Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2015 لبنان المرجو 08/29/2015
لبنان المرجو 08/29/2015 Print Email
Saturday, 29 August 2015 00:00
Share

لبنان المرجو  

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 29 آب 2015

georgekhodr   لبنان المرجو لبنان الحق. هذا يعني ما كان فوق التفاهم السياسي إلى ما هو وحدة القلوب. ان يقتنع كل منا ان الفارق باقٍ أساساً ومرجو استمراره. لبنان كثير المناحي الفكرية وفيه ديانتان والدين منحى وجود ولا نستطيع بعلمانية سطحية ان نلغي اختلاف العقائد وهي فاعلة ولكنا قادرون ان نتجاوز تباعد القلوب إلى ما فيه وحدتها.

 هل الوحدة هي، بالضرورة، العلمانية حسب المنهج الفرنسي أي ان نصرف النظر عن انتمائنا الديني؟ هل من حياد ممكن ان كنا مؤمنين أم ان الخلاص هو في قبول الفريق الآخر والاعتراف بأنه آخر وبأننا محاولون صادقين ان نعيش بعضنا مع البعض بلا قتال؟ هل وحدة القلوب تمنع التنوع في العقيدة؟ إذا كان التنوع الديني موقف كل فريق هل يمنع هذا التعايش الصادق والمحبة، هذا ما يجب ان تقدمه هذه البلاد نموذج عيش سليم صادق للإنسانية كلها.

 لست أنكر الصعوبة النظرية في التعايش. قلت النظرية لأننا تعايشنا مقتنعين بعضنا بالبعض أي قابلين بالاختلاف عائشين معاً في المحبة وعرف الكثيرون منا امكان التلاقي بين الاختلاف في العقيدة والمحبة، تاركين لله الحكم علينا في اليوم الأخير ومجتهدين ان نعيش معاً على الأرض في المحبة والتعاون صادقين وهذا ليس بالحلم لأن الكثيرين منا عاشوا محبة صادقة وعرفوا أن التعايش الكريم ممكن ومنتج. هذا كالزواج. أنت تعطى امرأة من بيئة مختلفة بالكلية ولكن بوعد الحب المشترك تصبحان واحداً. المحبة وحدها هي الوجود.

 لا بد ان نتعلّم ان وحدة القلوب ممكن ان تنسجم مع تعدد الأفكار وتضادها. الوحدة ليست الانصهار. هي قائمة بين مختلفين ولكنهم على محبة واحدة. المحبة ليست بالضرورة في الاندماج، انها في تلاقي القلوب.

 لبنان ثمرة اجتهادها. الوطن يُبنى ولا يُعطى نهائياً. المحبة تربيها فيك وفي الآخرين. بلدك ان أردته كبيراً تجعله كبيراً. تخلقه أيضاً. الوطن مفهوم متحرك وموروث معاً. الماضي لا يكبلك بالضرورة وأنت تشده إلى الآتي. الماضي لا يعمل وحده الوطن. أنت تربيه وتالياً تصنعه. هذا هو الرجاء.

Last Updated on Wednesday, 02 September 2015 11:24
 
Banner