للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
أحد الأجداد ١٢/١٢/٢٠١٥ |
Saturday, 12 December 2015 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ١٢ كانون الأول ٢٠١٥ في أحد النسبة أو النسب الذي يلي هذا يرد الحديث عن تحدر المسيح من إبراهيم أي من النسل المؤمن. أما اليوم فالحديث عن تحدّر يسوع الناصري ممّن سبق إبراهيم أي من الأمم الوثنية. لذلك التشديد في المسيحية الغربية على تحدّر المسيح من اليهود لا يعكس الصورة الكاملة التي أرادها لنفسه أعني تحدّره من البشريّة جمعاء. هاجس بشريّ ان نؤكّد تحدّره من أنبياء إسرائيل ولكن ليس دونه بشريّة تأكيدُنا انه ابن البشرية كلّها. يسوع في جسده أتى من مريم أي من اليهود. وهذا تُعبّر عنه الكنيسة في أحد النسبة ومعناه أحد النسب. ولا يذكر الكتاب إلاَّ انه جاء من إبراهيم. أمّا إبراهيم نفسه فجاء من أور الكلدانيين، من العراق اليوم أي من الأمم. يسوع إذاً جسديًا كان من الأمم التي لم تكن يهودية. فكأنَّ الكنيسة في إقامتها هذا الأحد وتسميته أحد الأجداد أي الذين سبقوا إبراهيم أرادت أن تقول إن السيد هو أيضًا من الأمم. نحن لسنا بالتالي متحدّرين فقط من اليهود. القسم الأكبر منا جاء من الأمم. ونحن مع الأمم التي تنصّرت صرنا من شعب الله بالمعمودية. وبعد خروج المسيحيّة من فلسطين صار غير اليهود الأكثريّة في الكنيسة وهي لا تسأل أحدًا من أعضائها إن كان أبوه يهوديًا أم كان من الأمم. هذا موضوع تجاوزناه كليًا. المسيح يظهر في هذا الأحد سليل الشعوب وليس فقط سليل الشعب اليهودي. فقد أعدّها الله لاستقبال المسيح بالإنجيل. هنا التأكيد المفرط في الغرب المسيحي ليهوديّة المسيح يتجاهل ما قاله بولس إن اليهود والبرابرة أي غير اليهود واحد في المسيح يسوع. بالتأكيد أكّد الغرب أصله اليهودي بالروح ليكافح النازيّة التي اضطهدت اليهود. ولكن لا ضرورة الآن لهذا بعد انتهاء النازيّة. عندي أنه يجب أن نؤكد أحد الأجداد بعد أن أصرّ الغرب المسيحي إزاء هتلر على أن يؤكد ارتباطه بالعهد القديم. هذه مرحلة من الفكر الغربي اجتزناها. حاجتنا الحقيقية بعد أن قبل العالم الحديث اليهود في مجتمعاته أن نؤكد عالمية المسيح وأن نؤكد تاليًا أحد الأجداد بالقوّة التي نقول فيها بأحد الآباء. لنا أن نؤكّد الأصل الجسدي للمسيح لكونه إنسانًا وخلّصنا في جسده أي في بشريّته وهذا لا يُنسينا ألوهيّته. نحن مُخلَّصون بالطبيعتين. نحن لا يُعقّدنا اليهود روحيًا بعدما تجاوزناهم. ونحن نرجو خلاصهم بالمسيح، أي إذا عرفوه. ولا تزال صلتنا بهم هي إياها أي برجائنا أن يتعمَّدوا. غير هذه الرؤية عاطفية. |
Last Updated on Saturday, 12 December 2015 07:07 |
|