Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2015 أن نبقى مع الله ٠٣/٢١/٢٠١٥
أن نبقى مع الله ٠٣/٢١/٢٠١٥ Print Email
Saturday, 21 March 2015 00:00
Share

أن نبقى مع الله   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ٢١ آذار ٢٠١٥

georgekhodr   أن نبقى مع الله إن أعطى وإن خذل أو حسبنا أنه خذل هذه طاعتنا للإيمان. أنت فقير اليه ولا تشترط عليه شيئاً إن أمدك بنعمة ولا تتذمر إذا حرمك إياها. في ما تأخذ وفي ما لا تأخذ أنت فقير. أنت لست في تجارة مع الله. إن اعطى فهذا من محبته وإن خذل فهذا أيضًا من محبّته لأنّه مربّيك. وإذا لم يجرّبك أحيانًا كيف تعرف انّه أب لك في الحقيقة؟

 هو لم يشترط عليك شيئًا فتكون معه. في غناك الروحيّ وفي فقرك هو معك. تجرّد من علاقة التجارة معه. افهم دفعة واحدة أنّه إذا أغناك بنعمة أو أفقرك هو معك. لست معه في عقد ثنائيّ. العلاقة بحبّه لك. أنت تقبل حبّه وتشكر. أنت إن أحببته لا تزيده شيئًا.

لازمه لتحيا. وحدك أنت تافه. كُن معه لتجد أنّ لك معنى. الإنسان وحده بلا إله صحراء. كيف يغتذي؟ مصلحتك أن تبقى معه. هو لا يستفيد منك بشيء. معه لك كيان لأنك وحيدًا.

عنه فيك فراغ أو كلّك فراغ. ولكن أن تبقى معه هو أن تبقى له أي مخصِّصًا نفسك له، مندفعًا إليه بكلّ قواك، ناسيًا ملذاتك الضّارة ومنافعك الخسيسة. أن تكون له هو أن تنسى أنّك مركز الوجود وأن تنبسط أمام الناس بالخدمة. الله في الناس. إن لم تجده فيهم لن تجده في السماء. تبدأ السماء بالحبّ هنا، أحب الناس جميعًا بالإخلاص الكامل.

السماء أولاً فيك وفي الناس لأنّها في الله والله فيك وفي الناس. كيف تعرف انك مع الله؟ في جواب أول إذا رفضت الرذيلة وآمنت بالبرّ وفي جواب ثان إن حقّقت البرّ بالمحبّة. وهذه لا يزاد عليها لأنّك بها تصل إلى الله.

أنت مع الله أولاً أن آمنت. وأن تؤمن تعني أن تعتبر الله مأمنًا لك وملجأ أي أنّك لم تبق في إحساسك خارجًا عنه. هذه المعيّة هي كلّ الإيمان إن لم تكتف بالإيمان كلامًا.

أن تؤمن عمليّة في غاية الصعوبة، إن فهمتها، لأنها تعني أنك اقتنعت بعقلك وسلوكك معًا أن الرب هو كلّ الحياة وكلّ حياتك. معنى ذلك أنك خرجت من ذاتك، من الأنا لتصبح عنده وله. في الأخير معناها انك أمَتتَّ كلّ ما فيك من شهوات ليصبح الله شهوتك الوحيدة. الإيمان ترهّب وانقطاع لتحقيق الحبّ بينك لترتفع قليلاً أو كثيرًا فوق المخلوقيّة.

إذا مكثتَ عند الله ماذا يبقى لك من نفسك؟ ماذا تشاهد منها؟ إن صرت حقًا له لا تشاهد إلاَّ وجهه فتعود إليك الوجوه التي تحبّ مستنيرة بنوره وبينه. اذا تربّيت عليه تلحظ يومًا بعد يوم انك صرتَ تتكلّم بكلامه وتطلب إرادته وتُدرك ان شهواتك أخذت تتساقط.

أن تبقى وجوديًا مع الله يعني أنك تحب وأن تحبَّ كلّ إنسان حولك بلا نظر إلى حسناته. الحب مجانيّ كليًا أي لا يطلب ردًا. تُعطيه بأمر من الله ولا تنتظر تعزية بأن تبقى مع الله في فرحك وفي وجعك طالبًا وجهه فقط لأنّك إذا أدركت أن وجهه يكفيك تكون فهمت كلّ شيء.

أن تشعر بأنّ الرب يكفيك لا تعني انك شعرت بالاستغناء عن خلائقه. تعني أنك تراها من خلاله، أن ترى ملامحه على وجوههم. ان ترى وجوههم وحدها بلا ملمح منه هو ان تعبدها وهذا شرك. ان تراه على وجوههم تعني أنّ هذه تجلَّت وانك أنت تجلّيت بها. لا إله فيك ما لم يكن ناسه فيك.

Last Updated on Saturday, 21 March 2015 03:43
 
Banner