للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الجنس والمحبّة 12/13/2014 |
Saturday, 13 December 2014 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 12/13/2014 أنت تستدعي الجنس أو تعامله في الحياة الزوجيّة فقط. هذا ما أعرفه موقفًا لديانات التوحيد. ذلك لأنّ الجنس لا يقتصر على كونه مكانًا للحبّ ولكنّه يتعدّى ذلك إلى كونه مركزًا للحياة العائليّة بما فيها إمكان الإنجاب. هذه مسلَّمات عند أهل التوحيد كلَهم. لذلك نمسك عن الجنس في حال العزوبة. أنا أبدأ تأملي من ان كلّ شيء قائم في هدفه. إذا كنا متّفقين على ان الجنس له وظيفة حتى نهايتها يكون في اللذة مستهدفًا الإنجاب. أنا ما قلت انه وظيفة فينا محصورة بالإنجاب ولكني ما قلت ان لك ان تتحدث عنه بصورة كاملة مقنعة ان أقصيت الإنجاب عن هدفه.
إذا قبلنا أنّ اللذّة مرافقة لنشاطنا الجسديّ نقول أيضًا انها ليست غاية الجسد. وضعها الله فينا لترافق نشاطنا البشري في مجال أو آخر ولكن كلّ مجال له هدفه في الحياة الإنسانيّة الكاملة. ليس من مدى بشري غايته اللذّة. أنت تأكل لتعيش. في طلبك العيش تعثر على اللذّة. هي مرافقة للغاية وليست الغاية. لذلك كان الاستلذاذ من أجل نفسه ضربًا للغاية. الله وضع فينا لذّة الجسد لا لأجل نفسها ولكن لأنه يريد الحياة وجعل اللذّة دافعة إليها. هي وسيلة وان جَعلتَ الوسيلة غاية تُخطئ. تربيتي الفكريّة أتتني من التراث بمعنى اني لا أخلق الحقيقة، ولكني استمدها من كل البهاء الروحي الذي سبقني في الحضارات التي أذوقها. أنا لست وليدًا للحظة مولدي. أنا من التاريخ الذي جاءني من المسيحية أولا ومن كلّ ما يتصل بها أو يحنّ إليها. أنا أكره كلامًا في العلمانيّة لا ينتسب إلى شيء. لا شيء يقنعني انك لست من أصل مسيحي أو إسلامي مهما قلت. ان كنت مسيحيًا فألحدت تكون تربيتك المسيحيّة المغلوطة قادتك إلى الإلحاد. هكذا لو كنت مسلمًا. ما من إنسان يأتي فكريًا من العدم. أنا كاتب هذه السطور أعرف اني أتيت من الكنيسة الأرثوذكسية ومن الشرق الأدنى ومن لبنان ومن اللغة العربية ومن دوستويفسكي وبرغسون وبعض آخرين. لا يولد أحد من عدم أو من ماضي تأمّلاته فقط. بعضُنا أَلصقُ بأمّه الأرض وبعضُنا أَلصقُ بالله. نذوق الكون مختلفين ونتقارب بالمحبّة التي نزلت علينا. الجنس أحد أمكنة المحبّة ولكنه ليس المحبّة كاملة. لا شيء في النظر الى الانسان الكامل يسمَّى الحياة الجنسيّة. هذه فيها حدّ أدنى من الحنان عند أقوى الناس شهوانيّة. إذا طَغَت قد يعمى الانسان ويتكلّم عن حياةٍ جنسيّة. الانسان حياة ويأتي الجنس تعبيرًا عن الحياة لأّن الجنس هو من الانسان كلّه ان كان الانسان موَحَدًا. العزل بين الانسان وجسده ليس له أساس في كياننا البشري. انت إذا اعتزلت ممارسة الجنس لسبب روحي او انضباطي لا تُبيده. الميل الى الجنس الآخر في أقصى درجات العفة يبقى مشاركة. درجات التعبير تختلف.
|
|