ocaml1.gif
العدد ٣٠: صلاح الله وحاضنته في أفكار تلاميذه Print
Written by Administrator   
Sunday, 24 July 2022 00:00
Share

raiati website copy
الأحد ٢٤ تمّوز ٢٠٢٢ العدد ٣٠  

الأحد السادس بعد العنصرة

الشهيدة خريستينا الصوريّة

 

كلمة الراعي

صلاح الله
وحاضنته في أفكار تلاميذه

صلاح الله وحاضنته في أفكار تلاميذه في حادثة شفاء المخلّع، يتجلّى أمامنا وجها مساهمتنا وتعطيلنا عمل الله بيننا وفينا، بحيث يصير موقفنا الداخليّ محكًّا يتوقّف عليه مصيرنا ومصير سوانا لجهة الخلاص. كشفت الحادثة موقفنا الروحيّ عبر وقائع حياتنا اليوميّة ونوعيّة الأفكار التي نختزنها والأحكام التي نطلقها على الأشخاص أو الحوادث، لا سيّما على الله نفسه، وكيفيّة تأثيرها في محيطنا المباشر بشكل سلبيّ أو إيجابيّ، مثمر أو مضرّ، محيٍ أو قاتل.

مواكبتنا حادثة الشفاء تُظهر ما اعتمل رفاق المخلّع من فكر صالح كان له الأثر الأكبر في لفت انتباه يسوع إلى نوعيّته وطبيعته، «فرأى إيمانهم» (متّى ٩: ٢). حملت أفكارهم الصلاح الذي على أساسه لاقاهم يسوع بصلاحه الكلّيّ، فأغدق به على المخلّع بأن غفر له خطاياه.

على المقلب الآخر من الحادثة، تنبّه يسوع إلى واقع روحيّ آخر، غير مُعلَن عنه جهارًا، لكنّه مضمور في نفوس الكتبة، الذين أدانوا يسوع بالتجديف على خلفيّة ما قام به. إنّه واقع روحيّ يعطّل عمله ويحرّف قصده ويضلّل مَن يأخذ به، وهو، في نهاية المطاف، قاتل للإنسان بالمقابلة مع الصلاح الذي يحرم منه نفسه، وتاليًا يحرم الآخرين منه معه. استوقف يسوعُ أصحابَ هذا الواقع الروحيّ بأن كشفه لهم: «لماذا تفكّرون بالشرّ في قلوبكم؟» (متّى ٩: ٤).

بين هذَين الواقعَين، وقف يسوعُ يعلن لنا عن هويّته ويؤكّدها لنا: «لكي تعلموا أنّ لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا» (متّى ٩: ٦). فمثل هذا الكشف حريّ به أن يغيّر موقفنا الداخليّ ويغيّر طبيعة أفكارنا ونوعيّتها، بحيث تتطهّر هذه بالإيمان به وتستنير بفعل عمل غفران الخطايا في نفوسنا والممنوح منه مجّانًا. فالإنسان الجديد ليس حصرًا ذاك الخالي من العاهات والأمراض الجسديّة أو النفسيّة، بل ذاك الذي، وإن كان معتلًّا، فهو منتصب القامة روحيًّا لكونه مؤمنًا بابن الله وطالبًا إليه غفران خطاياه وباحثًا عن صلاح الله وعاملًا من أجل أن يتحقّق في حياته وحياة أترابه.

كشف يسوع عن بذار الصلاح في قلب رفاق المخلّع، فدعم براعمها في نفس المخلّع وشجّعه على المضيّ فيها قدمًا بأن ناداه: «ثِقْ يا بنيّ» (متّى ٩: ٢). لقد مهّد الرفاقُ الطريقَ بينما عمد يسوع إلى تعبيده بحيث يصير سالكًا أمام المخلّع وأمامنا. نعم، عمليّة ترميم الإنسان الجديد تشمل علاقته بربّه على نحو لم يألفْه الجنس البشريّ، وذلك قبل أن تشمل حاجات الجسد والمعيشة وسواها، ولكن من دون الازدراء بها أو إهمالها. فمصالحة الإنسان بالله أولويّة، تفوق أيّة حاجة أخرى وتسبقها. فغيابها هو العلّة الكبرى في حياة الإنسان، بينما إشعاعها مصدر حياة وصحّة، لا بل بالأكثر مصدر نِعم كبرى، أسماها التمييز الروحيّ بين الخير والشرّ.

في ختام حادثة الشفاء، يرسل يسوعُ المخلّعَ فقط إلى بيته دون سواه من الحاضرين والشهود. بات هذا الإنسانُ الجديد خميرة صالحة في بيئته يمكن ليسوع أن يعتمد عليه ليخمّر العجين كلّه. فخبرة طاعته لكلمة الله بأن يقوم ويحمل سريره ويمشي، والتي ترافقت مع ثقة وضعها في يسوع وقبوله عطيّة غفران الخطايا بقلب غير متردّد، وضعتنا أمام شاهد حيّ على عمل يسوع فينا وبيننا.

تحتاج الكنيسة إلى مثل هؤلاء الشهود ليسوع وعمل الروح القدس وتدبيره الخلاصيّ، وإلى جماعة حاضنة لهذا العمل تحمله إلى سواها، لا سيّما مـمّن ينتظر أن يمتدّ يسوع إليهم بواسطتنا وعبر شهادتنا. هذا كلّه يصير هنا وثمّة على وقع مَن يدين ويحكم في عمل الله بيننا، بقصد أو بغير قصد، عن معرفة أو عن جهل، ولكن من دون حكمة أو تمييز، لأنّه لم يطلبها من معطيها ولا اقتناها بالإيمان، بل اكتفى بأن يبقى على مستوى ما تفرزه أفكاره من معطى بشريّ مطعَّم بالأهواء، من دون أن تتطهّر بنعمة الله وتخدم قصده وصلاحه.

«لماذا تفكّرون بالشرّ في قلوبكم؟»، سؤال حريّ بنا أن نأخذه على عاتقنا فنفحص على أساسه أحاديثنا بشأن كلّ ما يمتّ إلى العمل في كنيستنا بحيث نصلح منطلقات أفكارنا ودوافعنا فيها، فتصير مثمرةً بالصلاة لـمَن نتناولهم في أحاديثنا، ولربّما أيضًا بظنِّنا ونقدِنا وأحكامنا، ونأتي بهم من القلب إلى المسيح ليسكب عليهم روحه القدّوس ويكونوا أفضل خدّام له في تحقيق قصده ويعطوا مجدًا لله. هلّا وجدنا في هذا التحوّل الدواء الذي يشفي عجزنا الروحيّ، أو تقاعسنا عن تلبية نداء الثقة الذي يوجّهه يسوع إلينا، أو تعطيلنا عمله بيننا وبين أترابنا؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٢: ٦-١٤

يا إخوة إذ لنا مواهب مختلفة باختلاف النعمة المعطاة لنا فمن وُهب النبوءة فليتنبّأ بحسب النسبة إلى الإيمان. ومن وُهب الخدمة فليلازم الخدمة، والمعلّم التعليم، والواعظ الوعظ، والمتصدّق البساطة، والمدبّر الاجتهاد، والراحم البشاشة. ولتكن المحبّة بلا رياء. كونوا ماقتين للشرّ وملتصقين بالخير، محبّين بعضُكم بعضًا حبًّا أَخويًّا، مبادرين بعضُكم بعضًا بالإكرام، غير متكاسلين في الاجتهاد، حارّين بالروح، عابدين للربّ، فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة، مؤاسين القدّيسين في احتياجاتهم، عاكفين على ضيافة الغرباء. باركوا الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا.

 

الإنجيل: متّى ٩: ١-٨

في ذلك الزمان دخل يسوع السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته. فاذا بمخلّع ملقًى على سرير قدّموه إليه. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: ثق يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. فقال قوم من الكتبة في أنفسهم: هذا يُجدّف. فعلم يسوع أفكارهم فقال: لماذا تفكّرون بالشرّ في قلوبكم؟ ما الأيسر، أن يقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم فامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمخلّع: قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام ومضى إلى بيته. فلمّا نظر الجموع تعجّبوا ومجّدوا الله الذي أَعطى الناس سلطانًا كهذا.

 

الطهارة في السياسة:

من وحي قول للمطران جورج خضر

في الثامن عشر من شباط من العام ١٩٩٥ كتب المطران جورج خضر: «الإنسان يجيء من الطهارة إلى التركيبة السياسيّة في حين أنّ أعظم تركيبة حقوقيّة لا تنقّي فيك ذرّة» (مع الطائفيّة وإزاءها، لبنانيّات، ص ٤٥). آنذاك، كان لبنان يعيش هوس إعادة الإعمار بعد انقضاء الحرب الأهليّة، وكانت الأحلام الكبرى عن الوطن الذي يسترجع دوره في العالم العربيّ في أوجها. لكنّ جورج خضر كان يرصد يومذاك ما كان عليه كُثُر من الناس من فقر وفاقة. وكان يدرك أنّ المشروع الرأسماليّ الذي صاحب حركة إعادة الإعمار مآله السقوط ما لم يقترن بوضع مداميك ممارسة سياسيّة تستند إلى الأخلاق. جورج خضر اللاهوتيّ لا يلتزم بمصطلحات الفلسفة الاجتماعيّة. لذا، هو لا يستخدم لفظ «أخلاق»، بل يأخذ الأشياء إلى دلالاتها الأخيرة ويتحدّث عن الطهارة. والطهارة هي الموقف الأخلاقيّ الأقصى حين يتجلّى الإنسان ويصبح شفّافًا كالبلّور.

اللافت في قول جورج خضر المشار إليه أعلاه أنّ كاتبه استبق نقاشًا يخاض اليوم في بلدنا في ما إذا كان الدستور سيّئًا، وفي ما إذا كان ينبغي إعادة النظر فيها أو تعديله أو استبداله بدستور آخر يؤسّس لعقد اجتماعيّ جديد بين المواطنات والمواطنين. ليس من النادر أن تحدث مثل هذه النقاشات في الأزمنة الصعبة. فالأزمات غالبًا ما تحدو البشر إلى إعادة التفكير في كلّ شيء، وإلى وضع الأسس التي يقوم عليها متَّحدهم الاجتماعيّ تحت مجهر النقد. هذا التفكير في ذاته ليس أمرًا سيّئًا. لكنّه ربّما يفضي إلى استنتاجات خدّاعة إذا لم نتبصّر في الحقيقة التي عبّر عنها جورج خضر قبل أكثر من خمس وعشرين سنة: الأساس في الممارسة السياسيّة ليست الدساتير، وليست التركيبات الحقوقيّة مع ما يمكن أن تنطوي عليه من التباسات وثغرات يجب إصلاحها، بل الأساس هو اعتصام مَن ينكبّ على العمل السياسيّ بالأخلاق. أن يكون الإنسان الذي يمارس السياسة، سواء كان رجلًا أو امرأة، ذا أخلاق رفيعة، أن يكون متعفّفًا عن المال ولو اضطرّ إلى استخدام الكثير منه، أن يكون مقاومًا للرشوة، أن يعرف أنّ معنى ممارسته السياسيّة يكمن في خدمة الناس، ولا سيّما الفقراء والضعفاء، أن يلجأ إلى اللغة لا ليكذب على البشر، بل لكي يسرّ إليهم الحقيقة كما هي، أن يعلّي مصلحتهم فوق مصالحه الشخصيّة ومصالح مَن يحيط به من أصحاب وأقارب، أن يكون، بكلمات جورج خضر، «طاهرًا»، وأن يأتي إلى التركيبة السياسيّة من هذه الطهارة، هذا هو مسوّغ الممارسة السياسيّة ومعناها الأخير. وإذا لم يتوافر هذا الشرط في السياسيّ، فإنّ أفضل دساتير العالم ومنظوماته الحقوقيّة يعجز عن إصلاح أوضاع المجتمع.

هذا لا يستتبع، طبعًا، أنّ هذه المنظومات مُنزَلة، ثابتة، غير قابلة للتعديل. فهي من صنع الإنسان. وكلّ ما هو صنيعة الإنسان قابل للمساءلة والمراجعة والتحسين، حتّى إنّه لا مناص من تحسينه حتّى تأتي الدساتير والقوانين أكثر تطابقًا مع تطوّر حسّ الإنسان بالعدالة، وحتّى يكون هناك نصّ مرجعيّ جيّد يستند إليه البشر حين يختلفون، وحين ينحرفون. لكنّ الدساتير الجيّدة لا تصنع السياسيّين الجيّدين، بل وحده الاعتصام بالأخلاق يصقل الممارسة السياسيّة ويعيد إليها لمعانها بوصفها خدمةً للناس جليلةً تضرب جذورها في النزاهة العقليّة والروحيّة وتستند إلى الفضيلة. وحين تتكثّف الفضيلة في النفس الإنسانيّة، يصبح المرء طاهرًا، وجديرًا بأن يسوس الناس.

 

القديسة خريستينا

يصادف اليوم عيد القديسة خريستينا التي ماتت شهيدة في القرن الثالث. كانت تعيش في صور مع والدها القائد الجبّار أوربانوس ووالدتها أيام الإمبراطور الروماني سبتيموس ساويرس (١٩٤-٢١١). كانوا كلهم وثنيين، ولم يكن اسمها خريستينا بعد، لكنها سمّيت هكذا بعد أن تعرفت على المسيح وآمنت به. ولما كانت الفتاة جميلة جدًّا حبسها والدها في برج عالٍ حيث وفّر لها كل أسباب الرفاهية ووضع أصنامًا في غرفتها لتقدم لها العبادة يوميًّا. كانت خريستينا تقضي الوقت في تأمل الطبيعة التي كانت تراها من النافذة: الشمس والقمر والنجوم والنبات والحيوان والإنسان، وفهمت أن الأصنام التي يصنعها البشر لا يمكن أن تكون آلهة، وانه لا بد من أن يكون هناك إله خالق واحد. أتت نعمة الله عليها وقادتها إلى معرفة الحق. ثم أُرسل إليها ملاك علّمها كلما كانت قد شعرت به بطريقة غامضة في قلبها عن الله والخليقة، وأسماها خريستينا أي «مسيحية».

أتى والداها إليها وطلبا أن تقدّم العبادة للأصنام فرفضت وقالت أنها صارت تلميذة المسيح النور الحقيقي الذي أتى إلى العالم. بعد ذلك وبالرغم من كل محاولات والدها لاستمالتها، حطمت خريستينا كل الأصنام الموجودة في غرفتها. فغضب والدها وأرسلها إلى السجن والعذاب على أن يُقطع رأسها في الصباح التالي. لكنه مات في تلك الليلة عينها. أتى قائد مكانه اسمه ذيون فتابع تعذيب خريستينا عذابًا شديدًا بشتى الطرق، لكنه مات وبقيت القديسة صامدة. حلّ محلّه قائد اسمه يوليانوس فأمر بتعذيبها وقطع أجزاء من جسدها وحبسها في فرن متقد وطرحها في حفرة مع الحيّات والحيوانات المفترسة. كان العديدون يؤمنون بالمسيح لمشاهدتهم عذابات خريستينا ومثابرتها. أخيرًا قتلها الجنود، فنالت إكليل الشهادة وهي بعد صبية في مقتبل العمر.

 

من تعليم القديس نيقوديموس الآثوسيّ

- وإن قال أحدكم إنّه يستطيع أن يصلّي في بيته فلا حاجة له أن يذهب إلى الكنيسة، أجيبه على لسان القديس يوحنّا الذهبيّ الفم القائل: «لا تخدع نفسك، أيّها الإنسان. بلى، تستطيع أن تصلّي في منزلك، ولكنّ هذه الصلاة تفتقد إلى القوّة التي تتّصف بها الصلاة الجماعيّة حيث يوجد الكهنة والشعب المؤمن، وحيث تصعد طلباتك إلى السماء متّحدة بابتهالاتهم وصلواتهم».

- عندما ترى أيقونات القديسين، تذكَّر صلواتهم وشفاعتهم من أجلك أمام الله، ولا تنسى أنَّهم يحاربون إلى جانبك في الحروب الروحيَّة غير المنظورة. فقد سبق لهم أن حاربوا أثناء حياتهم بشجاعة وبسالة وهزموا الأعداء، فكشفوا لنا فنَّ الحرب. فإن أنت شعرت بمؤازرتهم في القتال، اعلمْ أنَّك ستنال الإكليل مثلهم، مع النصرة في المجد السماويّ الأبديّ.

- اعتادت العصافير ألا تعود إلى عشها عندما تراه خربة هكذا أيضا تبتعد الشياطين عن الذي يعترف باستمرار لأن الاعتراف المستمر يقضي على عشها وشبكتها كما أنَّ النور المخلوق يعطي النور لعينيّ الجسد الصحيحتين، كذلك أيضاً النور غير المخلوق يعطي النور للذهن النقي والقلب المستنير.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتيّب بعنوان «المناولة المقدّسة في زمن الكورونا»، ويتضمّن مقالات كتبتها مجموعة من المؤلّفين: المتروبوليت سلوان (موسي)، والأب ميخائيل (الدبس) كاهن رعيّة الميناء، وريمون رزق.

تقدّم تعاونيّة النور في هذا الكتاب ثلاثة نصوص كُتبت خلال فترة وباء كوفيد-١٩ الذي أوجعنا كثيرًا في أجسادنا ونفوسنا. تقارب هذه النصوص التساؤلات التي ظهرت حول انتقال العدوى التي هدّدتنا في اجتماعاتنا الليتورجيّة ومركزها الإفخارستيّا. ينظر المؤلّفون إلى الموضوع من زوايا مختلفة، يجمعها حبّهم للربّ يسوع الغالب، وحبّهم للإنسان الذي تنازل الله من أجله وأخذ طبيعته المكسورة لتكون له الحياة بوفرة.

يُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.

Last Updated on Saturday, 23 July 2022 12:14