للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
أحد الأرثوذكسيّة 02/28/2015 |
Saturday, 28 February 2015 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 28 شباط 2015 هكذا في كنيستنا نسمّي الأحد الأول من الصوم الذي نحن فيه ويعني أحد استقامة الرأي. تسمية قديمة جدًا سابقة للانفصال القائم بيننا وبين المسيحيين الآخرين. أنت لست مستكبرًا إذا آمنت أنّك في الحقّ. أنت تشهد ليس لنفسك ولكن للإيمان الذي ورثته من الله. بهذا تعود إلى الله لا إلى كبرياء جماعة ان وجدت الكبرياء. أنت لا تستصغر أحدًا إذا قلت أنك في الحق. في ذلك انت شاهد لله فقط الذي هو وحده جعلك ما أنت. لعلها مناسبة لأقول إننا ندعو الله الاّ يجعلنا في استكبار. أنت لست كبيرًا في نفسك. أنت كبير بالنعمة. هذه مناسبة لأقول أنّ إيمانك بأنك موفور النعمة لا يستدعي شعور عظمة قائمة فيك. العظمة التي نزلت عليك ليس لك فيها فضل. وأنت لا تلازمك عظمة إذا تواضعت. البشر من لحم ودم وليس فيهم شيء. العظمة في ما ورثوا. فاذا استكبر فريق منَّا نحن المسيحيين في ما أخذ يكون شكورًا. امَّا إذا استعظم نفسه يكون قد سقط. الله عدو المستكبرين لأنهم استكبروا ولكنه ليس عدو من افتخر بالحقيقة التي نزلت عليه. فإذا استعظم أهل الأرثوذكسية أنفسهم يضربهم الله. اما إذا شكروا العظمة النازلة عليهم يعليهم. أنت لا تمتلك الإيمان المستقيم الرأي لتتعظم به. هو يملكك إذا شئت وتواضعت. دائمًا كان همّ الكنيسة بقاءها في استقامة الرأي لأنه هو استقامة الإيمان والقلب. هذا افتخار بالله وليس استكبارًا على أحد. انت لا تدين الذين ليسوا على الإيمان القويم. لم يصل إليهم. هم في سرّ الله وهو يتدبر مصيرهم. وليس عليك حَرَج إن افتخرت بإيمانك لأنَّه أعطي لك. هذا يزيدك إصرارًا عليه وأنت لا تدخل السماء بفضلك بل بفضل النعمة عليك. ويلٌ للمستقيم رأيه إذا ادّعى أو استكبر. هذا ليس له. انه أعطيه. امَّا لماذا هو حبيب الله فالجواب عند الله. والله لا يعطي أحدًا حسابًا. أنت تشكره ان عرفت أنك له والشكر أيضًا من نعمته عليك. نحن الأرثوذكسيين لا ندّعي شيئًا ان كنا فاهمين. لا نقول اننا أفضل من الآخرين. ما عندنا ليس منا، ورثناه من الله وهو في ذلك حر. لا نسأله لماذا أعطانا، لا نعرف. وأنت لا تسأله إذا لم يعطك. هو يعرف. ليس أحد يعرف لماذا هو في استقامة الرأي. هذا فضل الله عليه. وليس أحد يعرف لماذا لم يرث هذا الفضل. هذا شأن ربي. وليس من حق أحد ان ينسب إلى نفسه جمال انتسابه إلى الإيمان. هذه نعمة لا يملك ان يسبر غورها. إذا دعاك الله إلى استقامة الرأي فلا شأن لك في ذلك. أنت تتقبّل النعمة وتشكر. سرّ الله وحده إذا أقامك في بيته. مصير الذين لا يظهرون انهم في بيته لا تعرفه. هؤلاء ليسوا في معرفتك. انهم في الرحمة. لماذا نزلت عليك استقامة الرأي وعلى ذويك من قبلك. لن تعلم شيئًا عن هذا. أنت فقط تشكر. هنا أود ان أبدّد سوء فهم قائمًا. أهل الإيمان المستقيم لم يقولوا يومًا انهم أفضل من سواهم أو أقرب إلى الله. قالوا ان ما يؤمنون به هو ما انزله الله عليهم. هذا شأنه وليس شأن أحد. هم ليسوا في حالة ادّعاء. هم في حالة شكر. اما لماذا أدخل المسيح إلى حظيرته قومًا ولم يدخل آخرين فهو وحده يعلم. في كنيستي نميز بين المستقيمي الرأي والذين هم على رأي آخر ولا نقول غير المستقيمي الرأي. ولا نقول ان الذين ليسوا على استقامة الرأي ذاهبون إلى الجحيم. الله وحده يعرف هؤلاء.
|
Last Updated on Friday, 27 February 2015 20:35 |
|