ocaml1.gif
رعيتي العدد ٣٨: زمن الصليب في حياتنا Print
Written by Administrator   
Sunday, 18 September 2022 00:00
Share

رعيتي العدد ٣٨: زمن الصليب في حياتنا
الأحد ١٨ أيلول ٢٠٢٢ العدد ٣٨  

الأحد بعد عيد رفع الصليب

القدّيس إفمانيوس العجائبيّ أسقف غورتيني

 

كلمة الراعي

زمن الصليب في حياتنا

رعيتي العدد: زمن الصليب في حياتنا «حيث أكون أنا يكون خادمي» (يوحنّا ١٢: ٢٦) وعد أطلقه يسوع وخصّ به تلاميذه الذين تعلّموا أن ينكروا أنفسهم ويحملوا صليبه ويتبعوه حتّى المنتهى. هذا وأردف يسوع أنّ هذه المسيرة ممكنة لكونه وعد تلاميذه بأن يرسل لهم الروح القدس كيما يعلّمهم كلّ ما أوصاهم به (يوحنّا ١٤: ٢٦).

نعم، بالروح القدس يصير كلّ شيء مفهومًا في عيش إيماننا، فهو يجمع أعضاء جسد المسيح، أهل السماء وأهل الأرض، وهو أيضًا يفسّر لنا الكتاب المقدّس ويهدي نفوس الذين يلتمسون الربّ ويحبّونه. هو يقود النفس المؤمنة في رحاب الاتّكال على الله اتّكالًا لا زغل فيه. دون هذا المنحى في عيش الإيمان تجارب لا بدّ لنا من مواجهتها:

أوّلًا، المكتسبات. هذا يعني ما أنجزناه أو نعتبره إنجازًا في أعيننا، أو ما يراه سوانا من جهتنا. إنّها تجربة أن تعرف شمالنا ما صنعت يميننا (متّى ٦: ٣)، أو قلْ تجربة أن ننظر إلى الوراء، إلى الماضي، لعلّنا ننبش ما نعزّز به رصيدنا ونرتاح إليه ونعيش منه.

ثانيًا، الضمانات. هذا يعني أن نؤمّن لحياتنا ديمومة ما، كالصحّة أو الجاه أو المجد أو السلطة. أَلم يتجرّب يعقوب ويوحنّا بأن يكونا عن يمين يسوع ويساره في مجده حينما آثرا أن يضمنا لنفسَيهما موقعًا متقدّمًا بين تلاميذه (مرقس ١٠: ٣٧)؟ إنّها تجربة تعني نستشرف مستقبلنا ونضمن فيه استحقاقنا منه من وجهة نظرنا.

ثالثًا، رؤية الثمار. وهذا يعني طلبنا أن نتلمّس نتيجة أتعابنا في خدمتنا وفي ممارسة الفضيلة. لربّما الداعي هو الحاجة إلى رؤية تقدّم فيها، أو طلبًا للافتخار، أو وجود صغر نفس يبحث عن تشجيع للمضيّ قدمًا. إنّها تجربة زماننا الراهن أن نلمس بأيدينا ما يصنعه الله فينا.

هذه الأوجه الثلاثة لا تعترض فقط زمن حياتنا الروحيّة في الماضي والحاضر والمستقبل، بل تعترض بشكل أولى اتّكالنا على الله واستسلام النفس في مسار خدمتنا وشهادتنا لإيمانها. إنّها أوجه تتّشح بالإيجاب، ولكنّها تخفي في طيّاتها إنسانًا لا يعيش إيمانه بفرح وراحة وسلام في الربّ، لأنّه يمعن النّظر بما يمكن أن يحصل عليه من هذا الإيمان لنفسه، فتفقد عطيّته لنفسه مصداقيّتها ونقاوتها.

إنّ الانتصار على هذه التجارب الثلاث حريّ بأن يطبع الخدمة بطابع الفرح في المسيح وعيش الإيمان بسلام، الأمر الذي يجعل من حمل الصليب وخدمة الإنجيل صليبًا نيره خفيف وحمله هيّن (متّى ١١: ٣٠). فاليقين الذي يعتمل قلب تلميذ المسيح هو ما يعطيه الشجاعة والثقة والأمان للمضيّ قدمًا، دونما الحاجة إلى معاينة مكتسبات من الماضي أو طلب الضمانات من المستقبل أو تلمّس الثمار في الحاضر. بهذا يكون أصيلًا في في نكران ذاته وحمله الصليب واتّباعه المسيح.

هذا الاستعداد يجعل صاحبه أكثر بذلًا لنفسه، وأكثر اتّضاعًا أمام أترابه، وأكثر حملًا للمسؤوليّة، أي دعوة المسيح لاتّباعه. تلميذ كهذا لا ينسب الفضيلة إلى نفسه بل إلى الله، ولا يطلب أجرًا فهو يفي دينًا عليه، ولا يتطلّب إكرامًا أو تقديرًا أو احترامًا فهو غير مستحقّ. جلّ ما يدور في خلده قول السيّد: «متى فعلتم كلّ ما أُمرتم به فقولوا: إنّنا عبيد بطّالون لأنّنا إنّـما عَمِلْنا ما كان يجب علينا» (لوقا ١٧: ١٠). فالذي يحبّ يتّضع أمام الله وأمام القريب ويخدم سرّ الله وتدبيره بين الناس. يبذل نفسه من أجل الله وحقيقته، وأيضًا من أجل بشارة أترابه وخدمتهم، لا سيّما الذين يعيشون في غربة عن معرفة الله وخبرة محبّته والسير في نوره. يصحّ في حامل الصليب مثل الزارع الذي خرج ليزرع، جلّ همّه بأن يجعل الطريق والأرض المحجرة والأرض ذات الأشواك أرضًا ذات تربة صالحة لتنمو كلمة الله فيها. وفي أمثاله يتحقّق قول الربّ: «مَن يُهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها» (مرقس ٨: ٣٥). في هؤلاء نلمس المحبّة الإلهيّة المسكوبة في أوانٍ خزفيّة فينقلونها إلينا بموتهم اليوميّ حتّى نحيا.

مثل هؤلاء هم مكتسباتنا وضمانتنا والثمار التي نشتهيها. هلّا شكرنا الربّ على الذين لم يستحوا بكلامه فعاشوا دعوته إيّاهم بملئها وصار مثالُـهم الحيّ نبراسًا لنا في سعينا لعيش تلمذتنا للإنجيل؟ ألا نقِّ يا ربّ ضميرنا من كلّ اعوجاج وغرور ووهن لننطلق إليك بجدّة الروح وتصير حياتنا زمنًا للصليب نحياه معك بموتنا عن ذواتنا، فنكون حيث تكون.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٢: ١٦-٢٠

يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأة، أفَيكون المسيح إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إنْ عُدتُ أبني ما قد هدمتُ أَجعلُ نفسي متعدّيًا، لأنّي بالناموس متُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمانِ ابنِ اللهِ الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي.

 

الإنجيل: مرقس ٨: ٣٤-٣٨، ٩: ١

قال الربّ: من أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويَحمل صليبه ويتبعني، لأنّ من أراد أن يُخلّص نفسه يُهلكها، ومن أَهلَكَ نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها. فإنّه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أَم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأنّ من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إنّ قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يرَوا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

 

الإيمان وتحدّيات الرعاية

«الوضع الكنسيّ قد يكون سيّئًا كالحياة السياسيّة وفيه شهواتها»، «قلّة تؤمن بأنّ ما قاله الله يعاش في هذا العالم وبأنّ الكنيسة ليست المعبد فقط ولكنّها في العالم أيضًا»، ملاحظات يسجّلها المطران جورج خضر ويخجله أن يحسّ أكثرنا «أنّ هذا الإنجيل كلمات نتغنّى بها ولكنّها ما أُعطيت لنطبّقها؟». يعرف أنّ العالم كلّه تحت وطأة الشرّير، لكنّه واثق بقدرة المسيح على السكنى في كلّ جسد والامتداد في كلّ إنسان.

مؤمن هو بأنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة هي كنيسة الله، «عمود الحقّ وقاعدته» (١تيموثاوس ٣: ١٥)، وبأنّ الإيمان الأرثوذكسيّ لا يخرج عن الإنجيل، وبأنّ طمأنينة المؤمن في أن يلازم هذه الكنيسة. استقامة الرأي تضمن وحدانيّة الروح، أن نقول قولًا واحدًا يلهمه الروح الإلهيّ حتّى لا ننقاد إلى رياحٍ عديدة، تتولّد من منافعنا وكبريائنا أو تحليلاتنا البشريّة. وحِفظ الإيمان المستقيم الرأي يتطلّب منّا جميعًا تآزرًا لئلّا يبقى بيننا محتاج.

يصير المؤمنون جسد المسيح في القدّاس الإلهيّ يوم الأحد، بمعنى يجعلهم «أمّة مقدّسة» (١بطرس ٢: ٩)، غير منقسمين أو مفصولين عن بعضهم البعض. الفرد المعتمد لا يبقى وحده، إنّه مع الجماعة كلّها. هو عضو ينتمي إلى الجسد الواحد، والأعضاء تهتمّ ببعضها البعض كيلا يكون انشقاق في الكنيسة. وإذا كانت الجماعة بعضهم مع بعض وبلغوا المحبّة يبلغون الفهم.

الأبرشيّة هي الكنيسة الواحدة الكاملة وجسد المسيح يتحقّق فيها. «وهذا الجسد إذا تناولناه نصير أبرشيّة».  المطران هو الرئيس الوحيد في الأبرشيّة، والكاهن في الرعيّة مندوبه وله أن يقيم كلّ الأسرار ما عدا الكهنوت. لاهوتيًّا لا توجد رعيّة أو كاهن ككيان قائم في ذاته. من هنا، لا يستسيغ أن تنعزل الرعيّة أو كاهنها عن المطران، وأن يباشر بمشروع لم ينل بركته. هذا من ترجمات التفافنا حول المسيح، فإلغاء رئيس الكنيسة، إلغاء للمسيح.

أطلق الصوت غير مرّة تدعيمًا لوحدة الأبرشيّة، ولإظهار التعاون بين الرعايا لمساندة الفقراء في كلّ مكان. همّه أن يحسّ هؤلاء أنّهم محبوبون من الجميع وواحد معهم. أرادنا المسيح واحدًا، فلا يقول أحد إنّه يملك شيئًا وحده. يدعم المؤمن من كان بحاجة، ويركّز جهوده على نصرة الفقراء لئلّا ييأسوا من العوز، ويلتفت إلى المستضعفين ليصيروا أعزّة. لا يمنعه تأكيده على أنّ «التعاضد بين أبناء الكنيسة ليس من باب التعصّب ولكنّه تماسك بين الإخوة»، من أن يمدّ الاعتناء بالمحتاجين إلى كلّ من كانوا حوله حتّى ولو لم يكونوا على عقيدته.

«قد تفقد الجماعة المسيحيّة وعيها وحماستها، وقد تنسى الإنجيل وتهمل الأساسيّات وتلتهي بشؤون الدنيا وبهرجتها». من كان كلامه موافقًا للإنجيل، متواضعًا، متقدّسًا، يذكّر الكنيسة كلّها بمتطلبات المسيح في ظرفٍ أو وقت معيّن. مسؤوليّة الراعي أن يعيدك إلى الحظيرة فلا تضلّ في الجبال. والمؤمن بيسوع مؤمن أيضًا بكنيسته، «بما قاله لهذه الكنيسة، بما هو قائمٌ في ممارستها». القانون فيها إنّما وضع لسلامة المؤمن ونموّه. يدرّب نفسه على أنّ قانونها سليم، ولا يقول لنفسه: «كلّ شي ماشي»، ويسعى ليتوسّط عند النافذين لتدبير الأمور. فعلى صعيد الأسرار، كثيرون يعتبرون أنّهم أحكم من القانون، ويحلّون أنفسهم منه. يطلبون الإكليل في الأزمنة المحرّمة. ازدراء بالمقدّسات و«استلشاق» بالأسرار، فيفطرون قبل المناولة الإلهيّة، ويجعلون من اختيار العرّاب فلكلورًا عائليًّا. يقولون ما شاؤوا من دون إدراك أو قراءة. يفرضون على الناس نذورهم، وقد لا يكون ما قدموه موافقًا للقانون الكنسيّ. «ليس كلّ ما يتّبعه الشعب من عادات تقرّه الكنيسة». بعض الناس تختلط في قلوبهم عادات شعبيّة فيها عناصر وثنيّة. وهناك عادات قريبة من السحر. ثوب «مار إلياس» القماش لا يقدّس ولا ينفع. سير المرأة حافية إلى الكنيسة «لا ينفع ولا يضرّ». الاعتقاد بالتبصير بالقهوة يؤذي، «والهوس بالأبراج مخالف للإيمان». بينما، يريد الله أن يتوب الإنسان ويحيا، أن يصلّي، وأن تحرّره الحقيقة والنعمة.

في الخلاصة، المطران جورج خضر لا يصلح الكنيسة، ولكنّه يصلح عادات في الشعب هي ليست من الكنيسة. «أما قال الرسول: «إنّي تسلّمت من الربّ ما سلّمتُهُ إليكم» (١كورنثوس ١١: ٢٣)؟ بولس يؤكّد أنّه لا يضع شيئًا من عنده وأنّه استلم كلّ شيء من الربّ».

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

إشارة الصليب في التراث الكنسيّ

التلميذ: هل من تقليد يبرّر رسم إشارة الصليب؟

المرشد: إشارة الصليب تقليد كنسيّ قديم جدًّا يبتدئ بابتداء التراث الكنسيّ حيث يشير إليه متّى الإنجيليّ بأنّه «علامة ابن الإنسان» (متّى ٢٤: ٣٠)، ونجد السنة ١٥٠م في قول لترتليانوس العلّامة الإفريقيّ: «(...) في كلّ أعمالنا نرسم أنفسنا بعلامة الصليب». أمّا القدّيس باسيليوس الكبير (٣٧٩†) فيقول: «لقد تسلّم المسيحيّون علامة الصليب ضمن التقاليد غير المدوّنة التي انحدرت إليهم من رسل المسيح، الذين علّمونا أن نرسم بعلامة الصليب أولئك الذين آمنوا باسم الربّ يسوع المسيح».

التلميذ: هل من قوّة لعمليّة الصليب؟

المرشد: أنظرْ ما يقوله القدّيس أثناسيوس الرسوليّ (٣٧٣†): «مَن يريد أن يطلب برهانًا عالميًّا، فليأتِ لينظر كيف تبطل خداعات الشيطان والعرافة الكاذبة وعجائب السحر بمجرّد رسم علامة الصليب التي يسخرون منها. وسوف يرى كيف يهرب الشيطان بقوّة هذه العلامة». وهذا ما دفع بالقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ (٤٠٧†) إلى القول: «الوجه الذي تقدّس بعلامة الله لا ينحني للشيطان ولكنّه يحفظ نفسه لإكليل الربّ».

التلميذ: كيف ربّى الآباء رعيّتهم بشأنه؟

المرشد: هناك الكثير من العظات ذات الدلالة في هذا الصدد. أشاركك وجهًا من تعاليم القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان (٣٩٧†): «يجب علينا حال استيقاظنا أن نشكر المسيح، ونؤدّي كلّ عملنا اليوميّ بعلامة الصليب، فنرسم علامة الصليب على جبهتنا ثمّ قلبنا. نرسمه على جبهتنا حتّى نعترف بالمسيح، وعلى قلبنا حتّى نحبّه دائمًا، وعلى ذراعنا حتّى يكون عملنا له». أمّا القدّيس أفرام السريانيّ (٣٧٣†) فيوصي: «بدلًا من أن تحمل سلاحًا أو شيئًا يحميك، أحمل الصليب واطبعْ صورته على أعضائك وقلبك، وارسمْ به ذاتك، لا بتحريك اليد فقط، بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضًا».

 

برنامج «كلمة» للتنشئة اللاهوتيّة عن بُعد

أعلنت إدارة برنامج «كلمة» للتنشئة اللاهوتيّة، التابع لمعهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند، عن بدء العام الدراسيّ ٢٠٢٢-٢٠٢٣، وفتح مهلة التسجيل للفصل الأوّل (خريف ٢٠٢٢-٢٠٢٣)، لتقديم طلبات الانتساب للطلّاب الجدد وللطلاب الحاليّين من ٨ إلى ٢٩ أيلول.

تبدأ الدروس في ٢٣ أيلول وتستمرّ لغاية ١٦ كانون الأوّل. لمزيد من التفاصيل: http://www.alkalimah.org

 

تركيا

اكتشف فريق من علماء الآثار في متحف ماردين مدينة ضخمة تحت الأرض، في مدينة مديات التركيّة، تحتوي على كهف فيه ممرّات لا حصر لها وأماكن عبادة مخفيّة ومخازن طعام ومياه، ربّما تكون هذه المدينة الأكبر في العالم. قال منسّق الموقع الأثريّ: «تقديري أنّنا نتحدّث عن مدينة لا يقلّ عدد سكّانها عن ٦٠.٠٠٠-٧٠.٠٠٠ نسمة عاشوا مختبئين في سراديب».

إنّها مدينة لجأت إليها العائلات المسيحيّة هربًا من الاضطهاد في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد. تمّ نحتها في الحجر الجيريّ، بخاصّة بمنطقة كبادوكيا، وبناء نظام كامل تحت الأرض من الكهوف والأنفاق، مخفيّ عن الأمبراطوريّة الرومانيّة، قبل ظهور الأمبراطوريّة البيزنطيّة وقبول الإيمان المسيحيّ.

يعود تاريخ منطقة كبادوكيا المسيحيّة إلى الفترة الرسوليّة. جاء الرسول بولس إلى فيليبّي من قيصريّة (كبادوكيا)، حيث بشّر بكلمة الربّ. وفي العصر البيزنطيّ، أصبحت كبادوكيا مركزًا روحانيًّا مسيحيًّا مهمًّا.

تمّ اكتشاف خمسة عشر كنيسة سابقًا في وادي جوريم في كبادوكيا، منها عشر مفتوحة للجمهور، ولهندستها المعماريّة ميزة خاصّة، والطريقة التي صُمّمت بها، ونحتت في الصخور. تشير التقديرات إلى وجود أكثر من ٣٠٠ كنيسة منحوتة في الحجر في جوريم وزيلف وإهلارا وغيرها.

Last Updated on Saturday, 17 September 2022 05:51