ocaml1.gif
العدد ٢٤: عطيّة الله بين عطش وملء وفيض Print
Written by Administrator   
Sunday, 12 June 2022 00:00
Share

عطيّة الله بين عطش وملء وفيض
الأحد ١٢ حزيران ٢٠٢٢ العدد ٢٤ 

أحد العنصرة

تذكار البارّين أنوفريوس المصريّ

وبطرس الآثوسيّ

 

كلمة الراعي

عطيّة الله
بين عطش وملء وفيض

عطيّة الله بين عطش وملء وفيض في العنصرة، يطالعنا الإنجيل بمفارقة حول عطش وفيض بآن، عبّر عنها يسوع: «إن عطش أحد فليُقبلْ إليّ ويشربْ. مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حيّ» (يوحنّا ٧: ٣٧-٣٨). يمكن تفسير هذه المفارقة على ضوء دعوة يسوع إلينا: «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متّى ١١: ٢٨)، وعبْر وعده إلينا: «طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ، فإنّهم يُشبعون» (متّى ٥: ٦).

المقصود من هذه الآيات واحد، وإن اختلفت الصور المستخدمة فيها. فالانطلاق من صورة العطش إلى الارتواء فالفيض، أو الانطلاق من صورة التعب إلى الارتياح في يسوع فالراحة في الأتعاب من أجل يسوع، هو واحد. في كلتَي الصورتَين تعبير عن تمايز في المستوى الروحيّ الذي بلغه تلاميذ يسوع. فما هي درجات التمايز التي يمكننا أن نسطّرها في هذه الأقوال؟

المستوى الأوّل هو المتعلّق بالذين ينوؤون تحت حمل الخطيئة ويطلبون العتق منها. إنّها الدرجة الأولى من العطش إلى البرّ الذي في يسوع. وهناك المستوى الثاني والذي يقوم على الالتزام بعيش هذا البرّ وليس فقط طلبه، ويأتي من العهد الذي يقطعه المؤمن لله ومن سيره في إثر يسوع وتتلمذه بحسب وصيّته. أمّا المستوى الثالث فهو الذي يطلب أن يصير هذا البرُّ نصيبَ كلّ إنسان يجهله ويجتهد في أن يتحقّق له فيصير عاملًا مع الله من أجل خلاص كلّ العالم.

على المنوال عينه، يمكننا الحديث عن تعب بداءة الطريق وهو الذي يخصّ النفس القابعة في «ظلمة الموت وظلاله» وتبحث عن النور، أي عن المخلِّص الحقيقيّ الذي يعطي معنى لحياتها. أمّا تعب وسط الطريق، فهو يخصّ مَن لمس أنّه هو بين فكَّي كمّاشة، حيث يذوق نعمة الله التي تعتقه من براثين الخطيئة، بينما يعي في الوقت عينه كيف أنّ ناموس الخطيئة فاعل فيه ومستحكم به، لكنّه، رغم ذلك، يتعب من أجل الفضيلة. أمّا تعب نهاية الطريق، فهو الاعتياد على التعب من أجل البرّ، فيجد راحة في تقديم هذا النوع من الأتعاب، ويعتاد أن يقدّمها بحيث ما عاد يستسيغ عملًا مخالفًا لها، كالواقع الذي يميّز المجتهد بإزاء الكسول، أو العفيف بإزاء الزاني، أو الغفور بإزاء الحقود، فلا يسعى الأوّل إلى أن ينتقل إلى المناخ الروحيّ الذي يعيشه الثاني، بل يفرح بأن يبذل قصارى جهده من أجل الثبات في حالته.

وفي السياق عينه، يمكننا شرح العبارة: «تجري من بطنه أنهار ماء حيّ»، والانتقال من قحط إلى ملء ففيض بالحديث عن الماء التي تطهِّر ثمّ تنير فتؤلِّه. إنّها دموع التائب على خطيئته، في المرحلة الأولى؛ ثمّ دموع التائب الشاكر على نعمة الله التي لا يستحقّها والفَرِح بتعزية الروح القدس، في المرحلة الثانية؛ وأخيرًا، في المرحلة الثالثة، دموع الذي يعمل فيه ناموس المسيح عوضًا من ناموس الخطيئة، فحَمَل في جسده آلامَ المسيح، وتعلّم أن يحمل أثقال الآخرين، واختار أن يكون خادمًا للكلّ وعبدًا للجميع. إنّها الدموع التي يسكبها من أجل خلاص الكلّ وتفيض نفسه من تعزيات الروح القدس على العالم ماءً حيًّا مخلِّصًا يرشده إلى نبع الحياة.

في هذا كلّه تحوّلٌ من الامتلاك والاقتناء والتسلّط، إلى العفّة فالعطاء الخارجيّ والداخليّ، فتقديم الذات بكلّيّتها لله؛ وأيضًا تحوّلٌ من انغلاق النفس على نفسها، إلى انفتاحها على الله والقريب، فإلى اتّساع قلب المؤمن ليحويهما كلَيهما، كما عندما أوصى يسوع بمحبّة الله من كلّ الكيان ومحبّة القريب كالنفس. وهذا ممكن بفضل التضحية التي يسكبها صاحبها في سبيل يسوع وإنجيله، وتخلّيه عن إرادته في سبيل عيش إرادة الله في حياته، وبفضل عمل نعمة الله فيه.

الشكر لله في العنصرة الذي يدعونا إلى نوره ويعطينا نعمة الروح القدس بفيض لنسير فيه. والشكر أيضًا للذين يعيشون هذه الدعوة في حياتهم ويجسّدون معانيها أمامنا ويعطونا أن ننهل من نعمة الله التي فيهم، فتروي نفوسنا العطشى إلى الحقّ والبرّ والمحبّة، وتشدّنا إلى خدمة الإنجيل بروح الإيمان الفاعل بالمحبّة. هلّا شكرنا الروح القدس الذي يجمعنا بالمسيح، وينهضنا إلى تمجيد الآب بتقديم الأتعاب في خدمة الإنجيل، ويقدّس حياتنا بالحقّ؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢: ١-١١

لـمّا حلّ يوم الخمسين كان الرسل كلّهم معًا في مكان واحد. فحدث بغتة صوت من السماء كصوت ريح شديدة تعسف، وملأ كلّ البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار فاستقرّت على كلّ واحد منهم. فامتلأوا كلّهم من الروح القدس وطفقوا يتكلّمون بلغات أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجال يهود أتقياء من كل أُمّة تحت السماء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأنّ كلّ واحد كان يسمعهم ينطقون بلغته. فدهشوا جميعهم وتعجّبوا قائلين بعضهم لبعض: أليس هؤلاء المتكلّمون كلّهم جليليّين؟ فكيف نسمع كلّ منّا لغته التي وُلد فيها؟ نحن الفرتيّين والماديّين والعيلاميّين وسكّان ما بين النهرين واليهوديّة وكبادوكية وبُنطُس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية عند القيروان، والرومانيّين المستوطنين واليهود والدخلاء والكريتيّين والعرب نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.

 

الإنجيل: يوحنّا ٧: ٣٧-٥٢ و٨: ١٢

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفًا فصاح قائلًا: إن عطش أحد فليأتِ إليَّ ويشرب. من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ (إنّما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس بعد لأنّ يسوع لم يكن بعد قد مُجّد). فكثيرون من الجمع لـمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح. وآخرون قالوا: ألعلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقُل الكتاب إنّه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بين الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون أن يُمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه يدًا. فجاء الخُدّام إلى رؤساء الكهنة والفرّيسيّين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدّام: لم يتكلّم قطّ إنسان هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهم الفرّيسيّون: ألعلّكم أنتم أيضًـا قد ضللتم؟ هل أحد من الرؤساء أو من الفرّيسيّين آمن به؟ أمّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفون الناموس فهم ملعونون. فقال لهم نيقوديمُس الذي كان قد جاء إليه ليلًا وهو واحد منهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسـانًا إن لم يسمع منه أوّلًا ويَعلم ما فعل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًـا من الجليل؟ إبحث وانظر إنّه لم يَقُمْ نبيّ من الجليل. ثمّ كلّمهم أيضًـا يسوع قائلًا: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

 

كنيسة المواهب

الكنيسة هي أوركسترا روحيّة يقودها الروح القدس. في الأوركسترا تتعدّد الآلات الموسيقيّة، ولكلّ آلة نغمتُها وفرادتها. إلّا أنّ قائد الجوقة يجعل من هذه التعدّديّة تناغمًا ولا أجمل. هكذا في الكنيسة، لكلّ شخصٍ موهبة خاصّة واستقلاليّة لكنّ الروح القدس يوحّد النغمات الروحيّة، ويجعل من الكلّ صوتًا واحدًا هو صوت الله. فمن انقاد لروح الله يتكلّم باسم الله.

لهذا يلاحظ قارئ الكتاب المقدّس أنّ لكلّ الشخصيّات المذكورة في النصوص دورًا مختلفًا عن الآخر. على سبيل المثال، بدءًا من العهد القديم نرى أنّ دور إبراهيم غير دور يوسف، وموسى غير دور أخيه هارون. كذلك هناك اختلاف بين دور النبي أشعياء ودور داود النبيّ. صحيحٌ أنّ الكلّ يعملون بحسب روح الله، المحرّك، ولكنّ عمل الروح لا يقيّد شخصيّة من يحرّكُه أو يلغيها. ولأنّ الروح هو عينه في العهدين، القديم والجديد، نرى نهج عمل الروح ذاته في العهد الجديد والكنيسة. بعد القيامة أدوار الرسل مختلفة بحسب اختلاف شخصيّتهم. فالإنجيليّون لم يكتبوا مثل بعضهم، متّى كتب غير يوحنّا، وبطرس خطّ رسائله بأسلوب مغاير لِما وضعه بولس. لكنّ الجميعَ جمعهم الروح القدس لنشر الإيمان، كلّ حسب موهبته.

لماذا يهبُ الروح القدس المواهب؟

يهبها من أجل بُنيان الكنيسة (راجع ١كورنثوس ١٤: ١-٤٠؛ كذلك أفسُس ٤: ١١-١٦). ما يهبه لنا الروح القدس لا يكونُ إلّا من أجل خير الجماعة وتقوية الكنيسة. مواهب الروح ليس «ليتلذّذ» بها الإنسان، بل ليضعها في خدمة الآخر. مواهب الروح القدس تُركّز على الجماعة وليس على الفرد.

ولأنّ الروح يهبّ حيث يشاء، وهو لا يُقيَّد أيضًا، يُطرح علينا تحدٍّ كبير اليوم، وهو أن نميّز تجلّيات مواهب الروح في المؤمنين. الخبرة الكنسيّة تعلّمنا أنّ الجماعة هي من تكتشف ما وهبَهُ الروح لأخينا. الجماعة تدعمه وهو يعضد الجماعة.

كلّ هذا لا يكون إلّا عبر اختبار قيامة المخلّص في وجوه الإخوة.

فخدمة المحتاجين موهبة، والوعظ موهبة، والتعليم موهبة، وحسن الإدارة موهبة... هذه إن اجتمعت معًا تكون الكنيسة في أبهى حالها، لأنّ كلّ واحدٍ فيها يُدرك أنّ ما أعطاه إيّاه الروح ليس له بل للإخوة، وأنّه والجماعة مقيّدون بسلاسل المحبّة الأخويّة التي جاد روح الله عليهم. هذه هي الكنيسة: جماعة متعدّدة الأشخاص، ولكنّها واحدة بالصوت، صوت الروح القدس المتكلّم فيها.

 

ما المواهب؟

للمطران جورج خضر

هناك مواهب طبيعيّة ومواهب تفوق الطبيعة أو روحيّة. لست أظنّ أنّ الله يحاسبنا على تنمية المواهب التي في الطبيعة كالصوت أو الخطابة أو الشغف بالرياضيّات أو جمال الأبدان أو قوّة العضلات. ليس شيء من هذا يوصلك إلى السماء ما لم تطوّع صادقًا موهبة الطبيعة لمجد الله فتنمّي الثقافة عندك لتجعلها في خدمة الكلمة الإلهيّة.

الوزنات التي يتكلّم عليها الإنجيل هي فقط ما يسمّيه بولس الرسول مواهب الروح القدس. فلك مثلًا أن تكون كاهنًا تافهًا ولك أن تصبح كاهنًا عظيمًا. الوزنات التي تحدّث عنها المثل هي في الدرجة الأولى الفضائل: الرقّة، اللطف، الصدق، العفّة، الكرم، طول الأناة، التواضع وما إليها. لك أن تنظر أنت إلى نواة الميزة التي فيك وأن تركّز جهودك عليها. فإن كنت موهوبًا فاصقل الموهبة صقلاً عظيمًا وبالغ في ذلك تأتك من بعده فضائل أخرى، بسبب من القاعدة المعروفة عند الروحيّين، وهي تماسك الفضائل أو جذب الواحدة للأخرى.

عقيدتنا أنّ ما من موهبة إلّا من الله. لكن، رجاؤنا أنّ الإنسان بنعمة ربّه قادر على الاستثمار والتنمية حتّى لا يغضب الربّ، ولا تنقطع أنت عن الميل إليه واستطياب وصاياه. غير أنّ الهدف من تعميق الخصال الحسنة فينا ليس تجميل النفس واستلذاذها فالصالحون لا يتفرّجون على فضائلهم في مرآة، ولكنّ الغاية من التحسين طلب الحرّيّة الداخليّة. ذلك بأنّ التحرّر من الرذائل هو وحده الذي يهبك القدرة على الخدمة. انسَ نفسك وجمالاتك واذهب إلى الذين لا جمال فيهم، إلى المعوّقين والذين لا ينتبه إليهم أحد، وقد لا يعرفون أنّ لهم إلهًا لأنّ من لا يحبّه أحد لا يعرف أنّ الله داخل معهم في علاقة. أحبب فيقول لك الله لا اليوم ولكن في اليوم الأخير إنّك ظننت أنّك تحبّ المحروم. في الحقيقة أنت كنت تحبّني أنا. تعال إلى قربي كثيرًا واجلس هنا ملاصقًا للعرش.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة السجدة

التلميذ: ما هي «صلاة السجدة»؟

المرشد: هي صلاة غروب اثنين العنصرة. تقيمها الرعايا يوم أحد العنصرة فورًا بعد القدّاس الإلهيّ بداعي تجمّع المؤمنين فيها. نسجد في هذه الصلاة على الرُكَب لأنّها صلاة توبة. فالذي يتوب ويعود إلى الله ينزل عليه الروح القدس. لا نستطيع أن نشترك في هذا العيد إلّا إذا طهّرنا أنفسنا من الخطيئة حتّى نستطيع أن نستوعب الروح القدس. لهذا سوف نتوب في خدمة الغروب، سوف نركع لندلّ على التوبة فينزل الروح القدس أيضًا علينا ويُجدّدنا، فيتحقّق فينا القول: «تُرسِلُ روحَكَ فيُخْلَقون وتجدّد وجه الأرض».

التلميذ: ما معنى حلول الروح القدس؟

المرشد: حلّ الروح الإلهيّ بشكل ألسِنَة من نار على التلاميذ. كان فوق كلّ تلميذ لسانُ من نار. وهذا يعني أنّ الذي عنده المسيح هو ملتهب بمحبّة يسوع وقادر على أن يعطي هذه المحبّة للآخرين. هذا هو الروح القدس. عندما نكون مُولِّدِين للقوّة الروحيّة فينا وفي الناس، نحقّق قول الإنجيل: «إنّ المؤمن تجري من بطنه أنهار ماء حيّ»، فيولّد ينبوعًا يولّد القداسة في ذاته وفي الآخرين.

التلميذ: ما هي وظيفة الروح القدس؟

المرشد: الشيء الأوّل أنّه يتمّم الأسرار، كالمعموديّة والقربان والتوبة وبقيّة الأسرار والميرون. هذه يعملها الروح القدس في الكنيسة لأنّ المسيح صُلِب وقام، وبمفعول قيامة المسيح وصعوده إلى السماء جاء الروح القدس على الكنيسة. أطلَقَ يسوعُ الروحَ على العالم فهبّت الروحُ المسيحيّة في العالم. والشيء الثاني هو القداسة التي يجب أن تحصل للمؤمن الحقّ، بعطاء الروح القدس النعمة، كلّ نعمة، للناس. فنعمة التواضع أو نعمة المحبّة أو نعمة العفّة أو نعمة الكرم هي عطيّة من الروح.

 

رئاسة أساقفة أوخريد

بتاريخ ٥ حزيران ٢٠٢٢، وخلال القدّاس الإلهيّ في بلغراد، سلّم غبطة البطريرك الصربيّ بورفيريوس طرسَ الاستقلال الذاتيّ الكامل إلى رئيس أساقفة أوخريد المطران إستفانوس. أتت هذه الخطوة استكمالًا لاستعادة الشركة مع هذه الكنيسة التي حصلت في ١٦ أيّار المنصرم بقرار من مجمع الكنيسة الصربيّة، بمنح هذه الكنيسة الاستقلال الذاتيّ، الذي تمّ الإعلان عنه خلال الخدمة المشتركة بين البطريرك الصربيّ ورئيس أساقفة أوخريد، التي أقيمت في كاتدرائيّة القدّيس سابا في بلغراد بتاريخ ٢٤ أيّار المنصرم. يُذكر في هذا المجال أنّ الكنيسة الصربيّة كانت قد منحت في ستّينات القرن الماضي هذه الكنيسة الإدارة الذاتيّة، ولكنّ هذه الأخيرة رفضتها وأعلنت استقلالها الذاتيّ الذي لم تعترف به الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة ما جعلها في حالة انشقاق.

وتنتظر هذه الكنيسة، بعد الانتهاء من جميع الإجراءات الإدارية بينها وبين الكنيسة الصربية، أن تحصل من البطريرك القسطنطيني على طرس معترف به من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة، بالاستناد إلى المسؤولية القانونية والتاريخية الممنوحة لقداسته، بحيث يسطّر حقيقة قبول ملء الكنيسة الجامعة لهذا الواقع الجديد، والذي يتمثّل بقبول كل الكنائس المحلية له واعترافها به.

Last Updated on Friday, 10 June 2022 12:49