Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2011 العدد 36: إنجيل بولس
العدد 36: إنجيل بولس Print Email
Sunday, 04 September 2011 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 4 أيلول 2011 العدد 36     

الأحد الثاني عشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

إنجيل بولس

عـنـدما يتحدّث بـولس عـن إنجيـلـه يقـصـد تعـليـمـه وبشارتـه ولا يقـصـد الأنـاجيـل الأربعـة. مهمـا يكـن مـن أمـر، لمـا كـان الـرسـول يبـشـّر ويكـتـب رسائـلـه لم يكـن اي إنجيل قـد دُوّن. ويقـول ان النـاس يخلُصون بإنجيلـه اي انـه يحتـوي على أسـاس ما عـلّمـه السيـد وما عمله. وهو يشرح في مطلع الرسالـة الأولى الى أهل كورنثـوس وفي مواضع أخرى أن الإنجـيـل هـو البشارة بمـوت السيد وقيامتـه، وكـل كـلام آخـر يقـود الى الصلب والقيـامـة او يـأتـي منهـما.

 قـولـه “سَلّمتُكـم ما تسلّـمتُـه”، غـالبـًا لا يقصد أنه تسلّم مـن الـرب مبـاشرة المعلـومات المـتـعـلّـقـة بموته وقيامـتـه، او أنـه يتـكـلّم عن التقـليد الذي ورثـه من الرسل بـعـد أن عـاد من بلاد العـرب الى اورشليم. لا بد أنه أخذ الوقائع الأساسية من حنانيا رئيس الجماعـة المسيحية في دمشق قبل أن يعمـّده حنـانيـا بعد ظهـور الرب له فيما كان ذاهبا الى دمشق لاضطهاد المسـيحـيـيـن.

البشارة في هذا الفصل المنشـور هنا ثلاث كلمات: المسيـح مـات وقـبـر وقـام. عــبـارة “عـلـى مـا فـي الكتب” ليست إشـارة الى الأنـاجيـل الأربعـة، ولكنها تعـنـي وفـق ما جـاء في كـتـب الأنبيـاء.

ظهـور الـرب لـصفـا وهو بطـرس غيـر مـذكـور في الإنجيل صراحة، ولكنّ تلميذي عمواس ينسبـان الى التـلاميـذ قـولهم ان الرب ظهـر لسمعان (لوقا 24: 34). ثم يوحنـا الإنجيلي يقـول ان السيد تراءى لسمعان في الجليل (21: 7). ربما يشير بولس الى هذا. أما الظهور لـ 500 أخٍ في الجليل فلا بد أن يعني جمهورا من المؤمنين بيسوع.

اما الظهور ليعقـوب فوارد في الإنجيل المنحـول المعـروف بإنجيـل يعقـوب. وعندما يقـول انه ظهـر للاثني عشر فلا يعني بالضـرورة أنهم كـانـوا جمعـًا واحدًا في مـرة واحدة.

تراءى لي انا ايضًا كأنه للسِقْط اي الولد المبكـرة ولادتـه وانه يعتبر نفسه كآخـر الكل لكـونـه اضطهـد كنيسـة الله بإفـراط (أعمال 3: 3، وغلاطية 1: 13 وفيليبي 3: 6). إلا أنه خلصته النعمـة التي انسكبت علـيه كما انسكبت على الذين قبله. غيـر أن تـواضع الرسـول لم يـمـنـعـه من أن يحـس أنـه عـمـل أكثر منهم جميعًا في البشارة (2 كورنثوس 11: 23). غير أن قنـاعـتـه كانت أن عـملـه آت من النـعـمـة.

المقـابلـة التي قام بها بينـه وبين الـرسل ذكَرها هنا لمّا كتب هذه الرسالـة اي عشـرين سنـة بعـد القيامة. اما بعد هذا التـاريخ فقد جاهدوا هم كثيرا واستشهـد الكثيـرون منهم، وعنـدنـا رسائل بطرس ويعـقـوب ويوحنا ويهـوذا غير الإسخـريـوطي والأنـاجيل. ومهما كان أمـر المقـارنـة فعمـق بـولـس يبقـى جـذّابـًا لنا الى هذا اليـوم، والكثيـرون من آبـائنـا القـديسيـن استمـدّوا فكـرهم من فكره ورسائلـه هي التـي تـُـقرأ معظم أيام السنة. ورؤيتنا للمسيح وطبيعته ومحبتـه وأفعـالـه يجب أن تكـون لها أبعاد الـرؤيـة التي لبولس لنحبّ يسوع حبا كبيرا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: 1 كورنثوس 1:15-11

يـا إخـوة أُعـرّفكم بـالإنجيل الذي بـشّرتُكم بـه وقـبلتموه وانـتم قائـمون فـيه، وبـه أيـضًا تـخلُصون إن كنـتم تـذْكُرون أيّ كلام بـشّرتُكم بـه، إلا اذا كـنتم قد آمـنتم بـاطلا. فـإنـي قـد سلّمتُ إليـكم اولاً ما تــسلّمتـه أن المسيـح مات من أجل خـطايانا على ما في الكتـب، وأنـّه قُبـر وانه قـام في اليوم الثالث على ما في الكتب، وأنه تـراءى لصفا ثم للإثـني عشر، ثم تـراءى لأكثـر من خمس مئة أخ دفـعة واحدة أكثـرُهم بـاقٍ حتـى الآن وبــعضُهم قد رقـدوا، ثـم تـراءى ليـعقوب ثـم لجـميع الرسل، وآخـر الكـل تـراءى لي أنـا ايــضا كأنــه للسقْـط، لأني أنـا أَصغرُ الرسل ولستُ أهلا لأن أُسمّى رسولًا، لأنـّـي اضطهدتُ كنــيسة الـله، لكنّي بـنعمة الله انــا ما انــا. ونــعمتُه المعطاةُ لي لم تــكن بـاطلـة، بـل تــعبتُ اكثـر من جـميـعهم، ولكن لا انـا بـل نــعـمة الـله التي مـعي. فسواء كنـت أم اولئــك، هكذا نـكـرز وهكـذا آمـنـتم.

 

الإنجيل: متى 16:19-22

فـي ذلك الزمان دنـا الى يـسوع شاب وجثـا له قائـلا: أيـها المعلّم الصالح مـاذا أَعمل مـن الصلاح لتـكون لي الحيـاة الأبـديـة؟ فقال له: لماذا تـدعوني صالحا وما صالح إلا واحد وهـو الله؟ ولكـن إن كنـت تـريد أن تـدخل الحيـاة فاحفظ الوصايـا. فـقال له: أيـّة وصايـا؟ قال يـسوع: لا تـقتل، لا تـزنِ، لا تـسرق، لا تـشهد بـالزور، أَكرمْ أبـاك وأُمّك، أَحبـب قريـبك كنـفسك. فـقال له الشاب: كل هذا قـد حـفظتُه منـذ صبائـي، فـماذا يـنقصني بـعد؟ قال له يسوع: إن كنتَ تــريـد أن تكـون كاملا فاذهب وبــع كـل شـيء وأعـطـه للمساكين فيكون لك كنـز في السماء وتـعال اتـبعني. فلمّا سمع الشاب هذا الكلام مضى حزيـنا لأنّه كان ذا مالٍ كثـير. فقال يـسوع لتلاميـذه: الحق أقول لكم إنـه يـعسر على الغنيّ دخول ملكوت السماوات؛ وأيـضا أقول لكم إن مرور الجمل من ثـقب الإبرة لأسهل من دخـول غنيّ ملكوت السماوات. فـلما سمع تلاميذه بُـهتوا جـدا وقـالوا: مـن يـستطيع إذن أن يـخلص؟ فنـظر يـسوع اليـهم وقال لهم: أمّـا عند الناس فلا يـُستطاع هذا، وأمّا عـند اللـه فكـل شيء مستطاع.

 

ما بين الشريعة والكمال

يميّـز الـربّ يسوع، وفق النصّ الإنجيليّ الذي تتلوه الكنيسة اليوم، ما بين أمرين هما "دخـول الحياة" و"الكمال". ففي حديـثـه مـع الشـابّ الذي سألـه عن عـمل الصلاح يجيب الـربّ في المـرّة الأولى قـائلاً: "إنْ كنـتَ تـريـد أن تـدخـل الحيـاة فاحفـظ الوصايـا"، أمـّا في المـرّة الثـانيـة فيجيبـه قـائـلاً: "إنْ كـنـتَ تـريـد أن تكون كـاملاً فاذهـبْ وبـعْ كـلّ شـيء لـك وأعـطـه للمساكين فيكـون لك كنز في السماء وتعال اتبعني". المسيح لا يبطل الشريعة والوصايا، بل يعتبـرهـا مـدخلاً إلى السلوك المسيحيّ والسعي إلى الكمـال، أمّا الكـمـال فلا يـبـلغـه سـوى الذين تجـاوزوا الشـريعـة وصـولاً إلى المحبـّة والتسليـم الكـامـل لمشيـئـة اللـه باتـّـبـاع يسـوع في كلّ شيء.

ينطلـق القـدّيس كيـرلّس الإسكندريّ (+444) من قـول الرسول بـولس: "ما من أحـد يتبـرّر عـنـد اللـه بالشـريعـة" (غـلاطيـة 3: 11)، فيقـول: "صحيـح أنْ لا كمال في الشريعـة، بيـْد أنّ ممـارسـة الشريعـة مدخل إلى الحيـاة الأبـديـّة: "فصارت لنـا الشـريعـة مـربّيـًا يقـودنـا إلى المسيـح" (غـلاطيـة 3: 24). الشـريعـة هي نقطـة البـدء للحيـاة الأرضيـّة. المسيـح هو الكمال". ثمّ يقـدّم القـدّيس كيـرلّس مثالاً عن الفارق ما بين الشريعة وتعليم الربّ يسوع، فيقـول: "لقد علّمتنا الشريعة أن نجازي مَن يسيء إلينا، عملاً بالآية التي تنصّ على العيـن بالعيـن والسـنّ بالسـنّ. لكنّ يسوع علّمنا أن نتجاوز هذا الثـأر متطلّعين إلى ما هو أسمى، معلّمًا إيّانا أن مَن لطمك على خدك الأيمن فاعرضْ له الآخر، ومَن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك فاتركْ له رداءك أيضًا (متّى 5: 39-40)."

يتوافـق كلام القدّيس كيرلّس مع ما ذهب إليـه أوريجنّس (+235) حين قـال في تفسيره إنجيل متّى: "هذه الوصايـا كـافيـة، إذا جاز التعبير، للبدء بدخول الحياة. لكنّها لا تكفـي لإدخـال المـرء إلى الكمـال. فمَن أذنب في واحدة من مثل هذه الوصايا عجز عن الدخول إلى بدء الحيـاة. ومَن أراد دخـول بـدء الحيـاة عليه أن يتحرّر من الزنى والقتل وأيّ نوع من أنواع السرقـة". أمّا القدّيس هيلاريـون أسقـف بـواتييه (+367) فيعتبـر أنّ الشـابّ كـان يشبه الشعـب اليهـوديّ المتفـاخـر الذي وضع ثقتـه بالشريعـة، لكنـّه كان فـي الواقـع لا يعمل بها، فيقـول: "أُمـروا بعـدم القـتـل، إلاّ أنّهم قـتـلـوا الأنـبـيـاء. أُمـروا بعدم الزنى، إلاّ أنّهم أفسـدوا الإيمان وجلبـوا الزنى إلى الشريعـة وعبـدوا آلهـة أخرى. أُمروا بعدم السرقة، إلاّ أنّهم نقضوا وصايا الشريعـة خلسةً"...

يصنّف المغبـوط أوغسطينس أسقـف هيبـّون (+430) الوصايا قسمين: الوصايا الكبرى والوصايا الصغرى، فيقـول: "الإنجيـل هـو صـوت المسيـح. فالمسيـح يستـوي في السمـاء، ولا ينـفـكّ يتكلّم (بالإنجيـل) على الأرض. إنْ لم ترغبوا في العمل بالوصايـا الكبـرى فاعمـلـوا بالأصغـر منهـا. إنْ كـان حمـل الـوصايا الكبرى ثقيلاً عليكم فاحملوا الأصغـر منها. لماذا تتأخّـرون في العمل بأيّ منها؟ ولماذا تـقـاومـون الكبـرى والصغـرى؟ فالـوصايـا الكبـرى هي "بعْ كـلّ شيء لك وأعطـه للفـقـراء وتعـال اتبعنـي". أمّا الوصايا الأصغـر منهـا فهـي "لا تـقـتـلْ، لا تـزنِ، لا تسـرقْ، لا تشهـدْ بالـزور، أكـرمْ أبـاك وأمـّك، واحبـبْ قريـبـك كـنـفسـك".

يؤكّـد القدّيس إيـرونيموس (+420) على كون الإنسان قـادرًا على بلوغ الكمال، فيقول: "فـي مقـدرتنـا أن نكـون، إنْ شئنـا، كامـلين. فمَن أراد أن يكـون كاملاً فليبـعْ كـلّ مـا لـه، وليس جـزءًا منه. وبعد أن يبـيع ما يمـلـك فلـيعـطـه للفـقـراء. وهذا وحده لا يكفي لبلـوغ الكـمـال. فعليه أيضًا أن يتبع المخلّص بعد احتـقاره الأموال متجنّبًا الشرّ وفـاعلاً الخير. فأن تتبـع المخلّص يعني أن تتمثّل به وتحذو حذوه. ومَن قـال إنّـه يؤمن بالمسيح فـعليه أن يتتبّع خطـواتـه". أمـّا أوريجـنـّس فيـرى في العطاء تبـادلاً مـا بين الأغـنـيـاء والفـقـراء، فيقول: "إنّ مَن يحسن إلى الفـقراء يتلقّى العون بصلواتهم. من أجل خلاصـه يتـلقـّى غنى روحانيّات الفقـراء بالمادّيّات ليسدّ ما ينقصه من الروحيـّات. الله يستمع إلى صلوات كثير من الفقـراء الذين أُريحوا. ربّما كان بينهم أناس كالرسل أو دونهم رتبةً، فقراء في المادّيّات، أغنياء في الروحيّات".

للقـدّيس هيـلاريـون أسقــف بـواتـيـيه تفسير فـريد لمعـنى عبـارة "مـرور الجمـل من ثـقـب الإبـرة"، فيقول: "الجمـل لا يتـنـاسب وثقـب الإبـرة، إذ لا يمكن لحيـوان ضخـم أن يمـرّ مـن فـتـحـة الثقـب الصغير. غير أنّ الجمـل مطيـع للكلمـة، يُكبـح بالخـوف، ويحتمل الصوم، وينـوخ بانضبـاط لتـوضع على ظهـره الأحمال. وهـذا مثـل عن الترويض على طاعة وصايا الله. فالطــائعـون يـدخلـون الملكـوت مـن الطـريـق الضيـّق، أي مـن ثـقـب الإبـرة، الذي هو بشـارة كلمـة الإنجـيل". ولذلك، يغـدو مفـهـومـًا كـلام الـربّ يسوع في خاتمة النصّ الإنجيلـيّ: "أمـّا عـنـد النـاس فـلا يُستطاع، وأمـّا عـنـد الـلـه فكـلّ شـيء مستطاع".

يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) في هذا السياق: "إنْ أردتَ أن تعرف الطريق، وكيف يصبح المستحيل ممكنـًا، فاسمـعْ. لـم يقـل المسيـح إنّ ما هو مستحيل عند الناس ممكن عند الله، لتتراخى وتتخلّى عن المستحيل، بل لتـدرك عظمـة مـا تنـجـزه، وتهبّ للعمل متضرّعًا إلى الله ليعينـك في هذا الجهد الجيّد لتحظى بالحياة". هذا أوان الجهاد والعمل، فلا للتكاسل ولا للتأجيل.

 


من تعليمنا الأرثوذكسي: الاعتراف

التلميذ: قال الكاهن في الكنيسة انه علينا الاعتراف وحدد مواعيد لذلك. أنا لا أعرف ماذا أقول عندما سأذهب الى الاعتراف.

المرشد: هناك اولاً صلاة قصيـرة يقـولها المُعترف، وإن كان لا يعرفها يردّدها مع الكاهن، وهي: “ايها الآب، رب السماء والأرض، إني أعتـرف لك بكل خفايا وظواهر قلبي وذهني التي فعلتُها حتى هذا اليوم الحاضر. وأطلب إليك ايها الديان العادل الحنون أن تغفر لي وتمنحني نعمةً حتى لا أَعود الى الخطيئة فيما بعد”. هل فهمتَ كل معاني هذه الصلاة؟ فيها أربعة أشياء مهمة: نتوجّه الى الله الآب، نعتـرف بكل خطيئـة ظاهرة او مخفيّة في القلب، نطلب المغفـرة، ونرجو أن يمنحنا الله نعمةً لكي لا نعـود الى الخطيئـة. لا يمكنـنـا أن نتـغـلـب على الخطيئة إن لم تكن معنـا نعمـة الله أي إن لم يكن معنا الروح القـدس الذي به يمكننا أن نصلّي وأن نغلب الشر.

 

التلميذ: متى أَعترف بالخطايا التي فعلتُها؟ هل أُعدّدها واحدة فواحدة؟

المرشد: بعد الصلاة مباشرة يعترف كل واحد بخطاياه التي ارتكبها بالفكر او بالقول او بالفعل. أظنّ أنه لا توجد خطايا ظاهرة بالقول او بالفعل من دون أن تكون أولا في الفكر، يعني في القلب، في الانسان بكل كيانه: إرادته، مشاعره، نواياه... عندما يفكّر الإنسان في قلبه فكرا شريرا، قد يتسنّى له أن يحقّقه، وقد لا يتسنى. لكن إن بقي الفكر فكرا، فهذا لا يعني أنه ليس خطيئة. اليك هذا المثل: اذا حقد إنسان على إنسان آخر وكرهه وصمم على الانتقام منه، لكن لم تسنح له الفرصة لذلك، فقد وقع في خطيئة الحقد والكره. والرب أَوصانا أن أَحبّوا أعداءكم.

 

التلميذ: ما هي الخطايا التي بالقول؟

المرشد: أنصحك بأن تصلّي ليمنحك الله نعمة وتنتبّه لأقوالك. هل تتكلم بالسوء على الآخرين؟ هل تُثرثر بكلام فارغ لا معنى له؟ هل خلقت المشاكل بين الناس بالـ”قيل والقال” ونقـل الكـلام؟ هل كذبت، وأنت تعرف أن كل أشكال الكذب كذب إلخ...؟ كل هذه تعترف بها بنيّة أنك لا تريد أن تعود الى الخطيئة. لا ضرورة لأن تدخل في التفاصيل وتروي القصة، أو أن تبدأ بوضع اللوم على الآخرين. المهم أن تُقرّ بكل تواضع أنك أخطأت وأنك تتوب.

 

التلميذ: من يغفر الخطايا؟

المرشد: الله وحـده يغـفـر الخطـايـا. والكـاهـن بسبب من رسامـتـه، عـنـده التفويض أن يحلّ الخطايا باسـم الـرب. هذا مـا نُسـمـّيـه الحـلّ اذ يقـول للمُعتـرِف: “الله الذي صَفَحَ لداود عن خطاياه... لما اعتـرف بها، ولبطـرس وللزانية وللعشـّار (وكلّها أمثلة من الكتاب المقدس) هو يصفـح لك بواسطتي أنـا الخـاطـئ عـن جميع خطاياك ويؤهلك للوقـوف امام منبـره الرهيـب بغيـر دينـونـة. واما ما اعترفت به من الذنوب فلا تهتمّ له البتّة، بل اذهبْ بسلام”. بعد الاعتراف تحس نفسك خفيفا، وتنظر الى الأمام وتتوجّه توجّها جديدا. يمكننا أن نتحدث في ما بعد، بعد أن تكون قد اختبرت الاعتـراف والتـوبـة.

 

التلميذ: تكلمنا عن الاعتراف. هل هو سر التوبة ايضًا؟

المرشد: انت على حق تكلمنا اليوم عن سر التوبة والاعتراف جزء من سر التوبة: الصلاة اولا ثم الاعتراف بالخطايا ثم الحل الذي يعطيه الكاهن.

 

الأخبار

بـلـغـاريـا

نشر الموقع الأرثوذكسي في بلغاريا إحصاءات حديثة أخذها عن المعهد الوطني للإحصاء تفيد أن عدد البلغاريين الذين يُصرّحون أنّهم أرثوذكسيون قد تدنّى بنسبة كبيرة ووصل الى “رقم قياسيّ” لم يصل إليه من قبل. اعتبر 76% من سكان البلاد أنهم ينتمون الى الأرثوذكسية. وبالعكس فقد ارتفعت نسبة البلغاريين الذين يقولون ان لا دين لهم الى 7% . كما أفادت المصادر ذاتها أن عدد البروتستانتيين قد تضاعف خلال السنوات العشر الماضية ووصل الى 64000 شخص. اما المسلمون والكاثوليكيون فلم تتغيّر أعدادهم.

 

الـيـونـان

مع إعلان الحكومـة اليـونـانيـة الدفعـة الثـانيـة من تقليص النفقات العامّة وتكاثُر المظاهرات المناهضة لها، صرّح المطران نقولاوس مطـران مسوجيا في منطقـة أتيكـي انه يدعـم كل ردّة فعـل شعبية تؤدي الى تغيير حاسم في البلاد. قال في مقابلة “على الكنيسة أن تكون مع الشعب. علينا اليـوم أن نعبّر عن تضامننا مع الشعب ونقول رأْينا في تنظيم البلاد. هذه هي الطريقـة الوحيدة لنُحوّل غضب الشعب الى تغيير جـذريّ. نحن لا نحتاج فـقط الى التنفيس عن الغضـب، نحتـاج الى تغييـر يحمل بوادر الأمل”. لكنـه، بعكس بعض مطارنـة آخرين، لم يسمح للكهنة من أبرشيته أن يشتركوا في المظاهرات.

يبلغ المطران نقولاوس الأربعين من العمر وهو حائز على شهادات في فيزياء الفلك من جامعة هارفرد، وكان أستاذا في المعهد الشهير MIT في بوسطن. صار راهبا فكاهنا ثم مطرانا سنة 2004. ألّف كتابًا في علم أخلاقيّات الحياة لاقى رواجًا كبيرًا في المكتبات.

فاذهـبْ وبـعْ كـلّ شـيء لـك وأعـطـه للمساكين فيكـون لك كنز في السماء وتعال اتبعني". المسيح لا يبطل الشريعة والوصايا، بل يعتبـرهـا مـدخلاً إلى السلوك المسيحيّ والسعي إلى الكمـال، أمّا الكـمـال فلا يـبـلغـه سـوى الذين تجـاوزوا الشـريعـة وصـولاً إلى المحبـّة والتسليـم الكـامـل لمشيـئـة اللـه باتـّـبـاع يسـوع في كلّ شيء.

Last Updated on Friday, 26 August 2011 15:55
 
Banner