ocaml1.gif
العدد ٤٢: الزارع الإلهيّ والحقل البشريّ Print
Written by Administrator   
Sunday, 17 October 2021 00:00
Share

raiati website
الأحد ١٧ تشرين الأوّل ٢٠٢١ العدد ٤٢ 

الأحد السابع عشر بعد العنصرة

آباء المجمع المسكونيّ السابع القدّيسون

النبيّ هوشع والشهيد أندراوس

 

كلمة الراعي

الزارع الإلهيّ والحقل البشريّ

الزارع الإلهيّ والحقل البشريّ لم ينقطع الله عن محاورة الإنسان عبر التاريخ وهو أبدع حينما جعل ابنه الوحيد يسوع المسيح محاورنا بامتياز. ابتغى يسوع عبر هذا «الحوار» أن يزرع فينا محبّة الله والشركة معه ومعرفة الحقّ، فنحيا مع أبيه. أخذ حواره معنا أشكالًا مختلفة وأوجهًا متعدّدة، زرع الابن فيها الزرع الذي أراده أبوه. فما هي هذه الأوجه؟

 أوّلًا، خروجه من حضن الآب. خرج الابن الوحيد من حضن الآب وتجسّد من أجلنا. صار مثْلنا ما خلا الخطيئة. مدّ جسر الحوار معنا باتّخاذه طبيعتنا البشريّة واتّحادها بطبيعته الإلهيّة في شخصه. خاطبنا بكلام الله وجسّد مشيئته بيننا لنراها ونعرفها ونتبنّاها ونؤمن بها ونحيا بمقتضاها.

ثانيًا، مثاله. تمّم يسوع في شخصه كلّ وصايا العهد القديم والعهد الجديد. بالفعل هو المثال بامتياز للإنسان إن أراد أن يسلك طريق الله ويعمل ما يطلبه منه يسوع باسم أبيه. لذا كان من الطبيعيّ أن يعلن يسوع أنّه «الطريق» (يوحنّا ١٤: ٦)، وأنّه المثال لنحتذي به: «تعلّموا منّي» (متّى ١١: ٢٩)، بعد أن أكّد بالأقوال والأفعال أنّه «يعمل مشيئة» أبيه (يوحنّا ٤: ٣٤؛ ٦: ٣٨). أَلم يطلب منّا أن نبتغيها بدورنا في صلاتنا وحياتنا: «لتكنْ مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض» (متّى ٦: ١٠)؟

ثالثًا، مواقفه. هل علينا تعداد المواقف التي تصدّى فيها يسوع لـمَن يمارس الرياء في الدِّين (لوقا ١٢: ١)، أو الإدانة بحقّ سواه باسم برّه الذاتيّ (يوحنّا ٨: ٧)، أو التسلّط على سواه والاستبداد بهم باسم الدِّين والسلطة (متّى ٢٠: ٢٥؛ ٢٣: ٢-٤)، أو رفضه مسامحة الآخر أو مساعدته (لوقا ٦: ٣٧؛ ١٣: ١٥)؟ هذه وغيرها من المواقف هي نبراس لـمَن يريد أن يعيش إيمانه من دون مواربة أو مساومة أو كسل.

رابعًا، تعليمه. نثر يسوع الكلمة في قلوب التلاميذ والجموع على السواء. كانت التطويبات ركنًا في إيصال بشارته إليهم (متّى ٥: ٣-١١)، بالإضافة إلى حواراته والأمثال وخلاصاته من مجريات الأحداث والعجائب. سلّط الضوء على معرفة الله ومحبّته، على سلطانه بأن يغفر للإنسان خطاياه، وعلى كيفيّة أن يسلك مَن يؤمن به انطلاقًا من هذه المعرفة والمغفرة والمحبّة، فيتمثّلها ويشاركها ويشكر الله عليها.

خامسًا، عجائبه. كلّمنا يسوع أيضًا بقدرته على شفاء النفس والجسد، وأنّه يخلق من العدم مقلتَين لشفاء الأعمى منذ مولده، وأنّه يقيم الموتى، لا بل وأنّه ينقل الإنسان التائب من حياة الخطيئة إلى حياة النعمة كما في دعوته زكّا وأيضًا لاوي وسواهما. نعم، أعجوبة توبة الخطأة وعودتهم إلى حضن الآب كانت أعظم عجائبه!

سادسًا، صلاته. كم من مرّة انفرد على الجبل ليصلّي؟ أَلم تسطّر لنا الأناجيل كيف أنّ صلاته سبقت ورافقت أحداثَ حياته وتلاميذه وكلّ مَن التمس الشفاء منه؟ أَلم يفرد مساحة وافرة ليعلّمنا أن نصلّي وكيف نثابر فيها وكيف نقيم في مخدعنا من أجلها؟ أَلم يزرع بذبيحته وصلاته الأخيرة على الصليب غفران الآب في التاريخ البشريّ؟

سابعًا، روحه القدّوس. منح يسوعُ نعمةَ الروح القدس لتلاميذه وحملتها الكنيسة في أسرارها المقدّسة وبشارتها وخدمتها. هذا زرع جديد بالكلّيّة به يرشدنا يسوع إلى كلّ الحقّ لأنّه يأخذ مـمّا ليسوع ويخبرنا (يوحنّا ١٦: ١٣-١٤). أَليس الروح القدس هو مَن يعلّمنا الصلاة، ويرشدنا في عمل الوصايا، ويتمّم فينا كلّ برّ، ويقدّس مرافق الحياة، ويبارك عمل خدّام المسيح والمؤمنين به؟

ثامنًا، أعضاء جسده. جسد المسيح هو حقله الممتد إلى أقاصي الأرض وإلى الناس جميعًا وفيه نعاين ثمار مَن تلقّفوا الزرع الواحد في الجوهر والمتعدّد الأوجه. مدّنا الإنجيل بشهادة الزرع الذي زرعه الابن الوحيد وكيف نما في قلوب تلاميذه وأترابه، عبر نار التوبة التي عملت في مَن شاء أن يتبع يسوع. ومن بعدهم تأتي كوكبة الآباء والأمّهات القدّيسين الذين عاشوا كلمة الله وجسّدوها في حياتهم أفعالًا ونهجًا وتربية وأعمالًا. فصاروا منارة سواهم من أبناء جيلهم والأجيال اللاحقة أيضًا.

فكيف حالنا نحن إذًا من عطيّة الله هذه زرعه الإلهيّ؟ هلّا هيّأنا قلبنا لاستقبال صلاح الله فيتوب إليه وتصحّ فيه، بداعي مثابرته على هذا التحوّل، كلمة الربّ: «... والذي في الأرض الجيّدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّد صالح ويثمرون بالصبر» (لوقا ٥: ١٥)؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: تيطس ٣: ٨-١٥

يا ولدي تيطُسُ، صادقةٌ هي الكلمةُ وإيّاها أريدُ أن تُقرِّرَ حتى يَهتمَّ الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنة والنافعة. أمّا المباحثاتُ الهَذيانيَّةُ والأنسابُ والخصوماتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنبها، فإنّها غيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجلُ البدعةِ، بعد الإنذار مرَّةً وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالـمًا أنّ من هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئة يقضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ إليك أرتيماسَ أو تيخيكوسَ فبادرْ أن تأتيَني إلى نيكوبولس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أمّا زيناسُ مُعلّم الناموس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهّبَيْن لئلّا يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضروريّة حتّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يُسلِّمُ عليك جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبّوننا في الإيمان. النعمةُ معكم أجمعين. آمين.

 

الإنجيل: لوقا ٨: ٥-١٦

قال الربّ هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعَهُ، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطِئَ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنّه لم تكن له رطوبة. وبعضٌ سقط بين الشوك فنبت الشوك معه فخنقه. وبعضٌ سقط في الأرض الصالحة فلمّا نبت أثمر مئَةَ ضِعفٍ. فسأله تلاميذه: ما عسى أن يكون هذا المثل؟ فقال: لكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرارَ ملكوت الله. وأمّا الباقون فبأمثال كيلا ينظروا وهم ناظرون ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثل: الزرع هو كلمةُ الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثمّ يأتي إبليس ويَنْزِعُ الكلمةَ من قلوبهم لئلّا يؤمنوا فيخلُصوا. والذين على الصخر هم الذين يسمعون الكلمةَ ويقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصلٌ، وإنّما يؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدُّون. والذي سقط في الشوك هم الذين يسمعون ثمّ يذهبون فيختنقون بهموم هذه الحياةِ وغناها وملذّاتها، فلا يأتون بثمر. وأمّا الذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمةَ فيحفظونها في قلب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولـمّا قال هذا، نادى من له أُذنان للسمع فليسمع.

 

«ربّ» العمل… يفدي ظروف العمل!

تتميّز اللغة العربيّة وحتّى القانونيّة بوصف الرئيس في العمل أو صاحب المؤسّسة بربّ العمل. لماذا «ربّ» العمل. قد لا نكون في معرض البحث عن أصل التسمية اللغويّ، ولكن ما يستوقف المُطالع أنّ المطلع ذاته يواكب عبارة «ربّ البيت» و«ربّة المنزل». وإذا سمحنا ببعض الاسترسال اللغويّ، نُقاد إلى كلمة «ربّان السفينة».

في المفهوم المسيحيّ ما من ربوبيّة إلّا تلك المعطاة من فوق. تتلاقى هذه الربوبيّة مع المنطلق الكتابيّ الأوّل للعمل الذي نجده في هذه الآية: «يخرج الانسان إلى عمله وإلى صناعته حتّى المساء». هو خروجٌ باسم الله إلى العالم وتمجيد لله لتحريك مادّة هذا العالم من أجل خدمة البرِيّة، إنسانًا وخلائقَ.

إلى هذا، ما من ربوبيّة ناظرةٍ إلى فوق من دون صليب. والصليب حركة فداء كبير، به أتى الفرح لكلّ العالم.

تشتدّ الصعاب، تشتدّ الظروف ضمن محيط العمل مثلما تعظم التحدّيات في البيت العائليّ. ولعلّ الإنسان يمضي في عمله وقتًا قد يزيد عن الوقت الذي يمضيه في البيت إذا لم نأخذ فترة النوم والراحة بالحسبان.

ربّ العمل - القائد هو الذي يلبس في الظروف الصعبة درع الفادي كربٍّ للعمل. ينظر إلى فوق، يستمدّ قوّةً من العلاء، يتذكّر أنّه في بيته وبين عائلته ربّ بيت وربّ عائلة، وهو في عمله ربّ العمل. يستنهض كلّ ملكاته. يرتفع ويترفّع، يتذكّر أنّ المال وسيلة وليس غايةً. يفدي ظروف الجميع، فيسعى إلى أن يضع نفسه في موقع الجميع ليأتي بهم من حيث هم إلى حيث يرى المؤسّسة قادرةً على أن تبلغ. وهكذا يعبر بالجميع إلى برّ النجاح كربّانٍ قائد ملهم، حافظًا السلام والفرح في محيط العمل، وهو ما في آخر الأمر يعزّز المهنيّة والاحتراف وتخطّي المؤسّسة المرحلة الصعبة وتحدّياتها.

«كنت فتى وصرت شيخًا ولم أرَ إنسانًا تُخُلّيَ عنه ولا ذرّيّةً له تلتمس خبزًا»، هي آية مطمئنة من المزمور ٣٧ في هذه الظروف. مطمئنة هي هذه الآية لربّ العمل المؤمن وللأجير المؤمن، مفتاحها الصبر والاحتمال لكي يقرأ الإنسان في حياته قصد الله كما علّمنا كبار كنيستنا.

من الخبرات المباركة في محيط العمل خلال هذه المرحلة، حرص ربّ العمل على تأمين البدلات العينيّة للأجراء من ضمن ما تتاجر به المؤسّسة من موادّ. ومن قبيل ذلك أيضًا تخفيض الدوام مع الإبقاء على البدل ذاته من أجل تمكين المستخدم من القيام بعملٍ آخر. كما قامت بعض المؤسّسات بتكوين احتياطيّ لمساندة مَن مِن بين المستخدمين تلمّ به صعاب «تكسر الظهر»، كمثل الحاجة إلى عمليّة جراحيّة، التعرّض لحادث سيّارة، استحقاق عائليّ مهمّ، ... مجال العمل مجال تقديسٍ للذات ورفعٍ للآخرين إذا عرفنا كيف نكون أيقونةً للمسيح، عمّالًا كنّا أو أرباب عمل. وفي هذا ليس عبدٌ أفضل من سيّده. لنكن كما الربّ يسوع الذي عمل نجّارًا في شبابه وفق ما تصوّره أيقونة «يسوع العامل» وتصفه الآية الثالثة من الفصل السادس من إنجيل مرقس، الذي -له المجد- عرف كيف يصنع بالخشبة لنا الخلاص!!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: إنجيل مرقس

التلميذ: تفاجأتُ عندما علمتُ أنّ الإنجيليّ مرقس ليس من تلاميذ يسوع الاثني عشر!

المرشد: أجل، إنّه أحد الرسل السبعين، وهو معروفٌ باسم «يوحنّا مرقس» بحسب أعمال الرسل (١٢: ١٢). تتلمذ على يد بطرس الرسول الذي علّمه الإيمان وعمّده واعتبره ابنه الخاصّ (١بطرس ٥: ١٣).

التلميذ: إلى مَن يتوجّه الرسول مرقس في إنجيله؟

المرشد: يتوجّه في إنجيله إلى كنيسةٍ تتألّف من مسيحيّين من أصلٍ أمميّ، أي كانوا وثنيّين. ونعرف ذلك لأنّنا نراه يشرح لهم العادات اليهوديّة، مثلاً في مرقس ٧: ٣-٤ يقول: «لأنّ الفرّيسيين وكلّ اليهود إن لم يغسلوا أيديهم باعتناء لا يأكلون». وأيضًا نراه يترجم لهم العبارات الآراميّة والعبريّة، مثلًا في (٣: ١٧): «بوانرجس أي ابني الرعد».

التلميذ: هل من رسائل معيّنة أراد أن يوصلها إلينا في إنجيله؟

المرشد: كتب مرقس عن حياة الربّ يسوع وعن بعض تعاليمه، كما فعل الإنجيليّون الآخرون. أسلوبه يحمل بُعدًا لاهوتيًّا، وما أراد أن يوصله إلينا هو أنّه في شخص الربّ يسوع تحقّقت جميع وعود الله لنا بالخلاص. يذكر أنّ نبوءات العهد القديم تمّت في شخص المسيح، ويتكلّم على موت المسيح وقيامته ومجيئه ثانيةً ليدين العالم. أراد في كلامه هذا، أن يشجّع الناس على الإيمان، وأيضًا أن يحثّهم على التوبة.

 

المجمع الأنطاكيّ المقدّس

انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس في دورته العاديّة الثانية عشرة من الخامس وحتّى الثامن من تشرين الأوّل ٢٠٢١ في دير سيّدة البلمند برئاسة السيّد البطريرك يوحنّا العاشر ومشاركة السادة المطارنة من الوطن وبلاد الانتشار.

أصدر المجمع بيانًا ختاميًّا عرض فيه مجمل أعماله، ممّا قال فيه: «... ونظرًا إلى مرور ما يقارب تسع سنوات على خطف المطران بولس (يازجي) من دون معرفة أيّ شيء عن مصيره، اتّخذ الآباء قرارًا بالإجماع قضى بنقل المطران بولس (يازجي) ليكون مطرانًا على أبرشيّة ديار بكر الفخريّة، وانتخبوا الأسقف أفرام (معلولي) الوكيل البطريركيّ وأمين سرّ المجمع الأنطاكيّ المقدّس متروبوليتًا على أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما.

استعرض الآباء الخدمات التي قدّمها المطران نيفن (صيقلي) متروبوليت شهبا شرفًا ومسيرة سيادته الأسقفيّة والدور البارز له في خدمة الكنيسة الأنطاكيّة، وبعد المداولة، انتخب الآباء المطران نيفن (صيقلي) متروبوليت شهبا شرفًا متروبوليتًا أصيلًا عضو مجمعٍ مقدّسٍ.

كما انتخب الآباء الأسقف غريغوريوس (خوري) وكيلًا بطريركيًّا وأمين سرّ للمجمع الأنطاكيّ المقدّس. وانتخبوا الأرشمندريت أرسانيوس (دحدل) أسقفًا مساعدًا لغبطته بلقب أسقف إيرابوليس (جرابلس)، والأرشمندريت موسى (الخصي) أسقفًا مساعدًا لغبطته بلقب أسقف لاريسا (شيزر).

تدارس آباء المجمع التحدّيات التي تواجه الأرثوذكسيّة في العالم، وشدّدوا على أهمّيّة الحفاظ على الوحدة الأرثوذكسيّة... واستمع الآباء إلى جملة تقارير ومداخلات قدّمها اختصاصيّون تناولت الوضع العامّ في الشرق الأوسط والوضع الاقتصادي اللبنانيّ وأفق المرحلة القادمة وآمالها. واستمعوا إلى تقارير من مجلس كنائس الشرق الأوسط ومن مجلس الكنائس العالميّ، وإلى تقرير حول معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، وإلى جملة مداخلات تناولت الوضع العامّ في المنطقة وتداعيات أزمة الجائحة الصحّيّة والانعكاس الكنسيّ لها. كما ناقش الآباء قضيّة التهيئة والإعداد والمتابعة للكهنة وقضيّة الأبوّة الروحيّة وسرّ الاعتراف.

كما ثمّن الآباء دور المرأة الكنسيّ والمجتمعيّ وأكّدوا على تكامل دور المرأة والرجل كنسيًّا ومجتمعيًّا في النهوض بالواقع إلى المرتجى.

توقّف آباء المجمع عند الأحداث السياسيّة والحياتيّة والصحّيّة التي تشهدها منطقتنا وما ينتج منها من انعكاسات على المواطنين على اختلاف انتماءاتهم...

ثمّن آباء المجمع الجهود التعاضديّة التي تبذلها الأبرشيّات والمؤمنون في هذه الظروف الصعبة، والتي تنبع من مسؤوليّة المؤمن تجاه أخيه الفقير والمعوز والمشرّد الذي هو امتداد لحضور المسيح في العالم. ويدعون الخيّرين، ولاسيّما أبناءهم في دول الانتشار، إلى العمل على مساندة إخوتهم في الوطن، الذين يرزحون تحت وطأة الصعوبات ويعجزون عن تأمين المأكل والملبس والطبابة والتعليم لهم ولأبنائهم. يشدّد الآباء على أهمّيّة الوجود المسيحيّ ومحوريّته في الشرق ويناشدون ضمائر أبنائهم الرسوخ في الأرض التي استلموا فيها بشارة الإنجيل من آباء وأجداد لم تكن أيّامهم أفضل من هذه الأيّام....

يرفع الآباء صلواتهم من أجل سلام العالم أجمع، ويضرعون إلى الربّ القدير أن يرسل روح سلامه ويحفظ أبناء الكنيسة الأنطاكيّة المقدّسة في كلّ مكان في الوطن وفي بلاد الانتشار.

Last Updated on Friday, 15 October 2021 14:30