للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الله والأعمار 08/18/2012 |
Saturday, 18 August 2012 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 08/18/2012 خطايا شبابي وجهلي لا تذكر (مزمور 24: 7) وكأن داود بهذه الكلمات يرى تلازماً بين المعصية وسن الشباب وكأنه كذلك ينظر الى الكهولة أو ما بعدها على انها مرحلة توبة أخيرة. في الحقيقة اننا في الكنيسة الأرثوذكسية عندنا مصطلح الهوى الذي هو مصدر الزلات التي نرتكبها كما عندنا الحرب الروحية الشرسة على الأهواء بغية التطهر وفي سبيل إدراكه وضع آباؤنا النساك قواعد صارمة بحيث انك لا تتنقى من سقوطه ما لم تضرب مصدرها وهو الهوى الذي يتضمن كل أسباب السقوط في الجسد أو في العقل كالغضب والبغض والكسل والشراهة وشهوة الجسد. ضدها الفضائل التي قمّتها المحبة. إزاء كل شهوة تقانة كفاح روحي يستمر حتى استئصال الأهواء من جذورها. غير ان ما يُجمع عليه آباؤنا ان السبب الحقيقي لضرب كل الأهواء هو ان يتملكك الله.
■ ■ ■
اذا أرجأت توبتك قد تعود وقد لا تعود. الإرجاء يعني انك لا تزال عاشق الخطيئة ولم تتحسس فيك ذوقاً لله. الله عندك مجرد حكي وليس وجوداً مالئاً كيانك. في هذا التردد لا تزال مشتتا مبعثراً بين الخطيئة المعششة فيك ورغبات صلاح لم يكتمل. لم تجلد نفسك بعد. لم ينزل منك دم ولم تذق حلاوات الله. لم تشنَ الحرب على زلاتك لكونك في الحقيقة لا تزال حليف السوء الذي فيك. ■ ■ ■
لا أحد يعرف حكمة الله في الأعمار. هناك ظاهرة بيولوجية لا ريب في ذلك لكنها ليست مستقلة عن تدبير الخالق لها. ان يحفظ الانسان جسده معافى مرتبط به الى حد ومرتبط بالعناية الالهية الى حد. أكثر من هذا لا نعرف وليس من حاجة ان نعرف. جلّ ما يطلبه الله ان نكون مستعدين للقائه وما من لقاء حقيقي إلاّ من بعد استعداد. عندنا نصوص يُفهم منها ان المسيح يستقبل الميت بما عنده من حنان لكن هذا الحنان لا يتقبل من الميت فراغاً. من هنا ضرورة تكليف الانسان نفسه ما في وسعها أو أكثر حتى يكون قبولها مشاركة بينها وبين ربها. والرحمة لا حدود لها. هي فيض. هل للإنسان ان يحسن فقط؟ الحنان الإلهي اذا عنى شيئا فلا بد ان يعني تجميلا للنفس التي استُدعيت. بعض القديسين القلائل يقولون ان الرب لا يترك أحداً في الجحيم الى الأبد. غير ان القديس اسحق السرياني الذي كان يؤمن بهذا منعنا من تعليمه رسمياً خشية الانزلاق. |
|