ocaml1.gif
العدد ١٤: عنف وحنان فصلاة وصوم Print
Written by Administrator   
Sunday, 07 April 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٧ نيسان  ٢٠١٩  العدد ١٤ 

الأحد الرابع من الصوم 

أحد القدّيس يوحنّا السُلّميّ

logo raiat web

كلمة الراعي

عنف وحنان فصلاة وصوم

1419 «ابني به روح أخرس وحيثما أدركه يمزّقه»، عبارة استتبعها والد الصبيّ بأخرى: «إن كنتَ تستطيع شيئًا فتحنّنْ علينا وأعِنّا». بهاتَين العبارتَين توجّه هذا الوالد المتألّم نحو يسوع، فأشار إلى عنف معاش وحنان مطلوب وطريق على تلاميذ المسيح أن يسيروا فيه، كما يطالعنا إنجيل الأحد الرابع من صوم.

لا غروَ أنّ العنف الذي يمارسه الشيطان كبير ومؤذٍ. لكن يبدو من الحادثة الإنجيليّة أنّ يسوع صوّب سهامه نحونا، نحن تلاميذه، وليس نحو الشيطان، فغمز من قناتنا عندما دوّى صوته القائل: «أيّها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟». موقف المسيح هذا يهزّك في العمق، ويستدعي منك أن تسأل عن مكامن عجزك وضعفك وعدم فاعليّة خدمتك، فيأتيك الجواب، البسيط والبليغ بآن: صومك وصلاتك لا تهملْهما أبدًا، وهذا على أساس أنّ «كلّ شيء مستطاع للمؤمن»!

يبدو أنّ العنف الكبير في هذا الإنجيل هو غياب الإيمان بالله والحنان، بخاصّة ذاك الحنان الذي رأيناه مرتسمًا على وجه يسوع والذي طرق بابه والد الصبيّ من أجل شفاء ابنه. وفهمنا من إشارة الربّ في نهاية الإنجيل أنّه، حنان ضروريّ لمواجهة أيّ عنف، بحيث إذا اقترن بالإيمان الحيّ، جعل من الصلاة والصوم بلسمًا عظيمًا في خدمتنا وشهادتنا لحقيقة إيماننا.

ربّ سائل: أَلعلَّ الصلاة والصوم يليّنان القلوب والأذهان بحيث نصير أكثر شفافيّة لعمل الروح؟ أَيجعلهما أكثر مطواعيّة في تحقيق مشيئة الله؟ أَوَليس في الحنان الذي حمله المسيح إلينا العلّة التي أدّت إلى تحريرنا من عنف الأهواء المتسلّطة علينا والتي نسلّطها بدورنا أحيانًا على الآخرين «عنفًا» نمارسه بأشكال متنوّعة، خفيّة أو ظاهرة، واعية أو غير واعية، مقصودة أو غير مقصودة؟ يرى البعض في الحسد أو الغيرة عنفًا نسلّطه على ربطنا الأسريّة أو صداقاتنا مثلاً. آخرون يعتقدون أنّ الإدانة أو التكلّم بالسوء على آخرين أو استغيابهم للحديث عليهم، أشكال من أشكال العنف الذي به نهدم الربط الأخويّة والمهنيّة والمجتمعيّة.

هل يحتاج المرء إلى تعداد أشكال هذا النوع من العنف في ممارساتنا اليوميّة ليقطع دابر العنف المستشري بيننا، والذي نكون نحن مسؤولين عنه بالدرجة الأولى؟ له أن يقوّم حصاد ما زرعه عبر شهادته وأقواله وتصرّفاته. له أن يكتشف إذا ما كانت تبني النفوس أو تؤذيها، أو تأتي بضرر أو فائدة على أبناء الجسد الواحد، فرادى وجماعةً. بكلمة واحدة، لنا أن نفحص إذا ما كنّا نبني، في نفوسنا ونفوس الآخرين، المسيح ونرتفع وإيّاهم إلى ملء قامته.

عقلنا وقلبنا البعيدان عن الصلاة يجعلان منّا مسرحًا سهلاً لعنف الأهواء، ما يفقدنا الحنان الذي يسكبه فينا عيش الإيمان. أمّا ضعف ممارسة الصوم (ليس فقط عن الأطعمة، بل عن الأهواء) فيغلّب فينا عدم الانضباط وغياب اليقظة، فيسير المرء على سجيّته، ولنا أن نتحمّل وزر الانفعالات والأفعال في هذه الحالة.

هذا هو المشهد المؤلم الذي يقدّمه كلّ «أب»، في بيته ورعيّته وكنيسته، إلى أبيه السماويّ لكي يتحنّن علينا ويعيدنا إلى صواب، سواء من تألّموا من الشياطين، أو الذين يخدمون المسيح ولا يستطيعون أن يعينوا أترابهم وإخوتهم لأسباب شتّى. ما أحلى أن نتحلّى بالإيمان الفاعل بالحنان لكي نُنهض بعضنا البعض ونكون مع المسيح خدّامًا حقيقيّين وفاعلين لمجده.

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

  

الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠

يا إخوة، إنّ الله لمّا وعد إبراهيم، اذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أقسم بنفسه قائلاً: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلاً: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روح أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلاً: أيّها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلمّا رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أؤمن يا سيّد، فأَغثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلاً له: أيّها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولمّا دخل بيتا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلاّ بالصلاة والصوم. ولمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

إلى متى يا ربّ تنساني؟

تأمّل في المزمور الثاني عشر (صلاة النوم الكبرى)

يشكّل المزمور الثاني عشر جزءًا أساسيًّا من مزامير صلاة النوم. يترصّد العدوّ بالمؤمن، عبر أبيات هذ المزمور، ويتربّص به مباشرة قبل أن يتقاعد للنوم ليلاً، وهذا ينعكس في رمزيّة امتداد الظلام وحلول المساء تدريجًا. وهكذا، عندما يصير على وشك النوم، يدعو المرنّم الله ويرجوه «لئلَّا ينام نومة الموت». نحن بدورنا، نشكر الربّ عبر هذا المزمور على كلّ الأمور «الجيّدة» التي تلقّيناها خلال هذا النهار الذي بدأ الآن بأفوله يقترب من نهايته. لذا، عندما ننظر إليه ببساطة، من منظار احتياجاتنا البشريّة وترتيباتها الدنيويّة، فهذا مزمور جيّد للصلاة عند وقت الخلود إلى النوم.

ومع ذلك، وإذا ما وضعنا كلمات المزمور على شفتي الربّ يسوع، فسوف يقدّم لنا المزمور معاني أكثر عمقًا بالتأكيد، ففي تلك الليلة، ليلة صلاته الحارّة في حديقة الجثسمانيّة «جثسَيْمَانِي» في جبل الزيتون، ومرورًا بكلّ مراحل تسليمه، والاستجواب، والمحاكمة. في تلك الليلة، الملبّدة بالغيوم، كانت «ساعة تسليمه» حين واجه أعداءه قائلاً: «إذ كنتُ معكم كلّ يوم في الهيكل لم تمدّوا عليّ الأيادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» (لوقا ٢٢: ٥٣). عند دخول يسوع إلى الحديقة في تلك الليلة ليخوض معركته مع العدوّ، كان يصلّي، ويمكن اعتبار صلاته كصرخة للإنسانيّة نفسها، الإنسانيّة المطرودة من حضرة الله في تلك الحديقة «الأصليّة»، حين وقعنا جميعُنا ضحيّة العدوّ نفسه: «إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي؟ أإِلى الأبَدْ؟ إِلَى مَتَى تَصْرِفُ وَجْهَكَ عَنِّي؟ إِلَى مَتَى أَهْجُسُ فِي نَفْسِي مُثيرًا الأحزانَ فِي قَلْبِي مَدى الأيَّام؟».

كان يسوع قد أخبر تلاميذه في تلك الليلة عينها: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي» (متّى ٢٦: ٣٨). في هذا الحزن الروحيّ يُصلّي لأبيه: «إلى متى يَتعَالى عدوّي عليَّ؟ أُنظرْ إليّ. اسْتَمِعْ لي أيّها الربّ إلَهي». هكذا كانت طلبته «فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» (عبرانيّين ٥: ٧).

في امتداد ظلمة البستان، صلّى يسوع منتظرًا عودة يهوذا مسلّمه، ذاك الذي يصفه يوحنّا مؤكّدًا: «فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلًا» (١٣: ٣٠). كان ليلٌ في الحقيقة، وكانت ظلمة روحيّة كثيفة، لأنّ يسوع، مثله مثل يعقوب في جهاده ضدّ ملاك «المصارعة» الخاصّ به، يتّخذ مكانة الإنسانيّة في مواجهة «العدوّ»، في ظلال أشجار البستان العميقة، المعروفة جيّدًا للـ «الجَدّين» الأوَّلين في جُنينة عدْن: «أنِرْ عَينَيَّ» يصلّي يسوع، «لئلَّا أنامَ نومَةَ الموتْ. لئلَّا يَقُولَ عَدوّي لقد قويتُ عَليه».

نذكُر أنَّ «الدم الأوّل» في بدء آلام الربّ، كانت تلك القطرات المراقة في تلك الحديقة حيث: «إذ كان في جِهادٍ، كان يُصلّي بأشَدَّ لجاجةٍ، وصار عرقُهُ كقطراتِ دمٍ نازلةٍ على الأرضِ» (لوقا ٢٢: ٤٤). كما كان، أنّنا في تلك الحديقة سقطنا أوّلاً تحت سلطان قوى الظلام، فمن الصحيح بمكان أنّ الدم الفادي، دم «آدم» الحقيقيّ، يجب أن يُراق أوّلاً على أرض البستان عينه، في ظلال أشجار الحديقة، تلك الأشجار الجميلة، التي قال لنا الربّ عنها: «من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً» (تكوين ٢: ١٦). كان دمه يُراق على الأرض عينها حيث كُنّا قد سبق وكرهنا أشجاره الكريمة، وحيث صارت بسَبَبِنا الأرض ملعونة، وحيثُ أُدين «التنّين» القديم بأن يزحف عبرها على بطنه.

تنتهي صلاة الربّ، في مزمورنا، بنغمات انتصاره النهائيّ على أعداء الجنس البشريّ القدماء: «إنَّ الذين يضطهدونَني يبتهجونَ إذا أنا زَلَلتُ. أمّا أنا فعلى رحمتكَ توَكّلتُ. قَلبي يبْتَهجُ بخلاصِكَ. فأُرَتّلُ للربِّ المُحسِن إليّ وأُسبّح لاسم الربّ المتعَالي».

ما يصفه المزمور الثاني عشر، إذًا، هو صراع الربّ ضدّ الشيطان، والخطيئة، والموت، لذا، من جهة أخرى، ليس مناسبًا للمسيحيّ أن يتقاعد ليلاً من دون أن يتفكّر في مَنْ كان يُصارع قوى الظلام بالنيابة عنه، وتاليًا حقّق طريق عودته إلى الملكوت. كلّ ليلة من ليالي المؤمن، لديها شيء تقوله، عبر صلاة النوم، حول الأعمال الخلاصيّة التي انكشفتْ في بُستان جثسيماني المظلم، تلك التي تكشَّفت وسط الأشجار الشاهدة على سقوطنا ثمّ على فدائنا.

يتكرّر أيضًا جهاد يسوع الليليّ في الحديقة، في أنفُس أُولئك الذين تَصَالحوا مع الله، لأنّهم أيضًا يُستدعَون إلى حَملِ صليبه، لمحاربة الشيطان والخطيئة والموت. استمرار إصرار يسوع على القتال بارز في محاكاتنا في هذا المزمور: «فتفكّروا في الذي احتمل من الخُطَاةِ مقاومةً لنفسهِ مثل هذه لئلَّا تكلّوا وتخوروا في نفُوسكم؛ اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحدٌ الربَّ» (عبرانيّين ١٢: ٣؛ ١٤).

 

اتّضعت والربّ رفعني

ككلّ سنة في الأحد الرابع من الصوم الذي تعيّد فيه الكنيسة للقدّيس يوحنّا السلّميّ، تختار «رعيّتي» بعض أقوال من كتابه «السلّم إلى الله» عساها تساعدنا في جهادنا أيّام الصوم:

- الروح يهدّئ النفس أمّا الغضب فيهيّج القلب. لا شيء كالغضب يمنع حلول الروح فينا.

- لم يقل: صُمت وسهرت ونمت على الأرض، لكنّه قيل: اتّضعت والربّ رفعني.

- التكبّر يختلف عن عدم التكبّر وكلاهما يختلفان عن الاتّضاع. فالمُتَكبّر يدين غيره طول النهار، وغير المتكبّر لا يدين أحدًا، وقد يدين ذاته أحيانًا. أمّا المتّضع فيدين ذاته كلّ حين.

- التواضع يبلغه المؤمنون الأتقياء شرط أن يتطهّروا من خطاياهم أوّلاً.

- مَن اتّضع في داخله لا تخونه شفتاه لأنّ الكنز لا يُخرج ما لا يحويه.

- يحدث أحيانًا فيما نصلّي أن يأتي أحد الإخوة ويقاطعنا. علينا إذًا أن نختار بين أن نقطع صلاتنا أو أن نُحزن الأخ برفضنا الجواب. المحبّة أعظم من الصلاة لأنّ صلاة فضيلة كغيرها من الفضائل أمّا المحبّة فتشملها كلّها.

 

عاليه

الأحد ٢٤ آذار ٢٠١٩، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في عاليه. في العظة، شرح النصّ الإنجيليّ، وقارب واقع التصاقنا بالمسيح أو بُعدنا عنه، أفرادًا وجماعة، وكيفيّة معالجة واقعنا على مثال الرجال الأربعة في الإنجيل، أي كيف يحمل الواحد الآخر، خصوصًا من يعجزون عن الاقتراب منه لأسباب عديدة. هذا كلّه كان انطلاقًا من كلمة المسيح: «لكي تعلموا أنّ لابن الإنسان سلطانًا أن يغفر الخطايا».

في نهاية القدّاس الإلهيّ، كانت صلاة التريصاجيون عن راحة نفس قدس الأب جورج مسّوح لمناسبة الذكرى السنويّة الأولى على انتقاله. على أثرها كانت كلمة شكر من المطران سلوان ثمّ اشتراك في مائدة محبّة في قاعة الرعيّة. ثمّ اجتمع راعي الأبرشيّة بفرقة الثانويّين في عاليه وكان حديث عن معنى الصوم، ودور الإرادة والحرّيّة، ومعنى الطاعة في الكنيسة، وغاية الصوم من محبّة لله وللمخلوق على صورته.

 

عيد البشارة: صلاة الغروب في بطشاي

الأحد ٢٤ آذار ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة غروب عيد البشارة في كنيستها في بطشاي. في العظة، تحدّث عن العذراء التي «لا غشّ فيها»، بحيث ندعوها «كلّيّة النقاوة» و«كلّيّة الطهارة» من حيث تقدمتها ذاتها وخدمتها سرّ التدبير ولمحبّتها لله وللإنسان. واستطرد من هذا المبدأ ليطلّ على واقع المؤمن الذي يعيش في غشّ مع نفسه ومع الله ومع القريب، وكيفيّة معالجة هذا الغشّ في حياتنا. ثمّ كانت مائدة محبّة من إعداد الرعيّة.

 

عيد البشارة: القدّاس الإلهيّ في دير سيّدة النوريّة

الاثنين ٢٥ آذار ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في دير سيّدة النوريّة لمناسبة عيد البشارة، وعاونه في الخدمة رئيس الدير قدس الأرشمندريت جورج صافيتي وعدد من الكهنة.

في العظة، تحدّث المطران سلوان عن العذراء كـ«جاذبة» لله ولكلمته ونعمته، بحيث صارت عرشًا للكلمة ومستودعًا للروح القدس انطلاقًا من القول الكتابيّ: «افرحي يا ممتلئة نعمة، الربّ معك». هذا القول يسمح لنا بقراءة عمل الله في تدبيره من أجلنا، والقصد المترتّب منه من جهتنا، أي أن نسمع الكلام عينه موجّهًا إلى كلّ واحد منّا، وكيف السبيل ليكون هذا القول من نصيبنا أيضًا. في نهاية القدّاس الإلهيّ، أقيم تريصاجيون من أجل راحة نفس الأمّ المتوحّدة كاترين، رئيسة دير سيّدة الناطور في أبرشيّة طرابلس. هنّأ المطران سلوان رئيس دير النوريّة والراهبات فيه ورئيسة دير مار سمعان وأخويّتها وزوّار الدير بالعيد، ثمّ كان حوار في القاعة حول الأمور المفيدة التي نتعلّمها ونعيشها، والأمور المفيدة التي ننسى أن نعيشها. ثمّ اشترك في مائدة الغداء التي جمعت الإكليروس والراهبات لمناسبة العيد.

Last Updated on Monday, 01 April 2019 10:01