ocaml1.gif
العدد ٣٢: الطريق إلى فيض عطيّة الله Print
Written by Administrator   
Sunday, 07 August 2022 00:00
Share

الطريق إلى فيض عطيّة الله
الأحد ٧ آب ٢٠٢٢ العدد ٣٢  

الأحد الثامن بعد العنصرة

الشهيد في الأبرار دوماتيوس

 

كلمة الراعي

الطريق إلى فيض عطيّة الله

الطريق إلى فيض عطيّة الله لمسنا عطيّة الله لنا في تجسّد ابنه الوحيد، وما توقّفت عطيّته عن أن تجذب كلّ مَن يكتشفها بالإيمان لِـما فيها من فيض يليق بالله نفسه. في هذا السياق، تندرج حادثة تكثير الخمس خبزات والسمكتَين لإطعام «خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد» (متّى ١٤: ٢١). لم يكن الفيض فيها مقتصرًا على توفير الطعام المادّيّ للجموع التي لحقت بيسوع، بل الأمر يتعلّق بشخص يسوع نفسه في تعاطيه معنا. ففي الوقت الذي يفيض فيه حنانًا وانتباهًا واحتضانًا وعنايةً، يكوّن يسوعُ شعبَ الله في خروجه معه إلى البرّيّة واتّباعه إيّاه في ترحاله حتّى يبلغ أرض الميعاد، تلك التي تعلنها الحادثة وترمز إليها: المائدة الافخارستيّة واشتراكنا فيها.

أمام الفيض القائم في هذه الحادثة، تستحوذ علينا الرغبة في أن نتكوّن مع تلاميذ يسوع الذين واجهوه بعجزهم أمام واقع الحال، وأشاروا عليه بالمخرج لحلّ الأزمة: «إصرفْ الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا» (متّى ١٤: ١٥)، بينما انتهز الفرصةَ ليكشف نفسه لهم، عبر حجاب الأعجوبة، ويقودهم إلى أن يتحوّلوا إلى واسطة يقود عبرهم كلَّ واحد منّا، فرادى وجماعة، إلى سرّ الفيض القائم فيه.

كيف لهذا التحوّل أن يحدث فينا فنتعاطى مع أزماتنا بالحكمة والنور اللَّذَين يسطعان في الحادثة؟ ربّ قائل إنّ حمل نير خدمة كهذه يحتاج إلى عناصر ثلاثة ليرتكز عليها وهي الفرح والسلام والحرّيّة.

الفرح هو ما يليق منّا بأن نلاقي عطيّة الله في حياتنا. يسوع نفسه هو عطيّة الآب إلينا، والروح القدس هو عطيّة الابن لنا أيضًا. في خبرة تكثير الخبز والسمك، يلاقينا الله في ضعفنا، ويعطينا حنانه من خلال عطف سكبه علينا بواسطة تكثير الخبز والسمكات. وهو، في الوقت عينه، يعلّم تلاميذه بأن يلامسوا حاجات أترابهم بنور جديد، هو نور الحنان تجاه القريب، وقدرة احتضانه في واقعه، وبلسمة معاناته بما توفّر من موارد. هذا كلّه ممكن أن ينمو طالما أنّهم يرفعون أنفسهم وواقعهم وأترابهم إلى نور الله، وذلك بالفرح القائم في الخدمة الملتزمة وجه الله ووجه القريب بآن. الفرح إذًا هو التعبير الحقيقيّ عن واقعنا الروحيّ في الخدمة.

أمّا السلام فهو ما يعكس تماسكنا الداخليّ ووحدة القوى التي يتألّف منها، والتي، بالإيمان، تمخر عباب التجارب والضيقات والأزمات، فتأتي خدمتنا من دون اضطراب أو غمّ، من دون تشتّت أو ضياع. فحمل نير الخدمة بسلام يعني عدم رضوخنا للحزن والخوف، أو استسلامنا للتذمّر والغضب، أو انجرارنا للإحباط واليأس، أو انفراط عقد الإيمان والرّجاء. بالأكثر، هذا يعني أنّنا حريصون على بوصلتنا الروحيّة في الخدمة، وعلى طلبنا الله في كلّ ما يحدث أو ما نأتي به. السلام إذًا هو التعبير الحقيقيّ عن وجهتنا الروحيّة في الخدمة.

ثمر الفرح والسلام هو الحرّيّة. والحرّيّة المقصودة هي أن نعطي ذواتنا حتّى النهاية في الخدمة، فلا يعيقنا شيء عن أن نعطي ذواتنا محبّة بالله وبالقريب. فلا يكون المرء عبدًا لشهوة، أو مقيّدًا بظرف، أو مرتهنًا لقوّة أو شخص. الحرّيّة هي سرّ عطيّة الذات الكاملة. علّمتنا الكنيسة أنّ تكثير الخبز والسمك إنّما يرمز إلى الوفر الحاصل بأن يمنح الربّ جسده ودمه مأكلًا ومشربًا للمؤمنين به. فهذا تكمن عطيّته الكاملة إلينا، إنّها عطيّة حياته الأبديّة لنا. الحرّيّة إذًا هي التعبير الحقيقيّ عن عطيّة ذواتنا الكاملة.

 أعطانا يسوع خبزًا في البرّيّة، وأعطانا بالأكثر ذاته مأكلًا ومشربًا في سرّ الإفخارستيّة، وأعطانا أخيرًا رسلًا يحملون إلينا خبز الحياة الأبديّة. كوّن شعبًا لله ومعه كوّن رسلًا يقودونه في برّيّة هذا العالم. وأعطى لكنيسته أن تصير المكان الذي فيه يفيض يسوع بنعمته على عالمه، وأن تعلّمنا سرّ السير معه في البرّيّة. إنّه سرّ الكينونة في فرح التلمذة، وسلام المعيّة، والحرّيّة القائمة في عطيّة الذات من دون رجعة. إن تأصّلت فينا أسس الفرح والسلام والحرّيّة، ساعتها فلنشكرنَّ الربّ لكونه كشف لنا سرّ «الطريق والحقّ والحياة» الكامن فيه، ولنفضْ شهادة لهذه الحقيقة في خدمة أترابنا وقصد الله منّا ومنهم. 

يا ربّ، الجموع جائعة، فاعطِنا أن ندرك قصدك في خدمتنا لهم، وهبْنا نورًا وقوّة وفهمًا لنخدمك فيهم!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ١: ١٠-١٧

يا إخوة أَطلب إليكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعُكم قولًا واحدًا وألّا يكون بينكم شقاقاتٌ بل تكونوا مكتملين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أَخبرني عنكم يا إخوتي أهل خُلُوي أنّ بينكم خصوماتٍ، أَعني أنّ كلّ واحد منكم يقول أنا لبولسَ أو أنا لأبلّوسَ أو أنا للمسيح. ألعلَّ المسيحَ قد تجزّأ. ألعلَّ بولسَ صُلِب لأجلكم، أو باسم بولسَ اعتمدتم. أشكر الله أنّي لم أُعمِّد منكم أحدًا سوى كرِسبُس وغايوس لئلا يقولَ أحدٌ إنّي عمّدتُ باسمي؛ وعمّدتُ أيضًا أهل بيت إستفاناس؛ وما عدا ذلك فلا أَعلَمُ هل عمّدتُ أحدًا غيرهم، لأنّ المسيحَ لم يُرسلني لأُعمّد بل لأُبشّر لا بحكمة كلامٍ لئلا يُبطَلَ صليب المسيح.

 

الإنجيل: متّى ١٤: ١٤-٢٢

في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنّن عليهم وأبرأ مرضاهم. ولـمّا كان المساء، دنا إليه تلاميذه وقالوا: إنّ المكان قفرٌ، والساعة قد فاتت، فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم إلى الذهاب، أَعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له: ما عندنا ههنا إلّا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال لهم: هلمّ بها إليّ إلى ههنا. وأمر بجلوس الجموع على العشب. ثمّ أخذ الخمسة الأرغفة والسمكتين ونظر إلى السماء وبارك وكسر، وأَعطى الأرغفة لتلاميذه، والتلاميذُ للجموع. فأكلوا جميعهم وشبعوا ورفعوا ما فضُل من الكِسَر اثنتي عشرة قفّةً مملوءةً. وكان الآكلون خمسة آلاف رجلٍ سوى النساء والصبيان. وللوقت اضطرّ يسوعُ تلاميذه إلى أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبْرِ حتّى يصرف الجموع.

 

أن نكونَ من العالم

وَضَع البيانُ الذي أصدره المجمع الأنطاكيّ المقدّس العام ١٩٧٥، بُعَيد ارتماء اللبنانيّين في الاحتراب البغيض، والسعي مذّاك إلى التقوقع في محدوديّة الطوائف والإقصائيّة المتولّدة منها على غير صعيد، إطارًا لحياةٍ في الشأن العامّ يستوحي ما في الكتاب الإلهيّ من قيم الحقّ والعدل والحرّيّة، كما لم يضعه أيّ بيانٍ من قبلُ أو بعدُ إلى يومنا هذا. وكان للمطران جورج خضر دور محوريّ في وضع هذا البيان وصوغه وإلهام أفكاره. بالتفاتة كبرى إلى الباكين والمتألّمين والمحزنونين حتّى الموتِ، المسحوقين في حروب الغوغاء، يفتح البيان أمام المخاطَبين سبيلًا نحوَ تحقيق رجاء القيامة، لا في نظريّات ممجوجة، بل على صعيد واقع رعائيّ يريدونه حرًّا من كلّ شيء إلّا من التأمّل في «بساطة المسيح في الإنسان الآخر ترونه على بهائه الأصيل». فلم يحاول البيان أن يفرض على مخاطّبيه أيّ فكر أو توجّه سياسيّ، وما دعاهم إلى تبنّي نظريّة اقتصاديّة، بل ترك لهم اختيار انتماءاتهم في الشأن العامّ كما يحلو لهم. غير أنّه ذكّرهم بقوّة الكلمة الإلهيّة الداعية إلى توبة كبيرة ورصانة كبيرة، وإلى عناد في الطهارة وانضباطٍ في الخلق وعمل كثير، إذ بهذه يمكن للشأن العامّ أن يسلك في الاتّجاه الصحيح.

في دعوة آباء المجمع إلى الخروج من التراصّ الطائفيّ، والمسيحيّ تحديدًا، هم يذكّرون المخاطَبين بأنّ هذا التراصّ «مكروه» لأنّه يخالف دعوة الإنجيل إلى إزالة الحدود المصطنعة والمتخيّلة بين الناس، والتي هي أساس كلّ إقصاء ورفضٍ للآخر المختلف واستعداء له، فيما الله خلق الأرض واحدةً وجعل خيراتها لجميع الناس وما عليها. وفي دعوة قويّة إلى «الكفاح في سبيل إلغاء الطائفيّة» في لبنان، والابتعاد عن «العنصريّة اللبنانيّة» المتأصلّة في «القمع الطائفيّ»، ينظر الآباء إلى صون «كرامة الإنسان وإخلاصه»، وفي ذهنهم كلّ لبنانيّ بلا استثناء، وعبرهم كلّ إنسانٍ مؤمنٍ على وجه الأرض.

وإذا شاء المسيحيّون في لبنان تحديدًا، وفي كلّ مكان على العموم، أن تكون لهم فرادةٌ، فلا فرادة حقيقيّة إلّا إذا جاءت من «لاهوت الحرّيّة»، الذي يعني عندهم أن يكون السيّد كبيرًا حين يريد السيادة للجميع، فلا يستعبد سواه له، لأنّه بذلك يغدو عبدًا لتسلّطه وشهواته واستعلائه وكبريائه. والحقّ أنّ السيادة التي أرادها الآباء لجميع الناس على الساحة الوطنيّة، لا تعني أن يتقاسموا مراكز أو يعتلوا مناصب، بل أن يجلسوا جميعًا على كراسي العدل والحرّيّة، أي ألّا يحرموا أحدًا من عدلٍ وألّا يسلبوا حرّيّة أحدٍ، ولا يروا في الآخرين إلّا شركاء في إعلاء بنيانٍ يجمع المتفرّقين، ويعكس أمر الله للإنسان بأن يكون الآخر مكان الذات في المحبّة حتّى الفناء.

بعد خمس وأربعين سنة على هذا البيان، أرانا، ليس فقط في لبنان، بل في أنحاء الشرق والعالم كلّه، نرتمي يوميًّا في ما أراد آباء المجمع أن نهرب منه. فالخطاب العنصريّ الطائفيّ الممجوج يستبيح آذاننا كلّ يوم. ولا نلتفت إلى المعذّبين على الأرض. وعذاب الكثيرين في شرقنا الدامي أمام عيوننا كلّ يوم في وجه المشرّدين واللاجئين، ونحن نتلهّى بخطابات تافهة نحاول أن نصون هذه وتلك من مكتسباتنا الطائفيّة، غير آبهين لا بعدل أو رحمة، وجاعلين غيرَنا عبيدًا لمحدوديّتنا. ويبقى الله أسير هويّة نحاول أن نبرزها لنرسم خطوطًا بيننا وبين الآخرين، أيًّا كانوا، متناسين أنّ خطوطًا كهذه، إنّها هي خطوط في الرمال سبق لروح الله المرفرف على الأرض كلّها أن أزال كلّ أثرٍ لها، حين أراد أن تكون الأرض كلّها للناس جميعهم ولسائر خلقه.

كيف نرى هذه الشموليّة، وكيف نصبح شهودًا لها في عالم بات يختلق رواياتٍ كاذبة وأساطير مزيّفة كلّ يوم ليعلّي الهويّة المحدودة على الانتماء إلى إنسانيّة تعرف وتفقه معنى أن تكون «على صورة الله ومثاله»؟ لا يمكنني أن أفهم فرادة الانسان إلّا تمايزًا عن توزيع الحيوان إلى فصائل فيما الله جعل الانسان آدمًا واحدًا، أي أراده أن يرى غيرَه مثله، وألّا يقيم فرقًا أو تمييزًا مبنيًّا على متخيّلات كالانتماء والعرق والسياسة والتحزّب والمكانة وما إلى ذلك من أصنام نحتتها كبرياؤنا.

وتبقى فلسطين في بيان الآباء دعوةً إلى وحدة الإنسان العابد الله وحده. وتبقى فلسطين الآن شاهدة على استبداد العنصريّة في المغتصبين، والمغتصبون من كلّ أمّة تحت السماء. ليست فلسطين ولن تكون قضيّة سياسيّة فقط، بل هي مثال أمام الجميع، هي قضيّة الإنسان المظلوم والمتروك، وهي فضحٌ للتافهين، لهاتكي الكرامات والحرّيّات، لممرّغي رأس المسكين في غبار الأرض، الذين يصنّمون الله وكتابه على حسب أهوائهم، وقد أدانهم إله الكتاب الحرّ أبدًا على ما هم فاعلوه باسمه.

دعانا آباء المجمع إلى عدم الخوف في اقتحام الأسوار. تلك دعوة أبديّة، صرخة نبويّة، هي قلب كتابنا. لنتلقّف هذه الدعوة كلّ يوم، كلّ صباح. ولنخرج من قوقعة خلقناها لنبقى في بيئة آمنة متخيّلة، ولنقتحم أسوار الكراهية والاستعباد والإقصاء والتكتّل الهويّاتيّ والتراصّ الطائفيّ والعنصريّة. بهذه فقط نستحقّ الاسمَ، وأن نكون جالسين على عروش العدل والحرّيّة والسلام.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التجلّي

التلميذ: أين يكمن معنى العيد؟

المرشد: تدلّنا القراءات في صلاة غروب العيد على ما حدث للنبيّ موسى على جبل سيناء،: «وحلّ مجد الربّ على جبل سيناء». نفهم أنّ مجد الله ذاته سطع على جسد يسوع وأنّ التلاميذ رأوا الكمال للحظة، رأوا الحضرة الإلهيّة مرسومة على وجه المخلّص. هذا يقودنا إلى القول إنّنا قادرون على أن ندخل المجد الإلهيّ وأن نشارك في الطبيعة الإلهيّة كما يقول بطرس الرسول.

التلميذ: ما علاقة جبل سيناء بجبل ثابور؟

المرشد: لا يعنينا في عيد التجلّي جبل سيناء حيث كان موسى، بل جبل آخر في الجليل حيت تجلّى الربّ ولعلّه جبل ثابور. جبل سيناء هو صورة عن جبل ثابور، وذلك بأنّ مجد الربّ ما حلّ إلّا مؤقّتًا على جبل سيناء وقد عَبَر، لكنّه حلّ نهائيًّا في شخص المسيح وظهر المجد الإلهيّ على جسد المسيح في ثابور.

التلميذ: لماذا نتأمّل بالنبيّ موسى؟

المرشد: لأنّه ظهر مع المسيح في جبل ثابور. فهو طلب أن يرى مجد الله، أي الجلال الإلهيّ. لكنّ النور الإلهيّ لا يصل إليه أحد، فلو اخترقنا النور الإلهيّ لَمُتْنا. نعم، موسى رأى وجه الله، ولكن ليس في سيناء بل في ثابور. رأى مجد الله مرسومًا على وجه يسوع الناصريّ، أي إنّ اندماجًا حصل بين وجه الله ووجه هذا الإنسان يسوع الناصريّ.

كان المجد الإلهيّ على ثابور تهيئة لذلك المجد الذي كان مزمعًا أن يظهر على الصليب، فمجد الله لم يُعلن للإنسانيّة إلّا على الصليب. في ثابور تراءى لهم شيءٌ من هذا.

التلميذ: ولماذا نتأمّل بإيليّا النبيّ؟

المرشد: بعد أن قَتَلَ إيليّا كهنة البعل وعشتروت، ذهب إلى جبل سيناء. ويقول الكتاب «إنّ ريحًا سُمِعتْ ولم يكن الربّ في الريح، ثمّ زلزلة ولم يكن الربّ في الزلزلة، ثمّ نار ولم يكن الربّ في النار»، أي أنّ الله أراد أن يُفهِمَ إيليّا النبيّ، أنّه ليس في العنف يُعرَف الله، بل «وبعد النار صوت نسيم لطيف وهناك كان الربّ».من أجل هذا ظهر إيليّا للربّ في جبل ثابور إعدادًا لموت الربّ على الخشبة. ففي موت السيّد على جبل الجلجلة كان لطف الله، وعندئذ فهم الأنبياء جميعًا أنّ الله إنّما يسكن في اللطف، في المحبّة.

 

الشهيد سلوبودان ستويانوفيتش

مع مصفّ القدّيسين

أعلنت كنيسة صربيا قداسة الشهيد الجديد الفتى سلوبودان ستويانوفيتش، البالغ من العمر أحد عشر عامًا، والذي قُتل بوحشيّة على يد امرأة ألبانيّة قبل ٣٠ عامًا، فأصبح موته رمزًا لمعاناة أطفال الحرب في البوسنة. عُثر على جثته في حزيران ١٩٩٣ في مقبرة جماعيّة بالقرب من جوشانيكا، مع العديد من الإصابات القاتلة في الرأس والجسم قبل الوفاة وبعدها. قُطعت أذنه، وحدثت شقوق في بطنه بأداة حادّة، وأصابته رصاصة في رأسه من مسافة قريبة. كما أعلنت أيضًا قداسة الشهيدَين في رؤساء الكهنة ميلان بيتكوفيتش وتيموتيج بوبوفيتش. جرى الاحتفال بذكرى هؤلاء القدّيسين الجدد لأوّل مرّة في قرية درينجيتا البوسنيّة، بالقرب من المكان الذي تعيش فيه عائلة الشهيد الجديد الفتى سلوبودان في بلدة كامينيكا.

Last Updated on Friday, 05 August 2022 15:58