Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2015 الظهور الإلهي 01/03/2015
الظهور الإلهي 01/03/2015 Print Email
Saturday, 03 January 2015 00:00
Share

الظهور الإلهي   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 01/03/2015

georgekhodr   جاء من التاريخ وهو قبل التاريخ. وُلدَ من مريم وهو خالق مريم. لأنَّه كان في البَدء أي قبل بدء الخليقة. علاقتنا معه جاءت منه وأرادها منَّا أي من طريقه إلينا في الحب. نحن لسنا نعرفه إلا حبًا.

 أهم ما أراه في هذا الصباح انه مخلصنا من التفه، من الخطيئة. أليست الخطيئة هي التفه؟ أليس الوجود هو الحب والله مبدعه في تاريخ الفكر؟ إذا كان المسيح غير ما أعرفه في الحب فأنا غير موجود. أي ما عندنا من الخير والحق هو مكوّنه أو مترجمه. ذلك ان ارمياء قال: «روح أفواهنا مسيح الرب». كل عظمة في الدنيا، كل جمال ترجمته ولا يثبت جمال الا إذا استطعت ان تعيده إليه. وإذا كنت أنت حاملاً جمالاً حقًا فأنت منه مصبوغًا بصبغة الماء.

هناك على نهر الأردن سمع صوت الله يقول عن المسيح: «هذا هو ابني الحبيب». أنا لست هنا في وارد التفسير. جلّ ما أقوله ان الله في كتبنا ما سمَّى أحدًا ابنًا آخر. دعانا جميعًا بعضنا مع بعض أبناء من باب الحب لا من باب اندماج بجوهر الله. هذا يكون شركًا فنحن آتون من الله بالحب لا بجوهر أقنومنا البشري المخلوق. غير ان في المسيحية هذا الأمر اللافت ان يسوع الناصري دُعي في كُتبنا صادرًا عن الله صدورًا ونحن لسنا كذلك. نحن صُنع يديه أي نحن مخلوقون بمعنى انه كان زمن ما كنَّا فيه.

كيف نكون مستنيرين بنُور الرب ونحن مخلوقون؟ السرّ هو ان الله يعطيك نفسه فقط في محبَّته ولا يقسم جوهره. هذا سرّ لا يسوغ النطق به أو التأمل فيه. وفي التعريف الأرثوذكسي الأكثر وضوحًا أنت تتقبل النعمة الإلهية وهي غير مخلوقة ولا تصبح في الجوهر إلهًا ولكنك إله في مساهمة النعمة وهذا لا يفهمه إنسان.

ان ما حصل في نهر الأردن أعني سماع صوت الاب: «هذا هو ابني الحبيب» وظهور الابن في الجسد أي انكشاف الله للبشر في شكلهم كان التبيان الفصيح لعلاقة الله بنا. لقد أحبنا الله في المسيح لأنه جعلنا أبناء. وبهذا يقيم كل إنسان مؤمن به مسيحًا آخر في وحدته مع يسوع الناصري.

أنت الإنسان تظهر ببشرة جديدة ان صرت مع المسيح أي بالمسيح ومنه. قبل ذلك أنت ابن امرأة. بعد ذلك أنت ابن لله. وإذا ظهرتَ للناس يرون الله فيك. الله ظهر في كلّ مكان بما في ذلك الوثنية. ثم ظهر بالأنبياء وأخيرًا في حبه بيسوع المسيح.

هو ظاهر دائمًا بالذين يحبّهم. هم يترجمونه. اتّخذ كلّ واحد منهم لسانًا له. لا تنحصر سُكناه في الكتاب المقدس. انه جعل كلاً من أحبائه كتابًا له. لذلك تقرب أنت كلّ إنسان بالقدسيّة التي تقرب فيها ربك بكلمته. أنت لا تنقل إلى الناس كلماتك بل كلمة الله التي حلّت فيك. إذا سمعوك يجب ان يحبّوها وما لم يصلوا إلى هذا غالبًا تكون أنت قد أخفقت. يستحيل عليك ان تظهر للناس ظهورًا إلهيًا الا إذا لبستَ المسيح أي إذا اتحدتَ به من عمق كيانكَ. ان تُحدّث عنه لا يكفي ليصل بك إلى الناس. ينبغي ان يحسوا أنك اتّخذته مخلصًا لك ومرشدًا كلّ خطوة في حياتك. إذا استطاعوا ان يحبّوا الله من وراء عشرتهم لك تكون أتممتَ قصد حياتك. قبل هذا أنت في سعي. تكون قد وصلت إذا اتّحد الناس بالله لأنك شهدتَ له أمامهم. بهذه الشهادة اليوميّة يكون الظهور الإلهي تم تفعيله فيك.

تفهم من هذا ان ظهور الربّ للناس ما انتهى عند نهر الأردن. هذا كان تبريكًا لكل الظهورات. يظهر يسوع فيك ان أنت أحببتَ الناس. عند ذاك هم يفهمون ان الربّ يُحبهم.

الله يظهر للناس بالناس. صح انه يبدو لهم بالكُتُب المقدّسة. ولكن هذه الكُتب انّما ألهمَ الله بها قدّيسين ليكشفوها للبشر. الكتاب لُغة اختارها الله لنفسه ولكنّه يُخاطب البشر بهذه الكُتُب أو إذا ناجى القلوب.

يظهر بالطريقة التي يختارها في كلّ ظرف حسب حاجة الناس. نحن أتباع يسوع الناصري نؤمن ان الله خاطبنا به ويخاطبنا اليوم بالإنجيل وبالأطهار. هذا شأنه وإذا عرفت صوته لك ان تُصغي. هناك ظهور إلهي خاص بكل إنسان إذا أحس بصوت الله. طهّر نفسك لتسمع.

Last Updated on Friday, 02 January 2015 13:09
 
Banner