ocaml1.gif
العدد ٢١: الخميرة الصالحة من خارج الصلاح المفترض Print
Written by Administrator   
Sunday, 26 May 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٦ أيّار ٢٠١٩ العدد ٢١ 

أحد السامريّة

القدّيس الرسول كربُس أحد السبعين 

القدّيس الرسول يعقوب بن حلفا

logo raiat web

كلمة الراعي

الخميرة الصالحة من خارج الصلاح المفترض

2119  لا ينتهي المؤمن من مقاربة القيامة حتّى تنزعه القيامة نفسها من طريقة مقاربته لها لكي تقيمه في مقاربتها الحقيقيّة للإنسان، أيّ إنسان، وذلك على ضوء التدبير الذي دشّنه المسيح وسط عتاقتنا التي لا تزال مزمنة حتّى الآن. ما من مثال صارخ أكثر ممّا جرى على مرأى من الجماعة الرسوليّة نفسها في دخولهم على خطّ لقاء المسيح بالمرأة السامريّة، وما من أقوال إلى يومنا الحاضر أنفذ من تلك التي سمعتها آذانهم حينها من المسيح!

لم يدوّن أيٌّ من الإنجيليّين حديثًا أطول للمسيح سوى ذاك الذي جمعه بالسامريّة. يبدو أنّه «كان ينبغي» للمسيح أن يمرّ من هناك، حيث بئر يعقوب في سوخار. إنّه نوع من اضطرار لا نجد له لزومًا البتّة لأنّ ما من شيء يمكن، أو بالحريّ، يجب أن يحدث هناك. لكنّ اللقاء كان ثمرة صلاة حارّة، أو رغبة ممدوة ومسكوبة في خدمة التدبير الإلهيّ الخلاصيّ من أجل «ما قد هلك» (لوقا ١٩: ١٠). وهذا لا ينطبق علينا (لأنّنا نظنّ أنّنا لسنا من هؤلاء)، بل على السامريّة، لأنّه يجب أن يكون الإنجيل «نافعًا» لأحد ما، خصوصًا «هذه» النوعيّة من الناس (أي مَن تنطبق عليهم معاييرنا في تصنيف الهالكين).

وجد المسيح في المرأة السامريّة الخميرة الفضلى ليحدّثنا عمّن هم أهل للقيامة وكيف تكون قيامتهم. إنّها خميرة تحوّلت من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد، خميرة خمّرت عجين السامرة كلّها، بشهادة اعترافها بما كانت تفعل، ولكن ليس للدعاية الرخيصة من نفسها، بل لتقديم الشخص الذي كشف لها عن أفعالها من دون سابق معرفة بشريّة فأقامها منها. فرحها بمن أحبّها غمرها، فغمرت به، بدورها، أولئك الذين كانوا لا يتوانون في الغمز من حياتها المتهتّكة، حتّى إنّها كانت تضطرّ إلى الخروج إلى البئر وقت الظهيرة لجلب حاجتها من الماء.

قيامة المرأة السامريّة إلى نور المسيح استتبعتها قيامة السامريّين إلى النور عينه. تجد نفسك أمام تدحرج كرة ثلج، تكبر أكثر كلّما تدحرجت نزولاً، أي كلّما اتّضعت السامريّة أمام أترابها. رجاء صغير تحوّل إلى رجاء كبير، رجاء حيّ معيوش ومقبول ومتناقَل. إنّه رجاء معدٍ بشكل أخّاذ، حتّى لتتساءل اليوم لماذا لا نشعر بالشيء ذاته؟ ألعلّنا اعتدنا عيد القيامة إلى درجة أنّنا خلونا منها من دون وعيٍ منّا؟ نشكر الله أنّه لا يزال اليوم مَن يقول ما صدحت به أرجاء السامرة من رجاء كبير عبّر عنه المهتدون إلى المسيح: «لسنا من أجل كلامك نؤمن الآن، لأنّا قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم» (يوحنّا ٤: ٤٢).

تتفاجأ وسط هذا الفرح العارم، في قلب المسيح كما في قلب السامريّة وأترابها السامريّين، بما كان الرسل أنفسهم، ونحن معهم، غارقين فيه ويلهجون بشأنه. لربّما كانوا محقّين، ونحن مثلهم، عندما كان ذهنهم في أمر آخر غير الذي في ذهن المسيح وقلبه ومهمّته، فقالوا له: «يا معلّم، كُلْ» (يوحنّا ٤: ٣١). فما كان من «المعلّم» إلاّ أن أعلمهم: «إنّ لي طعامًا لآكل لستم تعرفونه أنتم. (...) إنّ طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمّ عمله» (يوحنّا ٤: ٣٤). ساعتها يشعرك المعلّم بـ «خجل» يعرّيك من اهتماماتك (بينما هو يفضحها بآن) فيغسلك منها، لتصير نقيًّا منها بأن يستعيض عنها بمحبّتك للعمل بمشيئة أبيه، الأمر الذي يؤهّلك لتصير نديمًا له على مائدته فتأكل من المأكل الذي أشار به على تلاميذه.

كم تفرح ساعتها بأنّ المعلّم لا زال إلى اليوم ينتشلنا من «قياماتنا» و«تلمذاتنا» البعيدة عنه، فيقيمنا على درب القيامة والتلمذة الحقيقيّة، ويدخلك في قصده من خلاص الإنسان. ويزيد فرحك أنّ باستطاعته أن يجد خميرة صالحة من خارج الصلاح المفترض (بنظرنا)، من خارج معايير نضعها ونحكم بها، بحيث تصير القيامة معطى طبيعيًّا لإخوتنا وأترابنا أينما حللنا. كم الفضل كبير لهذه المرأة السامريّة بأن أكل التلاميذ من طعام المعلّم الحقيقيّ، ونحن من بعدهم! بالفعل، كانت خميرة صالحة، من حيث لا ندري! كم الفضل كبير لها لأنّها جعلت القيامة في متناول الأقربين والأبعدين، بحيث بات الجميع على قاب واحد من الرجاء الذي زرعته القيامة فينا إلى الأبد!

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال ١١: ١٩-٣٠

في تلك الأيّام لمّا تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب إستفانُس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدًا بالكلمة إلاّ اليهود فقط. ولكنّ قومًا منهم كانوا قبرسيّين وقيروانيّين. فهؤلاء لمّا دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيّين مبشّرين بالربّ يسوع. وكانت يد الربّ معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الربّ. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلمّا أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الربّ بعزيمة القلب، لأنّه كان رجلاً صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الربّ جمعٌ كثير. ثمّ خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولمّا وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معًا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعًا كثيرًا، ودُعي التلاميذ مسيحيّين في أنطاكية أوّلاً. وفي تلك الأيّام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيّام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكلّ واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

 

الإنجيل: يوحنّا ٤: ٥-٤٢

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب- فإنّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا- فقالت له المرأة السامريّة: كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامريّة، واليهود لا يُخالطون السامريّين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا. قالت له المرأة: يا سيّد إنّه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، وأمّا من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة. فقالت له المرأة: يا سيّد أَعطني هذا الماء كيلا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلَك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنّه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أحسنتِ بقولك إنّه لا رجل لي. فإنّه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلته بالصدق. قالت له المرأة: يا سيّد أرى أنّك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأنّ الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ، لأنّ الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكلّ شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلّم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنّه يتكلّم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلّم معها. فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كلّ ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلّم كلْ. فقال لهم: إنّ لي طعامًا لآكُل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدًا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إنّ طعامي أن أعمل مشيئة الذي أَرسلني وأُتمّم عمله. ألستم تقولون أنتم إنّه يكون أربعة أشهر ثمّ يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى المَزارع إنّها قد أبيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبديّة لكي يفرح الزارع والحاصد معًا. ففي هذا يَصدُق القول إنّ واحدًا يزرع وآخر يحصد. إنّي أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإنّ آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريّين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كلّ ما فعلتُ. ولمّا أتى إليه السامريّون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدًّا من أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا مـن أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنّا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

 

صوت الربّ المدوّي

قبل زمن طويل من حضوره هو إلى هذا العالم في جسد بشريّ، سبق كلمة الله الأبديّ وحضر إلينا عبر «صوت بشريّ». هذا الصوت، «صوت الربّ على المياه»، وهو يتحدّث مع آدم في الجنّة، ومع إبراهيم في الصحراء، ومع موسى على الجبل، ومع إشعياء في الهيكل، سبق وأعدَّ الجنس البشريّ لتجسّد الله الأخير والنهائيّ في التاريخ حين «بشّر ملاك الربّ مريم، وحبلت من الروح القدس». «درّبنا» صوتُه على «حضوره». كان الأمر كما لو أنّه قد أخذ «الحبال الصوتيّة» أوّلاً قبل اتّخاذه طبيعتنا الإنسانيّة الكاملة!

ميزة إخطاره لنا هذه، عن ولادته بالجسد، علاوة على ذلك، قد صمدت أيضًا بعد موت الربّ بالجسد. وبقدر ما سبق أن أرسل إلى هذا العالم إشعارًا «صوتيًّا» مسبقًا عن قدومه، فقد سبق وحذّر أيضًا «العالم السفليّ» عن وروده إليه. وهذا يعني أنّه، تمامًا، كما حضر كلمة الله أوّلاً إلى الأرض بـ «صوت بشريّ» قبل ظهوره في جسد بشريّ، كذلك، قبل دخول الربّ إلى عالم الموت بجسده، هو سبق ودخله أوّلاً بصوته. وهكذا، سبق ووضع الجحيم على بيّنة من عزمه على اقتحامها.

تسجّل الأناجيل، تاليًا، ثلاث مناسبات سبق فيها صوت ربّنا حضوره، وذلك بصدوحه عبر أبواب الموت، من أجل استدعاء عودة بعض ممّن ماتوا. علاوة على ذلك، في هذه الحالات الثلاث التي أقام فيها يسوع الموتى، بواسطة صوته، يمكن تمييز بعض المعايرة في «نبرة» تحدّيه العالم السفليّ، كما لو أنَّ، شدّة النبرة تتزايد مع التهديد الذي يُلقيه مبدأ الحياة في عالم الموت.

أوّلاً، لدينا ابنة يايرُس، التي كانت قد ماتت لتوّها. كانت بالكاد تمرّ عبر أبواب الموت، لذلك لم يستخدم الربّ سوى نبرة هادئة ولطيفة لاسترجاعها من جديد: «طليثا، قومي» أي «قومي يا عزيزتي!» (مرقس ٥: ٤١). لدى المرء انطباع أنّ الموت تقريبًا فشل في ملاحظة هذا «التطفّل» على حدوده، لهذا التشكيك بقدرته. بالنهاية، لم تكد الفتاة الصغيرة تعبر أبواب الموت ولم يتمّ بعد نقل جثمانها من المكان الذي لفظت فيه آخر أنفاسها. بالكاد احتاج الربّ تاليًا إلى أكثر من الهمس لإعادتها. في الواقع، هل أدركت الجحيم أنّها قبضت على روحها ثمّ أنّها فقدت ملكيّتها؟

ثانيًا، في قصّة ابن أرملة ناين، نلاحظ مرور تباعد أكبر بين الزمان والمكان، بين الموت وصوت الربّ الذي يتحدّى الموت. لقد تصلّب جسد الشابّ وصار بالفعل باردًا. مرَّ عليه يوم أو نحو ذلك، وكان يُنقل الآن إلى القبر للدفن. هذه المرّة لم يكن هناك من شكّ في إحكام قبضة الموت على ابن الأرملة. صوت الربّ نفسه، لكنّه الآن معزّز بقوّة نبرة القيادة، اخترق أبواب الموت، «أيّها الشابّ، لك أقول: قم!» (لوقا ٧: ١٤). بات على الشياطين سماع هذا التحذير هذه المرّة، لأنّ التهديد ضدّهم كان مفتوحًا ومتحدّيًا. وقف البطل على عتبة الأبواب ذاتها، وبدأت البوّابات بالارتعاش.

الحالة الثالثة، ذهبت أبعد من ذلك. كان لعازر قد مات منذ أربعة أيّام، أي أكثر من الوقت الكافي لاكتشاف رائحة النتانة الكريهة. مهما كان ردّ فعل الجحيم في الحالتين السابقتين، هذه المرّة لم يترك مجالًا للشياطين للتشكيك. قبل أقلّ من أسبوع من دخوله المظفّر وإعلان الانتصار، ألقى صوت الربّ التحدّي الأخير في عالم الموت. لم يكن هناك استدعاء لطيف هذه المرّة، ولم يكن هناك أمر هادئ للموتى. على النقيض من ذلك، يقول الكتاب «صرخ بصوت عظيم: لعازر، هلمّ خارجًا!» (يوحنّا ١١: ٤٣). زئير أسد يهوذا هذا، وهو يتردّد عبر أبواب الموت ويهزّ أعماقها بقوّة، صار رسول إعلان وصول الربّ الساحق، بعد أسبوع، إلى الجحيم المرتعدة. هو سوف يدخل حيث كان صوته قد مهّد الطريق. هذا ما تحتفل به الكنيسة كلّ عام في يوم سبت لعازر، وهو اليوم الذي يسبق أحد الشعانين، وهو الموضوع الذي نجده، مرارًا وتكرارًا، في نصوص الليتورجيا المخصّصة لذلك اليوم، «أيّها المسيح، لقد أنهضتَ من الجحيم لعازرَ الميتَ ذا الأربعة أيّام، وقبل موتك زعزعتَ اقتدار الموت، وبصديق واحد سبقتَ فأخبرتَ بعتقِ كلّ البشر من الفساد…»، وأيضًا «لقد سحقت إذ ذاك أقفال الجحيم، لمَّا صوَّتَّ بلعازر، وزلزلتَ عزّة المحارب، وجعلته أن يرتعد منك قبل الصليب، أيها المخلّص وحدك»، «إنّ الجحيم قد ارتعد، لمَّا رأى أنّ بصوتك، عاد للحين المربوط بالحواشي، إلى الحياة التي ههنا»…

ذكرى هذا الصوت الراعد والمدوّي الذي لا يُقاوَم تملأ القلب المسيحيّ بالرجاء: «استيقظ أيّها النائم وقُم من الأموات فيُضيء لكَ المسيح» (أفسُس ٥: ١٤).

 

أرصون

الأحد ١٢ أيّار ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في أرصون. بعد القدّاس جرى استقبال في القاعة حضره الإخوة الموارنة والدروز في البلدة، وتعاقب الحاضرون على الكلام، للتأكيد على الحياة التي تتميّز بها البلدة، رغم الأحداث الأليمة التي عصفت بها في العقود السابقة. تحدّث راعي الأبرشيّة في كلمته عن «صحن المحبّة» الذي يأكل منه الجميع والإلهام الحسن الذي يشكّله الواحد للآخر. كما سطّر معنى شهادة سلفه المتروبوليت جاورجيوس، وشهادة ابن البلدة المثلّث الرحمة البطريرك إلياس الرابع. بعد الغداء، سلّم راعي الأبرشيّة مجموعة كتب أُنقذت من الكنيسة منذ ٤٠ عامًا، إبّان احتراقها في الأحداث اللبنانيّة. ثمّ انتقل الجميع إلى مدافن الكهنة ومدافن العلمانيّين حيث أقيم تريصاجيون من أجل راحة نفوسهم.

 

الدعوة إلى استقبال بطريرك صربيا

يوم الجمعة ٧ حزيران يستقبل راعي الأبرشيّة في دير سيّدة النوريّة، صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر يرافقه غبطة بطريرك صربيا إيريناوس، الذي يقوم بزيارته السلاميّة للكرسيّ الأنطاكيّ. تقام صلاة الشكر في تمام الساعة الرابعة والنصف يليها استقبال المؤمنين لغاية الخامسة والصف مساءً.

Last Updated on Sunday, 19 May 2019 19:34