ocaml1.gif
العدد ١: الصورة من الميلاد إلى الغطاس Print
Written by Administrator   
Sunday, 06 January 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٦ كانون الأوّل  ٢٠١٩ العدد ١ 

عيد الظهور الإلهيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

الصورة من الميلاد إلى الغطاس

0119  طُلب إليّ منذ أمد قريب أن أتحدّث عن عيدَي التجسّد والظهور الإلهيّ، وعن صلتهما بحياتنا وبحياة المسيح بآن. خطر لي حينها التأمّل بمعنى «الصورة»، أي بكوننا مخلوقين على صورة الله، والتي هي الأرضيّة الكتابيّة للقائنا بالله.

لا بدّ لي من أن أتوقّف قليلاً على خلفيّة حضارتنا اليوم التي باتت ترتكز على النظر أكثر منها على السمع، حتّى يخال لك أنّ أكثر ما يطلبه المرء في يوميّاته هو أخذ الصور أو رؤيتها. لا أدري ما هي الصورة التي يريدها كلّ واحد لنفسه، أو ما هي الصورة التي لديه عن نفسه. بالطبع، معرفة الذات الحقيقيّة تساعدنا على شفاء غليلنا في هذا الصدد. وهذا ضروريّ إن شاء المؤمن أن يعيش  الحياة الروحيّة بنزاهة وفي أصالتها، وأقصد هنا الرابط الذي يجمع بين الله والإنسان.

الرابط واضح في كتابنا المقدّس. فهو يحدّثنا عن «الصورة» التي يرانا الله على أساسها منذ البدء. فنحن مخلوقون على صورته (تكوين ١، ٢٧). وهذا ينقلك من الحديث عن كيف يراك الناس أو كيف ترى نفسك، إلى الحديث عن كيف يراك الله. إن أخذتَ هذا الأمر على محمل الجدّ واستقصيتَ عنه، ينكشف أمامك المدى الجديد الذي فيه يمكنك أن تتعلّم أن ترى نفسك بالمنظار المناسب، أي بمنظار الله الخالق. وهذا مؤدّاه أن تتغيّر حياتك كلّها، إذ يقيمك في الفرح، لأنّك تعي أنّك محبوب من الله الذي أعطاك أن تصير أكبر بكثير من ذاتك، أن تصير مثله بالنعمة! هذه هي «الصورة» الأخيرة للإنسان.

حتّى لا نتعب كثيرًا في بحثنا ونخطئ في استعمال المناظير غير المناسبة، أو في انتقاء صور لا توافقنا، أعطانا الله أن «نرى» صورتنا الحقيقيّة. فقد تجسّد ابنه فرأيناه. رأينا فيه الاتّحاد التامّ بين الصورة والمثال، صورة إنسان تامّ وإله تامّ. في عيد الميلاد، رأينا كيف اتّخذ جسدنا، أي اتّخذ الصورة التي خلقها. وفي عيد الظهور الإلهيّ، رأينا كيف أعلن الآب أنّ مَن «كان يتقدّم في الحكمة والقامة والنعمة أمام الله والناس» (لوقا ٢: ٥٢) وهو الآن هذا المعتمِد في الأردنّ، هو نفسه «ابنه الحبيب» (متّى ٣: ١٧). لقد أظهر الله لنا هذا الاتّحاد في شخص يسوع المسيح.

إذ ذاك صارت «الصورة» التي خُلقتُ على أساسها هي حلبة لقاء صميميّ بخالقي، صورة فيّ وأنا عليها، لكنّها صورة مدعوّة إلى أن تتجلّى في كلّ البهاء الذي أعطاه الله أن تكون عليه. «الصورة» صلتي بخالقي وربّي، أحملها في آنية خزفيّة، هي هذا الوجود الذي يئنّ ويتمخّض ليعتلن فيه وعبره المجد، أي المثال، الذي يتحقّق كلّما سعينا في تلقي كلمة الله واستيلادها فينا سلوكًا وعيشًا وفكرًا كفكر المسيح. هي «المساحة» التي فيها نلتقي الله ونتّحد به، إن آمنّا به حقًّا. هي منصّة انطلاقنا في صيرورة لا تنتهي، حدّثنا عنها الكتاب وأعطاها أسماء عديدة كـ«الحياة الأبديّة».

بين عيدَي الميلاد والغطاس، نقف متخشّعين أمام جلاء سرّ الصورة والمثال أمام أعيننا، فنسعى إلى «الابن الحبيب» سعينا وراء الحبيب الذي تبحث عنه نفوسنا. إذ ذاك نحقّق ذواتنا أيّما تحقيق، تحقيق رأينا بهاءه في مَن تسربلوا بالنور وتوشّحوا بالإله وصاروا مسيحيّين بالقول والفعل، مسيحًا تلو الآخر، على مثال المسيح، الربّ والمخلّص. هذا نرجوه لأنفسنا ولبعضنا البعض ولكلّ من خُلق على صورة الله.

سلوان

مطران جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: تيطس ٢: ١١-١٤ و٣: ٤-٧

يا ولدي تيطس، لقد ظهرَت نعمةُ الله المخلّصة لجميع الناس وهي تؤدِّبنا لننكر النفاق والشهوات العالميّة، فنحيا في الدهر الحاضر على مقتضى التعقّل والعدل والتقوى، منتظرين الرجاء السعيد وظهور مجد إلهنا العظيم، ومخلّصنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا ليفتدينا من كلّ إثم ويُطهّر لنفسه شعبًا خاصًّا، غيورًا على الأعمال الصالحة. فلمّا ظهر لُطفُ الله مخلّصنا ومحبّته للناس، خلَّصَنا هو لا لأعمالٍ في البِرّ عَملناها نحن بل على مقتضى رحمته بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي أفاضه علينا بسخاء بيسوع المسيح مخلّصنا، حتّى إذا تبرّرنا بنعمته نصير ورثةً على حسب رجاء الحياة الأبديّة.

 

الإنجيل: متّى ٣: ١٣-١٧

في ذلك الزمان أقبل يسوع من الجليل إلى الأردنّ إلى يوحنّا ليعتمد منه. فكان يوحنّا يمانعه قائلًا: أنا محتاج إلى أن أعتمد منك أَوَأَنت تأتي إليّ؟ فأجابه يسوع قائلًا: دعِ الآن فهكذا ينبغي لنا أن نُتمّم كلّ برّ. حينئذٍ تركه. فلمّا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وحالًّا عليه. وإذا صوتٌ من السماء قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت.

 

الظهور الإلهيّ

عظة وصلاة للقدّيس غريغوريوس النيصصيّ ٣٩٤

... وُلد المسيح في الجسد منذ أيّام قليلة وهو الذي كان في البدء والذي به أُبدعَت الخليقة بأسرها. واليوم يأتي إلى الأردنّ ليعتمد من يوحنّا وبه تعتمد الإنسانيّة جمعاء، فتتنقّى وترتفع لامعة برّاقة وتُختَطف إلى سماء السموات بنار الروح المتنزّل عليه بهيئة حمامة.

... اليوم المسيح ينزل في الماء، يتّخذ عليه خطيئة آدم وينهض الخليقة معه بكرًا عذراء نقيّة مزيّنة  كعروس لسيّدها.

معموديّة السيّد مثال لمعموديّتنا: نحن نُدفَن معه في الماء وننهض معه خليقة جديدة. نولد ثانية بالروح كما قال هو لنيقوذيموس، لا كما تساءل ذاك وقد أظلم إدراكه: «كيف يمكن لإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعلّه يقدر على أن يدخل بطن أمّه ثانية ويولد» (يوحنّا ٣: ٤)، إذ ظنّ أنّ المعلّم يحدّثه عن ولادة جسديّة. نحن نولد بالمعموديّة في الكنيسة أمّنا بالماء والروح بنعمة ملوكيّة منحدرة علينا من فوق، أبناء لله في براءة الطفولة. الماء ينقّينا سرّيًّا، أي أنّ الماء بحدّ ذاته لا قوّة له بل القوّة في الكلمة الإلهيّة، في افتقاد الروح لنا إذ يرسله الآب إلينا في الابن لأجل خلاصنا.

... في معموديّة يسوع نخلع عنّا خطايانا كثوب رثّ بال ونُعطى ثوب جسده الممجّد القدّوس. هكذا تفرح برّيّة نفوسنا ويبتهج قفر قلوبنا ويزهر كالنرجس كما قال إشعياء النبيّ (٣٥: ١). القفر هنا صورة للنفس الجافّة الميتة، كما قال داود مترنّمًا: «عطشت إليك نفسي ... في أرض برّيّة وغير مسلوكة وعديمة الماء» (مزمور ٦٢: ١)، «عطشت نفسي إلى الإله الحيّ» (مزمور ٤١: ٢)، وكما أكّد السيّد في الإنجيل قائلاً: «مَن كان عطشانًا فليأت إليّ ويشرب» (يوحنّا ٧: ٣٧). وكما أعلن للمرأة السامريّة: «كلّ من يشرب من هذا الماء (أي ماء البئر) يعطش أيضًا. لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا لن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة» (يوحنّا ٤: ١٣-١٤).

... لأنّك أنت يا سيّد ينبوع المراحم الأزليّ وقد افتقدتّنا بمحبّتك. أنت صالحتنا مع الآب ورفعت عنّا اللعنة وأدخلتنا ثانية إلى الفردوس، وأبدلت ثياب أوراق التين التي كانت لنا بثوب ملوكيّ. فتحتَ أبواب سجن الموت وأطلقتنا منه أحرارًا. غسلتنا بماء طيب نقيّ. بك وحدك نال آدم الأوّل الخلاص فما عاد محتاجًا إلى أن يختبئ خائفًا من صوت الله في وسط شجر الفردوس (تكوين ٣: ٨). بك ارتقينا إلى سماء السموات مع الخليقة بأسرها وانضممنا إلى أجناد الملائكة في تسبيحها قائلين: «فرحًا أفرح بالربّ. تبتهج نفسي بإلهي لأنّه ألبسني ثوب الخلاص. كساني برداء البِرّ مثل عريس يتزيّن بعمامة ومثل عروس تتزيّن بحليّها» (إشعياء ٦١: ١٠). إنّ مزيّن الكنيسة العروس هو حقًّا المسيح إلهنا له المجد الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الظهور الإلهيّ

التلميذ: لماذا يُسمَّى عيد الغطاس عيد الظهور الإلهيّ؟

المرشد: لأنّه وللمرّة الأولى في التاريخ يظهر الله في ثلاثة أقانيم أو أشخاص: صوت الآب يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، والابن يقف في مياه نهر الأردنّ ويعتمد من يوحنّا والروح القدس بهيئة حمامة. ومنذ هذا الظهور على نهر الأردنّ يمكننا أن نعرف الثالوث وأن نعمّد باسم الآب والابن والروح القدس.

التلميذ: ما شرحته لي الآن نقوله في طروباريّة- نشيد العيد: «باعتمادك يا ربّ في نهر الأردنّ ظهرت السجدة للثالوث لأنّ صوت الآب تقدّم لك بالشهادة مسمّيًا إيّاك ابنًا محبوبًا والروح بهيئة حمامة يؤيّد حقيقة الكلمة…».

المرشد: أرى أنّك تفرح بالترتيل. دعني أقول لك إنّ الصلاة والعبادة وحدها تجعلنا ندرك ولو قليلاً الله الواحد في ثلاثة أقانيم. ولا يمكن لأيّ شيء آخر تفسير سرّ الله في أقانيم ثلاثة.

التلميذ: هل أيقونة الظهور الإلهيّ تمثّل الثالوث؟

المرشد: عندما نتأمّل الأيقونة نرى ظهور الثالوث. لكنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة تسمّي أيقونة ضيافة إبراهيم للملائكة الثلاثة الذين زاروه قرب بلّوطة ممره أيقونة الثالوث، لأنّها رأت في هذه الزيارة تجسيدًا مُسبقًا لله الواحد في أقانيم ثلاثة. أثناء الزيارة كان إبراهيم يخاطب الملائكة تارة بالجمع وطورًا بالمفرد كأنّه يخاطب شخصًا واحدًا (تكوين ١٨: ١-١٥).

 

القدّيس يوحنّا المعمدان

«لم يظهر في أولاد النساء أكبر من يوحنّا المعمدان... وأقول لكم إنّه أفضل من نبيّ، فهذا الذي كتب عنه: هاءنذا أُرسل رسولي قدّامك ليُعدّ الطريق أمامك» (متّى ١١: ٩-١١) هكذا عرَّف يسوع عن يوحنّا.

ولد يوحنّا من أبوين بارّين هما زكريّا الكاهن وامرأته إليصابات (لوقا ١: ٥). كلاهما كانا طاعنين في السنّ ولم يكن لهما ولد وكانت إليصابات عاقرًا (لوقا ١: ٧). وفي أحد الأيّام بينما كان زكريّا يقوم بالخدمة الكهنوتيّة ظهرعليه ملاك الربّ، وبشّره بأنّ إليصابات ستلد ابنًا وسيدعى اسمه يوحنّا، وسيكون عظيمًا أمام الربّ... يمتلىء من الروح القدس وهو في بطن أمّه، ويردّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الربّ إلههم، ويسير أمامه وفيه روح إيليّا وقوّته... ويهدي العصاة إلى حكمة الأبرار فيعدّ للربّ شعبًا متأهّبًا (لوقا ١: ١٣-١٨).

تعجّب زكريّا وطلب إلى الملاك أن يعطيه آية (لوقا ١: ١٨)، فأجابه الملاك: «أنا جبرائيل القائم لدى الله، أُرسلت اليك لأُكلّمك وأُبشّرك بهذه الأمور وستصاب بالخرس، فلا تستطيع الكلام إلى يوم يحدث ذلك، لأنّك لم تؤمن بأقوالي وهي ستتمّ في أوانها» (لوقا ١: ١٩-٢٠). تمّ ما قاله الملاك، وخرج زكريّا من الهيكل فلم يستطع أن يتكلّم (لوقا ١: ٢٢)، وحملت إليصابات (لوقا ١: ٢٤). وبعد ستّة أشهر أتت إلى إليصابات نسيبتها مريم، أمّ يسوع، ودخلت بيت زكريّا وسلّمت على إليصابات، فلمّا سمعت سلامَها ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها «مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك... فما إن وقع صوت سلامك في أذنيّ حتّى ارتكض الجنين ابتهاجًا في بطني» (لوقا ١: ٣٩-٤٤).

وفي اليوم الثامن بعد ولادة الصبيّ دعي يوحنّا (لوقا ١: ٥٧-٦٣)، كما قال الملاك (لوقا ١: ١٣). وكان الطفل يترعرع وتشتدّ روحه وأقام في البراري إلى يوم ظهور أمره لإسرائيل (لوقا ١: ٨٠). وكان لباس يوحنّا من وبر الإبل وحول وسطه زنّار من جلد، وكان طعامه الجراد والعسل البرّيّ (متّى ٣: ٤).

في السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس (نحو السنة ٢٩م) (لوقا ٣: ١)، كانت كلمة الربّ إلى يوحنّا لينادي بمعموديّة التوبة ومغفرة الخطايا (لوقا ٣: ٢-٣) واقتراب ملكوت السموات (متّى ٣: ٢). وكانت الجموع تأتي إليه من أورشليم وجميع اليهوديّة وناحية الأردنّ، فيعتمدون على يده في نهر الأردنّ معترفين بخطاياهم (متّى ٣: ٥-٦). أتى إليه بعض الكتبة يسألونه: من أنت؟، فأجاب: «أنا صوت صارخ في البرّيّة أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سبله قويمة» (يوحنّا ١: ١٩-٢٣)، «أنا أعمّدكم في الماء من أجل التوبة، وأمّا الذي يأتي بعدي فهو أقوى منّي مَن لست أهلاً لأن أنحني فأفكّ رباط حذائه» (متّى ٣: ١١).

في ذلك الوقت أتى يسوع من الجليل إلى الأردنّ ليعتمد على يد يوحنّا، وبينما هو خارج من الماء رأى يوحنّا السموات تنشقّ والروح ينزل عليه كأنّه حمامة (مرقس ١: ٩-١٠)، فقال يوحنّا: «هذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم...أنا لم أكن أعرفه، ولكنّي ما جئت أُعمّد في الماء إلّا لكي يظهر أمره لأسرائيل... والذي أرسلني أُعمّد في الماء هو قال لي: إنّ الذي ترى الروح ينزل فيستقرّ عليه، هو ذاك الذي يُعمّد في الروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أنّه هو ابن الله» (يوحنّا ١: ٢٩-٣٤).

كان يوحنّا يوبّخ هيرودس أنتيباس رئيس الربع (حاكم الجليل)، الذي اتّخذ امرأة أخيه هيروديّا مخالفًا بذلك الشريعة، وكان يوحنّا يقول لهيرودس «لا يحلّ لك أن تأخذ امرأة أخيك» (مرقس ٦: ١٨). وبسبب ذلك أمر هيرودس بسجن يوحنّا (لوقا ٣: ٢٠)، وأرادت هيروديّا أن تقتل يوحنّا لكنّها لم تستطع (مرقس ٦: ١٩). ولمّا احتفل هيرودس بذكرى مولده رقصت سالومة ابنة هيروديّا في الحفل، فأعجبت هيرودس، فأقسم لها بأنّه يعطيها كلّ ما تطلب. فسألت أمّها، فأشارت عليها بأن تطلب رأس يوحنّا. فأرسل هيرودس حاجبًا فقطع رأس يوحنّا وأُتي بالرأس على طبق فأعطاه للصبيّة والصبيّة أعطته لأمّها. وبلغ الخبر إلى تلاميذ يوحنّا، فجاؤوا وحملوا جثمانه ووضعوه في القبر (٦: ١٧-٢٩).

تعيّد له الكنيسة المقدّسة أربع مرّات في السنة: ٢٣ أيلول تذكار الحبل به، ٧ كانون الثاني تذكار جامع له بعد عيد الظهور، ٢٤ حزيران تذكار ميلاده، و٢٩ آب تذكار قطع رأسه.

 

عيد الميلاد

ترأس راعي الأبرشيّة المطران سلوان خدمة عشيّة العيد (البرامون)، الساعات الملوكيّة وقدّاس باسيليوس، الاثنين في ٢٤ كانون الأوّل في كنيسة سيّدة البشارة-جلّ الديب. تحدّث في العظة عن الخلاص الذي أتى بيسوع المسيح لكلّ البشريّة من دون استثناء وعن دورنا في أن ننقل البشرى فعلاً إلى أترابنا، فلا نحصر المسيح فينا ونحتكره لجماعتنا، لأنّه يحبّ كلّ البشر ويريد خلاصهم كما خلاصنا.

بعد القدّاس الإلهيّ، جرى حوار في قاعة الكنيسة مع بعض أبناء الرعيّة حول «طلباتهم إلى الله» و«طلباتهم بعضهم البعض» و«طلبات الرعاة إلى الله».

وصباح العيد في ٢٥ كانون الأوّل ترأس سيادته القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ إلياس- الحدث، وتحدّث في العظة عن الغرباء الثلاثة الذين زاروا مغارة الميلاد قادمين من الشرق يبحثون عن المولود الجديد، وكيف أنارنا بولس الرسول بمعرفة «الغرباء» الثلاثة (بالنسبة إلى البشريّة حتّى ذلك الحين)، في رسالته عند حديثه عن الآب والابن والروح القدس، وكيف يتدرّج من الغربة إلى القرب من الله، وكيف ننتقل من الجهل إلى المعرفة، وكيف نتحوّل من باحثين عن الله إلى كارزين به بين أترابنا. وعبّر أيضًا عن ضرورة شكر كلّ من ساعدونا في غربتنا عن الله لنعود إليه، لا سيّما والدينا ورعاتنا، وخصّ بالذكر غبطة البطريرك والسادة المطارنة أعضاء المجمع، على صعيد عامّ. أمّا في ما خصّ أبرشيّتنا، فخصّ بالذكر سيادة المتروبوليت جاورجيوس وكيف أنّه كان «النجم» الذي قاد رعيّته إلى السجود للمولود في مغارة بيت لحم. في نهاية القدّاس، كان لقاء في قاعة الرعيّة حيث أنشد الشبّان ثمّ الأطفال أناشيد من وحي الميلاد.

وتقبّل راعي الأبرشيّة التنهئة بالعيد برفقة المطران جاورجيوس (خضر) في دار المطرانيّة في برمانا، يومي الثلاثاء والأربعاء في ٢٥ و٢٦ كانون الأوّل بعد الظهر حيث توافد المؤمنون بكثرة.

 

تجليد «رعيّتي»

من أراد حفظ أعداد «رعيّتي» للسنة ٢٠١٨ في مجلّد، والإفادة من السعر المخفّض للتجليد أي ٣٠٠٠ ليرة لبنانيّة للمجلّد الواحد، فليرسل الأعداد كاملة إلى مكتبة سيّدة الينبوع قبل ٣١ كانون الثاني ٢٠١٨ على أن يستلم المجلّد في آخر شباط.

Last Updated on Monday, 31 December 2018 08:44