروح القدس أن يرعانا ويقودنا، وغصَبْنا نفوسنا للمضيّ في طريق الطهارة والحكمة والقداسة. استئصال الشرّ من القلب يفتحه لاقتبال المحبّة الإلهيّة فيه. إنّها محبّة يسوع نحو الأعداء، والتي بها كسر حلقة الشرّ المزمن والمغلق على ذاته، وفتح الباب للقضاء عليه في قلوب المؤمنين به، عساهم يصيرون بدورهم رسله بين أترابهم ليحقّق هؤلاء أيضًا الغلبة نفسها، فتتّسع حلقة الغلبة والانتصار هذه -على الرجاء- ككرة ثلج. بهذه المحبّة تنطفئ حدّة الرغبة بالانتقام الواحد من الآخر، لا سيّما المظلوم مِن ظالمه، والمقهور مِن قاهره، والمضطَهد مِن مضطهِده، وكأنّه بالقضاء على الظالم والقاهر والمضطهِد يقضي على الظلم والقهر والاضطهاد. خبرة الكنيسة عبر العصور والأجيال كشفت أنّ هذا الطريق إنّما يجعل المعتدى عليه يتماهى بالمتعدي، بحيث يقود الثاني الأوّلَ إلى اتّباع طريقه، فيدفعه إلى اعتماد الشرّ سبيلًا للقضاء على الأشرار، فيقع في حباله. لا يمكن القضاء على الشرّ بالشرّ، بل بالخير. فالغاية لا يمكن أن تبرّر الوسيلة في المسيحيّة. من هنا، شاءت الكنيسة أن تكشف لنا، في الأحد الذي يلي دعوة يسوع لتلاميذه الأوائل، جوهر إيمانها وتجلّيه بين البشر فتُذكّرنا بوصيّة يسوع إليهم بشأن محبّة الأعداء: «أَحبّوا أعداءكم»، وأن تسطّر لنا تحقيقها بوصيّة أخرى ربطها يسوع بأبيه مباشرة: «كونوا رحماء كما أنّ أباكم أيضًا رحيم» (لوقا ٦٣٥ و٣٦). رُبّ قائل إنّ يسوع يدعونا إلى أن نرفع نظرنا إلى الآب الذي يريد أن يجمع، به، جميع الخراف الضالّة إلى حظيرته، تمامًا كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحَيها، وأن نكون على شاكلته، ونصير خير وكلاء على هذه النعمة، ومثالًا لسوانا في تحقيق الغلبة على الشرّ في عالمنا. بهذا تكون الكنيسة، بأبنائها الذين يطيعون الكلمة الإلهيّة ويحفظونها في القلب ويعيشونها، المنارة الحقيقيّة المنيرة لكلّ أهل البيت، والمدينة الفاضلة التي تنير على الإنسانيّة في معاناتها. الذين اتّبعوا يسوع في هذا الطريق أظهروا، جيلًا بعد جيل، الغلبة التي بها غيّروا مجرى التاريخ في واقعهم، والتي تنتظر أن تكتمل في استعلان ملكوت الله في نهاية الأزمنة، بعد أن استعلنت بقوّة في هؤلاء القدّيسين. هلّا شكَرْنا الربّ على محبّته لنا، وعلى ثقته بنا بأن نصير على شاكلته، ونغلب بغلبته، فننتصر على الشرّ بالخير، ونغلب أعداءنا بمحبّتنا لهم؟ هلّا شكَرْنا القدّيسين الذين يشكّلون موكب غلبة الربّ في عيش هذه المحبّة الكاملة؟ ألَا تبارك الربّ في الذين يَشهدون لإيماننا في أنقى تجلّياته ويحدّدون وجهة سير التاريخ البشريّ. + سلوان
الرسالة: ٢كورنثوس ٦: ١٦-١٨ و٧: ١ يا إخوة أنتم هيكل الله الحيّ كما قال الله: إنّي سأسكُن فيهم وأَسيرُ في ما بينهم وأكون لهم إلهًـا ويكونون لي شعبًا. فلذلك اخرُجوا من بينهم واعتزِلوا يقول الربّ ولا تمَسّوا نجسًا، فأَقبَلكم وأَكون لكم أبًا وتكونون أنتم لي بنين وبناتٍ يقول الربّ القدير. وإذ لنا هذه المواعد أيّها الأحبّاء فلنُطهِّر أنفسنا من كلّ أدناس الجسد والروح ونُكمل القداسة بمخافة الله.
الإنجيل: لوقا ٦: ٣١-٣٦ قال الربّ: كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم فإنّكم إنْ أَحببتم الذين يُحبّونكم فأيّة مِنّة لكم؟ فإنّ الخطأة أيضًا يُحبّون الذين يُحبّونهم. وإذا أَحسنتم إلى الذين يُحسنون إليكم فأيّة مِنّة لكم؟ فإنّ الخطأة أيضًا هكذا يصنعون. وإن أَقرضتم الذين ترجُون أن تَستوفُوا منهم فأيّة منّة لكم؟ فإنّ الخطأة أيضًا يُقرِضون الخطأة لكي يستوفوا منهم الـمِثل. ولكن أَحِبّوا أعداءكم وأَحسِنوا وأَقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا فيكون أجركم كثيرًا وتكونوا بني العليّ. فإنّه مُنعِم على غير الشاكرين والأشرار. فكونوا رُحماء كما أنّ أباكم هو رحيم.
وصيّة جديدة! بحسب إنجيل يوحنّا، أعطى الربُّ يسوعُ تلاميذَه وصيّة جديدة حين قال لهم: «وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا» (يوحنّا ١٣: ٣٤). وقد وصف القدّيس نيقولاوس كاباسيلاس محبّة الله لنا بأنّها «مجنونة»، فالمؤمنون يعرفون أنّ محبّة الله لنا تجلّت على الصليب: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنّا ٣: ١٦). وبهذا يكون الربّ يسوع قد علّم وعَمِل الوصيّة قبْلنا لكي نتبعه نحن في تجسيدها. هذه الوصيّة الجديدة تَظهر في باقي الأناجيل، وإن بكلمات مختلفة. فعندما سُئل الربّ عن أهمّ وصايا الناموس، قام بدمج وصيّتَين، وأجاب: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ» (لوقا ١٠: ٢٧؛ متى ٢٢: ٣٧-٣٩؛ مرقس ١٢: ٣٠-٣١). هذا الدمج بين وصيّة سِفْر اللاويّين ووصيّة سفر التثنية، لا سابق له في التعاليم اليهوديّة. قد يجد البعض صعوبة في محبّة الآخَرِين، المختلفِين عنه، أو الأقربين منه. فأحيانًا تُبعدنا الخلافات عن أقربائنا في الجسد، أو جيراننا في البناية أو الحيّ الذي نسكنه، وذلك لأسباب عمليّة مختلفة، أو بداعي الحسد أو الغيرة أو النميمة، أو لتباين في المواقف في شؤون سياسيّة أو اجتماعيّة. يوضح لنا الرسول بولس في نشيد المحبّة كيف تتجسَّد محبّتنا للآخرين: «الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ... وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (١كورنثوس ١٣: ٤-٧). تدعونا هذه الكلمات إلى التشبّه بالربّ يسوع نفسه. تطالبنا بالصبر والتضحية وتطهير النفس من كلّ سوء، والتعالي عن الخلافات والنظر إلى الآخرين بعين ملؤها المحبّة الأخويّة. بتشديده على أنْ «نفرح بالحقّ» و»لا نفرح بالإثم»، يدعونا الرسول الإلهيّ إلى أن ندين الخطيئة وليس فاعلها، وأن نؤيّد الحقّ حتّى يتّضع المخطئ ويعود إلى ذاته ويتوب عن فعلته. فمن مقتضيات المحبّة أن تشير إلى الخطيئة ليتّعظ مرتبكها، وأن تشير إلى الحقّ ليستنير الآخرون به. ومن مقتضيات المحبّة، أن «لا تظنّ السوء». هذا من أصعب أفعال محبّتنا للآخرين، فهو يخالف المثل الشعبيّ القائل: «سوء الظنّ من حُسن الفطن». فالمحبّة، التي «تصدق كلّ شيء»، تأتينا من عالم آخر، فهي المحبّة التي تنزل إلينا من فوق، مـمّا لله. هي حاملة لرجاء كبير بإزاء مواجهة صاحبها لخيبات كثيرة وتبعات كذب البعض على البعض الآخر. هذا كلّه يقودنا إلى القول إنّ المحبّة «تحتمل كلّ شيء». بالفعل طريق القداسة صعب، وبابها ضيّق، وقد يختار القليلون أن يسيروا فيها. لكن مَن سار في هذه الطريق بالمحبّة التي «ترجو كلّ شيء» لن يخيب رجاؤه. فالمحبّة «لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا» (١كورنثوس ١٣: ٨) كما يؤكّد لنا الرسول. فعندما يتثاقل على المؤمن صليب محبّته للآخرين، يستذكر قول الربّ يسوع: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى ١١: ٢٨). بهذا يلمس أنّه ليس وحيدًا في أعمال المحبّة، بل يرتمي عند الذي دعاه إليها ليتشدّد به. نعم، المحبّة هي إكليل كلّ الفضائل المسيحيّة.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: توما الرسول التلميذ: مَن هو الرسول توما؟ المرشد: تعيّد له الكنيسة في ٦ تشرين الأول، هو أحد تلاميذ الربّ يسوع المسيح الاثنَي عشر ويقال له التوأم. يقول التقليد الكنسيّ إنّه أوّل مَن بشَّر الهند. أمّا تفاصيل بشارته فليست ثابتة. جلّ ما نعرفه أنّه هدى كثيرين إلى النور الإلهيّ. له أيضًا ذِكر مميَّز لدى الأحباش وقيل إنّه بشَّر الفُرْس وبلغ الصِّين. يُعرف في إنجيل يوحنّا، بصورة خاصّة، من ثلاثة مواقف: الأوّل بعدما جاء رسول وأخبر السيّد بأن لعازر مريض، أراد يسوع أن يذهب إليه فاعترضه تلاميذه قائلين: «يا معلِّم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضًا إلى هناك». فقال لهم يسوع «لعازر حبيبنا... مات،... لنذهبْ إليه». إذ ذاك قال توما: «لنذهبْ نحن أيضًا لكي نموت معه». يشير هذا الموقف إلى حميّة الرسول في اتباع يسوع ومعاينة عمل الله، وكونه إنسان قلب لا يرى الأمور بعين العقل الجامد ولكنّه يراها بالحنان. التلميذ: ما هو الموقف الثاني؟ المرشد: أمّا الموقف الثاني ففي الاصحاح ١٤ حيث قال الرب لتلاميذه: «في بيت أبي منازل كثيرة... أنا أمضي لأُعِدّ لكم مكانًا... وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق». هنا أيضًا انبرى توما ليقول ببساطة: «يا سيّد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟». قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحقّ والحياة». نفهم أنّ توما إنسان واقعيّ حسّيّ، يطلب الفهم ولا يشاء أن يمرّ كلام السيّد غامضًا، مرور الكرام. لذلك يسأل ويستوضح. التلميذ: وماذا عن الموقف الثالث؟ المرشد: يتمثَّل في إصرار الرسول على وضع يده في جنب السيّد. ففي الاصحاح ٢٠ كان توما غائبًا حين جاء يسوع الناهض من بين الأموات إلى حيث كان التلاميذ مجتمعين. فلمّا جاء توما اعترض وقال: «إنْ لم أُبصرْ أثر المسامير في يده وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن». وبعد ثمانية أيام جاء يسوع ثانية وأخذ يد توما ووضعها في جنبه وعلى أثر المسامير وقال له: «... لا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا، أجاب توما وقال له ربّي وإلهي». توما الذي أبدى عنادًا، انسحق إلى آخر حدود الانكسار. عاين يسوعَ بلحمه وعظمه وأيقن أنّه ليس خيالًا. يقول الآباء عن توما إنّه أصرّ على معاينة السيّد اشتياقًا له وما في ذلك موضوع شكّ أو قلّة أمانة. التلميذ: سمعتُ رواية عن الرسول توما، هلّا أخبرتنا بها لِـما فيها من معان روحيّة؟ المرشد: يحكى أن ملكًا هنديًّا اسمه غوندافور قرّر أن يبني لنفسه قصرًا عظيمًا لا مثيل له على الأرض، فأرسل أحد معاونيه ليبحث عن عمّال ماهرين قادرين على ذلك. وبتدبير إلهيّ جاء رسول الملك إلى توما الذي قال له إنّه مستعدّ أن يبني للملك مثل هذا القصر شرط أن يتركه يعمل كما يريد. فاتّفق الاثنان وسافر توما إلى بلاد الهند. هناك حصل توما على كميّة كبيرة الذهب من الملك ليباشر ببناء القصر. وما أن غادر توما القصر الملكي حتّى وزَّع كلّ الذهب الذي لديه لفقراء الهند، وراح يبشِّر بالإنجيل. ومرّت سنتان، فأوفد الملك عبيده إلى توما يسأله ما إذ كان قد انتهى من بناء القصر أم لا، لأنّ القصر كان بعيدًا عن العاصمة، فأجاب توما: «كلّ شيء بات جاهزًا إلّا السقف». وطلب مزيدًا من المال فأعطاه الملك ما أراد. ومن جديد أعطى توما كلّ ما لديه للفقراء وتابع تجواله مبشرًّا بالإنجيل. وبطريقة ما بلغ الملكَ خبرُ أنّ توما لم يبدأ بعد ببناء القصر، فقبض عليه وزجّه في السجن. في تلك الليلة مات أخ الملك فحزن عليه الملك حزنًا شديدًا. وإنّ ملاكًا حمل روح الميت إلى الفردوس وأراه قصرًا عجيبًا لا يقدر عقل إنسان أن يتصوّره. وإذ أراد أخو الملك أن يدخل إلى هذا القصر منعه الملاك قائلًا: «هذا القصر يخصّ أخاك الملك، وهو القصر الذي شيّده له الرسول توما بالحسَنات التي أعطاه إيّاها». ثم إنّ ملاك الربّ أعاد روح الرجل إلى بدَنه. فعندما عاد أخو الملك إلى نفسه، أسرع إلى أخيه وقال له: «أَقسِمْ لي بأنّك ستعطيني كلّ ما أطلبه منك»، فأَقسَم الملك بذلك، فقال له: «أَعطِني القصر الذي لك في السماء، الذي بناه لك توما»، وشرح له كلّ ما جرى، إذ ذاك أرسل الملك فأطلق توما من السجن واستقدمه إليه وسمع منه كلام الخلاص والحياة الأبديّة، ثم اعتمد وأعطاه مزيدًا من المال لتوسيع القصر الذي بناه له في السماء. وهكذا ازدادت أعمال الرحمة وزاد الشكر لله واتَّسع نطاق البشارة بكلمة الحياة.
مدرسة بصاليم يوم الثلاثاء الواقع فيه ٣٠ أيلول، ترأس راعي الأبرشية خدمة القداس الإلهي العام لعائلة مدرسة القديس جاورجيوس في بصاليم، بتلامذتها ومعلّميها وإدارييها، وذلك في كنيسة الرعيّة. وكانت له عظة حول شهادة القديس غريغوريوس منير أرمينيا العظمى، واستخرج منها العِـبَـر لتلاميذ خلال سِني خبرتهم المدرسيّة. في نهاية الخدمة، جرت خدمة تبريك الملعب الجديد للمدرسة الذي قدّمَته بلدية بصاليم والمزهر والمجذوب، على سبيل التسامح، لصالح المدرسة، وذلك بحضور رئيس البلدية ومديرة المدرسة وعدد من أساتذة وإدرايي المدرسة وطلاب الصفوف الثانويّ. |
| Last Updated on Saturday, 04 October 2025 00:26 |