ocaml1.gif
العدد ١٢: حُكْمٌ وحِمْلٌ وتمييز Print
Written by Administrator   
Sunday, 24 March 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٤ آذار  ٢٠١٩ العدد ١٢ 

الأحد الثاني من الصوم

القدّيس غريغوريوس بالاماس

تقدمة عيد البشارة

رعيتي

كلمة الراعي

حُكْمٌ وحِمْلٌ وتمييز

1219 «رأى يسوع إيمانهم» و«علم يسوع بروحه أنّهم يفكّرون هكذا في أنفسهم»، عبارتان تضعانا في لقاء مباشر مع يسوع، في إنجيل الأحد الثاني من الصوم الأربعينيّ. فالعبارة الأولى تضعنا في لقاء خصيب بيسوع، في حالة الرجال الأربعة والمخلّع الذي أتوا به قدّامه، لقاء أثمر غفرانًا وصحّة ورجاء وحثّ الجمع على رفع التمجيد لله. أمّا العبارة الثانية، فتضعنا في مواجهة يسوع، في حالة الكتبة الذين حكموا على يسوع بالتجديف لمّا غفر للمخلّع خطاياه، مواجهة صامتة- معلنَة كشفت عقم فحصنا عمل الله بأدواتنا المحدودة من علم وفهم وبرّ ذاتيّ.

في كلتَي الحالتَين، نحن منكَشفون تمامًا وكلّيًّا أمام المسيح على مستوى الحياة الجسديّة أو النفسيّة أو الروحيّة. فهو يلتقط منطلقنا ونيّتنا بعمقها ويضعنا في طريق الحقّ، وذلك بقوّة محبّته الشافية والمنيرة والمحيية التي يتوجّه بها إلى قلب متلقيه وذهنه. وهو، إلى ذلك، يرمّم الإنسانَ في أبهى ما لديه، أن يعرف الله ويلقاه ويأخذ كلمته على محمل الجدّ، ويسير بهَدْيها فينهض من سقطة أو انحراف أو اعتلال، أو جهل أو اكتفاء أو برّ إلى رحاب الصحّة الروحيّة والشفاء النفسيّ والعافية الجسديّة. فلا يبقى إذ ذاك مهرب للإنسان من أن يطلب الحياة الحقّ ويسعى إلى أن تكون هذه الحياة نفسها هديّة صالحة يقدّمها، بتعب وصبر ومحبّة، إلى أترابه المحتاجين إليها.

لربّما ما سلَف لا يعدو كونه أمرًا مثاليًّا في معطيات حياتنا الحاضرة، لا طاقة لنا على عيشه أو أنّ الكنيسة لا تجسّده في ممارستها. ربّ قائل إنّ الأمر ممكن بوجود أربعة رجال يحملون المخلّع ويتبنّون الواقع ويتخطّون المعوقات أيًّا كانت، بإيمان وعزم وثبات، من أجل تحقيق مأربهم. بالفعل، لقد قدّر المسيح مبادرة الرجال الأربعة حقّ قدرها ولاقاها بأفضل ما يمكنه أن يفعل. إلاّ أنّ مبادرته كانت موقع فحص وتدقيق وإدانة من جماعة هي من حفظة الإيمان والأمناء على تفسيره، فلاقاهم أيضًا يسوع في قلوبهم ذاتها، ووهبهم مرآة كاشفة وفاحصة لحكمهم عليه، بسؤاله إيّاهم: «لماذا تفكّرون بهذا في قلوبكم؟». فعرّى بذلك الأساس التي تقوم عليه أحكامنا وأفعالنا وتصرّفاتنا، فأنار أساس كياننا بنور الروح القدس وفعله وحلوله. أَليس هذا معنى عبارته: «لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا». 

المحكّ كبير في الحادثة الإنجيليّة على مستوى حلبة القلب. فماذا عن حلبة قلوبنا؟ أَهي قلوب حيّة تعتملها محبّتنا لله وللقريب بفعل امتداد ذواتنا نحو المسيح؟ أم هي قلوب ميّتة بفعل انكفائها على برّها الذاتيّ واكتفائيّتها في الحقّ والمعرفة والتقويم؟ في حلبة القلب معركة مصيريّة قد تفضي إلى الخلاص أو إلى الهلاك. والمعنيّ بمصير هذه المعركة هم أفراد وجماعة في آن، عزيزون جدًّا على قلب الله، سيّما وأنّ مصيرهم، الشخصيّ والجماعيّ، متعلّق بانفتاحهم على المعطى أبدًا من يسوع.

كيف تحمل الكنيسة حملها هذا وتعيش هذه المسؤوليّة على مستوى الكنيسة المنزليّة أو الكنيسة- الرعيّة أو الكنيسة- الأبرشيّة أو الكنيسة الجامعة؟ هل حُكْمُنا (أو تقويمنا)، بحال وجوده، يسهم في رفع حمل بعضنا البعض أمام المسيح؟ هل يحرّكنا في هذا الروح القدس وهل نحن قائمون تحت طاعته؟ لا شكّ في أنّنا بحاجة إلى نعمة التمييز في شؤون الرعاية والإدارة والتنشئة والتعليم والخدمة في الجسد الواحد الذي يجمعنا حتّى نقدر على أن نرفع معًا الحِمْل-المخلّع وندلّيه أمام المسيح ليشفيه ويقيمه معافى. أَلَعَلَّه هكذا يتجلّى مشوار مَن يبغي نهوض المخلّعين ويعمل بروح القيامة في هذا العالم؟

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١: ١٠-١٤ و٢: ١-٣

أنت يا ربّ في البدء أسّستَ الأرض، والسماواتُ هي صُنْعُ يديك، وهي تزول وأنت تبقى، وكلّها تبلى كالثوب وتطويها كالرداء فتتغيّر، وأنت أنت وسِنوك لن تفنى. ولِمن من الملائكة قال قطّ: اجلسْ عن يميني حتّى أَجعل أعداءك موطئًا لقدميك؟ أليسوا جميعُهم أرواحًا خادمة تُرسَل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص؟ فلذلك يجب علينا أن نُصغي إلى ما سمعناه إصغاءً أشدّ لئلاّ يسرب من أَذهاننا. فإنّها إن كانت الكلمة التي نُطق بها على ألسنة ملائكة قد ثَبَتَت، وكلّ تعدّ ومعصية نال جزاء عدلاً، فكيف نُفلتُ نحن إن أهملنا خلاصًا عظيمًا كهذا قد ابتدأ النُطقُ به على لسان الربّ ثمّ ثبّتَهُ لنا الذين سمعوه؟

 

الإنجيل: مرقس ٢: ١-١٢

في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحوم وسُمع أنّه في بيت. فللوقت اجتمع كثيرون حتّى إنّه لم يعد موضع ولا ما حول الباب يسع، وكان يخاطبهم بالكلمة. فأَتوا إليه بمخلّع يحملهُ أربعة، وإذ لم يقدروا على أن يقتربوا إليه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المخلّع مضطجعًا عليه. فلمّا رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة جالسين هناك يُفكّرون في قلوبهم: ما بال هذا يتكلم هكذا بالتجديف؟ مَن يقدر على أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده؟ فللوقت علِم يسوع بروحه أنّهم يفكّرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: لماذا تفكّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر، أأن يُقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلّع: لك أقول قُم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج أمام الجميع حتّى دهش كلّهم ومجَّدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قطّ.

 

تَرأَّفْ عليَّ واستمعْ صلاتي

تأمّل في المزمور الرابع (صلاة النوم الكبرى)

يرتبط المزمور الرابع بمزامير «المرحلة الأولى» من صلاة النوم الكبرى في عشيّات الصوم الكبير. وهو، على غرار المزمور الثالث، يرتبط بوقت محدّد من اليوم، أي بآخر لحظات اليوم مباشرة قبل الاستسلام للنوم. فكما أنّ المزمور الثالث، يفتتح النهار بصلاة الصباح «أنا رقدتُ ونمتُ ثمَّ قُمتُ لأنّ الربّ ينصرني»، كذلك يختتم المزمور الرابع اليوم بالصلاة المسائيّة «فأنا الآن أرقُدُ وأنامُ بسلام». السياق في المزمورين واحد: صراع المؤمن الأخلاقيّ والروحيّ في الجهاد ضدّ الأهواء. يبدأ رجل الإيمان نهاره وينهيه في ساحة المعركة. تلاحقه الحروب في كلّ مكان. منذ الآية الأولى للمزمور الأوّل يجد «الرجل البارّ» نفسه في مواجهة «مشورة الأشرار، وطريق الخاطئين، ومجلس المستهترين»! هؤلاء يسمّيهم المزمور الرابع «بني البشر» الذين «يحبّون الباطل ويبتغون الكذب».

سبب هذه الحرب، أنّ الرجل البارّ، قد اختير وأُفرِز على حدة من أجل المعركة. لذلك هو لا يَسلُك في مشورة الأشرار، ولا يقف في طريق الخاطئين، ولا يجلس في مجلس المستهترين. هو ليس من العالم كما أنّ المسيح («صفيّه» - بحسب المزمور) ليس من العالم. «ألا اعلموا» يقول المرنّم «إنّ الربّ قد صنع لصفيّه عظائم». على عبيد الله، إذًا، أن يكونوا قدّيسين كما أنّ أباهم السماويّ قدّوس. هذا هو معنى عقيدة «الاختيار الإلهيّ» الكتابيّة: أن نخدم الله في قداسة الحياة. لذا، هناك أمور لا يقوم بها رجل الله (صفيّه)؛ وهناك أماكن يجب ألاّ تجده فيها أبدًا. القداسة تعني الانفصال عن كلّ ما هو خاطئ.

الكلمة المستعملة هنا، «صفيّه»، هي ترجمة «حاسيد» في اللغة الأصليّة (العبريّة). ما يعني، أنّ الحياة في المسيح، هي حياة «المقدَّسين» أو «الحاسيديم»، هي الحياة «الحاسيديّة»، أي حياة الانفصال عن معايير العالم الخاطئة. هذه الصفة «حاسيد»، تُستعمل ٣٢ مرّة في مجمل النصّ العبريّ للكتاب المقدّس ومن بينها ٢١ مرّة في كتاب المزامير وحده. هذه النسبة العالية تعني أنّ الصلاة والتسبيح لله مكوِّنان رئيسان من عقيدة القداسة الكتابيّة. لا يمكن للإنسان أن يحيا حياة «عالميّة» ويتوقّع أن يتمكّن من أن يصلّي المزامير. سفر المزامير ليس لديه ما يقوله للناس «العالميّين»، هو ليس كتابًا للناس العُصاة وغير التائبين. بل هو، في المقابل، كتاب الصلاة لأولئك الذين يجاهدون من أجل قداسة الحياة وتسبيح الله دائمًا.

فرز «الصفّيّ المقدّس» هذا لخدمة الربّ، هو في الوقت عينه سبب الصراع الذي نجده في مجمل كتاب المزامير. هكذا يقول «الرجل البارّ» (الذي هو مفتاح سفر المزامير): «إن كان العالم يُبغضكم فاعلموا أنّه قد أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يُحبّ خاصّته. ولكن لأنّكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم» (يوحنّا ١٥: ١٨-١٩). عادة ما يتكوّن نوع من الغضب خلال الصراع، أيّ صراع، وهناك خطر دائم في أن يصبح هذا الغضب خطيئة. لذلك يحذّرنا المزمور: «إغضبوا ولا تخطئوا»، وهي مشورة مفيدة لأنّ الغضب الخاطئ منفّرٌ للنوم الصحّيّ! لاحقًا، يستعمل بولس الرسول، المزمور عينه. في سياق سلسلة نصائح متعلّقة بالحياة في المسيح: «إغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا إبليس مكانًا» (أفسس ٤: ٢٦-٢٧). إذًا، وقبل أن ينسحب للنوم ليلاً، يسعى الرجل البارّ إلى الابتعاد عن الشهوة التي تميل بالأكثر إلى التشبّث بالإنسان، أي شهوة الغضب. لذلك، ينصح مزمورنا المسائيّ: «الذي تقولونه في قلوبكم تندّموا عليه في مراقدكم».

وبما أنّ السياق الليتورجيّ لهذا المزمور هو صلاة المساء، واقتراب الظلمة، ما يدفع المرنّم إلى أن يتذكّر النُّور الحقيقيّ، نُور المجد الإلهيّ الذي يشعّ من وجه المسيح: «قد ارتسم علينا نُور وجهك يا ربّ». هنا نلمس أعمق مستوى من مستويات الشوق في سفر المزامير، وهو التوق إلى مجد الله، بينما يعلن المرنّم أنّ هذا المجد قد «ارتسم» أي خُتم علينا.

يذكّرنا هذا الـ«ختم» بأنّ كتاب المزامير كتاب صلاة الكنيسة، تلك الجماعة من المؤمنين الذين يعاينون، بوجوه مكشوفة، مجد الله مرتسمًا على وجه المسيح فيتغيّرون إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، بروح الربّ (٢كورنثوس ٣: ١٨-٤: ٦). على هذا النحو، هو يعتبر «الثمار الأولى» لصلاة الملكوت عينها لأنّ نُور وجه الله يشعّ عبر العديد من المزامير: «الله الربّ ظهر لنا»، «ليرأف الله بنا ويباركنا ويشرق وجهه علينا»، «اقتربوا إليه، واستنيروا، ووجوهكم لا تخجل»، «اللهمّ أصلحنا، وأضئ بوجهك علينا فنخلص». هذه أفكار نافعة، بخاصّة في نهاية يوم من أيّام معارك المسيحيّ المجاهد.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: غريغوريوس بالاماس

التلميذ: من هو القدّيس غريغوريوس بالاماس الذي نعيّد له اليوم. كلّ القدّيسين لهم عيد ثابت، وهو عيده في الأحد الثاني من الصوم بعد أحد الأرثوذكسيّة.

المرشد: نعم اعتبرته الكنيسة مهمًّا جدًّا لأنّه أوضح الإيمان الأرثوذكسيّ ودافع عنه. اسمع! حضر غريغوريوس المجمع الذي عُقد في القسطنطينيّة السنة ١٣٤١ ضدّ برلعام الذي من كالابريا (جنوب إيطاليا)، والمجمع المنعقد العام ١٣٤٧ ضدّ أكيندينوس الذي كان يُعلّم مثل برلعام.

التلميذ: ماذا كانا يعلّمان؟

المرشد: كانا يقولان إنّ نعمة الله مخلوقة. أمّا القديس غريغوريوس فواجههما بقوله إنّ نعمة الله غير مخلوقة، وإنّ الإنسان قابل للتألّه بمعنى أنّه يشترك في القوى الإلهيّة غير المخلوقة، وإن كان لا يُسهم في الجوهر الإلهيّ، لأنّه إن كانت النعمة الإلهيّة مخلوقة فكيف يشترك فيها الإنسان مع الله؟

التلميذ: هذا صعب قليلاً. لكنّي أعرف أنّنا بالنعمة مُخلّصون كما يقول الرسول بولس. لكنّك لم تقل لي شيئًا عن القدّيس غريغوريوس.

المرشد: تربّى غريغوريوس منذ طفولته في البلاط الملكيّ، في القسطنطينيّة، حيث نال أعلى العلوم. ترك البلاط وهو شابّ وجاهد متنسّكًا في جبل آثوس، ومناطق أخرى، ثمّ عاد إلى القسطنطينيّة حيث حضر المجامع، كما قلت لك، ودافع بشجاعة عن عقيدة الكنيسة. السنة ١٣٤٧ صار مطرانًا على تسالونيكي حيث كان يرعى الأبرشيّة، ويؤلّف الكتب في الإيمان الأرثوذكسيّ. رقد السنة ١٣٥٩ عن ٦٣ عامًا.

التلميذ: متى تقرّر أن نعيّد له اليوم وكيف؟

المرشد: أعلنت قداسة غريغوريوس بعد وقت قليل من رقاده. وفي السنة ١٣٦٨ تقرّر التعييد له اليوم بعد التعييد لانتصار الأرثوذكسيّة، وهو الذي دافع عن تعاليم الآباء. يُحفظ رفاته في الكاتدرائيّة التي تحمل اسمه، الواقعة إلى جانب مبنى مطرانيّة تسالونيكي.

 

أقوال في الصوم

- لنحبّ الصوم لأنّه وقايتنا وحمايتنا الكبرى مع الصلاة والصدقة. كلّها تخلّص الإنسان من الموت. إذا صمت ولم تنتبه لئلاّ يتفوّه فمك بأيّة كلمة خبيثة أو غاضبة، بأيّ كذب أو حنث بوعد، إذا تكلّمتَ بالسوء على قريبك فلن ينفعك الصوم بشيء. (القدّيس أثناسيوس الإسكندريّ).

- الصوم طعام النفس، غذاء الروح. (القدّيس أمبروسيوس).

- صلاة الصائم تعلو كالنسر وصلاة المتخم ثقيلة تسحبه إلى أسفل. (إفاغريوس البنطيّ).

- ماذا ينفع أن نصوم أربعين يومًا ولا نحترم معنى الصوم؟ ماذا ينفع أن نبتعد عن الموائد الفاخرة ونقضي وقتنا في المشاحنات؟ ماذا ينفع أن نمتنع عن أكل الخبز الذي لدينا إن كنّا نسرق خبز الفقير؟ صوم المؤمن يغذّي السلام لا الخلافات. ماذا ينفع أن نقدّس معدتنا بالصوم ونلوّث شفتينا بالكذب؟...

 

القصيبة

الأحد ١٠ آذار ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في القصيبة. في العظة، شرح إنجيل أحد الغفران، وتحدّث عن ركيزتَي الإنجيل المبنيّتَين على ممارسة المحبّة واقتناء السلام، وكيفيّة التحرّر من «الديون» المتراكمة علينا، من جراء علاقاتنا وربطنا وما ينتج منها من «قيود»، كما عن نزاهتنا مع أنفسنا عند ممارستنا الصوم، من حيث التحرّر من الصور الزائفة، تلك التي نريدها لأنفسنا في تديّننا أو علاقاتنا، والانطلاق من كلّ هذا إلى ما يكرّره المسيح على مسامعنا، أي الصلاة والعلاقة والارتباط بأبيه، الكنز الأسمى الذي يبقى على الدوام.

بعد القدّاس الإلهيّ، كان حوار في القاعة مع أبناء الرعيّة حول أوجه الشكر في الحياة وانعكاس ممارسته في حياتنا.

 

النقّاش

مساء الأحد ١٠ آذار ٢٠١٩، ترأس المطران سلوان صلاة الغروب (الغفران) في كنيسة الظهور الإلهيّ في النقّاش. في نهاية الخدمة، ألقى عظة شرح فيها معنى الآية: «يا ربّ لا تصرف وجهك عنّي، فإنّي حزين». وتناول معنى الآية في مسيرة الصوم وفي مسيرة الحياة الشخصيّة والكنسيّة، وتأثير أعضاء الجسد الواحد على بعضهم البعض سلبًا أو إيجابًا.

Last Updated on Monday, 18 March 2019 07:44