ocaml1.gif
رعيتي العدد ٢٣: النهر الجاري من الآب إلينا ومنّا إلى أترابنا Print
Written by Administrator   
Sunday, 04 June 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٣: النهر الجاري من الآب إلينا ومنّا إلى أترابنا
الأحد ٤ حزيران ٢٠٢٣ العدد ٢٣ 

أحد العنصرة

 

كلمة الراعي

النهر الجاري من الآب إلينا
ومنّا إلى أترابنا

رعيتي العدد ٢٣: النهر الجاري من الآب إلينا ومنّا إلى أترابنا يساعدنا إنجيل عيد العنصرة على طرح أسئلة محوريّة تفيدنا للحصول بسببها على أجوبة تصبّ في فهم أفضل لتدبير الله من أجلنا وعيشنا له ومشاركتنا إيّاه أترابنا.  

من أين يأتي المسيح؟ سؤال أقلق معاصري يسوع، لكنّ يسوع تجاوزه ليقودنا إلى حيث هو، إلى أبيه السماويّ. هناك نراه، ونعاين مجده الذي له قبل إنشاء العالم، وندرك محبّة أبيه له ولنا على السواء. فأبوه أعظم منه، وهو قصد أن نعرفه وتكون لنا شركة معه بحيث يكون، بالإيمان، أبانا، كما هو أبوه. هذه هي عطيّة الله للإنسان.

إلامَ يعطش الإنسان؟ صاحبُ الضمير الحيّ يعطش إلى الحقيقة وإلى الحقّ. هذا ندركه بشهادة يقدّمه يسوع للآب ومحبّته له كما وصل بالكرازة الإنجيليّة وما حفظه لنا التقليد الرسوليّ. ما أعطى يسوعُ شيئًا من ذاته، ولا قال ولا صنع إلّا ما يقوله الآب ويعمله، فأعطانا أن نعرف أباه على هذا المنوال. هذه هي الحقيقة، وهكذا هو الحقّ الذي عرفناه بيسوع. بهذا انتفتْ كلّ حاجة عند الإنسان، لأنّه بإمكان المؤمن أن يسأل الآبَ ما يشاء فيكون له، كما أكّد لنا يسوع، لأنّ الآب يحبّنا كما يحبّ يسوع.

كيف يروي المؤمن عطشه؟ بأن يحبّ كما أحبّنا يسوع. هذا هو كنه وصيّته الجديدة لتلاميذه، بحيث نحبّ الله ونحبّ قريبنا على منوال يسوع نفسه. ولقد وعدنا يسوع بأنّ الطريق إلى إرواء هذا العطش يكون بأن نحفظ وصاياه، وأنّ مَن يحفظ وصاياه يحبّه ويُظهر له ذاته ويقيم عنده مع أبيه فتكون محبّة الآب ثابتة فيه.

كم سيدوم هذا العطش؟ هذا يرتبط بخياراتنا. أوصى يسوع بأن يأتي إليه كلّ عطشان (يوحنّا ٧: ٣٧). فإنْ واظبنا على المجيء إليه ارتوى عطشنا. أمّا متى غيّرنا اتّجاهنا إلى سواه، فمآلنا أن نبقى مقيمين في العطش. وخاصّيّة الارتواء من يسوع أنّها تطلقنا في الفيض، فيض الحصول وفيض العطاء على السواء، بحيث تتجسّد في حامل هذه الخبرة مقولةُ يسوع: «مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا» (متّى ١٠: ٨). 

مَن يروي هذا العطش؟ إنّه الروح القدس الذي يعطيه يسوع للمؤمنين به ليرشدهم إلى كلّ الحقّ، ويسوع سبق وعلّمنا أن نطلبه. أَلم يقلْ: «اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم»، ثمّ أردف بعدها مؤكِّدًا: «فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة فكم بالحريّ الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه» (لوقا ١١: ١١ و١٣)؟

ما مآل هذا المسار؟ المجد. مجّد يسوع أباه بموته على الصليب، فكان صلبه شهادة حيّة عن محبّته لأبيه ولنا حتّى المنتهى. ومجّد الآبُ ابنَه بالمجد الذي له منذ ما قبل إنشاء العالم، فجلس عن يمينه في الأعالي. أمّا على صعيد المؤمنين، فيسوع عبّر، في صلاته إلى الآب، بأنّه يتمجّد بنا، وأنّ أباه سيمجّد كلّ مَن يخدمه، بحيث يكون كلّ مَن يخدمه قائمًا حيث هو في مجد أبيه.

من أين الانطلاق؟ يجيبنا يسوعُ بقوله: «أنا هو نور العالم. مَن يتبعْني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنّا ٨: ١٢). وجوابنا هو إيماننا به، وقرارنا اتّباعه، واتّخاذنا كلمته ووصيّته نورًا لسبيلنا وحياتنا. نلبّي دعوته بكلّ ما أوتينا، فنغادر كلّ ظلمة نقيم فيها أو معشِّشة فينا، وذلك بأن ننكر ذواتنا ونحمل صليب التزام وصيّة يسوع بأن نحبّ كما أحبّنا، ونبقى واثقين بأنّه معنا ويخلّصنا، ونسير إلى حيث يرسلنا، ونخدمه كلّ زمن رحلة حياتنا، حتّى يصير هو الكلّ في الكلّ.

ألا باركْ يا ربّ جهاد خدّامك وسط العالم، وعزِّ قلوبهم، وافتقدْ خدمتهم بنعمتك. أمّا الذين كرّسوا ذواتهم للصلاة من أجل العالم، فاعطِ لصلاتهم باعًا في قلوبهم حتّى يشملوا بها الذين لم يعرفوك بعد، فيُقبِلوا إليك ويصيروا على شاكلة عمّال الساعة الحادية عشرة متمتّعين بوعدك بأن تمنح جميع خدّامك الأمناء الدينار الموعود، فتجري من بطن هؤلاء وأولئك «أنهار ماء حيّ» (يوحنّا ٧: ٣٨). 

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢: ١-١١

لـمّا حلّ يوم الخمسين كان الرسل كلّهم معًا في مكان واحد. فحدث بغتة صوت من السماء كصوت ريح شديدة تعسف، وملأ كلّ البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار فاستقرّت على كلّ واحد منهم. فامتلأوا كلّهم من الروح القدس وطفقوا يتكلّمون بلغات أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجال يهود أتقياء من كل أُمّة تحت السماء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأنّ كلّ واحد كان يسمعهم ينطقون بلغته. فدهشوا جميعهم وتعجّبوا قائلين بعضهم لبعض: أليس هؤلاء المتكلّمون كلّهم جليليّين؟ فكيف نسمع كلّ منّا لغته التي وُلد فيها؟ نحن الفرتيّين والمادّيّين والعيلاميّين وسكّان ما بين النهرين واليهوديّة وكبادوكية وبُنطُس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية عند القيروان، والرومانيّين المستوطنين واليهود والدخلاء والكريتيّين والعرب نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.

 

الإنجيل: يوحنّا ٧: ٣٧-٥٢ و٨: ١٢

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفًا فصاح قائلًا: إن عطش أحد فليأتِ إليَّ ويشرب. من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ (إنّما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس بعد لأنّ يسوع لم يكن بعد قد مُجّد). فكثيرون من الجمع لـمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح. وآخرون قالوا: ألعلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقُل الكتاب إنّه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بين الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون أن يُمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه يدًا. فجاء الخُدّام إلى رؤساء الكهنة والفرّيسيّين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدّام: لم يتكلّم قطّ إنسان هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهم الفرّيسيّون: ألعلّكم أنتم أيضًـا قد ضللتم؟ هل أحد من الرؤساء أو من الفرّيسيّين آمن به؟ أمّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفون الناموس فهم ملعونون. فقال لهم نيقوديمُس الذي كان قد جاء إليه ليلًا وهو واحد منهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسـانًا إن لم يسمع منه أوّلًا ويَعلم ما فعل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًـا من الجليل؟ إبحث وانظر إنّه لم يَقُمْ نبيّ من الجليل. ثمّ كلّمهم أيضًـا يسوع قائلًا: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

 

الكأس الواحدة الجامعة في زمن الوجع

كيف تجمع الكأس المقدّسة المؤمنين، وبينهم الأصحّاء والمرضى، وأصحاب العلوم والبسطاء، المتعلّمون والأميّون؟ كيف نفهم هذا التجمّع الموحّد لمختلفين في الرأي واللون والمنطقة؟ كيف تكون الكأس واحدة كما المذبح الواحد، وإن تعدّدا في أماكن كثيرة؟

لعلّنا فيما نذهب إلى هذا السؤال، نذهب إليه ببشريّتنا، وضعفنا، بكبريائنا، بعلومنا، بفهمنا، كأنّنا الفرّيسيّ نعدّد في حضرة الله ما فعلناه من صوم وخدمة وتضرّع، فيما المطلوب أن نكون كالعشّار نختصر صلاتنا بطلب الرحمة:» ارحمني يا الله أنا الخاطئ». بهذا الإعلان، نفهم المعاني الروحيّة الواردة في كلّ آية إنجيليّة، أو قول آبائيّ، أو توجيه روحيّ.

مع نموّ اللاهوت الليتورجي، صرنا نفهم، أكثر، الوجه الشركويّ لليتورجيا، إذ إنّ هدف هذا السرّ هو أن تكون الجماعة جسدًا للمسيح، إذ في الليتورجيا يُخلق شعب الله، الأمّة المقدّسة، كما في البَـركة الممنوحة في القدّاس الإلهيّ بالقول: «خلّص يا ربّ شعبك وبارك ميراثك».

من هنا نفهم أنّه ليست الكأس من تجمّع المشتَّتين إلى واحد، بل مَن في الكأس، جسدًا ودمًا، هو الذي يجمع خرافه، يعرفهم بأسمائهم، مهما علَت مراتبهم، وتنوّعت قدراتهم. هذه الكأس تشبه بئر يعقوب، مع المرأة السامريّة، هذه بئر فيها ماء، وتجمع الناس، لكنّ الجالس على حافة البئر، يطلب ماء، كان هو الماء الحيّ الذي لا يعطيه أحد غيره، وهو جامع الناس حوله في المسيرة الخلاصيّة التي حقّقها، كما جاء في الكتب.

هذا الجامع للمؤمنين، يأتي فرديًّا عند خروج الطفل من جرن المعموديّة، لكن ينضمّ الشخص إلى الكنيسة لأنّه «لبس المسيح»، «أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم» (غلاطية ٣: ٢٧)، ينضمّ إلى الكنيسة كلّها بالمناولة الإلهيّة، بطريقة أعمق وأوضح، وهذا ما يؤكّده ما ورد في كتاب أعمال الرسل الذي يصف المسيحيّين بالقول: «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ». (أعمال الرسل ٢: ٤٢).

من هنا ينطلق القطيع الصغير ليكون موحّدًا «بنفس واحدة» (أعمال الرسل ١: ٢). يعلّق الرسول بولس على ذلك بالقول: «فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ»(١كورنثوس ١١: ٢٠). يصير المؤمنون واحدًا برحمة الله، عبر تناول الخبز في صلاة الشكر.

هذا التكامل والوحدة بين المؤمنين يستدعي انصراف المؤمن الصحيح المعافى إلى مساعدة المجروح المُتعَب، كما يتطلّب تعاضدًا والتزامًا من الموفور ماليًّا لذاك الذي فقد كلّ ما يملك، سواء وظيفة أو تعويضًا ماليًّا في مصرف، بخاصّة في هذه الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي تشكّل أكبر تحدّ لالتزام المؤمن شؤون الله على الأرض.

إنّ جسد السيّد الذي يشترك فيه كلّ المؤمنين، يزيل الفوارق والاختلافات بينهم، جاعلًا منهم جسده الخاصّ، أي يتّخذهم في جسده، الجالس عن يمين الآب. هذا هو انحدار الروح القدس إلى شركة المؤمنين وصعودهم بالروح. هذه العقيدة ترجمها الرسول بولس: «فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ» (١كورنثوس ١٠: ١٧).

 كثر الوجع، وازدادت الحاجة إلى الرغيف وحبّة الدواء، ولا ترجمة لوحدة المؤمنين في الكأس الواحدة إلّا بالتزام المسيح المشرّد، والمريض، والمسجون، والموجوع. من الواضح في إنجيل الدينونة الوارد لدى القدّيس متّى (٢٥: ٣١-٤٦)، بتماهي المسيح ذاته، طوعيًّا، مع الفقير، والغريب، والمشرّد، والعريان، والملقى في السجن، والمنهك. اتّحاد الذات بالفقراء كقضيّة، وكذا المرضى، والمضطهَدين، بدأ مع المسيح، وهو الأساس.

كثر عدد السائلين، ما يستدعي مواجهة من المنتمين إلى الكأس الواحدة، بالتكافل وبالتعاضد وبالتعاون لتخفيف الوجع، لنخرج إلى بهاء الربّ بوحدة في جسده ودمه المقدّسين.

 

بيان حول قضيّة ميشيل الحجل

في ضوء ما بات متداولًا عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ عن أحداث مرتبطة بالابنة الروحيّة ميشيل الحجل، يهمّ مطرانيّة جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس (جبل لبنان) أن تفيد ما يلي:

ميشيل مخايل الحجل هي ابنة روحيّة ضمن رعيّة كنيسة سيّدة البشارة في جل الديب التابعة لأبرشية جبل لبنان. رقدت الابنة ميشيل بالربّ في عمر الصبا بعد صراعٍ ملؤه الإيمان مع مرض السرطان في حزيران من العام ٢٠١٩.

بمراجعة مرحلة مرض الابنة الروحيّة ميشيل، يستوقف الراعي المتابِع التفافُ الناس بمحبّتهم حولها ومرافقتهم لها بأدعيتهم ومساندتهم المعنويّة قبل الماديّة إلى اليوم الذي رقدت فيه، فاجتمع الكلّ حولها في حضن الكنيسة التي شملتها بيقين طلب الرحمة الإلهيّة والحياة الأبديّة، وهو ما يرتجيه كلّ إنسانٍ محبٍّ للربّ ومتّكل عليه كما عبّرت ميشيل من خلال تسليم ذاتها لمشيئة الربّ في وسط محنة المرض التي عبرت فيها قبل الرقاد.

اليوم تعود محبّة الناس لتجتمع حول الأحداث التي محورُها ابنتُنا الروحيّة ميشيل وأبرزها عدم تحلّل جسدها بعد ما يقارب أربع سنوات على رقادها. إنّ محبّة العائلة للربّ وللكنيسة قادتها بحكمةٍ لوضع تلك الأحداث في حضن الكنيسة التي تعود وتشمل ميشيل ومعها عائلتها وكلّ محبٍّ للربّ بيقين طلب القداسة التي ترجوها الكنيسة لجميع أبنائها وبناتها، هي التي ترفعهم في كلّ قدّاس إلهيّ أمام الربّ «جميعَهم وجميعَهنّ»، وعند دعوتهم لمساهمة الأسرار المقدّسة تناديهم عبر الإعلان التالي: «القدسات للقدّيسين»؛ حيث يكون جواب الجماعة المؤمنة: «قدّوس واحد وربّ واحد يسوع المسيح لمجد الله الآب. آمين».

 

على خلفيّة هذا المشهد الكنسيّ البهيّ، اجتمع راعي الأبرشية سيادة المتروبوليت سلوان موسي مع عائلة الابنة الروحيّة ميشيل الحجل بحضور الكهنة المعنيّين، واطّلع سيادته على معطيات الملف الذي بدأت عائلة ميشيل تكوينه والمفترض أن يتضمّن بعد استكماله مستندات توثّق وقائع تستأهل التوقّف عندها لاتّـخاذ الموقف الكنسيّ اللائق.

بعد استلام الملف أصولًا، سوف تبادر المطرانيّة إلى اتّـخاذ الإجراءات الواجبة واللائقة استلهامًا لمشيئة الربّ والعمل بـهُداها حسب التقليد الأرثوذكسيّ والأنظمة المرعيّة الإجراء في كنيستنا الأنطاكيّة المقدّسة.

 

في هذه المرحلة الأولى، لعلّ الدور الأبرز الذي للمطرانيّة هو «المرافقة»:

- مرافقة الحدث أو الأحداث عبر توثيقها، تقييمها علميًّا وإعطاء القراءة الروحيّة الأرثوذكسيّة السليمة لها؛

- ومرافقة المؤمنين في تفاعلهم مع الأحداث ومدّهم بالتوجيه الرعائيّ وفق ما تسلّمناه من الآباء القدّيسين.

ومـمّا لا شكّ فيه أنّ هذه المرافقة سوف تأخذ مداها في الزمن بالقدر اللازم. فهذه الأحداث هي بحدّ ذاتها ممتدّة في الزمن وهي تندرج في حياة الكنسية ضمن بُعد الانتظار المقرون بالرجاء لحياة الجماعة الكنسيّة على الربّ وعلى تجلّي عمل روحه القدّوس في وسطها كجماعةٍ ملتمسةٍ لوجهه ووادّةٍ رضاه على الدوام.

ثمّ إنّ هذه المرحلة ليست إلّا تمهيديّة تسبق إحالة الملف، بعد التيقّن، على «لجنة القداسة والقدّيسين»، وهي اللجنة المجمعيّة المولجة النظر في الملفات التي تحت هذا العنوان ودرسها من أجل رفعها عندما يحين الوقت إلى المجمع الأنطاكيّ المقدّس الذي ينحصر به وحده حقّ الإعلان في هذا المجال.

في ضوء ما تقدّم، ترجو المطرانيّة، من باب متابعة الملف بلياقة وترتيب، اعتمادها المرجع الرسميّ لأيّ معلومات بشأن الملف بعد أن بات الأمر تحت عنايتها، محتفظةً لنفسها بأمر الإفصاح عمّا ترى واجبًا إفصاحَه من خلال بيانات تصدر عنها في الوقت المناسب.

في الختام، نشير إلى أنّ ما تعلّمناه من كنيستنا الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة في مثل هذه الظروف هو أن نعبُر من الشخص أو من الحدث إلى الربّ راجعين أمامه إلى ذواتنا بالسؤال: أَعلامة رضى ما نختبره يا ربّ أم مدعاة توبة أم هو الأمران معًا؟ يأتي هذا السؤال في وقتٍ تطالع الرعاةَ، في مرافقتهم لأبناءٍ مؤمنين وبناتٍ مؤمنات في مثل الظرف الذي عبرت فيه ميشيل أو في غير ظرف، شهاداتٌ حيّة طيّبة تؤكّد أنّ الربّ يدعونا كشعبٍ مؤمن، لاسيّما شبابنا وصبايانا، أن نؤدّي معًا شهادةً صادقة وغير معابة له في حياتنا غالبين الخطيئة ومنتصرين على الموت. 

ألا قدّرنا الله على ذلك وقدّسنا في سعينا لتحقيقه!

Last Updated on Friday, 02 June 2023 15:05