ocaml1.gif
العدد ٢٨: باكورة مستمرّة لإيمان يهزّ أعماق الله Print
Written by Administrator   
Sunday, 10 July 2022 00:00
Share

باكورة مستمرّة لإيمان يهزّ أعماق الله
الأحد ١٠ تمّوز ٢٠٢٢  العدد ٢٨ 

الأحد الرابع بعد العنصرة

القدّيس يوسف الدمشقيّ،

الشهداء الـ٤٥ الذين استُشهدوا في أرمينية

 

كلمة الراعي

باكورة مستمرّة لإيمان
يهزّ أعماق الله

باكورة مستمرّة لإيمان يهزّ أعماق الله«أنا آتي وأشفيه» (متّى ٨: ٧) إعلان يلخّص سرّ التجسّد الإلهيّ، أطلقه يسوع جوابًا عن التماس قائد المئة منه أن يشفي غلامه المريض. في هذا الإعلان، عبّر يسوع عن إرادة أبيه السماويّ وتدبيره الخلاصيّ والتزامه تحقيقهما. نعم، الله يبادر نحو الإنسان، وهو يبادر من أجل خلاصه بدافع المحبّة التي يكنّها له. إنّه «النّير الهيّن والحمل الخفيف» الذي يحمله يسوع، فهو يجد «راحته» في خدمة الإنسان. 

على الجهة المقابلة لهذا الإعلان، يقف مَن يتلقّفها فاتحًا لأترابه عهدًا جديدًا مع الله، عهد استقامة نادرًا ولافتًا لكونه الأوّل في العهد الجديد. فقائد المئة هو رجل آتٍ من الأمم، ستلحق بركابه امرأة، هي المرأة الكنعانيّة، كما جاء في إنجيل متّى. لم يحفظ العهد الجديد اسمهما، فهما، على كلّ حال، لن يكونا الوحيدَين، بل هما فاتحة رحم لحلقة من المؤمنين على غرارهما، يتحلّون بإيمان سيهزّ أعماق الله، بحيث سيتكرّر سماع تطويبة يسوع لقائد المئة والتي أطلقها على مسامع ملّة اليهود: «لم أجدْ ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا» (متّى ٨: ١٠).

مَن هو هذا قائد المئة؟ لم يجثُ أمام يسوع ولا استجداه كما حصل مع المرأة الكنعانيّة، لكنّه مثلها أخذ على نفسه، منذ البدء، أن يقف أمامه عريانًا من كلّ اعتبار شخصيّ. عرّى نفسه من أيّة كرامة أرضيّة، فلم يظنّ نفسه مستحقًّا لها بداعي رتبته أو سلطته أو مآثره أو موقعه. وهو في الوقت عينه، لم يتخلَّ عن حمل نير المسؤوليّة، وأن يقوده حسّ المسؤوليّة هذا في رعاية الانضباط الذي يعيشه في إطار خدمته العسكريّة، ويقود الآخرين إلى أن يتحلّوا به. هذا كلّه شكّل منطلقَه إلى يسوع، وصار في نور أضاء به العهد الجديد كلّه بنعمة الإيمان. ببساطة القول، اتّخذ هذا القائد من خبرته منطلقًا ليعترف بسلطان يسوع المطلق وقدرته وخضوع كلّ شيء لمشيئته. وهو وضع نفسه وغلامه تحت قبّة صلاح الضابط الكلّ من دون تردّد ومن دون انقسام في نفسه. وأظهر استعدادًا كلّيًّا لتقبّل مشيئة الله كيفما ومتى تعلن عن ذاتها. فهي مقبولة ومرحّب بها في القلب والوجدان والحياة. هذا هو البيت الذي شاء قائد المئة أن يستقبل فيه يسوع، عوضًا من بيته الحجريّ.

أظهر لنا هذا القائد، من حيث لا يدري، الأرضيّة الصالحة لاستقبال يسوع. فهو من جهة، عبّر عن عدم استحقاق أيّة كرامة لشخصه أو بيته، لكنّه في الوقت ذاته، كنَّ كلّ الثقة والاحترام والتقدير والتكريم لـمَن أتاه شافيًا غلامه. دخل الإيمانَ من بابه الواسع، باب معرفة الذات على حقيقتها ومعرفة الله الضابط الكلّ، وباب الطاعة له بتسليم كلّيّ لإرادته وثقة تامّة به.

هذا كلّه كان بدء مرحلة جديدة أعلنها يسوع على الملء. أوّلًا، على ملء الذين كان عليهم أن يستقبلوه بانفتاح قلب، أبناء ملّة اليهود، لكنّهم أعرضوا عنه؛ وثانيًا، على ملء البشريّة التي سيتقّدم كثيرون إلى يسوع بإيمان مماثل لإيمان قائد المئة ويستحقّون، مثله، أن يطوّبهم يسوع لإيمانهم. وما تنبّأ به يسوع تحقّق في تاريخنا البشريّ، حيث تحفل كنيستنا بذكرى الكثيرين من الذين أتوا إلى المسيح وأتوا إلى أترابهم بنور المسيح وجعلوا التاريخ البشريّ ساحة لفيض هذا النور فيها بفضل شهادتهم اليوميّة، خدمتهم وصلاتهم، وصارت تُعرف طلباتهم لدى الله شفاعةً حارّة غير مردودة ختم الربّ عليها بقوله: «اذهبْ وكما آمنتَ ليكنْ لك» (متّى ٨: ١٣).

بالفعل، كان قائدُ المئة مع المرأة الكنعانيّة باكورةَ الآتين من الأمم، الذين حصدوا «تعجّب» يسوع، وأظهروا مجد الكنيسة التي كشف يسوع النقاب عنها، لـمّا تحدّث عن الذين «يتّكئون مع إبراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات» (متّى ٨: ١٠ و١٢). هؤلاء جميعًا هم شهود على ربوبيّة الله وسيادته، ومعاونون مخلصون وشفعاء حارّون في خدمة الخلاص، فاستحقّوا أن يبرزهم يسوعُ كختم صادق وأبديّ لسرّ تدبيره بيننا.

هلّا سألنا إذًا قائد المئة أن يشفع من أجل شفائنا من ضعف إيماننا؟ هلّا تعلّمنا أن نحمل هذا الإيمان إلى سوانا حتّى يأتوا إلى المسيح ويصيروا من أهل بيت الله؟ هلّا رفعنا الصلاة من أجل عالمنا قبل أن يغرق في «الظلمة الخارجيّة» حيث «البكاء وصرير الأسنان» (متّى ٨: ١٣)؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٢٤:١١-٢٦ و٢٦:٢٤

يا إخوة، بالإيمان موسى لما كَبُر أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارًا الشقاء مع شعب الله على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة، ومعتبرًا عار المسيح غنى أعظم من كنوز مصر، لأنّه نظر إلى الثواب. وماذا أقول أيضًا؟ إنّه يَضيق بي الوقت إن أَخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا الممالك، وعمِلوا البِرّ، ونالوا المواعد، وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار، ونجَوا من حدّ السيف، وتقوّوا من ضعف، وصاروا أشدّاء في الحرب، وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل؛ وآخرون ذاقوا الهُزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم معوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالَم مستحقًّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل: ألّا يَكْمُلوا بدوننا.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٥-١٣

في ذلك الزمان، دخل يسوع كفرناحوم فدنا إليه قائد مئة وطلب إليه قائلًا: يا ربّ إنّ فتايَ مُلقى في البيت مخلّعًا يُعذّب بعذاب شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأشفيه. فأجاب قائد المئة قائلًا: يا ربّ لستُ مستحقًّا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإنّي أنا إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائت فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونه: الحقّ أقول لكم إنّي لم أجد إيمانا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمّا بنو الملكوت فيُلقون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثمّ قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

 

معنى المواطنة في فكر المطران جورج خضر

المواطنة في فكر جورج خضر «محاولة جدّيّة، حثيثة، تقيّة للاعتراف بزوال الباطل في التكوينات والمسؤولين»، كيلا يبقى لبنان «حلمًا لا تدركه». فالمواطنة ليست الانتماء إلى فئات اجتماعيّة مختلفة «كطوائف لبنان التي لها أحزابها». هي عدم اختلاف الرأي باختلاف الطوائف في «إدارة الكهرباء أو المديونيّة العامّة أو الموقف من إسرائيل». هي التلاقي خارج منطق القوّة «عدديّة كانت أو غير عدديّة». فالآخر «ضروريّ حتّى التنفس». أمّا «التمسّك الأرضيّ بالطائفة» فيبطل «التمسّك بالجماعة كلّها». يرى في إرادة سيطرة مجموعة على المجموعات الأخرى إلغاء للآخر، وفي «استثارة الغرائز الطائفيّة» إبطالًا للوطن. أمّا «حلف الطوائف» فيغتال الوطن «إلى الأبد». «التشرذم» و«عودة الشهوات» هما «حكم القوّة المفروضة خارج نظام الوفاق»، ونكران «للدولة الحديثة». أمّا هدفه فهو بناء مدينة الله على هذه الجبال وفي السواحل كيلا نبقى «على هامش الزمان الفاعل»، كيلا يأكلنا «غيابنا ونسقط في العدم». أمّا بناء البلد فيتطلّب أجيالًا «لكنّ الوقت وقت بدء وهذا كلّه على الرجاء».

المواطن في فكر المطران جورج خضر هو «عضو في مجتمع وطنيّ واحد ليس مؤلّفًا من أجزاء دينيّة». لذا، فهو يدين الطائفيّة ويعتبر أنّ «كلّ الطائفيّات جريمة، وكلّ الطائفيّات فتن وحروب أهليّة»، لكنّه يميّز ما بين الانتساب الدينيّ والطائفيّة. فالانتساب الدينيّ بالنسبة اليه ليس جريمة و»لكنّه لباس تتّخذه الجريمة الكامنة في النفس». يعتبر أنّ «إلغاء الطائفيّة السياسيّة لن يحلّ مشكلة أساسها في تصرّفات السياسيّين». فالمشكلة هي» أنّ استغلال الطوائف في لبنان أدّى إلى مآزق شتّى»، وإلى استفادة الدول الأجنبيّة من هشاشة التركيبة اللبنانيّة الطائفيّة لخدمة مصالحها. المشكلة كما يراها هي في تصرّفات السياسيّين الذين يستغلّون الطوائف. ويدعو إلى إعطاء ضمانة إلى المسيحيّين من مساوئ الأكثريّة العدديّة، في حال أُلغيت الطائفيّة السياسيّة.

يرى المطران جورج خضر لبنان «صيغة» تحتاج إلى «طهارة بحيث تكون الدولة نظيفة وحامية لمواطنيها من دون أن يكون لها لون طائفيّ». فالدولة بالنسبة إليه يجب أن تكافح الظلم والسرقة والهدر... وكلّها شروط غير متوافرة حتّى الساعة». إلّا أنّه يحلم بتطبيق قانون مدنيّ يتساوى أمامه اللبنانيّون». فتلغى الطائفيّة، ويبقى الإيمان.

يُوصّف الأرثوذكس بالعلمانيّين استراتيجيًّا، والقائمين في النظام الطائفيّ حاليًّا. يقول إنّهم «مشاركون فيه عن غير سوء نيّة ولا عصبيّة لكونه الوجه الحاليّ للدولة». فالأرثوذكس لا يستطيعون، تاريخًا ولاهوتًا، «أن يكونوا حزبًا ملّيًّا يستمدّ توجيهًا والتزامات سياسيّة واحدة من الأساقفة» أو من سياسيّ. فهم «مجتمع كنسيّ» له وجه حضور في السياسة مع الكلّ ومن أجل الكلّ، «انطلاقًا من التزامهم الإيمانيّ». لذا، فهو يدعوهم إلى المواطنة الكلّيّة. ويحذّرهم من التيّارات التي تمجّها النفس اللبنانيّة: «التقسيم، التقاسم، الانغلاق المناطقيّ». يقول عن العيش المشترك، إنّه «المكسب الراهن» الذي حرّرنا من تنظير «أفرزته تلك الحرب التي لا أعرف واحدًا يزكّيها اليوم». في فكره دعوة إلى «حلف موضوعيّ بين الروحانيّين والمفكّرين الليبراليّين بحيث يلتقون كلّ، انطلاقًا من موقعه».

ما أحوجنا إلى إعادة تظهير فكر من بلغ التاسعة والتسعين في أزمنة التخبّط والضياع. إنّنا بالفعل نحتاج إلى ومضة. نحتاج إلى بوصلة. فشكرًا سيادة ملاك الأبرشيّة على الفسحة.

 

القدّيس يوسف الدمشقيّ

في الثامن من تشرين الأوّل السنة ١٩٩٣، أعلن الـمجمع الأنطاكيّ الـمقدّس قداسة الخوري يوسف مهنّا الحدّاد على اسم يوسف الدمشقيّ. ونشر الـمجمع سيرته ووُضعت خدمة إلهيّة لتكريمه، وذلك في ذكرى استشهاده في العاشر من تمّوز السنة ١٨٦٠. استخلص المطران جورج خضر أربع عبر من سيرته وهي:

أوّلًا: القدّيس يوسف الدمشقيّ لم يكتف، كمعظم زملائه في ذلك العصر، أن يكون مقيمًا للخدمة الإلهيّة، ولم ير تناقضًا بين العنصر العقليّ، الذي كان دأبه، وعنصر التقوى التي نشأ عليها. كان موقنًا أنّ التحصيل اللاهوتيّ الكبير جزء من التقوى حسب وصيّة الرسول: «أعكف على القراءة». فالـمؤمن يغتذي من كلمة الله وأعداء الإيمان كثيرون. أما قال الربّ يسوع: «الكلام الذي أكلّمكم به هو روح وحياة»؟ درس يوسف الدمشقيّ اللاهوت على نفسه، وبه دحض حجّة الـمخاصمين. ولا ريب في أنّ من أسباب موته أنّه كان يدافع عن الإيمان بالكلام. فسلوك الفضائل الإنجيليّة مشعّ وبنّاء. وأمّا الذين يتعبون بالكلمة فلهم كرامة خاصّة وينادي بها بولس. هذا فكره العظيم والدقيق والصعب الـمنال بقي لنا نبراسًا في الرسائل التي تركها لنا. إنّه من الـمصطنع أن نرى في الكنيسة اليوم تيّارًا معرفيًّا وتيّارًا تقويًّا. هذه الازدواجيّة لا نعرفها عند أحد.

ثانيًا: يوسف الدمشقيّ- كما يقول الأب توما البيطار - كان «دؤوبًا في موآساة البؤساء وتسلية الحزانى ومعاضدة الفقراء وتقوية المرضى». بلغة اليوم كان عاملًا اجتماعيًّا. وهذا ما فعله باسيليوس الكبير قبله الذي استطاع، في تكامل عظيم، أن يكون لاهوتيًّا كبيرًا وناسكًا وأسقفًا وقائمًا بأعمال رحمة، مذهلًا. ونحن نعرف كيف أنّه كان يؤسّس على اللاهوت محبّته للمحتاجين. إنّ الـمسيحيّة كلّ متكامل في الشخص الواحد، ولئن كان بعضنا أقوى في اللاهوت وبعضنا بالطهارة، والآخرون بافتقاد الأرامل والأيتام ومن إليهم.

ثالثًا: كان القدّيس يوسف الدمشقيّ فقيرًا، ولا نرى اليوم إلّا قلّة منّا تحبّ الفقر والفقراء. الذي اقتبل الإنجيل يعرف أنّه إنجيل الفقراء وإذا تخصّص للمسيح في الكهنوت فلا يقلق من قلّة الرزق أو الراتب. من تطوّع للكهنوت واختير له إنّما يعشق الفقر طريقًا إلى الحرّيّة. لا يجوز للكاهن أن يطلب البحبوحة والرفاهية وإن كان واجب الرعيّة أن تحرّره من العوز.

رابعًا: بروز يوسف الدمشقيّ على الخصائل الحميدة الكثيرة، ونشاطه الـمتعدّد الجوانب، يدلّنا على أنّ كنيستنا عرفت النهضة في كلّ عصورها. فخطّ النهوض وخطّ الانحطاط قائمان دائمًا بالتوازي، كما أنّ الزؤان والحنطة في حقل واحد.

لا يكفي أن يعلن المجمع المقدّس أنّ لنا مطوّبين في الملكوت. الـمهمّ أن نحبّهم ونقتدي بهم وأن نخرج من شقائنا بالبرّ ومعرفة التراث الرسوليّ بحركة واحدة.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التسبيح المثلّث القدّوسات

التلميذ: ما هو التسبيح المثلّث القدّوسات؟

المرشد: هي الصلاة التي تدخلنا في السرّ الإلهيّ للحياة الثالوثيّة والتي مطلعها: «قدّوس الله، قدّوس القويّ، قدّوس الذي لا يموت، ارحمنا». نُعلِّمها للصغار مع تعليمهم رسم إشارة الصليب بالأصابع الثلاث مجتمعة: أقانيم ثلاثة، إله واحد.

التلميذ: ما هو مصدر هذه الصلاة؟

المرشد: تعود جذور هذه الصلاة إلى نشيد الملائكة الذي سمعه النبيّ إشعياء (إشعياء ٦: ٣) في سنة وفاة الملك عزَّيَّا، ثمّ سمعه من جديد الرسول يوحنّا أثناء الوحي الذي هبط عليه في جزيرة بطمس، ونجد شرحها في قطعة من خدمة مساء العنصرة: «هلّموا أيّها الشعوب، نسجد للاهوت ذي الثلاثة أقانيم...».

التلميذ: إلى مَن نتوجّه بهذه الصلاة؟

المرشد: نكّرر هذه الصلاة ثلاث مرّات أينما وردت في صلواتنا. كلُّ أقنوم إلهيّ متميّز عن سواه من الأقانيم، غير أنَّ هناك تبادلًا أبديًّا بينها. نتوجّه إلى كلّ من هذه الأقانيم على حدة. نتوجّه بـ «قدوس الله» إلى الآب بنوعٍ خاصّ؛ أمّا بعبارة «قدّوس القويّ» فنتوجّه إلى الابن (العبارة «الإله القويّ» مقتبسة من إشعياء ٩: ٦)؛ بينما بعبارة «قدّوس الذي لا يموت» فنتوجّه إلى الروح القدس، الذي ينعته «دستور الإيمان» بالخالق والمحيي.

التلميذ: كيف نخاطب الثالوث؟

المرشد: تنتهي الصلاة بطلب «ارحمنا». فبعد أن خاطبنا كلّ أقنوم على حدة ونسألهم الاستغفار والرحمة. نلاحظ أنّ المخاطبة تتمُّ بصيغة المفرد (ارحمنا وليس ارحمونا)، لأن ليس هناك إلّا إله واحد. ثمّ يليها تمجيد لكلَّ أقنوم بقولنا: «المجد للآب والابن والروح القدس...». وبعد ذلك نخاطب الأقانيم الثلاثة معًا: «أيّها الثالوث القدّوس، ارحمنا، ...»، ونسألهم الاستغفار والرحمة، مُسَمِّين كلَّ أقنوم «يا ربّ»، لأنَّ «الثلاثة» هم الله، وأخيرًا نُمجّدهم من جديد قبل قول «الصلاة الربّيّة».

Last Updated on Friday, 08 July 2022 14:33